الفرزدق قال أبو موسى المديني أورده أبو بكر بن أبي علي واخرج من طريق أبي الدحداح عن شعيب بن عمرو عن يريد بن هارون عن جرير بن حازم عن الحسن عن صعصعة بن معاوية عن الفرزدق انه اتى النبي صلى الله عليه وسلم وآله فقرأ عليه فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره الى آخر السورة فقال حسبي لا أبالي الا اسمع غيرها قال أبو موسى هذا وهم ولعله أراد عن صعصعة عم الفرزدق مع ان صعصعة إنما هو عم الأحنف قلت وهو الذي لا يتجه غيره فقد أخرجه النسائي في التفسير من الكبرى من طريق جرير بن حازم عن الحسن حدثنا صعصعة عم الفرزدق قال بن الأثير صعصعة بن معاوية هذا عم الأحنف لا الفرزدق وصعصعة بن ناجية جد الفرزدق لا عمه لأنه همام بن غالب بن صعصعة بن ناجية وهذا تعقب ساقط فإنهما من بني تميم جميعا والعرب تطلق على الكبير عم الصغير ويجوز ان يكون عمه من قبل أم أو من الرضاعة وقد ذكر المرزباني في معجم الشعراء ان الفرزدق قارب المائة وانه مات سنة عشر ومائة وان الرياشي روى عن سعيد بن عامر أن الفرزدقبلغ مائة وثلاثين سنة قال والأول اثبت قال روى الفرزدق انه قال خضت الهجاء في زمن عثمان قلت فهذا يدل على انه قارب المائة لأنه بين وفاته ووفاة عثمان خمس وسبعون سنة قتل عثمان في آخر خمس وثلاثين واقل ما يبلغ من يخوض الهجاء من يقارب العشرين وقال المرزباني صح انه قال الشعر أربعا وسبعين سنة لان أباه اتى الى علي فقال ان ابني شاعر وذلك في سنة ست وثلاثين وقال المرزباني وقال المرزباني كان الفرزدق منشدا جوادا فاضلا وجيها عند الخلفاء والامراء وأكثر أهل العلم يقدمونه على جرير ومن تشبيهات الفرزدق قوله % والشيب ينهض في الشباب كأنه % ليل يصيح بجانبيه نهار وهو القائل % تصرم عنى ود بكر بن وائل % وما خلت دهري ودهم يتصرم % قوارص تاتيني ويحتقرونها % وقد يملأ القطر الإناء فيعمم وقال المرزباني وفد غالب على علي ومعه ابنه الفرزدق فقال له من أنت قال انا غالب بن صعصعة المجاشعي قال ذو الإبل الكثيرة قال نعم قال فما فعلت ابلك قال دعدعتها الحقوق والنوائب قال ذاك خير سبيلها فقال من هذا الفتى معك قال ابني الفرزدق وهو شاعر فقال علمه القرآن فإنه خير له من الشعر قال فكان ذلك في نفس الفرزدق حتى قيد نفسه وآلى ان لا يحل نفسه حتى يحفظ القرآن