زيد الحب زيد الحب بن حارثة بن شراحيل بن عبد العزى بن امرئ القيس بن عامر بن النعمان بن عامر بن عبد ود وسماه أبوه بضمة بن عوف بن كنانة بن عوف بن عذرة بن زيد اللات بن رفيدة بن ثور بن كلب بن وبرة بن تغلب بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة واسمه عمرو وإنما سمي قضاعة لأنه انقضع عن قومه بن مالك بن عمرو بن مرة بن مالك بن حمير بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان وإلى قحطان جماع اليمن وأم زيد بن حارثة سعدى بنت ثعلبة بن عبد عامر بن أفلت بن سلسلة من بني معن من طيء فزارت سعدى أم زيد بن حارثة قومها وزيد معها فأغارت خيل لبني القين بن جسر في الجاهلية فمروا على أبيات بني معن رهط أم زيد فاحتملوا زيدا إذ هو يومئذ غلام يفعة قد أوصف فوافوا به سوق عكاظ فعرضوه للبيع فاشتراه منهم حكيم بن حزام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي لعمته خديجة بنت خويلد بأربع مائة درهم فلما تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهبته له فقبضه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد كان أبوه حارثة بن شراحيل حين فقده قال بكيت على زيد ولم أدر ما فعل أحي فيرجى أم أتى دونه الأجل فو الله ما أدري وإن كنت سائلا أغالك سهل الأرض أم غالك الجبل فيا ليت شعري هل لك الدهر رجعة فحسبي من الدنيا رجوعك لي بجل تذكرنيه الشمس عند طلوعها وتعرض ذكراه إذا قارب الطفل وإن هبت الأرواح هيجن ذكره فيا طول ما حزني عليه ويا وجل سأعمل نص العيس في الأرض جاهدا ولا أسأم التطواف أو تسأم الإبل حياتي أو تأتي علي منيتي وكل امرئ فان وإن غره الأمل وأوصي به قيسا وعمرا كليهما وأوصي يزيدا ثم من بعدهم جبل يعني جبلة بن حارثة أخا زيد وكان أكبر من زيد ويعني يزيد أخا زيد لأمه وهو يزيد بن كعب بن شراحيل قال فحج ناس من كلب فرأوا زيدا فعرفهم وعرفوه فقال بلغوا أهلي هذه الأبيات فإني أعلم أنهم قد جزعوا علي وقال ألكني إلى قومي وإن كنت نائيا بأني قطين البيت عند المشاعر فكفوا من الوجد الذي قد شجاكم ولا تعملوا في الأرض نص الأباعر فإني بحمد الله في خير أسرة كرام معد كابرا بعد كابر قال فانطلق الكلبيون وأعلموا أباه فقال ابني ورب الكعبة ووصفوا له موضعه وعند من هو فخرج حارثة وكعب ابنا شراحيل بفدائه وقدما مكة فسألا عن النبي صلى الله عليه وسلم فقيل هو في المسجد فدخلا عليه فقالا يا بن عبد الله يا بن عبد المطلب يا بن هاشم يا بن سيد قومه أنتم أهل الحرم وجيرانه وعند بيته تفكون العاني وتطعمون الأسير جئناك في ابننا عندك فامنن علينا وأحسن إلينا في فدائه فإنا سنرفع لك في الفداء قال من هو قالوا زيد بن حارثة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فهل أنتم لغير ذلك قالوا ما هو قال دعوه فخيروه فإن اختاركم فهو لكما بغير فداء وإن اختارني فو الله ما أنا بالذي أختار على من اختارني أحدا قالا قد زدتنا على النصف وأحسنت قال فدعاه فقال هل تعرف هؤلاء قال نعم قال من هما قال هذا أبي وهذا عمي قال فإنا من قد علمت ورأيت صحبتي لك فاخترني أو اخترهما فقال زيد ما أنا بالذي أختار عليك أحدا أنت مني بمكان الأب والأم فقالا ويحك يا زيد أتختار العبودية على الحرية وعلى أبيك وعمك وأهل بيتك قال نعم إني قد رأيت من هذا الرجل شيئا ما أنا بالذي أختار عليه أحدا أبدا فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك أخرجه إلى الحجر فقال يا من حضر اشهدوا أن زيدا ابني أرثه ويرثني فلما رأى ذلك أبوه وعمه طابت أنفسهما وانصرفا فدعي زيد بن محمد حتى جاء الله بالإسلام هذا كله حدثنا به هشام بن محمد بن السائب الكلبي عن أبيه وعن جميل بن مرثد الطائي وغيرهما وقد ذكر بعض هذا الحديث عن أبيه عن أبي صالح عن بن عباس وقال في إسناده عن بن عباس فزوجه رسول الله صلى الله عليه وسلم زينب بنت جحش بن رئاب الأسدية وأمها أميمة بنت عبد المطلب بن هاشم فطلقها زيد بعد ذلك فتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم فتكلم المنافقون في ذلك وطعنوا فيه وقالوا محمد يحرم نساء الولد وقد تزوج امرأة ابنه زيد فأنزل الله جل جلاله ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين إلى آخر الآية وقال ادعوهم لآبائهم فدعي يومئذ زيد بن حارثة ودعي الأدعياء إلى آبائهم فدعي المقداد إلى عمرو وكان يقال له قبل ذلك المقداد بن الأسود وكان الأسود بن عبد يغوث الزهري قد تبناه قال أخبرنا حجاج بن محمد قال أخبرنا بن جريج قال أخبرني موسى بن عقبة عن سالم بن عبد الله أنه حدثه عن عبد الله بن عمر أنه قال في زيد بن حارثة ما كنا ندعوه إلا زيد بن محمد حتى نزلت ادعوهم لآبائهم قال أخبرنا عفان بن مسلم قال أخبرنا وهيب بن خالد قال وأخبرني المعلى بن أسد عن عبد العزيز بن المختار قالا جميعا أخبرنا موسى بن عقبة قال حدثني سالم بن عبد الله بن عمر عن عبد الله بن عمر عن زيد بن حارثة الكلبي مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن عبد الله بن عمر قال ما كنا ندعوه إلا زيد بن محمد حتى نزل القرآن ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله قال أخبرنا أبو داود عن سفيان عن نسير عن علي بن حسين ما كان محمد أبا أحد من رجالكم قال نزلت في زيد قال أخبرنا عارم بن الفضل قال أخبرنا حماد بن زيد عن ثابت قال كان يقال زيد بن محمد قال أخبرنا عبيد الله بن موسى عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن هبيرة وهانئ بن هانئ عن علي وعن أبي إسحاق عن البراء بن عازب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لزيد بن حارثة في حديث ابنة حمزة أنت أخونا ومولانا قال أخبرنا إسماعيل بن عبد الله بن خالد السكري الرقي قال أخبرنا محمد بن سلمة عن محمد بن إسحاق عن يزيد بن عبد الله بن قسيط عن محمد بن أسامة بن زيد عن أبيه أسامة بن زيد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لزيد بن حارثة يا زيد أنت مولاي ومني وإلي وأحب القوم إلي قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا محمد بن الحسن بن أسامة بن زيد عن أبيه قال كان بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين زيد بن حارثة عشر سنين رسول الله صلى الله عليه وسلم أكبر منه وكان زيد رجلا قصيرا آدم شديد الأدمة في أنفه فطس وكان يكنى أبا أسامة قال أخبرنا محمد بن عمر حدثني بن موهب عن نافع بن جبير قال وحدثني محمد بن الحسن بن أسامة عن الحسن المازني عن يزيد عن عبد الله بن قسيط عن محمد بن أسامة بن زيد قال وحدثني ربيعة بن عثمان عن عمران بن أبي أنس قال وحدثنا مصعب بن ثابت عن أبي الأسود عن سليمان بن يسار قال وحدثنا بن أبي ذئب عن الزهري قالوا أول من أسلم زيد بن حارثة قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني محمد بن صالح عن عمران بن مناح قال لما هاجر زيد بن حارثة إلى المدينة نزل على كلثوم بن الهدم قال محمد بن صالح وأما عاصم بن عمر بن قتادة فقال نزل على سعد بن خيثمة قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا موسى بن محمد بن إبراهيم عن أبيه قال وأخبرنا عبد الله بن جعفر عن بن أبي عون وسعد بن إبراهيم قال وحدثنا محمد بن صالح عن عاصم بن عمر قالوا آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين زيد بن حارثة وحمزة بن عبد المطلب وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين زيد بن حارثة وأسيد بن خضير قال أخبرنا هشام بن محمد بن السائب الكلبي عن أبيه وعن شرقي بن قطامي وغيرهما قالوا أقبلت أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط وأمها أروى بنت كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس وأمها أم حكيم وهي البيضاء بنت عبد المطلب بن هاشم مهاجرة إلى النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة فخطبها الزبير بن العوام وزيد بن حارثة وعبد الرحمن بن عوف وعمرو بن العاص فاستشارت أخاها لأمها عثمان بن عفان فأشار عليها أن تأتي النبي صلى الله عليه وسلم فأتته فأشار عليها بزيد بن حارثة فتزوجته فولدت له زيد بن زيد ورقية فهلك زيد وهو صغير وماتت رقية في حجر عثمان وطلق زيد بن حارثة أم كلثوم وتزوج درة بنت أبي لهب ثم طلقها وتزوج هند بنت العوام أخت الزبير بن العوام ثم زوجه رسول الله صلى الله عليه وسلم أم أيمن حاضنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ومولاته وجعل له الجنة فولدت له أسامة فكان يكنى به وشهد زيد بدرا وأحدا واستخلفه رسول الله صلى الله عليه وسلم على المدينة حين خرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى المريسيع وشهد الخندق والحديبية وخيبر وكان من الرماة المذكورين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني محمد بن الحسن بن أسامة عن أبي الحويرث قال خرج زيد بن حارثة أمير سبع سرايا أولها القردة فاعترض للعير فأصابوها وأفلت أبو سفيان بن حرب وأعيان القوم وأسر فرات بن حيان العجلي يومئذ وقدم بالعير على النبي صلى الله عليه وسلم فخمسها قال أخبرنا الضحاك بن مخلد أبو عاصم قال أخبرنا يزيد بن أبي عبيد عن سلمة بن الأكوع قال غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سبع غزوات ومع زيد بن حارثة تسع غزوات يؤمره رسول الله صلى الله عليه وسلم علينا قال أخبرنا محمد بن عبيد قال حدثني وائل بن داود قال سمعت البهي يحدث أن عائشة قالت ما بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم زيد بن حارثة في جيش قط إلا أمره عليهم ولو بقي بعده استخلفه قال قال محمد بن عمر أول سرية خرج فيها زيد سريته إلى القردة ثم سريته إلى الجموم ثم سريته إلى العيص ثم سريته إلى الطرف ثم سريته إلى حسمى ثم سريته إلى أم قرفة ثم عقد له رسول الله صلى الله عليه وسلم على الناس في غزوة مؤتة وقدمه على الأمراء فلما التقى المسلمون والمشركون كان الأمراء يقاتلون على أرجلهم فأخذ زيد بن حارثة اللواء فقاتل وقاتل الناس معه والمسلمون على صفوفهم فقتل زيد طعنا بالرماح شهيدا فصلى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال استغفروا له وقد دخل الجنة وهو يسعى وكانت مؤتة في جمادي الأولى سنة ثمان من الهجرة وقتل زيد يومئذ وهو بن خمس وخمسين سنة قال أخبرنا أبو معاوية الضرير ويزيد بن هارون ومحمد بن عبيد الطنافسي قالوا أخبرنا إسماعيل بن أبي خالد عن أبي إسحاق عن أبي ميسرة قال لما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم قتل زيد بن حارثة وجعفر وابن رواحة قام نبي الله صلى الله عليه وسلم فذكر شأنهم فبدأ يزيد فقال اللهم اغفر لزيد اللهم اغفر لزيد اللهم اغفر لزيد اللهم اغفر لجعفر ولعبد الله بن رواحة أخبرنا الفضل بن دكين وعبد الملك بن عمرو وأبو أسامة وسليمان بن حرب قالوا أخبرنا الأسود بن شيبان عن خالد بن شمير عن عبد الله بن رياح الأنصاري سمعه يقول أخبرنا أبو قتادة الأنصاري فارس رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم جيش الأمراء فقال عليكم زيد بن حارثة فإن أصيب زيد فجعفر بن أبي طالب فإن أصيب جعفر فعبد الله بن رواحة قال فوثب جعفر فقال يا رسول الله ما كنت أرهب أن تستعمل علي زيدا فقال أمضه فإنك لا تدري أي ذلك خير قال أخبرنا سليمان بن حرب قال أخبرنا حماد بن زيد عن خالد بن شمير قال لما أصيب زيد بن حارثة أتاهم النبي صلى الله عليه وسلم قال فجهشت بنت زيد في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم فبكى رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى انتحب فقال له سعد بن عبادة يا رسول الله ما هذا قال هذا شوق الحبيب إلى حبيبه
|