داود بن نصير الطائي من أنفسهم ويكنى أبا سليمان وكان قد سمع الحديث وفقه وعرف النحو وعلم أيام الناس وأمورهم ثم تعبد فلم يكن يتكلم في ذلك بشيء أخبرنا الفضل بن دكين قال أخبرنا أبو داود الحفري عن جليس لداود الطائي قال كنت آتيه في عشرين ليلة فأذاكره الحديث فقال لي ذات يوم ذاك الذي كنت تذاكرني به لا تذاكرني بشيء منه أبدا وقال الفضل بن دكين سمعت زفر يقول ذهبت أنا وداود الطائي إلى الأعمش فقال داود صوت لم تعهده منذ حين فقال الأعمش والله لا أبالي ألا تعهدني فقال داود ما رأيت أحدا يتقرب إليه بطول الهجران ثم لا ينفع ذلك عنده غيرك أخبرنا الفضل بن دكين قال كنت إذا رأيت داود الطائي لا يشبه القراء عليه قلنسوة سوداء طويلة مما يلبس التجار وجلس في بيته عشرين سنة أو أقل حتى مات وحضرت جنازته فما رأيتها من كثرة الخلق مات سنة خمس وستين ومائة في خلافة المهدي
|