الحسين بن علي بن أبي طالب الهاشمي أبو عبد الله المدني سبط رسول الله صلي الله عليه وسلم وريحانته من الدنيا واحد سيدي شباب أهل الجنة روى عن جده وأبيه وأمه وخاله هند بن أبي هالة وعمر بن الخطاب وعنه أخوه الحسن وبنوه علي وزيد وسكينة وفاطمة وابن ابنه أبو جعفر الباقر والشعبي وعكرمة و كرز التيمي وسنان بن أبي سنان الدؤلي وعبد الله بن عمرو بن عثمان والفرزدق وجماعة قال الزبير بن بكار ولد لخمس ليال خلون من شعبان سنة أربع وقال جعفر بن محمد كان بين الحسن والحسين طهر واحد وقد تقدم في ترجمة الحسن شيء من مناقبهما قال أنس أما أنه كان أشبههم برسول الله صلي الله عليه وسلم وقال إبراهيم بن علي الرافعي عن أبيه عن جدته زينب بنت أبي رافع أتت فاطمة بابنيها إلي رسول الله صلي الله عليه وسلم في شكواه الذي توفي فيه فقالت لرسول الله هذان ابناك فورثهما شيئا قال أما حسن فإن له هيبتي وسؤددي وأما حسين فإن له جرأتي وجودي تابعه محمد بن عبيد الله بن أبي رافع عن أبيه وعمه عن أبي رافع نحوه وقال سعيد بن أبي راشد عن يعلى بن مرة رفعه حسين مني وأنا من حسين أحب الله من أحب حسينا حسين سبط من الأسباط وقال عبد الله بن شداد بن الهاد عن أبيه سجد رسول الله صلي الله عليه وسلم سجدة أطالها حتي ظننا أنه قد حدث أمر وأنه يوحي إليه قال كل ذلك لم يكن ولكن ابني ارتحلني فكرهت أن أعجله حتي يقضي حاجته وقال بن بريدة عن أبيه كان رسول الله صلي الله عليه وسلم يخطبنا فجاء الحسن والحسين عليهما قميصان احمران يمشيان ويعثران فنزل رسول الله صلي الله عليه وسلم من المنبر فحملهما فوضعهما بين يديه ثم قال صدق الله ورسوله إنما أو أموالكم وأولادكم فتنة الحديث وقال يحيى بن سعيد الأنصاري عن عبيد بن حنين حدثني الحسين بن علي قال أتيت علي عمر وهو يخطب علي المنبر فصعدت إليه فقلت له إنزل عن منبر أبي وأذهب إلي منبر أبيك فقال عمر لم يكن لأبي منبر وأخذني فأجلسني معه أقلب حصي بيدي فلما نزل انطلق بي إلي منزله فقال لي من علمك فقلت والله ما علمني أحد قال يا بني لو جعلت تغشانا قال فأتيته يوما وهو خال بمعاوية وابن عمر بالباب فرجع بن عمر ورجعت معه فلقيني بعد فقال لي لم أرك فقلت يا أمير المؤمنين إني جئت وأنت خال بمعاوية وابن عمر بالباب فرجع ورجعت معه فقال أنت أحق بالاذن من بن عمر وإنما أنبت ما تري في رؤوسنا الله ثم أنتم رواه الخطيب بسند صحيح إلي يحيى وقال يونس بن أبي إسحاق عن العيزار بن حريث بينما عبد الله بن عمرو بن العاص جالس في ظل الكعبة إذ رأي الحسين بن علي مقبلا فقال هذا أحب أهل الأرض إلي أهل السماء اليوم وقال شرحبيل بن مدرك الجعفي عن عبد الله بن نجي عن أبيه أنه سافر مع علي بن أبي طالب وكان صاحب مطهرته فلما حاذوا نينوي وهو منطلق إلي صفين نادي علي صبرا أبا عبد الله صبرا أبا عبد الله بشط الفرات قلت من ذا أبا عبد الله قال دخلت علي رسول الله صلي الله عليه وسلم وعيناه تفيضان فقلت يا نبي الله أغضبك أحد قال بل قام من عندي جبريل قبل فحدثني أن الحسين يقتل بشط الفرات وقال هل لك أن أشمك من تربته قلت نعم فمد يده فقبض قبضة من تراب فأعطانيها فلم أملك عيني أن فاضتا وعن عمر بن ثابت عن الأعمش عن شقيق عن أم سلمة قالت كان الحسن والحسين يلعبان بين يدي رسول الله صلي الله عليه وسلم في بتي فنزل جبريل فقال يا محمد إن أمتك تقتل ابنك هذا من بعدك وأومي بيده إلي الحسين فبكي رسول الله صلي الله عليه وسلم وضمه إلي صدره ثم قال رسول الله صلي الله عليه وسلم وضعت عندك هذه التربة فشمها رسول الله صلي الله عليه وسلم وقال ريح كرب وبلاء وقال يا أم سلمة إذا تحولت هذه التربة دما فاعلمي أن ابني قد تقتل فجعلتها أم سلمة في قارورة ثم جعلت تنظر إليها كل يوم وتقول أن يوما تحولين دما ليوم عظيم وفي الباب عن عائشة وزينب بنت جحش وأم الفضل بنت الحارث وأبي أمامة وأنس بن الحارث وغيرهم وقال عمار الدهني مر علي علي كعب فقال يقتل من ولد هذا رجل في عصابة لا يجف عرق خيولهم حتي يردوا علي محمد صلي الله عليه وسلم فمر حسن فقالوا هذا قال لا فمر حسين فقالوا هذا قال نعم وقال بن سعد أنا يحيى بن حماد ثنا أبو عوانة عن سليمان يعني الأعمش ثنا أبو عبد الله الضبي قال دخلنا علي بن هرثم الضبي حين أقبل من صفين وهو مع علي فقال أقبلنا مرجعنا من صفين فنزلنا كربلاء فصلي بنا علي صلاة الفجر ثم أخذ كفا من بعر الغزلان فشمه ثم قال أوه أوه يقتل بهذا الغائط قوم يدخلون الجنة بغير حساب وقال إسحاق بن سليمان الرازي ثنا عمرو بن أبي قيس عن يحيى بن سعيد عن أبي حيان عن قدامة الضبي عن جرداء بنت سمير عن زوجها هرثمة بن سلمي قال خرجنا مع علي فسار حتي انتهي إلي كربلاء فنزل إلي شجرة فصلي إليها فأخذ تربة من الأرض فشمها ثم قال واها لك تربة ليقتلن بك قوم يدخلون الجنة بغير حساب قال فقفلنا من غزاتنا وقتل علي ونسيت الحديث قال فكنت في الجيش الذين ساروا إلي الحسين فلما انتهيت إليه نظرت إلي الشجرة فذكرت الحديث فتقدمت علي فرس لي فقلت أبشرك بن بنت رسول الله وحدثته الحديث قال معنا أو علينا قلت لا معك ولا عليك تركت عيالا وتركت قال أما الأفول في الأرض هاربا فوالذي نفس حسين بيده لا يشهد قتلنا اليوم رجل إلا دخل جهنم فأنطلقت هاربا مولىا في الأرض حتي خفي علي مقتله وقال أبو الوليد أحمد بن جناب المصيصي ثنا خالد بن يزيد بن أسد ثنا عمار بن معاوية الدهني قال قلت لأبي جعفر محمد بن علي بن الحسين حدثني بقتل الحسين حتي كأني حضرته قال مات معاوية والوليد بن عتبة بن أبي سفيان علي المدينة فأرسل إلي حسين بن علي ليأخذ بيعته فقال أخرني ورفق بي فأخره فخرج إلي مكة فأتاه رسل أهل الكوفة أنا قد حبسنا أنفسنا عليك ولسنا نحضر الجمعة مع الوالي فأقدم علينا قال وكان النعمان بن بشير الأنصاري علي الكوفة فبعث الحسين بن علي إلي مسلم بن عقيل بن أبي طالب بن عمه فقال له سر إلي الكوفة فأنظر ما كتبوا به إلي فإن كان حق قدمت إليهم فخرج مسلم حتي أتي المدينة فأخذ منها دليلىن فمرا به في البرية فأصابهم عطش فمات أحد الدليلىن وكتب مسلم إلي الحسين يستعفيه فأبي أن يعفيه وكتب إليه أن امض إلي الكوفة فخرج حتي قدمها فنزل علي رجل من أهلها يقال له عوسجة فلما تحدث أهل الكوفة بقدومه دبوا إليه فبايعه منهم اثنا عشر ألفا فقام رجل ممن يهوي يزيد بن معاوية يقال له عبيد الله بن مسلم بن شعبة الحضرمي إلي النعمان بن بشير فقال له إنك لضعيف أو مستضعف قد فسد البلد فقال له النعمان لأن أكون ضعيفا في طاعة الله أحب إلي من أن أكون قويا في معصية الله وما كنت لأهتك سترا ستره الله فكتب بقوله إلي يزيد بن معاوية فدعا يزيد مولى له يقال له سرحون قد كان يستشيره فأخبره الخبر فقال له أكنت قابلا من معاوية لو كان حيا قال نعم قال فأقبل مني أنه ليس للكوفة إلا عبيد الله بن زياد فولها إياه وكان يزيد عليه ساخطا وكان قد هم بعزله وكان علي البصرة فكتب إليه برضاه عنه وأنه قد ولاه الكوفة مع البصرة وكتب إليه أن يطلب مسلم بن عقيل ويقتله إن وجده فأقبل عبيد الله بن زياد في وجوه البصرة حتي قدم الكوفة متلثما فلا يمر علي مجلس من مجالسهم فيسلم عليهم إلا أن قالوا السلام عليك يا بن رسول الله وهم يظنون أنه الحسين بن علي حتي نزل القصر فدعا مولى له فأعطاه ثلاثة آلاف درهم وقال أذهب حتي تسأل عن الرجل الذي يبايع أهل الكوفة فأعلمه انك رجل من أهل حمص جئت لهذا الأمر وهذا ما ندفعه إليه ليقوي به فخرج الرجل فلم يزل يتلطف به ويرفق حتي دل علي شيخ يلي البيعة فلقيه فأخبره الخبر فقال له الشيخ لقد سرني لقاؤك اياي ولقد ساءني ذلك فأما ما سرني من ذلك فما هداك الله له وأما ما ساءني فإن أمرنا لم يستحكم بعد فأدخله علي مسلم فأخذ من المال وبايعه ورجع إلي عبيد الله فأخبره وتحول مسلم حين قدم عبيد الله من الدار التي كان فيها إلي دار هانئ بن عروة المرادي وكتب مسلم بن عقيل إلي الحسين يخبره بيعة أثني عشر ألفا من أهل الكوفة ويأمره بالقدوم قال وقال عبيد الله لوجوه أهل الكوفة ما بال هانئ بن عروة لم يأتني فيمن أتي قال فخرج إليه محمد بن الأشعث في أناس منهم فأتوه وهو علي باب داره فقالوا له أن الأمير قد ذكرك واستبطأك فانطلق إليه فلم يزالوا به حتي ركب معهم فدخل علي عبيد الله بن زياد وعنده شريح القاضي فلما نظر إليه قال لشريح آتتك بخائن رجلاه فلما سلم عليه قال له يا هانئ أين مسلم قال ما أدري قال فأمر عبيد الله صاحب الدراهم يخرج إليه فلما رآه قطع به وقال أصلح الله الأمير والله ما دعوته إلي منزلي ولكنه جاء فطرح نفسه علي فقال ائتني به فقال والله لو كان تحت قدمي ما رفعته عنه قال أدنوه إلي قال فأدني فضربه بالقضيب فشجه علي حاجبه وأهوي هانئ إلي سيف شرطي ليستله فدفع عن ذلك وقال له قد أحل الله دمك وأمر به فحبس في جانب القصر فخرج الخبر إلي مذحج فإذا علي باب القصر جلبة فسمعها عبيد الله فقال ما هذا قالوا مذحج فقال لشريح أخرج إليهم فأعلمهم أني إنما حبسته لأسائله وبعث عينا عليه من مواليه يسمع ما يقول فمر بهانيء فقال له هانئ يا شريح اتق الله فإنه قاتلي فخرج شريح حتي قام علي باب القصر فقال لا بأس عليه إنما حبسه الأمير ليسائله فقالوا صدق ليس علي صاحبكم بأس قال فتفرقوا وأتي مسلما الخبر فنادي بشعاره فاجتمع إليه أربعون ألفا من أهل الكوفة فقدم مقدمة وهيأ ميمنة وميسرة وسار في القلب إلي عبيد الله وبعث عبيد الله إلي وجوه أهل الكوفة فجمعهم عنده في القصر وسار إليه مسلم وانتهي إلي باب القصر اشرفوا من فوقه علي عشائرهم فجعلوا يكلمونهم ويردونهم فجعل أصحاب مسلم يتسللون حتي أمسي في خمسمائة فلما اختلط الظلام ذهب أولئك أيضا فلما رأي مسلم أنه قد بقي وحده تردد في الطريق فأتي باب منزل فخرجت إليه امرأة فقال لها اسقيني ماء فسقته ثم دخلت فمكثت ما شاء الله ثم خرجت فإذا هو علي الباب فقالت يا عبد الله إن مجلسك مجلس ريبة فقم فقال لها إني مسلم بن عقيل فهل عندك مأوي قالت نعم فأدخل فدخل وكان ابنها مولى لمحمد بن الأشعث فلما علم به الغلام انطلق إلي محمد بن الأشعث فأخبره فبعث عبيد الله صاحب شرطته ومعه محمد بن الأشعث فلم يعلم مسلم حتي احيط بالدار فلما رأي ذلك مسلم خرج بسيفه فقاتلهم فأعطاه محمد بن الأشعث الأمان فأمكن من يده فجاء به إلي عبيد الله فأمر به فأصفد إلي أعلي القصر فضرب عنقه وألقي جثته إلي الناس وأمر بهانيء فسحب إلي الكناسة فصلب هناك فقال شاعرهم في ذلك فإن كنت لا تدرين ما الموت فانظري إلي هانئ في السوق وابن عقيل الأبيات وأقبل الحسين بكتاب مسلم بن عقيل إليه حتي إذا كان بينه وبين القادسية ثلاثة أميال لقيه الحر بن يزيد التميمي فقال له أين تريد فقال أريد هذا المصر قال له ارجع فإني لم أدع لك خلفي خيرا ارجوه فهم أن يرجع وكان معه أخوه مسلم بن عقيل فقالوا لا والله لا نرجع حتي نصيب بثأرنا أو نقتل قال لا خير في الحياة بعدكم فسار فلقيته أول خيل عبيد الله فلما رأي ذلك عدل إلي كربلاء وأسند ظهره إلي قضبا حتي لا يقاتل إلا من وجه واحد فنزل وضرب أبنيته وكان أصحاب خمسة وأربعين فارسا ونحوا من مائة راجل وكان عمر بن سعد بن أبي وقاص قد ولاه عبيد الله بن زياد الري وعهد إليه فدعاه فقال له اكفني هذا الرجل فقال له اعفني فأبي أن يعفيه قال فانظرني الليلة فأخره فنظر في أمره فلما أصبح غدا إليه راضيا بما أمره به فتوجه عمر بن سعد إلي الحسين بن علي فلما أتاه قال له الحسين اختر واحدة من ثلاث أما أن تدعوني فالحق بالثغور وأما أن تدعوني فاذهب إلي يزيد وأما أن تدعوني فاذهب من حيث جئت فقبل ذلك عمر بن سعدو كتب بذلك إلي عبيد الله فكتب إليه عبيد الله لا ولا كرامة حتي يضع يده في يدي فقال الحسين لا والله لا يكون ذلك أبدا فقاتله فقتل أصحابه كلهم وفيهم بضعة عشر شابا من أهل بيته ويجيء سهم فيقع بابن له صغير في حجره فجعل يمسح الدم عنه ويقول اللهم احكم بيننا وبين قوم دعونا لينصرونا ثم يقتلوننا ثم أمر بسراويل حبرة فشقها ثم لبسها ثم خرج بسيفه فقاتل حتي قتل وقتله رجل من مذحج وجز رأسه فانطلق به إلي عبيد الله بن زياد فوفده إلي يزيد ومعه الرأس فوضع بين يديه وسرح عمر بن سعد بحرمه وعياله إلي عبيد الله ولم يكن بقي من أهل بيت الحسين إلا غلام وكان مريضا مع النساء فأمر به عبيد الله ليقتل فطرحت زينب بنت علي نفسها عليه وقالت لا يقتل حتي تقتلوني فتركه ثم جهزهم وحملهم إلي يزيد فلما قدموا عليه جمع من كان بحضرته من أهل الشام ثم ادخلوا عليه فهنؤوه بالفتح فقام رجل منهم أحمر أزرق ونظر إلي وصيفة من بناتهم فقال يا أمير المؤمنين هب لي هذه فقالت زينب لا والله ولا كرامة لك ولا له إلا أن يخرج من دين الله فأعداها الأزرق فقال له يزيد كف ثم أدخلهم إلي عيالهم فجهزهم وحملهم إلي المدينة فلما دخلوا خرجت امرأة من بنات عبد المطلب ناشرة شعرها واضعة كفها علي رأسها تتلقاهم وتبكي وهي تقول
ماذا تقولون إن قال النبي لكم
ماذا فعلتم وأنتم آخر الأمم
بعترتي وباهلي بعد مفتقدي
منهم اساري وقتلي ضرجوا بدم
ما كان هذا جزائي إذ نصحت لكم
أن تخلفوني بشر في ذوي رحمي وقال سفيان بن عيينة عن إسرائيل أبي موسى سمعت الحسن يقول قتل مع الحسين ستة عشر رجلا من أهل بيته وقال أبو نعيم أبو عبد الله بن حبيب بن أبي ثابت عن أبيه عن سعيد بن جبير عن بن عباس وقال أوحي الله إلي محمد إني قد قتلت بيحيى بن زكريا سبعين وإني قاتل بابن بنتك سبعين ألفا وسبعين ألفا وقال خلف بن خليفة عن أبيه لما قتل الحسين اسودت السماء وظهرت الكواكب نهارا وقال محمد بن الصلت الأسدي عن الربيع بن منذر الثوري عن أبيه جاء رجل يبشر الناس بقتل الحسين فرأيته أعمي يقاد وقال يعقوب بن سفيان ثنا سليمان بن حرب ثنا حماد بن زيد عن معمر قال أول ما عرف الزهري تكلم في مجلس الوليد بن عبد الملك فقال الوليد أيكم يعلم ما فعلت أحجار بيت المقدس يوم قتل الحسين بن علي فقال الزهري بلغني أنه لم يقلب حجر إلا وجد تحته دم عبيط وقال بن معين حدثنا جرير ثنا يزيد بن أبي زياد قال قتل الحسين ولي أربع عشرة سنة وصار الورس الذي في عسكرهم رمادا واحرمت آفاق السماء ونحروا ناقة في عسكرهم فكانوا يرون في لحمها النيران وقال الحميدي عن بن عيينة عن جدته أم أبي قالت لقد رأيت الورس عادت رمادا ولقد رأيت اللحم كأن فيه النار حين قتل الحسين وقال بن عيينة أيضا حدثتني جدتي أم أبي قالت شهد رجلان من الجعفيين قتل الحسين بن علي قالت فأما أحدهما فطال ذكره حتي كان يلفه وأما الآخر فكان يستقبل الرواية بفيه حتي يأتي علي آخرها قال سفيان رأيت بن أحدهما وكان مجنونا وقال حماد بن زيد عن جميل بن مرة أصابوا إبلا في عسكر الحسين يوم قتل فنحروها وطبخوها قال فصارت مثل العلقم فما استطاعوا أن يسيغوا منها شيئا وقال قرة بن خالد السدوسي عن أبي رجاء العطاردي لا تسبوا أهل هذا البيت فإنه كان لنا جار من بلهجيم قدم علينا من الكوفة قال أما ترون إلي هذا الفاسق بن الفاسق قتله الله فرماه الله بكوكبين في عينيه فذهب بصره وقال ثعلب حدثنا عمر بن شبة النميري حدثني عبيد بن جنادة أخبرني عطاء بن مسلم قال قال السدي أتيت كربلاء أبيع البز بها فعمل لنا شيخ من جلي طعاما فتعشيناه عنده فذكرنا قتل الحسين فقلنا ما شرك في قتله أحد إلا مات بأسوأ ميتة فقال ما أكذبكم يا أهل العراق فأنا ممن شرك في ذلك فلم يبرح حتي دنا من المصباح وهو يتقد فنفط فذهب يخرج الفتيلة بأصبعه فأخذت النار فيها فذهب يطفيها بريقه فأخذت النار في لحيته فعدا فألقي نفسه في الماء فرأيته كأنه حممة وقال إبراهيم النخعي ولو كنت ممن قاتل الحسين ثم أدخلت الجنة لاستحييت أن انظر إلي وجه النبي صلي الله عليه وسلم وقال حماد بن سلمة عن عمار بن أبي عمار عن بن عباس رأيت رسول الله صلي الله عليه وسلم فيما يري النائم بنصف النهار أشعث أغبر وبيده قارورة فيها دم فقلت بأبي أنت وأمي يا رسول الله ما هذا قال هذا دم الحسين وأصحابه لم أزل التقطه منذ اليوم فأحصي ذلك اليوم فوجدوه قتل يومئذ وقال حماد أيضا عن عمار عن أم سلمة سمعت الجن تنوح علي الحسين وقال بن سعد أخبرنا محمد بن عبد الله الأنصاري ثنا قرة بن خالد أخبرني عامر بن عبد الواحد عن شهر بن حوشب قال أنا لعند أم سلمة زوج النبي صلي الله عليه وسلم قال فسمعت صارخة فأقبلت حتي انتهيت إلي أم سلمة فقالت قتل الحسين قالت قد فعلوها ملأ الله بيوتهم عليهم نارا ووقعت مغشيا عليها وقمنا وقال أبو خالد الأحمر حدثني رزين حدثتني سلمي قالت دخلت علي أم سلمة وهي تبكي فقلت ما يبكيك قالت رأيت رسول الله صلي الله عليه وسلم في المنام وعلي رأسه ولحيته التراب فقلت ما لك يا رسول الله قال شهدت قتل الحسين وقال أبو الوليد بشر بن محمد التميمي حدثني أحمد بن محمد المصقلي حدثني أبي قال لما قتل الحسين بن علي سمع مناديا ينادي ليلا يسمع صوته ولم ير شخصه
عقرت ثمود ناقة فاستوصلوا
وجرت سوانحهم بغير الأسعد
فبنو رسول الله أعظم حرمة
وأجل من أم الفصيل المقعد
عجبا لهم لما أتوا لم يمسخوا
والله يملي للطغاة الجحد قال الزبير عن بن عيينة عن جعفر بن محمد قتل الحسين وهو بن ثمان وخمسين قال الزبير بن بكار والأول أثبت في سنه يعني بن 56 قال الزبير وذلك في يوم عاشوراء سنة 61 وكذا قال الليث بن سعد وأبو بكر بن عياش وأبو معشر المدني والواقدي وخليفة وغير واحد وقال الواقدي أنه أثبت عندهم زاد وهو بن 55 سنة وأشهر وقيل قتل آخر يوم من سنة 6 وقيل غير ذلك قلت وساق المزي قصة مقتل الحسين مطولة من عند بن سعد عن الواقدي وغيره من مشائخه اختصرتها مكتفيا بما تقدم من الأسانيد الحسان وقرأت بخط الذهبي في التهذيب مما زاده علي الأصل قال إبراهيم بن ميسرة عن طاوس عن بن عباس استشارني الحسين في الخروج إلي العراق فقلت لولا أن يزري بك وبي لنشبت يدي رأسك وقال الشعبي كان بن عمر قدم المدينة فأخبر أن الحسين قد توجه إلي العراق فلحقه علي مسيرة ليلتين فنهاه فقال هذه كتبهم وبيعتهم فقال أن الله خير نبيه صلي الله عليه وسلم بين الدنيا والآخرة فأختار الآخرة وإنكم بضعة منه لا يليها أحد منكم وما صرفها الله عنكم إلا للذي هو خير فأبي فأعتنقه بن عمرو وقال أستودعك الله قتل وقال شريك بن مغيرة قال قالت مرجانة لابنها عبيد الله يا خبيث قتلت بن بنت رسول الله صلي الله عليه وسلم لا تري والله الجنة أبدا وقال أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة الحضرمي القاضي أخبرني أبي عن أبيه أخبرني أبي حمزة بن يزيد قال رأيت امرأة عاقلة من أعقل النساء يقال لها ريا حاضنة يزيد بن معاوية يقال بلغت مائة سنة قالت دخل رجل علي يزيد فقال يا أمير المؤمنين أبشر فأمكنك الله من الحسين قتل وجيء برأسه إليك ووضع في طست فأمر الغلام فكشفه فحين رآه خمر وجهه كأنه يشم منه رائحة وأن الرأس مكث في خزائن السلاح حتي ولي سليمان فبعث فجييء به فقد بقي عظما فطيبه وكفنه ودفنه فلما وصلت المسودة سألوا عن موضع الرأس ونبشوه وأخذوه فالله أعلم ما صنع به << ع الستة |