عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي وأمه عائشة بنت معاوية بن المغيرة بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف فولد عبد الملك بن مروان الوليد ولي الخلافة وسليمان ولي الخلافة ومروان الأكبر درج وداود درج وعائشة وأمهم أم الوليد ابنة العباس بن جزء بن الحارث بن زهير بن جذيمة بن رواحة بن ربيعة بن مازن بن الحارث بن قطيعة بن عبس بن بغيض ويزيد بن عبد الملك ولي الخلافة ومروان ومعاوية درج وأمهم عاتكة بنت يزيد بن معاوية بن أبي سفيان بن حرب بن أمية بن عبد شمس وهشام بن عبد الملك ولي الخلافة وأمه أم هشام بنت هشام بن إسماعيل بن هشام بن الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم وأبا بكر بن عبد الملك وهو بكار وأمه عائشة بنت موسى بن طلحة بن عبيد الله التيمي والحكم بن عبد الملك درج وأمه أم أيوب بنت عمرو بن عثمان بن عفان وأمها أم الحكم بنت ذؤيب بن حلحلة بن عمرو بن كليب الأعمى بن أصرم بن عبد الله بن قمير بن حبشية بن سلول وعبد الله بن عبد الملك ومسلمة والمنذر وعنبسة ومحمدا وسعيد الخير والحجاج لأمهات أولاد وفاطمة بنت عبد الملك تزوجها عمر بن عبد العزيز بن مروان وأمها أم المغيرة بنت المغيرة بن خالد بن العاص بن هشام بن المغيرة قال وكان عبد الملك يكنى أبا الوليد وولد سنة ست وعشرين في خلافة عثمان بن عفان وشهد يوم الدار مع أبيه وهو بن عشر سنين وحفظ أمرهم وحديثهم وشتا المسلمون بأرض الروم سنة اثنتين وأربعين وهو أول مشتى شتوه بها فاستعمل معاوية على أهل المدينة عبد الملك بن مروان وهو يومئذ بن ست عشرة سنة فركب عبد الملك بالناس البحر قال أخبرنا محمد بن إسماعيل بن أبي فديك المدني قال سمعت شيخا يحدث عند دار كثير بن الصلت أن معاوية بن أبي سفيان جلس ذات يوم ومعه عمرو بن العاص فمر بهما عبد الملك بن مروان فقال معاوية ما آدب هذا الفتى وأحسن مروته فقال عمرو بن العاص يا أمير المؤمنين إن هذا الفتى أخذ بخصال أربع وترك خصالا ثلاثا أخذ بحسن الحديث إذا حدث وحسن الاستماع إذا حدث وحسن البشر إذا لقى وخفة المؤونة إذا خولف وترك من القول ما يعتذر منه وترك مخالطة اللئام من الناس وترك ممازجة من لا يوثق بعقله ولا مروته أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عبد الرحمن بن عبد العزيز عن عبد العزيز عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم قال وحدثني إبراهيم بن الفضل عن المقبري أن عبد الملك بن مروان لم يزل بالمدينة في حياة أبيه وولايته حتى كان أيام الحرة فلما وثب أهل المدينة فأخرجوا عامل يزيد بن معاوية وهو عثمان بن محمد بن أبي سفيان عن المدينة وأخرجوا بني أمية خرج عبد الملك مع أبيه فلقيهم مسلم بن عقبة بالطريق قد بعثه يزيد بن معاوية في جيش إلى أهل المدينة فرجع معه مروان وعبد الملك بن مروان وكان مجدورا فتخلف عبد الملك بذي خشب وأمر رسولا أن ينزل مخيض وهي فيما بين المدينة وذي خشب على اثني عشر ميلا من المدينة وآخر يحضر الوقعة يأتيه بالخبر وهو يخاف أن تكون الدولة لأهل المدينة فبينما عبد الملك جالس في قصر مروان بذي خشب يترقب إذا رسوله قد جاء يلوح بثوبه فقال عبد الملك إن هذا لبشير فأتاه رسوله الذي كان بمخيض يخبره أن أهل المدينة قد قتلوا ودخلها أهل الشام فسجد عبد الملك ودخل المدينة بعد أن برأ وقال غير محمد بن عمر كان أهل المدينة قد أخذوا على بني أمية حين أخرجوهم العهود والمواثيق أن لا يدلوا على عورة لهم ولا يظاهروا عليهم عدوا فلما لقيهم مسلم بن عقبة بوادي القرى قال مروان لابنه عبد الملك ادخل عليه قبلي لعله يجتزيء بك مني فدخل عليه عبد الملك فقال له مسلم هات ما عندك أخبرني خبر الناس وكيف ترى فقال نعم ثم أخبره بخبر أهل المدينة ودله على عوراتهم وكيف يؤتون ومن أين يدخل عليهم وأين ينزل ثم دخل عليه مروان فقال إيه ما عندك قال أليس قد دخل عليك عبد الملك قال بلى قال فإذا لقيت عبد الملك فقد لقيتني قال أجل ثم قال مسلم وأي رجل عبد الملك قل ما كلمت من رجال قريش رجلا به شبها قال أخبرنا أبو عبيد عن أبي الجراح قال أخبرني محمد بن المنتشر عن رجل من همدان من وداعة من أهل الأردن قال كنا مع مسلم بن عقبة مقدمه المدينة فدخلنا حائطا بذي المروة فإذا شاب حسن الوجه والهيئة قائم يصلي فطفنا في الحائط ساعة وفرغ من صلاته فقال لي يا عبد الله أمن هذا الجيش أنت قلت نعم قال أتؤمون بن الزبير قلت نعم قال ما أحب أن لي ما على ظهر الأرض كله وأني سرت إليه وما على ظهر الأرض اليوم أحد خير منه قال فإذا هو عبد الملك بن مروان فابتلي به حتى قتله في المسجد الحرام قالوا وكان عبد الملك قد جالس الفقهاء والعلماء وحفظ عنهم وكان قليل الحديث قال محمد بن عمر بويع مروان بن الحكم بالخلافة بالجابية يوم الأربعاء لثلاث خلون من ذي القعدة سنة أربع وستين فلقي الضحاك بن قيس الفهري بمرج راهط فقتله ثم بايع بعد ذلك لأبيه عبد الملك وعبد العزيز ابني مروان بالخلافة قال محمد بن عمر فأخبرنا موسى بن يعقوب عن أبي الحويرث قال مات مروان بن الحكم بدمشق لهلال شهر رمضان سنة خمس وستين فاستقبل عبد الملك الخلافة من يومئذ قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني إسماعيل بن إبراهيم عن أبيه قال تهيأ مصعب بن الزبير للخروج إلى عبد الملك وسار حتى أتى باجميرا قرية على شط الفرات دون الأنبار بثلاثة فراسخ فنزلها وبلغ عبد الملك فجمع جنوده ثم سار فيهم يؤم العراق لقتال مصعب وقال لروح بن زنباع وهو يتجهز والله إن في أمر هذه الدنيا لعجبا لقد رأيتني ومصعب بن الزبير أفقده الليلة الواحدة من الموضع الذي نجتمع فيه فكأني واله ويفقدني فيفعل مثل ذلك ولقد كنت أوتى باللطف فما أراه يجوز لي أكله حتى أبعث به إلى مصعب أو ببعضه ثم صرنا إلى السيف ولكن هذا الملك عقيم ليس أحد يريده من ولد ولا والد إلا كان السيف وإنما يقول هذا القول عبد الملك لأن خالد بن يزيد بن معاوية وعمرو بن سعيد بن العاص جالسان معه فأرادهما به وهو يومئذ يخافهما قد عرف أن عمرو بن سعيد أطوع الناس عند أهل الشام وخالد بن يزيد بن معاوية قد كان مروان أطمعه في العقد له بعده فعقد مروان لعبد الملك ولعبد العزيز بعد عبد الملك فأيس خالد وهو مع عبد الملك على الطمع والخوف قال وأخبرنا محمد بن عمر قال حدثني يحيى بن عبد الله بن أبي فروة عن أبيه قال لما سار عبد الملك من دمشق يؤم العراق إلى مصعب لقتاله فكان دون بطنان حبيب بليلة جلس خالد بن يزيد وعمرو بن سعيد فتذاكرا أمر عبد الملك ومسيرهما معه على خديعة منه لهما ومواعيد باطلة قال عمرو فإني راجع فشجعه خالد على ذلك فرجع عمرو إلى دمشق فدخلها والسور يومئذ عليها وثيق فدعا أهل الشام فأسرعوا إليه وفقده عبد الملك وقال أين أبو أمية فقيل له رجع فرجع عبد الملك بالناس إلى دمشق فنزل على مدينة دمشق فأقام عليها ست عشرة ليلة حتى |