الحسن بن أبي الحسن واسم أبي الحسن يسار يقال إنه من سبي ميسان وقع إلى المدينة فاشترته الربيع بنت النضر عمة أنس بن مالك فأعتقته وذكر عن الحسن أنه قال كان أبواي لرجل من بني النجار وتزوج امرأة من بني سلمة من الأنصار فساقهما إليها من مهرها فأعتقتهما ويقال بل كانت أم الحسن مولاة لأم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم وولد الحسن بالمدينة لسنتين بقيتا من خلافة عمر بن الخطاب فيذكرون أن أمه كانت ربما غابت فيبكي الصبي فتعطيه أم سلمة ثديها تعلله به إلى أن تجيء أمه فدر عليها ثديها فشربه فيرون أن تلك الحكمة والفصاحة من بركة ذلك ونشأ الحسن بوادي القرى وكان فصيحا قال قال إسماعيل بن إبراهيم عن يونس عن الحسن قال قال لي الحجاج ما أمدك يا حسن قال قلت سنتان من خلافة عمر قال فقال والله لعينك أكبر من أمدك قال وقال أبو داود الطيالسي عن خالد بن عبد الرحمن بن بكير قال حدثنا الحسن قال رأيت عثمان يخطب وأنا بن خمس عشرة سنة قائما وقاعدا قال أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم الأسدي عن شعيب بن الحبحاب عن الحسن أنه رأى عثمان بن عفان يصب عليه من إبريق قال أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم قال أخبرنا أبو رجاء عن الحسن فقلت له متى عهدك بالمدينة يا أبا سعيد قال ليالي صفين قال قلت فمتى احتلمت قال بعد صفين عاما قال وقال محمد بن عمر والثبت عندنا أنه كان للحسن يوم قتل عثمان رضى الله تعالى عنه أربع عشرة سنة وقد رآه وسمع منه وروى عنه وروى عن عمران بن حصين وسمرة بن جندب وأبي هريرة وابن عمر وابن عباس وعمرو بن تغلب والأسود بن سريع وجندب بن عبد الله وصعصعة بن معاوية وروى صعصعة عن أبي ذر وروى الحسن عن عبد الرحمن بن سمرة أنه غزا معه كابل والأندقان والأندغان وزابلستان ثلاث سنين وقال يحيى بن سعيد القطان في أحاديث سمرة التي يرويها الحسن عنه سمعنا إنها من كتاب قالوا وكان الحسن جامعا عالما عاليا رفيعا ثقة مأمونا عابدا ناسكا كبير العلم فصيحا جميلا وسيما وكان ما أسند من حديثه وروى عمن سمع منه فحسن حجة وما أرسل من الحديث فليس بحجة وقدم مكة فأجلسوه على سرير واجتمع الناس إليه فحدثهم وكان فيمن أتاه مجاهد وعطاء وطاؤوس وعمرو بن شعيب فقالوا أو قال بعضهم لم نر مثل هذا قط قال أخبرنا عبد الوهاب بن عطاء قال حدثنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن الحسن قال لولا الميثاق الذي أخذه الله على أهل العلم ما حدثتكم بكثير مما تسألون عنه قال أخبرنا معن بن عيسى قال حدثنا محمد بن عمرو قال سمعت الحسن يقول سمعت أبا هريرة يقول الوضوء مما غيرت النار قال فقال الحسن لا أدعه أبدا قال أخبرنا مسلم بن إبراهيم قال حدثنا أبو هلال محمد بن سليم قال سمعت الحسن يقول كان موسى نبي الله صلى الله عليه وسلم لا يغتسل إلا مستترا قال فقال له عبد الله بن بريدة يا أبا سعيد ممن سمعت هذا قال سمعته من أبي هريرة قال أخبرنا مسلم بن إبراهيم قال حدثنا ربيعة بن كلثوم قال سمعت رجلا قال للحسن يا أبا سعيد يوم الجمعة يوم لشق وطين ومطر فأبى عليه الحسن إلا الغسل فلما أبى عليه قال الحسن حدثنا أبو هريرة قال عهد إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثا الغسل يوم الجمعة والوتر قبل النوم وصيام ثلاثة أيام من كل شهر قال أخبرنا عفان بن مسلم قال حدثنا وهيب عن أيوب وحماد عن علي بن زيد بن جدعان وغير واحد عن شعبة عن يونس قالوا لم يسمع الحسن من أبي هريرة قال أخبرنا محمد بن عبد الله الأنصاري قال حدثنا بن عون قال كان الحسن يحدث بالحديث والمعاني قال أخبرنا عفان وموسى بن إسماعيل قالا حدثنا جرير بن حازم قال كان الحسن يحدثنا الحديث يختلف فيزيد في الحديث وينقص منه ولكن المعنى واحد قال أخبرنا عفان بن مسلم قال حدثنا مهدي يعني بن ميمون قال حدثنا غيلان بن جرير قال قلت للحسن يا أبا سعيد الرجل يسمع الحديث فيحدث به لا يألو فيكون فيه الزيادة والنقصان قال ومن يطيق ذلك قال أخبرنا عفان بن مسلم قال حدثنا حماد بن سلمة عن حميد قال كان علم الحسن في صحيفة مثل هذه وعقد عفان بالإبهامين والسبابتين قال أخبرنا عفان بن مسلم قال حدثنا شعبة قال قلت لقتادة عمن كان يأخذ الحسن أنه كان لا يجيز الخلع إلا عند السلطان قال عن زياد قال أخبرنا سليمان بن حرب قال حدثنا حماد بن سلمة عن يزيد الرشك قال كان الحسن على القضاء قال أخبرنا معاذ بن معاذ قال حدثنا عمر بن أبي زائدة قال جئت بكتاب من قاضي الكوفة إلى إياس بن معاوية قال فجئت به وقد عزل واستقضي الحسن فدفعت كتابي إليه فقبله ولم يسألني عليه بينة قال أخبرنا سعيد بن عامر قال حدثنا همام بن يحيى عن قتادة قال لم يحدثنا الحسن أنه ساقه أحد من أصحاب بدر قال أخبرنا عبد الصمد بن عبد الوارث قال حدثنا شعبة قال رأيت الحسن قام إلى الصلاة فتكابوا عليه فقال لا بد لهؤلاء الناس من وزعة قال وكان يقعد على المنارة العتيقة في آخر المسجد قال أخبرنا مسلم بن إبراهيم قال حدثنا أبو عقيل قال رأيت خاتم الحسن في يساره قال أخبرنا عفان بن مسلم قال حدثنا معاذ بن معاذ عن بن عون قال كان في خاتم الحسن خطوط قال أخبرنا معن بن عيسى قال أخبرنا محمد بن عمرو قال رأيت خاتم الحسن في يساره فضة كله قال أخبرنا مسلم بن إبراهيم قال حدثنا عباد بن راشد قال رأيت الحسن يصلي في نعليه قال أخبرنا عبد الوهاب بن عطاء قال أخبرنا سعيد بن أبي عروبة قال رأيت الحسن يصفر لحيته قال أخبرنا الفضل بن دكين وعمرو بن الهيثم ويحيى بن خليف قالوا حدثنا أبو خلدة قال رأيت الحسن يصفر لحيته قال أخبرنا يحيى بن عباد قال حدثنا عمارة بن زاذان قال رأيت الحسن ولحيته صفراء قال أخبرنا موسى بن إسماعيل قال حدثنا أبان العطار قال رأيت الحسن يصفر لحيته قال أخبرنا معن بن عيسى قال حدثنا محمد بن عمرو قال رأيت الحسن لا يحفي شاربه كما يحفي بعض الناس قال أخبرنا مسلم بن إبراهيم قال حدثنا سلام بن مسكين قال رأيت الحسن يصلي ويداه في طيلسانه قال أخبرنا مسلم بن إبراهيم قال حدثنا قرة قال رأيت خاتم الحسن حلقة فضة قال أخبرنا عفان بن مسلم قال حدثنا حماد بن سلمة قال رأيت على الحسن ثوبا سعيديا مصلبا وعمامة سوداء قال أخبرنا عفان بن مسلم قال حدثنا مهدي بن ميمون قال رأيت على الحسن عمامة سوداء قال أخبرنا عمرو بن عاصم قال حدثنا مبارك بن فضالة قال رأيت الحسن يضع طيلسانه على شقه الأيسر في الصلاة قال أخبرنا عمرو بن عاصم قال حدثنا همام عن قتادة أن الحسن كان لا يتنور قال أخبرنا موسى بن إسماعيل قال حدثنا عبد المؤمن السدوسي قال كنت أرى على الحسن وهو في المسجد الطيلسان الكردي المثنى الغامض السلك قال أخبرنا قبيصة بن عقبة قال حدثنا سفيان قال أنبأني من رأى قميص الحسن إلى هاهنا موضع عقد الشراك قال أخبرنا أحمد بن عبد الله بن يونس قال حدثنا عيسى بن عبد الرحمن قال رأيت الحسن البصري عليه عمامة سوداء مرخية من ورائه وعليه قميص وبرد مجفر صغير مرتديا به قال أخبرنا مسلم بن إبراهيم قال حدثنا حريث بن السائب عن الحسن قال كنت أدخل بيوت أزواج النبي صلى الله عليه وسلم في خلافة عثمان بن عفان فأتناول سقف البيت بيدي قال أخبرنا وهب بن جرير بن حازم قال حدثنا أبي قال سمعت حميد بن هلال قال قال لنا أبو قتادة عليكم بهذا الشيخ يعني الحسن بن أبي الحسن فإني والله ما رأيت رجلا قط أشبه رأيا بعمر بن الخطاب منه قال أخبرنا موسى بن إبراهيم قال حدثنا مهدي بن ميمون قال حدثنا محمد بن عبد الله بن أبي يعقوب قال سمعت مورقا يقول قال لي أبو قتادة العدوي الزم هذا الشيخ وخذ عنه فوالله ما رأيت رجلا أشبه رأيا بعمر بن الخطاب منه قال أخبرنا عفان بن مسلم قال حدثنا حماد بن سلمة قال أخبرنا علي بن زيد قال أدركت عروة بن الزبير ويحيى بن جعدة والقاسم فلم أر فيهم مثل الحسن ولو أن الحسن أدرك أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وهو رجل لاحتاجوا إلى رأيه قال أخبرنا عفان بن مسلم قال حدثنا حماد بن زيد قال حدثنا عقبة بن أبي ثبيت الراسي قال دخل علي بلال بن أبي بردة فجرى ذكر الحسن فقال لي بلال سمعت أبا بردة يقول ما رأيت رجلا قط لم يصحب النبي صلى الله عليه وسلم أشبه بأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا الشيخ يعني الحسن قال أخبرنا عمرو بن عاصم قال حدثنا سلام بن مسكين قال حدثني رجل عن عبد الله بن عامر الشعبي قال لما بعث بن هبيرة إلى الحسن وإلى الشعبي قال فالتقيا قال فجعل عامر يعرف له قال فقال له ابنه يا أبه إني أراك تفعل بهذا الشيخ فعالا لم أرك تفعله بأحد قط فقال يا بني أدركت سبعين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فلم أر أحدا قط أشبه بهم من هذا الشيخ قال أخبرنا المعلى بن أسد قال حدثنا عبد العزيز بن المختار عن منصور الغداني قال ذكر الشعبي الحسن فقال ما رأيت من أهل تلك البلاد رجلا قط أفضل منه قال أخبرنا الحسن بن موسى قال سمعت زهير بن معاوية أبا خيثمة يقول حدثنا أبو إسحاق الهمداني قال كان الحسن يعني البصري يشبه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أخبرنا قبيصة بن عقبة قال حدثنا سفيان عن يونس قال كان الحسن رجلا محزونا وكان بن سيرين صاحب ضحك ومزاح قال أخبرنا الحسن بن موسى الأشيب قال حدثنا حماد بن سلمة عن حميد ويونس بن عبيد أنهما قالا قد رأينا الفقهاء فما رأينا منهم أجمع من الحسن قال أخبرنا عفان بن مسلم قال حدثنا حماد بن زيد قال حدثنا يونس قال قال الحسن احتسابا وسكت محمد احتسابا قال أخبرنا مسلم بن إبراهيم قال حدثنا القاسم بن الفضل قال سمعت عمرو بن مرة يقول إني لأغبط أهل البصرة بذينك الشيخين الحسن ومحمد قال أخبرنا مسلم بن إبراهيم قال حدثنا سلام بن مسكين قال سمعت قتادة يقول كان الحسن من أعلم الناس بالحلال والحرام قال أخبرنا عارم بن الفضل قال حدثنا حماد عن بن عون قال لم أر أسخى منهما يعني الحسن وابن سيرين إلا أن الحسن كان أشدهما إلحاحا قال أخبرنا عارم بن الفضل قال حدثنا حماد بن زيد عن يونس قال كان الحسن والله من رؤوس العلماء في الفتن والدماء قال أخبرنا عارم بن الفضل قال حدثنا حماد بن زيد عن أيوب قال قيل لابن الأشعث إن سرك أن يقتلوا حولك كما قتلوا حول جمل عائشة فأخرج الحسن فأرسل إليه فأكرهه قال أخبرنا عفان بن مسلم قال حدثنا سليم بن أخضر قال حدثنا بن عون قال استبطأ الناس أيام ابن الأشعث فقالوا له أخرج هذا الشيخ يعني الحسن قال بن عون فنظرت إليه بين الجسرين وعليه عمامة سوداء قال فغفلوا عنه فألقى نفسه في بعض تلك الأنهار حتى نجا منهم وكاد يهلك يومئذ قال أخبرنا عمرو بن عاصم قال حدثنا سلام بن مسكين قال حدثني سليمان بن علي الربعي قال لما كانت الفتنة فتنة بن الأشعث إذ قاتل الحجاج بن يوسف انطلق عقبة بن عبد الغافر وأبو الجوزاء وعبد الله بن غالب في نفر من نظرائهم فدخلوا على الحسن فقالوا يا أبا سعيد ما تقول في قتال هذا الطاغية الذي سفك الدم الحرام وأخذ المال الحرام وترك الصلاة وفعل وفعل قال وذكروا من فعل الحجاج قال فقال الحسن أرى أن لا تقاتلوه فإنها إن تكن عقوبة من الله فما أنتم برادي عقوبة الله بأسيافكم وإن يكن بلاء فاصبروا حتى يحكم الله وهو خير الحاكمين قال فخرجوا من عنده وهم يقول نطيع هذا العلج قال وهم قوم عرب قال وخرجوا مع بن الأشعث قال فقتلوا جميعا قال سليمان فأخبرني مرة بن ذباب أبو المعذل قال أتيت على عقبة بن عبد الغافر وهو صريع في الخندق فقال يا أبا المعذل لا دنيا ولا آخرة قال أخبرنا موسى بن إسماعيل قال حدثنا شبيب بن عجلان الحنفي قال أخبرني سلم بن أبي الذيال قال سأل رجل الحسن وهو يسمع وأناس من أهل الشام فقال يا أبا سعيد ما تقول في الفتن مثل يزيد بن المهلب وابن الأشعث فقال لا تكن مع هؤلاء ولا مع هؤلاء فقال رجل من أهل الشام ولا مع أمير المؤمنين يا أبا سعيد فغضب ثم قال بيده فخطر بها ثم قال ولا مع أمير المؤمنين يا أبا سعيد نعم ولا مع أمير المؤمنين قال أخبرنا عارم بن الفضل قال حدثنا حماد بن زيد عن أبي التياح قال شهدت الحسن وسعيد بن أبي الحسن حين أقبل بن الأشعث فكان الحسن ينهى عن الخروج على الحجاج ويأمر بالكف وكان سعيد بن أبي الحسن يحضض ثم قال سعيد فيما يقول ما ظنك بأهل الشام إذا لقيناهم غدا فقلنا والله ما خلعنا أمير المؤمنين ولا نريد خلعه ولكنا نقمنا عليه استعماله الحجاج فاعزله عنا فلما فرغ سعيد من كلامه تكلم الحسن فحمد الله وأثنى عليه ثم قال يا أيها الناس إنه والله ما سلط الله الحجاج عليكم إلا عقوبة فلا تعارضوا عقوبة الله بالسيف ولكن عليكم السكينة والتضرع وأما ما ذكرت من ظني بأهل الشام فإن ظني بهم أن لو جاؤوا فألقمهم الحجاج دنياه لم يحملهم على أمر إلا ركبوه هذا ظني بهم قال أخبرنا عارم بن الفضل قال حدثنا حماد بن زيد قال حدثنا عمرو بن يزيد العبدي قال سمعت الحسن يقول لو أن الناس إذا ابتلوا من قبل سلطانهم صبروا ما لبثوا أن يفرج عنهم ولكنهم يجزعون إلى السيف فيوكلون إليه فوالله ما جاؤوا بيوم خير قط قال أخبرنا عفان بن مسلم قال حدثنا سليم بن أخضر قال حدثنا بن عون قال كان مسلم بن يسار أرفع عند أهل البصرة من الحسن حتى خف مع بن الأشعث وكف الحسن فلم يزل أبو سعيد في علو منها بعد وسقط الآخر قال أخبرنا مسلم بن إبراهيم قال حدثنا القاسم بن الفضل قال رأيت الحسن بن أبي الحسن قاعدا في أصل منبر بن الأشعث قال أخبرنا روح بن عبادة قال حدثنا الحجاج الأسود قال تمنى رجل فقال ليتني بزهد الحسن وورع بن سيرين وعبادة عامر بن عبد قيس وفقه سعيد بن المسيب وذكر مطرفا بشيء لا يحفظه روح فنظروا ذلك فوجدوه كاملا كله في الحسن قال أخبرنا عفان بن مسلم قال حدثنا حاتم بن وردان قال سأل رجل أيوب وأنا أسمع فقال حديث الحسن وضحك الرجل فغضب أيوب واحمر وجهه وقال له ما يضحكك قال لا شيء قال ما ضحكت لخير أما والله ما أت ع |