حماد بن سلمة بن دينار البصري أبو سلمة مولى تميم ويقال مولى قريش وقيل غير ذلك روى عن ثابت البناني وقتادة وخاله حميد الطويل وإسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة وأنس بن سيرين وثمامة بن عبد الله بن أنس ومحمد بن زياد القرشي وأبي الزبير المكي وعبد الملك بن عمير وعبد العزيز بن صهيب وأبي عمران الجوني وعمرو بن دينار وهشام بن زيد بن أنس وهشام بن عروة ويحيى بن سعيد الأنصاري وأيوب السختياني وخالد الحذاء وداود بن أبي هند وسليمان التيمي وسماك بن حرب وخلق كثير من التابعين فمن بعدهم وعنه بن جريج والثوري وشعبة وهم أكبر منه وابن المبارك وابن مهدي والقطان وأبو داود وأبو الوليد الطيالسيان وأبو سلمة التبوذكي وآدم بن أبي إياس والأشيب وأسود بن عامر شاذان وبشر بن السري وبهز بن أسد وسليمان بن حرب وأبو نصر الثمار وهدبة بن خالد وشيبان بن فروخ وعبيد الله العيشي وآخرون قال أحمد حماد بن سلمة أثبت في ثابت من معمر وقال أيضا في الحمادين ما منهما إلا ثقة وقال حنبل عن أحمد أسند حماد بن سلمة عن أيوب أحاديث لا يسندها الناس عنه وقال أبو طالب حماد بن سلمة أعلم الناس بحديث حميد وأصح حديثا وقال في موضع آخر هو أثبت الناس في حميد الطويل سمع منه قديما يخالف الناس في حديثه وقال إسحاق بن منصور عن بن معين ثقة وقال الدوري عن بن معين من خالف حماد بن سلمة في ثابت فالقول قول حماد وقال جعفر الطيالسي عنه من سمع من حماد بن سلمة الأصناف ففيها اختلاف ومن سمع منه نسخا فهو صحيح وقال بن المديني لم يكن في أصحاب ثابت أثبت من حماد بن سلمة وقال الأصمعي عن عبد الرحمن بن مهدي حماد بن سلمة صحيح السماع حسن اللقي أدرك الناس لم يهتم بلون من الألوان ولم يلتبس بشيء أحسن ملكه نفسه ولسانه ولم يطلقه علي أحد فسلم حتي مات وقال بن المبارك دخلت البصرة فما رأيت أحدا أشبه بمسالك الأول من حماد بن سلمة وقال أبو عمر الجرمي ما رأيت فقيها أفصح من عبد الوارث وكان حماد بن سلمة أفصح منه وقال شهاب بن المعمر البلخي كان حماد بن سلمة يعد من الأبدال وعلامة الأبدال أن لا يولد لهم تزوج سبعين امرأة فلم يولد له وقال عفان قد رأيت من هو أعبد من حماد بن سلمة ولكن ما رأيت أشد مواظبة علي الخير وقراءة القرآن والعمل لله من حماد بن سلمة وقال بن مهدي لو قيل لحماد بن سلمة إنك تموت غدا ما قدر أن يزيد في العمل شيئا وقال بن حبان كان من العباد المجابين الدعوة في الأوقات ولم بنصف من جانب حديثه واحتج في كتابه بأبي بكر بن عياش فإن كان تركه إياه لما كان يخطيء فغيره من أقرانه مثل الثوري وشعبة كانوا يخطئون فإن زعم أن خطاءه قد كثر حتي تغير فقد كان ذلك في أبي بكر بن عياش موجودا ولم يكن من أقران حماد بن سلمة بالبصرة مثله في الفضل والدين والنسك والعلم والكتب والجمع والصلابة في السنة والقمع لأهل البدع قال سليمان بن حرب وغيره مات سنة 167 زاد بن حبان في ذي الحجة استشهد به البخاري وقيل أنه روى له حديثا واحدا عن أبي الوليد عنه عن ثابت قلت الحديث المذكور في مسند أبي بن كعب من رواية ثابت عن أنس عنه وقد ذكره المزي في الأطراف ولفظه قال لنا أبو الوليد فذكره وقد عرض بن حبان بالبخاري لمجانبته حديث حماد بن سلمة حيث يقول لم ينصف من عدل عن الاحتجاج به إلي الاحتجاج بفليح وعبد الرحمن بن عبد الله بن دينار واعتذر أبو الفضل بن طاهر عن ذلك لما ذكر أن مسلما أخرج أحاديث أقوام ترك البخاري حديثهم قال وكذلك حماد بن سلمة إمام كبير لمدحه الأئمة وأطنبوا لما تكلم بعض منتحلي المعرفة أن بعض الكذبة أدخل في حديثه ما ليس منه لم يخرج عنه البخاري معتمدا عليه بل استشهد به في مواضع ليبين أنه ثقة وأخرج أحاديثه التي يروىها من حديث أقرانه كشعبة وحماد بن زيد وأبي عوانة وغيرهم ومسلم اعتمد عليه لأنه رأي جماعة من أصحابه القدماء والمتأخرين لم يختلفوا وشاهد مسلم منهم جماعة وأخذ عنهم ثم عدالة الرجل في نفسه وإجماع أئمة أهل النقل علي ثقته وأمانته انتهي وقال الحاكم لم يخرج مسلم لحماد بن سلمة في الأصول إلا من حديثه عن ثابت وقد خرج له في الشواهد عن طائفة وقال البيهقي هو أحد أئمة المسلمين إلا أنه لما كبر ساء حفظه فلذا تركه البخاري وأما مسلم فاجتهد وأخرج من حديثه عن ثابت ما سمع منه قبل تغيره وما سوي حديثه عن ثابت لا يبلغ اثني عشر حديثا أخرجها في الشواهد وقال عفان اختلف أصحابنا في سعيد بن أبي عروبة وحماد بن سلمة فصرنا إلي خالد بن الحارث فسألناه فقال حماد احسنهما حديثا واثبتهما لزوما للسنة فرجعنا إلي يحيى القطان فقال أقال لكم وأحفظها قلنا لا وقال القطان حماد عن زياد الأعلم وقيس بن سعد ليس بذاك وقال عبد الله عن أبيه أو يحيى عن القطان إن كان ما يروى حماد عن قيس بن سعد فهو كذا قال عبد الله قلت لأبي لأي شيء قال لأنه روى عنه أحاديث رفعها وقال أحمد بن حنبل أثبتهم في ثابت حماد بن سلمة وقال الدولابي ثنا محمد بن شجاع البلخي حدثني إبراهيم بن عبد الرحمن بن مهدي قال كان حماد بن سلمة لا يعترف بهذه الأحاديث التي في الصفات حتي خرج مرة إلي عبادان فجاء وهو يروىها فسمعت عباد بن صهيب يقول إن حمادا كان لا يحفظ وكانوا يقولون أنها دست في كتبه وقد قيل إن بن أبي العوجاء كان ربيبه فكان يدس في كتبه قرأت بخط الذهبي بن البلخي ليس بمصدق علي حماد وأمثاله وقد اتهم قلت وعباد أيضا ليس بشيء وقد قال أبو داود لم يكن لحماد بن سلمة كتاب غير كتاب قيس بن سعد يعني كان يحفظ علمه وقال عبد الله بن أحمد عن أبيه ضاع كتاب حماد عن قيس بن سعد وكان يحدثهم من حفظه وأورده له بن عدي في الكامل عدة أحاديث مما ينفرد به متنا أو إسنادا قال وحماد من أجلة المسلمين وهو مفتي البصرة وقد حدث عنه من هو أكبر منه سنا وله أحاديث كثيرة وأصناف كثيرة ومشائخ وهو كما قال بن المديني من تكلم في حماد بن سلمة فاتهموه في الدين وقال الساجي كان حافظا ثقة مأمونا وقال بن سعد كان ثقة كثير الحديث وربما حدث بالحديث المنكر وقال العجلي ثقة رجل صالح حسن الحديث وقال إن عنده ألف حديث حسن ليس عند غيره وحكي أبو الوليد الباجي في رجال البخاري إن النسائي سئل عنه فقال ثقة قال الحاكم بن مسعدة فكلمته فيه فقال ومن يجترئ يتكلم فيه لم يكن عند القطان هناك ثم جعل النسائي يذكر الأحاديث التي انفرد بها في الصفات كأنه خاف أن يقول الناس تكلم في حماد من طريقها وقال بن المديني أثبت أصحاب ثابت حماد ثم سليمان ثم حماد بن زيد وهي صحاح >> خت م 4 البخاري في التعالىق ومسلم والأربعة |