سلمان الفارسي قال أخبرنا أبو معاوية الضرير قال حدثنا الأعمش عن أبي ظبيان عن جرير يعني بن عبد الله والأعمش عن أبي سفيان عن أشياخه أن سلمان الفارسي كان يكنى أبا عبد الله قال أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم الأسدي عن عوف عن أبي عثمان النهدي قال قال لي سلمان أتعلم مكان رام هرمز قلت نعم قال فإني من أهلها قال أخبرنا محمد بن عبد الله الأسدي قال حدثنا سفيان عن عبيد أبي العلاء عن عامر بن واثلة عن سلمان قال أنا من أهل جي قال أخبرنا يوسف بن البهلول قال حدثنا عبد الله بن إدريس قال حدثنا محمد بن إسحاق عن عاصم بن عمر بن قتادة عن محمود بن لبيد عن بن عباس قال حدثني سلمان الفارسي حديثه من فيه قال كنت رجلا من أهل أصبهان من قرية يقال لها جي وكان أبي دهقان أرضه وكنت من أحب عباد الله اليه فما زال في حبه أياي حتى حبسني في البيت كما تحبس الجارية قال فاجتهدت في المجوسية حتى كنت قاطن النار التي نوقدها لا نتركها تخبو وكانت لأبي ضيعة في بعض عمله وكان يعالج بنيانا له في داره فدعاني فقال أي بني إنه قد شغلني بنياني كما ترى فانطلق الى ضيعتي فلا تحبس علي فإنك إن فعلت شغلتني عن كل ضيعة وكنت أهم عندي مما أنا فيه فخرجت فمررت بكنيسة للنصارى فسمعت صلاتهم فيها فدخلت عليهم أنظر ما يصنعون فلم أزل عندهم وأعجبني ما رأيت من صلاتهم وقلت في نفسي هذا خير من ديننا الذي نحن عليه فما برحتهم حتى غابت الشمس وما ذهبت الى ضيعة أبي ولا رجعت اليه حتى بعث الطلب في أثري وقد قلت للنصارى حين أعجبني ما رأيت من أمرهم وصلاتهم أين أصل هذا الدين قالوا بالشام قال ثم خرجت فرجعت الى أبي فقال أي بني أين كنت قد كنت عهدت إليك وتقدمت الا تحتبس قال قلت إني مررت على ناس يصلون في كنيسة لهم فأعجبني ما رأيت من أمرهم وصلاتهم ورأيت أن دينهم خير من ديننا قال فقال لي أي بني دينك ودين آبائك خير من دينهم قال قلت كلا والله قال فخافني فجعل في رجلي حديدا وحبسني وأرسلت الى النصارى أخبرهم أني قد رضيت أمرهم وقلت لهم إذا قدم عليكم ركب من الشام فآذنوني فقدم عليهم ركب منهم من التجار فأرسلوا الى فأرسلت إليهم إن أرادوا الرجوع فآذنوني فلما أرادوا الرجوع أرسلوا الى فرميت بالحديد من رجلي ثم خرجت فانطلقت معهم الى الشام فلما قدمت سألت عن عالمهم فقيل لي صاحب الكنيسة أسقفهم قال فأتيته فأخبرته خبري وقلت أني أحب أن أكون معك أخدمك وأصلي معك وأتعلم منك فإني قد رغبت في دينك قال أقم فكنت معه وكان رجل سوء في دينه وكان يأمرهم بالصدقة ويرغبهم فيها فإذا جمعوا اليه الأموال اكتنزها لنفسه حتى جمع سبع قلال دنانير ودراهم ثم مات فاجتمعوا ليدفنوه قال قلت تعلمون أن صاحبكم هذا كان رجل سوء فأخبرتهم ما كان يصنع في صدقتهم قال فقالوا فما علامة ذلك قال قلت أنا أدلكم على ذلك فأخرجته فإذا سبع قلال مملوءة وورقا فلما رأوها قالوا والله لا تغيبه أبدا ثم صلبوه على خشبة ورجموه بالحجارة وجاؤوا بآخر فجعلوه مكانه قال سلمان فما رأيت رجلا لا يصلي الخمس كان خيرا منه أعظم رغبة في الآخرة ولا أزهد في الدنيا ولا أدأب ليلا ولا نهارا منه وأحببته حبا ما علمت أني أحبت شيئا كان قبله فلما حضره قدره قلت له إنه قد حضرك من أمر الله ما ترى فماذا تأمرني والى من توصي بي قال أي بني ما أرى أحدا من الناس على مثل ما أنا عليه الا رجلا بالموصل فأما الناس فقد بدلوا وهلكوا فلما توفي أتيت صاحب الموصل فأخبرته بعهده الي أن ألحق به وأكون معه قال أقم فأقمت معه ما شاء الله أن أقيم على مثل ما كان عليه صاحبه ثم حضرته الوفاة فقلت إنه قد حضرك من أمر الله ما ترى فإلى من توصي بي قال أي بني والله ما أعلم أحدا على أمرنا الا رجلا بنصيبين وهو فلان فالحق به قال فأتيت على رجل على مثل ما كان عليه صاحباه فأخبرته خبري فأقمت معه ما شاء الله أن أقيم فلما حضرته الوفاة قلت له إن فلانا كان أوصى بي الى فلان وفلان الى فلان وفلان إليك فإلى من توصي بي قال أي بني والله ما أعلم أحدا من الناس على ما نحن عليه الا رجلا بعمورية من أرض الروم فإن استطعت أن تلحق به فالحق فلما توفي لحقت بصاحب عمورية فأخبرته خبري وخبر من أوصى بي حتى انتهيت اليه فقال أقم فأقمت عنده فوجدته على مثل ما كان عليه أصحابه فمكثت عنده ما شاء الله أن أمكث وثاب لي شيء حتى اتخذت بقرات وغنيمة ثم حضرته الوفاة فقلت له الى من توصي بي فقال لي أي بني والله ما أعلم أنه أصبح في الأرض أحد على مثل ما كنا عليه آمرك أن تأتيه ولكنه قد أظلك زمان نبي يبعث بدين إبراهيم الحنفية يخرج من أرض مهاجره وقراره ذات نخل بين حرتين فإن استطعت أن تخلص اليه فاخلص وإن به آيات لا تخفى إنه لا يأكل الصدقة وهو يأكل الهدية وإن بين كتفيه خاتم النبوة إذا رأيته عرفته قال ومات فمر بي ركب من كلب فسألتهم عن بلادهم فأخبروني عنها فقلت أعطيكم بقراتي هذه وغنمي على أن تحملوني حتى تقدموا بي أرضكم قالوا نعم فاحتملوني حتى قدموا بي وادي القرى فظلموني فباعوني عبدا من رجل من يهود فرأيت بها النخل وطمعت أن تكون البلدة التي وصفت لي وما حقت لي ولكني قد طمعت حين رأيت النخل فأقمت عنده حتى قدم رجل من يهود بني قريظة فابتاعني منه ثم خرج بي حتى قدمت المدينة فوالله ما هو الا أن رأيتها فعرفتها بصفة صاحبي وأيقنت أنها هى البلدة التي وصفت لي فأقمت عنده أعمل له في نخله في بني قريظة حتى بعث الله رسوله صلى الله عليه وسلم وخفي على امره حتى قدم المدينة ونزل بقباء في بني عمرو بن عوف فوالله إني لفي رأس نخلة وصاحبي جالس تحتي إذ أقبل رجل من يهود من بني عمه حتى وقف عليه فقال أي فلان قاتل الله بني قيلة إنهم آنفا ليتقاصفون على رجل بقباء قدم من مكة يزعمون أنه نبي قال فوالله إن هو إلا أن قالها فأخذتني العرواء فرجفت النخلة حتى ظننت لأسقطن على صاحبي ثم نزلت سريعا أقول ماذا تقول ما هذا الخبر قال فرفع سيدي يده فلكمني لكمة شديدة ثم قال ما لك ولهذا أقبل على عملك قلت لا شيء إنما أردت أن أستثبته هذا الخبر الذي سمعته يذكر قال أقبل على شأنك قال فأقبلت على عملي ولهيت منه فلما أمسيت جمعت ما كان عندي ثم خرجت حتى جئت الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بقباء فدخلت عليه ومعه نفر من أصحابه فقلت إنه بلغني أنك ليس بيدك شيء وأن معك أصحابا لك وأنكم أهل حاجة وغربة وقد كان عندي شيء وضعته للصدقة فلما ذكر لي مكانكم رأيتكم أحق الناس به فجئتكم به ثم وضعته له فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كلوا وامسك هو قال قلت في نفسي هذه والله واحدة ثم رجعت وتحول رسول الله صلى الله عليه وسلم الى المدينة وجمعت شيئا فسلمت عليه وقلت له إني قد رأيتك لا تأكل الصدقة وقد كان عندي شيء أحب أن أكرمك به من هدية أهديتها كرامة لك ليست بصدقة فأكل وأكل أصحابه قال قلت في نفسي هذه أخرى قال ثم رجعت فمكثت ما شاء الله ثم أتيته فوجدته في بقيع ال غرقد قد تبع جنازة وحوله أصحابه وعليه شملتان مؤتزرا بواحدة مرتديا بالأخرى قال فسلمت عليه ثم عدلت لأنظر في ظهره فعرف أني أريد ذلك وأستثبته قال فقال بردائه فألقاه عن ظهره فنظرت الى خاتم النبوة كما وصف لي صاحبي قال فأكببت عليه أقبل الخاتم من ظهره وأبكي قال فقال تحول عنك فتحولت فجلست بين يديه فحدثته حديثي كما حدثتك يا بن عباس فأعجبه ذلك فأحب أن يسمعه أصحابه ثم أسلمت وشغلني الرق وما كنت فيه حتى فاتني بدر وأحد ثم قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم كاتب فسألت صاحبي ذلك فلم أزل حتى كاتبني على أن أحيي له بثلاثمائة نخلة وأربعين أوقية من ورق ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أعينوا أخاكم بالنخل فأعانني كل رجل بقدره بالثلاثين والعشرين والخمس عشرة والعشر ثم قال يا سلمان اذهب ففقر لها فإذا أنت أردت أن تضعها فلا تضعها حتى تأتيني فتؤذنني فأكون أنا الذي أضعها بيدي فقمت في تفقيري فأعانني أصحابي حتى فقرنا شربا ثلاثمائة شربة جاء كل رجل بما أعانني به من النخل ثم جاء رسول الله فجعل يضعها بيده يسوي عليها شربها ويبرك حتى فرغ منها رسول الله جميعا فلا والذي نفس سليمان بيده ما ماتت منه ودية وبقيت الدراهم فبينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم في أصحابه إذ أتاه رجل من أصحابه بمثل البيضة من ذهب أصابها من بعض المعادن فتصدق بها إليه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما فعل الفارسي المسكين المكاتب ادعوه لي فدعيت له فجئت فقال اذهب بهذا فأدها عنك مما عليك من المال قال وقلت وأين يقع هذا مما علي يا رسول الله قال إن سيؤدي عنك قال بن إسحاق فأخبرني يزيد بن أبي حبيب أنه كان في هذا الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وضعها يومئذ على لسانه ثم قلبها ثم قال لي اذهب فأدها عنك ثم عاد حديث بن عباس ويزيد أيضا قال سلمان فوالذي نفسي بيده لوزنت له منها أربعين أوقية حتى وفيته الذي له وعتق سلمان وشهد الخندق وبقية مشاهد رسول الله صلى الله عليه وسلم حرا مسلما حتى قبضه الله قال أخبرنا يوسف بن البهلول قال حدثنا عبد الله بن إدريس قال حدثنا محمد بن إسحاق قال حدثني عاصم بن عمر بن قتادة عن رجل من عبد القيس أنه سمع عمر بن عبد العزيز يقول حدثني من حدثه سلمان أنه كان في حديثه حين ساقه لرسول الله صلى الله عليه وسلم أن صاحب عمورية قال له أرأيت رجلا بكذا وكذا من أرض الشام بين غيضتين يخرج من هذه الغيضة الى هذه الغيضة في كل سنة ليلة ثم يخرج مثلها من العام القابل ليلة من السنة المعلومة فيتعرضه الناس يداوي الأسقام يدعو لهم فيشفون فأت فسله عن هذا الذي تلتمس قال فجئت حتى أقمت مع الناس بين تينك الغيضتين فلما كان الليلة التي يخرج فيها من الغيضة الى الغيضة التي يدخل خرج وغلبوني عليه حتى دخل الغيضة الأخرى وتوارى مني الا منكبه فتناولته فأخذت بمنكبه فلم يلتفت الى وقال ما لك قلت أسألك عن دين إبراهيم الحنيفية قال إنك تسأل عن شيء ما يسأل عنه الناس اليوم قد أظلك نبي يخرج من عند هذا البيت يأتي بهذا الدين الذي تسأل عنه فالحق به ثم انصرفت قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين حدثه بهذا الحديث لئن كنت صدقتني يا سلمان لقد لقيت عيسى بن مريم قال أخبرنا عفان بن مسلم قال حدثنا حماد بن سلمة قال أخبرنا علي بن زيد عن أبي عثمان النهدي عن سلمان قال كاتبت أهلي على ان أغرس لهم خمسمائة فسيلة فإذا علقت فأنا حر فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال إذا أردت أن تغرس فآذني قال فآذنته فغرس رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده الا واحدة غرستها بيدي فعلقن جمع الا واحدة التي غرست قال أخبرنا عبيد الله بن موسى قال أخبرنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن أبي قرة الكندي عن سلمان الفارسي قال كنت من أبناء أساورة فارس وكنت في كتاب كان معي غلامان فكانا إذا رجعا من عند معلمهما أتيا قسا فدخلا عليه فدخلت معهما فقال لهما ألم أنهكما أن تأتياني بأحد قال فجعلت أختلف اليه حتى كنت أحب اليه منهما فقال لي إذا سألك أهلك ما حبسك فقل معلمي إذا سألك معلمك ما حبسك فقل أهلي ثم إنه أراد أن يتحول فقلت أنا أتحول معك فتحولت معه فنزل قرية فكانت امرأة تأتيه فلما حضر قال يا سلمان احفر عند رأسي فحفرت فاستخرجت جرة من دراهم فقال لي صبها على صدري فصببتها على صدره ثم إنه مات فهممت بالدراهم أن أحويها أو أحولها شك عبيد الله ثم إني ذكرت ثم آذنت القسيسين والرهبان به فحضره فقلت إنه قد ترك مالا فقام شباب في القرية فقالوا هذا مال أبينا كانت سريته تأتيه فأخذوه فقلت للرهبان أخبروني برجل عالم أتبعه فقالوا ما نعلم اليوم في الأرض رجلا أعلم من رجل بحمص فانطلقت اليه فلقيته فقصصت عليه القصة فال وما جاء بك الا طلب العلم قال فإني لا أعلم اليوم في الأرض أحدا أعلم من رجل يأتي بيت المقدس كل سنة وإن انطلقت الان وافقت حماره قال فانطلقت فإذا بحماره على باب بيت المقدس فجلست عنده حتى خرج فقصصت عليه القصة قال وما جاء بك الا طلب العلم قلت نعم قال اجلس فانطلق فلم أره حتى الحول فجاء فقلت يا عبد الله ما صنعت بي قال وإنك هاهنا قلت نعم قال فإني والله ما أعلم اليوم في الأرض رجلا أعلم من رجل خرج بأرض تيماء وان تنطلق الان توافقه فيه ثلاث آيات يآكل الهدية ولا يأكل الصدقة وعند غضروف كتفه اليمنى خاتم النبوة مثل بيضة الحمامة لونها لون جلده قال فانطلقت ترفعني أرض وتخفضني أخرى حتى مررت على قوم من الأعراب فاستعبدوني فباعوني فاشترتني امرأة بالمدينة فسمعتهم يذكرون النبي صلى الله عليه وسلم وكان العيش عزيزا فقلت لها هبي لي يوما فقالت نعم فانطلقت فاحتطبت حطبا فبعته فأتيت به النبي صلى الله عليه وسلم وكان يسيرا فوضعته بين يديه فقال ما هذا فقلت صدقة فقال لأصحابه كلوا ولم يأكل قلت هذه من علامته فمكثت ما شاء الله ان أمكث ثم قلت لمولاتي هبي لي يوما فقالت نعم فانطلقت فاحتطبت حطبا فبعته بأكثر من ذلك وصنعت طعاما فأتيت به النبي وهو جالس بين أصحابه فوضعته بين يديه فقال ما هذا قلت هدية فوضع يده وقال لأصحابه خذوا بسم الله فقمت خلفه فوضع رداءه فإذا خاتم النبوة فقلت أشهد أنك رسول الله قال وما ذاك فحدثته عن الرجل ثم قلت أيدخل الجنة يا رسول الله فإنه حدثني أنك نبي قال لن يدخل الجنة الا نفس مسلمة قال أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم الأسدي عن يونس عن الحسن قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سلمان سابق فارس قال أخبرنا محمد بن إسماعيل بن أبي فديك قال حدثني كثير بن عبد الله المزني عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خط الخندق من أجم الشيخين طرف بني حارثة عام ذكرت الأحزاب خطة من المذاد فقطع لكل عشرة أربعين ذراعا فاحتج المهاجرون والأنصار في سلمان الفارسي وكان رجلا قويا فقال المهاجرون سلمان منا وقالت الأنصار لا بل منا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم سلم |