الطفيل بن عمرو بن طريف بن العاص بن ثعلبة بن سليم بن فهم بن غنم بن دوس الدوسي وقيل هو بن عبد عمرو بن عبد الله بن مالك بن عمرو بن فهم لقبه ذو النور وحكى المرزباني في معجمه أنه الطفيل بن عمرو بن حممة قال البغوي أحسبه سكن الشام وروى البخاري في صحيحه من طريق الأعرج عن أبي هريرة قال قدم الطفيل بن عمرو الدوسي على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إن دوسا قد عصت فادع الله عليهم فقال اللهم اهد دوسا وروى بن إسحاق في نسخة من المغازي من طريق صالح بن كيسان عن الطفيل بن عمرو في قصة إسلامه خبرا طويلا وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم بعثه إلى ذي الكفين صنم عمرو بن حممة فأحرقه بالنار ويقول % يا ذا الكفين لست من عبادكا % ميلادنا أكبر من ميلادكا % إني حشوت النار في فؤادكا %وفيه أنه رأى في عهد أبي بكر أن رأسه حلق وخرج من فمه طائر وأن امرأة أدخلته في فرجها وأن ابنه طلبه طلبا حثيثا فلم يقدر عليه وأنه أولها أن رأسه يقطع وأن الطائر روحه والمرأة والأرض يدفن فيها وأن ابنه عمرو بن الطفيل يطلب الشهادة فلا يلحقها فقتل الطفيل يوم اليمامة وعاش ابنه بعد ذلك وذكرها بن إسحاق في سائر النسخ بلا إسناد وأخرجه بن سعد أيضا مطولا من وجه آخر وكذلك الأموي عن بن الكلبي بإسناد آخر وقال بن سعد أسلم الطفيل بمكة ورجع إلى بلاد قومه ثم وافى النبي صلى الله عليه وسلم في عمرة القضية وشهد الفتح بمكة وكذا قال بن حبان وقال بن أبي حاتم قدم على النبي صلى الله عليه وسلم مع أبي هريرة بخيبر ولا أعلم روى عنه شيء قلت وقد أخرج البغوي من طريق إسماعيل بن عياش حدثني عبد ربه بن سليمان عن الطفيل بن عمرو الدوسي قال أقرأني أبي بن كعب القرآن فأهديت له قوسا الحديث قال غريب وعبد ربه يقال له بن زيتون ولم يسمع من الطفيل بن عمرو وروى الطبري من طريق بن الكلبي قال سبب تسمية الطفيل بذي النور أنه لما وفد على النبي صلى الله عليه وسلم فدعا لقومه قال له ابعثني إليهم واجعل لي آية فقال اللهم نور له فسطع نور بين عينيه فقال يا رب أخاف أن يقولوا مثله فتحول إلى طرف سوطه فكان يضىء له في الليلة المظلمة وذكر أبو الفرج الأصبهاني من طريق بن الكلبي أيضا أن الطفيل لما قدم مكة ذكر له ناس من قريش أمر النبي صلى الله عليه وسلم وسألوه أن يختبر حاله فأتاه فأنشده من شعره فتلا النبي صلى الله عليه وسلم الإخلاص والمعوذتين فأسلم في الحال وعاد إلى قومه وذكر قصة سوطه ونوره قال فدعا أبويه إلى الإسلام فأسلم أبوه ولم تسلم أمه ودعا قومه فأجابه أبو هريرة وحده ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال هل لك في حصن حصين ومنعة يعني أرض دوس قال ولما دعا النبي صلى الله عليه وسلم لهم قال له الطفيل ما كنت أحبهذا فقال إن فيهم مثلك كثيرا قال وكان جندب بن عمرو بن حممة بن عوف الدوسي يقول في الجاهلية إن للخلق خالقا لكني لا أدري من هو فلما سمع بخبر النبي صلى الله عليه وسلم خرج ومعه خمسة وسبعون رجلا من قومه فأسلم وأسلموا قال أبو هريرة فكان جندب يقدمهم رجلا رجلا وكان عمرو بن حممة حاكما على دوس ثلاثمائة سنة وإليه ينسب الصلح المقدم ذكره وأنشد المرزباني في معجمه للطفيل بن عمرو يخاطب قريشا وكانوا هددوه لما أسلم % ألا أبلغ لديك بني لؤي % على الشنآن والعضب المرد % بأن الله رب الناس فرد % تعالى جده عن كل ند % وأن محمدا عبد رسول % دليل هدى وموضح كل رشد % وأن الله جلله بهاء % وأعلى جده في كل جد قيل استشهد باليمامة قاله بن سعد تبعا لابن الكلبي وقيل باليرموك قاله بن حبان وقيل بأجنادين قاله موسى بن عقبة عن بن شهاب وأبو الأسود عن عروة وسيأتي في ترجمة ولده عمرو بن الطفيل هو الذي استشهد باليرموك