1336 حسين بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف أبو عبد الله الحسين بن علي السبط المدني, القرشي, الهاشمي السبط صحابي 1 المدينة العراق أخو الحسن بن علي, ابن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم, أخو زينب بنت علي, سبط النبي صلى الله عليه وسلم, ابن علي بن أبي طالب 1 [1323] ع الحسين بن علي بن أبي طالب القرشي الهاشمي أبو عبد الله المدني
سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم وريحانته من الدنيا وأحد سيدي شباب أهل الجنة
روى عن 1- جده رسول الله صلى الله عليه وسلم د س ق 2- وأبيه علي بن أبي طالب ع 3- وعمر بن الخطاب 4- وخاله هند بن أبي هالة تم 5- وأمه فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ق
روى عنه 1- بشر بن غالب الأسدي 2- وثوير بن أبي فاختة 3- وأخوه الحسن بن علي بن أبي طالب تم 4- وابنه زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب 5- وسعيد بن خالد الكوفي 6- وسنان بن أبي سنان الدؤلي 7- وطلحة بن عبيد الله العقيلي 8- وعامر الشعبي 9- وعبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان 10- وعبيد بن حنين 11- وعكرمة مولى ابن عباس 12- وابنه علي بن الحسين بن علي زين العابدين ع 13- والعيزار بن حريث 14- وكرز التيمي عس 15- وابن ابنه أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن علي الباقر تم 16- وهمام بن غالب الفرزدق الشاعر 17- ويوسف بن ميمون الصباغ 18- وابنتاه سكينة بنت الحسين 19- وفاطمة بنت الحسين د عس ق
علماء الجرح والتعديل
$ قال الزبيدي، عن عدي بن عبد الرحمن الطائي، عن داود بن أبي هند، عن سماك بن حرب، عن أم الفضل بنت الحارث: رأيت فيما يرى النائم أن عضوا من أعضاء النبي صلى الله عليه وسلم في بيتي، وفي رواية: في حجري، فقصصتها على النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: " خيرا رأيت، تلد فاطمة غلاما، فترضعيه بلبن قثم " . فولدت فاطمة غلاما، فسماه النبي صلى الله عليه وسلم حسينا، ودفعه إلى أم الفضل، وكانت ترضعه بلبن قثم *
وقال خليفة بن خياط: وفي سنة أربع ولد الحسين بن علي بن أبي طالب
وقال الزبير بن بكار: ولد لخمس ليال خلون من شعبان سنة أربع
وقال حفص بن غياث، عن جعفر بن محمد: كان بين الحسن والحسين طهر واحد .
وقال عبد الله بن ميمون القداح، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، مثل ذلك
وقال محمد بن سعد: علقت فاطمة بالحسين لخمس ليال خلون من ذي القعدة سنة ثلاث من الهجرة، وكان بين ذلك وبين ولادة الحسن خمسون ليلة، وولد الحسين في ليال خلون من شعبان سنة أربع من الهجرة
وقال زهير بن العلاء، عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة: ولدت فاطمة حسينا بعد حسن بسنة وعشرة اشهر، فمولده لست سنين وخمسة أشهر ونصف من التاريخ
$ وقال عبد الله بن محمد بن عقيل، عن محمد بن علي بن أبي طالب: إنه سمى ابنه الأكبر حمزة، وسمى حسينا بعمه جعفر، قال: فدعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: " إني أمرت أن أغير اسم ابني هذين "، فقلت: الله ورسوله أعلم، فسماهما حسنا وحسينا *
وقد تقدم حديث أبي إسحاق، عن هانئ بن هانئ، عن علي، في ترجمة الحسن بن علي في ذكر شبر وشبير ومشبر، وفي شبه الحسن والحسين للنبي صلى الله عليه وسلم، وحديث عمرو بن دينار، عن عكرمة، أنه شق اسم حسين من حسن
وقال هشام بن حسان، عن حفصة بنت سيرين، عن أنس بن مالك، كنت عند ابن زياد، فجيئ برأس الحسين، فجعل يقول بقضيب في أنفه، ويقول: ما رأيت مثل هذا حسنا، قلت: أما إنه كان أشبههم برسول الله صلى الله عليه وسلم
وقال سفيان بن عيينة: قلت لعبيد الله بن أبي يزيد: رأيت حسين بن علي ؟ قال: نعم، أسود الرأس واللحية، إلا شعيرات ها هنا في مقدم لحيته، فلا أدري أخضب، وترك ذلك المكان شبها برسول الله صلى الله عليه وسلم، أو لم يكن شاب منه غير ذلك .
$ وقال إبراهيم بن علي الرافعي، عن أبيه، عن جدته زينب بنت أبي رافع: أتت فاطمة بنت النبي صلى الله عليه وسلم بابنيها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في شكواه الذي توفي فيه، فقالت: يا رسول الله هذان ابناك، فورثهما شيئا، قال: " أما حسن فإن له هيبتي وسؤددي، وأما حسين فإن له جرأتي وجودي " *
وروي عن محمد بن عبيد الله بن أبي رافع، عن أبيه، وعمه، عن جده، نحو ذلك .
$ وقال عبد الرحمن بن أبي نعم: كنت عند ابن عمر، فسأله رجل عن دم البعوض، فقال: ممن أنت ؟ قال: من أهل العراق، قال: انظروا إلى هذا يسألني عن دم البعوض، وقد قتلوا ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: " هما ريحانتاي من الدنيا "
وقد تقدم في ترجمة الحسن بن علي أنه صلى الله عليه وسلم أخذ الحسن والحسين فقال: " من أحبني، وأحب هذين، وأباهما، وأمهما، كان معي في درجتي يوم القيامة " * وقوله: " من أحبهما فقد أحبني، ومن أبعضهما فقد أبغضني " . وقوله: " الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة " . وحديث الكساء، وحديث أبي هريرة صلى النبي صلى الله عليه وسلم العشاء، فجعل الحسن والحسين يثبان على ظهره، فلما قضى الصلاة، قال: يا رسول الله، ألا أذهب بهما إلى أمهما ؟ قال: " لا "، فبرقت برقة فلم يزالا في ضوئها حتى دخلا على أمهما، وغير ذلك .
$ وقال عبد الله بن عثمان بن خثيم، عن سعيد بن أبي راشد، عن يعلى بن مرة: أنه خرج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى طعام دعوا له، فاستنتل رسول الله صلى الله عليه وسلم أمام القوم، وحسين مع غلمان يلعب، فأراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يأخذه، قال: فطفق الصبي يفر ها هنا مرة، وها هنا مرة، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يضاحكه حتى أخذه، فوضع إحدى يديه تحت قفاه، والأخرى تحت ذقنه، فوضع فاه على فيه، فقبله، وقال: " حسين مني، وأنا من حسين، أحب الله من أحب حسينا، حسين سبط من الأسباط " *
$ وقال محمد بن عبد الله بن أبي يعقوب، عن عبد الله بن شداد بن الهاد، عن أبيه: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم في إحدى صلاتي العشي الظهر، أو العصر، وهو حامل حسنا، أو حسينا، فتقدم النبي صلى الله عليه وسلم فوضعه، ثم كبر للصلاة، فصلى فسجد بين ظهري صلاته سجدة أطالها، قال أبي: فرفعت رأسي، فإذا الصبي على ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ساجد، فرجعت في سجودي، فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلاة، قال الناس: يا رسول الله، إنك سجدت بين ظهري الصلاة سجدة أطلتها حتى ظننا أنه قد حدث أمر، أو أنه يوحى إليك، قال: " كل ذلك لم يكن، ولكن ابني ارتحلني، فكرهت أن أعجله حتى يقضي حاجته "
أخبرنا بذلك أبو الحسن بن البخاري، وأبو الغنائم بن علان، وأحمد بن شيبان، قالوا: أخبرنا حنبل بن عبد الله، قال: أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، قال: أخبرنا أبو علي بن المذهب، قال: أخبرنا أبو بكر بن مالك، قال: حدثنا عبد الله بن أحمد، قال: حدثني أبي، قال: حدثنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا جرير بن حازم، قال: حدثنا محمد بن أبي يعقوب، فذكره *
$ وقال زيد بن الحباب: حدثني حسين بن واقد، عن عبد الله بن واقد، عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطبنا، فجاء الحسن والحسين، وعليهما قميصان أحمران، يمشيان ويعثران، فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم من المنبر، فحملهما فوضعهما بين يديه، ثم قال: " صدق الله ورسوله ( إنما أموالكم وأولادكم فتنة ) نظرت إلى هذين الصبيين يمشيان ويعثران، فلم أصبر حتى قطعت حديثي ورفعتهما "
أخبرنا بذلك أبو الفرج بن أبي عمر بن قدامة، وابن علان، وابن شيبان، قالوا: أخبرنا حنبل، قال: أخبرنا ابن الحصين، قال: أخبرنا ابن المذهب، قال: أخبرنا ابن مالك، قال: حدثنا عبد الله بن أحمد، قال: حدثني أبي، قال: حدثنا زيد بن الحباب، فذكره *
$ وقال أبو داود الطيالسي: حدثنا عمرو بن ثابت، عن أبيه، عن أبي فاختة، قال: قال علي: زارنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فبات عندنا، والحسن والحسين نائمان، فاستسقى الحسن، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى قربة لنا، فجعل يعصرها في القدح، ثم جاء لسقيه، فتناول الحسين ليشرب، فمنعه، وبدأ بالحسن، فقالت فاطمة: يا رسول الله، كأنه أحبهما إليك ؟ فقال: " لا، ولكنه استسقى أول مرة "، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إني وإياك وهذين، وأحسبه قال: وهذا الراقد، يعني عليا، يوم القيامة في مكان واحد "
أخبرنا بذلك أبو الحسن بن البخاري، قال: أنبأنا أبو المكارم اللبان، وأبو جعفر الصيدلاني، قالا: أخبرنا أبو علي الحداد، قال: أخبرنا أبو نعيم، قال: حدثنا عبد الله بن جعفر، قال: حدثنا يونس بن حبيب، قال: حدثنا أبو داود، فذكره
وقال حماد بن زيد: حدثنا يحيى بن سعيد، عن عبيد بن حنين، قال: حدثني الحسين بن علي، قال: أتيت على عمر بن الخطاب، وهو على المنبر، فصعدت إليه فقلت له: انزل عن منبر أبي، واذهب إلى منبر أبيك فقال عمر: " لم يكن لأبي منبر، وأخذني فأجلسني معه، فجعلت أقلب حصى بيدي، فلما نزل انطلق بي إلى منزله فقال لي: من علمك ؟ فقلت: والله ما علمنيه أحد، قال: يا بني لو جعلت تغشانا، قال: فأتيته يوما وهو خال بمعاوية، وابن عمر بالباب، فرجع ابن عمر، ورجعت معه، فلقيني بعد فقال: لم أرك فقلت: يا أمير المؤمنين، إني جئت وأنت خال بمعاوية، وابن عمر بالباب، فرجع ابن عمر، ورجعت معه فقال: أنت أحق بالإذن من ابن عمر، وإنما أنبت ما ترى في رءوسنا الله، ثم أنتم " . أخبرنا بذلك أبو العز الشيباني، قال: أخبرنا أبو اليمن الكندي، قال: أخبرنا أبو منصور بن زريق، قال: أخبرنا أبو بكر الحافظ، قال: أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، قال: أخبرنا دعلج بن أحمد المعدل، قال: حدثنا موسى بن هارون، قال: حدثنا أبو الربيع، قال: حدثنا حماد بن زيد، فذكره . *
وقال الدراوردي، عن جعفر بن محمد، عن أبيه: إن عمر بن الخطاب جعل عطاء حسن وحسين مثل عطاء أبيهما
وقال سليمان بن بلال، عن جعفر بن محمد، عن أبيه: قدم على عمر حلل من اليمن، فكسا الناس، فراحوا في الحلل، وهو جالس بين القبر والمنبر، والناس يأتونه، فيسلمون عليه ويدعون، فخرج الحسن والحسين ابنا علي من بيت أمهما فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يتخطيان الناس، وكان بيت فاطمة في جوف المسجد، ليس عليهما من تلك الحلل شيء، وعمر قاطب، صار بين عينيه، ثم قال: والله ما هنأني ما كسوتكم، قالوا: لم يا أمير المؤمنين كسوت رعيتك وأحسنت، قال: من أجل الغلامين يتخطيان الناس ليس عليهما منها شيء، كبرت عنهما وصغرا عنها، ثم كتب إلى صاحب اليمن أن ابعث إلي بحلتين لحسن وحسين، وعجل، فبعث إليه بحلتين، فكساهما . وقال علي بن محمد المدائني، عن جويرية بن أسماء، عن مسافع بن شيبة: قال: حج معاوية، فلما كان عند الردم أخذ حسين بخطامه، فأناخ به، ثم ساره طويلا، ثم انصرف وزجر معاوية راحلته، فسار فقال عمرو بن عثمان: يتيح بك حسين، وتكف عنه، وهو ابن أبي طالب ؟ فقال معاوية: دعني من علي، فوالله ما فارقني حتى خفت أن يقتلني، ولو قتلني ما أفلحتم، وإن لكم من بني هاشم ليوما
وقال حبيب بن أبي ثابت، عن أبي إدريس، عن المسيب بن نجبة: قال علي: ألا أحدثكم عن خاصة نفسي، وأهل بيتي، قلنا: بلى، قال: أما حسن فصاحب جفنة وخوان، فتى من فتيان قريش، ولو قد التقت حلقتا البطان لم يغن عنكم في الحرب حبالة عصفور، وأما عبد الله بن جعفر فصاحب لهو وباطل، ولا يغرنكم ابنا عباس، وأما أنا وحسين فإنا منكم وأنتم منا .
وقال سليمان بن أبي شيخ، عن خالد بن سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص، عن أبيه: كان الحسن يقول للحسين: أي أخ، والله لوددت أن لي بعض شدة قلبك، فيقول له الحسين: وأنا والله وددت أن لي بعض ما بسط لك من لسانك .
وقال يونس بن أبي إسحاق، عن العيزار بن حريث: بينما عمرو بن العاص جالس في ظل الكعبة، إذ رأى الحسين بن علي مقبلا فقال: هذا أحب أهل الأرض إلى أهل السماء اليوم .
وقال الزبير بن بكار، عن عمه مصعب بن عبد الله حج الحسين خمسا وعشرين حجة ماشيا
وقال محمد بن يونس الكديمي، عن الأصمعي، عن ابن عون: كتب الحسن إلى الحسين يعيب عليه إعطاء الشعراء، فكتب إليه إن خير المال ما وقي العرض . رواها يحيى بن معين، عن الأصمعي، قال: بلغنا عن ابن عون
وقال المدائني: عن أبي الأسود العبدي، عن الأسود بن قيس، قيل لمحمد بن بشير الحضرمي: قد أسر ابنك بثغر الري، قال: عند الله أحتسبه، ونفسي ما كنت أحب أن يؤسر، ولا أن أبقى بعده، فسمع الحسين قوله فقال له: رحمك الله أنت في حل من بيعتي، فاعمل في فكاك ابنك، قال: أكلتني السباع حيا إن فارقتك، قال: فاعط ابنك هذه الأثواب البرود يستعين بها في فداء أخيه، فأعطاه خمسة أثواب ثمنها ألف دينار .
$ وقال محمد بن عبيد الطنافسي: حدثنا شرحبيل بن مدرك الجعفي، عن عبد الله بن نجي، عن أبيه، أنه سافر مع علي بن أبي طالب، وكان صاحب مطهرته، فلما حاذوا نينوى، وهو منطلق إلى صفين، نادى علي: صبرا أبا عبد الله، صبرا أبا عبد الله بشط الفرات، قلت: ومن ذا أبو عبد الله ؟ قال: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعيناه تفيضان، فقلت: يا نبي الله أغضبك أحد، ما شأن عينيك تفيضان ؟ قال: بلى، قام من عندي جبريل قبل، فحدثني أن الحسين يقتل بشط الفرات، وقال: هل لك أن أشمك من تربته، قلت: نعم، فمد يده، فقبض قبضة من تراب، فأعطانيها، فلم أملك عيني أن فاضتا "
أخبرنا بذلك أبو العباس أحمد بن أبي الخير، قال: أنبأنا أبو القاسم يحيى بن أسعد بن بوش، قال: أخبرنا أبو غالب بن البناء، قال: أخبرنا أبو الغنائم بن المأمون، قال: أخبرنا أبو القاسم بن حبابة، قال: أخبرنا أبو القاسم البغوي، قال: حدثني يوسف بن موسى القطان، قال: حدثنا محمد بن عبيد، فذكره *
$ وقال أبو القاسم البغوي ابن أبي شيبة الحبطي، قال: حدثنا عمارة بن زاذان، قال: حدثنا ثابت، عن أنس، قال: " استأذن ملك القطر ربه عز وجل أن يزور النبي صلى الله عليه وسلم فأذن له، وكان في يوم أم سلمة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: يا أم سلمة، احفظي علينا الباب، لا يدخل علينا أحد، قال: فبينما هي على الباب، إذ جاء الحسين بن علي فطفر واقتحم، فدخل فوثب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يلثمه ويقبله، فقال له الملك: أتحبه، قال: نعم، قال: أما إن أمتك ستقتله، وإن شئت أريتك المكان الذي يقتل فيه، فأراه إياه، فجاء بسهلة، أو تراب أحمر، فأخذته أم سلمة، فجعلته في ثوبها "
قال ثابت: كنا نقول إنها كربلاء *
$ وقال عباد بن زياد الأسدي: حدثنا عمرو بن ثابت، عن الأعمش، عن أبي وائل شقيق بن سلمة، عن أم سلمة، قالت: كان الحسن والحسين يلعبان بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم في بيتي، فنزل جبريل، فقال: يا محمد، إن أمتك تقتل ابنك هذا من بعدك، وأومأ بيده إلى الحسين، فبكى رسول الله صلى الله عليه وسلم وضمه إلى صدره، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " وضعت عندك هذه التربة "، فشمها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال: " ريح كرب وبلاء "، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يا أم سلمة، إذا تحولت هذه التربة دما، فاعلمي أن ابني قد قتل " . فجعلتها أم سلمة في قارورة، ثم جعلت تنظر إليها كل يوم، وتقول: إن يوما تحولين دما ليوم عظيم
أخبرنا بذلك أبو إسحاق بن الدرجي، قال: أنبأنا أبو جعفر الصيدلاني، في جماعة، قالوا: أخبرتنا فاطمة بنت عبد الله، قالت: أخبرنا أبو بكر بن ريذة، قال: أخبرنا أبو القاسم الطبراني، قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدثني عباد بن زياد الأسدي، فذكره *
$ وقال عبد الرحمن بن صالح الأزدي، عن أبي بكر بن عياش، عن موسى بن عقبة، عن داود: قالت أم سلمة: دخل الحسين على رسول الله صلى الله عليه وسلم ففزع، فقالت أم سلمة: ما لك يا رسول الله ؟ قال: " إن جبريل أخبرني أن ابني هذا يقتل، وأنه اشتد غضب الله على من يقتله " *
وفي الباب عن عائشة، وزينب بنت جحش، وأم الفضل بنت الحارث، وأبي أمامة الباهلي، وأنس بن الحارث، وغيرهم .
وقال عبد الجبار بن العباس، عن عمار الدهني: مر علي على كعب، فقال: يقتل من ولد هذا رجل في عصابة لا يجف عرق خيولهم حتى يردوا على محمد صلى الله عليه وسلم، فمر حسن فقالوا: هذا يا أبا إسحاق ؟ قال: لا، فمر حسين فقالوا: هذا ؟ قال: نعم .
وقال محمد بن سعد: أخبرنا يحيى بن حماد، قال: أخبرنا أبو عوانة، عن سليمان يعني الأعمش، قال: حدثنا أبو عبد الله الضبي، قال: دخلنا علي بن هرثم الضبي حين أقبل من صفين، وهو مع علي، وهو جالس على دكان له، وله امرأة، يقال لها: خرداء، هي أشد حبا لعلي، وأشد لقوله تصديقا، جاءت شاة فبعرت فقال: لقد ذكرني بعر هذه الشاة حديثا لعلي، قالوا: وما علم علي بهذا ؟ قال: أقبلنا مرجعنا من صفين، فنزلنا كربلاء، فنزل، فصلى بنا علي صلاة الفجر بين شجيرات ودوحات حرمل، ثم أخذ كفا من بعر الغزلان، فشمه، ثم قال: أوه أوه، يقتل بهذا الغائط قوم يدخلون الجنة بغير حساب، قال: فقالت خرداء وما ينكر من هذا ؟ هو أعلم بما قال منك، نادت بذلك، وهي في جوف البيت .
وقال أبو الحسن الدارقطني: حدثنا محمد بن نوح الجنديسابوري، قال: حدثنا علي بن حرب الجنديسابوري، قال: حدثنا إسحاق بن سليمان، قال: حدثنا عمرو بن أبي قيس، عن يحيى بن سعيد أبي حيان، عن قدامة الضبي، عن خرداء بنت سمير، عن زوجها هرثمة بن سلمى، قال: خرجنا مع علي في بعض غزوة، فسار حتى انتهى إلى كربلاء، فنزل إلى شجرة يصلي إليها، فأخذ تربة من الأرض، فشمها، ثم قال: " واها لك تربة، ليقتلن بك قوم يدخلون الجنة بغير حساب "، قال: فقفلنا من غزاتنا، وقتل علي، ونسيت الحديث، قال: فكنت في الجيش الذين ساروا إلى الحسين، فلما انتهيت إليه نظرت إلى الشجرة، فذكرت الحديث، فتقدمت على فرس لي فقلت: أبشرك ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحدثته الحديث، قال: معنا أو علينا، قلت: لا معك ولا عليك، تركت عيالا وتركت، قال: أما لا، فول في الأرض، فوالذي نفس حسين بيده لا يشهد قتلنا اليوم رجل إلا دخل جهنم، قال: فانطلقت هاربا موليا في الأرض حتى خفي على مقتله .
وقال محمد بن سعد، أخبرنا محمد بن عمر، قال: حدثنا ابن أبي ذئب، قال: حدثني عبد الله بن عمير مولى أم الفضل .
قال محمد بن عمر: وأخبرنا عبد الله بن محمد بن عمر بن علي، عن أبيه .
قال: وأخبرنا يحيى بن سعيد بن دينار السعدي، عن أبيه .
قال: وحدثني عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن أبي وجزة السعدي، عن علي بن حسين .
قال محمد بن عمر: وغير هؤلاء أيضا قد حدثني .
قال: محمد بن سعد، وأخبرنا علي بن محمد، عن يحيى بن إسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر، عن أبيه، وعن لوط بن يحيى الغامدي، عن محمد بن نشر الهمداني، وغيره، وعن محمد بن الحجاج، عن عبد الملك بن عمير، وعن هارون بن عيسى، عن يونس بن أبي إسحاق، عن أبيه، وعن يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، عن مجالد، عن الشعبي .
قال محمد بن سعد: وغير هؤلاء أيضا قد حدثني في هذا الحديث مطابقة، فكتبت جوامع حديثهم في مقتل الحسين رحمه الله عليه ورضوانه وصلواته وبركاته .
قال: لما بايع الناس ليزيد بن معاوية، كان حسين بن علي بن أبي طالب ممن لم يبايع له، وكان أهل الكوفة يكتبون إلى حسين يدعونه إلى الخروج إليهم في خلافة معاوية، كل ذلك يأبى، فقدم منهم قوم إلى محمد ابن الحنفية، فطلبوا إليه أن يخرج معهم، فأبى، وجاء إلى الحسين، فأخبره بما عرضوا عليه، وقال: إن القوم إنما يريدون أن يأكلوا بنا ويشيطوا دماءنا، فأقام حسين على ما هو عليه من الهموم، مرة يريد أن يسير إليهم، ومرة يجمع الإقامة، فجاءه أبو سعيد الخدري فقال: يا أبا عبد الله، إني لك ناصح، وإني عليك مشفق، وقد بلغني أنه كاتبك قوم من شيعتكم بالكوفة، يدعونك إلى الخروج إليهم، فلا تخرج فإني سمعت أباك، يقول بالكوفة: والله لقد مللتهم وأبغضتهم، وملوني وأبغضوني، وما بلوت منهم وفاء، ومن فاز بهم فاز بالسهم الأخيب، والله ما لهم ثبات، ولا عزم أمر، ولا صبر على السيف .
قال: وقدم المسيب بن نجبة الفزاري، وعدة معه إلى الحسين بعد وفاة الحسن، فدعوه إلى خلع معاوية، وقالوا: قد علمنا رأيك، ورأي أخيك فقال: إني لأرجو أن يعطي الله أخي على نيته في حبه الكف، وأن يعطيني على نيتي في حبي جهاد الظالمين .
وكتب مروان بن الحكم إلى معاوية: إني لست آمن أن يكون حسين مرصدا للفتنة، وأظن يومكم من حسين طويلا .
فكتب معاوية إلى الحسين: إن من أعطى الله صفقة يمينه وعهده لجدير بالوفاء، وقد أنبئت أن قوما من أهل الكوفة قد دعوك إلى الشقاق، وأهل العراق من قد جربت قد أفسدوا على أبيك وأخيك، فاتق الله، واذكر الميثاق، وإنك متى تكدني أكدك
فكتب إليه الحسين: أتاني كتابك، وأنا بغير الذي بلغك عني جدير، والحسنات لا يهدي لها إلا الله، وما أردت لك محاربة، ولا عليك خلافا، وما أظن لي عند الله عذرا في ترك جهادك، وما أعلم فتنة أعظم من ولايتك أمر هذه الأمة .
فقال معاوية: إن أثرنا بأبي عبد الله إلا أسدا .
وكتب إليه معاوية أيضا في بعض ما بلغه عنه: إني لأظن أن في رأسك نزوة، فوددت أني أدركها، وأغفرها لك .
قالوا: ولما حضر معاوية دعا يزيد بن معاوية، فأوصاه بما أوصاه به، وقال له: انظر حسين بن علي ابن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإنه أحب الناس إلى الناس، فصل رحمه، وارفق به يصلح لك أمره، فإن يك منه شيء، فإني أرجو أن يكفيكه الله بمن قتل أباه وخذل أخاه .
وتوفي معاوية ليلة النصف من رجب سنة ستين، وبايع الناس ليزيد، فكتب يزيد مع عبد الله بن عمرو بن أويس العامري عامر بن لؤي إلى الوليد بن عتبة بن أبي سفيان، وهو على المدينة: ادع الناس فبايعهم، وابدأ بوجوه قريش، وليكن أول من تبدأ به الحسين بن علي، فإن أمير المؤمنين رحمه الله عهد إلي في أمره الرفق به واستصلاحه، فبعث الوليد من ساعته نصف الليل إلى الحسين بن علي، وعبد الله بن الزبير، وأخبرهما بوفاة معاوية، ودعاهما إلى البيعة ليزيد , فقالا: نصبح وننظر ما يصنع الناس، ووثب الحسين فخرج، وخرج معه ابن الزبير، وهو يقول: هو يزيد الذي تعرف والله ما حدث، له حزم ولا مروءة، وقد كان الوليد أغلظ للحسين، فشتمه الحسين، وأخذ بعمامته فنزعها من رأسه فقال الوليد: إن هجنا بأبي عبد الله إلا أسدا فقال له مروان، أو بعض جلسائه: اقتله، قال: إن ذلك لدم مضنون في بني عبد مناف، فلما صار الوليد إلى منزله، قالت له امرأته أسماء ابنة عبد الرحمن بن الحارث بن هشام: أسببت حسينا، قال: هو بدأني فسبني، قالت: وإن سبك حسين تسبه، وإن سب أباك تسب أباه، قال: لا .
وخرج الحسين، وعبد الله بن الزبير من ليلتهما إلى مكة، وأصبح الناس، فغدوا على البيعة ليزيد، وطلب الحسين، وابن الزبير فلم يوجدا فقال المسور بن مخرمة: عجل أبو عبد الله، وابن الزبير الآن، يلفته ويزجيه إلى العراق ليخلوا بمكة .
فقدما مكة، فنزل الحسين دار العباس بن عبد المطلب، ولزم ابن الزبير الحجر، ولبس المعافري، وجعل يحرض الناس علي بني أمية، وكان يغدو ويروح إلى الحسين، ويشير عليه أن يقدم العراق، ويقول: هم شيعتك وشيعة أبيك .
وكان عبد الله بن عباس ينهاه عن ذلك، ويقول: لا تفعل وقال له عبد الله بن مطيع: لا تفعل أي فداك أبي وأمي، متعنا بنفسك، ولا تسر إلى العراق، والله لئن قتلك هؤلاء القوم ليتخذونا خولا وعبيدا .
ولقيهما عبد الله بن عمر، وعبد الله بن عياش بن أبي ربيعة بالأبواء منصرفين من العمرة فقال لهما ابن عمر: أذكركما الله إلا رجعتما، فدخلتما في صالح ما يدخل فيه الناس، وتنظران، فإن اجتمع الناس عليه لم تشذا، وإن افترق عليه كان الذي تريدان .
وقال ابن عمر لحسين: لا تخرج، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم خيره بين الدنيا والآخرة، فاختار الآخرة، وإنك بضعة منه، ولا تنالها، يعني الدنيا، فاعتنقه، وبكى، وودعه، وكان ابن عمر، يقول: غلبنا حسين بن علي بالخروج، فلعمري لقد رأى في أبيه وأخيه عبرة، ورأى من الفتنة، وخذلان الناس لهم ما كان ينبغي له أن لا يتحرك ما عاش، وأن يدخل في صالح ما دخل فيه الناس، فإن الجماعة خير .
وقال له ابن عباس: أين تريد يا ابن فاطمة ؟ قال: العراق وشيعتي، فقال: إني كاره لوجهك هذا، تخرج إلى قوم قتلوا أباك، وطعنوا أخاك، حتى تركهم سخطة وملة لهم، أذكرك الله أن تعزر بنفسك .
وقال أبو سعيد الخدري: غلبني الحسين بن علي على الخروج، وقد قلت له: اتق الله في نفسك، والزم بيتك، ولا تخرج على إمامك .
وقال أبو واقد الليثي: بلغني خروج حسين، فأدركته بملل، فناشدته الله أن لا يخرج، فإنه يخرج في غير وجه خروج، إنما يقتل نفسه فقال: لا أرجع .
وقال جابر بن عبد الله: كلمت حسينا فقلت: اتق الله ولا تضرب الناس بعضهم ببعض، فوالله ما حمدتم ما صنعتم فعصاني .
وقال سعيد بن المسيب: لو أن حسينا لم يخرج لكان خيرا له
وقال أبو سلمة بن عبد الرحمن: قد كان ينبغي لحسين أن يعرف أهل العراق، ولا يخرج إليهم، ولكن شجعه على ذلك ابن الزبير .
وكتب إليه المسور بن مخرمة: إياك أن تغتر بكتب أهل العراق، ويقول لك ابن الزبير: الحق بهم فإنهم ناصروك، إياك أن تبرح الحرم، فإنهم إن كانت لهم بك حاجة، فسيضربون آباط الإبل حتى يوافوك، تخرج في قوة وعدة، فجزاه خيرا، وقال: أستخير الله في ذلك .
وكتبت إليه عمرة بنت عبد الرحمن، تعظم عليه ما يريد أن يصنع، وتأمره بالطاعة ولزوم الجماعة، وتخبره أنه إنما يساق إلى مصرعه، وتقول: أشهد لحدثتني عائشة أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: " يقتل حسين بأرض بابل " . فلما قرأ كتابها، قال: فلا بد لي إذا من مصرعي .
وأتاه أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام فقال: يا ابن عم، إن الرحم تظأرني عليك، وما أدري كيف أنا عندك في النصيحة لك ؟ قال: يا أبا بكر، ما أنت ممن يستغش، ولا يتهم، فقل فقال: رأيت ما صنع أهل العراق بأبيك وأخيك، وأنت تريد أن تسير إليهم، وهم عبيد الدنيا، فيقاتلك من قد وعدك أن ينصرك، ويخذلك من أنت أحب إليه ممن ينصره، فأذكرك الله في نفسك فقال: جزاك الله يا ابن عم خيرا، فقد اجتهدت رأيك، ومهما يقض الله من أمر يكن فقال أبو بكر: إنا لله، عند الله نحتسب أبا عبد الله . وكتب عبد الله بن جعفر بن أبي طالب إليه كتابا، يحذره أهل الكوفة، ويناشده الله أن يشخص إليهم، فكتب إليه الحسين: إني رأيت رؤيا، ورأيت فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأمرني بأمر أنا ماض له، ولست بمخبرها أحدا حتى ألاقي عملي .
وكتب إليه عمرو بن سعيد بن العاص: إني أسأل الله أن يلهمك رشدك، وأن يصرفك عما يرديك، بلغني أنك قد اعتزمت على الشخوص إلى العراق، فإني أعيذك بالله من الشقاق، فإن كنت خائفا فأقبل إلي، فلك عندي البر والصلة، فكتب إليه الحسين: إن كنت أردت بكتابك إلي بري وصلتي فجزيت خيرا في الدنيا والآخرة، وإن لم تشاقق من دعا إلى الله، وعمل صالحا، وقال إنني من المسلمين، وخير الأمان أمان الله، ولم يؤمن بالله من لم يخفه في الدنيا، فنسأل الله مخافة في الدنيا، توجب لنا أمان الآخرة عنده .
وكتب يزيد بن معاوية إلى عبد الله بن عباس يخبره بخروج حسين إلى مكة، ونحسب جاءه رجال من أهل المشرق، فمنوه الخلافة، وعندك منهم خبرة وتجربة، فإن كان فعل، فقد قطع واشج القرابة، وأنت كبير أهل بيتك، والمنظور إليه، فاكففه عن السعي في الفرقة، وكتب بهذه الأبيات إليه، وإلى من بمكة والمدينة من قريش .
== يا أيها الراكب الغادي لطيته = على عذافرة في سيرها قحم == أبلغ قريشا على نأي المزار بها = بيني وبين حسين الله والرحم == وموقف بفناء البيت أنشده = عهد الإله وما توفى به الذمم == غنيتم قومكم فخرا بأمكم = أم لعمري حصان برة كرم == هي التي لا يداني فضلها أحد = بنت الرسول وخير الناس قد علموا == وفضلها لكم فضل وغيركم = من قومكم لهم في فضلها قسم == إني لأعلم أو ظنا كعالمه = والظن يصدق أحيانا فينتظم == أن سوف يترككم ما تدعون بها = قتلى تهاداكم العقبان والرخم == يا قومنا لا تشبوا الحرب إذ سكنت = وأمسكوا بحبال السلم واعتصموا == قد غرت الحرب من قد، كان قبلكم = من القرون وقد بادت بها الأمم == فأنصفوا قومكم لا يهلكوا بذخا = فرب ذي بذخ زلت به القدم
قال: فكتب إليه عبد الله بن عباس إني لأرجو أن لا يكون خروج الحسين لأمر تكرهه، ولست أدع النصيحة له في كل ما يجمع الله به الألفة، ويطفئ به الثائرة . ودخل عبد الله بن عباس على الحسين، فكلمه ليلا طويلا، وقال: أنشدك الله أن تهلك غدا بحال مضيعة، لا تأت العراق، وإن كنت لا بد فاعلا فأقم حتى ينقضي الموسم، وتلقى الناس، وتعلم على ما يصدرون، ثم ترى رأيك، وذلك في عشر ذي الحجة سنة ستين، فأبى الحسين إلا أن يمضي إلى العراق فقال له ابن عباس: والله إني لأظنك ستقتل غدا بين نسائك وبناتك كما قتل عثمان بين نسائه وبناته، والله إني لأخاف أن تكون الذي يقاد به عثمان، فإنا لله وإنا إليه راجعون . فقال: أبا العباس، إنك شيخ قد كبرت فقال ابن عباس: لولا أن يزرى ذلك بي أو بك لنشبت يدي في رأسك، ولو أعلم أنا إذا تناحينا أقمت لفعلت، ولكن لا أخال ذلك نافعي . فقال له الحسين: لأن أقتل مكان كذا وكذا أحب إلي من أن تستحل بي، يعني مكة، قال: فبكى ابن عباس، وقال: أقررت عين ابن الزبير، ثم كان ابن عباس، يقول بعد ذلك: فذاك الذي سلى نفسي عنه، ثم خرج عبد الله بن عباس من عنده، وهو مغضب، وابن الزبير على الباب، فلما رآه، قال: يا ابن الزبير، قد أتى ما أحببت، قرت عينك، هذا أبو عبد الله يخرج ويتركك والحجاز .
يا لك من قنبرة بمعمر خلا لك البر فبيضي واصفري ونقري ما شئت أن تنقري
وبعث حسين إلى المدينة فقدم عليه من خف معه من بني عبد المطلب، وهم تسعة عشر رجلا، ونساء، وصبيان من أخواته، وبناته، ونسائهم، وتبعهم محمد ابن الحنفية، فأدرك حسين بمكة، وأعلمه أن الخروج ليس له برأي يومه هذا، فأبى الحسين أن يقبل، فحبس محمد بن علي ولده، فلم يبعث معه أحدا منهم حتى وجد حسين في نفسه على محمد، وقال: ترغب بولدك عن موضع أصاب فيه فقال محمد: وما حاجتي أن تصاب ويصابوا معك، وإن كان مصيبتك أعظم عندنا منهم !
وبعث أهل العراق إلى الحسين الرسل والكتب يدعونه إليهم !
فخرج متوجها إلى العراق في أهل بيته، وستين شيخا من أهل الكوفة، وذلك يوم الاثنين في عشر ذي الحجة سنة ستين .
فكتب مروان إلى عبيد الله بن زياد: أما بعد، فإن الحسين بن علي قد توجه إليك، وهو الحسين ابن فاطمة، وفاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتالله ما أحد يسلمه الله أحب إلينا من الحسين، وإياك أن تهيج على نفسك ما لا يسده شيء، ولا ينساه العامة، ولا يدع ذكره، والسلام عليك .
وكتب إليه عمرو بن سعيد بن العاص: أما بعد، فقد توجه إليك الحسين، وفي مثلها تعتق، أو تكون عبدا تسترق كما تسترق العبيد .
وقال أبو الوليد أحمد بن جناب المصيصي: حدثنا خالد بن يزيد بن أسد بن عبد الله القسري، قال: حدثنا عمار بن أبي معاوية الدهني، قال: قلت لأبي جعفر محمد بن علي بن الحسين عليه السلام: حدثني بقتل الحسين عليه السلام حتى كأني حضرته، قال: مات معاوية، والوليد بن عتبة بن أبي سفيان على المدينة، فأرسل إلى الحسين بن علي ليأخذ بيعته فقال: أخرني، ورفق به، فأخره، فخرج إلى مكة، فأتاه رسل أهل الكوفة: إنا قد حبسنا أنفسنا عليك، ولسنا نحضر الجمعة مع الوالي، فاقدم علينا . قال: وكان النعمان بن بشير الأنصاري على الكوفة، فبعث الحسين بن علي إلى مسلم بن عقيل بن أبي طالب ابن عمه , فقال له: سر إلى الكوفة، فانظر ما كتبوا به إلي، فإن كان حقا قدمت إليهم، فخرج مسلم حتى أتى المدينة، فأخذ منها دليلين، فمرا به في البرية، فأصابهم عطش، فمات أحد الدليلين، وكتب مسلم إلى الحسين عليه السلام يستعفيه، فأبى أن يعفيه، وكتب إليه أن امض إلى الكوفة، فخرج حتى قدمها، فنزل على رجل من أهلها، يقال له: عوسجة، فلما تحدث أهل الكوفة بقدومه دبوا إليه، فبايعه منهم اثنا عشر ألفا، فقام رجل ممن يهوى يزيد بن معاوية، يقال له: عبيد الله بن مسلم بن شعبة الحضرمي إلى النعمان بن بشير فقال له: إنك لضعيف أو مستضعف، قد فسد البلاد فقال له النعمان: لأن أكون ضعيفا في طاعة الله أحب إلي من أن أكون قويا في معصية الله، وما كنت لأهتك سترا ستره الله، فكتب بقوله إلى يزيد بن معاوية، فدعا يزيد مولى له، يقال له: سرجون، قد كان يستشيره، فأخبره الخبر فقال له: أكنت قابلا من معاوية لو كان حيا ؟ قال: نعم، قال: فاقبل مني، إنه ليس للكوفة إلا عبيد الله بن زياد، فولها إياه، وكان يزيد عليه ساخطا، وكان قد هم بعزله، وكان على البصرة، فكتب إليه برضاه عنه، وأنه قد ولاه الكوفة مع البصرة، وكتب إليه أن يطلب مسلم بن عقيل، فيقتله إن وجده .
فأقبل عبيد الله بن زياد في وجوه أهل البصرة حتى قدم الكوفة متلثما، فلا يمر على مجلس من مجالسهم، فيسلم عليهم إلا وقالوا: وعليك السلام يا ابن رسول الله، وهم يظنون أنه الحسين بن علي عليه السلام، حتى نزل القصر، فدعا مولى له، فأعطاه ثلاثة آلاف درهم، وقال: اذهب حتى تسأل عن الرجل الذي يبايع أهل الكوفة، فأعلمه أنك رجل من أهل حمص جئت لهذا الأمر، وهذا مال تدفعه إليه ليقوى به، فخرج الرجل، فلم يزل يتلطف ويرفق حتى دل على شيخ يلي البيعة، فلقيه، فأخبره الخبر فقال له الشيخ: لقد سرني لقاؤك إياي، ولقد ساءني ذلك، فأما ما سرني من ذلك، فما هداك الله له، وأما ما ساءني، فإن أمرنا لم يستحكم بعد، فأدخله على مسلم، فأخذ منه المال وبايعه، ورجع إلى عبيد الله فأخبره .
وتحول مسلم حين قدم عبيد الله من الدار التي، كان فيها إلى دار هانئ بن عروة المرادي، وكتب مسلم بن عقيل إلى الحسين عليه السلام يخبره ببيعة اثني عشر ألفا من أهل الكوفة، ويأمره بالقدوم، قال: وقال عبيد الله لوجوه أهل الكوفة: ما بال هانئ بن عروة لم يأتني فيمن أتى ؟ قال: فخرج إليه محمد بن الأشعث في أناس منهم، فأتوه، وهو على باب داره , فقالوا له: إن الأمير قد ذكرك واستبطأك، فانطلق به، فلم يزالوا به حتى ركب معهم، فدخل على عبيد الله بن زياد، وعنده شريح القاضي، فلما نظر إليه، قال لشريح: أتتك بحائن رجلاه، فلما سلم عليه، قال له: يا هانئ، أين مسلم ؟ قال: ما أدري، قال: فأمر عبيد الله صاحب الدراهم، فخرج إليه، فلما فظع به فقال: أصلح الله الأمير، والله ما دعوته إلى منزلي، ولكنه جاء فطرح نفسه علي فقال: ائتني به، قال: والله لو كان تحت قدمي ما رفعتها عنه، قال: أدنوه إلي، قال: فأدني، فضربه بالقضيب فشجه على حاجبه، وأهوى هانئ إلى سيف شرطي ليستله، فدفع عن ذلك، وقال له: قد أحل الله دمك، وأمر به فحبس في جانب القصر، فخرج الخبر إلى مذحج، فإذا على باب القصر جلبة، فسمعها عبيد الله فقال: ما هذا ؟ قالوا: مذحج فقال لشريح: اخرج إليهم، فأعلمهم أني إنما حبسته لأسائله، وبعث عينا عليه من مواليه يسمع ما يقول، فمر بهانئ فقال له هانئ: يا شريح اتق الله، فإنه قاتلي . فخرج شريح حتى قام على باب القصر فقال: لا بأس عليه، إنما حبسه الأمير ليسائله فقالوا: صدق ليس على صاحبكم بأس، قال: فتفرقوا، وأتى مسلما الخبر، فنادى بشعاره، فاجتمع إليه أربعون ألفا من أهل الكوفة، فقدم مقدمة، وهيأ ميمنة، وهيأ ميسرة، وسار في القلب إلى عبيد الله، وبعث عبيد الله إلى وجوه أهل الكوفة، فجمعهم عنده في القصر، فلما سار إليه مسلم، وانتهى إلى باب القصر أشرفوا من فوقه على عشائرهم، فجعلوا يكلمونهم ويردونهم، فجعل أصحاب مسلم يتسللون حتى أمسى في خمس مائة، فلما اختلط الظلام ذهب أولئك أيضا .
فلما رأى مسلم أنه قد بقي وحده تردد في الطريق، فأتى باب منزل، فخرجت إليه امرأة، فقال لها: اسقيني ماء، فسقته، ثم دخلت، فمكثت ما شاء الله، ثم خرجت فإذا هو على الباب، قالت: يا عبد الله، إن مجلسك مجلس ريبة، فقم فقال لها: إني مسلم بن عقيل، فهل عندك مأوى ؟ قالت: نعم فادخل، فدخل وكان ابنها مولى لمحمد بن الأشعث، فلما علم به الغلام انطلق إلى محمد بن الأشعث، فأخبره، فبعث عبيد الله عمرو بن حريث المخزومي صاحب شرطته إليه، ومعه محمد بن الأشعث، فلم يعلم مسلم حتى أحيط بالدار، فلما رأى ذلك مسلم خرج بسيفه، فقاتلهم، فأعطاه محمد بن الأشعث الأمان، فأمكن من يده، فجاء به إلى عبيد الله، فأمر به، فأصعد إلى أعلى القصر، فضرب عنقه، وألقى جثته إلى الناس، وأمر بهانئ، فسحب إلى الكناسة، فصلب هناك فقال شاعرهم
== فإن كنت لا تدرين ما الموت فانظري = إلى هانئ في السوق، وابن عقيل == أصابهما أمر الأمير فأصبحا = أحاديث من يسعى بكل سبيل == أيركب أسماء الهماليج آمنا = وقد طلبته مذحج بقتيل
وأقبل الحسين عليه السلام بكتاب مسلم بن عقيل إليه، حتى إذا كان بينه وبين القادسية ثلاثة أميال، لقيه الحر بن يزيد التميمي فقال له: أين تريد ؟ فقال: أريد هذا المصر، قال له: ارجع، فإني لم أدع لك خلفي خيرا أرجوه، فهم أن يرجع، وكان معه إخوة مسلم بن عقيل فقالوا: والله لا نرجع حتى نصيب بثأرنا، أو نقتل فقال: لا خير في الحياة بعدكم، فسار، فلقيته أول خيل عبيد الله، فلما رأى ذلك عدل إلى كربلاء، وأسند ظهره إلى قصباء حتى لا يقاتل إلا من وجه واحد، فنزل وضرب أبنيته وكان أصحابه خمسة وأربعين فارسا، ونحوا من مائة راجل وكان عمر بن سعد بن أبي وقاص قد ولاه عبيد الله بن زياد الري، وعهد إليه، فدعاه فقال: اكفني هذا الرجل فقال: اعفني، فأبى أن يعفيه، قال: فأنظرني الليلة، فأخره، فنظر في أمره، فلما أصبح غدا إليه راضيا بما أمره به، فتوجه عمر بن سعد إلى الحسين عليه السلام، فلما أتاه، قال له الحسين عليه السلام: اختر واحدة من ثلاث: إما أن تدعوني فألحق بالثغور، وإما أن تدعوني فأذهب إلى يزيد، وإما أن تدعوني فأذهب من حيث جئت، فقبل ذلك عمر بن سعد، وكتب بذلك إلى عبيد الله، فكتب إليه عبيد الله: لا، ولا كرامة حتى يضع يده في يدي فقال الحسين عليه السلام: لا والله، لا يكون ذلك أبدا، فقاتله، فقتل أصحابه كلهم، وفيهم بضعة عشر شابا من أهل بيته عليه السلام ويجيئ سهم، فيقع بابن له صغير في حجره، فجعل يمسح الدم عنه، ويقول: اللهم احكم بينا وبين قوم دعونا لينصرونا ثم يقتلوننا، ثم أمر بسراويل حبرة، فشقها، ثم لبسها ثم خرج بسيفه فقاتل حتى قتل، وقتله رجل من مذحج، وحز رأسه فانطلق به إلى عبيد الله بن زياد فقال
== أوقر ركابي فضة وذهبا = فقد قتلت الملك المحجبا == قتلت خير الناس أما وأبا = وخيرهم إذ ينسبون نسبا
فوفده إلى يزيد ومعه الرأس، فوضع بين يديه وعنده أبو برزة الأسلمي، فجعل يزيد ينكت بالقضيب على فيه يقول
== نفلق هاما من رجال أعزة= علينا وهم كانوا أعق وأظلما
فقال له أبو برزة: ارفع قضيبك، فوالله لربما رأيت فاه رسول الله صلى الله عليه وسلم على فيه يلثمه .
وسرح عمر بن سعد بحرمه وعياله إلى عبيد الله، ولم يكن بقي من أهل بيت الحسين عليه السلام إلا غلام كان مريضا مع النساء، فأمر به عبيد الله ليقتل، فطرحت زينب بنت علي نفسها عليه، وقالت: لا يقتل حتى تقتلوني، فرق لها، فتركه، وكف عنه . ثم جهزهم وحملهم إلى يزيد، فلما قدموا عليه جمع من كان بحضرته من أهل الشام، ثم أدخلوا عليه فهنئوه بالفتح، فقام رجل منهم أحمر أزرق ونظر إلى وصيفة من بناتهم فقال: يا أمير المؤمنين، هب لي هذه فقالت زينب: لا، والله ولا كرامة لك ولا له، إلا أن يخرج من دين الله، فأعادها الأزرق فقال له يزيد: كف، ثم أدخلهم إلى عياله فجهزهم وحملهم إلى المدينة، فلما دخلوها خرجت امرأة من بنات عبد المطلب، ناشرة شعرها واضعة كفها على رأسها تتلقاهم وتبكي وهي تقول
== ماذا تقولون إن قال النبي لكم = ماذا فعلتم وأنتم آخر الأمم == بعترتي وبأهلي بعد مفتقدي = منهم أسارى وقتلى ضرجوا بدم == ما كان هذا جزائي إذ نصحت لكم = أن تخلفوني بشر في ذوي رحمي
قال أبو الوليد أحمد بن جناب: لم أسمع هذا البيت الأخير إلا من هذا الشيخ .
وقال أبو بكر بن أبي الدنيا: أخبرني العباس بن هشام بن محمد الكلبي، عن أبيه، عن جده، قال: كان رجل من بني أبان بن دارم، يقال له: زرعة، شهد قتل الحسين، فرمى الحسين بسهم فأصاب حنكه، فجعل يلتقي الدم، ثم يقول هكذا إلى السماء، فيرقى به، وذلك أن الحسين دعا بماء ليشرب، فلما رماه حال بينه وبين الماء فقال: اللهم ظمه، اللهم ظمه، قال: فحدثني من شهده وهو يموت وهو يصيح من الحر في بطنه والبرد في ظهره وبين يديه المراوح والثلج وخلفه الكانون وهو يقول: اسقوني، أهلكني العطش فيؤتي بالعس العظيم فيه السويق أو الماء واللبن لو شربه خمسة لكفاهم، قال: فيشربه، ثم يعود فيقول: اسقوني أهلكني العطش، قال: فانقد بطنه كانقداد البعير .
وقال سفيان بن عيينة، عن إسرائيل أبي موسى، سمعت الحسن، يقول: قتل مع الحسين ستة عشر رجلا من أهل بيته .
$ وقال أبو يعلى محمد بن شداد المسمعي، حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا عبد الله بن حبيب بن أبي ثابت، عن أبيه، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: " أوحى الله تعالى إلى محمد صلى الله عليه وسلم: أني قد قتلت بيحيى بن زكريا سبعين ألفا، وأنا قاتل بابن بنتك سبعين ألفا وسبعين ألفا " .
أخبرنا بذلك أبو العز بن المجاور، قال: أخبرنا أبو اليمن الكندي، قال: أخبرنا أبو منصور القزاز، قال: أخبرنا أبو بكر الحافظ، قال: أخبرنا أحمد بن عثمان بن مياح السكري، قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي، قال: حدثنا محمد بن شداد المسمعي، فذكره *
وقال الحسين بن إسماعيل المحاملي: حدثنا الحسن بن شيب المؤدب، قال: حدثنا خلف بن خليفة، عن أبيه، قال: لما قتل الحسين اسودت السماء، وظهرت الكواكب نهارا حتى رأيت الجوزاء عند العصر وسقط التراب الأحمر .
وقال: وقال علي بن مسهر، عن جدته، لما قتل الحسين كنت جارية شابة، فمكثت السماء بضعة أيام بلياليهن كأنها علقة .
وقال علي بن محمد المدائني، عن علي بن مدرك، عن جده الأسود بن قيس: أحمرت آفاق السماء بعد قتل الحسين بستة أشهر، نرى ذلك في آفاق السماء كأنها الدم . قال: فحدثت بذلك شريكا، فقال لي: ما أنت من الأسود ؟ قلت: هو جدي أبو أمي قال: أم والله إن كان لصدوق الحديث، عظيم الأمانة، مكرما للضيف .
وقال عثمان بن محمد بن أبي شيبة: حدثني أبي، عن جدي، عن عيسى بن الحارث الكندي، قال: لما قتل الحسين مكثنا سبعة أيام إذا صلينا فنظرنا إلى الشمس على أطراف الحيطان كأنها الملاحف المعصفرة، ونظرنا إلى الكواكب يضرب بعضها بعضا .
وقال محمد بن الصلت الأسدي، عن الربيع بن المنذر الثوري، عن أبيه: جاء رجل يبشر الناس بقتل الحسين فرأيته أعمى يقاد .
وقال مسلم بن إبراهيم: حدثتنا أم شوق العبدية، قالت: حدثتني نضرة الأزدية، قالت: لما أن قتل الحسين بن علي مطرت السماء دما، فأصبحت وكل شيء لنا ملآن دما .
وقال أبو الأسود النضر بن عبد الجبار، عن ابن لهيعة، عن أبي قبيل: لما قتل الحسين بن علي كسفت الشمس كسفة بدت الكواكب نصف النهار حتى ظننا أنها هي .
وقال أبو القاسم البغوي: حدثنا قطن بن نسير أبو عباد قال: حدثنا جعفر بن سليمان، قال: حدثتني خالتي أم سالم، قالت: لما قتل الحسين بن علي مطرنا مطرا كالدم على البيوت والجدر، قال: وبلغني أنه كان بخراسان والشام والكوفة .
وقال أيضا: حدثني أحمد بن محمد بن يحيى بن سعيد، قال: حدثنا زيد بن الحباب، قال: حدثني أبي يحيى مهدي بن ميمون قال: سمعت مروان مولى هند بنت المهلب، قال: حدثني بواب عبيد الله بن زياد، أنه لما جيء برأس الحسين فوضع بيد يديه، رأيت حيطان دار الإمارة تسايل دما .
وقال يعقوب بن سفيان الفارسي: حدثني أيوب بن محمد الرقي، قال: حدثنا سلام بن سليمان الثقفي، عن زيد بن عمرو الكندي، قال: حدثتني أم حيان، قالت: يوم قتل الحسين أظلمت علينا ثلاثا ولم يمس أحد من زعفرانهم شيئا فجعله على وجهه إلا احترق، ولم يقلب حجرا ببيت المقدس إلا أصيب تحته دم عبيط .
وقال أيضا: حدثنا سليمان بن حرب، قال: حدثنا حماد بن زيد، عن معمر، قال: أول ما عرف الزهري تكلم في مجلس الوليد بن عبد الملك فقال الوليد: أيكم يعلم ما فعلت أحجار بيت المقدس يوم قتل الحسين بن علي ؟ فقال الزهري: بلغني أنه لم يقلب حجر إلا وجد تحته دم عبيط .
وقال عباس بن محمد الدوري، عن يحيى بن معين: حدثنا جرير، عن يزيد بن أبي زياد، قال: قتل الحسين ولي أربع عشرة سنة، وصال الورس الذي كان في عسكرهم رمادا واحمرت آفاق السماء ونحروا ناقة في عسكرهم، فكانوا يرون في لحمها النيران .
وقال أبو بكر الحميدي، عن سفيان بن عيينة، عن جدته أم أبيه: لقد رأيت الورس عاد رمادا، ولقد رأيت اللحم كأن فيه النار حين قتل الحسين .
وقال محمد بن المنذر البغدادي، عن سفيان بن عيينة: حدثتني جدتي أم عيينة: أن حمالا كان يحمل ورسا فهوى قتل الحسين، فصار ورسه رمادا .
وقال محمد بن عبد الله الحضرمي: حدثنا أحمد بن يحيى الصوفي، قال: حدثنا أبو غسان، قال: حدثنا أبو نمير عم الحسن بن شعيب، عن أبي حميد الطحان، قال: كنت في خزاعة فجاءوا بشيء من تركه الحسين، فقيل لهم: ننحر أو نبيع فنقسم ؟ قالوا: انحروا، قال: فجعل على جفنة، فلما وضعت فار 31
Names used in Hadith Literature: الحسين, الحسين بن علي بن أبي طالب, الحسين بن علي رضي الله تعالى عنهما
Thiqat Ibn Hibban - ثقات ابن حبان [Companion (RA), Id:221. - pg:Vol:3] الحسين بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن فاطمة الزهراء كنيته أبو عبد الله وكان بينه وبين الحسن طهر واحد كان النبي صلي الله عليه وسلم يقول اللهم إني أحبهما فأحبهما قتل يوم عاشوراء بكربلاء يوم السبت وهو عطشان سنة إحدي وستين وحمل رأسه إلي الشام وكان له يوم قتل ثمان وخمسون سنة وقد قيل ست وخمسون والذي قتله يومئذ سنان بن أنس النخعي وكان الحسين بن علي يخضب بالسواد واختلف في موضع رأسه فمنهم من زعم أن رأسه علي رأس عمود في مسجد جامع دمشق عن يمين القبلة وقد رأيت ذلك العمود ومنهم من زعم أن رأسه في البرج الثالث من السور علي باب الفراديس بدمشق ومنهم من زعم أن رأسه بقبر معاوية وذلك أن يزيد دفن رأسه في قبر أبيه وقال أحصنه بعد الممات فأما جثته فبكربلاء وفي قتلهTarikhul Kabir al-Bukhari - التاريخ الكبير [, Id:. - pg:] Siyar A'lam al-Dhahbi - سير أعلام النبلاء - الذهبي [ Companion (RA), Id:265. - pg:3/280-321] الحسين الشهيد الإمام الشريف الكامل سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم وريحانته من الدنيا ومحبوبه أبو عبد الله الحسين ابن أمير المؤمنين أبي الحسن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي القرشي الهاشمي حدث عن جده وأبويه وصهره عمر وطائفة حدث عنه ولداه علي وفاطمة وعبيد بن حنين وهمام الفرزدق وعكرمة والشعبي وطلحة العقيلي وابن أخيه زيد بن الحسن وحفيده محمد بن علي الباقر ولم يدركه وبنته سكينة وآخرون قال الزبير مولده في خامس شعبان سنة أربع من الهجرة قال جعفر الصادق بين الحسن والحسين في الحمل طهر واحد قد مرت في ترجمة الحسن عدة أحاديث متعلقة بالحسين روى هانىء بن هانىء عن علي قال الحسين أشبه برسول الله صلى الله عليه وسلم من صدره إلى قدميه وقال حماد بن زيد عن هشام عن محمد عن أنس قالشهدت ابن زياد حيث أتي برأس الحسين فجعل ينكت بقضيب معه فقلت أما إنه كان أشبههما بالنبي صلى الله عليه وسلم ورواه جرير بن حازم عن محمد وأما النضر بن شميل فرواه عن هشام بن حسان عن حفصة بنت سيرين حدثني أنس وقال ينكت بقضيب في أنفه ابن عيينة عن عبيد الله بن أبي يزيد قال رأيت الحسين بن علي أسود الرأس واللحية إلا شعرات في مقدم لحيته ابن جريج عن عمر بن عطاء رأيت الحسين يصبغ بالوسمة كان رأسه ولحيته شديدي السواد محمد بن عبد الله بن أبي يعقوب عن ابن أبي نعم قال كنت عند ابن عمر فسأله رجل عن دم البعوض فقال ممن أنت فقال من أهل العراق قال انظر إلى هذا يسألني عن دم البعوض وقد قتلوا ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد سمعت رسول الله عليه وسلم يقول هما ريحانتاي من الدنيارواه جرير بن حازم ومهدي بن ميمون عنه عن أبي أيوب الأنصاري قال دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم والحسن والحسين يلعبان على صدره فقلت يا رسول الله أتحبهما قال كيف لا أحبهما وهما ريحانتاي من الدنيا رواه الطبراني في المعجم وعن الحارث عن علي مرفوعا الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة ويروى عن شريح عن علي وفي الباب عن ابن عمر وابن عباس وعمر وابن مسعود ومالك بن الحويرث وأبي سعيد وحذيفة وأنس وجابر من وجوه يقوي بعضها بعضا موسى بن عثمان الحضرمي شيعي واه عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال كان الحسين عند النبي صلى الله عليه وسلم وكان يحبه حبا شديدا فقال اذهب إلى أمك فقلت أذهب معه فقال لا فجاءت برقة فمشى في ضوئها حتى بلغ إلى أمه وكيع حدثنا ربيع بن سعد عن عبد الرحمن بن سابط عن جابر أنه قال وقد دخل الحسين المسجد من أحب أن ينظر إلى سيد شبابأهل الجنة فلينظر إلى هذا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم تابعه عبد الله بن نمير عن ربيع الجعفي أخرجه أحمد في مسنده وقال شهر عن أم سلمة إن النبي صلى الله عليه وسلم جلل عليا وفاطمة وابنيهما بكساء ثم قال اللهم هؤلاء أهل بيت بنتي وحامتي اللهم أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا فقلت يا رسول الله أنا منهم قال إنك إلى خير إسناد جيد روي من وجوه عن شهر وفي بعضها يقول دخلت عليها أعزيها على الحسين وروى نحوه الأعمش عن جعفر بن عبد الرحمن عن حكيم بن سعد عن أم سلمة وروى شداد أبو عمار عن واثلة بن الأسقع قصة الكساء أحمد حدثنا عفان حدثنا وهيب حدثنا عبد الله بن عثمان بن خثيم عن سعيد بن راشد عن يعلى العامري قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حسين سبط من الأسباط من أحبني فليحب حسينا وفي لفظ أحب الله من أحب حسيناأبو بكر بن عياش عن عاصم عن زر عن عبد الله رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ بيد الحسن والحسين ويقول هذان ابناي فمن أحبهما فقد أحبني ومن أبغضهما فقد أبغضني وروى مثله أبو الجحاف وسالم بن أبي حفصة وغيرهما عن أبي حازم الأشجعي عن أبي هريرة مرفوعا وفي الباب عن أسامة وسليمان الفارسي وابن عباس وزيد بن أرقم عبد العزيز الدراوردي وغيره عن علي بن أبي علي اللهبي عن جعفر بن محمد عن أبيه قال قعد رسول الله صلى الله عليه وسلم موضع الجنائز فطلع الحسن والحسين فاعتركا فقال النبي صلى الله عليه وسلم إيها حسن فقال علي يا رسول الله أعلى حسين تواليه فقال هذا حبريل يقول إيها حسين ويروى عن أبي هريرة مرفوعا نحوه وفي مراسيل يزيد بن أبي زياد أن النبي صلى الله عليه وسلم سمع حسينا يبكي فقال لأمه ألم تعلمي أن بكاءه يؤذينيحماد بن زيد حدثنا يحيى بن سعيد الأنصاري عن عبيد بن حنين عن الحسين قال صعدت المنبر إلى عمر فقلت انزل عن منبر أبي واذهب الى منبر أبيك فقال إن أبي لم يكن له منبر فأقعدني معه فلما نزل قال أي بني من علمك هذا قلت ما علمنيه أحد قال أي بني وهل أنبت على رؤوسنا الشعر إلا الله ثم أنتم ووضع يده على رأسه وقال أي بني لو جعلت تأتينا وتغشانا إسناده صحيح روى جعفر بن محمد عن أبيه أن عمر جعل للحسين مثل عطاء علي خمسة آلاف حماد بن زيد عن معمر عن الزهري أن عمر كسا أبناء الصحابة ولم يكن في ذلك ما يصلح للحسن والحسين فبعث إلى اليمن فأتي بكسوة لهما فقال الآن طابت نفسي الواقدي حدثنى موسى بن محمد بن إبراهيم التيمي عن أبيه أن عمر ألحق الحسن والحسين بفريضة أبيهما لقرابتهما من رسول الله صلى الله عليه وسلم لكل واحد خمسة الآف يونس بن أبي إسحاق عن العيزار بن حريث قال بينا عمرو بن العاص في ظل الكعبة إذ رأى الحسين فقال هذا أحب أهل الأرض إلى أهل السماء اليومفقال أبو إسحاق بلغني أن رجلا جاء إلى عمرو فقال علي رقبة من ولد إسماعيل فقال ما أعلمها إلا الحسن والحسين قلت ما فهمته إبراهيم بن نافع عن عمرو بن دينار قال كان الرجل إذا أتى ابن عمر فقال إن علي رقبة من بني إسماعيل قال عليك بالحسن والحسين هوذة حدثنا عوف عن الأزرق بن قيس قال قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم أسقف نجران والعاقب فعرض عليهما الإسلام فقالا كنا مسلمين قبلك قال كذبتما إنه منع الإسلام منكما ثلاث قولكما اتخذ الله ولدا وأكلكما الخنزير وسجودكما للصنم قالا فمن أبو عيسى فما عرف حتى أنزل الله عليه ^ إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم ^ إلى قوله ^ إن هذا لهو القصص الحق ^ فدعاهما إلى الملاعنة وأخذ بيد فاطمة والحسن والحسين وقال هؤلاء بني قال فخلا أحدهما بالآخر فقال لا تلاعنه فإن كان نبيا فلا بقية فقالا لا حاجة لنا في الإسلام ولا في ملاعنتك فهل من ثالثة قال نعم الجزية فأقرا بها ورجعامعمر عن قتاده قال لما أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يباهل أهل نجران أخذ بيد الحسن والحسين وقال لفاطمة اتبعينا فلما رأى ذلك أعداء الله رجعوا أبو عوانة عن سليمان عن حبيب بن أبي ثابت عن أبي إدريس عن المسيب بن نجبة سمع عليا يقول ألا أحدثكم عني وعن أهل بيتي أما عبد الله بن جعفر فصاحب لهو وأما الحسن فصاحب جفنة من فتيان قريش لو قد التقت حلقتا البطان لم يغن في الحرب عنكم وأما أنا وحسين فنحن منكم وأنتم منا إسناده قوي وعن سعيد بن عمرو أن الحسن قال للحسين وددت أن لي بعض شدة قلبك فيقول الحسين وأنا وددت أن لي بعض ما بسط من لسانك عن أبي المهزم قال كنا في جنازة فأقبل أبو هريرة ينفض بثوبه التراب عن قدم الحسين وقال مصعب الزبيري حج الحسين خمسا وعشرين حجة ماشياوكذا روى عبيد الله الوصافي عن عبد الله بن عبيد بن عمير وزاد ونجائبه تقاد معه لكن اختلفت الرواية عن الوصافي فقال يعلى ابن عبيد عنه الحسن وروى عنه زهير نحوه فقال فيه الحسن قال أبو عبيدة بن المثنى كان على الميسرة يوم الجمل الحسين أحمد في مسنده أخبرنا محمد بن عبيد حدثنا شرحبيل بن مدرك عن عبد الله بن نجي عن أبيه أنه سار مع علي وكان صاحب مطهرته فلما حاذى نينوى وهو سائر إلى صفين ناداه علي اصبر أبا عبد الله بشط الفرات قلت وما ذاك قال دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم وعيناه تفيضان فقال قام من عندي جبريل فحدثني أن الحسين يقتل وقال هل لك أن أشمك من تربته قلت نعم فمد يده فقبض قبضة من تراب قال فأعطانيها فلم أملك عيني هذا غريب وله شويهد يحيى بن أبي زائدة عن رجل عن الشعبي أن عليا قال وهو بشط الفرات صبرا أبا عبد الله عمارة بن زاذان حدثنا ثابت عن أنس قال استأذن ملك القطر على النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم يا أم سلمة احفظي علينا الباب فجاء الحسين فاقتحم وجعل يتوثب على النبي صلى الله عليه وسلم ورسول الله يقبله فقال الملك أتحبه قال نعم قال إن أمتك ستقتله إن شئت أريتكالمكان الذي يقتل فيه قال نعم فجاءه بسهلة أو تراب أحمر قال ثابت كنا نقول إنها كربلاء علي بن الحسين بن واقد حدثنا أبي حدثنا أبو غالب عن أبي أمامة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لنسائه لا تبكوا هذا يعني حسينا فكان يوم أم سلمة فنزل جبريل فقال رسول الله لأم سلمة لا تدعي أحدا يدخل فجاء حسين فبكى فخلته يدخل فدخل حتى جلس في حجر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال جبريل إن أمتك ستقتله قال يقتلونه وهم مؤمنون قال نعم وأراه تربته إسناده حسن خالد بن مخلد حدثنا موسى بن يعقوب عن هاشم بن هاشم عن عبد الله بن وهب بن زمعة عن أم سلمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم اضطجع ذات يوم فاستيقظ وهو خاثر ثم رقد ثم استيقظ خاثر ثم رقد ثم استيقظ وفي يده تربة حمراء وهو يقلبها قلت ما هذه قال أخبرني جبريل أن هذا يقتل بأرض العراق للحسين وهذه تربتهاورواه إبراهيم بن طهمان عن عباد بن إسحاق عن هاشم ولم يذكر اضطجع أحمد حدثنا وكيع حدثنا عبد الله بن سعيد عن أبيه عن عائشة أو أم سلمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لها لقد دخل علي البيت ملك لم يدخل علي قبلها فقال إن حسينا مقتول وإن شئت أريتك التربة الحديث ورواه عبد الرزاق أخبرنا عبد الله مثله وقال أم سلمة ولم يشك ويروى عن أبي وائل وعن شهر بن حوشب عن أم سلمة ورواه ابن سعد من حديث عائشة وله طرق أخر وعن حماد بن زيد عن سعيد بن جمهان أن النبي صلى الله عليه وسلم أتاه جبريل بتراب من التربة التي يقتل بها الحسين وقيل اسمها كربلاء فقال النبي صلى الله عليه وسلم كرب وبلاء إسرائيل عن أبي إسحاق عن هانىء بن هانىء عن علي قال ليقتلن الحسين قتلا وإني لأعرف تراب الأرض التي يقتل بها أبو نعيم حدثنا عبد الجبار بن العباس عن عمار الدهني أنكعبا مر على علي فقال يقتل من ولد هذا رجل في عصابة لا يجف عرق خيلهم حتى يردوا على محمد صلى الله عليه وسلم فمر حسن فقيل هذا قال لا فمر حسين فقيل هذا قال نعم حصين بن عبد الرحمن عن العلاء بن أبي عائشة عن أبيه عن رأس الجالوت قال كنا نسمع أنه يقتل بكربلاء ابن نبي المطلب بن زياد عن السدي قال رأيت الحسين وله جمة خارجة من تحت عمامته وقال العيزار بن حريث رأيت على الحسين مطرفا من خز وعن الشعبي قال رأيت الحسين يتختم في شهر رمضان وروى جماعة أن الحسين كان يخضب بالوسمة وأن خضابه أسود بلغنا أن الحسين لم يعجبه ما عمل أخوه الحسن من تسليم الخلافة إلى معاوية بل كان رأيه القتال ولكنه كظم وأطاع أخاه وبايع وكان يقبل جوائز معاوية ومعاوية يرى له ويحترمه ويجعله فلما أن فعل معاوية ما فعل بعد وفاة السيد الحسن من العهد بالخلافة إلى ولده يزيد تألمالحسين وحق له وامتنع هو وابن أبي بكر وابن الزبير من المبايعة حتى قهرهم معاوية وأخذ بيعتهم مكرهين وغلبوا وعجزوا عن سلطان الوقت فلما مات معاوية تسلم الخلافة يزيد وبايعه أكثر الناس ولم يبايع له ابن الزبير ولاالحسين وأنفوا من ذلك ورام كل واحد منهما الأمر لنفسه وسارا في الليل من المدينة سفيان بن عيينة عن إبراهيم بن ميسرة عن طاووس عن ابن عباس قال استشارني الحسين في الخروج فقلت لولا أن يزرى بي وبك لنشبت يدي في رأسك فقال لأن أقتل بمكان كذا وكذا أحب إلي من أن أستحل حرمتها يعني مكة وكان ذلك الذي سلى نفسي عنه يحيى بن إسماعيل البجلي حدثنا الشعبي قال كان ابن عمر قدم المدينة فأخبر أن الحسين قد توجه إلى العراق فلحقه على ميسرة ليلتين فقال أين تريد قال العراق ومعه طوامير وكتب فقال لا تأتهم قال هذه كتبهم وبيعتهم فقال إن الله خير نبيه بين الدنيا والآخرة فاختار الآخرة وإنكم بضعة منه لا يليها أحد منكم أبدا وما صرفها الله عنكم إلا للذي هو خير لكم فارجعوا فأبى فاعتنقه ابن عمر وقال أستودعك الله من قتيل زاد فيه الحسن بن عيينة عن يحيى بن إسماعيل عن الشعبيناشده وقال إن أهل العراق قوم مناكير قتلوا أباك وضربوا أخاك وفعلوا وفعلوا ابن المبارك عن بشر بن غالب أن الزبير قال للحسين إلى أين تذهب إلى قوم قتلوا أباك وطعنوا أخاك فقال لأن أقتل أحب إلي من أن تستحل يعني مكة أبو سلمة المنقري حدثنا معاوية بن عبد الكريم عن مروان الأصفر حدثني الفرزدق قال لما خرج الحسين لقيت عبد الله بن عمرو فقلت إن هذا قد خرج فما ترى قال أرى أن تخرج معه فإنك إن أردت دنيا أصبتها وإن أردت آخرة أصبتها فرحلت نحوه فلما كنت في بعض الطريق بلغني قتله فرجعت إلى عبد الله وقلت أين ما ذكرت قال كان رأيا رأيته قلت هذا يدل على تصويب عبد الله بن عمرو للحسين في مسيره وهو رأي ابن الزبير وجماعة من الصحابة شهدوا الحرة ابن سعد أخبرنا الواقدي حدثنا ابن أبي ذئب حدثني عبد الله بن عمير ( ح ) وأخبرنا أبي الزناد عن أبي وجزة ( ح ) ويونس بن أبي إسحاق عن أبيه وسمى طائفة ثم قال فكتبت جوامع حديثهم في مقتل الحسين قال كان أهل الكوفة يكتبون إلى الحسين يدعونه إلى الخروج إليهم زمن معاوية كل ذلك يأبى فقدم منهم قوم إلى محمد بن الحنفية وطلبوا إليه المسير معهم فأبى وجاء إلى الحسين فأخبرهوقال إن القوم يريدون أن يأكلوا بنا ويشيطوا دماءنا فأقام حسين على ما هو عليه متردد العزم فجاءه أبو سعيد الخدري فقال يا أبا عبد الله إني لك ناصح ومشفق وقد بلغني أنه كاتبك قوم من شيعتك فلا تخرج إليهم فإني سمعت أباك يقول بالكوفة والله لقد مللتهم وملوني وأبغضتهم وأبغضوني وما بلوت منهم وفاء ولا ثبات ولا عزم ولا صبر على السيف قال وقدم المسيب بن نجبة وعدة إلى الحسين بعد وفاة الحسن فدعوه إلى خلع معاوية وقالوا قد علمنا رأيك ورأي أخيك فقال أرجو أن يعطي الله أخي على نيته وأن يعطيني على نيتي في حبي جهاد الظالمين وكتب مروان إلى معاوية إني لست امن أن يكون الحسين مرصدا للفتنة وأظن يومكم منه طويلا فكتب معاوية إلى الحسين إن من أعطى الله صفقة يمينه وعهده لجدير أن يفي وقد أنبئت بأن قوما من الكوفة دعوك إلى الشقاق وهم من قد جربت قد أفسدوا على أبيك وأخيك فاتق الله واذكر الميثاق فإنك متى تكدني أكدك فكتب إليه الحسين أتاني كتابك وانا بغير الذي بلغك جدير وما أردت لك محاربة ولا خلافا وما أظن لي عذرا عند الله في ترك جهادك وما أعلم فتنة أعظم من ولايتك فقال معاوية إن أثرنا بأبي عبد الله إلا أسداوعن جويرية بن أسماء عن مسافع بن شيبة قال لقي الحسين معاوية بمكة عند الردم فأخذ بخطام راحلته فأناخ به ثم ساره طويلا وانصرف فزجر معاوية الراحلة فقال له ابنه يزيد لا يزال رجل قد عرض لك فأناخ بك قال دعه لعله يطلبها من غيري فلا يسوغه فيقتله رجع الحديث إلى الأول قالوا ولما حضر معاوية دعا يزيد فأوصاه وقال انظر حسينا فإنه أحب الناس إلى الناس فصل رحمه وارفق به فإن يك منه شيء فسيكفيك الله بمن قتل أباه وخذل أخاه ومات معاوية في نصف رجب وبايع الناس يزيد فكتب إلى والي المدينة الوليد بن عتبة بن أبي سفيان أن ادع الناس وبايعهم وابدأ بالوجوه وارفق بالحسين فبعث إلى الحسين وابن الزبير في الليل ودعاهما إلى بيعة يزيد فقالا نصبح وننظر فيما يعمل الناس ووثبا فخرجا وقد كان الوليد أغلظ الحسين فشتمه حسين وأخذ بعمامته فنزعها فقال الوليد إن هجنا إلا أسدا فقال له مروان أو غيره اقتله قال إن ذلك لدم مصون وخرج الحسين وابن الزبير لوقتهما إلى مكة ونزل الحسين بمكة دار العباس ولزم عبد الله الحجر ولبس المعافري وجعل يحرض على بني أمية وكان يغدو ويروح إلى الحسين ويشير عليه أن يقدم العراق ويقول هم شيعتكم وكان ابن عباس ينهاهوقال له عبد الله بن مطيع فداك أبي وأمي متعنا بنفسك ولا تسر فوالله لئن قتلت ليتخذونا خولا وعبيد ا ولقيهما عبد الله بن عمر وعبد الله بن عياش بن أبي ربيعة منصرفين من العمرة فقال لهما أذكر كما الله إلا رجعتما فدخلتما في صالح ما يدخل فيه الناس وتنظران فإن اجتمع عليه الناس لم تشذا وإن افترق عليه كان الذي تريدان وقال ابن عمر للحسين لا تخرج فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم خير بين الدنيا والاخرة فاختار الآخره وإنك بضعة منه ولا تنالها ثم اعتنقه وبكى وودعه فكان ابن عمر يقول غلبنا بخروجه ولعمري لقد رأى في أبيه وأخيه عبرة ورأى من الفتنة وخذلان الناس لهم ما كان ينبغي له أن لا يتحرك وقال له ابن عباس أين تريد يا ابن فاطمة قال العراق وشيعتي قال إني كاره لوجهك هذا تخرج إلى قوم قتلوا أباك إلى أن قال وقال له أبو سعيد اتق الله والزم بيتك وكلمه جابر وأبو واقد الليثي وقال ابن المسيب لو أنه لم يخرج لكان خيرا له قال وكتبت إليه عمرة تعظم ما يريد أن يصنع وتخبره أنه إنما يساق إلى مصرعه وتقول حدثتني عائشة أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلميقول يقتل حسين بأرض بابل فلما قرأ كتابها قال فلا بد إذا من مصرعي وكتب إليه عبد الله بن جعفر يحذره ويناشده الله فكتب إليه إني رأيت رؤيا رأيت فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمرني بأمر أنا ماض له وأبى الحسين على كل من أشار عليه إلا المسير إلى العراق وقال له ابن عباس إني لأظنك ستقتل غدا بين نسائك وبناتك كما قتل عثمان وإني لأخاف أن تكون الذي يقاد به عثمان فإنا لله وإنا إليه راجعون قال أبا العباس إنك شيخ قد كبرت فقال لولا أن يزرى بي وبك لنشبت يدي في رأسك ولو أعلم أنك تقيم إذا لفعلت ثم بكى وقال أقررت عين ابن الزبير ثم قال بعد لابن الزبير قد أتى ما أحببت أبو عبد الله يخرج إلى العراق ويتركك والحجاز * يا لك من قنبرة بمعمر * خلا لك البر فبيضي واصفري * * ونقري ما شئت أن تنقري *وقال أبو بكر بن عياش كتب الأحنف إلى الحسين ^ فاصبر إن وعد الله حق ولا يستخفنك الذين لا يوقنون ^ عوانة بن الحكم عن لبطة بن الفرزدق عن أبيه قال لقيت الحسين فقلت القلوب معك والسيوف مع بني أمية ابن عيينة عن لبطة عن أبيه قال لقيني الحسين وهو خارج من مكة في جماعة عليهم يلامق الديباج فقال ما وراءك قال وكان في لسانه ثقل من برسام عرض له وقيل كان مع الحسين وجماعته اثنان وثلاثون فرسا وروى ابن سعد بأسانيده قالوا وأخذ الحسين طريق العذيب حتى نزل قصر أبي مقاتل فخفق خفقة ثم استرجع وقال رأيت كأن فارسا يسايرنا ويقول القوم يسيرون والمنايا تسري إليهم ثم نزل كربلاء فسار إليه عمر بن كالمكره إلى أن قال وقتل أصحابه حوله وكانوا خمسين وتحول إليه من أولئك عشرون وبقي عامة نهاره لا يقدم عليه أحد وأحاطت به الرجالة وكان يشد عليهم فيهزمهم وهم يكرهون الإقدام عليه فصرخ بهم شمر ثكلتكم أمهاتكم ماذا تنتظرونبه وطعنه سنان بن أنس النخعي في ترقوته ثم طعنه في صدره فخر واحتز رأسه خولي الأصبحي لا رضي الله عنهما ذكر ابن سعد بأسانيد له قالوا قدم الحسين مسلما وأمره أن ينزل على هانىء بن عروة ويكتب إليه بخبر الناس فقدم الكوفة مستخفيا وأتته الشيعة فأخذ بيعتهم وكتب إلى الحسين بايعني إلى الآن ثمانية عشر ألفا فعجل فليس دون الكوفة مانع فأغذ السير حتى انتهى إلى زبالة فجاءت رسل أهل الكوفة إليه بديوان فيه أسماء مئة ألف وكان على الكوفة النعمان بن بشير فخاف يزيد أن لا يقدم النعمان على الحسين فكتب إلى عبيد الله وهو على البصرة فضم إليه الكوفة وقال له إن كان لك جناحان فطر إلى الكوفة فبادر متعمما متنكرا ومر في السوق فلما راه السفلة اشتدوا بين يديه يظنونه الحسين وصاحوا يا ابن رسول الله الحمد لله الذي أراناك وقبلوا يده ورجله فقال ما أشد ما فسد هؤلاء ثم دخل المسجد فصلى ركعتين وصعد المنبر وكشف لثامه وظفر برسول الحسين وهو عبد الله بن بقطر فقتله وقدم مع عبيد اللع شريك بن الأعور شيعي فنزل على هانىء بن عروة فمرض فكان عبيد الله يعوده فهيؤوا لعبيد الله ثلاثين رجلا ليغتالوه فلم يتم ذلك وفهم عبيد الله فوثب وخرج فنم عليهم عبد لهانىء فبعث إلى هانىء وهو شيخ فقال ما حملك على أن تجير عدوي قال يا ابن أخي جاء حق هو أحق من حقك فوثب إليه عبيد الله بالعنزة حتى غرز رأسه بالحائط وبلغ الخبر مسلما فخرج في نحو الأربع مئة فما وصل القصر إلا في نحو الستين وغربت الشمس فاقتتلوا وكثر عليهم أصحاب عبيد الله وجاء الليل فهرب مسلم فاستجار بامرأة من كندة ثم جيء به إلى عبيد الله فقتله فقال دعني أوص قال نعم فقال لعمر بن سعد يا هذا إن لي إليك حاجة وليس هنا قرشي غيرك وهذا الحسين قد أظلك فأرسل إليه لينصرف فإن القوم قد غروه وكذبوه وعلي دين فاقضه عني ووار جثتي ففعل ذلك وبعث رجلا على ناقة إلى الحسين فلقيه على أربع مراحل فقال له ابنه علي الأكبر ارجع يا أبه فإنهم أهل العراق وغدرهم وقلة وفائهم فقالت بنو عقيل ليس بحين رجوع وحرضوه فقال حسين لأصحابه قد ترون ما أتانا وما أرى القوم إلا سيخذلوننا فمن أحب أن يرجع فليرجع فانصرف عنه قوم وأما عبيد الله فجمع المقاتلة وبذل لهم المال وجهز عمر بن سعد في أربعة الاف فأبى وكره قتال الحسين فقال لئن لم تسر إليه لأعزلنك ولأهدمن دارك وأضرب عنقك وكان الحسين في خمسين رجلا منهم تسعة عشر من أهل بيته وقال الحسين يا هؤلاء دعونا نرجع من حيث جئنا قالوا لا وبلغ ذلك عبيد الله فهم أن يخلي عنه وقال والله ما عرض لشيء من عملي وما أراني إلا مخل سبيله يذهب حيث يشاء فقال شمر إن فعلت وفاتك الرجل لا تستقيلها أبدا فكتب إلى عمر * الان حيث تعلقته حبالنا * يرجو النجاة ولات حين مناص * فناهضه وقال لشمر سر فإن قاتل عمر وإلا فاقتله وأنت على الناس وضبط عبيد الله الجسر فمنع من يجوزه لما بلغه أن ناسا يتسللون إلى الحسينقال فركب العسكر وحسين جالس فراهم مقبلين فقال لأخيه عباس القهم فسلهم ما لهم فسألهم قالوا أتانا كتاب الأمير يأمرنا أن نعرض عليك النزول على حكمه أو نناجزك قال انصرفوا عنا العشية حتى ننظر الليلة فانصرفوا وجمع حسين أصحابه ليلة عاشوراء فحمد الله وقال إني لا أحسب القوم إلا مقاتليكم غدا وقد أذنت لكم جميعا فأنتم في حل مني وهذا الليل قد غشيكم فمن كانت له قوة فليضم إليه رجلا من أهل بيتي وتفرقوا في سوادكم فإنهم إنما يطلبونني فإذا رأوني لهوا عن طلبكم فقال أهل بيته لا أبقانا الله بعدك والله لا نفارقك وقال أصحابه كذلك الثوري عن أبي الجحاف عن أبيه أن رجلا قال للحسين إن علي دينا قال لا يقاتل معي من عليه دين رجع الحديث إلى الأول فلما أصبحوا قال الحسين اللهم أنت ثقتي في كل كرب ورجائي في كل شدة وأنت فيما نزل بي ثقة وأنت ولي كل نعمة وصاحب كل حسنة وقال لعمر وجنده لا تعجلوا والله ما أتيتكم حتى أتتني كتب أماثلكم بأن السنة قد أميتت والنفاق قد نجم والحدود قد عطلت فاقدم لعل الله يصلح بك الأمة فأتيت فإذا كرهتم ذلك فأنا راجع فارجعوا إلى أنفسكم هل يصلح لكم قتلي أو يحل دمي ألست ابن بنت نبيكم وابن ابن عمه أوليس حمزة والعباس وجعفر عمومتي ألم يبلغكم قولرسول الله صلى الله عليه وسلم في وفي أخي هذان سيدا شباب أهل الجنة فقال شمر هو يعبد الله على حرف إن كان يدري ما يقول فقال عمر لو كان أمرك إلي لأجبت وقال الحسين يا عمر ليكونن لما ترى يوم يسوؤك اللهم إن أهل العراق غروني وخدعوني وصنعوا بأخي ما صنعوا اللهم شتت عليهم أمرهم وأحصهم عددا فكان أول من قاتل مولى لعبيد الله بن زياد فبرز له عبد الله بن تميم الكلبي فقتله والحسين جالس عليه جبة خز دكناء والنبل يقع حوله فوقعت نبلة في ولد له ابن ثلاث سنين فلبس لأمته وقاتل حوله أصحابه حتى قتلوا جميعا وحمل ولده علي يرتجز * أنا علي بن الحسين بن علي * نحن وبيت الله أولى بالنبي * فجاءته طعنة وعطش حسين فجاء رجل بماء فتناوله فرماه حصين ابن تميم بسهم فوقع في فيه فجعل يتلفى الدم بيده ويحمد الله وتوجه نحو المسناة يريد الفرات فحالوا بينه وبين الماء ورماه رجل بسهم فأثبته في حنكه وبقي عامة يومه لا يقدم عليه أحد حتى أحاطت به الرجالة وهو رابط الجأش يقاتل قتال الفارس الشجاع إن كان ليشد عليهم فينكشفون عنه انكشاف المعزى شد فيها الأسد حتى صاح بهم شمر ثكلتكم امهاتكم ماذا تنتظرون به فانتهى إليه زرعة التميمي فضرب كتفه وضربه الحسين على عاتقه فصرعه وبرز سنان النخعي فطعنه في ترقوته وفي صدره فخر ثم نزل ليحتز رأسه ونزل خولي الأصبحي فاحتز رأسه وأتى به عبيد الله بن زياد فلم يطعه شيأ قال ووجد بالحسين ثلاث وثلاثون جراجة وقتل من جيش عمر بنسعد ثمانية وثمانون نفسا قال ولم يفلت من أهل بيت الحسين سوى ولده علي الأصغر فالحسينية من ذريته كان مريضا وحسن بن حسن بن علي وله ذريه وأخوه عمرو ولا عقب له والقاسم بن عبد الله بن جعفر ومحمد بن عقيل فقدم بهم وبزينب وفاطمة بنتي علي وفاطمة وسكينة بنتي الحسين وزوجته الرباب الكلبية والدة سكينة وأم محمد بنت الحسن بن علي وعبيد وإماء لهم قال وأخذ ثقل الحسين وأخذ رجل حلي فاطمة بنت الحسين وبكى فقالت لم تبكي فقال أأسلب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أبكي قالت فدعه قال أخاف أن يأخذه غيري وأقبل عمر بن سعد فقال ما رجع رجل إلى اهله بشر مما رجعت به أطعت ابن زياد وعصيت الله وقطعت الرحم وورد البشير على يزيد فلما أخبره دمعت عيناه وقال كنت أرضى من طاعتكم بدون قتل الحسين وقالت سكينة يا يزيد أبنات رسول الله سبايا قال يا بنت أخي هو والله علي أشد منه عليك أقسمت ولو أن بين ابن زياد وبين حسين قرابة ما أقدم عليه ولكن فرقت بينه وبينه سمية فرحم الله حسينا عجل عليه ابن زياد أما والله لو كنت صاحبه ثم لم أقدر على دفع القتل عنه إلا بنقص بعض عمري لأحببت أن أدفعه عنه ولوددت أن أتيت به سلما ثم أقبل على علي بن الحسين فقال أبوك قطع رحمي ونازعني سلطاني فقام رجل فقال إن سباءهم لنا حلال قال علي كذبت إلا أن تخرج من ملتنا فأطرق يزيد وأمر بالنساء فأدخلن على نسائه وأمرنساء ال أبي سفيان فأقمن المأتم على الحسين ثلاثة أيام إلى أن قال وبكت أم كلثوم بنت عبد الله بن عامر فقال يزيد وهو زوجها حق لها أن تعول على كبير قريش وسيدها جرير بن حازم عن الزبير بن الخريت سمع الفرزدق يقول لقيت الحسين بذات عرق فقال ما ترى أهل الكوفة صانعين معي فإن معي حملا من كتبهم قلت يخذلونك فلا تذهب وكتب يزيد إلى ابن عباس يذكر له خروج الحسين ويقول نحسب أنه جاءه رجال من المشرق فمنوه الخلافة وعندك خبره فإن فعل فقد قطع القرابة والرحم وأنت كبير أهل بيتك والمنظور إليه فاكففه عن السعي في الفرقة فكتب إليه ابن عباس إني لأرجو أن لا يكون خروجه لأمر تكره ولست أدع النصيحة له وبعث حسين إلى المدينة فلحق به خف من بني عبد المطلب وهم تسعة عشر رجلا ونساء وصبيان وتبعهم أخوه محمد فأدركه بمكة وأعلمه أن الخروج يومه هذا ليس برأى فأبى فمنع محمد ولده فوجد عليه الحسين وقال ترغب بولدك عن موضع أصاب فيه وبعث أهل العراق رسلا وكتبا إليه فسار في آله وفي ستين شيخا من أهل الكوفة في عشر ذي الحجة فكتب مروان إلى عبيد الله بن زياد بن أبيه أما بعد فإن الحسين قد توجه إليك وتالله ما أحد يسلمه الله أحب إلينا من الحسين فإياك أن تهيج على نفسك ما لا يسده شيءوكتب إليه عمرو بن سعيد الأشدق أما بعد فقد توجه إليك الحسين وفي مثلها تعتق أو تسترق الزبير حدثنا محمد بن الضحاك عن أبيه قال خرج الحسين فكتب يزيد إلى ابن زياد نائبه إن حسينا صائر إلى الكوفة وقد ابتلي به زمانك من بين الأزمان وبلدك من بين البلدان وأنت من بين العمال وعندها تعتق أو تعود عبد ا فقتله ابن زياد وبعث برأسه إليه ابن عيينة حدثني أعرابي يقال له بجير من اهل الثعلبية له مئة وست عشرة سنة قال مر الحسين وأنا غلام وكان في قلة من الناس فقال له أخي يا ابن بنت رسول الله أراك في قلة من الناس فقال بالسوط وأشار إلى حقيبة الرحل هذه خلفي مملوءة كتبا ابن عيينة حدثنا شهاب بن خراش عن رجل من قومه قال كنت في الجيش الذين جهزهم عبيد الله بن زياد إلى الحسين وكانوا أربعة آلاف يريدون الديلم فصرفهم عبيد الله إلى الحسين فلقيته فقلت السلام عليك يا أبا عبد الله قال وعليك السلام وكانت فيه غنة قال شهاب فحدثت به زيد بن علي فأعجبه وكانت فيه غنة جعفر بن سليمان عن يزيد الرشك قال حدثني من شافه الحسين قال رأيت أبنية مضروبة للحسين فأتيت فإذا شيخ يقرأ القرآن والدموع تسيل على خديه فقلت بأبي وأمي يا ابن رسول الله ما أنزلكهذه البلاد والفلاة قال هذه كتب أهل الكوفة إلي ولا أراهم إلا قاتلي فإذا فعلوا ذلك لم يدعوا لله حرمة إلا انتهكوها فيسلط الله عليهم من يذلهم حتى يكونوا أذل من فرم الأمة يعني مقنعتها المدائني عن الحسن بن دينار عن معاوية بن قرة قال قال الحسين والله ليعتدين علي كما اعتدت بنو إسرائيل في السبت أحمد بن جناب المصيصي حدثنا خالد بن يزيد القسري حدثنا عمار الدهني قلت لأبي جعفر الباقر حدثني بقتل الحسين فقال مات معاوية فأرسل الوليد بن عتبة والي المدينة إلى الحسين ليبايع فقال أخرني ورفق به فأخره فخرج إلى مكة فأتاه رسل أهل الكوفة وعليها النعمان بن بشير فبعث الحسين ابن عمه مسلم بن عقيل أن سر فانظر ما كتبوا به فأخذ مسلم دليلين وسار فعطشوا في البرية فمات أحدهما وكتب مسلم إلى الحسين يستعفيه فكتب إليه امض إلى الكوفة ولم يعفه فقدمها فنزل على عوسجة فدب إليه أهل الكوفة فبايعه اثنا عشر ألفا فقام عبيد الله بن مسلم فقال للنعمان إنك لضعيف قال لأن أكون ضعيفا أحب إلي من أن أكون قويا في معصية الله وما كنت لأهتك سترا ستره الله وكتب بقوله إلى يزيد وكان يزيد ساخطا على عبيد الله بن زياد فكتب إليه برضاه عنه وأنه ولاه الكوفة مضافا إلى البصرة وكتب إليه أن يقتل مسلما فأسرع عبيد الله في وجوه أهل البصرة إلى الكوفة متلثما فلا يمر بمجلس فيسلم عليهم إلا قالوا وعليكالسلام يا ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم يظنونه الحسين فنزل القصر ثم دعا مولى له فأعطاه ثلاثة آلاف درهم وقال اذهب حتى تسأل عن الذي يبايع أهل الكوفة فقل أنا غريب جئت بهذا المال يتقوى به فخرج وتلطف حتى دخل على شيخ يلي البيعة فأدخله على مسلم وأعطاه الدراهم وبايعه ورجع فأخبر عبيد الله وتحول مسلم إلى دار هانىء بن عروة المرادي فقال عبيد الله ما بال هانىء لم يأتنا فخرج إليه محمد بن الأشعث وغيره فقالوا إن الأمير قد ذكرك فركب معهم وأتاه وعنده شريح القاضي فقال عبيد الله أتتك بحائن رجلاه فلما سلم قال يا هانىء أين مسلم قال ما أدري فخرج إليه صاحب الدراهم فلما رآه قطع به وقال أيها الأمير والله ما دعوته إلى منزلي ولكنه جاء فرمى نفسه علي قال ائتني به قال والله لو كان تحت قدمي ما رفعتهما عنه فضربه بعصا فشجه فأهوى هانىء إلى سيف شرطي يستله فمنعه وقال قد حل دمك وسجنه فطار الخبر إلى مذحج فإذا على باب القصر جلبة وبلغ مسلما الخبر فنادى بشعاره فاجتمع إليه أربعون ألفا فعبأهم وقصد القصر فبعث عبيد الله إلى وجوه أهل الكوفة فجمعهم عنده وأمرهم فأشرفوا من القصر على عشائرهم فجعلوا يكلمونهم فجعلوا يتسللون حتى بقي مسلم في خمس مئة وقد كان كتب إلى الحسين ليسرع فلما دخل الليل ذهب أولئك حتى بقي مسلم وحده يتردد في الطرق فأتى بيتا فخرجت إليه امرأة فقال اسقني فسقته ثم دخلت ومكثت ما شاء الله ثم خرجت فإذا به على الباب فقالت يا هذا إن مجلسك مجلس ريبةفقم فقال أنا مسلم بن عقيل فهل مأوى قالت نعم فأدخلته وكان ابنها مولى لمحمد بن الأشعث فانطلق إلى مولاه فأعلمه فبعث عبيد الله الشرط إلى مسلم فخرج وسل سيفه وقاتل فأعطاه ابن الأشعث أمانا فسلم نفسه فجاء به إلى عبيد الله فضرب عنقه وألقاه إلى الناس وقتل هانئا فقال الشاعر * فإن كنت لا تدرين ما الموت فانظري * إلى هانىء في السوق وابن عقيل * * أصابهما أمر الأمير فأصبحنا * أحاديث من يسعى بكل سبيل * * أيركب أسماء الهماليج امنا * وقد طلبته مذحج بقتيل * يعني أسماء بن خارجة قال وأقبل حسين على كتاب مسلم حتى إذا كان على ساعة من القادسية لقيه رجل فقال للحسين ارجع لم أدع لك ورائي خيرا فهم أن يرجع فقال إخوة مسلم والله لا نرجع حتى نأخذ بالثأر أو نقتل فقال لا خير في الحياة بعدكم وسار فلقيته خيل عبيد الله فعدل إلى كربلاء وأسند ظهره إلى قصميا حتى لا يقاتل إلا من وجه واحد وكان معه خمسة وأربعون فارسا ونحو من مئة راجل وجاء عمر بن سعد بن أبي وقاص وقد ولاه عبيد الله بن زياد على العسكر وطلب من عبيد الله أن يعفيه من ذلك فأبى فقال الحسين اختاروا واحدة من ثلاث إما أن تدعوني فألحق بالثغور وإما أن أذهب إلى يزيد أو أرد إلى المدينة فقبل عمر ذلك وكتب به إلى عبيد الله فكتب إليه لا ولا كرامة حتى يضع يده في يدي فقال الحسين لا والله وقاتل فقتل أصحابه منهم بضعة عشر شابا من أهل بيتهقال ويجيء سهم فيقع بابن له صغير فجعل يمسح الدم عنه ويقول اللهم احكم بيننا وبين قومنا دعونا لينصرونا ثم يقتلوننا ثم قاتل حتى قتل قتله رجل مذحجي وجز رأسه ومضى به إلى عبيد الله فقال * أوقر ركابي ذهبا * فقد قتلت الملك المحجبا * * قتلت خير الناس أما وأبا * فوفده إلى يزيد ومعه الرأس فوضع بين يديه وعند أبو برزة الأسلمي فجعل يزيد ينكت بالقضيب على فيه ويقول * نفلق هاما من الناس أعزة * علينا وهم كانوا أعق وأظلما * كذا قال أبو برزة وإنما المحفوظ أن ذلك كان عند عبيد الله قال فقال أبو برزة ارفع قضيبك لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فاه على فيه قال وسرح عمر بن سعد بحريمه وعياله إلى عبيد الله ولم يكن بقي منهم إلا غلام كان مريضا مع النساء فأمر به عبيد الله ليقتل فطرحت عمته زينب نفسها عليه وقالت لا يقتل حتى تقتلوني فرق لها وجهزهم إلى الشام فلما قدموا على يزيد جمع من كان بحضرته وهنؤوه فقام رجلأحمر أزرق ونظر إلى صبية منهم فقال هبها لي يا أمير المؤمنين فقالت زينب لا ولا كرامة لك إلا أن تخرج من دين الله فقال له يزيد كف ثم أدخلهم إلى عياله فجهزهم وحملهم إلى المدينة إلى هنا عن أحمد بن جناب الزبير حدثنا محمد بن حسن لما نزل عمر بن سعد بالحسين خطب أصحابه وقال قد نزل بنا ما ترون وإن الدنيا قد تغيرت وتنكرت وأدبر معروفها واستمرئت حتى لم يبق منها إلا كصبابة الإناء وإلا خسيس عيش كالمرعى الوبيل ألا ترون الحق لا يعمل به والباطل لا يتناهى عنه ليرغب المؤمن في لقاء الله إني لا أرى الموت إلا سعادة والحياة مع الظالمين إلا ندما خالد بن عبد الله عن الجريجي عن رجل أن الحسين لما أرهقه السلاح قال ألا تقبلون مني ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل من المشركين كان إذا جنح أحدهم قبل منه قالوا لا قال فدعوني أرجع قالوا لا قال فدعوني اتي أمير المؤمنين فأخذ له رجل السلاح فقال له أبشر بالنار فقال بل إن شاء الله برحمة ربي وشفاعة نبيي فقتل وجيء برأسه فوضع في طست ين يدي ابن زياد فنكته بقضيبه وقال لقد كان غلاما صبيحا ثم قال أيكم قاتله فقام الرجل فقالوما قال لك فأعاد الحديث قال فاسود وجهه أبو معشر عن رجاله قال قال الحسين حين نزلوا كربلاء ما اسم هذه الأرض قالوا كربلاء قال كرب وبلاء وبعث عبيد الله لحربه عمر بن سعد فقال يا عمر اختر مني إحدى ثلاث إما أن تتركني أرجع أو فسيرني إلى يزيد فأضع يدي في يده فإن أبيت فسيرني إلى الترك فأجاهد حتى الموت فبعث بذلك إلى عبيد الله فهم أن يسيره إلى يزيد فقال له شمر بن ذي الجوشن لا إلا أن ينزل على حكمك فأرسل إليه بذلك فقال الحسين والله لا أفعل وأبطأ عمر عن قتاله فبعث إليه عبيد الله شمر بن ذي الجوشن فقال إن قاتل وإلا فاقتله وكن مكانه وكان من جند عمر ثلاثون من أهل الكوفة فقالوا يعرض عليكم ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث خصال فلا تقبلون واحدة وتحولوا إلى الحسين فقاتلوا عباد بن العوام عن حصين قال أدركت مقتل الحسين فحدثني سعد بن عبيدة قال رأيت الحسين وعليه جبة برود رماه رجل يقال له عمرو بن خالد الطهوي بسهم فنظرت إلى السهم في جنبه هشام بن الكلبي عن أبيه قال رمى زرعة الحسين بسهم فأصاب حنكه فجعل يتلقى الدم ثم يقول هكذا إلى السماء ودعا بماء ليشرب فلما رماه حال بينه وبين الماء فقال اللهم ظمه قال فحدثني من شهده وهو يموت وهو يصيح من الحر في بطنه والبرد في ظهره وبينيديه المراوح والثلج وهو يقول اسقوني أهلكني العطش فانقد بطنه الكلبي رافضي متهم قال الحسن البصري أقبل مع الحسين ستة عشر رجلا من أهل بيته وعن ابن سيرين لم تبك السماء على أحد بعد يحيى عليه السلام إلا على الحسين عثمان بن أبي شيبة حدثنا أبي عن جدي عن عيسى بن الحارث الكندي قال لما قتل الحسين مكثنا أياما سبعة إذا صلينا العصر فنظرنا إلى الشمس على أطراف الحيطان كأنها الملاحف المعصفرة ونظرنا إلى الكواكب يضرب بعضها بعضا المدائني عن علي بن مدرك عن جده الأسود بن قيس قال احمرت آفاق السماء بعد قتل الحسين ستة أشهر ترى كالدم هشام بن حسان عن محمد قال تعلم هذه الحمرة في الأفق مم هو من يوم قتل الحسين الفسوي حدثنا مسلم بن إبراهيم قال حدثتنا أم سوق العبدية قالت حدثتني نضرة الأزدية قالت لما أن قتل الحسين مطرت السماء ماء فأصبحت وكل شيء لنا ملآن دما جعفر بن سليمان الضبعي حدثتني خالتي قالت لما قتل الحسين مطرنا مطرا كالدميحيى بن معين حدثنا جرير عن يزيد بن أبي زياد قال قتل الحسين ولي أربع عشرة سنة وصار الورس الذي كان في عسكرهم رمادا واحمرت آفاق السماء ونحروا ناقة في عسكرهم فكانوا يرون في لحمها النيران ابن عيينة حدثتني جدتي قالت لقد رأيت الورس عاد رمادا ولقد رأيت اللحم كأن فيه النار حين قتل الحسين حماد بن زيد حدثني جميل بن مرة قال أصابوا إبلا في عسكر الحسين يوم قتل فطبخوا منها فصارت كالعلقم قرة بن خالد سمعت أبا رجاء العطاردي قال كان لنا جار من بلهجيم فقدم الكوفة فقال ما ترون هذا الفاسق ابن الفاسق قتله الله يعني الحسين رضي الله عنه فرماه الله بكوكبين من السماء فطمس بصره قال عطاء بن مسلم الحلبي قال السدي أتيت كربلاء تاجرا فعمل لنا شيخ من طي طعاما فتعشينا عنده فذكرنا قتل الحسين فقلت ما شارك أحد في قتله إلا مات ميتة سوء فقال ما أكذبكم أنا ممن شرك في ذلك فلم نبرح حتى دنا من السراج وهو يتقد بنفط فذهب يخرج الفتيلة بأصبعه فأخذت النار فيها فذهب يطفئها بريقه فعلقت النار في لحيته فعدا فألقى نفسه في الماء فرأيته كأنه حممةابن عيينة حدثتني جدتي أم أبي قالت أدركت رجلين ممن شهد قتل الحسين فأما أحدهما فطال ذكره حتى كان يلفه وأما الآخر فكان يستقبل الراوية فيشربها كلها حماد بن زيد عن معمر قال أول ما عرف الزهري أنه تكلم في مجلس الوليد فقال الوليد أيكم يعلم ما فعلت أحجار بيت المقدس يوم قتل الحسين فقال الزهري بلغني أنه لم يقلب حجر إلا وجد تحته دم عبيط حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن أنس قال لما قتل الحسين جيء برأسه إلى ابن زياد فجعل ينكت بقضيب على ثناياه وقال إن كان لحسن الثغر فقلت أما والله لأسوءنك فقلت لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل موضع قضيبك من فيه الحاكم في الكنى حدثنا أبو بكر بن أبي داود حدثنا أحمد ابن محمد بن عمر الحنفي حدثنا عمر بن يونس حدثنا سليمان بن أبي سليمان الزهري حدثنا يحيى بن أبي كثير حدثنا عبد الرحمن بن عمرو حدثني شداد بن عبد الله سمعت واثلة بن الأسقع وقد جيء برأس الحسين فلعنه رجل من أهل الشام فغضب واثلة وقام وقال والله لا أزال أحب عليا وولديه بعد أن سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم فيمنزل أم سلمة وألقى على فاطمة وابنيها وزوجها كساء خيبريا ثم قال ^ إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ^ سليمان ضعفوه والحنفي متهم ويروى عن أبي داود السبيعي عن زيد بن أرقم قال كنت عند عبيد الله فأتي برأس الحسين فأخذ قضيبا فجعل يفتر به عن شفتيه فلم أر ثغرا كان أحسن منه كأنه الدر فلم أملك أن رفعت صوتي بالبكاء فقال ما يبكيك أيها الشيخ قلت يبكيني ما رأيت من رسول الله صلى الله عليه وسلم رأيته يمص موضع هذا القضيب ويلثمه ويقول اللهم إني أحبه فأحبه حماد بن سلمة عن عمار بن أبي عمار عن ابن عباس رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في النوم نصف النهار أشعث أغبر وبيده قارورة فيها دم قلت يا رسول الله ما هذا قال هذا دم الحسين وأصحابه لم أزل منذ اليوم ألتقطه فأحصي ذلك اليوم فوجدوه قتل يومئذ ابن سعد عن الواقدي والمدائني عن رجالهما أن محفز بن ثعلبة العائذي قدم برأس الحسين على يزيد فقال أتيتك يا أمير المؤمنين برأس أحمق الناس وألأمهم فقال يزيد ما ولدت أم محفز أحمق وألأم لكن الرجل لم يتدبر كلام الله ^ قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء ^ ثم بعث يزيد برأس الحسين إلى متولي المدينةفدفن بالبقيع عند أمه وقال عبد الصمد بن سعيد القاضي حدثنا سليمان بن عبد الحميد البهرائي سمعت أبا أمية الكلاعي قال سمعت أبا كرب قال كنت فيمن توثب على الوليد بن يزيد بدمشق فأخذت سفطا وقلت فيه غنائي فركبت فرسي وخرجت به من باب توما قال ففتحته فإذا فيه رأس مكتوب عليه هذا رأس الحسين بن علي فحفرت له بسيفي فدفنته أبو خالد الأحمر حدثنا رزين حدثتني سلمى قالت دخلت على أم سلمة وهي تبكي قلت ما يبكيك قالت رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام وعلى رأسه ولحيته التراب فقلت مالك يا رسول الله قال شهدت قتل الحسين آنفا رزين هو ابن حبيب وثقه ابن معين حماد بن سلمة عن عمار بن أبي عمار سمعت أم سلمة تقول سمعت الجن يبكين على الحسين وتنوح عليه سويد بن سعيد حدثنا عمرو بن ثابت حدثنا حبيب بن أبي ثابت أن أم سلمة سمعت نوح الجن على الحسين عبيد بن جناد حدثنا عطاء بن مسلم عن أبي جناب الكلبي قال أتيت كربلاء فقلت لرجل من أشراف العرب بلغني أنكم تسمعون نوح الجن قال ما تلقى حرا ولا عبد ا إلا أخبرك أنه سمع ذلك قلت فما سمعت أنت قال سمعتهم يقولون* مسح الرسول جبينه * فله بريق في الخدود * * أبواه من عليا قري * ش وجده خير الجدود * محمد بن جرير حدثث عن أبي عبيدة حدثنا يونس بن حبيب قال لما قتل عبيد الله الحسين وأهله بعث برؤوسهم إلى يزيد فسر بقتلهم أولا ثم لم يلبث حتى ندم على قتلهم فكان يقول وما علي لو احتملت الأذى وأنزلت الحسين معي وحكمته فيما يريد وإن كان علي في ذلك وهن حفظا لرسول الله صلى الله عليه وسلم ورعاية لحقه لعن الله ابن مرجانة يعني عبيد الله فإنه أحرجه واضطره وقد كان سأل أن يخلي سبيله أن يرجع من حيث أقبل أو يأتيني فيضع يده في يدي أو يلحق بثغر من الثغور فأبى ذلك عليه وقتله فأبغضني بقتله المسلمون وزرع لي في قلوبهم العداوة جرير عن الأعمش قال تغوط رجل من بني أسد على قبر الحسين فأصاب أهل ذلك البيت خبل وجنون وبرص وفقر وجذام قال هشام بن الكلبي لما أجري الماء على قبر الحسين انمحى أثر القبر فجاء أعرابي فتتبعه حتى وقع على أثر القبر فبكى وقال * أرادوا ليخفوا قبره عن عدوه * فطيب تراب القبر دل على القبر * سفيان بن عيينة حدثنا جعفر بن محمد عن أبيه قال قتل علي وهوابن ثمان وخمسين ومات لها حسن وقتل لها حسين قلت قوله مات لها حسن خطأ بل عاش سبعا وأربعين سنة قال الجماعة مات يوم عاشوراء سنة إحدى وستين زاد بعضهم يوم السبت وقيل يوم الجمعة وقيل يوم الاثنين ومولده في شعبان سنة أربع من الهجرة عبد الحميد بن بهرام وآخر ثقة عن شهر بن حوشب قال كنت عند أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم حين أتاها قتل الحسين فقالت قد فعلوها ملأ الله بيوتهم وقبورهم نارا ووقعت مغشية عليها فقمنا ونقل الزبير لسليمان بن قتة يرثي الحسين * وإن قتيل الطف من آل هاشم * أذل رقابا من قريش فذلت * * فإن يتبعوه عائذ البيت يصبحوا * كعاد تعمت عن هداها فضلت * * مررت على أبيات آل محمد * فألفيتها أمثالها حين حلت ** وكانوا لنا غنما فعادوا رزية * لقد عظمت تلك الرزايا وجلت * * فلا يبعد الله الديار وأهلها * وإن أصبحت منهم برغمي تخلت * * ألم تر أن الأرض أضحت مريضة * لفقد حسين والبلاد اقشعرت * قوله أذل رقابا أي لا يرعون عن قتل قرشي بعده أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة حدثني أبي عن أبيه قال أخبرني أبي حمزة بن يزيد الحضرمي قال رأيت امرأة من أجمل النساء وأعقلهن يقال لها ريا حاضنة يزيد يقال بلغت مئة سنة قالت دخل رجل على يزيد فقال أبشر فقد أمكنك الله من الحسين وجيء برأسه قال فوضع في طست فأمر الغلام فكشف فحين رآه خمر وجهه كأنه شم منه فقلت لها أقرع ثناياه بقضيب قالت إي والله ثم قال حمزة وقد حدثني بعض أهلنا أنه رأى رأس الحسين مصلوبا بدمشق ثلاثة أيام وحدثتني ريا أن الرأس مكث في خزائن السلاح حتى ولي سليمان فبعث فجيء به وقد بقي عظما أبيض فجعله في سفط وطيبة وكفنه ودفنه في مقابر المسلمين فلما دخلت المسودة سألوا عن موضع الرأس فنبشوه وأخذوه فالله أعلم ما صنع به وذكر باقي الحكاية وهي قوية الإسناد يحيى بن بكير حدثني الليث قال أبي الحسين أن يستأسر حتى قتل بالطف وانطلقوا ببنيه علي وفاطمة وسكينة إلى يزيد فجعل سكينة خلف سريره لئلا ترى رأس أبيها وعلي في غل فضرب على ثنيتيالحسين وتمثل بذاك البيت فقال علي ^ ما أصاب من مصيبة في الأرض ^ الآية فثقل على يزيد أن تمثل ببيت وتلا علي آية فقال بل ^ بما كسبت أيديكم ^ فقال أما والله لو رآنا رسول الله صلى الله عليه وسلم لأحب أن يخلينا قال صدقت فخلوهم قال ولو وقفنا بين يديه لأحب أن يقربنا قال صدقت قربوهم فجعلت سكينة وفاطمة تتطاولان لتريا الرأس وبقي يزيد يتطاول في مجلسه ليستره عنهما ثم أمر لهم بجهاز وأصلح آلتهم وخرجوا إلى المدينة كثير بن هشام حدثنا جعفر بن برقان عن يزيد بن أبي زياد قال لما أتي يزيد برأس الحسين جعل ينكت سنه ويقول ما كنت أظن أبا عبد الله بلغ هذا السن وإذا لحيته ورأسه قد نصل من الخضاب وممن قتل مع الحسين إخوته الأربعة جعفر وعتيق ومحمد والعباس الأكبر وابنه الكبير علي وابنه عبد الله وكان ابنه علي زين العابدين مريضا فسلم وكان يزيد يكرمه ويرعاه وقتل مع الحسين ابن أخيه القاسم بن الحسن وعبد الله وعبد الرحمن ابنا مسلم بن عقيل بن أبي طالب ومحمد وعون ابنا عبد الله بن جعفر بن أبي طالب المدائني عن إبراهيم بن محمد عن عمرو بن دينار حدثنا محمد ابن علي عن أبيه قال قتل الحسين وأدخلنا الكوفة فلقينا رجل فأدخلنا منزله فألحفنا فنمت فلم أستيقظ إلا بحس الخيل في الأزقة فحملنا إلى يزيد فدمعت عينه حين رآنا وأعطانا ما شئنا وقال إنه سيكون في قومك أمور فلا تدخل معهم فلما كان يوم الحرة ما كان كتبمع مسلم بن عقبة بأماني فلما فرغ من القتال مسلم بعث إلي فجئته فرمى إلي بالكتاب وإذا فيه استوص بعلي بن الحسين خيرا وإن دخل معهم في أمرهم فأمنه واعف عنه وإن لم يكن معهم فقد أصاب وأحسن فأولاد الحسين هم علي الأكبر الذي قتل مع أبيه وعلي زين العابدين وذريته عدد كثير وجعفر وعبد الله ولم يعقبا فولد لزين العابدين الحسن والحسين ماتا صغيرين ومحمد الباقر وعبد الله وزيد وعمر وعلي ومحمد الأوسط ولم يعقب وعبد الرحمن وحسين الصغير والقاسم ولم يعقبTahdheeb al-Tahdheeb Ibn Hajr - تهذيب التهذيب - ابن حجر [ Hadith Narrator, Id:1615. - pg:Vol:2] الحسين بن علي بن أبي طالب الهاشمي أبو عبد الله المدني سبط رسول الله صلي الله عليه وسلم وريحانته من الدنيا واحد سيدي شباب أهل الجنة روى عن جده وأبيه وأمه وخاله هند بن أبي هالة وعمر بن الخطاب وعنه أخوه الحسن وبنوه علي وزيد وسكينة وفاطمة وابن ابنه أبو جعفر الباقر والشعبي وعكرمة و كرز التيمي وسنان بن أبي سنان الدؤلي وعبد الله بن عمرو بن عثمان والفرزدق وجماعة قال الزبير بن بكار ولد لخمس ليال خلون من شعبان سنة أربع وقال جعفر بن محمد كان بين الحسن والحسين طهر واحد وقد تقدم في ترجمة الحسن شيء من مناقبهما قال أنس أما أنه كان أشبههم برسول الله صلي الله عليه وسلم وقال إبراهيم بن علي الرافعي عن أبيه عن جدته زينب بنت أبي رافع أتت فاطمة بابنيها إلي رسول الله صلي الله عليه وسلم في شكواه الذي توفي فيه فقالت لرسول الله هذان ابناك فورثهما شيئا قال أما حسن فإن له هيبتي وسؤددي وأما حسين فإن له جرأتي وجودي تابعه محمد بن عبيد الله بن أبي رافع عن أبيه وعمه عن أبي رافع نحوه وقال سعيد بن أبي راشد عن يعلى بن مرة رفعه حسين مني وأنا من حسين أحب الله من أحب حسينا حسين سبط من الأسباط وقال عبد الله بن شداد بن الهاد عن أبيه سجد رسول الله صلي الله عليه وسلم سجدة أطالها حتي ظننا أنه قد حدث أمر وأنه يوحي إليه قال كل ذلك لم يكن ولكن ابني ارتحلني فكرهت أن أعجله حتي يقضي حاجته وقال بن بريدة عن أبيه كان رسول الله صلي الله عليه وسلم يخطبنا فجاء الحسن والحسين عليهما قميصان احمران يمشيان ويعثران فنزل رسول الله صلي الله عليه وسلم من المنبر فحملهما فوضعهما بين يديه ثم قال صدق الله ورسوله إنما أو أموالكم وأولادكم فتنة الحديث وقال يحيى بن سعيد الأنصاري عن عبيد بن حنين حدثني الحسين بن علي قال أتيت علي عمر وهو يخطب علي المنبر فصعدت إليه فقلت له إنزل عن منبر أبي وأذهب إلي منبر أبيك فقال عمر لم يكن لأبي منبر وأخذني فأجلسني معه أقلب حصي بيدي فلما نزل انطلق بي إلي منزله فقال لي من علمك فقلت والله ما علمني أحد قال يا بني لو جعلت تغشانا قال فأتيته يوما وهو خال بمعاوية وابن عمر بالباب فرجع بن عمر ورجعت معه فلقيني بعد فقال لي لم أرك فقلت يا أمير المؤمنين إني جئت وأنت خال بمعاوية وابن عمر بالباب فرجع ورجعت معه فقال أنت أحق بالاذن من بن عمر وإنما أنبت ما تري في رؤوسنا الله ثم أنتم رواه الخطيب بسند صحيح إلي يحيى وقال يونس بن أبي إسحاق عن العيزار بن حريث بينما عبد الله بن عمرو بن العاص جالس في ظل الكعبة إذ رأي الحسين بن علي مقبلا فقال هذا أحب أهل الأرض إلي أهل السماء اليوم وقال شرحبيل بن مدرك الجعفي عن عبد الله بن نجي عن أبيه أنه سافر مع علي بن أبي طالب وكان صاحب مطهرته فلما حاذوا نينوي وهو منطلق إلي صفين نادي علي صبرا أبا عبد الله صبرا أبا عبد الله بشط الفرات قلت من ذا أبا عبد الله قال دخلت علي رسول الله صلي الله عليه وسلم وعيناه تفيضان فقلت يا نبي الله أغضبك أحد قال بل قام من عندي جبريل قبل فحدثني أن الحسين يقتل بشط الفرات وقال هل لك أن أشمك من تربته قلت نعم فمد يده فقبض قبضة من تراب فأعطانيها فلم أملك عيني أن فاضتا وعن عمر بن ثابت عن الأعمش عن شقيق عن أم سلمة قالت كان الحسن والحسين يلعبان بين يدي رسول الله صلي الله عليه وسلم في بتي فنزل جبريل فقال يا محمد إن أمتك تقتل ابنك هذا من بعدك وأومي بيده إلي الحسين فبكي رسول الله صلي الله عليه وسلم وضمه إلي صدره ثم قال رسول الله صلي الله عليه وسلم وضعت عندك هذه التربة فشمها رسول الله صلي الله عليه وسلم وقال ريح كرب وبلاء وقال يا أم سلمة إذا تحولت هذه التربة دما فاعلمي أن ابني قد تقتل فجعلتها أم سلمة في قارورة ثم جعلت تنظر إليها كل يوم وتقول أن يوما تحولين دما ليوم عظيم وفي الباب عن عائشة وزينب بنت جحش وأم الفضل بنت الحارث وأبي أمامة وأنس بن الحارث وغيرهم وقال عمار الدهني مر علي علي كعب فقال يقتل من ولد هذا رجل في عصابة لا يجف عرق خيولهم حتي يردوا علي محمد صلي الله عليه وسلم فمر حسن فقالوا هذا قال لا فمر حسين فقالوا هذا قال نعم وقال بن سعد أنا يحيى بن حماد ثنا أبو عوانة عن سليمان يعني الأعمش ثنا أبو عبد الله الضبي قال دخلنا علي بن هرثم الضبي حين أقبل من صفين وهو مع علي فقال أقبلنا مرجعنا من صفين فنزلنا كربلاء فصلي بنا علي صلاة الفجر ثم أخذ كفا من بعر الغزلان فشمه ثم قال أوه أوه يقتل بهذا الغائط قوم يدخلون الجنة بغير حساب وقال إسحاق بن سليمان الرازي ثنا عمرو بن أبي قيس عن يحيى بن سعيد عن أبي حيان عن قدامة الضبي عن جرداء بنت سمير عن زوجها هرثمة بن سلمي قال خرجنا مع علي فسار حتي انتهي إلي كربلاء فنزل إلي شجرة فصلي إليها فأخذ تربة من الأرض فشمها ثم قال واها لك تربة ليقتلن بك قوم يدخلون الجنة بغير حساب قال فقفلنا من غزاتنا وقتل علي ونسيت الحديث قال فكنت في الجيش الذين ساروا إلي الحسين فلما انتهيت إليه نظرت إلي الشجرة فذكرت الحديث فتقدمت علي فرس لي فقلت أبشرك بن بنت رسول الله وحدثته الحديث قال معنا أو علينا قلت لا معك ولا عليك تركت عيالا وتركت قال أما الأفول في الأرض هاربا فوالذي نفس حسين بيده لا يشهد قتلنا اليوم رجل إلا دخل جهنم فأنطلقت هاربا مولىا في الأرض حتي خفي علي مقتله وقال أبو الوليد أحمد بن جناب المصيصي ثنا خالد بن يزيد بن أسد ثنا عمار بن معاوية الدهني قال قلت لأبي جعفر محمد بن علي بن الحسين حدثني بقتل الحسين حتي كأني حضرته قال مات معاوية والوليد بن عتبة بن أبي سفيان علي المدينة فأرسل إلي حسين بن علي ليأخذ بيعته فقال أخرني ورفق بي فأخره فخرج إلي مكة فأتاه رسل أهل الكوفة أنا قد حبسنا أنفسنا عليك ولسنا نحضر الجمعة مع الوالي فأقدم علينا قال وكان النعمان بن بشير الأنصاري علي الكوفة فبعث الحسين بن علي إلي مسلم بن عقيل بن أبي طالب بن عمه فقال له سر إلي الكوفة فأنظر ما كتبوا به إلي فإن كان حق قدمت إليهم فخرج مسلم حتي أتي المدينة فأخذ منها دليلىن فمرا به في البرية فأصابهم عطش فمات أحد الدليلىن وكتب مسلم إلي الحسين يستعفيه فأبي أن يعفيه وكتب إليه أن امض إلي الكوفة فخرج حتي قدمها فنزل علي رجل من أهلها يقال له عوسجة فلما تحدث أهل الكوفة بقدومه دبوا إليه فبايعه منهم اثنا عشر ألفا فقام رجل ممن يهوي يزيد بن معاوية يقال له عبيد الله بن مسلم بن شعبة الحضرمي إلي النعمان بن بشير فقال له إنك لضعيف أو مستضعف قد فسد البلد فقال له النعمان لأن أكون ضعيفا في طاعة الله أحب إلي من أن أكون قويا في معصية الله وما كنت لأهتك سترا ستره الله فكتب بقوله إلي يزيد بن معاوية فدعا يزيد مولى له يقال له سرحون قد كان يستشيره فأخبره الخبر فقال له أكنت قابلا من معاوية لو كان حيا قال نعم قال فأقبل مني أنه ليس للكوفة إلا عبيد الله بن زياد فولها إياه وكان يزيد عليه ساخطا وكان قد هم بعزله وكان علي البصرة فكتب إليه برضاه عنه وأنه قد ولاه الكوفة مع البصرة وكتب إليه أن يطلب مسلم بن عقيل ويقتله إن وجده فأقبل عبيد الله بن زياد في وجوه البصرة حتي قدم الكوفة متلثما فلا يمر علي مجلس من مجالسهم فيسلم عليهم إلا أن قالوا السلام عليك يا بن رسول الله وهم يظنون أنه الحسين بن علي حتي نزل القصر فدعا مولى له فأعطاه ثلاثة آلاف درهم وقال أذهب حتي تسأل عن الرجل الذي يبايع أهل الكوفة فأعلمه انك رجل من أهل حمص جئت لهذا الأمر وهذا ما ندفعه إليه ليقوي به فخرج الرجل فلم يزل يتلطف به ويرفق حتي دل علي شيخ يلي البيعة فلقيه فأخبره الخبر فقال له الشيخ لقد سرني لقاؤك اياي ولقد ساءني ذلك فأما ما سرني من ذلك فما هداك الله له وأما ما ساءني فإن أمرنا لم يستحكم بعد فأدخله علي مسلم فأخذ من المال وبايعه ورجع إلي عبيد الله فأخبره وتحول مسلم حين قدم عبيد الله من الدار التي كان فيها إلي دار هانئ بن عروة المرادي وكتب مسلم بن عقيل إلي الحسين يخبره بيعة أثني عشر ألفا من أهل الكوفة ويأمره بالقدوم قال وقال عبيد الله لوجوه أهل الكوفة ما بال هانئ بن عروة لم يأتني فيمن أتي قال فخرج إليه محمد بن الأشعث في أناس منهم فأتوه وهو علي باب داره فقالوا له أن الأمير قد ذكرك واستبطأك فانطلق إليه فلم يزالوا به حتي ركب معهم فدخل علي عبيد الله بن زياد وعنده شريح القاضي فلما نظر إليه قال لشريح آتتك بخائن رجلاه فلما سلم عليه قال له يا هانئ أين مسلم قال ما أدري قال فأمر عبيد الله صاحب الدراهم يخرج إليه فلما رآه قطع به وقال أصلح الله الأمير والله ما دعوته إلي منزلي ولكنه جاء فطرح نفسه علي فقال ائتني به فقال والله لو كان تحت قدمي ما رفعته عنه قال أدنوه إلي قال فأدني فضربه بالقضيب فشجه علي حاجبه وأهوي هانئ إلي سيف شرطي ليستله فدفع عن ذلك وقال له قد أحل الله دمك وأمر به فحبس في جانب القصر فخرج الخبر إلي مذحج فإذا علي باب القصر جلبة فسمعها عبيد الله فقال ما هذا قالوا مذحج فقال لشريح أخرج إليهم فأعلمهم أني إنما حبسته لأسائله وبعث عينا عليه من مواليه يسمع ما يقول فمر بهانيء فقال له هانئ يا شريح اتق الله فإنه قاتلي فخرج شريح حتي قام علي باب القصر فقال لا بأس عليه إنما حبسه الأمير ليسائله فقالوا صدق ليس علي صاحبكم بأس قال فتفرقوا وأتي مسلما الخبر فنادي بشعاره فاجتمع إليه أربعون ألفا من أهل الكوفة فقدم مقدمة وهيأ ميمنة وميسرة وسار في القلب إلي عبيد الله وبعث عبيد الله إلي وجوه أهل الكوفة فجمعهم عنده في القصر وسار إليه مسلم وانتهي إلي باب القصر اشرفوا من فوقه علي عشائرهم فجعلوا يكلمونهم ويردونهم فجعل أصحاب مسلم يتسللون حتي أمسي في خمسمائة فلما اختلط الظلام ذهب أولئك أيضا فلما رأي مسلم أنه قد بقي وحده تردد في الطريق فأتي باب منزل فخرجت إليه امرأة فقال لها اسقيني ماء فسقته ثم دخلت فمكثت ما شاء الله ثم خرجت فإذا هو علي الباب فقالت يا عبد الله إن مجلسك مجلس ريبة فقم فقال لها إني مسلم بن عقيل فهل عندك مأوي قالت نعم فأدخل فدخل وكان ابنها مولى لمحمد بن الأشعث فلما علم به الغلام انطلق إلي محمد بن الأشعث فأخبره فبعث عبيد الله صاحب شرطته ومعه محمد بن الأشعث فلم يعلم مسلم حتي احيط بالدار فلما رأي ذلك مسلم خرج بسيفه فقاتلهم فأعطاه محمد بن الأشعث الأمان فأمكن من يده فجاء به إلي عبيد الله فأمر به فأصفد إلي أعلي القصر فضرب عنقه وألقي جثته إلي الناس وأمر بهانيء فسحب إلي الكناسة فصلب هناك فقال شاعرهم في ذلك فإن كنت لا تدرين ما الموت فانظري إلي هانئ في السوق وابن عقيل الأبيات وأقبل الحسين بكتاب مسلم بن عقيل إليه حتي إذا كان بينه وبين القادسية ثلاثة أميال لقيه الحر بن يزيد التميمي فقال له أين تريد فقال أريد هذا المصر قال له ارجع فإني لم أدع لك خلفي خيرا ارجوه فهم أن يرجع وكان معه أخوه مسلم بن عقيل فقالوا لا والله لا نرجع حتي نصيب بثأرنا أو نقتل قال لا خير في الحياة بعدكم فسار فلقيته أول خيل عبيد الله فلما رأي ذلك عدل إلي كربلاء وأسند ظهره إلي قضبا حتي لا يقاتل إلا من وجه واحد فنزل وضرب أبنيته وكان أصحاب خمسة وأربعين فارسا ونحوا من مائة راجل وكان عمر بن سعد بن أبي وقاص قد ولاه عبيد الله بن زياد الري وعهد إليه فدعاه فقال له اكفني هذا الرجل فقال له اعفني فأبي أن يعفيه قال فانظرني الليلة فأخره فنظر في أمره فلما أصبح غدا إليه راضيا بما أمره به فتوجه عمر بن سعد إلي الحسين بن علي فلما أتاه قال له الحسين اختر واحدة من ثلاث أما أن تدعوني فالحق بالثغور وأما أن تدعوني فاذهب إلي يزيد وأما أن تدعوني فاذهب من حيث جئت فقبل ذلك عمر بن سعدو كتب بذلك إلي عبيد الله فكتب إليه عبيد الله لا ولا كرامة حتي يضع يده في يدي فقال الحسين لا والله لا يكون ذلك أبدا فقاتله فقتل أصحابه كلهم وفيهم بضعة عشر شابا من أهل بيته ويجيء سهم فيقع بابن له صغير في حجره فجعل يمسح الدم عنه ويقول اللهم احكم بيننا وبين قوم دعونا لينصرونا ثم يقتلوننا ثم أمر بسراويل حبرة فشقها ثم لبسها ثم خرج بسيفه فقاتل حتي قتل وقتله رجل من مذحج وجز رأسه فانطلق به إلي عبيد الله بن زياد فوفده إلي يزيد ومعه الرأس فوضع بين يديه وسرح عمر بن سعد بحرمه وعياله إلي عبيد الله ولم يكن بقي من أهل بيت الحسين إلا غلام وكان مريضا مع النساء فأمر به عبيد الله ليقتل فطرحت زينب بنت علي نفسها عليه وقالت لا يقتل حتي تقتلوني فتركه ثم جهزهم وحملهم إلي يزيد فلما قدموا عليه جمع من كان بحضرته من أهل الشام ثم ادخلوا عليه فهنؤوه بالفتح فقام رجل منهم أحمر أزرق ونظر إلي وصيفة من بناتهم فقال يا أمير المؤمنين هب لي هذه فقالت زينب لا والله ولا كرامة لك ولا له إلا أن يخرج من دين الله فأعداها الأزرق فقال له يزيد كف ثم أدخلهم إلي عيالهم فجهزهم وحملهم إلي المدينة فلما دخلوا خرجت امرأة من بنات عبد المطلب ناشرة شعرها واضعة كفها علي رأسها تتلقاهم وتبكي وهي تقول
ماذا تقولون إن قال النبي لكم
ماذا فعلتم وأنتم آخر الأمم
بعترتي وباهلي بعد مفتقدي
منهم اساري وقتلي ضرجوا بدم
ما كان هذا جزائي إذ نصحت لكم
أن تخلفوني بشر في ذوي رحمي وقال سفيان بن عيينة عن إسرائيل أبي موسى سمعت الحسن يقول قتل مع الحسين ستة عشر رجلا من أهل بيته وقال أبو نعيم أبو عبد الله بن حبيب بن أبي ثابت عن أبيه عن سعيد بن جبير عن بن عباس وقال أوحي الله إلي محمد إني قد قتلت بيحيى بن زكريا سبعين وإني قاتل بابن بنتك سبعين ألفا وسبعين ألفا وقال خلف بن خليفة عن أبيه لما قتل الحسين اسودت السماء وظهرت الكواكب نهارا وقال محمد بن الصلت الأسدي عن الربيع بن منذر الثوري عن أبيه جاء رجل يبشر الناس بقتل الحسين فرأيته أعمي يقاد وقال يعقوب بن سفيان ثنا سليمان بن حرب ثنا حماد بن زيد عن معمر قال أول ما عرف الزهري تكلم في مجلس الوليد بن عبد الملك فقال الوليد أيكم يعلم ما فعلت أحجار بيت المقدس يوم قتل الحسين بن علي فقال الزهري بلغني أنه لم يقلب حجر إلا وجد تحته دم عبيط وقال بن معين حدثنا جرير ثنا يزيد بن أبي زياد قال قتل الحسين ولي أربع عشرة سنة وصار الورس الذي في عسكرهم رمادا واحرمت آفاق السماء ونحروا ناقة في عسكرهم فكانوا يرون في لحمها النيران وقال الحميدي عن بن عيينة عن جدته أم أبي قالت لقد رأيت الورس عادت رمادا ولقد رأيت اللحم كأن فيه النار حين قتل الحسين وقال بن عيينة أيضا حدثتني جدتي أم أبي قالت شهد رجلان من الجعفيين قتل الحسين بن علي قالت فأما أحدهما فطال ذكره حتي كان يلفه وأما الآخر فكان يستقبل الرواية بفيه حتي يأتي علي آخرها قال سفيان رأيت بن أحدهما وكان مجنونا وقال حماد بن زيد عن جميل بن مرة أصابوا إبلا في عسكر الحسين يوم قتل فنحروها وطبخوها قال فصارت مثل العلقم فما استطاعوا أن يسيغوا منها شيئا وقال قرة بن خالد السدوسي عن أبي رجاء العطاردي لا تسبوا أهل هذا البيت فإنه كان لنا جار من بلهجيم قدم علينا من الكوفة قال أما ترون إلي هذا الفاسق بن الفاسق قتله الله فرماه الله بكوكبين في عينيه فذهب بصره وقال ثعلب حدثنا عمر بن شبة النميري حدثني عبيد بن جنادة أخبرني عطاء بن مسلم قال قال السدي أتيت كربلاء أبيع البز بها فعمل لنا شيخ من جلي طعاما فتعشيناه عنده فذكرنا قتل الحسين فقلنا ما شرك في قتله أحد إلا مات بأسوأ ميتة فقال ما أكذبكم يا أهل العراق فأنا ممن شرك في ذلك فلم يبرح حتي دنا من المصباح وهو يتقد فنفط فذهب يخرج الفتيلة بأصبعه فأخذت النار فيها فذهب يطفيها بريقه فأخذت النار في لحيته فعدا فألقي نفسه في الماء فرأيته كأنه حممة وقال إبراهيم النخعي ولو كنت ممن قاتل الحسين ثم أدخلت الجنة لاستحييت أن انظر إلي وجه النبي صلي الله عليه وسلم وقال حماد بن سلمة عن عمار بن أبي عمار عن بن عباس رأيت رسول الله صلي الله عليه وسلم فيما يري النائم بنصف النهار أشعث أغبر وبيده قارورة فيها دم فقلت بأبي أنت وأمي يا رسول الله ما هذا قال هذا دم الحسين وأصحابه لم أزل التقطه منذ اليوم فأحصي ذلك اليوم فوجدوه قتل يومئذ وقال حماد أيضا عن عمار عن أم سلمة سمعت الجن تنوح علي الحسين وقال بن سعد أخبرنا محمد بن عبد الله الأنصاري ثنا قرة بن خالد أخبرني عامر بن عبد الواحد عن شهر بن حوشب قال أنا لعند أم سلمة زوج النبي صلي الله عليه وسلم قال فسمعت صارخة فأقبلت حتي انتهيت إلي أم سلمة فقالت قتل الحسين قالت قد فعلوها ملأ الله بيوتهم عليهم نارا ووقعت مغشيا عليها وقمنا وقال أبو خالد الأحمر حدثني رزين حدثتني سلمي قالت دخلت علي أم سلمة وهي تبكي فقلت ما يبكيك قالت رأيت رسول الله صلي الله عليه وسلم في المنام وعلي رأسه ولحيته التراب فقلت ما لك يا رسول الله قال شهدت قتل الحسين وقال أبو الوليد بشر بن محمد التميمي حدثني أحمد بن محمد المصقلي حدثني أبي قال لما قتل الحسين بن علي سمع مناديا ينادي ليلا يسمع صوته ولم ير شخصه
عقرت ثمود ناقة فاستوصلوا
وجرت سوانحهم بغير الأسعد
فبنو رسول الله أعظم حرمة
وأجل من أم الفصيل المقعد
عجبا لهم لما أتوا لم يمسخوا
والله يملي للطغاة الجحد قال الزبير عن بن عيينة عن جعفر بن محمد قتل الحسين وهو بن ثمان وخمسين قال الزبير بن بكار والأول أثبت في سنه يعني بن 56 قال الزبير وذلك في يوم عاشوراء سنة 61 وكذا قال الليث بن سعد وأبو بكر بن عياش وأبو معشر المدني والواقدي وخليفة وغير واحد وقال الواقدي أنه أثبت عندهم زاد وهو بن 55 سنة وأشهر وقيل قتل آخر يوم من سنة 6 وقيل غير ذلك قلت وساق المزي قصة مقتل الحسين مطولة من عند بن سعد عن الواقدي وغيره من مشائخه اختصرتها مكتفيا بما تقدم من الأسانيد الحسان وقرأت بخط الذهبي في التهذيب مما زاده علي الأصل قال إبراهيم بن ميسرة عن طاوس عن بن عباس استشارني الحسين في الخروج إلي العراق فقلت لولا أن يزري بك وبي لنشبت يدي رأسك وقال الشعبي كان بن عمر قدم المدينة فأخبر أن الحسين قد توجه إلي العراق فلحقه علي مسيرة ليلتين فنهاه فقال هذه كتبهم وبيعتهم فقال أن الله خير نبيه صلي الله عليه وسلم بين الدنيا والآخرة فأختار الآخرة وإنكم بضعة منه لا يليها أحد منكم وما صرفها الله عنكم إلا للذي هو خير فأبي فأعتنقه بن عمرو وقال أستودعك الله قتل وقال شريك بن مغيرة قال قالت مرجانة لابنها عبيد الله يا خبيث قتلت بن بنت رسول الله صلي الله عليه وسلم لا تري والله الجنة أبدا وقال أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة الحضرمي القاضي أخبرني أبي عن أبيه أخبرني أبي حمزة بن يزيد قال رأيت امرأة عاقلة من أعقل النساء يقال لها ريا حاضنة يزيد بن معاوية يقال بلغت مائة سنة قالت دخل رجل علي يزيد فقال يا أمير المؤمنين أبشر فأمكنك الله من الحسين قتل وجيء برأسه إليك ووضع في طست فأمر الغلام فكشفه فحين رآه خمر وجهه كأنه يشم منه رائحة وأن الرأس مكث في خزائن السلاح حتي ولي سليمان فبعث فجييء به فقد بقي عظما فطيبه وكفنه ودفنه فلما وصلت المسودة سألوا عن موضع الرأس ونبشوه وأخذوه فالله أعلم ما صنع به << ع الستةTaqrib al-Tahdheeb Ibn Hajr - تقريب التهذيب - ابن حجر العسقلاني [ Hadith Narrator, Id:1334. - pg:167] الحسين بن علي بن أبي طالب الهاشمي أبو عبد الله المدني سبط رسول الله صلي الله عليه وسلم وريحانته حفظ عنه استشهد يوم عاشوراء سنة إحدي وستين وله ست وخمسون سنة ع
[Show/Hide Resource Info]