أم رومان بنت عامر بن عويمر بن عبد شمس بن عتاب بن أذنيه بن سبيع بن دهمان بن الحارث بن غنم بن مالك بن كنانة امرأة أبي بكر الصديق ووالدة عبد الرحمن وعائشة قال أبو عمر هكذا نسبها مصعب وخالفه غيره والخلاف في نسبها من عامر إلى كنانة لكن اتفقوا على أنها من بني غنم بن مالك بن كنانة وقال بن إسحاق أم رومان اسمها زينب بنت عبد بن دهمان أحد بني فراس بن غنم قلت وثبت في صحيح البخاري أن أبا بكر قال لها في قصة الجفنة التي حلف عليها أنه لا يأكل منها من أضيافه يا أخت بني فراس واختلف في اسمها فقيل زينب وقيل دعد قال الواقدي كانت أم رومان الكنانية تحت عبد الله بن الحارث بن سخبرة بن جرثومة الأزدي وكان قد قدم مكة فحالف أبا بكر قبل الإسلام 37 وتوفي عن أم رومان بعد أن ولدت له الطفيل ثم خالف عليها أبو بكر وقال بن سعد كانت امرأة الحارث بن سخبرة بن جرثومة وساق نسبه إلى الأزد فولدت له الطفيل وقدم من السراة ومعه امرأته وولده فحالف أبا بكر ومات بمكة فتزوجها أبو بكر وقديما أسلمت هي وبايعت وهاجرت وأخرج الزبير عن محمد بن الحسن بن زبالة بسند له عن عائشة قالت لما هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم خلفنا وخلف بناته فلما استقر بعث زيد بن حارثةوبعث معه أبا رافع وبعث أبو بكر عبد الله بن أريقط وكتب إلى عبد الله بن أبي بكر أن يحمل أم رومان وأسماء فصادفوا طلحة يريد الهجرة فخرجوا جميعا فذكر الحديث بطوله في تزويج عائشة وقال بن سعد توفيت في عهد النبي صلى الله عليه وسلم في ذي الحجة سنة ست ثم أخرج عن عفان وزيد بن هارون كلاهما عن حماد عن علي بن زيد عن القاسم بن محمد قال لما دليت أم رومان في قبرها قال النبي صلى الله عليه وسلم من سره أن ينظر إلى امرأة من الحور العين فلينظر إلى أم رومان وقال أبو عمر توفيت أم رومان في حياة النبي صلى الله عليه وسلم وذلك في سنة ست من الهجرة فنزل النبي صلى الله عليه وسلم قبرها واستغفر لها وقال اللهم لم يخف عليك ما لقيت أم رومان فيك وفي رسولك قال أبو عمر كانت وفاتها فيما زعموا في ذي الحجة سنة أربع أو خمس عام الخندق وقال بن الأثير سنة ست وكذلك قال الواقدي في ذي الحجة سنة ست وتعقب بن الأثير من زعم أنها ماتت سنة أربع أو خمس لأنه قد صح أنها كانت في الإفك حية وكان الإفك في شعبان سنة ست قلت لم يتفقوا على تاريخ الإفك فلا معني للتوهم بذلك والخبر الذي ذكر بن سعد وأخرجه البخاري في تاريخه عن موسى بن إسماعيل عن حماد بن سلمة وابن منده وأبو نعيم كلهم من طريق حماد بن سلمة عن علي بن زيد بن جدعان عن القاسم بن محمد قال لما دليت أم رومان في قبرها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من سره أن ينظر إلى امرأة من الحور العين فلينظر إلى هذه ومنهم من زاد فيه عن القاسم عن أم سلمة وقال البخاري بعد تخريجه فيه نظر وحديث مسروق أسند يعني الذي أخرجه هو من طريق حصين بن مسروق عن أم رومانقال أبو نعيم الأصبهاني قيل أنها ماتت في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو وهم وقال في موضع آخر بقيت بعد النبي صلى الله عليه وسلم دهرا وقال إبراهيم الحربي سمع مسروق عن أم رومان وله خمس عشرة سنة قلت ومقتضاه أن يكون سمع منها في خلافة عمر لأن مولده سنة إحدى من الهجرة ورد ذلك الخطيب في المراسيل فقال بعد أن ذكر الحديث الذي أخرجه البخاري فوقع فيه عن مسروق حدثتني أم رومان فذكر طرفا من قصة الإفك هذا حديث غريب لا نعلم أحدا رواه غير حصين ومسروق لم يدرك أم رومان يعني أنه إنما قدم من اليمن بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم فوهم حصين في قوله حدثتني إلى أن يكون بعض النقلة كتب سألت بألف فصارت سألت وتحرفت الكلمة فذكرها بعض الرواة بالمعني فعبر عنها بلفظ حدثني على أن بعض الرواة رواه عن حصين بالعنعنة قال الخطيب وأخرج البخاري في التاريخ لما وقع فيه عن مسروق سألت أم رومان ولم يظهر له علته قلت بل عرف البخاري العلة المذكورة وردها كما تقدم ورجح الرواية التي فيها أنها ماتت في حياة النبي صلى الله عليه وسلم لأنها مرسلة وراويها علي بن زيد وهو بن جدعان ضعيف قلت وأما دعوى من قال أنها ماتت سنة أربع أو خمس أو ست فيردها ما أخرجه الزبير بن بكار عن إبراهيم بن حمزة الزبيري عن بن عيينة عن علي بن زيد أن عبد الرحمن بن أبي بكر خرج في فتية من قريش بل الفتح إلى النبي صلى الله عليه وسلم وكذا قال محمد بن سعد إن إسلامه كان في صلح الحديبية وكان أول الصلح في ذي القعدة سنة ست بلا خلاف والفتح كان في رمضان سنة ثمان وقد ثبت في الصحيحين عن أبي عثمان النهدي عن عبد الرحمن بن أبي بكر أن أصحاب الصفة كانوا ناسا فقراء فذكر الحديث في قصة أضياف أبي بكر قال عبد الرحمن وإنما هو أنا وأمي وامرأتي وخادم بيتنا وفي بعض طرقه عند البخاريفي كتاب الأدب فلما جاء أبو بكر قالت له أمي احتبست عن أضيافك وأم عبد الرحمن هي أم رومان بلا خلاف وإسلام عبد الرحمن كان بين الحديبية والفتح كما نبهت عليه آنفا وهذه القصة كانت بعد إسلامه قطعا فلا يصح أن تكون ماتت في آخر سنة ست إلا إن كان عبد الرحمن أسلم قبل ذلك وأقرب ما قيل في وفاتها من الوفاة النبوية أنها كانت في ذي الحجة سنة ست والحديبية كانت في ذي القعدة سنة ست وقدوم عبد الرحمن بعد ذي الحجة سنة ست فإن ادعى أن الرجوع من الحديبية وقصة الجفنة المذكورة وقدوم عبد الرحمن بن أبي بكر ووفاة أم رومان كان الجميع في ذي الحجة سنة ست كان ذلك في غاية البعد ووقفت على قصة أخرى تدل على تأخر وفاة أم رومان عن سنة ست بل عن سنة سبع بل عن سنة ثمان ففي مسند الإمام أحمد من طريق أبي سلمة عن عائشة قالت لما نزلت آية التخيير بدأ رسول الله صلى الله عليه وسلم بعائشة فقال يا عائشة أني عارض عليك أمرا فلا تفتاتي فيه بشيء حتى تعرضيه على أبويك أبي بكر وأم رومان قالت يا رسول وما هو قال قال الله عز وجل يا أيها النبي قل لأزواجك إن كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها الآية إلى أجرا عظيما قالت قلت فإني أريد الله ورسوله والدار الآخرة ولا أؤامر في ذلك أبا بكر ولا أم رومان فضحك وسنده جيد وأصل القصة في الصحيحين من طريق أخرى عن أم سلمة والتخيير كان في سنة تسع والحديث مصرح بأن أم رومان كانت موجودة حينئذ وقد أمعنت في هذا الموضوع في مقدمة فتح السابري في الفصل المشتمل على الرد على من ادعى في بعض ما في الصحيح علة 371 قادحة ولله الحمد فلقد تلقى هذا التعليل لحديث أم رومان بالانقطاع جماعة عن الخطيب من العلماء وقلدوه في ذلك وعدرهم واضح ولكن فتح الله ببيان صحة ما في الصحيح وبيان خطأ من قال أنها ماتت سنة ست وقيل غير ذلك وأول من فتح هذا الباب صاحب الصحيح كما ذكره أولا فإنه رجح رواية مسروق على روايةعلي بن زيد وهو كما قال لأن مسروقا متفق على ثقته وعلي بن زيد متفق على سوء حفظه ثم وجدت للخطيب سلفا فذكر أبو علي بن السكن في كتاب الصحابة في ترجمة أم رومان أنها ماتت في حياة النبي صلى الله عليه وسلم قال وروى حصين عن أبي وائل عن مسروق قال سألت أم رومان قال بن السكن هذا خطأ ثم ساق بسنده إلى حصين عن أبي وائل عن مسروق أن أم رومان حدثتهم فذكر قصة الإفك التي أوردها البخاري ثم قال تفرد به حصين ويقال إن مسروقا لم يسمع من أم رومان لأنها ماتت في حياة النبي صلى الله عليه وسلم وبالله التوفيق