سودة بنت زمعة بن قيس بن عبد شمس القرشية العامرية أمها الشموس بنت قيس بن زيد الأنصارية من بني عدي بن النجار كان تزوجها السكران بن عمرو أخو سهيل بن عمرو فتوفي عنها فتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت أول امرأة تزوجها بعد خديجة رواه بن إسحاق وأخرج بن سعد بسند مرسل رجاله ثقات وقد تقدم في ترجمة خديجة أن خولة بنت حكيم قالت أفلا أخطب عليك قال بلى قال فإنكن معشر النساء أرفق بذلك فخطبت عليه سودة بنت زمعة وعائشة فتزوجها فبنى بسودة بمكة وعائشة يومئذ بنت ست سنين حتى بنى بها بعد ذلك حين قدم المدينة وأخرجه بن أبي عاصم موصولا وسيأتي في ترجمة عائشة وأخرج الترمذي عن بن عباس بسند حسن أن سودة خشيت أن يطلقها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت لا تطلقني وأمسكني واجعل يومي لعائشة ففعل فنزلت فلا جناح عليهما أن يصلحا بينهما صلحا والصلح خير وأخرجه بن سعد من حديث عائشة من طرق في بعضها أنه بعث إليها بطلاقها وفي بعضها أنه قال لها اعتدى والطريقان مرسلان وفيهما أنها قعدت له على طريقه فناشدته أن يراجعها وجعلت يومها وليلتها لعائشة ففعلومن طريق معمر قال بلغني أنها كلمته فقالت ما بي على الأزواج من حرص ولكني أحب أن يبعثني الله يوم القيامة زوجا لك وفي الصحيح عن عائشة استأذنت سودة رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة المزدلفة أن تدفع قبل حطمة الناس وكانت امرأة ثبطة يعني ثقيلة فأذن لها ولأن أكون استأذنته أحب الي من معروج به وصح عن عائشة قالت ما من الناس أحد أحب الي أن أكون في مسلاخه من سودة إن بها إلا حدة فيها كانت تسرع منها الفيئة وقال بن سعد حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن إبراهيم قال قالت سودة لرسول الله صلى الله عليه وسلم صليت خلفك الليلة فركعت بي حتى أمسكت بأنفي مخافة أن يقطر الدم فضحك وكانت تضحكه بالشيء أحيانا وهذا مرسل رجاله رجال الصحيح وأخرج بن سعد بسند صحيح عن محمد بن سيرين أن عمر بعث الى سودة بغرارة من دراهم فقالت ما هذه قالوا دراهم قالت في غرارة مثل التمر ففرقتها وروى بن المبارك في الزهد من مرسل أبي الأسود يتيم عروة أن سودة قالت يا رسول الله إذا متنا صلى لنا عثمان بن مظعون حتى تأتينا أنت فقال لها يا بنت زمعة لو تعلمين علم الموت لعلمت أنه أشد مما تظنين وقال بن أبي خيثمة توفيت سودة بنت زمعة في آخر زمان عمر بن الخطاب ويقال ماتت سنة أربع وخمسين ورجحه الواقدي روى عنها بن عباس ويحيى بن عبد الرحمن بن أسعد بن زرارة