أسامة الحب بن زيد بن حارثة بن شراحيل بن عبد العزى بن امرئ القيس بن عامر بن النعمان بن عامر بن عبد ود بن عوف بن كنانة بن عوف بن عذرة بن زيد اللات بن رفيدة بن ثور بن كلب وهو حب رسول الله صلى الله عليه وسلم ويكنى أبا محمد وأمه أم أيمن واسمها بركة حاضنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ومولاته وكان زيد بن حارثة في رواية بعض أهل العلم أول الناس إسلاما ولم يفارق رسول الله صلى الله عليه وسلم وولد له أسامة بمكة ونشأ حتى أدرك ولم يعرف الا الإسلام لله تعالى ولم يدن بغيره وهاجر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الى المدينة وكان رسول الله يحبه حبا شديدا وكان عنده كبعض أهله قال أخبرنا عفان بن مسلم وهاشم بن عبد الملك أبو الوليد الطيالسي ويحيى بن عباد قالوا أخبرنا شريك عن العباس بن ذريح يعني عن البهي عن عائشة قالت عثر أسامة على عتبة الباب أو أسكفة الباب فشج جبهته فقال يا عائشة أميطي عنه الدم فقذرته قالت فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يمص شجته ويمجه ويقول لو كان أسامة جارية لكسوته وحليته حتى أنفقه قال أخبرنا يحيى بن عباد قال حدثنا يونس بن أبي إسحاق قال حدثنا أبو السفر قال بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس هو وعائشة وأسامة عندهم إذ نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم في وجه أسامة فضحك ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو أن أسامة جارية لحليتها وزينتها حتى أنفقها قال أخبرنا هوذة بن خليفة قال حدثنا سليمان التيمي عن أبي عثمان النهدي عن أسامة بن زيد قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأخذني والحسن يقول اللهم إني أحبهما فأحبهما قال أخبرنا عارم بن الفضل قال حدثنا معتمر بن سليمان عن أبيه عن أبي عثمان عن أسامة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأخذني والحسن بن علي ثم يقول اللهم أحبهما فإني أحبهما قال أخبرنا عارم بن الفضل قال حدثني معتمر بن سليمان عن أبيه قال سمعت أبا تيمة يحدث عن أبي عثمان النهدي يحدثه أبو عثمان عن أسامة بن زيد قال كان نبي الله ص يأخذني فيقعدني على فخذه ويقعد الحسن بن علي على فخذه الأخرى ثم يضمنا ثم يقول اللهم ارحمهما فإني أرحمهما قال أخبرنا عبد الله بن الزبير الحميري قال حدثنا سفيان بن عيينة عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم أن النبي صلى الله عليه وسلم حين بلغه أن الراية صارت الى خالد بن الوليد قال النبي صلى الله عليه وسلم فهلا الى رجل قتل أبوه يعني أسامة بن زيد قال أخبرنا يزيد بن هارون قال أخبرنا إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم قال قام أسامة بن زيد بعد مقتل أبيه بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فدمعت عيناه ثم جاء من الغد فقام مقامه بالأمس فقال له النبي صلى الله عليه وسلم ألاقي منك اليوم ما لاقيت منك أمس قال أخبرنا سفيان بن عيينة عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت دخل مجزز المدلجي على رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأى أسامة وزيدا عليهما قطيفة قد غطيا رؤوسهما وبدت أقدامهما فقال إن هذه الأقدام بعضها من بعض قالت فدخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم مسرورا قال سفيان وحدثونا عن الزهري أنه قال تبرق أسارير وجهه قال أخبرنا هشام بن عبد الملك أبو الوليد الطيالسي قال حدثنا الليث بن سعد عن بن شهاب عن عروة عن عائشة قالت دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم مسرورا تبرق أسارير وجهه فقال ألم تري أن مجززا أبصر آنفا الى زيد بن حارثة وأسامة بن زيد فقال إن بعض هذه الأقدام لمن بعض قال محمد بن سعد قال غير هشام أبي الوليد فسر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يشبه أسامة زيدا قال أخبرنا يزيد بن هارون قال أخبرنا حماد بن سلمة عن هشام بن عروة عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخر الإفاضة من عرفة من أجل أسامة بن زيد ينتظره فجاء غلام أفطس أسود فقال أهل اليمن إنما حبسنا من أجل هذا قال فلذلك كفر أهل اليمن من أجل هذا قال محمد بن سعد قلت ليزيد بن هارون ما يعني بقوله كفر أهل اليمن من أجل هذا فقال ردتهم حين ارتدوا في زمن أبي بكر إنما كانت لاستخفافهم بأمر النبي صلى الله عليه وسلم قال أخبرنا عفان بن مسلم قال حدثنا حماد بن سلمة عن قيس بن سعد عن عطاء عن بن عباس عن أسامة بن زيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أفاض من عرفة وهو رديف النبي صلى الله عليه وسلم وهو يكبح راحلته حتى إن ذفراها ليكاد يصيب قادمة الرحل وربما قال حماد ليمس قادمة الرحل ويقول يا أيها الناس عليكم السكينة والوقار فإن البر ليس في ايضاع الإبل قال أخبرنا عفان بن مسلم قال حدثنا حماد بن سلمة قال أخبرنا علي بن زيد عن يوسف بن مهران عن بن عباس قال جاءنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ورديفه أسامة بن زيد فسقيناه من هذا النبيذ فشرب ثم قال أحسنتم فهكذا فاصنعوا قال أخبرنا عفان بن مسلم قال حدثنا همام بن يحيى قال حدثنا قتادة قال حدثني عروة أن عامرا الشعبي حدثه أن أسامة قال إنه كان ردف النبي صلى الله عليه وسلم عشية عرفة فلما أفاض لم ترفع راحلته رجلها عادية حتى بلغ جمعا قال أخبرنا يحيى بن عباد قال حدثنا حماد بن سلمة عن أيوب عن نافع بن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل مكة يوم الفتح ورديفه أسامة بن زيد فأناخ في ظل الكعبة قال بن عمر فسبقت الناس فدخل النبي صلى الله عليه وسلم وبلال وأسامة الكعبة فقلت لبلال وهو وراء الباب أين صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بحيالك بين الساريتين قال أخبرنا عبد الملك بن عمرو وأبو عامر العقدي وموسى بن مسعود وأبو حذيفة النهدي قالوا حدثنا زهير بن محمد عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن بن أسامة بن زيد عن أسامة بن زيد قال كساني رسول الله صلى الله عليه وسلم قبطية كثيفة كانت مما أهدى دحية الكلبي فكسوتها امرأتي فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لك لم تلبس القبطية قال قلت يا رسول الله كسوتها امرأتي قال فقال النبي صلى الله عليه وسلم مرها فلتجعل تحتها غلالة إني أخاف أن تصف حجم عظامها قال أخبرنا عبد الله بن جعفر الرقي قال حدثنا عبيد الله بن عمر عن بن عقيل عن محمد بن أسامة بن زيد عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله قال أخبرنا هشام بن الوليد الطيالسي قال حدثنا ليث بن سعد قال حدثني عبيد الله بن المغيره أن حكيم بن حزام أهدى الى رسول الله صلى الله عليه وسلم حلة كانت لذي يزن وهو يومئذ مشرك اشتراها بخمسين دينارا فقال رسول الله إنا لا نقبل من مشرك ولكن إذ بعثت بها فنحن نأخذها بالثمن بكم أخذتها قال بخمسين دينارا قال فقبضها رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم لبسها رسول الله صلى الله عليه وسلم وجلس على المنبر للجمعة ثم نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم فكسا الحلة أسامة بن زيد قال أخبرنا معن بن عيسى قال أخبرنا مالك بن أنس قال وأخبرنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي أويس وخالد بن مخلد قال حدثنا سليمان بن بلال قال وأخبرنا عبد الله بن مس لمة بن قعنب قال حدثنا عبد العزيز بن مسلم جميعا عن عبد الله بن دينار عن عبد الله بن عمر قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثا وأمر عليهم أسامة بن زيد فطعن بعض الناس في إمارته فقال رسول الله ص إن تطعنوا في إمارته فقد كنتم تطعنون في إمارة أبيه من قبل وأيم الله إن لخليقا للإمارة وان كان لمن أحب الناس الي وإن هذا لمن أحب الناس الي بعده قال أخبرنا عفان بن مسلم قال حدثنا وهيب بن خالد قال وأخبرنا المعلى بن أسد قال حدثنا عبد العزيز بن المختار قال حدثنا موسى بن عقبة قال حدثني سالم عن أبيه أنه كان يسمعه يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أمر أسامة فبلغه أن الناس عابوا أسامة وطعنوا في إمارته فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم في الناس فقال كما حدثني سالم ألا إنكم تعيبون أسامة وتطعنون في إمارته وقد فعلتم ذلك بأبيه من قبل وإن كان لخليقا للإمارة وإن كان لأحب الناس كلهم الي وإن ابنه هذا من بعده لأحب الناس الي فاستوصوا به خيرا فإنه من خياركم قال سالم ما سمعت عبد الله يحدث هذا الحديث قط الا قال ما حاشا فاطمة قال أخبرنا محمد بن عبد الله الأنصاري قال حدثني صالح بن أبي الأخضر قال حدثنا الزهري عن عروة عن أسامة بن زيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وجهه وجها فقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن يتوجه في ذلك الوجه واستخلف أبو بكر قال فقال أبو بكر لأسامة ما الذي عهد إليك رسول الله قال عهد الي أن اغير على أبنى صباحا ثن أخرق قال أخبرنا عبد الوهاب بن عطاء قال أخبرنا العمري عن نافع عن بن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث سرية فيهم أبو بكر وعمر فاستعمل عليهم أسامة بن زيد وكان الناس طعنوا فيه أي في صغره فبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه وقال إن الناس قد طعنوا في إمارة أسامة بن زيد وقد كانوا طعنوا في إمارة أبيه من قبله وإنهما لخليقان لها أو كانا خليقين لذلك فإنه لمن أحب الناس الي وكان أبوه من أحب الناس الي الا فاطمة فأوصيكم بأسامة خيرا قال أخبرنا الفضل بن دكين قال حدثنا حنش قال سمعت أبي يقول استعمل النبي صلى الله عليه وسلم أسامة بن زيد وهو بن ثماني عشرة سنة قال أخبرنا أبو أسامة حماد بن أسامة قال حدثنا هشام بن عروة قال أخبرني أبي قال أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أسامة بن زيد وأمره أن يغير على أبني من ساحل البحر قال هشام وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا أمر الرجل أعلمه وندب الناس معه قال فخرج معه سروات الناس وخيارهم ومعه عمر قال فطعن الناس في تأمير أسامة قال فخطب رسول الله عليه السلام فقال إن ناسا طعنوا في تأميري أسامة كما طعنوا في تأميري أباه وإنه لخليق للإمارة وإن كان لأحب الناس الي من بعد أبيه وإني لأرجو أن يكون من صالحيكم فاستوصوا به خيرا قال ومرض رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل يقول في مرضه أنفذوا جيش أسامة أنفذوا جيش أسامة قال فسار حتى بلغ الجرف فأرسلت اليه امرأته فاطمة بنت قيس فقالت لا تعجل فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم ثقيل فلم يبرح حتى قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم رجع الى أبي بكر فقال إن رسول الله بعثني وأنا على غير حالكم هذه وأنا أتخوف أن تكفر العرب فإن كفرت كانوا أول من يقاتل وإن لم تكفر مضيت فإن معي سروات الناس وخيارهم قال فخطب أبو بكر الناس فحمد الله وأثنى عليه ثم قال والله لأن تخطفني الطير أحب الي من أن أبدأ بشيء قبل أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فبعثه أبو بكر الى آبل واستأذن لعمر أن يتركه عنده قال فأذن أسامة لعمر قال فأمره أبو بكر أن يجزر في القوم قال هشام بقطع الأيدي والأرجل والأوساط في القتال حتى يفزع القوم قال فمضى حتى أغار عليهم ثم أمرهم أن يعظموا الجراحة حتى يرهبوهم قال ثم رجعوا وقد سلموا وقد غنموا قال وكان عمر يقول ما كنت لاجئ أحدا بالإمارة غير أسامة لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قبض وهو أمير قال فساروا دنوا من الشام أصابتهم ضبابة شديدة فسترهم الله بها حتى أغاروا وأصابوا حاجتهم قال فقدم بنعي رسول الله صلى الله عليه وسلم على هرقل وإغارة أسامة في ناحية أرضه خبرا واحدا فقالت الروم ما بالي هؤلاء بموت صاحبهم أن أغاروا على أرضنا قال عروة فما رئي جيش كان أسلم من ذلك الجيش قال أخبرنا يزيد بن هارون قال أخبرنا حماد بن سلمة عن هشام بن عروة عن أبيه بنحو حديث أبي أسامة عن هشام وزاد في الجيش الذي استعمله عليهم أبو بكر وعمر وأبو عبيدة بن الجراح قال وكتبت اليه فاطمة بنت قيس إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد ثقل وإني لا أدري ما يحدث فإن رأيت أن تقيم فأقم فدوم أسامة بالجرف حتى مات رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وأمر أن يعظم فيهم الجراح يجزل فكفرت العرب قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عبد الله بن يزيد بن قسيط عن أبيه عن محمد بن أسامة بن زيد عن أبيه قال بلغ النبي صلى الله عليه وسلم قول الناس استعمل أسامة بن زيد على المهاجرين والأنصار فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى جلس على المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أيها الناس أنفذوا بعث أسامة فلعمري إن قلتم في إمارته لقد قلتم في إمارة أبيه من قبله وإنه لخليق للإمارة وإن كان أبوه لخليقا لها قال فخرج جيش أسامة حتى عسكروا بالجرف وتتام الناس اليه فخرجوا وثقل رسول الله صلى الله عليه وسلم فأقام أسامة والناس لينظروا ما الله قاض في رسوله قال أسامة فلما ثقل هبطت من عسكري وهبط الناس معي وغمى على رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا يتكلم فجعل يرفع يده الى السماء ثم نصبها الي فأعرف أنه يدعو لي قال أخبرنا كثير بن هشام قال أخبرنا جعفر بن برقان قال حدثنا الحضرمي رجل من أهل اليمامة قال بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث أسامة بن زيد وكان يحبه ويحب أباه قبله بعثه على جيش وكان ذلك من أول ما جرب أسامة في قتال فلقي فقاتل فذكر منه بأس قال أسامة فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم وقد أتاه البشير بالفتح فإذا هو متهلهل وجهه فأدناني منه ثم قال حدثني فجعلت أحدثه فقلت فلما انهزم القوم أدركت رجلا وأهويت اليه بالرمح فقال لا اله الا الله فطعنته فقتلته فتغير وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال ويحك يا أسامة فكيف لك بلا اله الا الله ويحك يا أسامة فكيف لك بلا اله الا الله فلم يزل يرددها علي حتى لوددت أني انسلخت من كل عمل عملته واستقبلت الإسلام يومئذ جديدا فلا والله لا أقاتل أحدا قال لا اله الا الله بعدما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أخبرنا عفان بن مسلم قال حدثنا أبو عوانة عن سليمان الأعمش عن إبراهيم التيمي عن أبيه قال قال ذو البطن أسامة بن زيد لا أقاتل رجلا قال لا اله الا الله أيدا فقال سعد بن مالك وأنا والله لا أقاتل رجلا يقول لا اله الا الله أبدا فقال لهما |