الامام الشافعي ( خت 4 ) محمد بن ادريس بن العباس بن عثمان بن شافع بن السائب بن عبيد ابن عبد يزيد بن هشام بن المطلب بن عبد مناف بنقصي بن كلاب بن مرة ابن كعب بن لؤي بن غالب الإمام عالم العصر ناصر الحديث فقيهالملة أبو عبد الله القرشي ثم المطلبي الشافعي المكي الغزي المولد نسيب رسول الله صلى الله عليه وسلم وابن عمه فالمطلب هو اخو هاشم والد عبد المطلب اتفق مولد الامام بغزة ومات أبوه ادريس شابا فنشأ محمد يتيما في حجر امه فخافت عليه الضيعة فتحولت به إلى محتده وهو ابن عامين فنشأ بمكة وأقبل على الرمي حتى فاق فيه الأقران وصار يصيب من عشرة أسهم تسعة ثم أقبل على العربية والشرع فبرع في ذلك وتقدم ثم حبب إليه الفقه فساد أهل زمانه وأخذ العلم ببلده عن مسلم بن خالد الزنجي مفتي مكة وداود ابن عبد الرحمن العطار وعمه محمد بن علي بن شافع فهو ابن عم العباس جد الشافعي وسفيان بن عيينة وعبد الرحمن بن أبي بكر المليكي وسعيد بن سالم وفضيل بن عياض وعدة ولم أر له شيئا عن نافع بن عمر الجمحي ونحوه وكان معه بمكة وارتحل وهو ابن نيف وعشرين سنة وقد أفتى وتأهل للإمامة إلىالمدينة فحمل عن مالك بن انس الموطأ عرضه من حفظه وقيل من حفظه لأكثره وحمل عن ابراهيم عن أبي يحيى فأكثر وعبد العزيز الدراوردي وعطاف بن خالد واسماعيل بن جعفر وابراهيم بن سعد وطبقتهم وأخذ باليمن عن مطرف بن مازن وهشام بن يوسف القاضي وطائفة وببغداد عن محمد بن الحسن فقيه العراق ولازمه وحمل عنه وقر بعير وعن إسماعيل ابن علية وعبد الوهاب الثقفي وخلق وصنف التصانيف ودون العلم ورد على الأئمة مبتعا الأثر وصنف في أصول الفقه وفروعه وبعد صيته وتكاثر عليه الطلبة حدث عنه الحميدي وأبو عبيد القاسم بن سلام وأحمد بن حنبل وسليمان بن داود الهاشمي وأبو يعقوب يوسف البويطي وأبو ثور إبراهيم بن خالد الكلبي وحرملة بن يحيى وموسى بن أبي الجارود المكي وعبد العزيز المكي صاحب الحيدة وحسين بن عليالكرابيسي وإبراهيم بن المنذر الحزامي والحسن بن محمد الزعفراني وأحمد بن محمد الأزرقي وأحمد بن سعيد الهمداني وأحمد بن أبي شريح الرازي وأحمد بن يحيى بن وزير المصري وأحمد بن عبد الرحمن الوهبي وابن عمه إبراهيم بن محمد الشافعي وإسحاق بن راهويه وإسحاق بن بهلول وأبو عبد الرحمن احمد بن يحيى الشافعي المتكلم والحارث بن سريج النقال وحامد بن يحيى البلخي وسليمان بن داود المهري وعبد العزيز بن عمران بن مقلاص وعلي بن معبد الرقي وعلي بن سلمة اللبقي وعمرو بن سواد وابو حنيفة قحزم بن عبد الله الاسواني ومحمد بن يحيى العدني ومسعود ابن سهل المصري وهارون بن سعيد الايلي واحمد بن سنان القطان وأبو الطاهر احمد بن عمرو بن السرح ويونس بن عبد الأعلى والربيع ابن سليمان المرادي والربيع بن سليمان الجيزي ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم وبحر بن نصر الخولاني وخلق سواهم وقد أفرد الدارقطني كتاب من له رواية عن الشافعي في جزأين وصنف الكبار في مناقب هذا الإمام قديما وحديثا ونال بعض الناسمنه غضا فما زاده ذلك إلا رفعة وجلالة ولاح للمنصفين أن كلام أقرانه فيه بهوى وقل من برز في الإمامة ورد على من خالفه إلا وعودي نعوذ بالله من الهوى وهذه الأوراق تضيق عن مناقب هذا السيد فأما جدهم السائب المطلبي فكان من كبراء من حضر بدرا مع الجاهلية فاسر يومئذ وكان يشبه بالنبي صلى الله عليه وسلم ووالدته هي الشفاء بنت أرقم بن نضلة ونضلة هو أخو عبد المطلب جد النبي صلى الله عليه وسلم فيقال إنه بعد ان فدى نفسه اسلم وابنه شافع له رؤية وهو معدود في صغار الصحابة وولده عثمان تابعي لا اعلم له كبير رواية وكان اخوال الشافعي من الأزد عن ابن عبد الحكم قال لما حملت والدة الشافعي به رأت كأنالمشتري خرج من فرجها حتى انقض بمصر ثم وقع في كل بلدة منه شظيه فتأوله المعبرون أنها تلد عالما يخص علمه أهل مصر ثم يتفرق في البلدان هذه رواية منقطعة وعن أبي عبد الله الشافعي فيما نقله ابن أبي حاتم عن ابن أخي ابن وهب عنه قال ولدت باليمن يعني القبيلة فإن أمه ازدية قال فخافت أمي علي الضيعة وقالت الحق بأهلك فتكون مثلهم فإني اخاف عليك أن تغلب على نسبك فجهزتني إلى مكة فقدمتها يومئذ وأنا ابن عشر سنين فصرت إلى نسيب لي وجعلت أطلب العلم فيقول لي لا تشتغل بهذا وأقبل على ما ينفعك فجعلت لذتي في العلم قال ابن أبي حاتم سمعت عمرو بن سواد قال لي الشافعي ولدت بعسقلان فلما أتى علي سنتان حملتني أمي إلى مكة وقال ابن عبد الحكم قال لي الشافعي ولدت بغزة سنة خمسين ومئة وحملت إلى مكة ابن سنتينقال المزني ما رأيت أحسن وجها من الشافعي رحمه الله وكان ربما قبض على لحيته فلا يفضل عن قبضته قال الربيع المؤذن سمعت الشافعي يقول كنت ألزم الرمي حتى كان الطبيب يقول لي اخاف ان يصيبك السل من كثرة وقوفك في الحر قال وكنت اصيب من العشرة تسعة قال الحميدي سمعت الشافعي يقول كنت يتيما في حجر امي ولم يكن لها ما تعطيني للمعلم وكان المعلم قد رضي مني ان اقوم على الصبيان إذا غاب وأخفف عنه وعن الشافعي قال كنت أكتب في الاكتاف والعظام وكنت اذهب إلى الديوان فأستوهب الظهور فأكتب فيها وقال عمرو بن سواد قال لي الشافعي كانت نهمتي في الرمي وطلب العلم فنلت من الرمي حتى كنت اصيب من عشرة عشرة وسكت عن العلم فقلت انت والله في العلم أكبر منك في الرمي قال أحمد بن ابراهيم الطائي الاقطع حدثنا المزني سمع الشافعي يقول حفظت القرآن وانا ابن سبع سنين وحفظت الموطأ وانا ابن عشرالأقطع مجهول وفي مناقب الشافعي للآبري سمعت الزبير بن عبد الواحد الهمذاني اخبرنا علي بن محمد بن عيسى سمعت الربيع بن سليمان يقول ولد الشافعي يوم مات أبو حنيفة رحمهما الله تعالى وعن الشافعي قالت أتيت مالكا وانا ابن ثلاث عشرة سنة كذا قال والظاهر انه كان ابن ثلاث وعشرين سنة قال فأتيت ابن عم لي والي المدينة فكلم مالكا فقال اطلب من يقرأ لك قلت أنا أقرأ فقرأت عليه فكن ربما قال لي لشيء قد مر اعده فأعيده حفظا فكأنه أعجبه ثم سألته عن مسألة فأجابني ثم أخرى فقال أنت تحب ان تكون قاضيا ويروى عن الشافعي اقمت في بطون العرب عشرين سنة أخذ اشعارها ولغاتها وحفظت القرآن فما علمت انه مر بي حرف الا وقدعلمت المعنى فيه والمراد ما خلا حرفين احدهما دساها إسنادها فيه مجهول قال ابن عبد الحكم سمعت الشافعي يقول قرأت القرآن على اسماعيل بن قسطنطين وقال قرأت على شبل واخبر شبل انه قرأ على عبد الله بن كثير وقرا على مجاهد وأخبر مجاهد انه قرأ على ابن عباس قال الشافعي وكان إسماعيل يقول القران اسم ليس بمهموز ولم يؤخذ من قرأت ولو أخذ من قرأت كان كل ما قرئ قرآنا ولكنه اسم للقران مثل التوراة والانجيلالأصم وابن أبي حاتم حدثنا الربيع سمعت الشافعي يقول قدمت على مالك وقد حفظت الموطأ طاهرا فقلت اريد سماعه قال اطلب من قرأ لك فقلت لا عليك أن تسمع قراءتي فإن سهل عليك قرأت لنفسي احمد بن الحسن الحماني حدثنا أبو عبيدة قال رأيت الشافعي عند محمد بن الحسن وقد دفع اليه خمسين دينارا وقد كان قبل ذلك دفع إليه خمسين درهما وقال ان اشتهيت العلم فالزم قال أبو عبيد فسمعت الشافعي يقول كتبت عن محمد وقر بعير ولما اعطاه محمد قال له لا تحتشم قال لو كنت عندي ممن احشمك ما قبلت برك ابن أبي حاتم حدثنا الربيع بن سليمان سمعت الشافعي يقول حملت عن محمد بن الحسن حمل بختي ليس عليه إلا سماعيقال احمد بن أبي سريج سمعت الشافعي يقول قد أنفقت على كتب محمد ستين دينارا ثم تدبرتها فوضعت إلى جنب كل مسألة حديثا يعني رد عليه قال هارون بن سعيد قال لي الشافعي أخذت اللبان سنة للحفظ فأعقبني صب الدم سنة قال أبو عبيد ما رأيت أعقل من الشافعي وكذا قال يونس بن عبد الأعلى حتى انه قال لو جمعت أمة لوسعهم عقله قلت هذا على سبيل المبالغة فإن الكامل العقل لو نقص من عقله نحو الربع لبان عليه نقص ما ولبقي له نظراء فلو ذهب نصف ذلك العقل منه لظهر عليه النقص فكيف به لو ذهب ثلثا عقله فلو أنك اخذت عقول ثلاثة أنفس مثلا وصيرتها عقل واحد لجاء منه كامل العقل وزيادة جماعة حدثنا الربيع سمعت الحميدي سمعت مسلم بن خالد الزنجي يقول للشافعي أفت يا أبا عبد الله فقد والله آن لك ان تفتيوهو ابن خمس عشرة سنة وقد رواها محمد بن بشر الزنبري وابو نعيم الاستراباذي عن الربيع عن الحميدي قال قال الزنجي وهذا اشبه فإن الحميدي يصغر عن السماع من مسلم وما رأينا له في مسنده عنه رواية جماعة حدثنا الربيع قال الشافعي لان يلقى الله العبد بكل ذنب الا الشرك خير من ان يلقاه بشيء من الاهواء الزبير الاستراباذي حدثني محمد بن يحيى بن آدم بمصر حدثنا ابن عبد الحكم سمعت الشافعي يقول لو علم الناس ما في الكلام من الاهواء لفروا منه كما يفرون من الاسد قال يونس الصدفي ما رأيت اعقل من الشافعي ناظرته يوما في مسألة ثم افترقنا ولقيني فأخذ بيدي ثم قال يا ابا موسى الا يستقيم ان نكون اخوانا وان لم نتفق في مسألةقلت هذا يدل على كمال عقل هذا الامام وفقه نفسه فما زال النظراء يختلفون ابو جعفر الترمذي حدثني أبو الفضل الواشجردي سمعت ابا عبد الله الصاغاني قال سألت يحيى بن اكثم عن أبي عبيد والشافعي ايهما اعلم قال أبو عبيد كان يأتينا ها هنا كثيرا وكان رجلا اذا ساعدته الكتب كان حسن التصنيف من الكتب وكان يرتبها بحسن ألفاظه لاقتداره على العربية واما الشافعي فقد كنا عند محمد بن الحسن كثيرا في المناظرة وكان رجلا قرشي العقل والفهم والذهن صافي العقل والفهم والدماغ سريع الاصابة او كلمة نحوها ولو كان اكثر سماعا للحديث لا ستغنى امة محمد صلى الله عليه وسلم به عن غيره من الفقهاء قال معمر بن شبيب سمعت المأمون يقول قد امتحنت محمد بن ادريس في كل شيء فوجدته كاملا قال احمد بن محمد بن بنت الشافعي سمعت أبي وعمي يقولان كان سفيان بن عيينة اذا جاءه شيء من التفسير والفتيا التفت إلى الشافعي فيقول سلوا هذا وقال تميم بن عبد الله سمعت سويد بن سعيد يقول كنت عند سفيان فجاء الشافعي فسلم وجلس فروى ابن عيينة حديثا رقيقافغشي على الشافعي فقيل يا ابا محمد مات محمد بن ادريس فقال ابن عيينة ان كان مات فقد مات افضل اهل زمانه الحاكم سمعت ابا سعيد بن أبي عثمان سمعت الحسن ابن صاحب الشاشي سمعت الربيع سمعت الشافعي وسئل عن القرآن فقال أف أف القرآن كلام الله من قال مخلوق فقد كفر هذا اسناد صحيح ابو داود وابو حاتم عن أبي ثور سمعت الشافعي يقول ما ارتدى احد بالكلام فأفلح محمد بن يحيى بن آدم حدثنا ابن عبد الحكم سمعت الشافعي يقول لو علم الناس ما في الكلام والأهواء لفروا منه كما يفرون من الاسد الزبير بن عبد الواحد اخبرني علي بن محمد بمصر حدثنا محمد ابن عبد الله بن عبد الحكم قال كان الشافعي بعد ان ناظر حفصا الفرد يكره الكلام وكان يقول والله لان يفتي العالم فيقال اخطأ العالم خير لهمن ان يتكلم فيقال زنديق وما شيء أبغض إلي من الكلام واهله قلت هذا دال على ان مذهب أبي عبد الله أن الخطأ في الأصول ليس كالخطأ في الاجتهاد في الفروع الربيع بن سليمان سمعت الشافعي يقول من حلف باسم من أسماء الله فحنث فعليه الكفارة لأن اسم الله غير مخلوق ومن حلف بالكعبة وبالصفا والمروة فليس عليه كفارة لأنه مخلوق وذاك غير مخلوقوقال أبو حاتم حدثنا حرملة سمعت الشافعي يقول الخلفاء خمسة أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وعمر بن عبد العزيز قال الحارث بن سريج سمعت يحيى القطان يقول انا ادعو الله للشافعي اخصه به وقال أبو بكر بن خلاد انا ادعو الله في دبر صلاتي للشافعي الحسين بن علي الكرابيسي قال قال الشافعي كل متكلم على الكتاب والسنة فهو الجد وما سواه فهو هذيان ابن خزيمة وجماعة قالوا حدثنا يونس بن عبد الأعلى قال الشافعي لا يقال لم للأصل ولا كيف وعن يونس سمع الشافعي يقول الأصل القرآن والسنة وقياس عليهما والاجماع اكبر من الحديث المنفردابن أبي حاتم سمعت يونس يقول قال الشافعي الاصل قرآن او سنة فان لم يكن فقياس عليهما واذا صح الحديث فهو سنة والاجماع اكبر من الحديث المنفرد والحديث على ظاهره واذا احتمل الحديث معاني فما اشبه ظاهره وليس المنقطع بشيء ما عدا منقطع ابن المسيب وكلا رأيته استعمل الحديث المنفرد استعمل اهل المدينةفي التفليس قوله عليه السلام اذا أدرك الرجل ماله بعينه فهو احق به واستعمل اهل العراق حديث العمريابن أبي حاتم حدثنا الربيع سمعت الشافعي يقول قراءة الحديث خير من صلاة التطوع وقال طلب العلم افضل من صلاة النافلة ابن أبي حاتم حدثنا يونس قلت للشافعي صاحبنا الليث يقول لو رأيت صاحب هوى يمشي على الماء ما قبلته قال قصر لو رأيته يمشي في الهواء لما قبلته قال الربيع سمعت الشافعي قال لبعض اصحاب الحديث انتم الصيادلة ونحن الاطباء زكريا الساجي حدثني احمد بن مردك الرازي سمعت عبد الله بن صالح صاحب الليث يقول كنا عند الشافعي في مجلسه فجعل يتكلم في تثبيت خبر الواحد عن النبي صلى الله عليه وسلم فكتبناه وذهبنا به الى ابراهيم بنعليه وكان من غلمان أبي بكر الاصم وكان في مجلسه عند باب الصوفي فلما قرأنا عليه جعل يحتج بإبطاله فكتبنا ما قال وذهبنا به إلى الشافعي فنقضه وتكلم بإبطاله ثم كتبناه وجئنا به إلى ابن عليه فنقضه ثم جئنا به الى الشافعي فقال ان ابن علية ضال قد جلس بباب الضوال يضل الناس قلت كان ابراهيم من كبار الجهمية وابوه اسماعيل شيخ المحدثين امام المزني سمعت الشافعي يقول من تعلم القرآن عظمت قيمته ومن تكلم في الفقه نما قدره ومن كتب الحديث قويت حجته ومن نظر في اللغة رق طبعه ومن نظر في الحساب جزل رأيه ومن لم يصن نفسه لم ينفعه علمه ابراهيم بن متويه الأصبهاني سمعت يونس بن عبد الأعلى يقول قال الشافعي كل حديث جاء من العراق وليس له أصل في الحجاز فلا تقبله وإن كان صحيحا ما أريد إلا نصيحتك قلت ثم إن الشافعي رجع عن هذا وصحح ما ثبت إسناده لهمويروي عنه إذا لم يوجد للحديث أصل في الحجاز ضعف او قال ذهب نخاعه اخبرنا ابرهيم بن علي العابد في كتابه اخبرنا زكريا العلبي وجماعة قالوا اخبرنا عبد الأول بن عيسى اخبرنا شيخ الاسلام أبو اسماعيل الهروي قال افادني يعقوب وكتبته من خطه اخبرنا أبو علي الخالدي سمعت محمد بن الحسين الزعفراني سمعت عثمان بن سعيد بن بشار الأنماطي سمعت المزني يقول كنت أنظر في الكلام قبل أن يقدم الشافعي فلما قدم أتيته فسألته عن مسألة من الكلام فقال لي تدري أين أنت قلت نعم في مسجد الفسطاط قال لي انت في تاران قال عثمان وتاران موضع في بحر القلزم لا تكاد تسلممنه سفينة ثم ألقى علي مسألة في الفقه فأجبت فأدخل شيئا أفسد جوابي فأجبت بغير ذلك فأدخل شيئا افسد جوابي فجعلت كلما اجبت بشيء أفسده ثم قال لي هذا الفقه الذي فيه الكتاب والسنة وأقاويل الناس يدخله مثل هذا فكيف الكلام في رب العالمين الذي فيه الزلل كثير فتركت الكلام وأقبلت على الفقه عبد الله بن احمد بن حنبل سمعت محمد بن داود يقول لم يحفظ في دهر الشافعي كله انه تكلم في شيء من الاهواء ولا نسب اليه ولا عرف به مع بغضه لأهل الكلام والبدع وروى عبد الله بن احمد بن حنبل عن ابيه قال كان الشافعي اذا ثبت عنده الخبر قلده وخير خصلة كانت فيه لم يكن يشتهي الكلام اما همته الفقه وقال أبو عبد الرحمن السلمي سمعت عبد الرحمن بن محمد بن حامد السلمي سمعت محمد بن عقيل بن الأزهر يقول جاء رجل إلى المزني يسأله عن شيء من الكلام فقال اني اكره هذا بل أنهى عنه كما نهى عنه الشافعي لقد سمعت الشافعي يقول سئل مالك عن الكلام والتوحيد فقال محال ان نظن بالنبي صلى الله عليه وسلم انه علم امته الاستنجاء ولم يعلمهم التوحيد والتوحيد ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم أمرت ان أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله فما عصم به الدم والمال حقيقة التوحيدزكريا الساجي سمعت محمد بن اسماعيل سمعت حسين بن علي الكرابيسي يقول شهدت الشافعي ودخل عليه بشر المريسي فقال لبشر اخبرني عما تدعو إليه أكتاب ناطق وفرض مفترض وسنة قائمة ووجدت عن السلف البحث فيه والسؤال فقال بشر لا إلا أنه لا يسعنا خلافه فقال الشافعي أقررت بنفسك على الخطأ فأين أنت عن الكلام في الفقه والأخبار يواليك الناس وتترك هذا قال لنا نهمة فيه فلما خرج بشر قال الشافعي لا يفلح ابو ثور والربيع سمعا الشافعي يقول ما ارتدى احد بالكلام فأفلحقال الحسين بن اسماعيل المحاملي قال المزني سألت الشافعي عن مسألة من الكلام فقال سلني عن شيء اذا أخطأت فيه قلت اخطأت ولا تسألني عن شيء اذا اخطأت فيه قلت كفرت زكريا الساجي سمعت محمد بن عبد الله بن عبد الحكم يقول قال لي الشافعي يا محمد ان سألك رجل عن شيء من الكلام فلا تجبه فإنه ان سألك عن دية فقلت درهما او دانقا قال لك اخطأت وان سألك عن شيء من الكلام فزللت قال لك كفرت قال الربيع سمعت الشافعي يقول المراء في الدين يقسي القلب ويورث الضغائن وقال صالح جزرة سمعت الربيع يقول قال الشافعي يا ربيع اقبل مني ثلاثة لا تخوضن في اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن خصمك النبي صلى الله عليه وسلم غدا ولا تشتغل بالكلام فإني قد اطلعت من اهل الكلام على التعطيل وزاد المزني ولا تشتغيل بالنجوم وعن حسين الكرابيسي قال سئل الشافعي عن شيء من الكلامفغضب وقال سل عن هذا حفصا الفرد واصحابه اخزاهم الله الاصم سمعت الربيع سمعت الشافعي يقول وددت ان الناس تعلموا هذا العلم يعني كتبه على ان لا ينسب الي منه شيء وعن الشافعي حكمي في اهل الكلام حكم عمر في صبيغ الزعفراني وغيره سمعنا الشافعي يقول حكمي في اهل الكلام ان يضربوا بالجريد ويحملوا على الابل ويطاف بهم في العشائر ينادى عليهم هذا جزاء من ترك الكتاب والسنة واقبل على الكلام وقال أبو عبد الرحمن الاشعري صاحب الشافعي قال الشافعي مذهبي في اهل الكلام تقنيع رؤوسهم بالسياط وتشريدهم في البلاد قلت لعل هذا متواتر عن الامام الربيع سمعت الشافعي يقول ما ناظرت احدا على الغلبة إلا على الحق عندي والزعفراني عنه ما ناظرت احدا الا على النصيحة زكريا الساجي حدثنا احمد بن العباس النسائي سمعتالزعفراني سمعت الشافعي يقول ما ناظرت احدا في الكلام الا مرة وانا استغفر الله من ذلك سعيد بن احمد اللخمي حدثنا يونس بن عبد الأعلى سمعت الشافعي يقول اذا سمعت الرجل يقول الاسم غير المسمى والشيء غير المشي فاشهد عليه بالزندقة سعيد مصري لا أعرفه ويروى عن الربيع سمعت الشافعي يقول في كتاب الوصايا لو ان رجلا أوصى بكتبه من العلم لآخر وكان فيها كتب الكلام لم تدخل في الوصية لانه ليس من العلم وعن أبي ثور قلت للشافعي ضع في الارجاء كتابا فقال دع هذا فكأنه ذم الكلام محمد بن اسحاق بن خزيمة سمعت الربيع يقول لما كلم الشافعي حفص الفرد فقال حفص القرآن مخلوق فقال له الشافعي كفرت بالله العظيم قال المزني كان الشافعي ينهى عن الخوض في الكلام ابو حاتم الرازي حدثنا يونس سمعت الشافعي يقول قالت لي ام المريسي كلم بشرا ان يكف عن الكلام فكلمته فدعاني إلى الكلامالساجي حدثنا ابراهيم بن زياد الابلي سمعت البويطي يقول سألت الشافعي اصلي خلف الرافضي قال لا تصل خلف الرافضي ولا القدري ولا المرجئ قلت صفهم لنا قال من قال الايمان قول فهو مرجئ ومن قال ان ابا بكر وعمر ليسا بإمامين فهو رافضي ومن جعل المشيئة الى نفسه فهو قدري ابن أبي حاتم سمعت الربيع قال لي الشافعي لو اردت ان اضع على كل مخالف كتابا لفعلت ولكن ليس الكلام من شأني ولا احب ان ينسب إلي منه شيء قلت هذا النفس الزكي متواتر علن الشافعي قال علي بن محمد بن ابان القاضي حدثنا أبو يحيى زكريا الساجي حدثنا المزني قال قلت ان كان احد يخرج ما في ضميري وما تعلق به خاطري من امر التوحيد فالشافعي فصرت اليه وهو في مسجد مصر فلما جثوت بين يديه قلت هجس في ضميري مسألة في التوحيد فعلمت ان احدا لا يعلم علمك فما الذي عندك فغضب ثم قال اتدري اين انت قلت نعم قال هذا الموضع الذي اغرق الله فيه فرعون ابلغك ان رسول الله صلى الله عليه وسلم امر بالسؤال عن ذلك قلت لا قال هل تكلم فيه الصحابة قلت لا قال تدري كم نجما في السماء قلت لا قال فكوكب منها تعرف جنسه طلوعه افوله مم خلق قلت لا قال فشيء تراه بعينك من الخلق لست تعرفه تتكلم في علم خالقه ثم سألني عن مسألة فيالوضوء فاخطأت فيها ففرعها على أربعة أوجه فلم أصب في شيء منه فقال شيء تحتاج إليه في اليوم خمس مرات تدع علمه وتتكلف علم الخالق إذا هجس في ضميرك ذلك فارجع إلى الله وإلى قوله تعالى ^ وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم إن في خلق السماوات والأرض ^ البقرة 163 و 164 فاستدل بالمخلوق على الخالق ولا تتكلف علم ما لم يبلغه عقلك قال فتبت قال ابن أبي حاتم في كتابي عن الربيع بن سليمان قال حضرت الشافعي او حدثني أبو شعيب الا أني اعلم انه حضر عبد الله ابن عبد الحكم ويوسف بن عمرو وحفص الفرد وكان الشافعي يسميه حفصا المنفرد فسأل حفص عبد الله ما تقول في القرآن فأبى ان يجيبه فسأل يوسف فلم يجبه واشار الى الشافعي فسأل الشافعي واحتج عليه فطالت فيه المناظرة فقام الشافعي بالحجة عليه بأن القرآن كلام الله غير مخلوق وبكفر حفص قال الربيع فلقيت حفصا فقال اراد الشافعي قتلي الربيع سمعت الشافعي يقول الايمان قول وعمل يزيد وينقصوسمعته يقول تجاوز الله عما في القلوب وكتب على الناس الافعال والاقاويل وقال المزني قال الشافعي يقال لمن ترك الصلاة لا يعلمها فإن صليت والا استتبناك فإن تبت والا قتلناك كما تكفر فنقول ان آمنت والا قتلناك وعن الشافعي قال ما كابرني احد على الحق ودافع الا سقط من عيني ولا قبله الا هبته واعتقدت مودته عبد الله بن احمد بن حنبل سمعت أبي يقول قال الشافعي انتم اعلم بالاخبار الصحاح منا فإذا كان خبر صحيح فأعلمني حتى اذهب اليه كوفيا كان او بصريا او شاميا وقال حرملة قال الشافعي كل ما قلته فكان من رسول الله صلى الله عليه وسلم خلاف قولي مما صح فهو اولى ولا تقلدونيالربيع سمعت الشافعي يقول إذا وجدتم في كتابي خلاف سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقولوا بها ودعوا ما قلته وسمعته يقول وقد قال له رجل تأخذ بهذا الحديث يا أبا عبد الله فقال متى رويت عن رسول الله حديثا صحيحا ولم آخذ به فأشهدكم ان عقلي قد ذهب وقال الحميدي روى الشافعي يوما حديثا فقلت اتأخذ به فقال رأيتني خرجت من كنيسة او علي زنار حتى إذا سمعت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا لا اقول بهقال الربيع وسمعته يقول أي سماء تظلني وأي ارض تقلني إذا رويت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم اقل به وقال أبو ثور سمعته يقول كل حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم فهو قولي وان لم تسمعوه مني ويروى انه قال اذا صح الحديث فهو مذهبي وإذا صح الحديث فاضربوا بقولي الحائط محمد بن بشر العكري وغيره حدثنا الربيع بن سليمان قال كان الشافعي قد جزأ الليل فثلثه الاول يكتب والثاني يصلي والثالث ينام قلت افعاله الثلاثة عبادة بالنية قال زكريا الساجي حدثنا محمد بن اسماعيل حدثني حسين الكرابيسي بت مع الشافعي ليلة فكان يصلي نحو ثلث الليل فما رأيته يزيد على خمسين آية فإذا اكثر فمئة آية وكان لا يمر بآية رحمة الا سأل الله ولا بآية عذاب الا تعوذ وكأنما جمع له الرجاء والرهبة جميعاقال الربيع بن سليمان من طريقين عنه بل اكثر كان الشافعي يختم القرآن في شهر رمضان ستين ختمة ورواها ابن أبي حاتم عنه فزاد كل ذلك في صلاة ابو عوانة الاسفراييني حدثنا الربيع سمعت الشافعي يقول ما شبعت منذ ست عشرة سنة الا مرة فأدخلت يدي فتقيأتها رواها ابن أبي حاتم عن الربيع وزاد لان الشبع يثقل البدن ويقسي القلب ويزيل الفطنة ويجلب النوم ويضعف عن العبادة الزبير بن عبد الواحد اخبرنا أبو بكر محمد بن القاسم بن مطر سمعت الربيع قال لي الشافعي عليك بالزهد فإن الزهد على الزاهد احسن من الحلي على المرأة الناهد قال الزبير وحدثني ابراهيم بن الحسن الصوفي سمعت حرملة سمعت الشافعي يقول ما حلفت بالله صادقا ولا كاذبا قال أبو داود حدثني أبو ثور قال قل ما كان يمسك الشافعي الشيء من سماحتهوقال عمرو بن سواد كان الشافعي أسخى الناس على الدينار والدرهم والطعام فقال لي الشافعي أفلست من دهري ثلاث افلاسات فكنت ابيع قليلي وكثيري حتى حلي بنتي وزوجتي ولم ارهن قط قال الربيع اخذ رجل بركاب الشافعي فقال لي اعطه اربعة دنانير واعذرني عنده سعيد بن احمد اللخمي المصري سمعت المزني يقول كنت مع الشافعي يوما فخرجنا الاكوام فمر بهدف فإذا برجل يرمي بقوس عربية فوقف عليه الشافعي ينظر وكان حسن الرمي فأصاب بأسهم فقال الشافعي احسنت وبرك عليه ثم قال اعطه ثلاثة دنانير واعذرني عنده وقال الربيع كان الشافعي مارا بالحذائين فسقط سوطه فوثب غلام ومسحه بكمه وناوله فأعطاه سبعة دنانير قال الربيع تزوجت فسألني الشافعي كم اصدقتها قلت ثلاثين دينارا عجلت منها ستة فأعطاني اربعة وعشرين ديناراأبو جعفر الترمذي سمعت الربيع قال كان بالشافعي هذه البواسير وكانت له لبدة محشوة بحلبة يجلس عليها فإذا ركب اخذت تلك اللبدة ومشيت خلفه فناوله انسان رقعة يقول فيها انني بقال رأس مالي درهم وقد تزوجت فأعني فقال يا ربيع اعطه ثلاثين دينارا واعذرني عنده فقلت اصلحك الله ان هذا يكفيه عشرة دراهم فقال ويحك وما يصنع بثلاثين أفي كذا أم في كذا يعد ما يصنع في جهازه اعطه ابن أبي حاتم اخبرنا عبد الرحمن بن ابراهيم حدثنا محمد بن روح حدثنا الزبير بن سليمان القرشي عن الشافعي قال خرج هرثمة فأقرأني سلام أمير المؤمنين هارون وقال قد امر لك بخمسة آلاف دينار قال فحمل اليه المال فدعا بحجام فأخذ شعره فأعطاه خمسين دينارا ثم اخذ رقاعا فصر صررا وفرقها في القرشيين الذين هم بالحضرة ومن بمكة حتى ما رجع الى بيته الا بأقل من مئة دينار محمد بن بشر العكري سمعت الربيع قال اخبرني الحميدي قال قدم الشافعي صنعاء فضربت له خيمة ومعه عشرة آلاف دينار فجاء قوم فسألوه فما قلعت الخيمة ومعه منها شيء رواها الاصم وجماعة عن الربيعوعن ابراهيم بن برانة قال كان الشافعي جسيما طوالا نبيلا قال ابن عبد الحكم كان الشافعي أسخى الناس بما يجد وكان يمر بنا فإن وجدني وإلا قال قولوا لمحمد إذا جاء يأتي المنزل فإني لا أتغدى حتى يجئ داود بن علي الاصبهاني حدثنا أبو ثور قال كان الشافعي من اسمح الناس يشتري الجارية الصناع التي تطبخ وتعمل الحلواء ويشترط عليها هو ان لا يقربها لأنه كان عليلا لا يمكنه ان يقرب النساء لباسور به اذ ذاك وكان يقول لنا اشتهوا ما اردتم قال أبو علي بن حمكان حدثني أبو اسحاق المزكي حدثنا ابن خزيمة حدثنا الربيع قال اصحاب مالك كانوا يفخرون فيقولون انه يحضر مجلس مالك نحو من ستين معمما والله لقد عددت في مجلس الشافعي ثلاث مئة معمم سوى من شذ عني قال الربيع اشتريت للشافعي طيبا بدينار فقال ممن اشتريت قلت من ذاك الاشقر الازرق قال اشقر ازرق رده رده ما جاءني خير قط من اشقرابو حاتم حدثنا حرملة حدثنا الشافعي يقول احذر الاعور والاعرج والاحول والاشقر والكوسج وكل ناقص الخلق فإنه صاحب التواء ومعاملته عسرة العكري سمعت الربيع يقول كنت انا والمزني والبويطي عند الشافعي فنظر الينا فقال لي انت تموت في الحديث وقال للمزني هذا لو ناظره الشيطان قطعه وجدله وقال للبويطي انت تموت في الحديد قال فدخلت على البويطي ايام المحنة فرأيته مقيدا مغلولا وجاءه رجل مرة فسأله يعني الشافعي عن مسألة فقال انت نساج قال عندي اجراء احمد بن سلمة النيسابوري قال أبو بكر محمد بن ادريس وراق الحميدي سمعت الحميدي يقول قال الشافعي خرجت الى اليمن في طلب كتب الفراسة حتى كتبتها وجمعتها وعن الربيع قال مر اخي فرآه الشافعي فقال هذا اخوك ولم يكن رآه قلت نعم ابو علي بن حمكان حدثنا احمد بن محمد بن هارون الهمذاني العدل حدثنا أبو مسلم الكجي حدثنا الاصمعي عن الشافعي اصلالعلم التثبيت وثمرته السلامة وأصل الورع القناعة وثمرته الراحة واصل الصبر الحزم وثمرته الظفر وأصل العمل التوفيق وثمرته النجح وغاية كل امر الصدق بلغنا عن الكديمي حثدنا الاصمعي قال سمعت الشافعي يقول العالم يسأل عما يعلم وعما لا يعلم فيثبت ما يعلم ويتعلم ما لا يعلم والجاهل يغضب من التعلم ويأنف من التعليم ابو حاتم حدثنا محمد بن يحيى بن حسان سمعت الشافعي يقول العلم علمان علم الدين وهو الفقه وعلم الدنيا وهو الطب وما سواه من الشعر وغيره فعناء وعبث وعن الربيع قال قلت للشافعي من اقدر الفقهاء على المناظرة قال من عود لسانه الركض في ميدان الالفاظ لم يتلعثم اذا رمقته العيون في اسنادها أبو بكر النقاش وهو واه وعن الشافعي بئس الزاد الى المعاد العدوان على العباد قال يونس الصدفي قال لي الشافعي ليس الى السلامة منالناس سبيل فانظر الذي فيه صلاحك فالزمه وعن الشافعي قال ما رفعت من احد فوق منزلته الا وضع مني بمقدار ما رفعت منه وعنه ضياغ العالم ان يكون بلا اخوان وضياع الجاهل قلة عقله واضيع منهما من واخى من لا عقل له وعنه اذا خفت على عملك العجب فاذكر رضى من تطلب وفي أي نعيم ترغب ومن أي عقاب ترهب فمن فكر في ذلك صغر عنده عمله آلات الرياسة خمس صدق اللهجة وكتمان السر والوفاء بالعهد وابتداء النصيحة وأداء الأمانة محمد بن فهد المصري حدثنا الربيع سمعت الشافعي يقول من استغضب فلم يغضب فهو حمار ومن استرضى فلم يرض فهو شيطان أبو سعيد بن يونس حدثنا الحسين بن محمد بن الضحاكالفارسي سمعت المزني سمعت الشافعي قال أيما أهل بيت لم يخرج نساؤهم إلى رجال غيرهم ورجالهم إلى نساء غيرهم إلا وكان في أولادهم حمق زكريا بن أحمد البلخي القاضي سمعت أبا جعفر محمد بن أحمد ابن نصر الترمذي يقول رأيت في المنام النبي صلى الله عليه وسلم في مسجده بالمدينة فكأني جئت فسلمت عليه وقلت يا رسول الله اكتب رأي مالك قال لا قلت أكتب رأي أبي حنيفة قال لا قلت أكتب رأي الشافعي فقال بيده هكذا كأنه انتهرني وقال تقول رأي الشافعي إنه ليس برأي ولكنه رد على من خالف سنتي رواها غير واحد عن أبي جعفر عبد الرحمن بن أبي حاتم حدثني أبو عثمان الخوارزمي نزيل مكة فيما كتب إلي حدثنا محمد بن رشيق حدثنا محمد بن حسن البلخي قال قلت في المنام يا رسول الله ما تقول في قول أبي حنيفة والشافعي ومالك فقال لا قول إلا قولي لكن قول الشافعي ضد قول أهل البدع وروي من وجهين عن أحمد بن الحسن الترمذي الحافظ قالرأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فسألته عن الاختلاف فقال أما الشافعي فمني وإلي وفي الرواية الأخرى أحيى سنتي روى جعفر ابن أخي أبي ثور الكلبي عن عمه قال كتب عبد الرحمن بن مهدي إلى الشافعي وهو شاب أن يضع له كتابا فيه معاني القرآن ويجمع قبول الأخبار وحجة الاجماع وبيان الناسخ والمنسوخ فوضع له كتاب الرسالة وقال أبو ثور قال لي عبد الرحمن بن مهدي ما أصلي صلاة إلا وأنا أدعو للشافعي فيها وقال الزعفراني حج بشر المريسي فلما قدم قال رأيت بالحجاز رجلا ما رأيت مثله سائلا ولا مجيبا يعني الشافعي قال فقدم علينا فاجتمع إليه الناس وخفوا عن بشر فجئت إلى بشر فقلت هذا الشافعي الذي كنت تزعم قد قدم قال إنه قد تغير عما كان عليه قال فما كان مثل بشر إلا مثل اليهود في شأن عبد الله بن سلامقال الميموني سمعت أحمد بن حنبل يقول ستة أدعو لهم سحرا أحدهم الشافعي وقال محمد بن هارون الزنجاني حدثنا عبد الله بن أحمد قلت لأبي أي رجل كان الشافعي فإني سمعتك تكثر من الدعاء له قال يا بني كان كالشمس للدنيا وكالعافية للناس فهل لهذين من خلف أو منهما عوض الزنجاني لا أعرفه قال أبو داود ما رأيت أبا عبد الله يميل إلى أحد ميله إلى الشافعي وقال قتية بن سعيد الشافعي إمام قلت كان هذا الإمام مع فرط ذكائه وسعة علمه يتناول ما يقوي حافظته قال هارون بن سعيد الأيلي قال لنا الشافعي أخذت اللبان سنة للحفظ فأعقبني رمي الدم سنةقال الحافظ أبو الحسن الدارقطني حدثنا أبو بكر محمد بن احمد ابن سهل النابلسي الشهيد حدثنا أبو سعيد بن الأعرابي سمعت تميم ابن عبد الله الرازي سمعت أبا زرعة سمعت قتيبة بن سعيد يقول مات الثوري ومات الورع ومات الشافعي وماتت السنن ويموت احمد ابن حنبل وتظهر البدع ابو ثور الكلبي ما رأيت مثل الشافعي ولا رأى هو مثل نفسه وقال أيوب بن سويد ما ظننت أني أعيش حتى أرى مثل الشافعي قال احمد بن حنبل من طرق عنه إن الله يقيض للناس في رأس كل مئة من يعلمهم السنن وينفي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الكذب قال فنظرنا فإذا في رأس المئة عمر بن عبد العزيز وفي رأس المئتين الشافعيقال حرملة سمعت الشافعي يقول سميت ببغداد ناصر الحديث الفضل بن زياد سمعت احمد يقول ما أحد مس محبرة ولا قلما إلا وللشافعي في عنقه منة وعن احمد كان الشافعي من أفصح الناس قال إبراهيم الحربي سألت أبا عبد الله عن الشافعي فقال حديث صحيح ورأي صحيح قال الحسن الزعفراني ما قرأت على الشافعي حرفا من هذه الكتب إلا واحمد حاضر وقال إسحاق بن راهويه ما تكلم أحد بالرأي وذكر جماعة من أئمة الاجتهاد إلا والشافعي أكثر اتباعا منه وأقل خطأ منه الشافعي إمام قال يحيى بن معين ليس به بأس وعن أبي زرعة الرازي قال ما عند الشافعي حديث فيه غلطوقال أبو داود السجستاني ما أعلم للشافعي حديثا خطأ قلت هذا من أدل شيء على أنه ثقة حجة حافظ وناهيك يقول مثل هذين وقد صنف الحافظ أبو بكر الخطيب كتابا في ثبوت الاحتجاج بالامام الشافعي وما تكلم فيه إلا حاسد أو جاهل بحاله فكان ذلك الكلام الباطل منهم موجبا لارتفاع شأنه وعلو قدره وتلك سنة الله في عباده ^ يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين آذوا موسى فبرأه الله مما قالوا وكان عند الله وجيها يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا ^ الأحزاب 69 و 70 قال أبو حاتم الرازي محمد بن إدريس صدوق وقال الربيع بن سليمان كان الشافعي والله لسانه أكبر من كتبه لو رأيتموه لقلتم إن هذه ليست كتبه وعن يونس بن عبد الأعلى قال ما كان الشافعي إلا ساحرا ما كنا ندري ما يقول إذا قعدنا حوله كأن الفاظه سكر وكان قد أوتي عذوبة منطق وحسن بلاغة وفرط ذكاء وسيلان ذهن وكمال فصاحة وحضور حجةفعن عبد الملك بن هشام اللغوي قال طالت مجالستنا للشافعي فما سمعت منه لحنة قط قلت أنى يكون ذلك وبمثله في الفصاحة يضرب المثل كان أفصح قريش في زمانه وكان مما يؤخذ عنه اللغة قال احمد بن أبي سريج الرازي ما رأيت أحدا أفوه ولا أنطق من الشافعي وقال الاصمعي أخذت شعر هذيل عن الشافعي وقال الزبير بن بكار أخذت شعر هذيل ووقائعها عن عمي مصعب ابن عبد الله وقال أخذتها من الشافعي حفظا قال موسى بن سهل الجوني حدثنا احمد بن صالح قال لي الشافعي تعبد من قبل أن ترأس فإنك إن ترأست لم تقدر أن تتعبد ثم قال احمد كان الشافعي إذا تكلم كأن صوته صوت صنج وجرس من حسن صوته قال ابن عبد الحكم ما رأيت الشافعي يناظر أحدا إلا رحمته ولورأيت الشافعي يناظرك لظننت أنه سبع يأكلك وهو الذي علم الناس الحجج قال الربيع بن سليمان سئل الشافعي رحمه الله عن مسألة فأعجب بنفسه فأنشأ يقول * إذا المشكلات تصديني * كشفت حقائقها بالنظر * ولست بإمعة في الرجال * أسائل هذا وذا ما الخبر * * ولكنني مدره الأصغرين * فتاح خير وفراج شر * وروى عن هارون بن سعيد الأيلي قال لو أن الشافعي ناظر على أن هذا العمود الحجر خشب لغلب لاقتداره على المناظرة قال الزعفراني قدم علينا الشافعي بغداد سنة خمس وتسعين فأقام عندنا سنتين وخرج إلى مكة ثم قدم سنة ثمان وتسعين فأقام عندنا أشهرا وخرج يعني إلى مصر قلت قد قدم بغداد سنة بضع وثمانين ومئة واجازه الرشيد بمال ولازم محمد بن الحسن مدة ولم يلق أبا يوسف القاضي مات قبل قدوم الشافعيقال المزني لما وافى الشافعي مصر قلت في نفسي إن كان أحد يخرج ما في ضميري من امر التوحيد فهو تقدمت هذه الحكاية وهذه الرواية سماع زكريا الساجي من المزني قال فكلمته فغضب وقال أتدري أين أنت هذا الموضع الذي غرق فيه فرعون أبلغك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بالسؤال عن ذلك قلت لا قال فهل تكلم فيه الصحابة قلت لا قال الحسن بن رشيق الحافظ حدثنا فقير بن موسى بن فقير الأسواني حدثنا أبو حنيفة قحزم بن عبد الله الأسواني حدثنا الشافعي حدثنا أبو حنيفة بن سماك بن الفضل الخولاني الشهابي حدثنا ابن أبي ذئب عن المقبري عن أبي شريح الكعبي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم الفتح من قتل له قتيل فهو بخير النظرين إن أحب العقل أخذ وإن أحب فله القود رواه الدار قطني عن ابن رشيقالحسن بن سفيان حدثنا أبو ثور سمعت الشافعي وكان من معادن الفقه ونقاد المعاني وجهابذة الألفاظ يقول حكم المعاني خلاف حكم الألفاظ لأن المعاني مبسوطة إلى غير غاية واسماء المعاني معدودة محدودة وجميع أصناف الدلالات على المعاني لفظا وغير لفظ خمسة أشياء اللفظ ثم الإشارة ثم العقد ثم الخط ثم الذي يسمى النصبة والنصبة في الحال الدلالة التي لا تقوم مقام تلك الأصناف ولا تقصر عن تلك الدلالات ولكل واحد من هذه الخمسة صورة بائنة من صورة صاحبتها وحلية مخالفة لحلية أختها وهي التي تكشف لك عن أعيان المعاني في الجملة وعن خفائها عن التفسير وعن أجناسها وأفرادها وعن خاصها وعامها وعن طباعها في السار والضار وعما يكون بهوا بهرجا وساقطا مدحرجا قال يونس بن عبد الأعلى قال لي الشافعي ليس إلى السلامة من الناس سبيل فانظر الذي فيه صلاحك فالزمهقال حرملة سئل الشافعي عن رجل في فمه تمرة فقال إن أكلتها فامرأتي طالق وإن طرحتها فامرأتي طالق قال يأكل نصفا ويطرح النصف قال الربيع قال لي الشافعي إن لم يكن الفقهاء العاملون أولياء الله فما لله ولي وقال طلب العلم أفضل من صلاة النافلة قال محمد بن عبد الله بن عبد الحكم ما رأيت أحدا أقل صبا للماء في تمام التطهر من الشافعي قال أبو ثور سمعت الشافعي يقول ينبغي للفقيه أن يضع التراب على رأسه تواضعا لله وشكرا لله الأصم سمعت الربيع يقول سأل رجل الشافعي عن قاتل الوزغ هل غليه غسل فقال هذا فتيا العجائز الحسن بن علي بن الأشعث المصري حدثنا ابن عبد الحكم قال ما رأت عيني قط مثل الشافعي قدمت المدينة فرأيت اصحاب عبد الملك بن الماجشون يغلون بصاحبهم يقولون صاحبنا الذي قطع الشافعي قال فلقيت عبد الملك فسألته عن مسألة فأجابني فقلت الحجة قال لان مالكا قال كذا وكذا فقلت في نفسي هيهاتأسألك عن الحجة وتقول قال معلمي وإنما الحجة عليك وعلى معلمك قال ابراهيم بن أبي طالب الحافظ سألت أبا قدامة السرخسي عن الشافعي وأحمد وأبي عبيد وابن راهويه فقال الشافعي افقههم قال يحيى بن منصور القاضي سمعت إمام الأئمة ابن خزيمة يقول وقلت له هل تعرف سنة لرسول الله صلى الله عليه وسلم في الحلال والحرام لم يودعها الشافعي كتبه قال لا قال حرملة قال الشافعي كنت أقرئ الناس وأنا ابن ثلاث عشرة سنة وحفظت الموطأ قبل أن أحتلم قال الحسن بن علي الطوسي حدثنا أبو اسماعيل الترمذي سمعت البويطي يقول سئل الشافعي كم أصول الأحكام فقال خمس مئة قيل له كم أصول السنن قال خمس مئة قيل له كم منها عند مالك قال كلها إلا خمسة وثلاثين حديثا قيل له كم عند ابن عيينة قال كلها الا خمسة قال الربيع بن سليمان سمعت الشافعي يقول من حلف باسم من أسماء الله فحنث فعليه الكفارة لأن اسم الله غير مخلوق ومن حلف بالكعبة وبالصفا والمروة فليس عليه كفارة لأنه مخلوققال حرملة سمعت الشافعي يقول وددت أن كل علم أعلمه تعلمه الناس أوجر عليه ولا يحمدوني قال محمد بن مسلم بن وارة سألت احمد بن حنبل ما ترى في كتب الشافعي التي عند العراقيين أهي أحب اليك أو التي بمصر قال عليك بالكتب التي عملها بمصر فإنه وضع هذه الكتب بالعراق ولم يحكمها ثم رجع إلى مصر فأحكم تلك وقلت لأحمد ما ترى لي من الكتب أن أنظر فيه رأي مالك أو الثوري أو الأوزاعي فقال لي قولا اجلهم أن أذكره وقال عليك بالشافعي فإنه أكثرهم صوابا وأتبعهم للآثار قال عبد الله بن ناجية الحافظ سمعت ابن وارة يقول قدمت من مصر فأتيت احمد بن حنبل فقال لي كتبت كتب الشافعي قلت لا قال فرطت ما عرفنا العموم من الخصوص وناسخ الحديث من منسوخه حتى جالسنا الشافعي قال فحملني ذلك على الرجوع إلى مصر فكتبتها تفرد بهذه الحكاية عن ابن ناجية عبد الله بن محمد الرازي الصوفيوليس هو بثقة قال محمد بن يعقوب الفرجي سمعت علي بن المديني يقول عليكم بكتب الشافعي قلت ومن بعض فنون هذا الإمام الطب كان يدريه نقل ذلك غير واحد فعنه قال عجبا لمن يدخل الحمام ثم لا يأكل من ساعته كيف يعيش وعجبا لمن يحتجم ثم يأكل من ساعته كيف يعيش حرملة عن الشافعي قال من أكل الأترج ثم نام لم آمن ان تصيبه ذبحة قال محمد بن عصمة الجوزجاني سمعت الربيع سمعت الشافعي يقول ثلاثة أشياء دواء من لا دواء له وأعيت الأطباء مداواته العنب ولبن اللقاح وقصب السكر لولا قصب السكر ما أقمت ببلدكم وسمعته يقول كان غلامي أعشى لم يكن يبصر باب الدار فأخذت له زيادة الكبد فكحلته بها فأبصر وعنه عجبا لمن تعشى البيض المسلوق فنام كيف لا يموت وعنه الفول يزيد في الدماغ والدماغ يزيد في العقلوعنه لم أر أنفع للوباء من البنفسج يدهن به ويشرب قال صالح بن محمد جزرة سمعت الربيع سمعت الشافعي يقول لا أعلم علما بعد الحلال والحرام أنبل من الطب إلا أن أهل الكتاب قد غلبونا عليه قال حرملة كان الشافعي يتلهف على ما ضيع المسلمون من الطب ويقول ضيعوا ثلث العلم ووكلوه إلى اليهود والنصارى ويقال إن الإمام نظر إلى شيء من النجوم ثم هجره وتاب منه فقال الحافظ أبو الشيخ حدثنا عمرو بن عثمان المكي حدثنا ابن بنت الشافعي سمعت أبي يقول كان الشافعي وهو حدث ينظر في النجوم وما ينظر في شيء إلا فاق فيه فجلس يوما وامرأته تطلق فحسب فقال تلد جارية عوراء على فرجها خال اسود تموت إلى يوم كذا وكذا فولدت كما قال فجعل على نفسه أن لا ينظر فيه أبدا ودفن تلك الكتب قال فوران قسمت كتب الإمام أبي عبد الله بين ولديه فوجدت فيها رسالتي الشافعي العراقية والمصرية بخط أبي عبد الله رحمه الله قال أبو بكر الصومعي سمعت احمد بن حنبل يقول صاحب حديث لا يشبع من كتب الشافعي قال علي بن احمد الدخمسيني سمعت علي بن احمد بن النضرالأزدي سمعت احمد بن حنبل وسئل عن الشافعي فقال لقد من الله علينا به لقد كنا تعلمنا كلام القوم وكتبنا كتبهم حتى قدم علينا فلما سمعنا كلامه علمنا انه أعلم من غيره وقد جالسناه الأيام والليالي فما رأينا منه إلا كل خير فقيل له يا ابا عبد الله كان يحيى وأبو عبيد لا يرضيانه يشير إلى التشيع وانهما نسباه إلى ذلك فقال احمد بن حنبل ما ندري ما يقولان والله ما رأينا منه إلا خيرا قلت من زعم ان الشافعي يتشيع فهو مفتر لا يدري ما يقول قد قال الزبير بن عبد الواحد الاستراباذي اخبرنا حمزة بن علي الجوهري حدثنا الربيع بن سليمان قال حججنا مع الشافعي فما ارتقى شرفا ولا هبط واديا إلا وهو يبكي وينشد * يا راكبا قف بالمحصب من منى * واهتف بقاعد خيفنا والناهض * * سحرا إذا فاض الحجيج إلى منى * فيضا كملتطم الفرات الفائض * * إن كان رفضا حب آل محمد * فليشهد الثقلان أني رافضي *قلت لو كان شيعيا وحاشاه من ذلك لما قال الخلفاء الراشدون خمسة بدأ بالصديق وختم بعمر بن عبد العزيز الحافظ ابن عدي حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر القزويني حدثنا صالح بن احمد سمعت أبي يقول سمعت الموطأ من الشافعي لأني رأيته فيه ثبتا وقد سمعته من جماعة قبله الحاكم سمعت أبا بكر محمد بن علي الشاشي الفقيه يقول دخلت على ابن خزيمة فقال يا بني على من درست الفقه فسميت له ابا الليث فقال وعلى من درس قلت على ابن سريج فقال وهل اخذ ابن سريج العلم إلا من كتب مستعارة فقال رجل أبو الليث هذا مهجور بالشاشي فإن البلد حنابلة فقال ابن خزيمة وهل كان ابن حنبل إلا غلاما من غلمان الشافعي زكريا الساجي قلت لأبي داود من أصحاب الشافعي فقال أولهم الحميدي واحمد بن حنبل والبويطي ويروى بطريقين عن الشافعي قال إذا رأيت رجلا من أصحابالحديث فكأني رأيت رجلا من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم جزاهم الله خيرا هم حفظوا لنا الأصل فلهم علنيا الفضل انبأنا محمد بن محمد بن مناقب عن محمد بن محمد بن محمد بن غانم اخبرنا أبو موسى المديني اخبرنا أبو علي الحداد اخبرنا أبو سعد السمان اخبرنا احمد بن محمد بن محمود بتستر حدثنا الحسن بن احمد ابن المبارك حدثنا عبد الله بن احمد بن حنبل حدثني أبي حدثنا سليمان ابن داود الهاشمي حدثنا الشافعي عن يحيى بن سليم عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر ان النبي صلى الله عليه وسلم صلى صلاة الكسوف أربع ركعات وأربع سجدات رواه الحافظ أبو سعيد النقاش حدثنا علي بن الفضل حدثنا عبد الله ابن محمد بن زياد حدثنا ابن الامام احمد فذكر نحوه وأخبرناه أبو علي القلانسي اخبرنا جعفر اخبرنا السلفي اخبرنا اسماعيل بن مالك اخبرنا أبو يعلى الخليلي حدثنا الحسين بن عبد الرزاق حدثنا علي بن ابراهيم بن سلمة القزويني حدثنا عبد الله بن احمد ابن حنبل فذكره بنحوه اخبرنا يوسف بن زكي الحافظ في سنة اربع وتسعين اخبرناالمسلم بن محمد القيسي وعلي بن احمد قلت وأجازه المذكوران لي وعبد الرحمن بن محمد الفقيه ان حنبل بن عبد الله اخبرهم اخبرنا هبة الله بن محمد اخبرنا أبو علي بن المذهب اخبرنا احمد بن جعفر المالكي اخبرنا عبد الله بن احمد بن حنبل حدثني أبي حدثنا محمد بن ادريس الشافعي اخبرنا مالك عن نافع عن ابن عمر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يبع بعضكم على بيع بعض ونهى عن النجش ونهى عن بيع حبل الحبلة ونهى عن المزابنة والمزابنة بيع الثمر بالثمر كيلا وبيع الكرم بالزبيب كيلا هذا حديث صحيح متفق عليه وبعض الأئمة يفرقه ويجعله اربعة احاديث وهذه البيوع الأربعة محرمة والأخيران منها فاسدان اخبرنا أبو الحسين علي بن محمد الفقيه ومحد بن أبي العز البزاز وست الوزراء بنت القاضي عمر بن اسعد سماعا قالوا اخبرنا أبو عبد الله الحسين بن المبارك اليماني ( ح ) واخبرنا احمد بن عبد المنعم القزويني اخبرنا محمد بن سعيد الصوفي ببغداد قال اخبرنا طاهر بن محمدالمقدسي اخبرنا مكي بن منصور الكرجي ( ح ) وانبأنا احمد بن سلامة وغيره عن احمد بن محمد التيمي ان عبد الغفار بن محمد التاجر اجاز لهم قالا اخبرنا أبو بكر احمد بن الحسن القاضي حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب اخبرنا الربيع بن سليمان المرادي اخبرنا محمد بن ادريس اخبرنا مسلم بن خالد عن ابن جريج عن عطاء ابن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعائشة طوافك بالبيت وبين الصفا والمروة يكفيك لحجك وعمرتك وبه قال الشافعي واخبرنا ابن عيينة عن ابن نجيح عن عطاء عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثله وربما ارسله عطاء هذا حديث صالح الاسناد اخرجه أبو داود عن الربيعقرأت على عبد المؤمن بن خلف الحافظ وعلي أبي الحسين بن الفقيه اخبركما الحافظ أبو محمد عبد العظيم بن عبد القوي المنذري اخبرنا علي بن المفضل الحافظ من حفظي حدثنا شيخ الاسلام أبو طاهر السلفي لفظا حدثنا الامام أبو الحسن علي بن محمد الطبراني إلكيا من لفظه ببغداد اخبرنا امام الحرمين أبو المعالي عبد الملك بن عبد الله بن يوسف الجويني اخبرنا أبي أبو محمد الفقيه واخبرنا احمد بن عبد المنعم القزويني اخبرنا محمد بن الخازن ( ح ) واخبرنا ابن الفقيه وابن مشرف ووزيرة قالوا اخبرنا أبو عبد الله بن الزبيدي قالا اخبرنا أبو زرعة طاهر بن محمد المقدسي اخبرنا مكي بن علان قالا اخبرنا القاضي أبو بكرالجيزي حدثنا أبو العباس الأصم حدثنا الربيع بن سليمان حدثنا الشافعي عن مالك عن نافع عن ابن عمر ان النبي صلى الله عليه وسلم قال المتبايعان كل واحد منهما على صاحبه بالخيار ما لم يتفرقا إلا بيع الخيار أخرجه البخاري عن ابن يوسف ومسلم عن يحيى بن يحيى وأبو داود عن القعنبي جميعا عن مالك وهو مسلسل في طريقنا الأول بالفقهاء إلى منتهاه وأخبرناه عاليا أحمد بن هبة الله بن تاج الأمناء قراءة عن المؤيد بن محمد الطوسي اخبرنا هبة الله بن سهل اخبرنا أبو عثمان سعيد بن محمد اخبرنا زاهر بن احمد الفقيه اخبرنا ابراهيم بن عبد الصمد حدثنا أبو مصعب الزهري حدثنا مالك بن انس واخبرنا به أبو محمد عبد الخالق بن عبد السلام ببعلبك اخبرنا عبد الرحمن بن ابراهيم اخبرتنا شهدة بنتاحمد الكاتبة اخبرنا احمد بن عبد القادر ( ح ) واخبرنا سنقر بن عبد الله بحلب اخبرنا عبد اللطيف بن يوسف اخبرنا يحيى بن ثابت بن بندار البقال اخبرنا أبي قالا اخبرنا عثمان بن دوست العلاف اخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله البزاز حدثنا اسحاق بن الحسن الحربي حدثنا عبد الله ابن مسلمة اخبرنا مالك عن نافع عن ابن عمر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال المتبايعان كل واحد منهما بالخيار ما لم يتفرقا الا بيع الخيار وبه إلى القعنبي قال مالك وليس لهذا عندنا وجه معروف ولا أمر معمول قلت قد عمل جمهور الأئمة بمقتضاه أولهم عبد الله بن عمر راوي الحديث والله اعلم اخبرنا أبو المعالي احمد بن اسحاق الهمذاني بقراءتي عليه اخبرنا أبو البركات الحسن بن محمد سنة عشرين وست مئة اخبرنا محمد بن خليل القيسي واخبرنا أبو جعفر محمد بن علي السلمي واحمد بن عبد الرحمن الصوري قالا اخبرنا أبو القاسم بن صصرى اخبرنا أبو القاسم الحسين بن الحسن الاسدي وابو يعلى حمزة بن علي الثعلبي واخبرنا علي بن محمدالحافظ وعمر بن عبد المنعم الطائي وعبد المنعم بن عبد اللطيف ومحمد بن محمد الفارسي وغيرهم قالوا اخبرنا القاضي أبو نصر محمد بن هبة الله الشافعي واخبرنا الحسن بن علي بن الجوهري وخديجة بنت يوسف الواعظة قالا اخبرنا مكرم بن محمد بن أبي الصقر واخبرنا أبو اسحاق ابراهيم بن احمد بن القواس وابن عمه أبو حفص عمر بن عبد المنعم والقاضي تقي الدين سليمان بن أبي عمر والتقي بن مؤمن وفاطمة بنت سليمان وابو علي بن الخلال ومحمد بن الحسن الارموي وست الفخر بنت عبد الرحمن قالوا حدثتنا ام الفضل كريمة بنت عبد الوهاب القرشية قالوا ثلاثتهم اخبرنا أبو يعلى بن الحبوبي قال هو وابن خليل والأسدي اخبرنا أبو القاسم علي بن محمد بن علي بن أبي العلا المصيصي قراءة عليه أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عثمان بن القاسم ابن أبي نصر التميمي سنة ثمان عشرة واربع مئة اخبرنا ابراهيم بن محمد بن احمد بن أبي ثابت في سنة ست وثلاثين وثلاث مئة حدثنا الربيع بن سليمان حدثنا محمد بن ادريس الشافعي حدثنا ابن عيينة عن جامع وعبد الملك سمعا ابا وائل يخبر عن عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من حلف على يمين يقتطع بها مال امرئ مسلم لقي الله يوم القيامة وهو عليه غضبان قيل يا رسول الله وان كان شيئا يسيرا قال وان كان سواكا من اراكاخبرنا أبو الحسين يحيى بن احمد الجذامي وعلي بن احمد الحسيني ومحمد بن الحسين القرشي بقراءتي قالوا اخبرنا محمد بن عماد اخبرنا عبد الله بن رفاعة اخبرنا أبو الحسن الخلعي اخبرنا عبد الرحمن بن عمر المالكي اخبرنا أبو الطاهر احمد بن محمد المديني حدثنا يونس بن عبد الاعلى عن الشافعي عن محمد بن خالد الجندي عن ابان ابن صالح عن الحسن عن انس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يزداد الامر الا شدة ولا الدنيا الا ادبارا ولا الناس الا شحا ولا تقوم الساعة الا على شرار الناس ولا مهدي الا عيسى ابن مريم اخرجه ابن ماجه عن يونس فوافقناه وهو خبر منكر تفرد به يونس ابن عبد الاعلى الصدفي احد الثقات ولكنه ما احسبه سمعه من الشافعي بل أخبره به مخبر مجهول ليس بمعتمد وقد جاء في بعض طرقه الثابتة عن يونس قال حدثت عن الشافعي فذكرهاخبرنا الحسن بن علي القلانسي اخبرنا عبد الله بن عمر اخبرنا عبد الاول بن عيسى اخبرنا أبو اسماعيل عبد الله بن محمد الحافظ اخبرنا محمد بن احمد الجارودي اخبرنا أبو اسحاق القراب اخبرنا أبو يحيى الساجي حدثنا أبو داود السجزي حدثنا احمد بن حنبل حدثنا الشافعي حدثنا مالك عن ابن عجلان عن ابيه قال اذا اغفل العالم لا ادري اصيبت مقاتله فغلب هذا الاسناد مسلسل بالحفاظ من أبي اسماعيل إلى عجلان رحمه الله وبه الى أبي اسماعيل قال اخبرنا اسماعيل بن ابراهيم اخبرنا محمد ابن عبد الله اخبرنا أبو الوليد حسان بن محمد الفقيه حدثنا ابراهيم بن محمد الكوفي وكان من الاسلام بمكان قال رأيت الشافعي بمكة يفتي الناس ورأيت احمد واسحاق حاضرين فقال الشافعي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهل ترك لنا عقيل من دار فقال اسحاق حدثنا يزيد عن الحسن واخبرنا أبو نعيم وعبدة عن سفيان عن منصور عن ابراهيم انهما لم يكونا يريانه وعطاء وطاووس لم يكونا يريانه فقال الشافعي من هذا قيل اسحاق بن ابراهيم الحنظلي ابن راهويه فقال الشافعي انت الذي يزعم اهل خراسان انك فقيههم ما احوجني ان يكون غيرك فيموضعك فكنت امر بعرك اذنيه أقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وانت تقول عطاء وطاووس ومنصور عن ابراهيم والحسن وهل لاحد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حجة وبه إلى أبي اسماعيل قال حدثنا محمد بن محمد بن عبد الله الفقيه املاء سمعت احمد بن محمد بن فراشة الفقيه بمرو سمعت احمد بن منصور الشيرازي سمعت الحسن بن محمد الطبري سمعت محمد بن المغيرة سمعت يونس بن عبد الأعلى سمعت الشافعي وحدثنا عمر بن محمد إملاء اخبرنا محمد بن الحسن الساوي بمرو حدثنا محمد بن أبي بكر المروزي حدثنا علي بن محمد المروزي حدثنا أبو الفضل صالح بن محمد الرازي سمعت البويطي سمعت الشافعي يقول إذا رأيت رجلا من اصحاب الحديث فكأني رأيت رجلا من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم زاد البويطي قال الشافعي جزاهم الله خيرا فهم حفظوا لنا الأصل فلهم علنيا فضلوبه اخبرنا محمد بن احمد الجارودي اخبرنا أبو اسحاق القراب اخبرنا أبو يحيى الساجي عن البويطي سمعت الشافعي يقول عليكم بأصحاب الحديث فإنهم اكثر الناس صوابا ويروى عن الشافعي لولا المحابر لخطبت الزنادقة على المنابر الأصم حدثنا الربيع قال الشافعي المحدثات من الأمور ضربان ما احدث يخالف كتابا او سنة او اثرا او اجماعا فهذه البدعة ضلالة وما احدث من الخير لا خلاف فيه لواحد من هذا فهذه محدثة غير مذمومة قد قال عمر في قيام رمضان نعمت البدعة هذه يعني انها محدثة لم تكن واذ كانت فليس فيها رد لما مضى رواه البيهقي عن الصدفي عن الاصم قال احمد بن سلمة النيسابوري تزوج اسحاق بن راهويه بامرأة رجل كان عنده كتب الشافعي مات لم يتزوج بها الا للكتب قال فوضع جامع الكبير على كتاب الشافعي ووضع جامع الصغير على جامع سفيان فقدم أبو اسماعيل الترمذي نيسابور وكان عنده كتب الشافعي عن البويطي فقال له اسحاق لا تحدث بكتب الشافعي ما دمت هنا فأجابه قال داود بن علي سمعت ابن راهويه يقول ما كنت اعلم ان الشافعي في هذا المحل ولو علمت لم افارقهقال محمد بن ابراهيم البوشنجي قال اسحاق قلت للشافعي ما حال جعفر بن محمد عندكم فقال ثقة كتبنا عن إبراهيم بن أبي يحيى عنه اربع مئة حديث قال يونس بن عبد الاعلى سمعت الشافعي يقول ما رأيت افقه من سفيان بن عيينة ولا اسكت عن الفتيا منه روى أبو الشيخ الحافظ وغيره من غير وجه ان الشافعي لما دخل مصر اتاه جلة اصحاب مالك واقبلوا عليه فلما ان رأوه يخالف مالكا وينقض عليه جفوه وتنكروا له فأنشأ يقول * أأنثر دار بين سارحة النعم * وأنظم منثورا لراعية الغنم * * لعمري لئن ضيعت في شر بلدة * فلست مضيعا بينهم غرر الحكم * * فإن فرج الله اللطيف بلطفه * وصادفت أهلا للعلوم وللحكم * * بثثت مفيدا واستفدت ودادهم * وإلا فمخزون لدي ومكتتم * * ومن منح الجهال علما أضاعه * ومن منع المستوجبين فقد ظلم * * وكاتم علم الدين عمن يريده * يبوء بإثم زاد وآثم إذا كتم *قال أبو عبد الله بن مندة حدثت عن الربيع قال رأيت اشهب ابن عبد العزيز ساجدا يقول في سجوده اللهم امت الشافعي لا يذهب علم مالك فبلغ الشافعي فأنشأ يقول * تمنى رجال أن أموت وإن أمت * فتلك سبيل لست فيها بأوحد * * فقل للذي يبغي خلاف الذي مضى * تهيأ لأخرى مثلها فكأن قد * * وقد علموا لو ينفع العلم عندهم * لئن مت ما الداعي علي بمخلد * قال مبرد دخل رجل على الشافعي فقال إن اصحاب أبي حنيفة لفصحاء فأنشأ يقول * فلولا الشعر بالعلماء يزري * لكنت اليوم أشعر من لبيد * * وأشجع في الوغى من كل ليث * وآل مهلب وأبي يزيد * * ولولا خشية الرحمن ربي * حسبت الناس كلهم عبيدي *ولأبي عبد الله محمد بن ابراهيم البوشنجي في الشافعي * ومن شعب الايمان حب ابن شافع * وفرض أكيد حبه لا تطوع * * وإني حياتي شافعي فإن أمت * فتوصيتي بعدي بأن يتشفعوا * قال الامام أبو عبد الله محمد بن محمد بن محمد بن غانم في كتاب مناقب الشافعي له وهو مجلد جمعت ديوان شعر الشافعي كتابا على حدة ثم إنه ساق بإسناد له إلى ثعلب قال الشافعي إمام في اللغة قال أبو نعيم بن عدي الحافظ سمعت الربيع مرارا يقول لورأيت الشافعي وحسن بيانه وفصاحته لعجبت ولو أنه ألف هذه الكتب على عربيته التي كان يتكلم بها معنا في المناظرة لم نقدر على قراءة كتبه لفصاحته وغرائب ألفاظه غير أنه كان في تأليفه يوضح للعوام حرملة سمعت الشافعي يقول ما جهل الناس ولا اختلفوا إلا لتركهم لسان العرب وميلهم إلى لسان ارسطاطاليس هذه حكاية نافعة لكنها منكرة ما أعتقد أن الإمام تفوه بها ولا كانت اوضاع ارسطو طاليس عربت بعد البتة رواها أبو الحسن علي بن مهدي الفقيه حدثنا محمد بن هارون حدثنا هميم بن همام حدثنا حرملة ابن هارون مجهول قال مصعب بن عبد الله ما رأيت أحدا أعلم بأيام الناس من الشافعي ونقل الإمام ابن سريج عن بعض النسابين قال كان الشافعي من أعلم الناس بالأنساب لقد اجتمعوا معه ليلة فذاكرهم بأنساب النساء إلى الصباح وقال أنساب الرجال يعرفها كل أحد الحسن بن رشيق اخبرنا احمد بن علي المدائني قال قال المزني قدم علينا الشافعي فأتاه ابن هشام صاحب المغازي فذاكره أنساب الرجال فقال له الشافعي دع عنك أنساب الرجال فإنها لاتذهب عنا وعنك وحدثنا في أنساب النساء فلما أخذوا فيها بقي ابن هشام قال يونس الصدفي كان الشافعي إذا أخذ في أيام الناس قلت هذه صناعته وعن الشافعي قال ما أردت بها يعني العربية والأخبار إلا للاستعانة على الفقه قال أبو حاتم حدثنا يونس بن عبد الأعلى قال ما رأيت أحدا لقي من السقم ما لقي الشافعي فدخلت عليه فقال اقرأ ما بعد العشرين والمئة من آل عمران فقرأت فلما قمت قال لا تغفل عني فإني مكروب قال يونس عني بقراءتي ما لقي النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه أو نحوه ابن خزيمة وغيره حدثنا المزني قال دخلت على الشافعي في موضه الذي مات فيه فقلت يا أبا عبد الله كيف أصبحت فرفع رأسه وقال أصبحت من الدنيا راحلا ولإخواني مفارقا ولسوء عملي ملاقيا وعلى الله واردا ما أدري روحي تصير إلى جنة فأهنيهاأو إلى نار فأعزيها ثم بكى وأنشأ يقول * ولما قسا قلبي وضاقت مذاهبي * جعلت رجائي دون عفوك سلما * * تعاظمني ذنبي فلما قرنته * بعفوك ربي كان عفوك أعظما * * فما زلت ذا عفو عن الذنب لم تزل * تجود وتعفو منه وتكرما * * فإن تنتقم مني فلست بآيس * ولو دخلت نفسي بجرمي جهنما * * ولولاك لم يغوي بإبليس عابد * فكيف وقد أغوى صفيك آدما * * وإني لآتي الذنب أعرف قدره * وأعلم أن الله يعفو ترحما * إسناده ثابت عنه قال أبو العباس الأصم حدثنا الربيع بن سليمان دخلت على الشافعي وهو مريض فسألني عن اصحابنا فقلت إنهم يتكلمون فقال ما ناظرت احدا قط على الغلبة وبودي ان جميع الخلق تعلموا هذا الكتاب يعني كتبه على ان لا ينسب إلي منه شيء قال هذا يوم الأحد ومات يوم الخميس وانصرفنا من جنازته ليلة الجمعة فرأينا هلال شعبان سنة أربع ومئتين وله نيف وخمسون سنة ابن أبي حاتم كتب إلي أبو محمد السجستاني نزيل مكة حدثني الحارث بن سريج قال دخلت مع الشافعي على خادم الرشيد وهو في بيت قد فرش بالديباج فلما أبصره رجع فقال له الخادم ادخل قال لا يحل افتراش الحرم فقام الخادم متبسماحتى دخل بيتا قد فرش بالأرمني فدخل الشافعي ثم أقبل عليه فقال هذا حلال وذاك حرام وهذا احسن من ذاك واكثر ثمنا فتبسم الخادم وسكت وعن الربيع للشافعي * لقد اصبحت نفسي تتوق إلى مصر * ومن دونها أرض المهامه والقفر * * فوالله ما ادري أللمال والغنى * اساق اليها أم أساق إلى قبري * قال الميموني سمعت احمد يقول سألت الشافعي عن القياس فقال عند الضرورات اخبرنا أبو علي بن الخلال اخبرنا ابن اللتي اخبرنا أبو الوقت اخبرنا أبو اسماعيل الانصاري اخبرنا محمد بن موسى حدثنا محمد ابن يعقوب سمعت الربيع يقول سمعت الشافعي يقول إذا وجدتمفي كتابي خلاف سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقولوا بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ودعوا ما قلت سمعنا جزءا في رحلة الشافعي فلم اسق منه شيئا لانه باطل لمن تأمله وكذلك عزي اليه اقوال واصول لم تثبت عنه ورواية ابن عبد الحكم عنه في محاش النساء منكرة ونصوصه في تواليفه بخلاف ذلكوكذا وصية الشافعي من رواية الحسين بن هشام البلدي غير صحيحه وقال شيخ الاسلام علي بن احمد بن يوسف الهكاري في كتاب عقيدة الشافعي له اخبرنا أبو يعلى الخليل بن عبد الله الحافظ اخبرنا أبو القاسم بن علقمة الابهري حدثنا عبد الرحمن بن أبي حاتم حدثنا يونس بن عبد الاعلى سمعت ابا عبد الله الشافعي يقول وقد سئل عن صفات الله تعالى وما يؤمن به فقال لله اسماء وصفات جاء بها كتابه واخبر بها نبيه صلى الله عليه وسلم امته لا يسع احدا قامت عليه الحجة ردها لان القرآن نزل بها وصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم القول بها فإن خالفذلك بعد ثبوت الحجة عليه فهو كافر فأما قبل ثبوت الحجة فمعذور بالجهل لان علم ذلك لا يدرك بالعقل ولا بالروية والفكر ولا نكفر بالجهل بها احدا الا بعد انتهاء الخبر اليه بها ونثبت هذه الصفات وننفي عنها التشبيه كما نفاه عن نفسه فقال ^ ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ^ الشورى 11 قال مصعب بن عبد الله كان الشافعي يسمر مع أبي إلى الصباح وقال المبرد كان الشافعي من اشعر الناس وآدب الناس واعرفهم بالقراءات ومن مناقب هذا الامام قول النبي صلى الله عليه وسلم انما بنو هاشم وبنو المطلب شيء واحد لم يفارقونا في جاهلية ولا إسلام اخرجه البخاريقال يحيى القطان مما نقله البيهقي في المدخل له ما رايت اعقل او قال افقه من الشافعي وانا ادعو الله له اخصه به وقال الحاكم حدثنا الزبير بن عبد الواحد حدثني العباس بن الفضل بأرسوف حدثنا محمد بن عوف سمعت احمد بن حنبل يقول الشافعي فيلسوف في اربعة اشياء في اللغة واختلاف الناس والمعاني والفقه قال ابراهيم الحربي سألت احمد عن الشافعي فقال حديث صحيح ورأي صحيح وسألته عن مالك وذكر القصة احمد بن محمد بن عبيدة حدثنا يونس بن عبد الأعلى قال كان الشافعي إذا أخذ في التفسير كأنه شهد التنزيل قال البيهقي فيما اجاز لنا ابن علان وفاطمة بنت عساكر عن منصورالفراوي اخبرنا أبو المعالي الفارسي اخبرنا أبو بكر البيهقي اخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي حدثنا محمد بن العباس العصمي حدثنا أبو اسحاق بن ياسين الهروي حدثنا ابراهيم بن اسحاق الانصاري سمعت المروذي يقول قال احمد بن حنبل اذا سئلت عن مسألة لا اعرف فيها خبرا قلت فيها بقول الشافعي لانه امام قرشي وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال عالم قريش يملأ الأرض علما إلى ان قال احمد واني لادعو للشافعي منذ اربعين سنة في صلاتي روى أبو داود الطيالسي واسحاق بن اسرائيل حدثنا جعفر بن سليمان عن أبي الجارود النضر بن حميد عن أبي الجارود عن أبي الاحوص عن عبد الله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تسبوا قريشا فان عالمها يملأ الأرض علما قلت النضر قال فيه أبو حاتم متروك الحديثقال أبو بكر بن زياد النيسابوري سمعت الربيع يقول كان الشافعي يختم القرآن في كل رمضان ستين ختمة وفي كل شهر ثلاثين ختمة وكان يحدث وطست تحته فقال يوما اللهم ان كان لك فيه رضى فزد فبعث اليه ادريس بن يحيى المعافري يعني زاهد مصر لست من رجال البلاء فسل الله العافية الزبير بن عبد الواحد حدثنا محمد بن عقيل الفريابي قال قال المزني او الربيع كنا يوما عند الشافعي اذ جاء شيخ عليه ثياب صوف وفي يده عكازة فقام الشافعي وسوى عليه ثيابه وسلم الشيخ وجلس واخذ الشافعي ينظر إلى الشيخ هيبة له إذ قال الشيخ أسأل قال سل قال ما الحجة في دين الله قال كتاب الله قال وماذا قال سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وماذا قال اتفاق الامة قال من اين قلت اتفاق الامة فتدبر الشافعي ساعة فقال الشيخ قد اجلتك ثلاثا فإن جئت بحجة من كتاب الله والا تب الى الله تعالى فتغير لون الشافعي ثم انه ذهب فلم يخرج إلى اليوم الثالث بين الظهر والعصر وقد انتفخ وجهه ويداه ورجلاه وهو مسقام فجلس فلم يكنبأسرع من ان جاء الشيخ فسلم وجلس فقال حاجتي فقال الشافعي نعم اعوذ بالله من الشيطان الرجيم قال الله تعالى ^ ومن يشاقق الرسول من بعدما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ^ الآية النساء 115 قال فلا يصليه على خلاف المؤمنين إلا وهو فرض فقال صدقت وقام فذهب فقال الشافعي قرأت القرآن في كل يوم وليلة ثلاث مرات حتى وقفت عليه انبئت بهذه القصة عن منصور الفراوي اخبرنا محمد بن اسماعيل الفارسي اخبرنا أبو بكر البيهقي اخبرنا أبو عبد الله الحافظ حدثنا الزبير فذكرهاقلت الزعفراني قدم علينا الشافعي بغداد في سنة خمس وتسعين فأقام عندنا شهرا ثم خرج وكان يخضب بالحناء وكان خفيف العارضين وقال أحمد بن سنان رأيته أحمر الرأس واللحية يعني أنه اختضب قال الطبراني سمعت أبا يزيد القراطيسي يقول حضرت جنازة ابن وهب وحضرت مجلس الشافعي أبو نعيم في الحلية حدثنا عبيد بن خلف البزار حدثني إسحاق بن عبد الرحمن سمعت حسنا الكرابيسي سمعت الشافعي يقول كنت امرأ أكتب الشعر فآتي البوادي فأسمع منهم فقدمت مكة فخرجت وأنا اتمثل بشعر للبيد وأضرب وحشي قدمي بالسوط فضربني رجل من ورائي من الحجبة فقال رجل من قريش ثم ابن المطلب رضي من دينه ودنياه أن يكون معلما ما الشعر إذا استحكمت فيه فعدت معلما تفقه يعلك الله فنفعني الله بكلامه فكتبت ما شاء الله من ابن عيينه ثم كنت أجالس مسلم بن خالد ثم قدمت على مالك فلما عرضت عليه الى كتاب السير قال لي تفقه تعل يا ابن أخي فجئت إلى مصعب بن عبد الله فكلمته أن يكلم لي بعض أهلنا فيعطيني شيئا فإنه كان بي من الفقر والفاقة ما الله به عليم فقال ليمصعب أتيت فلانا فكلمته فقال أتكلمني في رجل كان منا فخالفنا قال فأعطاني مئة دينار ثم قال لي مصعب ان الرشيد كتب إلي أن أصير إلى اليمن قاضيا فتخرج معنا لعل الله أن يعوضك فخرجت معه وجالسنا الناس فكتب مطرف بن مازن إلى الرشيد إن أردت اليمن لا يفسد عليك ولا يخرج من يدك فأخرج عنه محمد بن إدريس وذكر أقواما من الطالبيين فبعث إلى حماد البربري فأوثقت بالحديد حتى قدمنا على هارون الرقة فأدخلت عليه وذكر اجتماعه بعد بمحمد بن الحسن ومناظرته له قال الحميدي عن الشافعي قال كان منزلنا بمكة في شعب الخيف فكنت أنظر إلى العظم يلوح فأكتب فيه الحديث أو المسألة وكانت لنا جرة قديمة فإذا امتلأ العظم طرحته في الجرة قال عمرو بن عثمان المكي عن الزعفراني عن يحيى بن معين سمعت يحيى بن سعيد يقول أنا ادعو الله للشافعي في صلاتي منذ أربع سنين قال ابن ماجة القزويني جاء يحيى بن معين إلى أحمد بن حنبل فبينا هو عنده إذ مر الشافعي على بغلته فوثب أحمد يسلم عليه وتبعه فأبطأ ويحيى جالس فلما جاء قال يحيى يا أبا عبد اللهكم هذا فقال دع عنك هذا إن أردت الفقه فالزم ذنب البغلة قال أحمد بن العباس النسائي سمعت أحمد بن حنبل مالا أحصيه وهو يقول قال أبو عبد الله الشافعي ثم قال ما رأيت أحدا أتبع للأثر من الشافعي أبو حاتم حدثنا يونس سمعت الشافعي يقول ناظرت يوما محمد ابن الحسن فاشتد مناظرتي له فجعلت أوداجه تنتفخ وأزراره تنقطع زرا زرا وعن الشافعي قال سميت ببغداد ناصر الحديث وقال يونس سمعت الشافعي يقول ما فاتني أحد كان اشد علي من الليث وابن أبي ذئب والليث أتبع للأثر من مالكأخبرنا أحمد بن سلامة إجازة عن مسعود الجمال أخبرنا أبو علي الحداد اخبرنا أبو نعيم حدثنا محمد بن عبد الرحمن بن سهل حدثني حسان بن أبان القاضي بمصر حدثني جامع بن القاسم البلخي حدثني أبو بكر محمد بن يزيد بن حكيم المستملي قال رأيت الشافعي في المسجد الحرام وقد جعلت له طنافس فجلس عليها فأتاه رجل من اهل خراسان فقال يا ابا عبد الله ما تقول في اكل فرخ الزنبور فقال حرام فقال حرام قال نعم من كتاب الله وسنة رسول الله والمعقول اعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم ^ وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا ^ الحشر 7 وحدثنا سفيان عن زائدة عن عبد الملك بن عمير عن مولى لربعي عن حذيفة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر هذا الكتاب والسنة وحدثونا عن اسرائيل قال أبو بكر المستملي حدثنا أبو احمد عن إسرائيل عن ابراهيم بن عبد الأعلى عن سويد بن غفلة ان عمر امر بقتل الزنبور وفي المعقول ان ما امر بقتله فحرام اكله وقال أبو نعيم حدثنا الحسن بن سعيد حدثنا زكريا الساجي سمعت البويطي سمعت الشافعي يقول انما خلق الله الخلق بكن فإذا كانت كن مخلوقة فكأن مخلوقا خلق بمخلوقالربيع سمعت الشافعي يقول لم ار أحدا أشهد بالزور من الرافضة وقال لا يبلغ في هذا الشأن رجل حتى يضر به الفقر ويؤثره على كل شيء وقال يونس بن عبد الأعلى سمعت الشافعي يقول يا يونس الانقباض عن الناس مكسبة للعداوة والانبساط إليهم مجلبة لقرناء السوء فكن بين المنقبض والمنبسط وقال لي رضى الناس غاية لا تدرك وليس إلى السلامة منهم سبيل فعليك بما ينفعك فالزمه وعن الشافعي العلم ما نفع ليس العلم ما حفظ وعنه اللبيب العاقل هو الفطن المتغافل وعنه لم أعلم أن الماء البارد ينقص مروءتي ما شربتهأبو نعيم حدثنا ابن المقرئ سمعت يوسف بن محمد بن يوسف المروزي يقول عن عمر بن محمد بن عبد الله بن عبد الحكم عن أبيه سمعت الشافعي يقول بينما أنا أدور في طلب العلم ودخلت اليمن فقيل لي بها إنسان من وسطها إلى أسفل بدن امرأة ومن وسطها إلى فوق بدنان مفترقان بأربع أيد ورأسين ووجهين فأحببت أن أنظر إليها فلم أستحل حتى خطبتها من أبيها فدخلت فإذا هي كما ذكر لي فلعهدي بهما وهما يتقاتلان ويتلاطمان ويصطلحان ويأكلان ثم إني نزلت عنها وغبت عن تلك البلد أحسبه قال سنتين ثم عدت فقيل لي أحسن الله عزاءك في الجسد الواحد توفي فعمد إليه فربط من أسفل بحبل وترك حتى ذبل فقطع ودفن قال الشافعي فلعهدي بالجسد الواحد في السوق ذاهبا وجائيا أو نحوه هذه حكاية عجيبة منكرة وفي إسنادها من يجهل وعن الشافعي قال ما نقص من أثمان السود إلا لضعف عقولهم وإلا هو لون من الألوان ابراهيم بن محمد بن الحسن الأصبهاني حدثنا الربيع قال كان الشافعي يختم في رمضان ستين ختمةقال إبراهيم بن محمد الشافعي ما رأيت أحدا أحسن صلاة من الشافعي وذاك أنه أخذ من مسلم بن خالد وأخذ مسلم من ابن جريج وأخذ ابن جريج من عطاء وأخذ عطاء من ابن الزبير وأخذ ابن الزبير من أبي بكر الصديق وأخذ أبو بكر من النبي صلى الله عليه وسلم وعن الشافعي قال رأيت باليمن بنات تسع يحضن كثيرا قال محمد بن عبد الله بن عبد الحكم سمعت الشافعي يقول يقولون ماء العراق وما في الدنيا مثل ماء مصر للرجال لقد قدمت مصر وأنا مثل الخصي ما أتحرك قال فما برح من مصر حتى ولد له محمد بن إبراهيم بن جناد حدثنا الحسن بن عبد العزيز الجروي سمعت الشافعي يقول خلفت ببغداد شيئا أحدثته الزنادقة يسمونه التغبير يشغلون به عن القرآن عن الشافعي ما أفلح سمين قط إلا أن يكون محمد بن الحسنقيل ولم قال لأن العاقل لا يعدو من إحدى خلتين إما يغتم لآخرته أو لدنياه والشحم مع الغم لا ينعقد أخبرنا اسماعيل بن عبد الرحمن بن عمرو المعدل في سنة اثنتين وتسعين وبعدها أخبرنا الحسن بن علي بن الحسين الأسدي أخبرنا جدي أبو القاسم الحسين بن الحسن اخبرنا أبو القاسم علي بن محمد الفقيه اخبرنا محمد بن الفضل بن نظيف الفراء بمصر سنة تسع عشرة واربع مئة حدثنا أحمد بن محمد بن الحسين الصابوني سنة ثمان وأربعين وثلاث مئة حدثنا المزني حدثنا الشافعي عن مالك عن نافع عن عبد الله ان رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن الوصال فقيل انك تواصل فقال لست مثلكم إني أطعم وأسقى قلت كلام الأقران إذا تبرهن لنا أنه بهوى وعصبية لا يلتفت إليه بل يطوى ولا يروى كما تقرر عن الكف عن كثير مما شجر بين الصحابة وقتالهم رضي الله عنهم أجمعين وما زال يمر بنا ذلك في الدواوين والكتب والأجزاء ولكن أكثر ذلك منقطع وضعيف وبعضه كذب وهذا فيما بأيدينا وبين علمائنا فينبغي طيه وإخفاؤه بل إعدامه لتصفو القلوب وتتوفر على حب الصحابة والترضي عنهم وكتمان ذلك متعين عن العامة وآحاد العلماء وقد يرخص في مطالعة ذلك خلوة للعالم المنصف العري من الهوى بشرط أن يستغفر لهم كما علمنا الله تعالىحيث يقول ^ والذين جاؤ وا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ^ الحشر 10 فالقوم لهم سوابق وأعمال مكفرة لما وقع منهم وجهاد محاء وعبادة ممحصة ولسنا ممن يغلو في أحد منهم ولا ندعي فيهم العصمة نقطع بأن بعضهم أفضل من بعض ونقطع بأن أبا بكر وعمر أفضل الأمة ثم تتمة العشرة المشهود لهم بالجنة وحمزة وجعفر ومعاذ وزيد وأمهات المؤمنين وبنات نبينا صلى الله عليه وسلم وأهل بدر مع كونهم على مراتب ثم الأفضل بعدهم مثل أبي الدرداء وسلمان الفارسي وابن عمر وسائر أهل بيعة الرضوان الذين رضي الله عنهم بنص آية سورة الفتح ثم عموم المهاجرين والأنصار كخالد بن الوليد والعباس وعبد الله بن عمرو وهذه الحلبة ثم سائر من صحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وجاهد معه أو حج معه أو سمع منه رضي الله عنهم أجمعين وعن جميع صواحب رسول الله صلى الله عليه وسلم المهاجرات والمدنيات وأم الفضل وأم هانئ الهاشمية وسائر الصحابيات فأما ما تنقله الرافضة وأهل البدع في كتبهم من ذلك فلا نعرج عليه ولا كرامة فأكثره باطل وكذب وافتراء فدأب الروافض رواية الأباطيل أو رد ما في الصحاح والمسانيد ومتى إفاقة من به سكران ثم قد تكلم خلق من التابعين بعضهم في بعض وتحاربوا وجرت أمور لا يمكن شرحها فلا فائدة في بثها ووقع في كتب التواريخ وكتب الجرح والتعديل أمور عجيبة والعاقل خصم نفسه ومن حسن إسلامالمرء تركه ما لا يعنيه ولحوم العلماء مسمومة وما نقل من ذلك لتبيين غلط العالم وكثرة وهمه أو نقص حفظه فليس من هذا النمط يل لتوضيح الحديث الصحيح من الحسن والحسن من الضعيف وإمامنا فبحمد الله ثبت في الحديث حافظ لما وعى عديم الغلط موصوف بالإتقان متين الديانة فمن نال منه بجهل وهوى ممن علم أنه منافس له فقد ظلم نفسه ومقتته العلماء ولاح لكل حافظ تحامله وجر الناس برجله ومن أثنى عليه واعترف بإمامته وإتقانه وهم أهل العقد والحل قديما وحديثا فقد أصابوا وأجملوا وهدوا ووفقوا وأما أئمتنا اليوم وحكامنا فإذا أعدموا ما وجد من قدح بهوى فقد يقال أحسنوا ووفقوا وطاعتهم في ذلك مفترضة لما قد رأوه من حسم مادة الباطل والشر وبكل حال فالجهال والضلال قد تكلموا في خيار الصحابة وفي الحديث الثابت لا أحد أصبر على أذى يسمعه من الله إنهم ليدعون له ولدا وإنه ليرزقهم ويعافيهم وقد كنت وقفت على بعض كلام المغاربة في الإمام رحمه الله فكانت فائدتي من ذلك تضعيف حال من تعرض إلى الإمام ولله الحمدولا ريب أن الإمام لما سكن مصر وخالف أقرانه من المالكية ووهى بعض فروعهم بدلائل السنة وخالف شيخه في مسائل تألموا منه ونالوا منه وجرت بينهم وحشة غفر الله للكل وقد اعترف الإمام سحنون وقال لم يكن في الشافعي بدعة فصدق والله فرحم الله الشافعي وأين مثل الشافعي والله في صدقه وشرفه ونبله وسعة علمه وفرط ذكائه ونصره للحق وكثرة مناقبه رحمه الله تعالى قال الحافظ أبو بكر الخطيب في مسألة الاحتجاج بالإمام الشافعي فيما قرأت على أبي الفضل بن عساكر عن عبد العزيز بن محمد أخبرنا يوسف بن أيوب الزاهد أخبرنا الخطيب قال سألني بعض إخواننا بيان علة ترك البخاري الرواية عن الشافعي في الجامع وذكر أن بعض من يذهب إلى رأى أبي حنيفه ضعف أحاديث الشافعي واعترض بإعراض البخاري عن روايته ولولا ما أخذ الله على العلماء فيما يعلمونه ليبيننه للناس لكان أولى الأشياء الإعراض عن اعتراض الجهال وتركهم يعمهون وذكر لي من يشار إليه خلو كتاب مسلم وغيره من حديث الشافعي فأجبته بما فتح الله لي ومثل الشافعي من حسد وإلى ستر معالمه قصد ويأبى الله إلا أن يتم نوره ويظهر من كل حق مستوره وكيف لا يغبط من حاز الكمال بما جمع الله له من الخلال اللواتي لا ينكرها إلا ظاهر الجهل أو ذاهب العقل ثم أخذ الخطيب يعدد علوم الإمام ومناقبه وتعظيم الأئمه له وقال * أبى الله إلا رفعه وعلوه * وليس لما يعليه ذو العرش واضع * إلى أن قال والبخاري هذب ما في جامعه غير أنه عدل عن كثير من الأصول إيثارا للإيجاز قال إبراهيم بن معقل سمعت البخاري يقولما أدخلت في كتابي الجامع إلا ما صح وتركت من الصحاح لحال الطول فترك البخاري الاحتجاج بالشافعي إنما هو لا لمعنى يوجب ضعفه لكن غني عنه بما هو أعلى منه إذ أقدم شيوخ الشافعي مالك والدراوردي وداود العطار وابن عيينة والبخاري لم يدرك الشافعي بل لقي من هو أسن منه كعبيد الله بن موسى وأبي عاصم ممن رووا عن التابعين وحدثه عن شيوخ الشافعي عدة فلم ير أن يروي عن رجل عن الشافعي عن مالك فإن قيل فقد روى عن المسندي عن معاوية بن عمرو عن الفزاري عن مالك فلا شك أن البخاري سمع هذا الخبر من أصحاب مالك وهو في الموطأ فهذا ينقض عليك قلنا إنه لم يرو حديثا نازلا وهو عنده عال إلا لمعنى ما يجده في العالي فأما أن يورد النازل وهو عنده عال لا لمعنى يختص به ولا على وجه المتابعة لبعض ما اختلف فيه فهذا غير موجود في الكتاب وحديث الفزاري فيه بيان الخبر وهو معدوم في غيره وجوده الفزاري بتصريح السماع ثم سرد الخطيب ذلك من طرق عدة قال والبخاري يتبع الألفاظ بالخبر في بعض الأحاديث ويراعيها وإنا اعتبرنا روايات الشافعي التي ضمنها كتبه فلم نجد فيها حديثا واحدا على شرط البخاري أغرب به ولا تفرد بمعنى فيه يشبه ما بيناه ومثل ذلك القول في ترك مسلم إياه لإدراكه ما أدرك البخاري من ذلك وأما أبو داود فأخرج في سننه للشافعي غير حديث وأخرج له الترمذي وابن خزيمة وابن أبي حاتمثم سرد الخطيب فصلا في ثناء مشايخه وأقرانه عليه ثم سرد أشياء في غمز بعض الأئمة فأساء ما شاء أعني غامزه وبلغنا عن الإمام الشافعي ألفاظ قد لا تثبت ولكنها حكم فمنها ما أفلح من طلب العلم إلا بالقلة وعنه قال ما كذبت قط ولا حلفت بالله ولا تركت غسل الجمعة وما شبعت منذ ست عشرة سنة إلا شبعة طرحتها من ساعتي وعنه قال من لم تعزه التقوى فلا عز له وعنه ما فزعت من الفقر قط طلب فضول الدنيا عقوبة عاقب بها الله أهل التوحيد وقيل له مالك تكثر من إمساك العصا ولست بضعيف قال الأذكر أني مسافر وقال من لزم الشهوات لزمته عبودية أبناء الدنيا وقال الخير في خمسة غنى النفس وكف الأذى وكسب الحلال والتقوى والثقة باللهوعنه أنفع الذخائر التقوى وأضرها العدوان وعنه اجتناب المعاصي وترك ما لا يعنيك ينور القلب عليك بالخلوة وقلة الأكل إياك ومخالطة السفهاء ومن لا ينصفك إذا تكلمت فيما لا يعنيك ملكتك الكلمة ولم تملكها وعنه لو أوصى رجل بشيء لأعقل الناس صرف إلى الزهاد وعنه سياسة الناس أشد من سياسة الدواب وعنه العاقل من عقله عقله عن كل مذموم وعنه للمروءة أركان أربعة حسن الخلق والسخاء والتواضع والشك وعنه لا يكمل الرجل إلا بأربع بالديانة والأمانة والصيانة والرزانة وعنه ليس بأخيك من احتجت إلى مداراتهوعنه علامة الصديق أن يكون لصديق صديقه صديقا وعنه من نم لك نم عليك وعنه قال التواضع من أخلاق الكرام والتكبر من شيم اللئام التواضع يورث المحبة والقناعة تورث الراحة وقال أرفع الناس قدرا من لا يرى قدره وأكثرهم فضلا من لا يرى فضله وقال ما ضحك من خطأ رجل إلا ثبت صوابه في قلبه لا نلام والله على حب هذا الإمام لأنه من رجال الكمال في زمانه رحمه الله وإن كنا نحب غيره أكثر |