أبو بكر الصديق عليه السلام واسمه عبد الله بن أبي قحافة واسمه عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة وأمه أم الخير واسمها سلمى بنت صخر بن عامر بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة وكان لأبي بكر من الولد عبد الله وأسماء ذات النطاقين وأمها قتيلة بنت عبد العزى بن عبد أسعد بن نضر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي وعبد الرحمن وعائشة وأمهما أم رومان بنت عامر بن عويمر بن عبد شمس بن عتاب بن أذينة بن سبيع بن دهمان بن الحارث بن غنم بن مالك بن كنانة ويقال بل هي أم رومان بنت عامر بن عميرة بن ذهل بن دهمان بن الحارث بن غنم بن مالك بن كنانة ومحمد بن أبي بكر وأمه أسماء بنت عميس بن معد بن تيم بن الحارث بن كعب بن مالك بن قحافة بن عامر بن مالك بن نسر بن وهب الله بن شهران بن عفرس بن حلف بن أفتل وهو خشعم وأم كلثوم بنت أبي بكر وأمها حبيبة بنت خارجة بن زيد بن أبي زهير من بني الحارث بن الخزرج وكانت بها نسأ فلما توفي أبو بكر ولدت بعده قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا إسحاق بن يحيى بن طلحة عن معاوية بن إسحاق بن طلحة عن أبيه عن عائشة أنها سئلت لم سمي أبو بكر عتيقا فقالت نظر إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال هذا عتيق الله من النار قال وأما محمد بن إسحاق فقال أبو قحافة كان اسمه عتيقا ولم يذكر ذلك غيره قال أخبرنا أحمد بن عبد الله بن يونس قال أخبرنا المعافى بن عمران قال أخبرنا مغيرة بن زياد قال أرسلت إلى بن أبي مليكة أسأله عن أبي بكر الصديق ما كان اسمه قال فأتيته فسألته فقال كان اسمه عبد الله بن عثمان وإنما كان عتيق كذا وكذا يعني لقبا قال أخبرت عن عبد الرزاق بن همام عن معمر عن بن سيرين قال اسم أبي بكر عتيق بن عثمان قال أخبرنا سعيد بن منصور قال أخبرنا صالح بن موسى الطلحي قال حدثني معاوية بن إسحاق عن عائشة بنت طلحة عن عائشة أم المؤمنين قالت إني لفي بيت رسول الله وأصحابه في الفناء وبيني وبينهم الستر إذ أقبل أبو بكر فقال رسول الله من سره أن ينظر إلى عتيق من النار فلينظر إلى هذا قالت وإن اسمه الذي سماه به أهله لعبد الله بن عثمان بن عامر بن عمرو لكن غلب عليه عتيق قال أخبرنا يزيد بن هارون قال أخبرنا أبو معشر قال أخبرنا أبو وهب مولى أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ليلة أسري به قلت لجبريل إن قومي لا يصدقونني فقال له جبريل يصدقك أبو بكر وهو الصديق قال أخبرنا مسلم بن إبراهيم قال أخبرنا قرة بن خالد قال أخبرنا محمد بن سيرين عن عقبة بن أوس عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال أبو بكر سميتموه الصديق وأصبتم اسمه قال أخبرنا قبيصة بن عقبة قال أخبرنا سفيان عن أبي الجحاف عن مسلم البطين قال إنا نعاتب لا أبا لك عصبة علقوا الفرى وبروا من الصديق وبروا سفاها من وزير نبيهم تبا لمن يبرا من الفاروق إني على رغم العداة لقائل دانا بدين الصادق المصدوق أخبرنا عفان بن مسلم قال أخبرنا عبد الواحد بن زياد قال أخبرنا الحسن بن عبيد الله قال أخبرنا إبراهيم النخعي قال كان أبو بكر يسمى الأواه لرأفته ورحمته قال أخبرنا سعيد بن محمد الثقفي عن كثير النواء عن أبي سريحة سمعت عليا عليه السلام يقول على المنبر ألا إن أبا بكر أواه منيب القلب إلا إن عمر ناصح الله فنصحه ذكر إسلام أبي بكر رحمه الله قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني موسى بن محمد عن إبراهيم بن محمد بن طلحة قال وحدثني منصور بن سلمة بن دينار عن محمد بن طلحة بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر عن أبيه قال وحدثني عبد الملك بن سليمان عن أبي النضر عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال وحدثني أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة عن صالح بن محمد عن زائدة عن أبي عبد الله الدوسي عن أبي أروى الدوسي قالوا أول من أسلم أبو بكر الصديق قال أخبرنا عفان بن مسلم قال أخبرنا شعبة عن عمرو بن مرة عن إبراهيم قال أول من صلى أبو بكر الصديق قال أخبرنا محمد بن عمر حدثني موسى بن محمد بن إبراهيم عن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي ربيعة عن أبيه عن أسماء بنت أبي بكر قالت أسلم أبي أول المسلمين ولا والله ما عقلت أبي إلا وهو يدين الدين أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني معمر ومحمد بن عبد الله عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت ما عقلت أبوي إلا وهما يدينان الدين وما مر علينا يوم قط إلا ورسول الله يأتينا فيه بكرة وعشية قال أخبرنا عفان بن مسلم قال أخبرنا أبو عوانة عن مغيرة عن عامر قال قال رجل لبلال من سبق قال محمد قال من صلى قال أبو بكر قال قال الرجل إنما أعني في الخيل قال بلال وأنا إنما أعني في الخير قال أخبرنا أبو أسامة حماد بن سلمة عن هشام بن عروة قال أخبرني أبي قال أسلم أبو بكر يوم أسلم وله أربعون ألف درهم قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني أسامة بن زيد بن أسلم عن أبيه قال كان أبو بكر معروفا بالتجارة لقد بعث النبي صلى الله عليه وسلم وعنده أربعون ألف درهم فكان يعتق منها ويقوي المسلمين حتى قدم المدينة بخمسة آلاف درهم ثم كان يفعل فيها ما كان يفعل بمكة ذكر الغار والهجرة إلى المدينة قال أخبرنا يزيد بن هارون قال أخبرنا حماد بن سلمة عن هشام بن عروة عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأبي بكر الصديق قد أمرت بالخروج يعني الهجرة فقال أبو بكر الصحبة يا رسول الله قال لك الصحبة قال فخرجا حتى أتيا ثورا فاختبيا فيه فكان عبد الله بن أبي بكر يأتيهما بخبر أهل مكة بالليل ثم يصبح بين أظهرهم كأنه بات بها وكان عامر بن فهيرة يرعى غنما لأبي بكر فكان يريحها عليهما فيشربان من اللبن وكانت أسماء تجعل لهما طعاما فتبعث به إليهما فجعلت طعاما في سفرة فلم تجد شيئا تربطها به فقطعت نطاقها فربطتها به فسميت ذات النطاقين قال ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إني قد أمرت بالهجرة وكان لأبي بكر بعير واشترى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعيرا آخر فركب رسول الله صلى الله عليه وسلم بعيرا وركب أبو بكر بعيرا وركب آخر فيما يعلم حماد عامر بن فهيرة بعيرا فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يثقل على البعير فيتحول رسول الله على بعير أبي بكر ويتحول أبو بكر إلى بعير عامر بن فهيرة ويتحول عامر بن فهيرة إلى بعير رسول الله صلى الله عليه وسلم فيثقل بعير أبي بكر حين يركبه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فاستقبلتهما هدية من الشام من طلحة بن عبيد الله إلى أبي بكر فيها ثياب بياض من ثياب الشام فلبساها فدخلا المدينة في ثياب بياض قال أخبرنا أبو أسامة قال أخبرنا هشام بن عروة عن أبيه أن عبد الله بن أبي بكر كان الذي يختلف بالطعام إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وهما في الغار قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت كان خروج أبي بكر للهجرة إلى المدينة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعهما عامر بن فهيرة ومعهما دليل يقال له عبد الله بن أريقط الديلي وهو يومئذ على الكفر ولكنهما أمناه قال أخبرنا عفان بن مسلم قال أخبرنا همام بن يحيى قال أخبرنا ثابت عن أنس أن أبا بكر حدثه قال قلت للنبي صلى الله عليه وسلم ونحن في الغار لو أن أحدهم ينظر إلى قدميه لأبصرنا تحت قدميه قال فقال يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما قال أخبرنا شبابة بن سوار قال أخبرنا أبو العطوف الجزري عن الزهري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لحسان بن ثابت هل قلت في أبي بكر شيئا فقال نعم فقال قل وأنا أسمع فقال وثاني اثنين في الغار المنيف وقد طاف العدو به إذ صعد الجبلا وكان حب رسول الله قد علموا من البرية لم يعدل به رجلا قال فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه ثم قال صدقت يا حسان هو كما قلت قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا إسماعيل بن عبد الله بن عطية بن عبد الله بن أنيس عن أبيه قال لما هاجر أبو بكر من مكة إلى المدينة نزل على حبيب بن يساف قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني موسى بن عبيدة عن أيوب بن خالد قال نزل أبو بكر على خارجة بن زيد بن أبي زهير قال أخبرنا محمد بن عمر عن موسى بن يعقوب قال حدثني محمد بن جعفر بن الزبير قال نزل أبو بكر على خارجة بن زيد بن أبي زهير وتزوج ابنته ولم يزل في بني الحارث بن الخزرج بالسنح حتى توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا موسى بن محمد بن إبراهيم عن أبيه قال آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أبي بكر وعمر قال أخبرنا محمد بن إسماعيل بن أبي فديك قال أخبرنا عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما آخى بين أصحابه آخى بين أبي بكر وعمر قال أخبرنا محمد بن عبيد قال حدثني وائل بن داود عن رجل من أهل البصرة قال آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أبي بكر وعمر فرآهما يوما مقبلين فقال إن هذين لسيدا كهول أهل الجنة من الأولين والآخرين كهولهم وشبابهم إلا النبيين والمرسلين قال أخبرنا أحمد بن عبد الله بن يونس قال أخبرنا ملك بن مغول عن الشعبي قال آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أبي بكر وعمر فأقبلا أحدهما آخذ بيد صاحبه فقال من سره أن ينظر إلى سيدي كهول أهل الجنة من الأولين والآخرين إلا النبيين والمرسلين فلينظر إلى هذين المقبلين قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا محمد بن عبد الله عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة قال لما أقطع رسول الله صلى الله عليه وسلم الدور بالمدينة جعل لأبي بكر موضع داره عند المسجد وهي الدار التي صارت لآل معمر قالوا وشهد أبو بكر بدرا وأحدا والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ودفع رسول الله صلى الله عليه وسلم رايته العظمى يوم تبوك إلى أبي بكر وكانت سوداء وأطعمه رسول الله صلى الله عليه وسلم بخيبر مائة وسق وكان في من ثبت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد حين ولى الناس قال وأخبرنا محمد بن عمر قال حدثني حمزة بن عبد الواحد عن عكرمة بن عمار عن إياس بن سلمة عن أبيه قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر إلى نجد وأمره عليها فبيتنا ناسا من هوازن فقتلت بيدي سبعة أهل أبيات وكان شعارنا أمت أمت قال أخبرنا الفضل بن دكين قال حدثني مسعر عن أبي عون عن أبي صالح عن علي قال قيل لعلي ولأبي بكر يوم بدر مع أحدكما جبريل ومع الآخر ميكائيل وإسرافيل ملك عظيم يشهد القتال أو قال يشهد الصف قال أخبرنا أبو معاوية الضرير عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن أبي الأحوص عن عبد الله قال قال النبي إني أبرأ إلى كل خليل من خلته غير أن الله قد اتخذ صاحبكم خليلا يعني نفسه ولو كنت متخذا خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا قال أخبرنا عفان بن مسلم قال أخبرنا شعبة عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لو كنت متخذا خليلا من أمتي لاتخذت أبا بكر قال أخبرنا عبد الله بن جعفر الرقي قال حدثنا عبيد الله بن عمرو عن زيد بن أبي أنيسة عن عمرو بن مرة عن عبد الله بن الحارث قال حدثنا جندب أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لو كنت متخذا خليلا من أمتي لاتخذت أبا بكر خليلا قال أخبرنا عفان بن مسلم قال أخبرنا وهيب قال أخبرنا خالد عن أبي قلابة عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أرحم أمتي بأمتي أبو بكر قال أخبرنا عفان بن مسلم قال أخبرنا حماد بن سلمة عن الجريري عن عبد الله بن شقيق عن عمرو بن العاص قال قلت يا رسول الله أي الناس أحب إليك قال عائشة قلت إنما أعني من الرجال قال أبوها قال أخبرنا عارم بن الفضل قال أخبرنا حماد بن زيد عن هشام عن محمد قال كان أغير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر قال أخبرنا أحمد بن عبد الله بن يونس قال أخبرنا السري بن يحيى عن الحسن قال قال أبو بكر يا رسول الله ما أزال أراني أطأ في عذرات الناس قال لتكونن من الناس بسبيل قال ورأيت في صدري كالرقمتين قال سنتين قال ورأيت على حلة حبرة قال ولد تحبر به قال أخبرنا حجاج بن محمد عن بن جريج قال أخبرنا عطاء أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يحج عام الفتح وأنه أمر أبا بكر الصديق على الحج قال أخبرنا خالد بن مخلد قال أخبرنا عبد الله بن عمر عن نافع عن بن عمر قال استعمل النبي صلى الله عليه وسلم أبا بكر على الحج في أول حجة كانت في الإسلام ثم حج رسول الله في السنة المقبلة فلما قبض النبي صلى الله عليه وسلم واستخلف أبو بكر استعمل عمر بن الخطاب على الحج ثم حج أبو بكر من قابل فلما قبض أبو بكر واستخلف عمر استعمل عبد الرحمن بن عوف على الحج ثم لم يزل عمر يحج سنيه كلها حتى قبض فاستخلف عثمان فاستعمل عبد الرحمن بن عوف على الحج قال حدثنا أحمد بن عبد الله بن يونس قال أخبرنا أبو بكر بن عياش عن مبشر السعدي عن بن شهاب قال رأى النبي صلى الله عليه وسلم رؤيا فقصها على أبي بكر فقال يا أبا بكر رأيت كأني استبقت أنا وأنت درجة فسبقتك بمرقاتين ونصف قال خير يا رسول الله يبقيك الله حتى ترى ما يسرك ويقر عينك قال فأعاد عليه مثل ذلك ثلاث مرات وأعاد عليه مثل ذلك قال فقال له في الثالثة يا أبا بكر رأيت كأني استبقت أنا وأنت درجة فسبقتك بمرقاتين ونصف قال يا رسول الله يقبضك الله على رحمته ومغفرته وأعيش بعدك سنتين ونصفا قال أخبرنا الفضل بن عنبسة الخزاز الواسطي وعارم بن الفضل قالا أخبرنا حماد بن زيد قال أخبرنا سعيد بن أبي صدقة عن محمد بن سيرين قال لم يكن أحد بعد النبي أهيب لما لا يعلم من أبي بكر ولم يكن أحد بعد أبي بكر أهيب لما لا يعلم من عمر وإن أبا بكر نزلت به قضية لم نجد لها في كتاب الله أصلا ولا في السنة أثرا فقال أجتهد رأيي فإن يكن صوابا فمن الله وإن يكن خطأ فمني وأستغفر الله قال أخبرنا يزيد بن هارون قال أخبرنا إبراهيم بن سعد عن أبيه عن بن جبير بن مطعم عن أبيه أن امرأة أتت النبي صلى الله عليه وسلم تسأله شيئا فقال لها ارجعي إلي فقالت فإن رجعت فلم أجدك يا رسول الله تعرض بالموت فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن رجعت ولم تجديني فالقي أبا بكر قال أخبرنا سليمان أبو داود الطيالسي وعبد العزيز بن عبد الله قالا أخبرنا إبراهيم بن سعد عن أبيه عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه أن امرأة أتت النبي صلى الله عليه وسلم في شيء فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم ارجعي إلي قالت يا رسول الله فإن لم أرك تعني الموت فإلى من قال إلى أبي بكر ذكر الصلاة التي أمر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر عند وفاته قال أخبرنا حسين بن علي الجعفي عن زائدة عن عبد الملك بن عمير عن أبي بردة عن أبي موسى قال مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم فاشتد وجعه فقال مروا أبا بكر فليصل بالناس فقالت عائشة يا رسول الله إن أبا بكر رجل رقيق وإنه إذا قام مقامك لم يكد يسمع الناس قال مروا أبا بكر فليصل بالناس فإنكن صواحب يوسف قال أخبرنا حسين بن علي الجعفي عن زائدة عن عاصم عن زر عن عبد الله قال لما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت الأنصار منا أمير ومنكم أمير قال فأتاهم عمر فقال يا معشر الأنصار ألستم تعلمون أن رسول الله أمر أبا بكر أن يصلي بالناس قالوا بلى قال فأيكم تطيب نفسه أن يتقدم أبا بكر قالوا نعوذ الله أن نتقدم أبا بكر قال أخبرنا أبو معاوية الضرير قال أخبرنا الأعمش عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة قالت لما ثقل رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء بلال يؤذنه بالصلاة فقال مروا أبا بكر فليصل بالناس قالت فقلت يا رسول الله إن أبا بكر رجل أسيف وإنه متى يقم مقامك لا يسمع الناس فلو أمرت عمر قال مروا أبا بكر يصلي بالناس فقلت لحفصة قولي له إن أبا بكر رجل أسيف وإنه متى ما يقم مقامك لا يسمع الناس فلو أمرت عمر قال فقالت له حفصة فقال إنكن لأنتن صواحب يوسف مروا أبا بكر فليصل بالناس فقالت حفصة لعائشة ما كنت لأصيب منك خيرا قالت فأمروا أبا بكر يصلي بالناس فلما دخل أبو بكر في الصلاة وجد رسول الله صلى الله عليه وسلم من نفسه خفة فقام يهادي بين رجلين ورجلاه تخطان في الأرض حتى دخل المسجد فلما سمع أبو بكر حسه ذهب يتأخر فأومأ إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم قم كما أنت قالت فجاء رسول الله حتى جلس عن يسار أبي بكر فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي بالناس جالسا وأبو بكر قائما يقتدي أبو بكر بصلاة رسول الله والناس يقتدون بصلاة أبي بكر قال أخبرنا معن بن عيسى قال أخبرنا مالك بن أنس عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال مروا أبا بكر فليصل بالناس فقالت عائشة يا رسول الله إن أبا بكر إذا قام مقامك لم يسمع الناس من البكاء فأمر عمر فليصل بالناس قال مروا أبا بكر فليصل بالناس فقالت عائشة فقلت لحفصة قولي له إن أبا بكر إذا قام مقامك لم يسمع الناس من البكاء فأمر عمر فليصل بالناس ففعلت حفصة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنكن لأنتن صواحب يوسف مروا أبا بكر فليصل بالناس فقالت حفصة لعائشة ما كنت لأصيب منك خيرا قال أخبرنا أحمد بن عبد الله بن يونس قال أخبرنا أبو إسرائيل عن الفضيل بن عمرو الفقيمي قال صلى أبو بكر بالناس ثلاثا في حياة النبي صلى الله عليه وسلم قال أخبرنا يزيد بن هارون قال أخبرنا إبراهيم بن سعد عن صالح بن كيسان عن الزهري عن عروة عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ادعى لي أباك وأخاك حتى أكتب لأبي بكر كتابا فإني أخاف أن يقول قائل ويتمنى ويأبي الله والمؤمنون إلا أبا بكر قال أخبرنا أبو معاوية الضرير قال أخبرنا عبد الرحمن بن أبي بكر القرشي عن بن أبي مليكة عن عائشة قالت لما ثقل رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا عبد الرحمن بن أبي بكر فقال ائتني بكتف حتى أكتب لأبي بكر كتابا لا يختلف عليه فذهب عبد الرحمن ليقوم فقال اجلس أبى الله والمؤمنون أن يختلف على أبي بكر قال أخبرنا عفان بن مسلم وسليمان أبو داود الطيالسي قالا أخبرنا محمد بن أبان الجعفي عن عبد العزيز بن رفيع عن عبد الله بن أبي مليكة قال أبو داود عن عائشة وقال عفان عن عبد الله بن أبي مليكة قال قال النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة لما مرض ادعوا لي عبد الرحمن بن أبي بكر أكتب لأبي بكر كتابا لا يختلف عليه أحد من بعدي وقال عفان لا يختلف فيه المسلمون ثم قال دعيه معاذ الله أن يختلف المؤمنون في أبي بكر قال أخبرنا جعفر بن عون قال أخبرنا عميس عتبة بن عبد الله عن بن أبي مليكة قال سمعت عائشة وسئلت يا أم المؤمنين من كان رسول الله مستخلفا لو استخلف قالت أبا بكر ثم قيل لها من بعد أبي بكر قالت عمر ثم قيل لها من بعد عمر قالت أبا عبيدة بن الجراح قال ثم انتهت إلى ذا قال أخبرنا أحمد بن عبد الله بن يونس قال أخبرنا أبو معشر عن محمد بن قيس قال اشتكى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة عشر يوما فكان إذا وجد خفة صلى وإذا ثقل صلى أبو بكر ذكر بيعة أبي بكر قال أخبرنا يزيد بن هارون قال أخبرنا العوام عن إبراهيم التيمي قال لما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى عمر أبا عبيدة بن الجراح فقال ابسط يدك فلأبايعك فإنك أمين هذه الأمة على لسان رسول الله فقال أبو عبيدة لعمر ما رأيت لك فهة قبلها منذ أسلمت أتبايعني وفيكم الصديق وثاني اثنين قال أخبرنا معاذ بن معاذ ومحمد بن عبد الله الأنصاري قالا أخبرنا أبو عون عن محمد قال لما توفي النبي صلى الله عليه وسلم أتوا أبا عبيدة فقال أتأتوني وفيكم ثالث ثلاثة قال أبو عون قلت لمحمد ما ثالث ثلاثة قال ألم تر إلى تلك الآية إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا قال أخبرنا يعقوب بن إبراهيم الزهري عن أبيه عن صالح بن كيسان عن بن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن عبد الله بن عباس سمعت عمر بن الخطاب وذكر بيعة أبي بكر فقال وليس فيكم من تقطع إليه الأعناق مثل أبي بكر قال أخبرنا عفان بن مسلم قال أخبرنا شعبة عن الجريري قال لما أبطأ الناس عن أبي بكر قال من أحق بهذا الأمر مني ألست أول من صلى ألست ألست قال فذكر خصالا فعلها مع النبي صلى الله عليه وسلم قال أخبرنا عارم بن الفضل قال أخبرنا حماد بن زيد عن يحيى بن سعيد عن القاسم بن محمد أن النبي صلى الله عليه وسلم لما توفي اجتمعت الأنصار إلى سعد بن عبادة فأتاهم أبو بكر وعمر وأبو عبيدة بن الجراح قال فقام حباب بن المنذر وكان بدريا فقال منا أمير ومنكم أمير فإنا والله ما ننفس هذا الأمر عليكم أيها الرهط ولكنا نخاف أن يليها أو قال يليه أقوام قتلنا آباءهم واخوتهم قال فقال له عمر إذا كان ذلك فمت إن استطعت فتكلم أبو بكر فقال نحن الأمراء وأنتم الوزراء وهذا الأمر بيننا وبينكم نصفين كقد الأبلمة يعني الخوصة فبايع أول الناس بشير بن سعد أبو النعمان قال فلما اجتمع الناس على أبي بكر قسم بين الناس قسما فبعث إلى عجوز من بني عدي بن النجار بقسمها مع زيد بن ثابت فقالت ما هذا قال قسم قسمه أبو بكر للنساء فقالت أتراشوني عن ديني فقالوا لا فقالت أتخافون أن أدع ما أنا عليه فقالوا لا قالت فوالله لا آخذ منه شيئا أبدا فرجع زيد إلى أبي بكر فأخبره بما قالت فقال أبو بكر ونحن لا نأخذ مما أعطيناها شيئا أبدا قال أخبرنا عبيد الله بن موسى قال أخبرنا هشام بن عروة قال عبيد الله أظنه عن أبيه قال لما ولي أبو بكر خطب الناس فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أما بعد أيها الناس قد وليت أمركم ولست يخيركم ولكن نزل القرآن وسن النبي صلى الله عليه وسلم السنن فعلمنا فعلمنا اعملوا أن أكيس الكيس التقوى وأن أحمق الحمق الفجور وأن أقواكم عندي الضعيف حتى آخذ له بحقه وأن أضعفكم عندي القوي حتى آخذ منه الحق أيها الناس إنما أنا متبع ولست بمبتدع فإن أحسنت فأعينوني وإن زغت فقوموني قال أخبرنا الفضل بن دكين وشعيب بن حرب قالا أخبرنا مالك بن مغول عن طلحة بن مصرف قال سألت عبد الله بن أبي أوفى أوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا قلت فكيف كتب على الناس الوصية وأمروا بها قال أوصى بكتاب الله قال وقال هذيل أكان أبو بكر يتأمر على وصي رسول الله لود أبو بكر أنه وجد من رسول الله صلى الله عليه وسلم عقدا فخزم أنفه بخزامة قال أخبرنا وكيع بن الجراح عن أبي بكر الهذلي عن الحسن قال قال علي لما قبض النبي صلى الله عليه وسلم نظرنا في أمرنا فوجدنا النبي صلى الله عليه وسلم قد قدم أبا بكر في الصلاة فرضينا لدنيانا من رضي رسول الله صلى الله عليه وسلم لديننا فقدمنا أبا بكر قال أخبرنا وكيع بن الجراح قال أخبرنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن الأرقم بن شرحبيل عن بن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم لما جاء إلى أبي بكر وهو يصلي بالناس في مرضه أخذ من حيث كان بلغ أبو بكر من القراءة قال أخبرنا وكيع بن الجراح عن نافع بن عمر عن بن أبي مليكة قال قال رجل لأبي بكر يا خليفة الله فقال لست بخليفة الله ولكنني خليفة رسول الله أنا راض بذلك قال أخبرنا عبد الله بن الزبير الحميدي المكي قال أخبرنا سفيان بن عيينة قال أخبرنا الوليد بن كثير عن بن صياد عن سعيد بن المسيب قال لما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ارتجت مكة فقال أبو قحافة ما هذا قالوا قبض رسول الله قال فمن ولي الناس بعده قالوا ابنك قال أرضيت بذلك بنو عبد شمس وبنو المغيرة قالوا نعم قال فإنه لا مانع لما أعطى الله ولا معطي لما منع الله قال ثم ارتجت مكة برجة هي دون الأولى فقال أبو قحافة ما هذا قالوا ابنك مات فقال أبو قحافة هذا خبر جليل قال أخبرنا مسلم بن إبراهيم قال أخبرنا هشام الدستوائي قال أخبرنا عطاء بن السائب قال لما استخلف أبو بكر أصبح غاديا إلى السوق وعلى رقبته أثواب يتجر بها فلقيه عمر بن الخطاب وأبو عبيدة بن الجراح فقالا له أين تريد يا خليفة رسول الله قال السوق قالا تصنع ماذا وقد وليت أمر المسلمين قال فمن أين أطعم عيالي قالا له انطلق حتى نفرض لك شيئا فانطلق معهما ففرضوا له كل يوم شطر شاة وما كسوه في الرأس والبطن فقال عمر إلى القضاء وقال أبو عبيدة وإلي الفيء قال عمر فلقد كان يأتي علي الشهر ما يختصم إلي فيه اثنان قال أخبرنا روح بن عبادة ومحمد بن عبد الله الأنصاري قالا أخبرنا بن عون عن عمير بن إسحاق أن رجلا رأى على عنق أبي بكر الصديق عباءة فقال ما هذا هاتها أكفيكها فقال إليك عني لا تغرني أنت وابن الخطاب من عيالي قال أخبرنا عفان بن مسلم قال أخبرنا سليمان بن المغيرة عن حميد بن هلال قال لما ولي أبو بكر قال أصحاب رسول الله افرضوا لخليفة رسول الله ما يغنيه قالوا نعم برداه إذا أخلقهما وضعهما وأخذ مثلهما وظهره إذا سافر ونفقته على أهله كما كان ينفق قبل أن يستخلف قال أبو بكر رضيت قال أخبرنا عارم بن الفضل قال أخبرنا حماد بن زيد عن أيوب عن حميد بن هلال أن أبا بكر لما استخلف راح إلى السوق يحمل ابرادا له وقال لا تغروني من عيالي قال أخبرنا عبد الله بن جعفر الرقي قال أخبرنا عبيد الله بن عمرو عن معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت لما ولي أبو بكر قال قد علم قومي أن حرفتي لم تكن لتعجز عن مؤونة أهلي وقد شغلت بأمر المسلمين وسأحترف للمسلمين في مالهم وسيأكل آل أبي بكر من هذا المال قال أخبرنا أحمد بن عبد الله بن يونس قال أخبرنا أبو بكر بن عياش عن عمرو بن ميمون عن أبيه قال لما استخلف أبو بكر جعلوا له ألفين فقال زيدوني فإن لي عيالا وقد شغلتموني عن التجارة قال فزادوه خمسمائة قال إما أن تكون ألفين فزادوه خمسمائة أو كانت ألفين وخمسمائة فزادوه خمسمائة ذكر بيعة أبي بكر رحمه الله قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة عن مروان بن أبي سعيد بن المعلى قال سمعت سعيد بن المسيب قال وأخبرنا موسى بن محمد بن إبراهيم عن أبيه عن عبد الرحمن بن صبيحة التيمي عن أبيه قال وأخبرنا عبد الرحمن بن عمر عن نافع عن بن عمر قال وأخبرنا محمد بن عبد الله عن الزهري عن عروة عن عائشة قال وأخبرنا أبو قدامة عثمان بن محمد عن أبي وجزة عن أبيه قال وغير هؤلاء أيضا قد حدثني ببعضه فدخل حديث بعضهم في حديث بعض قالوا بويع أبو بكر الصديق يوم قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الإثنين لاثنتي عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول سنة إحدى عشرة من مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان منزله بالسنح عند زوجته حبيبة بنت خارجة بن زيد بن أبي زهير من بني الحارث بن الخزرج وكان قد حجر عليه حجرة من شعر فما زاد على ذلك حتى تحول إلى منزله بالمدينة فأقام هناك بالسنح بعدما بويع له ستة أشهر يغدو على رجليه إلى المدينة وربما ركب على فرس له وعليه إزار ورداء ممشق فيوافي المدينة فيصلي الصلوات بالناس فإذا صلى العشاء رجع إلى أهله بالسنح فكان إذا حضر صلى بالناس وإذا لم يحضر صلى عمر بن الخطاب وكان يقيم يوم الجمعة في صدر النهار بالسنح يصبغ رأسه ولحيته ثم يروح لقدر الجمعة فيجمع بالناس وكان رجلا تاجرا فكان يغدو كل يوم السوق فيبيع ويبتاع وكانت له قطعة غنم تروح عليه وربما خرج هو نفسه فيها وربما كفيها فرعيت له وكان يحلب للحي أغنامهم فلما بويع له بالخلافة قالت جارية من الحي الآن لا تحلب لنا منائح دارنا فسمعها أبو بكر فقال بلى لعمري لأحلبنها لكم وإني لأرجو أن لا يغيرني ما دخلت فيه عن خلق كنت عليه فكان يحلب لهم فربما قال للجارية من الحي يا جارية أتحبين أن أرغي لك أو أصرح فربما قالت أرغ وربما قالت صرح فأي ذلك قالت فعل فمكث كذلك بالسنح ستة أشهر ثم نزل إلى المدينة فأقام بها ونظر في أمره فقال لا والله ما يصلح أمر الناس التجارة وما يصلح لهم إلا التفرغ والنظر في شأنهم وما بد لعيالي مما يصلحهم فترك التجارة واستنفق من مال المسلمين ما يصلحه ويصلح عياله يوما بيوم ويحج ويعتمر وكان الذي فرضوا له كل سنة ستة آلاف درهم فلما حضرته الوفاة قال ردوا ما عندنا من مال المسلمين فإني لا أصيب من هذا المال شيئا وإن أرضي التي بمكان كذا وكذا للمسلمين بما أصبت من أموالهم فدفع ذلك إلى عمر ولقوح وعبد صيقل وقطيفة ما يساوي خمسة دراهم فقال عمر لقد أتعب من بعده قالوا واستعمل أبو بكر على الحج سنة إحدى عشرة عمر بن الخطاب ثم اعتمر أبو بكر في رجب سنة اثنتي عشرة فدخل مكة ضحوة فأتى منزله وأبو قحافة جالس على باب داره معه فتيان أحداث يحدثهم إلى أن قيل له هذا ابنك فنهض قائما وعجل أبو بكر أن ينيخ راحلته فنزل عنها وهي قائمة فجعل يقول يا أبت لا تقم ثم لاقاه فالتزمه وقبل بين عيني أبي قحافة وجعل الشيخ يبكي فرحا بقدومه وجاء إلى مكة عتاب بن أسيد وسهيل بن عمرو وعكرمة بن أبي جهل والحارث بن هشام فسلموا عليه سلام عليك يا خليفة رسول الله وصافحوه جميعا فجعل أبو بكر يبكي حين يذكرون رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم سلموا على أبي قحافة فقال أبو قحافة يا عتيق هؤلاء الملأ فأحسن صحبتهم فقال أبو بكر يا أبت لا حول ولا قوة إلا بالله طوقت عظيما من الأمر لا قوة لي به ولا يدان إلا بالله ثم دخل فاغتسل وخرج وتبعه أصحابه فنحاهم ثم قال امشوا على رسلكم ولقيه الناس يتمشون في وجهه ويعزونه بنبي الله صلى الله عليه وسلم وهو يبكي حتى انتهى إلى البيت فاضطبع بردائه ثم استلم الركن ثم طاف سبعا وركع ركعتين ثم انصرف إلى منزله فلما كان الظهر خرج فطاف أيضا بالبيت ثم جلس قريبا من دار الندوة فقال هل من أحد يتشكى من ظلامة أو يطلب حقا فما أتاه أحد واثنى الناس على واليهم خيرا ثم صلى العصر وجلس فودعه الناس ثم خرج راجعا إلى المدينة فلما كان وقت الحج سنة اثنتي عشرة حج أبو بكر بالناس تلك السنة وأفرد الحج واستخلف على المدينة عثمان بن عفان ذكر صفة أبي بكر قال أخبرنا يزيد بن هارون قال أخبرنا إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم قال دخلت مع أبي على أبي بكر وكان رجلا نحيفا خفيف اللحم أبيض قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا شعيب بن طلحة بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق عن أبيه عن عائشة أنها نظرت إلى رجل من العرب مارا وهي في هودجها فقالت ما رأيت رجلا أشبه بأبي بكر من هذا فقلنا صفي لنا أبا بكر فقالت رجل أبيض نحيف خفيف العارضين أجنأ لا يستمسك إزاره يسترخي عن حقوته معروق الوجه غائر العينين ناتىء الجبهة عاري الأشاجع هذه صفته قال محمد بن عمر فذكرت ذلك لموسى بن عمران بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر فقال سمعت عاصم بن عبيد الله بن عاصم يذكر هذه الصفة بعينها قال أخبرنا يزيد بن هارون قال أخبرنا سفيان بن حسين عن الزهري عن عروة عن عائشة أن أبا بكر كان يخضب بالحناء والكتم قال أخبرنا جعفر بن عون قال أخبرنا عبد الرحمن بن زياد عن عمارة عن عمه قال مررت بأبي بكر وهو خليفة يومئذ ولحيته حمراء قانية قال أخبرنا جعفر بن عون ومحمد بن عبد الله الأسدي قالا أخبرنا مسعر عن أبي عون عن شيخ من بني أسد قال رأيت أبا بكر في غزوة ذات السلاسل كأن لحيته لهاب العرفج شيخا خفيفا أبيض على ناقة له أدماء قال أخبرنا أبو معاوية الضرير عن الأعمش عن ثابت عن أبي جعفر الأنصاري قال رأيت أبا بكر الصديق ورأسه ولحيته كأنهما جمر الغضا قال أخبرنا يزيد بن هارون قال أخبرنا يحيى بن سعيد عن محمد بن إبراهيم عن أبي سلمة بن عبد الرحمن أن عبد الرحمن بن الأسود بن عبد يغوث وكان جليسا لهم كان أبيض الرأس واللحية فغدا عليهم ذات يوم وقد حمرها فقال له القوم هذا أحسن فقال إن أمي عائشة أرسلت إلي البارحة جاريتها نخيلة فأقسمت علي لأصبغن وأخبرتني أن أبا بكر كان يصبغ قال أخبرنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي أويس قال حدثني سليمان بن بلال عن محمد بن أبي عتيق وموسى بن عقبة عن بن شهاب قال أخبرني عروة بن الزبير أن عائشة قالت صبغ أبو بكر بالحناء والكتم قال أخبرنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب الحارثي قال أخبرنا عبد العزيز بن محمد عن عمرو بن أبي عمرو عن القاسم بن محمد قال سمعت عائشة وذكر عندها رجل يخضب بالحناء فقالت إن يخضب فقد خضب أبو بكر قبله بالحناء قال القاسم لو علمت أن رسول الله خضب لبدأت برسول الله فذكرته قال أخبرنا محمد بن عبد الله الأنصاري قال أخبرنا حميد قال سئل أنس بن مالك أخضب رسول الله فقال لم يشنه الشيب ولكن خضب أبو بكر بالحناء وخضب عمر بالحناء قال أخبرنا يزيد بن هارون قال أخبرنا حميد الطويل عن أنس بن مالك قال خضب أبو بكر بالحناء والكتم قال أخبرنا أبو معاوية الضرير قال أخبرنا عاصم الأحول عن بن سيرين قال سألت أنس بن مالك بأي شيء كان يختضب أبو بكر قال بالحناء والكتم قال قلت فعمر قال بالحناء قال قلت فالنبي صلى الله عليه وسلم قال لم يدرك ذاك قال أخبرنا الفضل بن دكين قال أخبرنا همام بن يحيى عن قتادة عن أنس وأخبرنا عبد الوهاب بن عطاء قال أخبرنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أنس بن مالك قال وأخبرنا عبد الله بن نمير قال أخبرنا عبيد الله بن عمر عن حميد الطويل عن أنس بن مالك قال خضب أبو بكر بالحناء والكتم قال أخبرنا معن بن عيسى قال أخبرنا إبراهيم بن سعد عن بن شهاب عن عروة عن عائشة أن أبا بكر كان يصبغ بالحناء والكتم قال أخبرنا عبيد الله بن موسى قال أخبرنا إسرائيل عن سماك عن رجل من بني خيثم قال رأيت أبا بكر قد خضب رأسه ولحيته بالحناء قال أخبرنا عبيد الله بن موسى والفضل بن دكين قالا أخبرنا إسرائيل عن معاوية بن إسحاق قال سألت القاسم بن محمد أكان أبو بكر يخضب قال نعم قد كان يغير قال أخبرنا عبيد الله بن موسى قال أخبرنا إسرائيل عن عمار الدهني قال جلست إلى أشياخ من الأنصار بمكة فسألهم عبيد بن أبي الجعد أكان عمر يخضب بالحناء والكتم فقالوا أخبرنا فلان أن أبا بكر كان يخضب بالحناء والكتم قال أخبرنا الفضل بن دكين قال أخبرنا بن عيينة عن الزهري عن عروة عن عائشة أن أبا بكر كان يخضب بالحناء والكتم قال أخبرنا هشام أبو الوليد الطيالسي قال أخبرنا أبو عوانة عن حصين عن المغيرة بن شبيل البجلي عن قيس بن أبي حازم أن أبا بكر كان يخرج إليهم وكأن لحيته ضرام عرفج من شدة الحمرة من الحناء والكتم قال أخبرنا عمرو بن الهيثم أبو قطن قال أخبرنا شعبة عن قتادة عن أنس قال وأخبرنا سعيد بن منصور عن حماد بن زيد عن ثابت عن أنس أن أبا بكر كان يخضب بالحناء والكتم قال وأخبرنا عمرو بن الهيثم أبو قطن قال أخبرنا شعبة عن زياد بن علاقة عن رجل أظنه قال من قومه أن أبا بكر خضب بالحناء والكتم قال أخبرنا سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي قال أخبرنا محمد بن حمير قال أخبرنا إبراهيم بن أبي عبلة أن عقبة بن وساج حدثه عن أنس خادم النبي صلى الله عليه وسلم قال قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وليس في أصحابه أشمط غير أبي بكر فغلفها بالحناء والكتم قال أخبرنا عبد الوهاب بن عطاء قال أخبرنا بن جريج عن عثمان بن أبي سليمان عن نافع بن جبير بن مطعم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم غيروا ولا تشبهوا باليهود قال فصبغ أبو بكر بالحناء والكتم وصبغ عمر فاشتد صبغه وصفر عثمان بن عفان قال فقيل لنافع بن جبير فالنبي صلى الله عليه وسلم قال كان يمس السدر قال بن جريج وقال عطاء الخراساني إن النبي صلى الله عليه وسلم قال من أجمل ما تجملون به الحناء والكتم قال أخبرنا مالك بن إسماعيل أبو غسان النهدي قال أخبرنا إسرائيل عن عاصم بن سليمان قال سأل بن سيرين أنس بن مالك هل كان أحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يخضب قال أبو بكر قال حسبي ذكر وصية أبي بكر قال أخبرنا وكيع بن الجراح وعبد الله بن نمير قالا أخبرنا الأعمش عن أبي وائل عن مسروق عن عائشة قالت لما مرض أبو بكر مرضه الذي مات فيه قال انظروا ما زاد في مالي منذ دخلت الإمارة فابعثوا به إلى الخليفة من بعدي فإني قد كنت أستحله قال وقال عبد الله بن نمير أستصلحه جهدي وكنت أصيب من الودك نحوا مما كنت أصيب في التجارة قالت عائشة فلما مات نظرنا فإذا عبد نوبي كان يحمل صبيانه وإذا ناضح كان يسني عليه قال عبد الله بن نمير ناضح كان يسقي بستانا له قالت فبعثنا بهما إلى عمر قالت فأخبرني جدي أن عمر بكى وقال رحمة الله على أبي بكر لقد أتعب من بعده تعبا شديدا قال أخبرنا عبد الله بن نمير ومحمد بن عبيد عن عبيد الله بن عمر عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة أن أبا بكر حين حضره الموت قال إني لا أعلم عند أبي بكر من هذا المال شيئا غير هذه اللقحة وغير هذا الغلام الصيقل كان يعمل سيوف المسلمين ويخدمنا فإذا مت فادفعيه إلى عمر فلما دفعته إلى عمر قال رحم الله أبا بكر لقد أتعب من بعده قال أخبرنا عمرو بن عاصم الكلابي قال أخبرنا سليمان بن المغيرة عن ثابت عن أنس قال أطفنا بغرفة أبي بكر الصديق في مرضته التي قبض فيها قال فقلنا كيف أصبح أو كيف أمسى خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فاطلع علينا اطلاعه فقال ألستم ترضون بما أصنع قلنا بلى قد رضينا قال وكانت عائشة هي تمرضه قال فقال أما إني قد كنت حريصا على أن أوفر للمسلمين فيئهم مع أني قد أصبت من اللحم واللبن فانظروا إذا رجعتم مني فانظروا ما كان عندنا فأبلغوه عمر قال فذاك حيث عرفوا أنه استخلف عمر قال وما كان عنده دينار ولا درهم ما كان إلا خادم ولقحة ومحلب فلما رأى ذلك عمر يحمل إليه قال يرحم الله أبا بكر لقد أتعب من بعده قال أخبرنا يزيد بن هارون قال أخبرنا بن عون عن محمد قال توفي أبو بكر الصديق وعليه ستة آلاف كان أخذها من بيت المال فلما حضرته الوفاة قال إن عمر لم يدعني حتى أصبت من بيت المال ستة آلاف درهم وإن حائطي الذي بمكان كذا وكذا فيها فلما توفي ذكر ذلك لعمر فقال يرحم الله أبا بكر لقد أحب أن لا يدع لأحد بعده مقالا وأنا والي الأمر من بعده وقد رددتها عليكم قال أخبرنا عفان بن مسلم قال أخبرنا حماد بن سلمة عن ثابت عن سمية عن عائشة أن أبا بكر قال لها يا عائشة ما عندي من مال إلا لقحة وقدح فإذا مت فاذهبوا بهما إلى عمر فلما مات ذهبوا بهما إلى عمر فقال يرحم الله أبا بكر لقد أتعب من بعده قال أخبرنا الفضل بن دكين ومحمد بن عبد الله الأسدي وقبيصة بن عقبة عن سفيان عن السري عن عبد خير عن علي قال يرحم الله أبا بكر هو أول من جمع اللوحين قال أخبرنا خالد بن مخلد قال حدثني أسامة بن زيد بن أسلم عن أبيه عن نيار الأسلمي عن عائشة قالت قسم أبي أول عام الفيء فأعطى الحر عشرة وأعطى المملوك عشرة والمرأة عشرة وأمتها عشرة ثم قسم في العام الثاني فأعطاهم عشرين عشرين قال أخبرنا محمد بن عبد الله الأنصاري قال أخبرنا أبو عامر الحزاز صالح بن رستم قال حدثني أبو عمران الجوني عن أسير قال قال سلمان دخلت على أبي بكر الصديق في مرضه فقلت يا خليفة رسول الله اعهد إلي عهدا فإني لا أراك تعهد إلي بعد يومي هذا قال أجل يا سلمان إنها ستكون فتوح فلا أعرفن ما كان من حظك منها ما جعلت في بطنك أو ألقيته على ظهرك واعلم أنه من صلى الصلوات الخمس فإنه يصبح في ذمة الله ويمسي في ذمة الله فلا تقتلن أحدا من أهل ذمة الله فيطلبك الله بذمته فيكبك الله على وجهك في النار قال أخبرنا وكيع بن الجراح وكثير بن هشام عن جعفر بن برقان عن خالد بن أبي عزة أن أبا بكر أوصى بخمس ماله أو قال آخذ من مالي ما أخذ الله من فيء المسلمين قال أخبرنا عمرو بن عاصم قال أخبرنا همام بن يحيى عن قتادة قال قال أبو بكر لي من مالي ما رضي ربي من الغنيمة فأوصى بالخمس قال أخبرنا عارم بن الفضل قال أخبرنا حماد بن زيد عن إسحاق بن سويد أن أبا بكر أوصى بالخمس قال أخبرنا الفضل بن دكين قال أخبرنا سفيان عن عيينة عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت لما حضر أبا بكر الوفاة جلس فتشهد ثم قال أما بعد يا بنية فإن أحب الناس غنى إلي بعدي أنت وإن أعز الناس علي فقرا بعدي أنت وإني كنت نحلتك جداد عشرين وسقا من مالي فوددت والله أنك حزته وأخذته فإنما هو مال الوارث وهما أخواك وأختاك قالت قلت هذا أخواي فمن أختاي قال ذات بطن ابنة خارجة فإني أظنها جارية قال أخبرنا مسلم بن إبراهيم قال أخبرنا القاسم بن الفضل قال أخبرنا أبو الكباش الكندي عن محمد بن الأشعث أن أبا بكر الصديق لما أن ثقل قال لعائشة إنه ليس أحد من أهلي أحب إلي منك وقد كنت أقطعتك أرضا بالبحرين ولا أراك رزأت منها شيئا قالت له أجل قال فإذا أنا مت فابعثي بهذه الجارية وكانت ترضع ابنه وهاتين اللقحتين وحالبهما إلى عمر وكان يسقي لبنهما جلساءه ولم يكن في يده من المال شيء فلما مات أبو بكر بعثت عائشة بالغلام واللقحتين والجارية إلى عمر فقال عمر يرحم الله أبا بكر لقد أتعب من بعده فقبل اللقحتين والغلام ورد الجارية عليهم قال أخبرنا عمرو بن عاصم قال أخبرنا همام عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أن أبا بكر لما حضرته الوفاة دعاها فقال إنه ليس في أهلي بعدي أحد أحب إلي غنى منك ولا أعز علي فقرا منك وإني كنت نحلتك من أرض بالعالية جداد يعني صرام عشرين وسقا فلو كنت جددته تمرا عاما واحدا انحاز لك وإنما هو مال الوارث وإنما هما أخواك وأختاك فقلت إنما هي أسماء فقال وذات بطن ابنة خارجة قد ألقي في روعي أنها جارية فاستوصي بها خيرا فولدت أم كلثوم قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني أفلح بن حميد عن أبيه قال كان المال الذي نحل عائشة بالعالية من أموال بني النضير بئر حجر كان النبي صلى الله عليه وسلم أعطاه ذلك المال فأصلحه بعد ذلك أبو بكر وغرس فيه وديا قال أخبرنا أبو سهل نضر بن باب عن داود بن أبي هند عن عامر أن أبا بكر الصديق لما احتضر قال لعائشة أي بنية قد علمت أنك كنت أحب الناس إلي وأعزهم وأني كنت نحلتك أرضي التي تعلمين بمكان كذا وكذا وأنا أحب أن تردبها علي فيكون ذلك قسمة بين ولدي على كتاب الله فألقى ربي حين ألقاه ولم أفضل بعض ولدي على بعض قال أخبرنا وكيع بن الجراح وأبو أسامة قالا أخبرنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت ما ترك أبو بكر دينارا ولا درهما ضرب الله سكته قال أخبرنا وكيع بن الجراح وعبد الله بن نمير ويعلى بن عبيد عن إسماعيل بن أبي خالد عن عبد الله البهي مولى الزبير عن عائشة قالت لما حضر أبو بكر قلت كلمة من قول حاتم لعمرك ما يغني الثراء عن الفتى إذا حشرجت يوما وضاق بها الصدر فقال لا تقولي هكذا يا بنية ولكن قولي وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد انظروا ملاءتي هاتين فإذا مت فاغسلوهما وكفنوني فيهما فإن الحي أحوج إلى الجديد من الميت قال أخبرنا يعلى ومحمد ابنا ع بيد قالا أخبرنا موسى الجهني عن أبي بكر بن حفص بن عمر قال جاءت عائشة إلى أبي بكر وهو يعالج ما يعالج الميت ونفسه في صدره فتمثلت هذا البيت لعمرك ما يغني الثراء عن الفتى إذا حشرجت يوما وضاق بها الصدر فنظر إليها كالغضبان ثم قال ليس كذلك يا أم المؤمنين ولكن وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد إني قد كنت نحلتك حائطا وإن في نفسي منه شيئا فرديه إلى الميراث قالت نعم فرددته فقال أما إنا مند ولينا أمر المسلمين لم نأكل لهم دينارا ولا درهما ولكنا قد أكلنا من جريش طعامهم في بطوننا ولبسنا من خشن ثيابهم على ظهورنا وليس عندنا من فيء المسلمين قليل ولا كثير إلا هذا العبد الحبشي وهذا البعير الناضح وجرد هذه القطيفة فإذا مت فابعثي بهن إلى عمر وأبرئي منهن ففعلت فلما جاء الرسول عمر بكى حتى جعلت دموعه تسيل في الأرض ويقول رحم الله أبا بكر لقد أتعب من بعده رحم الله أبا بكر لقد أتعب من بعده يا غلام ارفعهن فقال عبد الرحمن بن عوف سبحان الله تسلب عيال أبي بكر عبدا حبشيا وبعيرا ناضحا وجرد قطيفة ثمن خمسة الدراهم قال فما تأمر قال تردهن على عياله فقال لا والذي بعث محمدا بالحق أو كما حلف لا يكون هذا في ولايتي أبدا ولا خرج أبو بكر منهن عند الموت وأردهن أنا على عياله الموت أقرب من ذلك قال أخبرنا أبو أسامة حماد بن أسامة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أنها قالت لما مرض أبو بكر من لا يزال دمعه مقنعا فإنه لا بد مرة مدفوق فقال أبو بكر ليس كذاك أي بنية ولكن جاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد قال أخبرنا الفضل بن دكين قال أخبرنا هارون بن أبي إبراهيم قال أخبرنا عبد الله بن عبيد أن أبا بكر أتته عائشة وهو يجود بنفسه فقالت يا أبتاه هذا كما قال حاتم إذا حشرجت يوما وضاق بها الصدر فقال يا بنية قول الله أصدق جاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد إذا أنا مت فاغسلي أخلاقي فاجعليها اكفاني فقالت يا أبتاه قد رزق الله وأحسن نكفنك في الجديد قال إن الحي هو أحوج يصون نفسه ويقنعها من الميت إنما يصير إلى الصديد وإلى البلى قال وأخبرنا روح بن عبادة قال أخبرنا هشام بن حسان عن بكر بن عبد الله المزني قال بلغني أن أبا بكر الصديق لما مرض فثقل قعدت عائشة عند رأسه فقالت كل ذي إبل موروثها وكل ذي سلب مسلوب فقال ليس كما قلت يا بنتاه ولكن كما قال الله وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد قال أخبرنا عفان قال أخبرنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن القاسم بن محمد عن عائشة أنها تمثلت بهذا البيت وأبو بكر يقضي وأبيض يستسقي الغمام بوجهه ربيع اليتامى عصمة للأرامل فقال أبو بكر ذاك رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أخبرنا عفان بن مسلم قال أخبرنا حماد بن سلمة قال أخبرنا ثابت عن سمية أن عائشة قالت من لا يزال دمعه مقنعا فإنه لا بد مرة مدفوق فقال أبو بكر وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد قال أخبرنا عفان بن مسلم قال أخبرنا حماد بن سلمة عن ثابت قال كان أبو بكر يتمثل بهذا البيت لا تزال تنعى حبيبا حتى تكونه وقد يرجو الفتى الرجا يموت دونه قال أخبرنا الفضل بن دكين قال أخبرنا مالك |