نعيم بن مسعود بن عامر بن أنيف بن ثعلبة بن قنفذ بن خلاوة بن سبيع بن بكر بن أشجع قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثنا عبد الله بن عاصم الأشجعي عن أبيه قال قال نعيم بن مسعود كنت أقدم على كعب بن أسد ببني قريظة فأقيم عندهم الأيام أشرب من شرابهم وآكل من طعامهم ثم يحملوني تمرا على ركابي ما كانت فأرجع به الى أهلي فلما سارت الأحزاب الى رسول الله صلى الله عليه وسلم سرت مع قومي وأنا على ديني ذلك وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم بي عارفا فقذف الله في قلبي الإسلام فكتمت ذلك قومي وأخرج حتى آتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بين المغرب والعشاء فأجده يصلي فلما رآني جلس ثم قال ما جاء بك يا نعيم قلت إني جئت أصدقك وأشهد أن ما جئت به حق فمرني بما شئت يا رسول الله قال ما استطعت أن تخذل عنا الناس فخذل قال قلت ولكن يا رسول الله أني أقول قال قل ما بدا لك فأنت في حل قال فذهبت الى بني قريظة فقلت اكتموا عني قالوا نفعل فقلت إن قريشا وغطفان على الانصراف عن محمد عليه السلام إن أصابوا فرصة انتهزوها وإلا استمروا الى بلادهم فلا تقاتلوا معهم حتى تأخذوا منهم رهنا قالوا أشرت بالرأي علينا والنصح لنا ثم خرج الى أبي سفيان بن حرب فقال قد جئتك بنصيحة فاكتم عني قال أفعل قال تعلم أن قريظة قد ندموا على ما صنعوا فيما بينهم وبين محمد عليه السلام وأرادوا إصلاحه ومراجعته أرسلوا إليه وأنا عندهم إنا سنأخذ من قريش وغطفان سبعين رجلا من أشرافهم نسلمهم إليك تضرب أعناقهم ونكون معك على قريش وغطفان حتى نردهم عنك وترد جناحنا الذي كسرت الى ديارهم يعني بني النضير فإن بعثوا إليكم يسألونكم رهنا فلا تدفعوا إليهم أحدا واحذروهم ثم أتى غطفان فقال لهم مثل ما قال لقريش وكان رجلا منهم فصدقوه وأرسلت قريظة الى قريش إنا والله ما نخرج فنقاتل معكم محمدا صلى الله عليه وسلم حتى تعطونا رهنا منكم يكونون عندنا فإنا نتخوف أن تنكشفوا وتدعونا ومحمدا فقال أبو سفيان هذا ما قال نعيم وأرسلوا الى غطفان ما أرسلوا الى قريش فقالوا لهم مثل ذلك وقالوا جميعا إنا والله ما نعطيكم رهنا ولكن اخرجوا فقاتلوا يهود نحلف بالتوراة ان الخبر الذي قال نعيم وجعلت قريش وغطفان يقولون الخبر ما قال نعيم ويئس هؤلاء من نصر هؤلاء وهؤلاء من نصر هؤلاء واختلف أمرهم وتفرقوا فكان نعيم يقول أنا خذلت بين الأحزاب حتى تفرقوا في كل وجه وأنا أمين رسول الله صلى الله عليه وسلم على سره وكان صحيح الإسلام بعد ذلك قال محمد بن عمر وهاجر نعيم بن مسعود بعد ذلك وسكن المدينة وولده بها وكان يغزوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا غزا وبعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أراد الخروج الى تبوك الى قومه ليستنفرهم الى غزو عدوهم قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني سعيد بن عطاء بن أبي مروان عن أبيه عن جده قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم نعيم بن مسعود ومعقل بن سنان الى أشجع يأمرانهم بحضور المدينة لغزو مكة قال أخبرنا محمد بن عمر عن خلف بن خليفة عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نزع الأخلة بفيه عن نعيم بن مسعود حين مات قال محمد بن عمر وهذا الحديث وهل لم يمت نعيم بن مسعود على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وبقي الى زمن عثمان بن عفان رضى الله تعالى عنه
|