أبي بن كعب بن قيس بن عبيد بن زيد بن معاوية بن عمرو بن مالك بن النجار ويكنى أبا المنذر وأمه صهيلة بنت الأسود بن حرام بن عمرو من بني مالك بن النجار وكان لأبي بن كعب من الولد الطفيل ومحمد وأمهما أم الطفيل بنت الطفيل بن عمرو بن المنذر بن سبيع بن عبد نهم من دوس وأم عمرو بنت أبي ولا ندري من أمها وقد شهد أبي بن كعب العقبة مع السبعين من الأنصار في روايتهم جميعا وكان أبي يكتب في الجاهلية قبل الإسلام وكانت الكتابة في العرب قليلة وكان يكتب في الإسلام الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم وأمر الله تبارك وتعالى رسوله أن يقرأ على أبي القرآن وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أقرأ أمتي أبي أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني إسحاق بن يحيى بن طلحة عن عمه عيسى بن طلحة قال وحدثني موسى بن محمد بن إبراهيم عن أبيه قال وحدثني مخرمة بن بكير عن أبيه عن يسر بن سعيد قال وحدثني عبد الله بن جعفر عن سعد بن إبراهيم قالوا آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أبي بن كعب وطلحة بن عبيد الله قال وأما محمد بن إسحاق فيروى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم آخى بين أبي بن كعب وسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل وشهد أبي بدرا وأحدا والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني إسحاق بن يحيى عن عيسى بن طلحة قال كان أبي رجلا دحداحا ليس بالقصير ولا بالطويل أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني أبي بن عباس بن سهل بن سعد الساعدي عن أبيه قال كان أبي بن كعب أبيض الرأس واللحية لا يغير شيبه أخبرنا إسماعيل بن أبي إبراهيم الأسدي عن الجريري عن أبي نضرة قال قال رجل منا يقال له جابر أو جويبر طلبت حاجة إلى عمر في خلافته وإلى جنبه رجل أبيض الشعر أبيض الثياب فقال إن الدنيا فيها بلاغنا وزادنا إلى الآخرة وفيها أعمالنا التي نجازى بها في الآخرة قلت من هذا يا أمير المؤمنين قال هذا سيد المسلمين أبي بن كعب أخبرنا روح بن عبادة قال أخبرنا عوف عن الحسن عن عتي بن ضمرة قال رأيت أبي بن كعب أبيض الرأس واللحية أخبرنا عفان بن مسلم وسليمان بن حرب قالا أخبرنا حماد بن سلمة قال أخبرنا ثابت البناني وحميد عن الحسن عن عتي السعدي قال قدمت المدينة فجلست إلى رجل أبيض الرأس واللحية يحدث وإذا هو أبي بن كعب قال محمد بن سعد ولم يذكر سليمان حميدا أخبرنا عمرو بن عاصم الكلابي قال أخبرنا سلام بن مسكين قال أخبرنا عمران بن عبد الله قال قال أبي بن كعب لعمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه ما لك لا تستعملني قال أكره أن يدنس دينك أخبرنا عفان بن مسلم قال أخبرنا وهيب بن خالد وأخبرنا محمد بن عبد الله قال أخبرنا سفيان قالا أخبرنا خالك الحذاء عن أبي قلابة عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أقرأ أمتي أبي بن كعب أخبرنا عمرو بن عاصم الكلابي وعفان بن مسلم قالا أخبرنا همام بن يحيى عن قتادة عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا أبي بن كعب فقال إن الله تبارك وتعالى أمرني أن أقرأ عليك قال الله سماني قال الله سماك لي قال فجعل أبي يبكي قال عفان قال همام قال قتادة نبئت أنه قرأ عليه لم يكن أخبرنا عفان بن مسلم قال أخبرنا وهيب قال أخبرنا أيوب عن أبي قلابة عن أبي المهلب عن أبي بن كعب أنه كان يختم القرآن في ثماني ليال وكان تميم الداري يختمه في سبع أخبرنا عارم بن الفضل قال أخبرنا حماد بن زيد عن أيوب عن أبي قلابة عن أبي المهلب عن أبي بن كعب قال إنا لنقرؤه في ثمان يعني القرآن أخبرنا عبد الله بن جعفر الرقي قال أخبرنا عبيد الله بن عمرو عن أيوب عن أبي قلابة عن أبي المهلب عن أبي بن كعب قال أما أنا فأقرأ القرآن في ثماني ليال أخبرنا عارم بن الفضل وعفان قالا أخبرنا حماد بن زيد قال أخبرنا عاصم بن بهدلة عن زر بن حبيش قال كانت في أبي بن كعب شراسة فقلت له أبا المنذر ألن لي من جانبك فإني إنما أتمتع منك أخبرنا محمد بن عبد الله الأسدي قال أخبرنا سفيان عن بن أبجر عن الشعبي عن مسروق قال سألت أبي بن كعب عن مسألة فقال يا بن أخي أكان هذا قلت لا قال فأحمنا حتى يكون فإذا كان اجتهدنا لك رأينا أخبرنا روح بن عبادة وهوذة بن خليفة قالا أخبرنا عوف عن الحسن قال أخبرنا عتي بن ضمرة قال قلت لأبي بن كعب ما لكم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم نأتيكم من البعد نرجو عندكم الخبر أن تعلمونا فإذا أتيناكم استخففتم أمرنا كأنا نهون عليكم فقال والله لئن عشت إلى هذه الجمعة لأقولن فيها قولا لا أبالي استحييتموني عليه أو قتلتموني فلما كان يوم الجمعة من بين الأيام أتيت المدينة فإذا أهلها يموجون بعضهم في بعض في سككهم فقلت ما شأن هؤلاء الناس قال بعضهم أما أنت من أهل هذا البلد قلت لا قال فإنه قد مات سيد المسلمين اليوم أبي بن كعب قلت والله إن رأيت كاليوم في الستر أشد مما ستر هذا الرجل أخبرنا محمد بن عبد الله الأنصاري قال أخبرنا عوف عن الحسين عن عتي السعدي قال قدمت المدينة في يوم ريح وغبرة وإذا الناس يموج بعضهم في بعض فقلت ما لي أرى الناس يموج بعضهم في بعض فقالوا أما أنت من أهل هذا البلد قلت لا قالوا مات اليوم سيد المسلمين أبي بن كعب أخبرنا عفان بن مسلم قال أخبرنا جعفر بن سليمان قال أخبرنا أبو عمران الجوني عن جندب بن عبد الله البجلي قال أتيت المدينة ابتغاء العلم فدخلت مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا الناس فيه حلق يتحدثون فجعلت أمضي الحلق حتى أتيت حلقة فيها رجل شاحب عليه ثوبان كأنما قدم من سفر قال فسمعته يقول هلك أصحاب العقدة ورب الكعبة ولا آسي عليهم أحسبه قال مرارا قال فجلست إليه فتحدث بما قضي له ثم قال قال فسألت عنه بعدما قال قلت من هذا قالوا هذا سيد المسلمين أبي بن كعب قال فتبعته حتى أتى منزله فإذا هو رث المنزل رث الهيئة فإذا رجل زاهد منقطع يشبه أمره بعضه بعضا فسلمت عليه فرد علي السلام ثم سألني ممن أنت قلت من أهل العراق قال أكثر مني سؤالا قال لما قال ذلك غضبت قال فجثوت على ركبتي ورفعت يدي هكذا وصف حيال وجهه فاستقبلت القبلة قال قلت اللهم نشكوهم إليك إنا ننفق نفقاتنا وننصب أبداننا ونرحل مطايانا إبتغاء العلم فإذا لقيناهم تجهموا لنا وقالوا لنا قال فبكى أبي وجعل يترضاني ويقول ويحك لم أذهب هناك لم أذهب هناك قال ثم قال اللهم إني أعاهدك لئن أبقيتني إلى يوم الجمعة لا تكلمن بما سمعت من رسول الله لا أخاف فيه لومة لائم قال لما قال ذلك انصرفت عنه وجعلت أنتظر الجمعة فلما كان يوم الخميس خرجت لبعض حاجتي فإذا السكك عاصة من الناس لا أجد سكة إلا يلقاني فيها الناس قال قلت ما شأن الناس قالوا إنا نحسبك غريبا قال قلت أجل قالوا مات سيد المسلمين أبي بن كعب قال جندب فلقيت أبا موسى بالعراق فحدثته حديث أبي قال والهفاه لو بقي حتى تبلغنا مقالته قال محمد بن عمر هذه الأحاديث في موت أبي على أنه مات في خلافة عمر بن الخطاب رضى الله تعال ى عنه فيما رأيت أهله وغير واحد من أصحابنا يقولون سنة ثنتين وعشرين بالمدينة وقد سمعت من يقول مات في خلافة عثمان بن عفان رضى الله تعالى عنه سنة ثلاثين وهو أثبت هذه الأقاويل عندنا وذلك أن عثمان بن عفان أمره أن يجمع القرآن أخبرنا عارم بن الفضل قال أخبرنا حماد بن زيد عن أيوب وهشام عن محمد بن سيرين أن عثمان بن جمع اثني عشر رجلا من قريش والأنصار فيهم أبي بن كعب وزيد بن ثابت في جمع القرآن
|