زياد بن أبيه الأمير لا يعرف له صحبة مع أنه ولد عام الهجرة قال بن زياد في الضعفاء ظاهر أحواله المعصية وقد أجمع أهل العلم على ترك الاحتجاج بمن كان كذلك قال بن عساكر لم ير النبي صلى الله عليه وسلم وأسلم في عهد أبي بكر وولي العراق لمعاوية يروي عنه بن سيرين وعبد الملك بن عمير وجماعة يزيد بن هارون أخبرنا داود بن أبي هند عن الشعبي قال أتى زياد في رجل توفي وترك عمته وخالته فقال هل تدرون كيف قضى فيها عمر قالوا لا قال جعل العمة بمنزلة الأخ والخالة بمنزلة الأخت فأعطى العمة الثلثين والخالة الثلث وهو زياد بن سمية ويقال له زياد بن عبيد أيضا فلما استحقه معاوية وزعم أنه أخوه قيل زياد بن أبي سفيان انتهى وقول بن عساكر بعارضه قول بن عبد البر لم يبق بمكة والطائف من قريش وثقيف في حجة الوداع إلا من أسلم وشهدها لكن لم ينقل أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم فهو من نمط مروان بن الحكم والمختار بن أبي عيد والعجب أن هؤلاء الثلاثة أنسابهم متقاربة وكذا نسبتهم إلى الجور في الحكم وكل منهم ولي إلا مرة وزاد مروان أنه ولي في آخر عمره الخلافة وكان زياد قوى المعرفة جيد السياسة وافر العقل وكان من شيعة علي وولاه أمرة القدس فلما استلحقه معاوية صار أشد الناس على آل علي وشيعته وهو الذي سعى في قتل حجر بن عدي ومن معه كلام كل من وقفت على كلامه من أهل العلم مصرح بأن زياد أتحامل عليه وكانت وفاته سنة ثلاث وخمسين من الهجرة وهو على أمرة العراق لمعاوية وأخباره في التاريخ شهيرة |