عبد الله بن الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد الأسدي أبو بكر ويقال أبو خبيب وأمه أسماء بنت أبي بكر هاجرت به إلي أمه إلي المدينة وهي حامل فولدت بعد الهجرة بعشرين شهرا وقيل في السنة الأولي وكان أول مولود ولد في الإسلام بالمدينة من قريش روى عن النبي صلي الله عليه وسلم وعن أبيه وعن جده أبي بكر وخالته عائشة وعمر وعثمان وعلي وسفيان بن أبي زهير الثقفي وعنه أولاده عباد وعامر وأمر عمرو وأخوه عروة وأبناء أخيه محمد وهشام وعبد الله أبناء عروة وابن ابنه الآخر مصعب بن ثابت مرسل وعبد الوهاب بن يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير ولم يدركه ومولاه يوسف وخادمه مرزوق الثقفي وثابت البناني وأبو الشعثاء وأبو ذبيان خليفة بن كعب وأبو عقيل زهرة بن معبد وسعيد بن ميناء وطلق بن حبيب وعبد الله بن أبي مليكة وعبد العزيز بن رفيع وعباس بن سهل بن سعد ومحمد بن زياد الجمحي وأبو الزبير وأبو بصرة ووهب بن كيسان وغيرهم وحضر وقعة اليرموك وشهد خطبة عمر بالجابية وبويع له بالخلافة عقيب موت يزيد بن معاوية سنة 64 وقيل سنة 65 وغلب علي الحجاز والعراقين واليمن ومصر وأكثر الشام وكانت ولايته تسع سنين وقتله الحجاج بن يوسف في أيام عبد الملك بن مروان سنة 73 في قول الأكثرين وقيل سنة 2 قلت لا يتجه ما تقدم في صدر الترجمة أن أمه هاجرت به وهي حامل وأنها ولدته بعد مضي عشرين شهرا من الهجرة إلا بتقدير أن يكون أقام في بطنها نحو سنتين ولم أر من صرح بذلك والظاهر أن قول من قال ولد في السنة الأولي أقرب إلي الصحة وإن كان الأكثر علي خلافة ويدل علي ذلك قول الواقدي أن عائشة أقامت مع النبي صلي الله عليه وسلم تسع سنين وخمسة أشهر لأنه بني بها في شوال من السنة الأولي وقد ثبت أن عائشة وأسماء هاجرتا معا مع بنات النبي صلي الله عليه وسلم ومع آل بكر فنزلوا جميعا وثبت في الصحيح عن أسماء أنها قالت نزلت قباء وأنا متم فوضعت بقباء فصح أنه ولد في أول سنة ويؤيده ما أخرج الأبري في مناقب الشافعي حدثني محمد بن يونس أخبرني الربيع قال قيل للشافعي هل سمع عبد الله بن الزبير من النبي صلي الله عليه وسلم قال نعم وحفظ عنه ومات النبي صلي الله عليه وسلم وهو بن تسع سنين ومناقب عبد الله وأخباره كثيرة جدا وخلافته صحيحة خرج عليه مروان بعد أن بويع له في الآفاق كلها إلا بعض قري الشام فغلب مروان علي دمشق ثم غزا مصر فملكها ومات بعد ذلك فغزا بعد مدة عبد الملك بن مروان العراق فقتل مصعب بن الزبير ثم أغزي الحجاج مكة فقتل عبد الله وقد كان عبد الله أولا أمتنع من بيعة يزيد بن معاوية وسمي نفسه عائذ البيت وامتنع بالكعبة فأغزا يزيد جيشا عظيما فعلوا بالمدينة في وقعة الحرة ما اشتهر ثم ساروا من المدينة إلي مكة فحاصروا بن الزبير ورموا البيت بالمنجنيق وأحرقوه فجاءهم نعي يزيد بن معاوية وهم علي ذلك فرجعوا إلي الشام فلما غزا الحجاج مكة كما فعل اسلافه ورمي البيت بالمنجنيق وارتكب أمرا عظيما وظهرت حينئذ شجاعة بن الزبير فحمي المسجد وحده وهو في عشر الثمانين بعد أن خذله عامة أصحابه حتي قتل صابرا محتسبا مقبلا غير مدبر رحمه الله تعالى ورضي عنه >> ع الستة |