أحمد بن حنبل هو الامام حقا وشيخ الاسلام صدقا أبو عبد الله أحمد بنمحمد بن حنبل بن هلال بن اسد بن ادريس بن عبد الله بن حيان بن عبد الله ابن انس بن عوف بن قاسط بن مازن بن شيبان بن ذهل بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر وائل الذهلي الشيباني المروزي ثم البغدادي احد الائمة الاعلام هكذا ساق نسبه ولده عبد الله واعتمده أبو بكر الخطيب في تاريخه وغيره وقال الحافظ أبو محمد بن أبي حاتم في كتاب مناقب أحمد حدثنا صالح بن أحمد قال وجدت في كتاب أبي نسبه فساقه إلى مازن كما مر ثم قال ابن هذيل بن شيبان بن ثعلبة بن عكابة كذا قال هذيل وهو وهم وزاد بعد وائل ابن قاسط بن هنب بن افصى بن دعمي بن جديلة بن اسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان بن اد بن ادد بن الهميسع بن نبت بن قيذار بن إسماعيل بن ابراهيم صلوات الله عليه وقال أبو القاسم البغوي حدثنا صالح بن أحمد فذكر النسب فقال فيه ذهل على الصواب وهكذا نقل إسحاق الغسيلي عن صالح وأما قول عباس الدوري وأبي بكر بن أبي داود ان الامام احمدمن بني ذهل بن شيبان فوهم غلطهما الخطيب وقال انما هو من بني شيبان بن ذهل بن ثعلبة ثم قال وذهل بن ثعلبة هم عم ذهل بن شيبان بن ثعلبة فينبغي ان يقال فيه أحمد بن حنبل الذهلي على الاطلاق وقد نسبه أبو عبد الله البخاري اليهما معا واما ابن ماكولا فمع بصره بهذا الشأن وهم ايضا وقال في نسبه مازن بن ذهل بن شيبان بن ذهل بن ثعلبة وما تابعه على هذا احد وكان محمد والد أبي عبد الله من اجناد مرو مات شابا له نحو من ثلاثين سنة وربي أحمد يتيما وقيل ان امه تحولت من مرو وهي حامل به فقال صالح قال لي أبي ولدت في ربيع الاول سنة اربع وستين ومئة قال صالح جيء بأبي حمل من مرو فمات ابوه شابا فوليته امه وقال عبد الله بن أحمد وأحمد بن أبي خيثمة ولد في ربيع الآخر قال حنبل سمعت أبا عبد الله يقول طلبت الحديث سنة تسع وسبعين فسمعت بموت حماد بن زيد وانا في مجلس هشيم قال صالح قال أبي ثقبت امي اذني فكانت تصير فيهما لؤلؤئتين فلما ترعرعت نزعتهما فكانت عندها ثم دفعتهما الي فبعتهما بنحو من ثلاثين درهما قال أبو داود سمعت يعقوب الدورقي سمعت أحمد يقول ولدت في شهر ربيع الاول سنة اربع وستين ومئةشيوخه طلب العلم وهو ابن خمس عشرة سنة في العام الذي مات فيه مالك وحماد بن زيد فسمع من ابراهيم بن سعد قليلا ومن هشيم بن بشير فأكثر وجود ومن عباد بن عباد المهلبي ومعتمر بن سليمان التيمي وسفيان بن عيينة الهلالي وايوب بن النجار ويحيى بن أبي زائد وعلي بن هاشم بن البريد وقران بن تمام وعمار بن محمد الثوري والقاضي أبي يوسف وجابر بن نوح الحماني وعلي بن غراب القاضي وعمر بن عبيد الطنافسي وأخويه يعلي وحمد والمطلب بن زياد ويوسف بن الماجشون وجرير بن عبد الحميد وخالد بن الحارث وبشر بن المفضل وعباد بن العوام وأبي بكر بن عياش ومحمد بن عبد الرحمن الطفاوي وعبد العزيز بن عبد الصمد العمي وعبدة بن سليمان ويحيى بن عبد الملك بن أبي غنية والنصر بن إسماعيل البجلي وأبي خالد الاحمر وعلي بن ثابت الجزري وأبي عبيدة الحداد وعبيدة بن حميد الحذاء ومحمد بن سلمة الحراني وأبي معاوية الضرير وعبد الله بن ادريس ومروان بن معاوية وغندر وابن علية ومخلد بن يزيد الحراني وحفص بن غياث وعبد الوهاب الثقفي ومحمد بن فضيل وعبد الرحمن بن محمد المحاربي والوليد بن مسلم ويحيى بن سليم حديثا واحدا ومحمد بن يزيد الواسطي ومحمد بن الحسن المزني الواسطي ويزيد بن هارون وعلي ابن عاصم وشعيب بن حرب ووكيع فأكثر ويحيى القطان فبالغ ومسكين بن بكير وأنس بن عياض الليثي وإسحاق الازرق ومعاذ بنمعاذ ومعاذ بن هشام وعبد الاعلى السامي ومحمد بن أبي عدي وعبد الرحمن بن مهدي وعبد الله بن نمير ومحمد بن بشر وزيد بن الحباب وعبد الله بن بكر ومحمد بن ادريس الشافعي وأبي عاصم وعبد الرزاق وأبي نعيم وعفان وحسين بن علي الجعفي وأبي النضر ويحيى بن آدم وأبي عبد الرحمن المقرئ وحجاج بن محمد وأبي عامر العقدي وعبد الصمد بن عبد الوارث وروح بن عبادة وأسود ابن عامر ووهب بن جرير ويونس بن محمد وسليمان بن حرب ويعقوب بن ابراهيم بن سعد وخلائق إلى ان ينزل في الرواية عن قتيبة بن سعيد وعلي بن المديني وأبي بكر بن أبي شيبة وهارون بن معروف وجماعة اقرانه فعدة شيوخه الذين روى عنهم في المسند مئتان وثمانون ونيف قال عبد الله حدثني أبي قال حدثنا علي بن عبد الله وذلك قبل المحنة قال عبد الله ولم يحدث أبي عنه بعد المحنة بشيء قلت يريد عبد الله بهذا القول ان اباه لم يحمل عنه بعد المحنة شيئا والا فسماع عبد الله بن أحمد لسائر كتاب المسند من ابيه كان بعد المحنة بسنوات في حدود سنة سبع وثمان وعشرين ومئتين وما سمع عبد الله شيئا من ابيه ولا من غيره الا بعد المحنة فإنه كان ايام المحنة صبيا مميزا ما كان حله يسمع بعد والله اعلم حدث عنه البخاري حديثا وعن أحمد بن الحسن عنه حديثا آخر في المغازي وحدث عنه مسلم وأبو داود بجملة وافرة وروى أبو داود والنسائي والترمذي وابن ماجة عن رجل عنه وحدث عنه ايضا ولداه صالح وعبد الله وابن عمه حنبل بن إسحاق وشيوخه عبد الرزاقوالحسن بن موسلى الاشيب وأبو عبد الله الشافعي لكن الشافعي لم يسمه بل قال حدثني الثقة وحدث عنه علي بن المديني ويحيى بن معين ودحيم وأحمد بن صالح وأحمد بن أبي الحواري ومحمد بن يحيى الذهلي وأحمد بن ابراهيم الدورقي وأحمد بن الفرات والحسن ابن الصباح البزار والحسن بن محمد بن الصباح الزعفراني وحجاج بن الشاعر ورجاء بن مرجي وسلمة بن شبيب وأبو قلابة الرقاشي والفضل بن سهل الاعرج ومحمد بن منصور الطوسي وزياد بن ايوب وعباس الدوري وأبو زرعة وأبو حاتم وحرب بن إسماعيل الكرماني وإسحاق الكوسج وأبو بكر الاثرم وابراهيم الحربي وأبو بكر المروذي وأبو زرعة الدمشقي وبقي بن مخلد وأحمد بن اصرم المغفلي وأحمد ابن منصور الرمادي وأحمد بن ملاعب وأحمد بن أبي خيثمة وموسى ابن هارون وأحمد بن علي الأبار ومحمد بن عبد الله مطين وأبو طالب أحمد بن حميد وابراهيم بن هانئ النيسابوري وولده إسحاق بن ابراهيم وبدر المغازلي وزكريا بن يحيى الناقد ويوسف بن موسى الحربي وأبو محمد فوران وعبدوس بن مالك العطار ويعقوب بن بختان ومهني بن يحيى الشامي وحمدان بن علي الوراق وأحمد بن محمد القاضي البرتي والحسين بن إسحاق التستري وابراهيم بن محمد ابن الحارث الاصبهاني وأحمد بن يحيى ثعلب وأحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي وادريس بن عبد الكريم الحداد وعمر بن حفص السدوسي وأبو عبد الله محمد بن ابراهيم البوشنجي ومحمد بن عبد الرحمن السامي وعبد الله بن محمد البغوي وأمم سواهم وقد جمع أبو محمد الخلال جزءا في تسمية الرواة عن أحمد سمعناه من الحسن بن علي عن جعفر عن السلفي عن جعفر السراج عنه فعد فيهم وكيع بن الجراح ويحيى بن ادم قال الخطيب في كتاب السابق أخبرنا أبو سعيد الصيرفي حدثنا الاصم حدثنا الربيع أخبرنا الشافعي أخبرنا الثقة من اصحابنا عن يحيى بن سعيد عن شعبة عن قيس بن مسلم عن طارق ان عمر قال انما الغنيمة لمن شهد الوقعة قال ابن أبي حاتم أخبرنا أبو زرعة ان أحمد اصله بصري وخطته بمرو وحدثنا صالح سمعت أبي يقول مات هشيم فخرجت إلى الكوفة سنة ثلاث وثمانين واول رحلاتي إلى البصرة سنة ست وخرجت إلى سفيان سنة سبع فقدمنا وقد مات الفضيل بن عياض وحججت خمس حجج منها ثلاث راجلا انفقت في احداها ثلاثين درهما وقدم ابن المبارك في سنة تسع وسبعين وفيها اول سماعي من هشيم فذهب إلى مجلس ابن المبارك فقالوا قد خرج إلى طرسوس وكتبت عن هشيم اكثر من ثلاثة آلاف ولو كان عندي خمسون درهما لخرجت إلى جرير إلى الري قلت قد سمع منه احاديث قال وسمعت أبي يقول كتبت عن ابراهيم ابن سعد في الواح وصليت خلفه غير مرة فكان يسلم واحدة وقد روى عن أحمد من شيوخه ابن مهدي فقرات على إسماعيل بن الفراء أخبرنا ابن قدامه أخبرنا المبارك بنخضير أخبرنا أبو طالب اليوسفي أخبرنا ابراهيم بن عمر أخبرنا علي بن عبد العزيز حدثنا ابن أبي حاتم حدثنا أحمد بن سنان سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول كان أحمد بن حنبل عندي فقال نظرنا فيما كان يخالفكم فيه وكيع أو فيما يخالف وكيع الناس فإذا هي نيف وستون حديثا روى صالح بن أحمد عن ابيه قال مات هشيم وأنا ابن عشرين سنة وأنا احفظ ما سمعت منه ومن صفته قال ابن ذريح العكبري طلبت أحمد بن حنبل فسلمت عليه وكان سيخا مخضوبا طوالا اسمر شديد السمرة قال أحمد سمعت من علي بن هاشم سنة تسع وسبعين فأتيته المجلس الآخر وقد مات وهي السنة التي مات فيها مالك وأقمت بمكة سنة سبع وتسعين واقمت عند عبد الرزاق سنة تسع وتسعين ورأيت ابن وهب بمكة ولم اكتب عنه قال محمد بن حاتم ولي حنبل جد الامام سرخس وكان من ابناء الدعوة فحدثت انه ضربه المسيب بن زهير ببخاري لكونه شغب الجند وعن محمد بن عباس النحوي قال رايت أحمد بن حنبل حسن الوجه ربعة يخضب بالحناء خضابا ليس بالقاني في لحيته شعرات سود ورأيت ثيابه غلاظا بيضا ورأيته معتما وعليه ازاروقال المروذي رأيت أبا عبد الله اذا كان في البيت عامة جلوسه متربعا خاشعا فاذا كان برا لم يتبين منه شدة خشوع وكنت ادخل والجزء في يده يقرأ = رحلته وحفظه قال صالح سمعت أبي يقول خرجت إلى الكوفة فكنت في بيت تحت رأسي لبنة فحججت فرجعت إلى امي ولم اكن استأذنتها وقال حنبل سمعت أبا عبد الله يقول تزوجت وانا ابن اربعين سنة فرزق الله خيرا كثيرا قال أبو بكر الخلال في كتاب اخلاق أحمد وهو مجلد املى علي زهير بن صالح بن أحمد تزوج جدي عباسة بنت الفضل من العرب فلم يولد له منها غير أبي وتوفيت فتزوج بعدها ريحانة فولدت عبد الله عمي ثم توفيت فاشترى حسن فولدت ام علي زينب وولدت الحسن والحسين تواما وماتا بقرب ولادتهما ثم ولدت الحسن ومحمدا فعاشا حتى صارا من السن إلى نحو من اربعين سنة ثم ولدت سعيدا قيل كانت والدة عبد الله عوراء وأقامت معه سنين قال المروذي قال لي أبو عبد الله اختلفت إلى الكتاب ثم اختلفت إلى الديوان وانا ابن اربع عشرة سنةوذكر الخلال حكايات في عقل أحمد وحياته في المكتب وورعه في الصغر حدثنا المروذي سمعت أبا عبد الله يقول مات هشيم ولي عشرون سنة فخرجت انا والاعرابي رفيق كان لأبي عبد الله قال فخرجنا مشاة فوصلنا الكوفة يعني في سنة ثلاث وثمانين فأتينا أبا معاوية وعنده الخلق فاعطى الاعرابي حجة بستين درهما فخرج وتركني في بيت وحدي فاستوحشت وليس معي الا جراب فيه كتبي كنت اضعه فوق لبنة واضع رأسي عليه وكنت اذاكر وكيعا بحديث الثوري وذكر مرة شيئا فقال هذا عند هشيم فقلت لا وكان ربما ذكر العشر احاديث فأحفظها فإذا قام قالوا لي فامليها عليهم وحدثنا عبد الله بن أحمد قال لي أبي خذ أي كتاب شئت من كتب وكيع من المصنف فإن شئت ان تسألني عن الكلام حتى اخبرك بالاسناد وإن شئت بالاسناد حتى اخبرك انا بالكلام وحدثنا عبد الله بن أحمد سمعت سفيان بن وكيع يقول احفظ عن ابيك مسألة من نحو اربعين سنة سئل عن الطلاق قبل النكاح فقال يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن علي وابن عباس ونيف وعشرين من التابعين لم يروا به باسا فسألت أبي عن ذلك فقال صدق كذا قلت قال وحفظت اني سمعت أبا بكر بن حماد يقول سمعت أبا بكر ابن أبي شيبة يقول لا يقال لأحمد بن حنبل من أين قلت وسمعت أبا إسماعيل الترمذي يذكر عن ابن نمير قال كنت عند وكيع فجاءه رجل أو قال جماعة من اصحاب أبي حنيفة فقالوا له ها هنا رجل بغدادي يتكلم في بعض الكوفيين فلم يعرفه وكيع فبينا نحن اذطلع أحمد بن حنبل فقالوا هذا هو فقال وكيع ها هنا يا أبا عبد الله فأفرجوا له فجعلوا يذكرون عن أبي عبد الله الذي ينكرون وجعل أبو عبد الله يحتج بالأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا لوكيع هذا بحضرتك ترى ما يقول فقال رجل يقول قال رسول الله ايش اقول له ثم قال ليس القول الا كما قلت يا أبا عبد الله فقال القوم لوكيع خدعك والله البغدادي قال عارم وضع أحمد عندي نفقته فقلت له يوما يا أبا عبد الله بلغني انك من العرب فقال يا أبا النعمان نحن قوم مساكين فلم يزل يدافعني حتى خرج ولم يقل لي شيئا قال الخلال أخبرنا المروذي ان أبا عبد الله قال ما تزوجت الا بعد الاربعين وعن أحمد الدورقي عن أبي عبد الله قال نحن كتبنا الحديث من ستة وجوه وسبعة لم نضبطه فكيف يضبطه من كتبه من وجه واحد قال عبد الله بن أحمد قال لي أبو زرعة ابوك يحفظ الف الف حديث فقيل له وما يدريك قال ذاكرته فاخذت عليه الابواب فهذه حكاية صحيحة في سعة علم أبي عبد الله وكانوا يعدون في ذلك المكرر والاثر وفتوى التابعي وما فسر ونحو ذلك والا فالمتون المرفوعة القوية لا تبلغ عشر معشار ذلك قال ابن أبي حاتم قال سعيد بن عمرو يا أبا زرعة أأنت احفظ ام أحمد قال بل أحمد قلت كيف علمت قال وجدت كتبه ليس في اوائل الاجزاء اسماء الذين حدثوه فكان يحفظ كل جزء ممن سمعه وأنا لا اقدر على هذاوعن أبي زرعة قال حزرت كتب أحمد يوم مات فبلغت اثني عشر حملا وعدلا ما كان على ظهر كتاب منها حديث فلان ولا في بطنه حدثنا فلان كل ذلك كان يحفظه وقال حسن بن منبه سمعت أبا زرعة يقول اخرج الي أبو عبد الله اجزاء كلها سفيان سفيان ليس على حديث منها حدثنا فلان فظننتها عن رجل واحد فانتخبت منها فلما قرأ ذلك علي جعل يقول حدثنا وكيع ويحيى وحدثنا فلان فعجبت ولم اقدر انا على هذا قال ابراهيم الحربي رأيت أبا عبد الله كأن الله جمع له علم الاولين والأخرين وعن رجل قال ما رايت احدا اعلم بفقه الحديث ومعانيه من أحمد أحمد بن سلمة سمعت ابن راهويه يقول كنت اجالس أحمد وابن معين ونتذاكر فاقول ما فقهه ما تفسيره فيسكتون الا أحمد قال أبو بكر الخلال كان أحمد قد كتب كتب الرأي وحفظها ثم لم يلتف اليها قال ابراهيم بن شماس سألنا وكيعا عن خارجة بن مصعب فقال نهاني أحمد ان احدث عنه قال العباس بن محمد الخلال حدثنا ابراهيم بن شماس سمعتوكيعا وحفص بن غياث يقولان ما قدم الكوفة مثل ذاك الفتى يعنيان أحمد بن حنبل وقيل ان أحمد اتى حسينا الجعفي بكتاب كبير يشفع في أحمد فقال حسين يا أبا عبد الله لا تجعل بيني وبينك منعما فليس تحمل علي بأحد الا وأنت أكبر منه الخلال حدثنا المروذي أخبرنا خضر المروذي بطرسوس سمعت ابن راهويه سمعت يحيى بن آدم يقول أحمد بن حنبل امامنا الخلال حدثنا محمد بن علي حدثنا الأثرم حدثني بعض من كان مع أبي عبد الله انهم كانوا يجتمعون عند يحيى بن آدم فيتشاغلون عن الحديث بمناظرة أحمد يحيى بن آدم ويرتفع الصوت بينهما وكان يحيى بن آدم واحد اهل زمانه في الفقه الخلال أخبرنا المروذي سمعت محمد بن يحيى القطان يقول رايت أبي مكرما لأحمد بن حنبل لقد بذل له كتبه أو قال حديثه وقال القواريري قال يحيى القطان ما قدم علينا مثل هذين أحمد ويحيى بن معين وما قدم علي من بغداد احب الي من أحمد بن حنبل وقال عبد الله بن أحمد سمعت أبي يقول شق على يحيى بن سعيد يوم خرجت من البصرة عمرو بن العباس سمعت عبد الرحمن بن مهدي ذكر اصحاب الحديث فقال اعلمهم بحديث الثوري أحمد بن حنبل قال فأقبلأحمد فقال ابن مهدي من اراد ان ينظر إلى ما بين كتفي الثوري فلينظر إلى هذا قال المروذي قال أحمد غيت بحديث سفيان حتى كتبته عن رجلين حتى كلمنا يحيى بن آدم فكلم لنا الاشجعي فكان يخرج الينا الكتب فنكتب من غير ان نسمع وعن ابن مهدي قال ما نظرت إلى أحمد الا ذكرت به سفيان قال عبد الله بن أحمد سمعت أبي يقول خالف وكيع ابن مهدي في نحو من ستين حديثا من حديث سفيان فذكر ذلك لابن مهدي وكان يحكيه عني عباس الدوري سمعت أبا عاصم يقول لرجل بغدادي من تعدون عندكم اليوم من اصحاب الحديث قال عندنا أحمد بن حنبل ويحيى بن معين وأبو خيثمة والمعيطي والسويدي حتى عد له جماعة بالكوفة ايضا وبالبصرة فقال أبو عاصم قد رأيت جميع من ذكرت وجاءوا الي لم ار مثل ذاك الفتى قال شجاع بن مخلد سمعت أبا الوليد الطيالسي يقول ما بالمصرين رجل اكرم علي من أحمد بن حنبل وعن سليمان بن حرب انه قال لرجل سل أحمد بن حنبل وما يقول في مسألة كذا فانه عندنا امامالخلال حدثنا علي بن سهل قال رايت يحيى بن معين عند عفان ومعه أحمد بن حنبل فقال ليس هنا اليوم حديث فقال يحيى ترد أحمد بن حنبل وقد جاءك فقال الباب مقفل والجارية ليست هنا قال يحيى انا افتح فتكلم على القفل بشئ ففتحه فقال عفان افشاش ايضا وحدثهم قال وحدثنا المروذي قلت لأحمد اكان اغمي عليك أو غشي عليك عند ابن عيينة قال نعم في دهليزه زحمني الناس فاغمي علي وروي ان سفيان قال يومئذ كيف احدث وقد مات خير الناس وقال مهني بن يحيى قد رأيت ابن عيينة ووكيعا وبقية وعبد الرزاق وضمرة والناس ما رأيت رجلا اجمع من أحمد في علمه وزهده وورعه وذكر اشياء وقال نوح بن حبيب القومسي سلمت على أحمد بن حنبل في سنة ثمان وتسعين ومئة بمسجد الخيف وهو يفتي فتيا واسعة وعن شيخ انه كان عنده كتاب بخط أحمد بن حنبل فقال كنا عند ابن عيينة سنة ففقدت أحمد بن حنبل اياما فدللت على موضعه فجئت فإذا هو في شبيه بكهف في جياد فقلت سلام عليكم ادخل فقل لا ثم قال ادخل فدخلت واذا عليه قطعة لبد خلقفقلت لم حجبتني فقال حتى استترت فقلت ما شانك قال سرقت ثيابي قال فبادرت إلى منزلي فجئته بمئة درهم فعرضتها عليه فامتنع فقلت قرضا فأبى حتى بلغت عشرين درهما ويأبى فقمت وقلت ما يحل لك ان تقتل نفسك قال ارجع فرجعت فقال اليس قد سمعت معي من ابن عيينة قلت بلى قال تحب ان انسخه لك قلت نعم قال اشتر لي ورقا قال فكتب بدراهم اكتسى منها ثوبين الحاكم سمعت بكران بن أحمد الحنظلي الزاهد ببغداد سمعت عبد الله بن أحمد سمعت أبي يقول قدمت صنعاء انا ويحيى بن معين فمضيت إلى عبد الرزاق في قريته وتخلف يحيى فلما ذهبت ادق الباب قال لي بقال تجاه داره مه لا تدق فان الشيخ يهاب فجلست حتى اذا كان قبل المغرب خرج فوثبت اليه وفي يدي احاديث انتقيتها فسلمت وقلت حدثيني بهذه رحمك الله فإني رجل غريب قال ومن انت وزبرني قلت انا أحمد بن حنبل قال فتقاصر وضمني اليه وقال بالله انت أبو عبد الله ثم اخذ الاحاديث وجعل يقرؤها حتى اظلم فقال للبقال هلم المصباح حتى خرج وقت المغرب وكان عبد الرزاق يؤخر صلاة المغرب الخلال حدثنا الرمادي سمعت عبد الرزاق وذكر أحمد بن حنبل فدمعت عيناه فقال بلغني ان نفقته نفدت فأخذت بيده فأقمته خلف الباب وما معنا احد فقلت له انه لا تجتمع عندنا الدنانير اذا بعنا الغلة اشغلناها في شئ وقد وجدت عند النساء عشرة دنانير فخذها وأرجو ان لا تنفقها حتى يتهيأ شئ فقال لي يا أبا بكر لو قبلتمن احد شيئا قبلت منك وقال عبد الله قلت لأبي بلغني ان عبد الرزاق عرض عليك دنانير قال نعم وأعطاني يزيد بن هارون خمس مئة درهم اظن فلم اقبل وأعطى يحيى بن معين وأبا مسلم فلخذا منه و قال محمد بن سهل بن عسكر سمعت عبد الرزاق يقول ان يعيش هذا الرجل يكون خلفا من العلماء المروذي حدثني أبو محمد النسائي سمعت إسحاق بن راهويه قال كنا عند عبد الرزاق انا وأحمد بن حنبل فمضينا معه إلى المصلى يوم عيد فلم يكبر هو ولا انا ولا أحمد فقال انا رأيت معمرا والثوري في هذا اليوم كبرا وإني رأيتكما لم تكبرا فلم اكبر فلم لم تكبرا قلنا نحن نرى التكبير ولكن شغلنا بأي شئ نبتدئ من الكتب أبو إسحاق الجوزجاني قال كان أحمد بن حنبل يصلي بعبد الرزاق فسها فسال عنه عبد الرزاق فأخبر انه لم يأكل منذ ثلاثة ايام شيئا رواها الخلال قال سمعت أبا زرعة القاضي الدمشقي عن الجوزجاني قال الخلال حدثنا أبو القاسم بن الجبلي عن أبي إسماعيل الترمذي عن إسحاق بن راهويه قال كنت مع أحمد بن حنبل عند عبد الرزاق وكانت معي جارية وسكنا فوق وأحمد اسفل في البيت فقال لي يا أبا يعقوب هو ذا يعجبني ما اسمع من حركتكم قال وكنت اطلع فاراه يعمل التكك ويبيعها ويتقوت بها هذا أو نحوهقال المروذي سمعت أبا عبد الله يقول كنت في ازري من اليمن إلى مكة قلت اكتريت نفسك من الجمالين قال قد اكتريت لكتبي ولم يقل لا وعن إسماعيل ابن علية انه اقيمت الصلاة فقال ها هنا أحمد بن حنبل قولوا له يتقدم يصلي بنا وقال الاثرم اخبرني عبد الله بن المبارك شيخ سمع قديما قال كنا عند ابن علية فضحك بعضنا وثم أحمد قال فأتينا إسماعيل بعد فوجدناه غضبان فقال تضحكون وعندي أحمد بن حنبل قال المروذي قال لي أبو عبد الله كنا عند يزيد بن هارون فوهم في شئ فكلمته فاخرج كتابه فوجده كما قلت فغيره فكان اذا جلس يقول يا ابن حنبل ادن يا ابن حنبل ادن ها هنا ومرضت فعادني فنطحه الباب المروذي سمعت جعفر بن ميمون بن الاصبغ سمعت أبي يقول كنا عند يزيد بن هارون وكان عنده المعيطي وأبو خيثمة وأحمد وكانت في يزيد رحمه الله مداعبة فذاكره المعيطي بشيء فقال له يزيد فقدتك فتنحنح أحمد فالتقت اليه فقال من ذا قالوا أحمد بن حنبل فقال الا اعلمتموني انه ها هنا قال المروذي فسمعت بعض الواسطيين يقول ما رأيت يزيد بن هارون ترك المزاح لأحد لأحمد بن حنبل قال أحمد بن سنان القطان ما رأيت يزيد لأحد اشد تعظيما منه لأحمد ابن حنبل ولأ اكرم احدا مثله كان يقعده الى جنبه ويوقره ولا يمازحهوقال عبد الرزاق ما رأيت احدا افقه ولا اورع من أحمد بن حنبل قلت قال هذا وقد رأى مثل الثوري ومالك وابن جريح وقال حفص بن غياث ما قدم الكوفة مثل أحمد وقال أبو اليمان كنت اشبه أحمد بأرطاة بن المنذر وقال الهيثم بن جميل الحافظ ان عاش أحمد سيكون حجة على اهل زمانه وقال قتيبة خير اهل زماننا ابن المبارك ثم هذا الشاب يعني أحمد ابن حنبل وإذا رأيت رجلا يحب أحمد فاعلم انه صاحب سنة ولو ادرك عصر الثوري والاوزاعي والليث لكان هو المقدم عليهم فقيل لقتيبة يضم أحمد إلى التابعين قال إلى كبار التابعين وقال قتيبة لولا الثوري لمات الورع ولولا أحمد لأحدثوا في الدين أحمد امام الدنيا قلت قد روى أحمد في مسنده عن قتيبة كثيرا وقيل لأبي مسهر الغساني تعرف من يحفظ على الأمة امر دينها قال شاب في ناحية المشرق يعني أحمد قال المزني قال لي الشافعي رأيت ببغداد شابا اذا قال حدثنا قال الناس كلهم صدق قلت ومن هو قال أحمد بن حنبل وقال حرملة سمعت الشافعي يقول خرجت من بغداد فما خلفت بها رجلا افضل ولا اعلم ولا افقه ولا اتقى من أحمد بن حنبل وقال الزعفراني قال لي الشافعي ما رأيت اعقل من أحمد وسليمان ابن داود الهاشميقال محمد بن إسحاق بن راهويه حدثني أبي قال قال لي أحمد ابن حنبل تعال حتى اريك من لم ير مثله فذهب بي إلى الشافعي قال أبي وما رأى الشافعي مثل أحمد بن حنبل ولولا أحمد وبذل نفسه لذهب الاسلام يريد المنحة وروي عن إسحاق بن راهويه قال أحمد حجة بين الله وبين خلقه وقال محمد بن عبدويه سمعت علي بن المديني يقول أحمد افضل عندي من سعيد بن جبير في زمانه لأن سعيدا كان له نظراء وعن ابن المديني قال اعز الله الدين بالصديق يوم الردة وبأحمد يوم المحنة وقال أبو عبيد انتهى العلم إلى اربعة أحمد بن حنبل وهو افقههم وذكر الحكاية وقال أبو عبيد اني لاتدين بذكر أحمد ما رأيت رجلا اعلم بالسنة منه وقال الحسن بن الربيع ما شبهت أحمد بن حنبل الا بابن المبارك في سمته وهيئته الطبراني حدثنا محمد بن الحسين الانماطي قال كنا في مجلس فيه يحيى بن معين وأبو خيثمة فجعلوا يثنون على أحمد بن حنبل فقال رجل فبعض هذا فقال يحيى وكثرة الثناء على أحمد تستنكر لو جلسنا مجالسنا بالثناء عليه ما ذكرنا فضائله بكمالها وروى عباس عن ابن معين قال ما رأيت مثل أحمدوقال النفيلي كان أحمد بن حنبل من اعلام الدين وقال المروذي حضرت أبا ثور سئل عن مسألة فقال قال أبو عبد الله أحمد بن حنبل شيخنا وامامنا فيها كذا كذا وقال ابن معين ما رأيت من يحدث لله الا ثلاثة يعلي بن عبيد والقعنبي وأحمد بن حنبل وقال ابن معين ارادوا ان اكون مثل أحمد والله لا اكون مثله ابدا وقال أبو خيثمة ما رأيت مثل أحمد ولا اشد منه قلبا وقال علي بن خشرم سمعت بشر بن الحارث يقول أنا اسأل عن أحمد بن حنبل ان أحمد ادخل الكير فخرج ذهبا احمر وقال عبد الله بن أحمد قال اصحاب بشر الحافي له حين ضرب أبي لو انك خرجت فقلت اني على قول أحمد فقال اتريدون ان اقوم مقام الانبياء القاسم بن محمد الصائغ سمعت المروذي يقول دخلت على ذي النون السجن ونحن بالعسكر فقال أي شيء حال سيدنا يعني أحمد بن حنبل وقال محمد بن حماد الظهراني سمعت أبا ثور الفقيه يقول أحمد ابن حنبل اعلم أو افقه من الثوري وقال نصر بن علي الجهضمي أحمد افضل اهل زمانهقال صالح بن علي الحلبي سمعت أبا همام السكوني يقول ما رأيت مثل أحمد بن حنبل ولا راى هو مثله وعن حجاج بن الشاعر قال ما رأيت افضل من أحمد وما كنت احب ان اقتل في سبيل الله ولم اصل على أحمد بلغ والله في الامامة اكبر من مبلغ سفيان ومالك وقال عمرو الناقد اذا وافقني أحمد بن حنبل على حديث لا ابالي من خالفني قال ابن أبي حاتم سألت أبي عن علي بن المديني وأحمد بن حنبل ايهما احفظ فقال كانا في الحفظ متقاربين وكان أحمد أفقة اذا رأيت من يحب أحمد فاعلم انه صاحب سنة وقال أبو زرعة أحمد بن حنبل اكبر من إسحاق وأفقة ما رأيت احدا اكمل من احمد وقال محمد بن يحيى الذهلي جعلت أحمد اماما فيما بيني وبين الله وقال محمد بن مهران الجمال ما بقي غير أحمد قال امام الائمة ابن خزيمة سمعت محمد بن سحتويه سمعت أبا عمير بن النحاس الرملي وذكر أحمد بن حنبل فقال رحمه الله عن الدنيا ما كان اصبره وبالماضين ما كان اشبهه وبالصالحين ما كان الحقه عرضت له الدنيا فأباها والبدع فنفاها قال أبو حاتم كان أبو عمير من عباد المسلمين قال لي امل علي شيئا عن أحمد بن حنبلوروى عن أبي عبد الله البوشنجي قال ما رأيت اجمع في كل شئ من أحمد بن حنبل ولا اعقل منه وقال ابن وارة كان أحمد صاحب فقة صاحب حفظ صاحب معرفة وقال النسائي جمع أحمد بن حنبل المعرفة بالحديث والفقة والورع والزهد والصبر وعن عبد الوهاب الوراق قال لما قال النبي صلى الله عليه وسلم فردوه إلى عالمه رددناه إلى أحمد بن حنبل وكان اعلم اهل زمانه وقال أبو داود كانت مجالس أحمد مجالس الآخرة لا يذكر فيها شئ من امر الدنيا ما رأيته ذكر الدنيا قط قال صالح بن محمد جزرة افقه من ادركت في الحديث أحمد بن حنبل قال علي بن خلف سمعت الحميدي يقول ما دمت بالحجاز وأحمد بالعراق وابن راهويه بخراسان لا يغلبنا احدالخلال حدثنا محمد بن ياسين البلدي سمعت ابن أبي اويس وقيل له ذهب اصحاب الحديث فقال ما ابقي الله أحمد بن حنبل فلم يذهب اصحاب الحديث وعن ابن المديني قال امرني سيدي أحمد بن حنبل ان لا احدث الا من كتاب الحسين بن الحسن أبو معين الرازي سمعت ابن المديني يقول ليس في اصحابنا احفظ من أحمد وبلغني انه لا يحدث الا من كتاب ولنا فيه اسوة وعنه قال أحمد اليوم حجة الله على خلقه أخبرنا عمر بن عبد المنعم عن أبي اليمن الكندي أخبرنا عبد الملك بن أبي القاسم أخبرنا أبو إسماعيل الانصاري أخبرنا أبو يعقوب القراب أخبرنا محمد بن عبد الله الجوزقي سمعت أبا حامد الشرقي سمعت أحمد بن سلمة سمعت أحمد بن عاصم سمعت أبا عبيد القاسم ابن سلام يقول انتهى العلم إلى اربعة أحمد بن حنبل وهو افقههم فيه والى ابن أبي شيبة وهو احفظهم له والى علي بن المديني وهو اعلمهم به والى يحيى بن معين وهو اكتبهم له إسحاق المنجنيقي حدثنا القاسم بن محمد المؤدب عن محمد ابن أبي بشر قال أتيت أحمد بن حنبل في مسألة فقال ائت أبا عبيد فان له بيانا لا تسمعه من غيره فأتيته فشفاني جوابه فأخبرته بقول أحمد فقال ذاك رجل من عمال الله نشر الله رداء عمله وذخر له عنده الزلفي اما تراه محببا مألوفا ما رأيت عيني بالعراق رجلا اجتمعت فيه خصال هي فيه فبارك الله له فيما اعطاه من الحلم والعلم والفهم فإنه لكما قيل* يزينك اما غاب عنك فان دنا * رأيت له وجها يسرك مقبلا * * يعلم هذا الخلق ما شذ عنهم * من الادب المجهول كهفا ومعقلا * * ويحسن في ذات لاله اذا رأى * مضيما لاهل الحق لا يسام البلا * * واخوانه الادنون كل موفق بصير * بأمر الله يسمو على العلا * وباسنادي إلى أبي إسماعيل الانصاري أخبرنا إسماعيل بن ابراهيم أخبرنا نصر بن أبي نصر الطوسي سمعت علي بن أحمد بن خشيش سمعت أبا الحديد الصوفي بمصر عن ابيه عن المزني يقول أحمد بن حنبل يوم المحنة أبو بكر الردة وعمر يوم السقيفة وعثمان يوم الدار وعلي يوم صفين قال أحمد بن محمد الرشديني سمعت أحمد بن صالح المصري يقول ما رأيت بالعراق مثل هذين أحمد بن حنبل ومحمد بن عبد الله بن نمير رجلين جامعين لم ار مثلهما بالعراق وروى أحمد بن سلمة النيسابوري عن ابن وارة قال أحمد بن حنبل ببغداد وأحمد بن صالح بمصر وأبو جعفر النفيلي بحران وابن نمير بالكوفة هؤلاء اركان الدين وقال علي بن الجنيد الرازي سمعت أبا جعفر النفيلي يقول كان أحمد بن حنبل من اعلام الدين وعن محمد بن مصعب العابد قال لسوط ضربه أحمد بن حنبل في الله اكبر من ايام بشر بن الحارث قلت بشر عظيم القدر كأحمد ولا ندري وزن الاعمال انما الله يعلم ذلكقال أبو عبد الرحمن النهاوندي سمعت يعقوب الفسوي يقول كتبت عن الف شيخ حجتي فيما بيني وبين الله رجلان أحمد بن حنبل وأحمد بن صالح وبالاسناد إلى الانصاري شيخ الاسلام أخبرنا أبو يعقوب أخبرنا منصور عبد الله الذهلي حدثنا محمد بن الحسن بن علي البخاري سمعت محمد بن ابراهيم البوشنجي وذكر أحمد بن حنبل فقال هو عندي افضل وافقه من سفيان الثوري وذلك ان سفيان لم يمتحن بمثل ما امتحن به أحمد ولا علم سفيان ومن يقدم من فقهاء الامصار كعلم أحمد بن حنبل لأنه كان اجمع لها وأبصر بأغاليطهم وصدوقهم وكذوبهم قال ولقد بلغني عن بشر بن الحارث انه قال قام أحمد مقام الانبياء وأحمد عندنا امتحن بالسراء والضراء فكان فيهما معتصما بالله قال أبو يحيى الناقد كنا عند ابراهيم بن عرعرة فذكروا يعلى بن عاصم فقال رجل أحمد بن حنبل يضعفه فقال رجل وما يضره اذا كان ثقة فقال ابن عرعرة والله لو تكلم أحمد في علقمة والاسود لضرهما وقال الحنيني سمعت إسماعيل بن الخليل يقول لو كان أحمد بن حنبل في بني اسرائيل لكان آية وعن علي بن شعيب قال عندنا المثل الكائن في بني اسرائيل من ان احدهم كان يوضع المنشار على مفرق رأسه ما يصرفه ذلك عن دينه ولولا أن أحمد قام بهذا الشأن لكان عارا علينا ان قوما سبكوا فلم يخرج منهم احد قال ابن سلم سمعت محمد بن نصر المروزي يقول صرت إلىدار أحمد بن حنبل مرارا وسألته عن مسائل فقيل له أكان أكثر حديثا ام إسحاق قال بل أحمد اكثر حديثا وأورع أحمد فاق اهل زمانه قلت كان أحمد عظيم الشأن رأسا في الحديث وفي الفقه وفي التأله اثنى عليه خلق من خصومه فما الظن بإخوانه واقرانه وكان مهيبا في ذات الله حتى لقال أبو عبيد ما هبت احدا في مسألة ما هبت أحمد بن حنبل وقال ابراهيم الحربي عالم وقته سعيد بن المسيب في زمانه وسفيان الثوري في زمانه وأحمد بن حنبل في زمانه قرأت على إسحاق الاسدي اخبركم خليل أخبرنا اللبان عن أبي علي الحداد أخبرنا ابن نعيم أخبرنا أبو بكر بن مالك حدثنا محمد ابن يونس حدثني سليمان الشاذكوني قال يشبه علي بن المديني بأحمد ابن حنبل ايهات ما اشبه السك باللك لقد حضرت من ورعه شيئا بمكة انه ارهن سطلا عند فامي فأخذ منه شيئا ليقوته فجاء فأعطاه فكاكه فأخرج اليه سطلين فقال انظر ايهما سطلك فقال لا ادري انت في حل منه وما أعطيتك ولم يأخذه قال الفامي والله انه لسطله وإنما اردت ان امتحنه فيه وبه إلى أبي نعيم حدثنا سليمان بن أحمد حدثنا الابار سمعت محمد بن يحيى النيسابوري حين بلغه وفاة أحمد يقول ينبغي لكل اهل دار ببغداد ان يقيموا عليه النياحة في دورهمقلت تكلم الذهلي بمقتضى الحزن لا بمقتضى الشرع قال أحمد بن القاسم المقرئ سمعت الحسين الكرابيسي يقول مثل الذين يذكرون أحمد بن حنبل مثل قوم يجيؤون إلى أبي قبيس يريدون ان يهدموه بنعالهم الطبراني حدثنا ادريس بن عبد الكريم المقرئ قال رأيت علماءنا مثل الهيثم بن خارجة ومصعب الزبيري ويحيى بن معين وأبي بكر بن أبي شيبة وأخيه وعبد الاعلى بن حماد وابن أبي الشوارب وعلي بن المديني والقواريري وأبي خيثمة وأبي معمر والوركاني وأحمد بن محمد بن ايوب ومحمد بن بكار وعمرو الناقد ويحيى بن ايوب المقابري وسريج بن يونس وخلف بن هشام وأبي الربيع الزهراني فيمن لا احصيهم يعظمون أحمد ويجلونه ويوقرونه ويبجلونه ويقصدونه للسلام عليه قال أبو علي بن شاذان قال لي محمد بن عبد الله الشافعي لما مات سعيد بن أحمد بن حنبل جاء ابراهيم الحربي إلى عبد الله بن أحمد فقام اليه عبد الله فقال تقوم الي قال والله لو رآاك أبي لقام اليك فقال ابراهيم والله لو رأى ابن عيينة اباك لقام اليهقال محمد بن ايوب العكبري سمعت ابراهيم الحربي يقول التابعون كلهم وآخرهم أحمد بن حنبل وهو عندي اجلهم يقولون من حلف بالطلاق ان لا يفعل شيئا ثم فعله ناسيا كلهم يلزمونه الطلاق وعن الاثرم قال ناظرت رجلا فقال من قال بهذه المسألة قلت من ليس في شرق ولا غرب مثله قال من قلت أحمد بن حنبل وقد اثنى علي أبي عبد الله جماعة من اولياء الله وتبركوا به روى ذلك أبو الفرج بن الجوزي وشيخ الاسلام ولم يصح سند بعض ذلك أخبرنا إسماعيل بن عميرة أخبرنا ابن قدامة أخبرنا أبو طالب ابن خضير أخبرنا أبو طالب اليوسفي أخبرنا أبو إسحاق البرمكي أخبرنا علي بن عبد العزيز أخبرنا عبد الرحمن بن أبي حاتم حدثنا أبو زرعة وقيل له اختيار أحمد وإسحاق احب اليك ام قول الشافعي قال بل اختيار أحمد فإسحاق ما اعلم في اصحابنا اسود الرأس افقه من أحمد بن حنبل وما رأيت احدا اجمع منه في فضله وتألهه وشمائله وبه قال ابن أبي حاتم حدثنا صالح بن أحمد قال دخلت على أبي يوما ايام الواثق والله يعلم على أي حال نحن وقد خرج لصلاة العصر وكان له لبد يجلس عليه قد اتى عليه سنون كثيرة حتى بلي واذا تحته كتاب كاغد فيه بلغني يا أبا عبد الله ما انت فيه من الضيق وما عليك من الدين وقد وجهت اليك بأربعة آلاف درهم على يدي فلان وما هي من صدقة ولا زكاة وإنما هو شيء ورثته من أبي فقرأت الكتاب ووضعتهفلما دخل قلت يا ابة ما هذا الكتاب فاحمر وجهه وقال رفعته منك ثم قال تذهب لجوابه فكتب إلى الرجل وصل كتابك الي ونحن في عافية فاما الدين فإنه لرجل لا يرهقنا وأما عيالنا ففي نعمة الله فذهبت بالكتاب إلى الرجل الذي كان اوصل كتاب الرجل فلما كان بعد حين ورد كتاب الرجل مثل ذلك فرد عليه بمثل ما رد فلما مضت سنة أو نحوها ذكرناها فقال لو كنا قبلناها كانت قد ذهبت وشهدت ابن الجروي وقد جاء بعد المغرب فقال لأبي انا رجل مشهور وقد أتيتك في هذا الوقت وعندي شئ قد اعتددته لك وهو ميراث فاحب ان تقبله فلم يزل به فلما اكثر عليه قام ودخل قال صالح فأخبرت عن ابن الجروي انه قال قلت له يا أبا عبد الله هي ثلاثة الاف دينار فقام وتركني قال صالح ووجه رجل من الصين بكاغد صيني إلى جماعة من المحدثين ووجه بقمطر إلى أبي فرده وولد لي مولود فأهدى صديق لي شيئا ثم اتى على ذلك اشهر وأراد الخروج إلى البصرة فقال لي تكلم أبا عبد الله يكتب لي إلى المشايخ بالبصرة فكلمته فقال لولا انه اهدى وبه قال ابن أبي حاتم حدثنا أحمد بن سنان قال بلغني ان أحمد ابن حنبل رهن نعله عند خباز باليمن وأكرى نفسه من جمالين عند خروجه وعرض عليه عبد الرزاق دراهم صالحة فلم يقبلها وبعث ابن طاهر حين مات أحمد بأكفان وحنوط فأبى صالح انيقبله وقال ان أبي قد اعد كفنه وحنوطه ورده فراجعه فقال ان امير المؤمنين اعفى أبا عبد الله مما يكره وهذا مما يكره فلست اقبله وبه حدثنا صالح قال قال أبي جاءني يحيى بن يحيى قال أبي وما اخرجت خرسان بعد ابن المبارك رجلا يشبه يحيى بن يحيى فجاءني ابنه فقال ان أبي اوصى بمبطنة له لك وقال يذكرني بها فقلت جيء بها فجاء برزمة ثياب فقلت له اذهب رحمك الله يعني ولم يقبلها قلت وقيل انه اخذ منها ثوبا واحدا وبه قال حدثنا صالح قال قلت لأبي ان أحمد الدورقي اعطي الف دينار فقال يا بني ^ ورزق ربك خير وأبقى ^ وبه حدثنا أبي حدثنا أحمد بن أبي الحواري حدثني عبيد القاري قال دخل على أحمد عمه فقال يا ابن اخي ايش هذا الغم وايش هذا الحزن فرفع راسه وقال يا عم طوبي لمن اخمل الله ذكره وبه سمعت أبي يقول كان أحمد اذا رايته تعلم انه لا يظهر النسك رأيت عليه نعلا لا يشبه نعال القراء له راس كبير معقد وشراكه مسبل ورأيت عليه ازار وجبة برد مخططة أي لم يكن بزي القراء وبه حدثنا صالح قال لي أبي جاءني امس رجل كنت احب ان تراه بينا انا قاعد في نحر الظهيرة اذا برجل سلم بالباب فكان قلبي ارتاح ففتحت فإذا انا برجل عليه فروة وعلى رأسه خرقة ما تحت فروه قميص ولا معه ركوة ولا جراب ولا عكاز قد لوحته الشمس فقلتادخل فدخل الدهليز فقلت من اين اقبلت قال من ناحية المشرق اريد الساحل ولولا مكانك ما دخلت هذا البلد نويت السلام عليك قلت على هذه الحال قال نعم ما الزهد في الدنيا قلت قصر الامل قال فجعلت اعجب منه فقلت في نفسي ما عندي ذهب ولا فضة فدخلت البيت فأخذت اربعة ارغفة فخرجت اليه فقال أو يسرك ان اقبل ذلك يا أبا عبد الله قلت نعم فأخذها فوضعها تحت حضنة وقال ارجو ان تكفيني إلى الرقة استودعك الله فكان يذكره كثيرا وبه كتب الي عبد الله بن أحمد سمعت أبي وذكر الدنيا فقال قليلها يجزئ وكثيرها لا يجزئ وقال أبي وقد ذكر عنده الفقر فقال الفقر مع الخير وبه حدثنا صالح قال امسك أبي عن مكاتبة ابن راهويه لما ادخل كتابه إلى عبد الله بن طاهر وقراه وبه قال ذكر عبد الله بن أبي عمر البكري سمعت عبد الملك بن عبد الحميد الميموني قال ما اعلم اني رايت احدا انظف بدنا ولا اشد تعاهدا لنفسه في شاربه وشعر راسه وشعر بدنه ولا انقى ثوبا بشدة بياض من أحمد بن حنبل رضي الله عنه كان ثيابه بين الثوبين تسوى ملحفته خمسه عشر درهما وكان ثوب قميصه يؤخذ بالدينار ونحوه لم يكن له دقة تنكر ولا غلط ينكر ولا غلط ينكر وكان ملحفته مهذبة وبه حدثنا صالح قال ربما رأيت أبي يأخذ الكسر ينفض الغبار عنها ويصيرها في قصعة ويصب عليها ماء ثم يأكلها بالملح وما رأيته اشترى رمانا ولا سفرجلا ولا شيئا من الفاكهة الا ان تكون بطيخة فياكلهابخبز وعنبا وتمرا وقال لي كانت والدتك في الظلام تغزل غزلا دقيقا فتبيع الاستار بدرهمين اقل أو اكثر فكان ذلك قوتنا وكنا اذا اشترينا الشيء نستره عنه كيلا يراه فيوبخنا وكان ربما خبز له فيجعل في فخارة عدسا وشحما وتمرات شهريز فيجيء الصبيان فيصوت ببعضهم فيدفعه اليهم فيضحكون ولا يأكلون وكان يأتدم بالخل كثيرا قال وقال أبي اذا لم يكن عندي قطعة افرح وكان اذا توضأ لا يدع من يستقي له وربما اعتللت فيأخذ قدحا فيه ماء فيقرأ فيه ثم يقول اشرب منه واغسل وجهك ويديك وكانت له قلنسوة خاطا بيده فيها قطن فإذا قام بالليل لبسها وكان ربما أخذ القدوم وخرج الى دار السكان يعمل الشيء بيده واعتل فتعالج وكان ربما خرج الى البقال فيشتري الجرزة الحطب والشيء فيحمله بيده وكان يتنور في البيت فقال لي في يوم شتوي اريد ادخل الحمام بعد المغرب فقل لصاحب الحمام ثم بعث الي أني قد اضربت عن الدخول وتنور في البيت وكنت اسمعه كثيرا يقول اللهم سلم سلم وبه حدثنا أحمد بن سنان قال بعث إلى أحمد بن حنبل حيث كانعندنا ايام يزيد جوز ونبق كثير فقبل وقال لي كل هذا قال عبد الله بن أحمد حدثنا أبي وذكره عنده الشافعي رحمه الله فقال ما استفاد منا مما استفدنا منه ثم قال عبد الله كل شيء في كتاب الشافعي حدثنا فهو عن أبي الخلال حدثنا المروذي قال قدم رجل من الزهاد فأدخلته على أحمد وعليه فرو خلق وخريقة على راسه وهو حاف في برد شديد فسلم وقال يا أبا عبد الله قد جئت من موضع بعيد وما اردت الا السلام عليك وأريد عبادان وأريد ان انا رجعت اسلم عليك فقال ان قدر فقام الرجل وسلم وأبو عبد الله قاعد فما رأيت احدا قام من عند أبي عبد الله حتى يقوم هو الا هذا الرجل فقال لي أبو عبد الله ما ترى ما اشبهه بالابدال أو قال اني لاذكر به الابدال وأخرج اليه أبو عبد الله اربعه ارغفه مشطورة بكامخ وقال لو كان عندنا شيء لواسيناك وأخبرنا المروذي قلت لأبي عبد الله ما اكثر الداعي لك قال اخاف ان يكون هذا استدراجا بأي شيء هذا وقلت له قدم رجل من طرسوس فقال كنا في بلاد الروم في الغزو اذا هدأ الليل رفعوا اصواتهم بالدعاء ادعوا لأبي عبد الله وكنا نمد المنجنيق ونرمي عن أبي عبد الله ولقد رمي عنه بحجر والعلج على الحصن متترس بدرقه فذهب براسه وبالدرقه قال فتغير وجه أبي عبد الله وقال ليته لا يكون استدراجا قلت كلاوعن رجل قال عندنا بخراسان يظنون أن أحمد لا يشبه البشر يظنون أنه من الملائكة وقال آخر نظرة عندنا من أحمد تعدل عبادة سنة قلت هذا غلو لا ينبغي لكن الباعث له حب ولي الله في الله قال المروذي رأيت طبيبا نصرانيا خرج من عند أحمد ومعه راهب فقال إنه سألني أن يجيء معي ليرى أبا عبد الله وأدخلت نصرانيا على أبي عبد الله فقال له اني لاشتهي ان أراك منذ سنين ما بقاؤك صلاح للإسلام وحدهم بل للخلق جميعا وليس من أصحابنا أحد إلا وقد رضي بك فقلت لأبي عبد الله اني لأرحو أن يكون يدعى لك في جميع الامصار فقال يا أبا بكر إذا عرف الرجل نفسه فما ينفعه كلام الناس قال عبد الله بن أحمد خرج أبي إلى طرسوس ماشيا وحج حجتين أو ثلاثا ماشيا وكان اصبر الناس على الوحدة وبشر لم يكن يصبر على الوحدة كان يخرج إلى ذا وإلى ذا وقال عباس الدوري حدثنا علي بن أبي فزارة جارنا قال كانت أمي مقعدة من نحو عشرين سنة فقالت لي يوما اذهب إلى أحمد بن حنبل فسله أن يدعو لي فأتيت فدققت عليه وهو دهليزه فقال من هذا قلت رجل سألتني أمي وهي مقعدة أن أسألك الدعاء فسمعت كلامه كلام رجل مغضب فقال نحن أحوج أن تدعو الله لنا فوليت منصرفا فخرجت عجوز فقالت قد تركته يدعو لها فجئت إلى بيتناودققت الباب فخرجت أمي على رجليها تمشي هذه الواقعة نقلها ثقتان عن عباس قال عبد الله بن أحمد كان أبي يصلي في كل يوم وليله ثلاث مئة ركعة فلما مرض من تلك الأسواط أضعفته فكان يصلي كل يوم وليلة مئة وخمسين ركعة وعن أبي إسماعيل الترمذي قال جاء رجل بعشرة آلاف من ربح تجارته إلى أحمد فردها وقيل إن صيرفيا بذل لأحمد خمس مئة دينار فلم يقبل ومن آدابه قال عبد الله بن أحمد رأيت أبي يأخذ شعره من شعر النبي صلى الله عليه وسلم فيضعها على فيه يقبلها وأحسب أني رأيته يضعها على عينه ويغمسها في الماء ويشربه يستشفي به ورأيته أخذ قصعة النبي صلى الله عليه وسلم فغسلها في حب الماء ثم شرب فيها ورأيته يشرب من ماء زمزم يستشفي به ويمسح به يديه ووجهه قلت أين المتنطع المنكر على أحمد وقد ثبت أن عبد الله سأل أباه عمن يلمس رمانة منبر النبي صلى الله عليه وسلم ويمس الحجرة النبوية فقال لا أرى بذلك بأسا أعاذنا الله وإياكم من رأي الخوارج ومن البدع قال أحمد بن سعيد الدارمي كتب إلي أحمد بن حنبل لأبي جعفر أكرمه الله من أحمد بن حنبل قال عبيد الله بن عبد الرحمن الزهري حدثنا أبي قال مضى عمي أحمد بن سعد إلى أحمد بن حنبل فسلم عليه فلما رآه وثب قائما وأكرمهوقال المروذي قال لي أحمد ما كتبت حديثا إلا وقد عملت به حتى مر بي أن النبي صلى الله عليه وسلم احتجم وأعطى أبا طيبة دينارا فأعطيت الحجام دينارا حين احتجمت وعن المروذي كان أبو عبد الله لا يدخل الحمام ويتنور في البيت وأصلحت غيرة مرة النورة واشتريت له جلدا ليده يدخل يده فيه ويتنور وقال حنبل رأيت أبا عبد الله إذا أراد القيام قال لجلسائه إذا شئتم قال المروذي رأيت أبا عبد الله قد ألقى لختان درهمين في الطست وقال عبد الله ما رأيت أبي حدث من غير كتاب إلا بأقل من مئة حديث وسمعت أبي يقول قال الشافعي يا أبا عبد الله إذا صح عندكم الحديث فأخبرونا حتى نرجع إليه أنتم أعلم بالأخبار الصحاح منا فإذا كان خبر صحيح فأعلمني حتى أذهب إليه كوفيا كان أو بصريا أو شاميا قلت لم يحتج إلى أن يقول حجازيا فإنه كان بصيرا بحديثالحجاز ولا قال مصريا فإن غيرهما كان أقعد بحديث مصر منهما الطبراني حدثنا موسى بن هارون سمعت ابن راهويه يقول لما خرج أحمد إلى عبد الرزاق انقطعت به النفقة فأكرى نفسه من بعض الجمالين إلى أن وافى صنعاء وعرض عليه أصحابه المواساة فلم يأخذ قال عبد الله بن أحمد حدثني إسماعيل بن أبي الحارث قال مر بنا أحمد فقلنا لإنسان ابتعه وانظر أين يذهب فقال جاء إلى حنك المروزي فما كان إلا ساعة حتى خرج فقلت لحنك بعد جاءك أبو عبد الله قال هو صديق لي واستقرض مني مئتي درهم فجاءني بها فقلت ما نويت أخذها فقال وأنا ما نويت إلا أن أردها إليك أبو نعيم حدثنا الطبراني حدثنا محمد بن موسى البربري قال حمل إلى الحسن الجروي ميراثه من مصر مئة ألف دينار فأتى أحمد بثلاثة آلاف دينار فما قبلها أبو نعيم حدثنا الحسين بن محمد حدثنا شاكر بن جعفر سمعت أحمد بن محمد التستري يقول ذكروا ان أحمد بن حنبل أتى عليه ثلاثة ايام ما طعم فيها فبعث إلى صديق له فاقترض منه دقيقا فجهزوه بسرعة فقال كيف ذا قالوا تنور صالح مسجر فخبرنا فيه فقال ارفعوا وأمر بسد باب وبين صالح قلت لكونه اخذ جائزة المتوكل قال يحيى بن معين ما رأيت مثل أحمد صحبناه خمسين سنة ما افتخر علينا بشيء مما كان فيه من الخير قال عبد الله بن أحمد كان أبي يقرأ كل يوم سبعا وكان ينام نومهخفيفة بعد العشاء ثم يقوم إلى الصباح يصلي ويدعو وقال صالح كان أبي اذا دعا له رجل قال ليس يحرز الرجل المؤمن الا حفرته الاعمال بخواتيمها وقال أبي في مرضه اخرج كتاب عبد الله بن ادريس فقال اقرا علي حديث ليث ان طاووسا كان يكره الانين في المرض فما سمعت لأبي حتى مات وسمعه ابنه عبد الله يقول تمنيت الموت وهذا امر اشد علي من ذلك ذاك فتنة الضرب والحبس كنت احمله وهذه فتنة الدنيا قال أحمد الدورقي لما قدم أحمد بن حنبل من عند عبد الرزاق رايت به شحوبا بمكة وقد تبين عليه النصب والتعب فكلمته فقال هين فيما استفدنا من عبد الرزاق قال عبد الله قال أبي ما كتبنا عن عبد الرزاق من حفظه الا المجلس الاول وذلك انا دخلنا بالليل فأملى علينا سبعين حديثا وقد جالس معمرا تسع سنين وكان يكتب عنه كل ما يقول قال عبد الله من سمع من عبد الرزاق بعد المئتين فسماعه ضعيف قال موسى بن هارون سئل أحمد اين نطلب البدلاء فسكت ثم قال ان لم يكن من اصحاب الحديث فلا ادري قال المروذي كان أبو عبد الله اذا ذكر الموت خنقته العبرة وكان يقول الخوف يمنعني اكل الطعام والشراب واذا ذكرت الموت هان علي كل امر الدنيا انما هو طعام دون طعام ولباس دون لباس وإنها ايامقلائل ما اعدل بالفقر شيئا ولو وجدت السبيل لخرجت حتى لا يكون لي ذكر وقال اريد ان اكون في شعب بمكة حتى لا اعرف قد بليت بالشهرة اني اتمنى الموت صباحا ومساء قال المروذي وذكر لأحمد ان رجلا يريد لقاءه فقال اليس قد كره بعضهم اللقاء يتزين لي وأتزين له لقد استرحت ما جاءني الفرج الا منذ حلفت ان لا احدث وليتنا نترك الطريق ما كان عليه بشر بن الحارث فقلت له ان فلانا قال لم يزهد أبو عبد الله في الدراهم وحدها قال زهد في الناس فقال ومن انا حتى ازهد في الناس الناس يريدون ان يزهدوا في وسمعته يكره للرجل النوم بعد العصر يفاف على عقله وقال لا يفلح من تعاطي الكلام ولا يخلو من ان يتجهموسئل عن القراءة بالأحان فقال هذه بدعة لا تسمع ومن سيرته قال الخلال قلت لزهير بن صالح هل رأيت جدك قال نعم مات وأنا في عشرن سنين كنا ندخل اليه في كل يوم جمعة انا وأخواتي وكان بيننا وبينه باب وكان يكتب لكل واحد منا حبتين حبتين من فضة في رقعة الى فامى يعامله وربما مررت به وهو قاعد في الشمس وظهره مكشوف فيه اثر الضرب بين وكان لي اخ اصغر مني اسمه علي فأراد أبي ان يختنه فاتخذ له طعاما كثيرا ودعا قوما فوجه اليه جدي بلغني ما احدثته لهذا وإنك اسرفت فابدأ بالفقراء والضعفاء فلما ان كان من الغد حضر الحجام وحضر اهلنا جاء جدي حتى جلس عند الصبي وأخرج صريرة فدفعها إلى الحجام وقام فنظر الحجام في الصريرة فاذا درهم واحد وكنا قد رفعنا كثيرا من الفرش وكان الصبي على مصطبة مرتفعة من الثياب الملونة فلم ينكر ذلك وقدم علينا من خراسان ابن خالة جدي فنزل علي أبي فدخلت معه إلى جدي فجاءت الجارية بطبق خلاف وعليه خبز وبقل وملح وبغضارة فوضعتها بين ايدينا فيها مصلية فيها لحم وصلق كثير فأكل معنا وسأل ابن خالته عمن بقي من اهله بخراسان في خلال الاكل فربماستعجم عليه فيكلمه جدي بالفارسية ويضع اللحم بين يديه وبين يدي ثم اخذ طبقا إلى جنبه فوضع فيه تمر وجوز وجعل ياكل ويناول الرجل قال الميموني كثيرا ما كنت اسأل أبا عبد الله عن الشيء فيقول لبيك لبيك وعن المروذي قال لم ار الفقير في مجلس اعز منه في مجلس أحمد كان مائلا اليهم مقصرا عن اهل الدنيا وكان فيه حلم ولم يكن بالعجول وكان كثير التواضع تعلوه السكينة والوقار وإذا جلس في مجلسه بعد العصر للفتيا لا يتكلم حتى يسأل وإذا خرج إلى مسجده لم يتصدر قال عبد الله رايت أبي حرج على النمل ان يخرجوا من داره فرأيت النمل قد خرجن بعد نملا سودا فلم ارهم بعد ذلك ومن كرمه الخلال حدثنا عبد الله بن أحمد قال قال أبو سعيد بن أبي حنيفة المؤدب كنت آتي اباك فيدفع الي الثلاثة دراهم وأقل وأكثر ويقعد معي فيتحدث وربما اعطاني الشيء ويقول اعطيتك نصف ما عندنا فجئت يوما فأطلت اقعود انا وهو قال ثم خرج ومعه تحت كسائه اربعة ارغفة فقال هذا نصف ما عندنا فقلت هي احب الي من اربعة آلاف من غيرك قال المروذي رأيت أبا عبد الله وجاءه بعض قربته فأعطاه درهمين وأتاه رجل فبعث إلى البقال فأعطاه نصف درهم وعن يحيى بن هلال قال جئت أحمد فاعطاني اربعة دراهموقال هارون المستملي لقيت أحمد بن حنبل فقلت ما عندنا شيء فأعطاني خمسة دراهم وقال ما عندنا غيرها قال المروذي رايت أبا عبد الله قد وهب لرجل قميصه وقال ربما واسى من قوته وكان اذا جاءه امر يهمه من امر الدنيا لم يفطر وواصل وجاءه أبو سعيد الضرير وكان قال قصيدة في ابن أبي داود فشكى إلى أبي عبد الله فقال يا أبا سعيد ما عندنا الا هذا الجذع فجيء بحمال قال فبعته بتسعة دراهم ودانقين وكان أبو عبد الله شديد الحياء كريم الاخلاق يعجبه السخاء قال الروذي سمعت أبا الفوارس ساكن أبي عبد الله يقول قال لي أبو عبد الله يا محمد ألقى الصبي المقراض في البئر فنزلت فأخرجته فكتب لي إلى البقال اعطه نصف درهم قلت هذا لا يسوي قيرلط والله لا اخذته قال فلما كان بعد دعاني فقال كم عليك من الكراء فقلت ثلاثة اشهر قال انت في حل ثم قال أبو بكر الخلال فاعتبروا يا اولي الالباب والعلم هل تجدون احدا بلغكم عنه هذه الاخلاق حدثنا علي بن سهل بن المغيرة قال كنا عند عفان مع أحمد بن حنبل وأصحابهم وصنع لهم عفان حملا وفالوذج فجعل أحمد يأكل من كل شيء قدموا الا الفالوذج فسالته فقال كان يقال هو ارفع الطعام فلا يأكله وفي حكاية اخرى فأكل لقمة فالوذج وعن ابن صبح قال حضرت أبا عبد الله على طعام فجاءوا بأرز فقال أبو عبد الله نعم الطعام ان اكل في اول الطعام اشبع وإناكل في آخره هضم ونقل عن أبي عبد الله اجابة غير دعوة قال حمدان بن علي لم يكن لباس أحمد بذاك إلا أنه قطن نظيف وقال الفضل بن زياد رايت على أبي عبد الله في الشتاء قميصين وجبة ملونة بينهما وربما قميصا وفروا ثقيلا ورايته عليه عمامة فوق القلنسوة وكساء ثقيلا فسمعت أبا عمران الوركاني يقول له يوما يا ابا عبد الله هذا اللباس كله فضحك ثم قال انا رقيق في البرد وربما لبس القلنسوة بغير عمامة قال الفضل بن زياد رأيت على أبي عبد الله في الصيف قميصا وسراويل ورداء وكان كثيرا ما يتشح فوق القميص الخلال أخبرنا الميموني ما رأيت أبا عبد الله طيلسان قط ولا رداء انما هو ازار صغير وقال أبو داود كنت ارى ازرار أبي عبد الله محلولة ورأيت عليه من النعال ومن الخفاف غير زوج فما رأيت فيه محضرا ولا شيئا له قبالان وقال أبو داود رأيت على أبي عبد الله نعلين حمراوين لهما قبال واحد الخلال حدثنا محمد بن الحسين ان أبا بكر المروذي حدثهم في آداب أبي عبد الله قال كان أبو عبد الله لا يجهل وان جهل عليه حلمواحتمل ويقول يكفي الله ولم يكن بالحقود ولا العجول كثير التواضع حسن الخلق دائم البشر لين الجانب ليس بفظ وكان يحب في الله ويبعض في الله واذا كان في امر من الدين اشتد له غضبه وكان يحتمل الاذى من الجيران قال حنبل صليت بابي عبد الله العصر فصلى معنا رجل يقال له محمد بن سعيد الختلي وكان يعرفه بالسنة فقعد أبو عبد الله بعد الصلاة وبقيت انا وهو والختلي في المسجد ما معنا رابع فقال لأبي عبد الله نهيت عن زيد بن خلف ان لا يكلم قال كتب الي اهل الثغر يسألوني عن امره فكتبت اليهم فأخبرتهم بمذهبه وما احدث وأمرتهم ان لا يجالسوه فاندفع الختلي على أبي عبد الله فقال والله لازدنك إلى محبسك ولأذقن اضلاعك في كلام كثير فقال لي أبو عبد الله لا تكلمه ولا تجبه واخذ أبو عبد الله نعليه وقام فدخل وقال مر السكان ان لا يكلموه ولا يردوا عليه فما زال يصيح ثم خرج فلما كان بعد ذلك ذهب هذا الختلي إلى شعيب وكان قد ولي على قضاء بغداد وكانت له في يديه وصية فسألته عنها ثم قال له شعيب يا عدو الله وثبت على أحمد بالامس ثم جئت تطلب الوصية انما اردت ان تتقرب الي بذا فزبره ثم اقامه فخرج بعد إلى حسبة العسكر وسرد الخلال حكايات فيمن اهدى شيئا إلى أحمد فأثابه بأكثر من هديته قال الخلال حدثنا ابراهيم بن جعفر بن حاتم حدثني محمد بن الحسن بن الجنيد عن هارون بن سفيان المستملي قال جئت إلى أحمد بن حنبل حين اراد ان يفرق الدراهم التي جاءته من المتوكل فأعطانيمئتي درهم فقلت لا تكفيني قال ليس هنا غيرها ولكن هوذا اعمل بك شيئا اعطيك ثلاث مئة تفرقها قال فلما اخذتها قلت ليس والله اعطي احدا منها شيئا فتبسم قال عبد الله ما رأيت أبي دخل الحمام قط الخلال حدثنا عبد الله بن حنبل حدثني أبي قال قيل لأبي عبد الله لما ضرب وبرئ وكانت يده وجعة مما علق وكانت تضرب عليه فذكروا له الحمام وألحوا عليه فقال لأبي يا أبا يوسف كلم صاحب الحمام يخليه لي ففعل ثم امتنع وقال ما اريد ان ادخل الحمام زهير بن صالح حدثنا أبي قال سمعت أبي كثيرا يتلو سورة الكهف وكثيرا ما كنت اسمعه يقول اللهم سلم سلم وحدثنا عن يونس بن محمد عن حماد بن زيد عن يحيى بن سعيد بن المسيب أنه كان يقول اللهم سلم سلم أخبرنا عبد الحافظ بن بدران أخبرنا موسى بن عبد القادر أخبرنا سعيد بن أحمد أخبرنا علي بن أحمد أخبرنا المخلص حدثنا أبو القاسم البغوي سمعت أحمد بن حنبل يقول في سنة ثمان وعشرين ومئتين وقد حدث بحديث معونة في البلاء اللهم رضينا اللهم رضيناوقال المروذي رأيت أبا عبد الله يقوم لورده قريبا من نصف الليل حتى يقارب السحر ورايته يركع فيما بين المغرب والعشاء وقال عبد الله ربما سمعت أبي في السحر يدعو لأقوام بأسمائهم وكان يكثر الدعاء ويخفيه ويصلي بين العشاءين فإذا صل ى عشاء الآخرة ركع ركعات صالحة ثم يوتر وينام نومة خفيفة ثم يقوم فيصلي وكانت قراءته لينة ربما لم افهم بعضها وكان يصوم ويدمن ثم يفطر ما شاء الله ولا يترك صوم الاثنين والخميس وايام البيض فلما رجع من العسكر ادمن الصوم إلى ان مات قال المروذي سمعت أبا عبد الله يقول حججت على قدمي حجتين وكفاني إلى مكة اربعة عشر درهما تركه للجهات جملة عن محمد بن يحيى خادم المزني عنه قال قال الشافعي لما دخلت على الرشيد قال اليمن يحتاج إلى حاكم فانظر رجلا نوليهفلما رجع الشافعي إلى مجلسه ورأى أحمد بن حنبل من امثلهم كلمه في ذلك وقال تهيأ حتى ادخلك على امير المؤمنين فقال انما جئت لاقتبس منك العلم وتأمرني ان ادخل في القضاء ووبخه فاستحيا الشافعي قلت اسناده مظلم قال ابن الجوزي قيل كان هذا في زمان الامين وأخبرنا ابن ناصر أخبرنا عبد القادر بن محمد انبأنا البرمكي أخبرنا أبو بكر عبد العزيز أخبرنا الخلال أخبرنا محمد بن أبي هارون حدثنا الاثرم قال اخبرت ان الشافعي قال لأبي عبد الله ان امير المؤمنين يعني محمدا سألني ان التمس له قاضيا لليمن وانت تحب الخروج إلى عبد الرزاق فقد نلت حاجتك وتقضي بالحق فقال للشافعي يا أبا عبد الله ان سمعت هذا منك ثانية لم ترني عندك فظننت انه كان لأبي عبد الله ثلاثين سنة أو سبعا وعشرين الصندلي حدثنا أبو جعفر الترمذي أخبرنا عبد الله بن محمد البلخي ان الشافعي كان كثيرا عند محمد بن زبيدة يعني الامين فذكرو له محمد يوما اغتمامه برجل يصلح للقضاء صاحب سنة قال قد وجدت قال ومن هو فذكر أحمد بن حنبل قال فلقيه أحمد فقال اخمل هذا واعفني والا خرجت من البلد قال صالح بن أحمد كتب الي إسحاق بن راهويه ان الامير عبد الله ابن طاهر وجه الي فدخلت اليه وفي يدي كتاب أبي عبد الله فقال ما هذا قلت كتاب أحمد بن حنبل فاخذه وقراه وقال اني احبهوأحب حمزة بن الهيصم البوشنجي لأنهما لم يختلطا بأمر السلطان قال فامسك أبي عن مكاتبة إسحاق قال ابراهيم بن أبي طالب سمعت أحمد بن سعيد الرباطي يقول قدمت على أحمد بن حنبل فجعل لا يرفع رأسه الي فقلت يا أبا عبد الله انه يكتب عني بخراسان وان عاملتني هذه المعاملة رموا حديثي قال يا أحمد هل بد يوم القيامة من ان يقال اين عبد الله بن طاهر وأتباعه فانظر اين تكون منه قال عبد الله بن بشر الطالقاني سمعت محمد بن طارق البغدادي يقول قلت لأحمد بن حنبل استمد من محبرتك فنظر الي وقال لم يبلغ ورعي ورعك هذا وتبسم قال المروذي قلت لأبي عبد الله الرجل يقال في وجهه احببت السنة قال هذا فساد لقلبه الخلال اخبرني محمد بن موسى قال رايت أبا عبد الله وقد قال له خراساني الحمد لله الذي رايتك قال اقعد أي شيء ذا من انا وعن رجل قال رأيت اثر الغم في وجه أبي عبد الله وقد اثنى عليه شخص وقيل له جزاك الله عن الاسلام خيرا قال بل جزى الله الاسلام عني خيرا من انا وما انا الخلال اخبرنا علي بن عبد الصمد الطيالسي قال مسحت يدي على أحمد بن حنبل وهو ينظر فغضب وجعل ينفض يده ويقول عمن اخذتم هذا وقال خطاب بن بشر سألت أحمد بن حنبل عن شيء من الورع فتبينالاغتمام عليه ازراء على نفسه وقال المروذي سمعت أبا عبد الله ذكر اخلاق الورعين فقال اسال الله ان لا يمقتنا اين نحن من هؤلاء فقال الابار سمعت رجلا سال أحمد بن حنبل قال حلفت بيمين لا ادري ايش هي فقال ليتك اذا دريت دريت انا قال ابراهيم الحربي كان أحمد يجيب في العرس والختان ويأكل وذكر غيره ان أحمد ربما استعفى من الاجابة وكان ان راى اناء فضة أو منكرا خرج وكان يحب الخمول والانزواء عن الناس ويعود المريض وكان يكره المشي في الاسواق ويؤثر الوحدة قال أبو العباس السراج سمعت فتح بن نوح سمعت أحمد بن حنبل يقول اشتهي مالا يكون أشتهي مكانا لا يكون فيه احد من الناس وقال الميموني قال أحمد رأيت الخلوة اروح لقلبي قال المروذي قال لي أحمد قل لعبد الوهاب اخمل ذكرك فإني انا قد بليت بالشهرة وقال محمد بن الحسن بن هارون رأيت أبا عبد الله اذا مشى في الطريق يكره ان يتبعه احد قلت ايثار الخمول والتواضع وكثرة الوجل من علامات التقوى والفلاح قال صالح بن أحمد كان أبي اذا دعا له رجل يقول الاعمال بخواتيمهاوقال عبد الله بن أحمد سمعت أبي يقول وددت اني نجوت من هذا الامر كفانا لا علي ولا لي وعن المروذي قال ادخلت ابراهيم الحصري على أبي عبد الله وكان رجلا صالحا فقال ان امي رأت لك مناما هو كذا وكذا وذكرت الجنة فقال يا اخي ان سهل بن سلامة كان الناس يخبرونه بمثل هذا وخرج إلى سفك الدماء وقال الرؤيا تسر المؤمن ولا تغره قال المروذي بال أبو عبد الله في مرض الموت دما عبيطا فأريته الطبيب فقال هذا رجل قد فتت الغم أو الخوف جوفه وروي عن المروذي قال قلت لأحمد كيف اصبحت قال كيف اصبح من ربه يطالبه بأداء الفرائض ونبيه يطالبه بأداء السنة والملكان يطلبلنه بتصحيح العمل ونفسه تطالبه بهواها وابليس يطالبه بالفحشاء وملك الموت يراقب قبض روحه وعياله يطالبونه بالنفقة الخلال أخبرنا المروذي قال مررت وأبو عبد الله متوكئ على يدي فاستقبلتنا امراة بيدها طنبور فاخذته فكسرته وجعلت ادوسه وأبو عبد الله واقف منكس الرأس فلم يقل شيئا وانتشر امر الطنبور فقال أبو عبد الله ما علمت انك كسرت طنبورا إلى الساعة قال الميموني قال لي القاضي محمد بن محمد بن ادريس الشافعي قال لي أحمد ابوك احد الستة الذين ادعو لهم سحرا وعن ابراهيم بن هانئ النيسابوري قال كان أبو عبد الله حيث توارى من السلطان عندي وذكر من اجتهاده في العبادة امرا عجبا قال وكنت لا اقوى معه على العبادة وأفطر يوما واحدا واحتجمقال الخلال حدثنا محمد بن علي حدثنا العباس بن أبي طالب سمعت ابراهيم بن شماس قال كنت اعرف أحمد بن حنبل وهو غلام وهو يحيى الليل قال عمر بن محمد بن رجاء حدثنا عبد الله بن أحمد قال لما قدم أبو زرعة نزل عند أبي فكان كثير المذاكرة له فسمعت أبي يوما يقول ما صليت اليوم غير الفريضة استاثرت بمذاكرة أبي زرعة على نوافلي وعن عبد الله بن أحمد قال كان في دهليزنا دكان اذا جاء من يريد أبي ان يخلو معه اجلسه ثم واذا لم يرد اخذ بعضادتي الباب وكلمه فلما كان ذات يوم جاء انسان فقال لي قل أبو ابراهيم السائح قال فقال أبي سلم عليه فانه من خيار المسلمين فسلمت عليه فقال له أبي حدثني يا أبا ابراهيم قال خرجت إلى موضع فأصابتني علة فقلت لو تقربت إلى الدير لعل من فيه من الرهبان يداويني فاذا بسبع عظيم يقصدني فاحتملني على ظهره حتى القاني عند الدير فشاهد الرهبان ذلك فأسلموا كلهم وهم اربع مئة ثم قال لأبي حدثني يا أبا عبد الله فقال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا أحمد حج فانتيهت وجعلت في المزود فتيتا وقصدت نحو الكوفة فلما تقضى بعض النهار اذا انا بالكوفة فدخلت الجامع فاذا انا بشاب حسن الوجه طيب الريح فسلمت وكبرت فلما فرغت من صلاتي قلت هل بقي من يخرج إلى الحج فقال انتظر حتى يجئ اخ من اخواننا فاذا انا برجل في مثل حالي فلم نزل نسير فقال له الذي معي رحمك الله ارفق بنا فقال الشاب ان كان معنا أحمد بن حنبل فسوف يرفق بنا فوقع في نفسي انه الخضر فقلت للذي معي هل لك في الطعام فقال كل مماتعرف واكل مما اعرف فلما غاب الشاب ثم كان يرجع بعد فراغنا فلما كان بعد ثلاث اذا نحن بمكة هذه حكاية منكرة قال القاضي أبو يعلي نقلت من خط أبي إسحاق بن شاقلا أخبرني عمر بن علي حدثنا جعفر الرزاز جارنا سمعت أبا جعفر محمد بن المولي سمعت عبد الله فذكرها فلعلها من وضع الرزاز انبؤنا عن ابن الجوزي أخبرنا عبد الوهاب بن المبارك أخبرنا المبارك بن عبد الجبار أخبرنا ابراهيم بن عمر البرمكي أخبرنا محمد بن إسماعيل الوراق حدثنا عبد الله بن إسحاق البغوي حدثنا أبو جعفر محمد بن يعقوب الصفار قال كنا عند أحمد بن حنبل فقلت ادع الله لنا فقال اللهم انك تعلم انك لنا على اكثر مما نحب فاجعلنا لك على ما تحب اللهم انا نسألك بالقدرة التي قلت للسموات والارض ^ ائتنا طوعا أو كرها قالتا اتينا طائعين ^ فصلت اللهم وفقنا لمرضاتك اللهم انا نعوذ بك من الفقر الا اليك ومن الذل الا لك رواتها ائمة إلى الصفار ولا اعرفه وهي منكرة أخبرنا عمر بن القواس عن الكندي أخبرنا الكروخي أخبرنا شيخ الاسلام الانصاري أخبرنا أبو يعقوب أخبرنا زاهر بن أحمد حدثنا علي بن عبد الله بن مبشر سمعت الرمادي سمعت عبد الرزاق وذكر أحمد فدمعت عينه وقال قدم وبلغني ان نفقته نفذت فأخذت عشرة دنانير وعرضتها عليه فبتسم وقال يا أبا بكر لو قبلت شيئا من الناس قبلت منك ولم يقبل مني شيئا الخلال اخبرني أبو غالب علي بن أحمد حدثني صالح بن أحمدقال جاءتني حسن فقالت قد جاء رجل بتليسة فيها فاكهة يابسة وبكتاب فقمت فقرأت الكتاب فإذا فيه يا أبا عبد الله ابضعت لك بضاعة إلى سمرقند فربحت فبعثت بذلك اليك اربعة آلاف وفاكهة انا لقطتها من بستاني ورثته من أبي قال فجمعت الصبيان ودخلنا فبكيت وقلت يا ابة ما ترق لي من اكل الزكاة ثم كشف عن رأس الصبية وبكيت فقال من اين علمت دع حتى استخير الله الليلة قال فلما كان من الغد قال استخرت الله فعزم لي ان لا آخذها وفتح التليسة ففرقها على الصبيان وكان عنده ثوب عشاري فبعث به إلى الرجل ورد المال عبد الله بن أحمد سمعت فوران يقول مرض أبو عبد الله فعاده الناس يعني قبل المئتين وعاده علي بن الجعد فترك عند رأسه صرة فقلت له عنها فقال ما رايت اذهب فردها اليه أبو بكر بن شاذان حدثنا أبو عيسى أحمد بن يعقوب حدثتني فاطمة بنت أحمد بن حنبل قالت وقع الحريق في بيت اخي صالح وكان قد تزوج بفتية فحملوا اليه جهازا شبيها بأربعة آلاف دينار فأكلته النار فجعل صالح يقول ما غمني ما ذهب الا ثوب لابي كان يصلي فيه اتبرك به وأصلي فيه قالت فطفئ الحريق ودخلوا فوجدوا الثوب على سرير قد اكلت النار ما حوله وسلم قال ابن الجوزي وبلغني عن قاضي القضاة علي بن الحسين الزينبي انه حكى ان الحريق وقع في دارهم فأحرق ما فيها الا كتابا كان فيه شئ بخط الامام أحمد قال ولما وقع الغرق ببغداد في سنة 554 وغرقتكتبي سلم لي مجلد فيه ورقتان بخط الامام قلت وكذا استفاض وثبت ان الغرق الكائن بعد العشرين وسبع مئة ببغداد عام على مقابر مقبرة أحمد وان الماء دخل في الدهليز علو ذراع ووقف بقدرة الله وبقيت الحصر حول قبر الامام بغبارها وكان ذلك اية أبو طالب حدثنا المروذي سمعت مجاهد بن موسى يقول رأيت أحمد وهو حدث وما في وجهة طاقة وهو يذكر وروى حرمي بن يونس عن ابيه رايت أحمد ايام هشيم وله قدر قال أحمد بن سعيد الرباطي سمعت أحمد بن حنبل يقول اخذنا هذا العلم بالذل فلا ندفعه الا بالذل محمد بن صالح بن هانئ حدثنا أحمد بن شهاب الاسفراييني سمعت أحمد بن حنبل وسئل عمن نكتب في طريقنا فقال عليكم بهناد وبسفيان بن وكيع وبمكة ابن أبي عمر وإياكم ان تكتبوا يعني عن احد من اصحاب الاهواء قليلا ولا كثيرا عليكم بأصحاب الآثار والسنن عبد الله بن أحمد كتب الي الفتح بن شخرف انه سمع موسى بن حزام الترمذي يقول كنت اختلف إلى أبي سليمان الجوزجاني في كتب محمد فاستقبلي أحمد بن حنبل فقال إلى اين قلت إلى أبي سليمان فقال العجب منكم تركتم إلى النبي صلى الله عليه وسلم يزيد عن حميد عن انس واقبلتم على ثلاثة إلى أبي حنيفة رحمه الله أبو سليمان عن محمد عن أبي يوسف عنه قال فانحدرت إلى يزيد بن هارون ابن عدي أخبرنا عبد الملك بن محمد حدثنا صالح بن أحمدسمعت أبي يقول والله لقد اعطيت المجهود من نفسي ولوددت اني انجو كفافا الحاكم حدثنا أبو علي الحافظ سمعت محمد بن المسيب سمعت زكريا بن يحيى الضرير يقول قلت لأحمد بن حنبل كم يكفي الرجل من الحديث حتى يكون مئة الف فقال لا إلى ان قال فيكفيه خمس مئة الف حديث قال ارجو المحنة قال عمرو بن حكام حدثنا شعبة عن قتادة عن عكرمة عن أبي عباس قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يمنعن احدكم مخافة الناس ان يتكلم بحق علمه تفرد به عمرو وليس بحجة وقال سليمان بن بنت شرجبيل حدثنا عيسى بن يونس عن سليمانالتيمي عن أبي نضرة عن أبي سعيد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يمنمن احدكم هيبة الناس ان يقول بالحق اذا رآه أو سمعه غريب فرد وقال حماد بن سلمة ومعلى بن زياد وهذا لفظه عن أبي غالب عن أبي امامة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال احب الجهاد إلى الله كلمة حق تقال لامام جائر إسحاق بن موسى الخطمي حدثنا أبو بكر بن عبد الرحمن حدثنا يعقوب بن محمد بن عبد الرحمن القاري عن ابيه عن جده ان عمر كتب إلى معاوية اما بعد فالزم الحق ينزلك الحق منازل اهل الحق يوم لا يقضي الا بالحق وباسناده واه عن أبي ذر ابى الحق ان يترك له صديقاالصدع بالحق عظيم يحتاج إلى قوة واخلاص فالمخلص بلا قوة يعجز عن القيام به والقوي بلا اخلاص يخذل فمن قام بهما كاملا فهو صديق ومن ضعف فلا اقل من التالم والانكار بالقلب ليس وراء ذلك ايمان فلا قوة الا بالله سفيان الثوري عن الحسن بن عمرو عن محمد بن مسلم مولى حكيم بن حزام عن عبد الله بن عمرو قال قال النبي صلى الله عليه وسلم اذا رأيتم امتي تهاب الظالم ان تقول له انك ظالم فقد تودع منهم هكذا رواه جماعة عن سفيان ورواه النضربن إسماعيل عن الحسن فقال عن مجاهد عن عبد الله بن عمرو مرفوعا ورواه سيف بن هارون عن الحسن فقال عن أبي الزبير سمعت عبد الله بن عمرو مرفوعا سفيان الثوري عن زبيد عن عمرو بن مرة عن أبي البختريعن أبي سعيد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يحقرن احدكم نفسه ان يرى امرا لله فيه مقال فلا يقول فيه فيقال له ما منعك فيقول مخافة الناس فيقول فاياي كنت احق ان تخاف رواه الفريابي وابو نعيم وخلاد عنه حماد بن زيد عن ايوب عن أبي قلابة عن أبي اسماء عن ثوبان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان اخوف ما اخاف على امتي الائمة المضلون واذا وضع السيف عليهم لم يرفع عنهم إلى يوم القيامة ولا تزال طائفة من امتي على الحق ظاهرين لا يضرهم من خالفهم أو خذلهم حتى يأتي امر الله الحسين بن موسى حدثنا الحسين بن الفضل البجلي حدثنا عبد العزيز بن يحيى المكي حدثنا سليم بن مسلم عن ابن جريج عنعطاء عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لله عند احداث كل بدعة تكيد الاسلام ولي يذب عن دينه الحديث هذا موضوع ما رواه ابن جريج كان الناس امة واحدة ودينهم قائما في خلافة أبي بكر وعمر فلما استشهد قفل باب الفتنة عمر رضي الله عنه وانكسر الباب قام رؤوس الشر على الشهيد عثمان حتى ذبح صبرا وتفرقت الكلمة وتمت وقعة الجمل ثم وقعة صفين فظهرت الخوارج وكفرت سادة الصحابة ثم ظهرت الروافض والنواصب وفي آخر زمن الصحابة ظهرت القدرية ثم ظهرت المعتزلة بالبصرة والجهمية والمجسمة بخراسان في اثناء عصر التابعين مع ظهور السنة واهلها إلى بعد المئتين فظهر المامون الخليفة وكان ذكيا متكلما له نظر في المعقول فاستجلب كتب الاوائل وعرب حكمة اليونان وقام في ذلك وقعد وخب ووضع ورفعت الجهمية والمعتزلة رؤوسها بل والشيعة فانه كان كذلك وآل به الحال ان حمل الامة على القول بخلق القران وامتحن العلماء فلم يمهل وهلك لعامه وخلى بعده شرا وبلاء في الدين فان الامة ما زالت على ان القران العظيم كلام الله تعالى ووحيه وتنزيله لا يعرفون غير ذلك حتى نبغ لهم القول بأنه كلام الله مخلوق مجعول وانه انما يضاف إلى الله تعالى اضافة تشريف كبيت الله وناقة الله فانكر ذلك العلماء ولم تكن الجمهية يظهرون في دولة المهدي والرشيد والامين فلما ولي المأمون كان منهم وأظهر المقالة روى أحمد بن ابراهيم الدورقي عن محمد بن نوح ان الرشيد قال بلغني ان بشر بن غياث المريسي يقول القران مخلوق فلله عليان اظفرني به لاقتلنه قال الدورقي وكان متواريا ايام الرشيد فلما مات الرشيد ظهر ودعا إلى الضلالة قلت ثم ان المامون نظر في الكلام وناظر وبقي متوقفا في الدعاء إلى بدعته قال أبو الفرج بن الجوزي خالطة قوم من المعتزلة فحسنوا له القول بخلق القران وكان يتردد ويراقب بقايا الشيوخ ثم قوي عزمه وامتحن الناس أخبرنا المسلم بن محمد في كتابه أخبرنا أبو اليمن الكندي أخبرنا أبو منصور الشيباني أخبرنا أبو بكر الخطيب أخبرنا أبو بكر الحيري أخبرنا أبو العباس الاصم أخبرنا يحيى بن أبي طالب اخبرني الحسن بن شادان الواسطي حدثني ابن عرعرة حدثني ابن اكثم قال قال لنا المامون لولا مكان يزيد بن هارون لأظهرت ان القرآن مخلوق فقال بعض جلسائه يا امير المؤمنين ومن يزيد حتى يتقي فقال ويحك اني اخاف ان اظهرته فيرد علي يختلف الناس وتكون فتنة وانا اكره الفتنة فقال الرجل فانا اخبر ذلك منه قال له نعم فخرج إلى واسط فجاء إلى يزيد وقال يا أبا خالد ان امير المؤمنين يقرئك السلام ويقول لك اني اريد ان اظهر خلق القران فقال كذبت على امير المؤمنين امير المؤمنين لا يحمل الناس على ما لا يعرفونه فان كنت صادقا فاقعد فاذا اجتمع الناس في المجلس فقل قال فلما ان كان الغد اجتمعوا فقام فقال كمقالته فقال يزيد كذبت على امير المؤمنين انه لا يحمل الناس على ما لا يعرفونه وما لم يقل به احد قال فقدم وقال يا امير المؤمنين كنت اعلم وقص عليه قال ويحك يلعب بكقال صالح بن أحمد سمعت أبي يقول لما دخلنا على إسحاق بن ابراهيم للمحنة قرا علينا كتاب الذي صار إلى طرسوس يعني المامون فكان فيما قرئ علينا ^ ليس كمثله شيء ^ و ^ هو خالق كل شيء ^ فقلت ^ وهو السميع البصير ^ قال صالح ثم امتحن القوم ووجه بمن امتنع إلى الحبس فاجاب القوم جميعا غير اربعة أبي ومحمد بن نوح والقواريري والحسن بن حماد سجادة ثم اجاب هذان وبقي أبي ومحمد في الحبس اياما ثم جاء كتاب من طرسوس بحملهما مقيدين زميلين الطبراني حدثنا عبد الله بن أحمد حدثني أبو معمر القطيعي قال لما احضرنا إلى دار السلطان ايام المحنة وكان أحمد بن حنبل قد احضر فلما راى الناس يجيبون وكان رجلا لينا فانتفخت اوداجه واحمرت عيناه وذهب ذلك اللين فقلت انه قد غضب لله فقلت ابشر حدثنا ابن فضيل عن الوليد بن عبد الله بن جميع عن أبي سلمة قال كان من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من اذا اريد على شيء من امر دينه رايت حماليق عينيه في راسه تدور كانه مجنون أخبرنا عمر بن القواس عن الكندي أخبرنا الكرخي أخبرنا شيخ الاسلام أخبرنا أبو يعقوب حدثنا الحسين بن محمد الخفاف سمعت ابن أبي اسامة يقول حكي لنا ان أحمد قيل له ايام المحنة ياابا عبد الله اولا ترى الحق كيف ظهر عليه الباطل قال كلا ان ظهور الباطل على الحق ان تنتقل القلوب من الهدى إلى الضلالة وقلوبنا بعد لازمة للحق الاصم حدثنا عباس الدوري سمعت أبا جعفر الانباري يقوللما حمل أحمد إلى المامون اخبرت فعبرت الفرات فاذا هو جالس في الخان فسلمت عليه فقال يا أبا جعفر تعنيت فقلت يا هذا انت اليوم راس والناس يقتدون بك فو الله لئن احببت إلى خلق القران ليجيبن خلق وان انت لم تجب ليمتنعن خلق من الناس كثير ومع هذا فان الرجل ان لم يقتلك فانك تموت لابد من الموت فاتق الله ولا تجب فجعل أحمد يبكي ويقول ما شاء الله ثم قال يا أبا جعفر اعد علي فأعدت عليه وهو يقول ما شاء الله قال أحمد بن محمد بن إسماعيل الادمي حدثنا الفضل بن زياد سمعت أحمد بن حنبل يقول اول يوم امتحنه إسحاق لما خرج من عنده وذلك في جمادي الاخرة سنة ثمان عشرة ومئتين فقعد في مسجده فقال له جماعة أخبرنا بمن اجاب فكانه ثقل عليه فكلموه ايضا قال فلم يجب احد من اصحابنا والحمد لله ثم ذكر من اجاب ومن واتاهم على اكثر ما ارادوا فقال هو مجعول محدث وامتحنهم مرة مرة وامتحنني مرتين مرتين فقال لي ما تقول في القرآن قلت كلام الله غير مخلوق فاقامني واجلسني في ناحية ثم سألهم ثم ردني ثانية فسألني وأخذني في التشبية فقلت ^ ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ^ فقال لي وما السميع البصير فقلت هكذا قال تعالى قال محمد بن ابراهيم البوشنجي جعلوا يذاكرون أبا عبد الله بالرقة في التقية وما روي فيها فقال كيف تصنعون بحديث خباب ان من كان قبلكم كان ينشر احدهم بالمنشار لا يصده ذلك عن دينه فايسنا منهوقال لست ابالي بالحبس ما هو ومنزلي الا واحد ولا قتلا بالسيف انما اخاف فتنة السوط فسمعه بعض اهل الحبس فقال لا عليك يا أبا عبد الله فما هو الا سوطان ثم لا تدري اين يقع الباقي فكانه سري عنه قال وحدثني من اثق به عن محمد بن ابراهيم بن مصعب وهو يومئذ صاحب شرطة المعتصم خلافة لأخيه إسحاق بن ابراهيم قال ما رايت احدا لم يداخل السلطان ولا خالط الملوك كان اثبت قلبا من أحمد يومئذ ما نحن في عينه الا كامثال الذباب وحدثني بعض اصحابنا عن أبي عبد الرحمن الشافعي أو هو حدثني انهم انفذوه إلى أحمد في محبسه ليكلمه في معنى التقية فلعله يجيب قال فصرت اليه اكلمه حتى اذا اكثرت وهو لا يجيبني ثم قال لي ما قولك اليوم في سجدتي السهو وانما ارسلوه إلى أحمد للالف الذي كان بينه وبين أحمد ايام لزومهم الشافعي فان أبا عبد الرحمن كان يومئذ ممن يتقشف ويلبس الصوف وكان احفظ اصحاب الشافعي للحديث من قبل ان يتبطن بمذاهبه المذمومة ثم لم يحدث أبو عبد الله بعد ما انباتك انه حدثني في اول خلافة الواثق ثم قطعه إلى ان مات الا ما كان في زمن المتوكلقال صالح بن أحمد حمل أبي ومحمد بن نوح من بغداد مقيدين فصرنا معهما إلى الانبار فسال أبو بكر الاحول أبي يا أبا عبد الله ان عرضت على السيف تجيب قال لا ثم سيرا فسمعت أبي يقول صرنا إلى الرحبة ورحلنا منها في جوف الليل فعرض لنا رجل فقال ايكم أحمد بن حنبل فقيل له هذا فقال للجمال على رسلك ثم قال يا هذا ما عليك ان تقتل ها هنا وتدخل الجنة ثم قال استودعك الله ومضى فسالت عنه فقيل لي هذا رجل من العرب من ربيعة يعمل الشعر في البادية يقال له جابر بن عامر يذكر بخير أحمد بن أبي الحواري حدثنا ابراهيم بن عبد الله قال قال أحمد بن حنبل ما سمعت كلمة منذ وقعت في هذا الامر اقوى من كلمة اعرابي كلمني بها في رحبة طوق قال يا أحمد ان يقتلك الحق مت شهيدا وان عشت حميدا فقوى قلبي قال صالح بن أحمد قال أبي فلما صرنا إلى اذنة ورحلنا منها في جوف الليل وفتح لنا بابها اذا رجل قد دخل فقال البشري قد مات الرجل يعني المامون قال أبي وكنت ادعو الله ان لا اراه محمد بن ابراهيم البوشنجي سمعت أحمد بن حنبل يقول تبينت الاجابة في دعوتين دعوت الله ان لا يجمع بيني وبين المأمونودعوته ان لا ارى المتوكل فلم ار المامون مات بالبذندون قلت وهو نهر الروم وبقي أحمد محبوسا بالرقة حتى بويع المعتصم إثر موت أخيه فرد أحمد إلى بغداد واما المتوكل فانه نوه بذكر الامام أحمد والتمس الاجتماع به فلما ان حضر أحمد دار الخلافة بسامراء ليحدث ولد المتوكل ويبرك عليه جلس له المتوكل في طاقة حتى نظر هو وامه منها إلى أحمد ولم يره أحمد قال صالح لما صدر أبي ومحمد بن نوح إلى طرطوس ردا في اقيادهما فلما صار إلى الرقة حملا في سفينة فلما وصلا إلى عانة توفي محمد وفك قيده وصلى عليه أبي وقال حنبل قال أبو عبد الله ما رايت احدا على حداثة سنه وقدر علمه اقوم بامر الله من محمد بن نوح اني لارجو ان يكون قد ختم له بخير قال لي ذات يوم يا أبا عبد الله الله الله انك لست مثلي انت رجل يقتدي بك قد مد الخلق اعناقهم اليك لما يكون منك فاتق الله واثبت لامر الله أو نحو هذا فمات وصليت عليه ودفنته اظن قال بعانة قال صالح وصار أبي إلى بغداد مقيدا فمكث بالياسرية اياماثم حبس في دار اكتريث عند دار عمارة ثم حول إلى حبس العامة في درب الموصلية فقال كنت اصلي باهل السجن وانا مقيد فلما كان في رمضان سنة تسع عشر قلت وذلك بعد موت المامون باربعة عشر شهرا حولت إلى دار إسحاق بن ابراهيم يعني نائب بغداد واما حنبل فقال حبس أبو عبد الله في دار عمارة ببغداد في اصطبل الامير محمد بن ابراهيم اخي إسحاق بن ابراهيم وكان في حبس ضيق ومرض في رمضان ثم حول بعد قليل إلى سجن العامة فمكث في السجن نحوا من ثلاثين شهرا وكنا ناتيه فقرأ علي كتاب الارجاء وغيره في الحبس ورأيته يصلي بهم القيد فكان يخرج رجله من حلقه القيد وقت الصلاة والنوم قال صالح بن أحمد قال أبي كان يوجه الي يوم برجلين احدهما يقال له أحمد بن أحمد بن رباح والاخر أبو شعيب الحجام فلا يزالان يناظراني حتى اذا قاما دعي بقيد فزيد في قيودي فصار في رجلي اربعة اقياد فلما كان في اليوم الثالث دخل علي فناظرني فقلت له ما تقول في علم الله قال مخلوق قلت كفرت بالله فقال الرسول الذي كان يحضر من قبل إسحاق بن ابراهيم ان هذا رسول امير المؤمنين فقلت ان هذا قد كفر فلما كان في الليلة الرابعة وجه يعني المعتصم ببغا الكبير إلى إسحاق فامره بحملي اليه فأدخلت على إسحاق فقال يا أحمد انها والله نفسك انه لا يقتلك بالسيف انه قد آلى ان لم تجبه ان يضربك ضربا بعد الضرب وأن يقتلك في موضع لا يرى فيه شمس ولا قمر أليس قد قال الله تعالى ^ إناجعلناه قرآنا عربيا ^ الزخرف أفيكون مجعولا الا مخلوقا فقلت فقد قال تعالى ^ فجعلهم كعصف مأكول ^ الفيل افخلقهم قال فسكت فلما صرنا إلى الموضع المعروف بباب البستان اخرجت وجئ بدابة فأركبت وعلي الاقياد ما معي من يمسكني فكدت غير مرة ان اخر على وجهي لثقل القيود فجئ بي إلى دار المعتصم فأدخلت حجرة ثم ادخلت بيتا واقفل الباب علي في جوف الليل ولا سراج فاردت الوضوء فمددت يدي فاذا انا باناء فيه ماء وطست موضوع فتوضات وصليت فلما كان من الغد اخرجت تكتي وشددت بها الاقياد احملها وعطفت سراويلي فجاء رسول المعتصم فقال اجب فأخذ بيدي وأدخلني عليه والتكة في يدي احمل بها الاقياد واذا هو جالس وأحمد بن أبي داود حاضر وقد جمع خلقا كثيرا من أصحابه فقال لي المعتصم ادنه ادنه فلم يزل يدنيي حتى كثيرا من اصحابه فقال لي المعتصم ادنه ادنه فلم يزل يدنيني حتى قربت منه ثم قال اجلس فجلست وقد اثقلتني الاقياد فمكثت قليلا ثم قلت اتاذن في الكلام قال تكلم فقلت إلى ما دعا الله ورسوله فسكت هنية ثم قال إلى شهادة ان لا اله الا الله فقلت فأنا اشهد ان لا اله الا الله ثم قلت ان جدك ابن عباس يقول لما قدم وفد عبد القيس على رسول الله صلى الله عليه وسلم سالوه عن الايمان فقال اتدرون ما الايمان قالوا اللهورسوله اعلم قال شهادة ان لا اله الا الله وأن محمدا رسول الله واقام الصلاة وايتاء الزكاة وأن تعطوا الخمس من المغنم قال أبي فقال يعني المعتصم لو لا اني وجدتك في يد من كان قبلي ما عرضت لك ثم قال يا عبد الرحمن بن إسحاق الم امرك برفع المحنة فقلت الله اكبر ان في هذا لفرجا للمسلمين ثم قال لهم ناظروه وكلموه يا عبد الرحمن كلمه فقال ما تقول في القرآن قلت ما تقول انت في علم الله فسكت فقال لي بعضهم أليس قال الله تعالى ^ الله خالق كل شئ ^ الرعد والقران أليس شيئا فقلت قال الله ^ تدمر كل شئ ^ الاحقاف فدمرت الا ما اراد الله فقال بعضهم ^ ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث ^ الانبياء افيكون محدث الا مخلوقا فقلت قال الله ^ ص والقرآن ^ فالذكر هو القرآن وتلك ل فيها ألف ولام وذكر بعضهم حديث عمران بن حصين ان الله خلق الذكر فقلت هذا خطأ حدثنا غير ان الله كتب الذكر واحتجوا بحديثابن مسعود ما خلق الله من جنة ولا نار ولا سماء ولا ارض اعظم من آية الكرسي فقلت انما وقع الخلق على الجنة والنار والسماء والارض ولم يقع على القران فقال بعضهم حديث خباب يا هنتاه تقرب إلى الله بما استطعت فانك لن تتقرب اليه بشئ احب اليه من كلامه فقلت هكذا هو قال صالح وجعل ابن أبي داود ينظر إلى أبي كالمغضب قال أبي وكان يتكلم هذا فأرد عليه ويتكلم هذا ويرد عليه فإذا انقطع الرجل منهم اعترض ابن أبي داود فيقول يا امير المؤمنين هو والله ضال مضل مبتدع فيقول كلموه ناظروه فيكلمني هذا فارد عليه ويكلمني هذا فارد عليه فاذا انقطوا يقول المعتصم ويحك يا أحمد ما تقول فاقول يا امير المؤمنين اعطوني شيئا من كتاب اللهاو سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى اقول به فيقول أحمد بن أبي داود انت لا تقول الا ما في الكتاب أو السنة فقلت له تاولت تاويلا فانت اعلم وما تاولت ما يحبس عليه ولا يقيد عليه قال حنبل قال أبو عبد الله لقد احتجوا علي بشيء ما يقوي قلبي ولا ينطلق لساني ان احكيه انكروا الاثار وما ظننتهم على هذا حتى سمعته وجعلوا يرغون يقول الخصم كذا وكذا فاحتججت عليهم بالقران بقوله ^ يا ابت لم تعبد ما لا يسمع ولا يبصر ^ افهذا منكر عندكم فقالوا شبه يا امير المؤمنين شبه قال محمد بن ابراهيم البوشنجي حدثني بعض اصحابنا ان أحمد ابن أبي داود اقبل على أحمد يكلمه فلم يلتفت اليه حتى قال المعتصم يا أحمد الا تكلم أبا عبد الله فقلت لست اعرفه من اهل العلم فاكلمه قال صالح وجعل ابن أبي داود يقول يا امير المؤمنين والله لئن اجابك لهو احب الي من الف دينار ومئة الف دينار فيعد من ذلك ما شاء الله ان يعد فقال لئن اجابني لاطلقكن عنه بيدي ولاركبن اليه بجندي ولا طأن عقبه ثم قال يا أحمد والله اني عليك لشفيق واني لاشفق عليككشفقتي على ابني هارون ما تقول فاقول اعطوني شيئا من كتاب الله وسنة رسوله فلما طال المجلس ضجر وقال قوموا وحسبني يعني عنده وعبد الرحمن بن إسحاق يكلمني وقال ويحك اجبني وقال ويحك الم تكن تاتينا فقال له عبد الرحمن يا امير المؤمنين اعرفه منذ ثلاثين سنة يرى طاعتك والحج والجهاد معك فيقول الله انه لعالم وانه لفقيه وما يسوءني ان يكون معي يرد عني اهل الملل ثم قال ما كنت تعرف صالحا الرشيدي قلت قد سمعت به قال كان مؤدبي وكان في ذلك الموضع جالسا وأشار إلى ناحية من الدار فسالني عن القران فخالفني فامرت به فوطئ وسحب يا أحمد اجبني إلى شيء لك فيه ادنى فرج حتى اطلق عنك بيدي قلت اعطوني شيئا من كتاب الله وسنة الرصول فطال المجلس وقام ورددت إلى الموضع فلما كان بعد المغرب وجه الي رجلين من اصحاب ابن أبي داود يبيتان عندي ويناظراني ويقيمان معي حتى اذا كان وقت الافطار جيء بالطعام ويجتهدان بي ان افطر فلا افعل قلت وكانت ليالي رمضان قال ووجه المعتصم الي ابن أبي داود في الليل فقال يقول لك امير المؤمنين ما تقول فارد عليه نحوا مما كنت ارد فقال ابن أبي داود واللهلقد كتب اسمك في السبعة يحيى بن معين وغيره فمحوته ولقد ساءني اخذهم اياك ثم يقول ان امير المؤمنين قد حلف ان يضربك ضربا بعد ضرب وأن يلقيك في موضع لا ترى فيه الشمس ويقول أن اجابني جئت اليه حتى اطلق عنه بيدي ثم انصرف فلما اصبحنا جاء رسوله فأخذ بيدي حتى ذهب بي اليه فقال لهم ناظروه وكلموه يناظروني فأرد عليهم فاذا جاؤوا بشيء من الكلام مما ليس في الكتاب والسنة قلت ما ادري ما هذا قال فيقولون يا امير المؤمنين اذا توجهت له الحجة علينا ثبت واذا كلمناه بشيء يقول لا ادري ما هذا فقال ناظروه فقال رجل يا أحمد اراك تذكر الحديث وتنتحله فقلت ما تقول في قوله ^ يوصيكم الله في اولادكم للذكر مثل حظ الانثيين ^ قال خص الله بها المؤمنين قلت ما تقول ان كان قاتلا أو عبد ا فسكت وانما احتججت عليهم بهذا لانهم كانوا يحتجون بظاهر القرآن فحيث قال لي اراك تنتحل الحديث احتججت بالقران يعني وان السنة خصصت القاتل والعبد فاخرجتهما من العموم قال فلم يزالوا كذلك إلى قرب الزوال فلما ضجر قال قوموا ثم خلابي وبعبد الرحمن بن إسحاق فلم يزل يكلمني ثم قام ودخل ورددت إلى الموضع قال فلما كانت الليلة الثالثة قلت خليق ان يحدث غدا من امريشيء فقلت للموكل بي اريد خيطا فجاءني بخيط فشددت به الاقياد ورددت التكة إلى سراويلي مخافة ان يحدث من امري شيء فاتعرى فلما كان من الغد ادخلت إلى الدار فاذا هي غاصة فجعلت ادخل من موضع إلى موضع وقوم معهم السيوف وقوم معهم السياط وغير ذلك ولم يكن في اليومين الماضيين كبير احد من هؤلاء فلما انتهيت اليه قال اقعد ثم قال ناظروه كلموه فجعلوا يناظروني يتكلم هذا فارد عليه ويتكلم هذا فارد عليه وجعل صوتي يعلو اصواتهم فجعل بعض من هو قائم على راسي يومئ الي بيده فلما طال المجلس نحاني ثم خلا بهم نحاهم وردني إلى عنده وقال ويحك يا أحمد اجبني حتى اطلق عنك بيدي فرددت عليه نحو ردي فقال عليك وذكر اللعن خذوه اسحبوه خلعوه فسحبت وخلعت قال وقد كان صار الي شعر من شعر النبي صلى الله عليه وسلم في كم قميصي فوجه الي إسحاق بن ابراهيم يقول ما هذا المصرور قلت شعر من شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم وسعى بعضهم ليخرق القميص عني فقال المعتصم لا تخرقوه فنزع فظننت انه انما درئ عن القميص الخرق بالشعر قال وجلس المعتصم على كرسي ثم قال العقابين والسياط فجيء بالعقابين فمدت يداي فقال بعض من حضر خلفي خذ ناتئ الخشبتين بيديك وشد عليهما فلم افهم ما قال فتخلعت يدايقال محمد بن ابراهيم البوشنجي ذكروا ان المعتصم الان في امر أحمد لما علق في العقابين وراى ثباته وتصميمه وصلابته حتى اغراه أحمد بن أبي دواد وقال يا امير المؤمنين ان تركته قيل قد ترك مذهب المامون وسخط قوله فهاجه ذلك على ضربه وقال صالح قال أبي ولما جئ بالسياط نظر اليها المعتصم فقال ائتوني بغيرها ثم قال للجلادين تقدموا فجعل يتقدم الي الرجل منهم فيضربني سوطين فيقول له شد قطع الله يدك ثم يتنحى ويتقدم اخر فيضربني سوطين وهو يقول في كل ذلك شد قطع الله يدك فلما ضربت سبعة عشر سوطا قام الي يعني المعتصم فقال يا أحمد علام تقتل نفسك اني والله عليك لشفيق وجعل عجيف ينخسني بقائمة سيفه وقال اتريد ان تغلب هؤلاء كلهم وجعل بعضهم يقول ويلك امامك على رأسك قائم وقال بعضهم يا امير المؤمنين دمه في عنقي اقتله وجعلوا يقولون يا امير المؤمنين انت صائم وأنت في الشمس قائم فقال لي ويحك يا أحمد ما تقول فاقول اعطوني شيئا من كتاب الله أو سنة رسول الله اقول به فرجع وجلس وقال للجلاد تقدم واوجع قطع الله يدك ثم قام الثانية وجعل يقول ويحك يا أحمد اجبني فجعلوا يقبلون علي ويقولون يا أحمد امامك على راسك قائم وجعل عبد الرحمن يقول من صنع من اصحابك في هذا الامر ما تصنع والمعتصم يقول اجبني إلى شئ ( لك )فيه ادنى فرج حتى اطلق عنك بيدي ثم رجع وقال للجلاد تقدم فجعل يضربني سوطين ويتباكى وهو في خلال ذلك يقول شد قطع الله يدك فذهب عقلي ثم افقت بعد فاذا الاقياد قد اطلقت عني فقال لي رجل ممن حضر كببناك على وجهك وطرحنا على ظهرك بارية ودسناك قال أبي فما شعرت بذلك واتوني بسويق وقالوا اشرب وتقيا فقلت لا افطر ثم جيء بي إلى دار إسحاق بن ابراهيم فحضرت الظهر فتقدم ابن سماعة فصلى فلما انفتل من صلاته وقال لي صليت والدم يسيل في ثوبك قلت قد صلى عمر وجرحه يثعب دما قال صالح ثم خلي عنه فصار إلى منزله وكان مكثه في السجن منذ اخذ إلى ان ضرب وخلي عنه ثمانية وعشرين شهرا ولقد حدثني احد الرجلين اللذين كانا معه قال يا ابن اخي رحمة الله على أبي عبد الله والله رايت احدا يشبهه ولقد جعلت اقول له في وقت ما يوجه الينا بالطعام يا أبا عبد الله انت صائم وأنت في موضع تفئة ولقدعطش فقال لصاحب الشراب ناولني فناوله قدحا فيه ماء وثلج فأخذه ونظر فيه ثم رده ولم يشرب فجعلت اعجب من صبره على الجوع والعطش وهو فيما هو فيه من الهول قال صالح فكنت ألتمس وأحتال ان اوصل اليه طعاما أو رغيفا في تلك الايام فلم اقدر وأخبرني رجل حضره انه تفقده في الايام الثلاثة وهم يناظرونه فما لحن في كلمة قال وما ظننت ان احدا يكون في مثل شجاعته وشدة قلبه قال حنبل سمعت أبا عبد الله يقول ذهب عقلي مرارا فكان اذا رفع عني الضرب رجعت الي نفسي وإذا استرخيت وسقطت رفع الضرب اصابني ذلك مرارا ورايته يعني المعتصم قاعدا في الشمس بغير مظلة فسمعته وقد افقت يقول لابن أبي داود لقد ارتكبت اثما في امر هذا الرجل فقال يا امير المؤمنين انه والله كافر مشرك قد اشرك من غير وجهه فلا يزال به حتى يصرفه عما يريد وقد كان اراد تخليتي بلا ضرب فلم يدعه ولا إسحاق بن ابراهيم قال حنبل وبلغني ان المعتصم قال لابن أبي داود بعدما ضرب أبو عبد الله كم ضرب قال اربعة أو نيفا وثلاثين سوطا قال أبو الفضل عبيد الله الزهري قال المروذي قلت وابو عبد الله بين الهنبازين يا استاذ قال الله تعالى ^ لا تقتلوا انفسكم ^ قال يا مروذي اخرج وانظر فخرجت إلى رحبة دارالخلافة فرايت خلقا لا يحصيهم الا الله والصحف في ايديهم والاقلام والمحابر فقال لهم المروذي ماذا تعملون قالوا ننظر ما يقول أحمد فنكتبه فدخل فأخبره فقال يا مروذي اضل هؤلاء كلهم فهذه حكاية منقطعة قال ابن أبي حاتم حدثنا عبد الله بن محمد بن الفضل الاسدي قال لما حمل أحمد ليضرب جاؤوا إلى بشر بن الحارث وقالوا قد وجب عليك ان تتكلم فقال اتريدون مني اقوم مقام الانبياء ليس ذا عندي حفظ الله أحمد من بين يديه ومن خلفه الحسن بن محمد بن عثمان الفسوي حدثنا داود بن عرفة حدثنا ميمون بن اصبغ قال كنت ببغداد وامتحن أحمد فاخذت مالا له خطر فذهبت به إلى من يدخلني إلى المجلس فادخلت فاذا السيوف قد جردت وبالرماح قد ركزت وبالتراس قد صففت وبالسياط قد وضعت والبست قباء اسود ومنطقة وسيفا ووقفت حيث اسمع الكلام فأتي امير المؤمنين على كرسي وأتى بأحمد فقالله وقرابتي من رسول الله صلى الله عليه وسلم لأضربنك بالسياط أو تقول كما اقول ثم التفت إلى جلاد فقال خذه اليك فأخذه فلما ضرب سوطا قال باسم الله فلما ضرب الثاني قال لا حول ولا قوة الا بالله فلما ضرب الثالث قال القرآن كلام الله غير مخلوق فلما ضرب الرابع قال ^ قل لن يصيبنا الا ما كتب الله لنا ^ فضرب تسعة وعشرين سوطا وكانت تكته حاشية ثوب فانقطعت فنزل السراويل إلى عانته فقلت الساعة ينهيك فرمى بطرفه إلى السماء وحرك شفتيه فما كان باسرع من ان بقي السراويل لم ينزل فدخلت عليه بعد سبعة ايام فقلت يا أبا عبد الله رايتك وقد انحل سراويلك فرفعت طرفك نحو السماء فما قلت قال قلت اللهم اسالك باسمك الذي ملات به العرش ان كنت تعلم أني على الصواب فلا تهتك لي سترا هذه حكاية منكرة اخاف ان يكون داود وضعها قال جعفر بن أحمد بن فارس الاصبهاني حدثنا أحمد بن أبي عبيد الله قال قال أحمد بن الفرج حضرت أحمد بن حنبل لما ضرب فتقدم أبو الدن فضربه بضعه عشره سوطا فأقبل الدم من اكتافه وكان عليه سراويل فانقطع خيطه فنزل فلحظته وقد حرك شفتيه فعاد السراويل كما كان فسالته قال قلت الهي وسيدي وقفتني هذا الموقف فتهتكني على رؤوس الخلائق وهذه الحكايه لا تصح وقد ساق صاحب الحليه من الخرافات السمجة هنا ما يستحيا من ذكرهفمن ذلك قال حدثنا الحسين بن محمد حدثنا ابراهيم بن محمد ابن ابراهيم القاضي حدثني أبو عبد الله الجوهري حدثنا يوسف بن يعقوب سمعت علي بن محمد القرشي قال لما جرد أحمد ليضرب وبقي في سراويله فبينما هو يضرب انحل سراويله فحرك شفتيه فرأيت يدين خرجتا من تحته فشدتا السراويل فلما فرغوا من الضرب سالناه قال قلت يا من لا يعلم العرش منه اين هو الا هو ان كنت على حق فلا تبد عورتي اوردها البيهقي في مناقب أحمد وما جسر على توهيتها بل روى عن أبي مسعود البجلي عن ابن جهضم ذاك الكذاب حدثنا أبو بكر النجاد حدثنا ابن أبي العوام الرياحي نحوا منها وفيها ان مئزره اضطرب فحرك شفتيه فرايت كفا من ذهب خرج من تحت مئزره بقدرة الله فصاحت العامة اخبرني ابن الفراء حدثنا ابن قدامة حدثنا ابن خضير حدثنا ابن يوسف حدثنا البرمكي حدثنا علي بن مردك حدثنا ابن أبي حاتم حدثنا أحمد بن سنان انه بلغه ان المعتصم نظر عند ضربه اياه إلى شيء مصرور في كمه فقال أي شيء هذا قال شعر من شعر النبي صلى الله عليه وسلم قال هاته واخذها منه ثم قال أحمد بن سنان كان ينبغي ان يرحمه عندما راى شعرة من شعر النبي صلى الله عليه وسلم معه في تلك الحال وبه قال ابن أبي حاتم قال أبو الفضل صالح خلي عنه فصار إلى المنزل ووجه إلى المطبق فجيء برجل ممن يبصر الضرب والعلاج فنظر إلى ضربه فقال قد رايت من ضرب الف سوط ما ضربا مثل هذا لقد جر عليه من خلفه ومن قدامه ثم اخذ ميلا فادجله في بعضتلك الجراحات فنظر اليه فقال لم ينقب وجعل ياتيه ويعالجه وكان قد اصاب وجهه غير ضربة ومكث منكبا على وجهه كم شاء الله ثم قال له ان هاهنا شيئا اريد ان اقطعه فجاء بحديدة فجعل يعلق اللحم بها فيقطعه بسكين معه وهو صابر لذلك يجهر بحمد الله في ذلك فبرأ منه ولم يزل يتوجع من مواضع منه وكان اثر الضرب بينا في ظهره إلى ان توفي ودخلت يوما فقلت له بلغني ان رجلا جاء اليك فقال اجعلني في حل اذ لم اقم بنصرتك فقلت لا اجعل احدا في حل فتبسم أبي وسكت وسمعت أبي يقول لقد جعلت الميت في حل من ضربه اياي ثم قال مررت بهذا الآية فمن عفا واصلح فأجرة على الله فنظرت في تفسيرها فاذا هو ما أخبرنا هاشم بن القاسم أخبرنا المبارك بن فضالة قال اخبرني من سمع الحسن يقول اذا كان يوم القيامة جثت الامم كلها بين يدي الله رب العالمين ثم نودي ان لا يقوم الا من اجره على الله فلا يقوم الا من عفا في الدنيا قال فجعلت الميت في حل قال وما على رجل ان لا يعذب الله بسببه احدا وبه قال ابن أبي حاتم حدثني أحمد بن سنان قال بلغني ان أحمد ابن حنبل جعل المعتصم في حل يوم فتح عاصمة بابك وظفر به أو فيفتح عمورية فقال هو في حل من ضربي وسمعت أبي أبا حاتم يقول أتيت أبا عبد الله بعدما ضرب بثلاث سنين أو نحوها فجرى ذكر الضرب فقلت له ذهب عنك الم الضرب فأخرج يديه وقبض كوعيه اليمين واليسار وقال هذا كأنه يقول خلع وأنه يجد منهما الم ذلك وبه قال ابن أبي حاتم حدثنا محمد بن المثنى صاحب بشر قال قال أحمد بن حنبل قيل لي اكتب ثلاث كلمات ويخلي سبيلك فقلت هاتوا قالوا اكتب الله قديم لم يزل قال فكتبت فقالوا اكتب كل شيء دون الله مخلوق وقالوا اكتب الله رب القران قلت اما هذه فلا ورميت بالقلم فقال بشر بن الحارث لو كتبها لاعطاهم ما يريدون وبه قال وقال ابراهيم بن الحارث العبادي وكان رافقنا في بلاد الروم قال حضر أحمد بن حنبل أبو محمد الطفاوي فذكر له حديث فقال أبو عبد الله اخبرك بنظير هذا لما اخرج بنا جعلت افكر فيما نحنفيه حتى اذا صرنا إلى الرحبة انزلنا بظاهرها فمددت بصري فاذا بشيء لم استثبته فلم يزل يدنو واذا اعرابي جعل يتخطى تلك المحامل حتى صار الي فوقف علي فسلم ثم قال انت أحمد بن حنبل فسكت تعجبا ثم اعاد فسكت فبرك على ركبتيه فقال انت أبو عبد الله أحمد بن حنبل فقلت نعم فقال ابشر واصبر فانما هي ضربة هاهنا وتدخل الجنة هاهنا ثم مضى فقال الطفاوي يا أبا عبد الله انك محمود عند العامة فقال أحمد الله على ديني انما هذا دين لو قلت لهم كفرت فقال الطفاوي اخبرني بما صنعوا بك قال لما ضربت بالسياط جعلت اذكر كلام الاعرابي ثم جاء ذاك الطويل اللحية يعني عجيفا فضربني بقائم السيف ثم جاء ذاك فقلت قد جاء الفرج يضرب عنقي فأستريح فقال له ابن سماعة يا امير المؤمنين اضرب عنقه ودمه في رقبتي فقال ابن أبي داود لا يا امير المؤمنين لا تفعل فانه ان قتل أو مات في دارك قال الناس صبر حتى قتل فاتخذه الناس اماما وثبوا على ما هم عليه ولكن اطلقه الساعة فان مات خارجا من منزلك شك الناس في امره وقال بعضهم اجاب وقال بعضهم لم يجب فقال الطفاوي وما عليك لو قلت قال أبو عبد الله لو قلت لكفرت وبه قال ابن أبي حاتم سمعت أبا زرعة يقول دعا المعتصم بعم أحمد ثم قال للناس تعرفونه قالوا نعم هو أحمد بن حنبل قال فانظروا اليه اليس هو صحيح البدن قالوا نعم ولولا انه فعل ذلك لكنت اخاف ان يقع شيء لا يقام له قال ولما قال قد سلمته اليكم صحيح البدن هذا الناس وسكنواقلت ما قال هذا مع تمكنه في الخلافة وشجاعته الا عن امر كبير كانه خاف ان يموت من الضرب فتخرج عليه العامة ولو خرج عليه عامة بغداد لربما عجز عنهم وقال حنبل لما امر المعتصم بتخلية أبي عبد الله خلع عليه مبطنة وقميصا وطيلسانا وقلنسوة وخفا فبينا نحن على باب الدار والناس في الميدان والدروب وغيرها وغلقت الاسواق اذ خرج أبو عبد الله على دابة من دار المعتصم في تلك الثياب وأحمد بن أبي داود عن يمينه وإسحاق بن ابراهيم يعني نائب بغداد عن يساره فلما صار في الدهليز قبل ان يخرج قال لهم ابن أبي داود اكشفوا راسه فكشفوه يعني من الطيلسان وذهبوا يأخذون به ناحية الميدان نحو طريق الحبس فقال لهم إسحاق خذوا به ها هنا يريد دجلة فذهب به إلى الزورق وحمل إلى دار إسحاق بن ابراهيم فأقام عنده إلى ان صليت الظهر وبعث إلى والدي والى جيراننا ومشايخ المحال فجمعوا وادخلوا عليه فقال لهم هذا أحمد بن حنبل ان كان فيكم من يعرفه والا فليعرفه قال ابن سماعة حين دخل الجماعة لهم هذا أحمد بن حنبل وان امير المؤمنين ناظره في امره وقد خلى سبيله وها هو ذا فاخرج على فراس لإسحاق بن ابراهيم عند غروب الشمس فصار إلى منزله ومعه السلطان والناس وهو منحن فلما ذهب لينزل احتضنته ولم اعلم فوقعت يدي على موضع الضرب فصاح فنحيت يدي فنزل متوكئا علي واغلق الباب ودخلنا معه ورمى بنفسه على وجهه لا يقدر ان يتحرك الا بجهدونزع ما كان خلع عليه فامر به فبيع وتصدق بثمنه وكان المعتصم امر إسحاق بن ابراهيم ان لا يقطع عنه خبره وذلك انه ترك فيما حكي لنا عند الإياس منه وبلغنا ان المعتصم ندم وأسقط في يده حتى صلح فكان صاحب خبر إسحاق بن ابراهيم ياتينا كل يوم يتعرف خبره حتى صح وبقيت ابهاماه منخلعتين يضربان عليه في البرد فيسخن له الماء ولما اردنا علاجه خفنا ان يدس أحمد بن أبي دواد سما إلى المعالج فعملنا الدواء والمرهم في منزلنا وسمعته يقول كل من ذكرني ففي حل الا مبتدعا وقد جعلت أبا إسحاق يعني المعتصم في حل ورأيت الله يقول ^ وليعفوا وليصفحوا الا تحبون ان يغفر الله لكم ^ وأمر النبي صلى الله عليه وسلم أبا بكر بالعفو في قصة مسطح قال أبو عبد الله وما ينفعك ان يعذب الله اخاك المسلم في سببك قال حنبل قال أبو عبد الله قال برغوث يعني يوم المحنة ياامير المؤمنين هو كافر حلال الدم اضرب عنقه ودمه في عنقي وقال شعيب كذلك ايضا تقلد دمي فلم يلتفت أبو إسحاق اليهما وقال أبو عبد الله لم يكن في القوم اشد تكفيرا لي منهما واما ابن سماعة فقال يا امير المؤمنين انه من اهل بيت شرف لهم قدم ولعله يصير إلى الذي عليه امير المؤمنين فكانه رق عندها وكان اذا كلمني ابن أبي دواد لم التفت إلى كلامه واذا كلمني أبو إسحاق النت له القول قال فقال في اليوم الثالث اجبني يا أحمد فانه بلغني انك تحب الرئاسة وذلك لما اوغروا قلبه علي وجعل برغوث يقول قال الجبري كذا وكذا كلام هو الكفر بالله فجعلت اقول ما ادري ما هذا الا اني اعلم انه احد صمد لا شبه له ولا عدل وهو كما وصف نفسه فسكت و قال لي أبو إسحاق يا أحمد اني لا شفق عليك كشفقتي على ابني هارون فاجبني والله لوددت اني لم اكن عرفتك يا أحمد الله الله في دمك فلما كان في آخر ذلك قال لعنك الله لقد طمعت ان تجيبني ثم قال خذوه واسحبوه فأخذت ثم خلعت وجيء بعقابين واسياط وكان معي شعر من شعر النبي صلى الله عليه وسلم ثم صيرت بين العقابين فقلت يا امير المؤمنين الله الله ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( لا يحل دم امرئ يشهد ان لا اله الا الله واني رسول الله الا باحدى ثلاث ) يا امير المؤمنين فيم تستحل دمي الله الله لا تلق الله وبيني وبينك مطالبة اذكر يا امير المؤمنين وقوفك بين يدي الله تعالى كوقوفي بيت يديك وراقب الله فكأنه امسك فخاف ابن أبي دواد ان يكون منه عطف أو رافة فقال انه كافر بالله ضال مضلقال حنبل لما اردنا علاجه خفنا ان يدس ابن أبي دواد إلى المعالج فيلقي في دوائه سما فعملنا الدواء والمرهم عندنا فكان في برنية فإذا داواه رفعناها قال وكان اذا اصابه البرد ضرب عليه وقال لقد ظننت أاني اعطيت المجهود من نفسي محنة الواثق قال حنبل لم يزل أبو عبد الله بعد ان برئ من الضرب يحضر الجمعة والجماعة ويحدث ويفتي حتى مات المعتصم وولي ابنه الواثق فاظهر ما أظهر من المحنة والميل إلى أحمد بن أبي دواد واصحابه فلما اشتد الامر على اهل بغداد واظهرت القضاة المحنة القرآن وفرق بين فضل الانماطي وبين امرأته وبين أبي صالح وبين امراته كان أبو عبد الله يشهد الجمعة ويعيد الصلاة اذا رجع ويقول تؤتى الجمعة لفضلها والصلاة تعاد خلف من قال بهذه المقالة وجاء نفر إلى أبي عبد الله وقالوا هذا الامر قد فشا وتفاقم ونحن نخافه على اكثر من هذا وذكروا ابن أبي دواد وأنه على ان يأمر المعلمين بتعليم الصبيان في المكاتب القرآن كذا وكذا فنحن لا نرضى بإمارته فمنعهم من ذلك وناظرهم وحكى أحمد قصده في المناظرتهم وامرهم بالصبر قال فبينانحن في ايام الواثق اذ جاء يعقوب ليلا برسالة الامير إسحاق بن ابراهيم إلى أبي عبد الله يقول لك الامير ان امير المؤمنين قد ذكرك فلا يجتمعن اليك احد ولا تساكني بأرض ولا مدبنة انا فيها فاذهب حيث شئت من ارض الله قال فاختفى أبو عبد الله بقية حياة الواثق وكانت تلك الفتنة وقتل أحمد بن نصر الخزاعي ولم يزل أبو عبد الله مختفيا في البيت لا يخرج إلى صلاة ولا إلى غيرها حتى هلك الواثق وعن ابراهيم بن هانئ قال اختفى أبو عبد الله عندي ثلاثا ثم قال اطلب لي موضعا قلت لا آمن عليك قال افعل فاذا فعلت افدتك فطلبت له موضعا فلما خرج قال اختفى رسول الله صلى الله عليه وسلم في الغار ثلاثة ايام ثم تحول العجب من أبي القاسم علي بن الحسن الحافظ كيف ذكر ترجمة أحمد مطولة كعوائده ولكن ما اورد من امر المحنة كلمة مع صحة اسانيدها فإن حنبلا الفها في جزءين وكذلك صالح بن أحمد وجماعة قال أبو الحسين بن المنادي حدثني جدي أبو جعفر قال لقيت أباعبد الله فرايت في يديه مجمرة يسخن خرقة ثم يجعلها على جنبه من الضرب فقال يا أبا جعفر ما كان في القوم اراف بي من المعتصم وعن أبي عبد الله البوشنجي قال حدث أحمد ببغداد جهره حين مات المعتصم فرجعت من الكوفة فادركته في رجب سنة سبع وعشرين وهو يحدث ثم قطع الحديث لثلاث بقين من شعبان بلا منع بل كتب الحسن ابن علي بن الجعد قاضي بغداد إلى ابن أبي داود ان أحمد قد انبسط في الحديث فبلغ ذلك أحمد فقطع الحديث والى ان توفي فصل في حال الامام في دولة المتوكل قال حنبل ولي المتوكل جعفر فاظهر الله السنة وفرج عن الناس وكان أبو عبد الله يحدثنا ويحدث اصحابه في ايام المتوكل وسمعته يقول ما كان الناس إلى الحديث والعلم احوج منهم اليه في زماننا قال حنبل ثم ان المتوكل ذكره وكتب إلى إسحاق بن ابراهيم في اخراجه اليه فجاء رسول إسحاق إلى أبي عبد الله يأمره بالحضور فمضى أبو عبد الله ثم رجع فساله أبي عما دعي له فقال قرا علي كتاب جعفر يأمرني بالخروج إلى المعسكر يعني سر من رأى قال وقال لي إسحاق ابن ابراهيم ما تقول في القرآن فقلت ان امير المؤمنين قد نهى عن هذا قال وخرج إسحاق إلى العسكر وقدم ابنه محمدا ينوب عنه ببغداد قال أبو عبد الله وقال لي إسحاق بن ابراهيم لا تعلم احدا اني سألتك عن القران فقلت له مسألة مسترشد أو مسألة متعنت قال بل مسترشد قلت القرآن كلام الله ليس بمخلوققال صالح بن أحمد قال أبي قال لي إسحاق بن ابراهيم اجعلني في حل من حضوري ضربك فقلت قد جعلت كل من حضرني في حل وقال لي من اين قلت انه غير مخلوق فقلت قال الله ^ ألا له الخلق والأمر ^ فغرق بين الخلق والأمر فقال إسحاق الامر مخلوق فقال يا سبحان الله امخلوق يخلق خلقا قلت يعني انما خلق الكائنات بأمره وهو قوله ^ كن ^ الانعام قال ثم قال لي عمن تحكي انه ليس بمخلوق قلت عن جعفر بن محمد قال ليس بخالق ولا مخلوق قال حنبل ولم يكن عند أبي عبد الله ما يتحمل به أو ينفقه وكانت عندي مئة درهم فأتيت بها أبي فذهب بها اليه فأصلح بها ما احتاج اليه واكترى وخرج ولم يمض إلى محمد بن إسحاق بن ابراهيم ولا سلم عليه فكتب بذلك محمد إلى ابيه فحقدها إسحاق عليه وقال يا امير المؤمنين ان أحمد خرج من بغداد ولم يات مولاك محمدا فقال المتوكل يرد ولو وطئ بساطي وكان أحمد قد بلغ بصري فرد فرجع وامتنع من الحديث الا لولده ولنا وربما قرأ علينا في منزلنا ثم ان رافعا رفع إلى المتوكل ان أحمد ربص علويا في منزله يريد ان يخرجه ويبايع عليه قال ولم يكن عندنا علم فبينا نحن ذات ليلة نيام في الصيف سمعنا الجلبة وراينا النيران في دار أبي عبد الله فأسرعناواذا به قاعد في ازار ومظفر بن الكلبي صاحب الخبر وجماعة معهم فقرأ صاحب الخبر كتاب المتوكل ورد على امير المؤمنين ان عندكم علويا ربصته لتبايع له وتظهره في كلام طويل ثم قال له مظفر ما تقول قال ما اعرف من هذا شيئا واني لا ارى له السمع والطاعة في عسري ويسري ومنشطي ومكرهي واثرة علي واني لادعو الله له بالتسديد والتوفيق في الليل والنهار في كلام كثير فقال مظفر قد امرني امير المؤمنين ان احلفك قال فاحلفه بالطلاق ثلاثا ان ما عنده طلبة امير المؤمنين ثم فتشوا منزل أبي عبد الله والسرب والغرف والسطوح وفتشوا تابوت الكتب وفتشوا النساء والمنازل فلم يروا شيئا ولم يحسوا بشي ورد الله الذين كفروا بغيظهم وكتب بذلك إلى المتوكل فوقع منه موقعا حسنا وعلم ان أبا عبد الله مكذوب عليه وكان الذي دس عليه رجل من اهل البدع ولم يمت حتى بين الله امره للمسلمين وهو ابن الثلجي فلما كان بعد ايام بينا نحن جلوس بباب الدار اذا يعقوب احد حجاب المتوكل قد جاء فاستأذن على عبد الله فدخل ودخل أبي وانا ومع بعض غلمانه بدرة على بغل ومعه كتاب المتوكل فقراه على أبي عبد الله انه صح عند امير المؤمنين براءة ساحتك وقد وجه اليك بهذا المالتستعين به فابى ان يقبله وقال مالي اليه حاجة فقال يا أبا عبد الله اقبل من امير المؤمنين ما امرك به فانه خير لك عنده فانك ان رددته خفت ان يظن بك سوءا فحينئذ قبلها فلما خرج قال يا أبا علي قلت لبيك قال ارفع هذه الانجانة وضعها يعني البذرة تحتها ففعلت وخرجنا فلما كان من الليل اذا ام ولد أبي عبد الله تدق علينا الحائط فقالت مولاي يدعو عمه فأعلمت أبي وخرجنا فدخلنا على أبي عبد الله وذلك في جوف الليل فقال يا عم ما اخذني النوم قال ولم قال لهذا المال وجعل يتوجع لأخذه وأبي يسكنه ويسهل عليه وقال حتى تصبح وترى فيه رأيك فإن هذا ليل والناس في المنازل فأمسك وخرجنا فلما كان من السحر وجه إلى عبدوس بن مالك والى الحسن ابن البزار فحضرا وحضر جماعة منهم هارون الحمال وأحمد بن منيع وابن الدورقي وأبي وأنا وصالح وعبد الله وجعلنا نكتب من يذكرونه من اهل الستر والصلاح ببغداد والكوفة فوجه منها إلى أبي كريب وللاشج والى من يعلمون حاجته ففرقها كلها ما بين الخمسين إلى المئة والى المئتين فما بقي في الكيس درهم فلما كان بعد ذلك مات الامير إسحاق بن ابراهيم وابنه محمد ثم ولي بغداد عبد الله بن إسحاق فجاء رسول إلى أبي عبد الله فذهب اليه فقرا عليه كتاب المتوكل وقال له يامرك بالخروج يعني إلى سامراءفقال انا شيخ ضعيف عليل فكتب عبد الله بما رد عليه فورد جواب الكتاب ان امير المؤمنين يأمره بالخروج فوجه عبد الله اجنادا فباتوا على بابنا اياما حتى تهيأ أبو عبد الله للخروج فخرج ومعه صالح وعبد الله وأبي زميلة وقال صالح كان حمل أبي إلى المتوكل سنة سبع وثلاثين ثم إلى ان مات أبي قل يوم يمضي الا ورسول المتوكل يأتيه وقال صالح وجه إسحاق إلى أبي الزم بيتك ولا تخرج إلى جماعة ولا جمعة والا نزل بك ايام أبي إسحاق وقال ابن الكلبي اريد ان افتش منزلك ومنزل ابيك فقال مظفر وابن الكلبي وامرأتان معهما ففتشوا ودلوا شمعة في البئر ونظروا ثم خرجوا فلما كان بعد يومين ورد كتاب علي بن الجهم ان امير المؤمنين قد صح عنده براءتك وذكر نحوا من رواية حنبل قال حنبل فاخبرني أبي قال دخلنا إلى العسكر فإذا نحن بموكب عظيم مقبل فلما حاذى بنا قالوا هذا وصيف وإذا بفارس قد اقبل فقال لأبي عبد الله الامير وصيف يقرئك السلام ويقول لك ان الله قد امكنك من عدوك يعني ابن أبي داود وأمير المؤمنين يقبل منك فلا تدع شيئا الا تكلمت به فما رد عليه أبو عبد الله شيئا وجعلت انا ادعو لأمير المؤمنين ودعوت لوصيف ومضينا فأنزلنا في دارايتاخ ولم يعرف أبو عبد الله فسأل بعد لمن هذه الدار قالوا هذه الدار ايتاخ قال حولوني اكتروا لي دارا قالوا هذه دار انزلكها امير المؤمنين قال لا ابيت ها هنا ولم يزل حتى اكترينا له دارا وكانت تاتينا في كل يوم مائدة فيها الوان يامر بها المتوكل والثلج والفاكهة وغير ذلك فما ذاق منها أبو عبد الله شيئا ولا نظر اليها وكان نفقة المائدة في اليوم مئة وعشرين درهما وكان يحيى بن خاقان وابنه عبيد الله وعلي بن الجهم يختلفون إلى أبي عبد الله برسالة المتوكل ودامت العلة بابي عبد الله وضعف شديدا وكان يواصل ومكث ثمانية ايام لا يأكل ولا يشرب ففي الثامن دخلت عليه وقد كاد ان يطفا فقلت يا أبا عبد الله ابن الزبير كان يواصل سبعة وهذا لك اليوم ثمانية ايام قال اني مطيق قلت بحقي عليك قال فإني افعل فأتيته بسويق فشرب ووجه اليه المتوكل بمال عظيم فرده فقال له عبيد الله بن يحيى فإن امير المؤمنين يأمرك ان تدفعها إلى ولدك وأهلك قال هم مستغنون فردها عليه فاخذها عبيد الله فقسمها على ولده ثم اجرى المتوكل على اهله وولده في كل شهر اربعة الاف فبعث اليه أبو عبد الله انهم في كفاية وليست بهم حاجة فبعث اليه المتوكل انما هذا لولدك فما لك ولهذا فامسك أبو عبد الله فلم يزل يجري علينا حتى مات المتوكل وجرى بين أبي عبد الله وبين أبي كلام كثير وقال يا عم ما بقي مناعمارنا كانك بالامر قد نزل فالله الله فان اولادنا انما يريدون ان ياكلوا بنا وانما هي ايام قلائل وانما هذه فتنة قال أبي فقلت ارجو ان يؤمنك الله مما تحذر فقال كيف وانتم لا تتركون طعامهم ولا جوائزهم لو تركتموها لتركوكم ماذا ننتظرإنما هو الموت فأما إلى جنة وإما إلى نار فطوبى لمن قدم على خير قال فقلت أليس قد أمرت ما جاءك من هذا المال من غير أشراف نفس ولا مسألة أن تأخذه قال قد أخذت مرة بلا أشراف نفس فالثانية وألم تستشرف نفسك قلت أفلم يأخذ ابن عمر وابن عباس فقال ما هذا وذاك وقال لو أعلم أن هذا المال يؤخذ من وجهه ولا يكون فيه ظلم ولا حيف لم أبال قال حنبل ولما طالت علة أبي عبد الله كان المتوكل يبعث بابن ماسويه المتطبب فيصف له الادوية ويدخل فلا ابن ما سويه فقال يا امير المؤمنين ليست بأحمد علة انما هو من قلة الطعام والصيام والعبادة فسكت المتوكل وبلغ ام المتوكل خبر أبي عبد الله فقلت لابنها اشتهي ان ارى هذا الرجل فوجه المتوكل إلى أبي عبد الله يساله ان يدخل على ابنه المعتز ويدعو له ويسلم عليه ويجعله في حجره فامتنع ثم اجاب رجاء ان يطلق وينحدر إلى بغداد فوجه اليه المتوكل خلعة واتوه بدابة يركبها إلى المعتز فامتنع وكانت عليه ميثرة نمور فقدم اليه بغل لتاجر فركبه وجلس المتوكل مع امه في مجلس من المكان وعلى المجلس ستر رقيق فدخل أبو عبد الله على المعتز ونطر اليه المتوكل وامه فلما راته قالت يا بني الله الله في هذا الرجل فليس هذا ممن يريد ما عندكم ولا المصلحة ان تحبسه عن منزله فائذن له ليذهب فدخل أبو عبد الله علىالمعتز فقال السلام عليكم وجلس ولم يسلم عليه بالامرة فسمعت أبا عبد الله بعد يقول لما دخلت عليه وجلست قال مؤدبه اصلح الله الامير هذا هو الذي امره امير المؤمنين يؤدبك ويعلمك فقال الصبي ان علمني شيئا تعلمته قال أبو عبد الله فعجبت من ذكائه وجوابه على صغره وكان صغيرا ودامت علة أبي عبد الله وبلغ المتوكل ما هو فيه وكلمه يحيى بن خاقان ايضا وأخبره انه رجل لا يريد الدنيا فاذن له في الانصراف فجاء عبيد الله بن يحيى وقت العصر فقال ان امير المؤمنين قد اذن لك وأمر ان يفرش لك حراقة تنحدر فيها فقال أبو عبد الله اطلبوا لي زورقا انحدر الساعة فطلبوا له زورقا فانحدر لوقته قال حنبل فما علمنا بقدومه حتى قيل انه قد وافى فاستقبلته بناحية القطيعة وقد خرج من الزورق فمشيت معه فقال لي تقدم لا يراك الناس فيعرفوني فتقدمته قال فلما وصل القى نفسه على قفاه من التعب والعياء وكان ربما استعار الشيء من منزلنا ومنزل ولده فلما صار الينا من مال السلطان ما صار امتنع من ذلك حتى لقد وصف له في علته قرعة تشوى فشويت في تنور صالح قعلم فلم يستعملها ومثل هذا كثيروقد ذكر صالح قصة خروج ابيه إلى العسكر ورجوعه وتفتيش بيوتهم على العلوي وورود يعقوب بالبدرة وأن بعضها كان مئتي دينار وأنه بكى وقال سلمت منهم حتى اذا كان في اخر عمري بليت بهم عزمت عليك ان تفرقها غدا فلما اصبح جاءه حسن بن البزار فقال جئني يا صالح بميزان وجهوا إلى ابناء المهاجرين والانصار والى فلان حتى فرق الجميع ونحن في حالة الله بها عليم فجاءني ابن لي فطلب درهما فاخرجت قطعة فأعطيته فكتب صاحب البريد انه تصدق بالكل ليومه حتى بالكيس قال علي بن الجهم فقلت يا امير المؤمنين قد تصدق بها وعلم الناس انه قد قبل منك وما يصنع أحمد بالمال وانما قوته رغيف قال صدقت قال صالح ثم اخرج أبي ليلا ومعنا حراس فلما اصبح قال امعك دراهم قلت نعم قال اعطهم وجعل يعقوب يسير معه فقال له يا أبا عبد الله ابن الثلجي بلغني انه كان يذكرك قال يا أبا يوسف سل الله العافية قال يا أبا عبد الله تريد ان نؤدي عنك رسالة إلى امير المؤمنين فسكت فقال ان عبد الله بن إسحاق اخبرني ان الوابصي قال له اني اشهد عليه انه قال ان أحمد يعبد ماني فقال يا أبايوسف يكفي الله فغضب يعقوب والتفت الي فقال ما رايت اعجب مما نحن فيه اساله ان يطلق لي كلمة اخبر بها امير المؤمنين فلا يفعل قال ووجه يعقوب إلى المتوكل بما عمل ودخلنا العسكر وأبي منكس الرأس وراسه مغطى فقال له يعقوب اكشف راسك فكشفه ثم جاء وصيف يريد الدار ووجه إلى أبي بيحيى بن هرثمة فقال يقرئك امير المؤمنين السلام ويقول الحمد لله الذي لم يشمت بك اهل البدع قد علمت حال ابن أبي داود فينبغي ان تتكلم فيه بما يجب لله ومضى يحيى وانزل أبي في دار ايتاخ فجاء علي بن الجهم وقال قد امر لكم امير المؤمنين بعشرة الاف مكان التي فرقها وأن لا يعلم شيخكم بذلك فيغتم ثم جاءه محمد بن معاوية فقال ان امير المؤمنين يكثر ذكرك ويقول تقيم هنا تحدث فقال انا ضعيف وصار اليه يحيى بن خاقان فقال يا أبا عبد الله قد امر امير المؤمنين ان آتيك لتركب إلى ابنه المعتز وقال لي امرني امير المؤمنين يجري عليه وعلى قرابتكم اربعة آلاف ثم عاد يحيى من الغد فقال يا أبا عبد الله تركب قال ذاك اليكم ولبس ازاره وخفة وكان للخف عنده خمسة عشر عاما قد رقع برقاع عدة فأشار يحيى ان يلبس قلنسوة قلت ماله قلنسوة إلى ان قال فدخل دار المعتز وكانقاعدا على مصطبة في الدار فصعد وقعد فقال له يحيى يا أبا عبد الله ان امير المؤمنين جاء بك ليسر بقربك ويصير ابنه عبد الله في حجرك فأخبرني بعض الخدام ان المتوكل كان قاعدا وراء ستر فقال لامة يا امه قد انارت الدار ثم جاء خادم بمنديل فأخذ يحيى المنديل وذكر قصة في الباس أبي عبد الله القميص والقلنسوة والطيلسان وهو لا يحرك يده ثم انصرف وقد كانوا تحدثوا انه يخلع عليه سوادا فلما جاء نزع الثياب وجعل يبكي وقال سلمت من هؤلاء منذ ستين سنة حتى اذا كان في اخر عمري بليت بهم ما احسبني سلمت من دخولي على هذا الغلام فكيف بمن يجب علي نصحه يا صالح وجه بهذه الثياب إلى بغداد تباع ويتصدق بثمنها ولا يشتري أحد منكم منها شيئا فوجهت بها الى يعقوب بن بختان فباعها وفرق ثمنها وبقيت عندي القلنسوة قال ومكث خمسة عشر يوما يفطر كل ثلاث على ثمن سويق ثم جعل بعد ذلك يفطر ليلة على رغيف وليلة لا يفطر وإذا جاؤوا بالمائدة توضع في الدهليز لئلا يراها وكان إذا اجهده الحر بل خرقة فيضعها على صدره وفي كل يوم يوجه اليه بابن ما سويه فينظر اليه فقال يا أبا عبد الله انا اميل اليك والى اصحابك وما بك علة سوى الضعف وقلة الرزقال وجعل يعقوب وغياث يصيران اليه ويقولان له يقول لك امير المؤمنين ما تقول في ابن أبي داود وفي ماله فلا يجيب بشيء وجعل يعقوب ويحيى يخبرانه بما يحدث في امر ابن داود ثم بعث إلى بغداد بعد ما اشهد عليه ببيع ضياعه وكان ربما جاء يحيى بن خاقان وابو عبد الله يصلي فيجلس في الدهليز حتى يفرغ من الصلاة وأمر المتوكل ان تشتري لنا دار فقال يا صالح قلت لبيك قال لئن اقررت لهم بشراء دار لتكونن القطيعة بيني وبينكم انما يريدون ان يصيروا هذا البلد لي ماوى فلم يزل يدافع بشراء الدار حتى اندفع وجعلت رسل المتوكل تأتيه يسألونه عن خبره ويرجعون فيقولون هو ضعيف وفي خلال ذلك يقولون يا أبا عبد الله لا بد من ان يراك وجاءه يعقوب فقال امير المؤمنين مشتاق اليك ويقول انظر يوما تصبر فيه أي يوم حتى اعرفه فقال ذاك اليكم فقال يوم الاربعاء وخرج فلما كان من الغد جاء فقال البشرى يا أبا عبد الله ان امير المؤمنين يقرا عليك السلام ويقول قد اعفيتك من لبس السود والركوب إلى ولاة العهود والى الدار فالبس ما شئت فجعل يحمد الله على ذلك ثم قال يعقوب ان لي ابنا به معجب وإن له في قلبي موقعا فاحب ان تحدثه باحاديث فسكت قلما خرج قال اتراه لا يرى ما انا فيه وكان يختم القرآن من جمعه إلى جمعه وإذا ختم دعا ونحننؤمن فلما كان غداة الجمعة وجه الي والى اخي فلما ختم جعل يدعو ونحن نؤمن فلما فرغ جعل يقول استخير الله مرات فجعلت اقول ما يريد ثم قال اني اعطي الله عهدا ان عهده كان مسؤولا وقال تعالى ^ يا ايها الذين آمنوا اوفوا بالعقود ^ اني لا احدث بحديث تمام ابدا حتى القى الله ولا استثني منكم احدا فخرجنا وجاء علي بن الجهم فأخبرناه فقال انا لله وأنا اليه راجعون وأخبر المتوكل بذلك وقال انما يريدون احدث ويكون هذا البلد حبسي وانما كان سبب الذين اقاموا بهذا البلد لما اعطوا فقبلوا وامروا فحدثوا والله لقد تمنيت الموت في الامر الذي كان وإني لأتمني الموت في هذا وذلك إن هذا فتنة الدين ثم جعل يضم اصابعه ويقول لو كان نفسي في يدي لأرسلتها ثم يفتح اصابعه وكان المتوكل يكثر السؤال عنه وفي خلال ذلك يأمر لنا بالمال ويقول لا يعلم شيخهم فيغتم ما يريد منهم ان كان هو لا يريد الدنيا فلم يمنعهم وقالوا للمتوكل انه لا يأكل من طعامك ولا يجلس على فراشك ويحرم الذي تشرب فقال لو نشر لي المعتصم وقال فيه شيئا لم اقبل منه قال صالح ثم انحدرت إلى بغداد وخلفت عبد الله عنده فاذا عبد الله قد قدم فقلت مالك قال امرني ان انحدر وقال قل لصالحلا تخرج فأنتم كنتم آفتي والله لو استقبلت من امري ما استدبرت ما اخرجت واحدا منكم معي لمن لولاكم توضع هذة المائدة وتفرش الفرش وتجري الاجراء فكتبت اليه اعلمه بما قال لي عبد الله فكتب الي بخطه احسن الله عاقبتك ودفع عنك كل مكروه ومحذور الذي حملني على الكتاب اليك الذي قلت لعبد الله لا يأتيني منكم احد رجاء ان ينقطع ذكري ويخمل واذا كنتم ها هنا فشا ذكري وكان يجتمع اليكم قوم ينقلون اخبارنا ولم يكن الا خير فان اقمت فلم يأتني انت ولا اخوك فهو رضائي ولا تجعل في نفسك الا خيرا والسلام عليك قال ولما سافرنا رفعت المائدة والفرش وكل ما اقيم لنا قال صالح وبعث المتوكل إلى أبي بألف دينار ليقسمها فجاءه علي ابن الجهم في جوف الليل فأخبره بأنه يهيئ له حراقة ثم جاء عبيد الله بألف دينار فقال ان امير المؤمنين قد اذن لك وأمر لك بهذا فقال قد اعفاني امير المؤمنين مما اكره فردها وقال انا رقيق على البرد والظهر ارفق بي فكتب له جواز وكتب إلى محمد بن عبد الله في بره وتعاهده فقدم علينا ثم قال يا صالح قلت لبيك قال احب ان تدع هذا الرزق فإنما تأخذونه بسببي فسكت فقال مالك قلت اكره ان اعطيك بلساني وأخالف إلى غيره وليس في القوم اكثر عيالا مني ولا اعذر وقد كنت اشكو اليك وتقول امرك منعقد بأمري ولعل الله ان يحل عني هذه العقدة وقد كنت تدعو لي فأرجو ان يكون الله استجاب لك فقال والله لا تفعل فقلت لا فقال لم فعل الله بك وفعلوذكر قصة في دخول عبد الله أخيه عليه وقوله وجوابه له ثم دخول عمه عليه وانكاره للأخذ قال فهجرنا أبي وسد الابواب بيننا وبينه وتحامى منازلنا ثم اخبر باخذ عمه فقال نافقتني وكذبتني ثم هجره وترك الصلاة في المسجد وخرج إلى مسجد آخر يصلي فيه ثم ذكر قصة في دعاءه صالحا ومعاتبته له ثم كتابته إلى يحيى ابن حاقان ليترك معونة اولاده وان الخبر بلغ المتوكل فأمر بحمل ما اجتمعخ لهم من عشرة اشهر اليهم فكان اربعين الف درهم وأن أبا عبد الله اخبر بذلك فسكت قليلا واطرق ثم قال ما حيلتي ان اردت امرا وأراد الله امرا قال صالح وكان رسول المتوكل يأتي أبي يبلغه السلام ويسأله عن حاله قال فتأخذه قشعريرة حتى ندثره ثم يقول والله لو ان نفسي في يدي لأرسلتها وجاء رسول المتوكل اليه يقول لو سلم احد من الناس سلمت انت رفع رجل الينا ان علويا قدم من خراسان وانك وجهت اليه من يلقاه وقد حبست الرجل واردت ضربه فكرهت ان تغتم فمر فيه قال هذا باطل يخلي سبيله ثم ذكر صالح قصة في قدوم المتوكل بغداد واشارة أبي عبد الله على صالح بان لا يذهب اليهم ومجيء يحيى بن خاقان من عند المتوكلوقوله قد اعفاني امير المؤمنين من كل ما اكره وفي توجيه امير بغداد محمد بن عبد الله بن طاهر إلى أحمد ليحضر اليه وامتناع أحمد وقوله انا رجل لم اخالط السلطان وقد اعفاني امير المؤمنين مما اكره وهذا مما اكره قال وكان قد ادمن الصوم لما قدم من سامراء وجعل لا يأكل الدسم وكان قبل ذلك يشتري له السحم بدرهم فياكل منه شهرا الخلال حدثني محمد بن الحسين ان المروذي حدثهم قال كان أبو عبد الله بالعسكر يقول انظر هل تجد ماء باقلي فكنت ربما بللت خبزه بالماء فيأكله بالملح ومنذ دخلنا العسكر إلى ان خرجنا ما ذاق طبيخا ولا دسما وعن المروذي قال انبهني أبو عبد الله ليلة وكان قد واصل فقال هوذا يدار بي من الجوع فاطعمني شيئا فجئته بأقل من رغيف فأكله وقال لولا اني اخاف العون على نفسي ما اكلت وكان يقوم إلى المخرج فيقعد يستريح من الجوع حتى ان كنت لابل الخرقة فيلقيها على وجهه لترجع نفسه اليه حتى انه اوصى من الضعف من غير مرض فسمعته يقول ونحن بالعسكر هذا ما اوصى به أحمد بن محمد اوصى انه يشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له وان محمدا عبده ورسولهوقال عبد الله بن أحمد اوصى أبي هذه هذا ما اوصى به أحمد بن محمد بن حنبل اوصى انه يشهد ان لا اله الا الله إلى ان قال وأوصى ان علي لفوران نحوا من خمسين دينارا وهو مصدق فيما قال فيقضي من غلة الدار فاذا استوفى اعطي ولد عبد الله وصالح كل ذكر وانثى عشرة دارهم شهد أبو يوسف وعبد الله وصالح ابنا أحمد انبؤونا عمن سمع أبا علي المقرئ أخبرنا أبو نعيم حدثنا سليمان بن أحمد حدثنا عبد الله بن أحمد قال كتب عبيد الله بن يحيى بن خاقان إلى أبي يخبره ان امير المؤمنين امرني ان اكتب اليك اسالك عن القران لا مسالة امتحان لكن مسالة معرفة وتبصرة فاملى علي أبي إلى عبيد الله بن يحيى بسم الله الرحمن الرحيم احسن الله عاقبتك أبا الحسن في الامور كلها ودفع عنك المكاره برحمته قد كتبت اليك رضي الله عنك بالذي سال عنه امير المؤمنين بامر القران بما حضرني واني اسال الله ان يديم توفيق امير المؤمنين فقد كان الناس في خوض من الباطل واختلاف شديد ينغمسون فيه حتى افضت الخلافة إلى امير المؤمنين فنفى الله به كل بدعة وانجلى عن الناس ما كانوا فيه من الذل وضيق المحابس فصرف الله ذلك كله وذهب به بامير المؤمنين ووقع ذلك من المسلمين موقعا عظيما ودعوا الله لأمير المؤمنين واسأل الله ان يستجيب في امير المؤمنين صالح الدعاء وأن يتم ذلك لامير المؤمنينوأن يزيد في نيته وأن يعينه على ما هو عليه فقد ذكر عن ابن عباس انه قال لا تضربوا كتاب الله بعضه ببعض فإنه يوقع الشك في قلوبكم وذكر عن عبد الله بن عمرو ان نفرا كانوا جلوسا بباب النبي صلى الله عليه وسلم فقال بعضهم الم يقل الله كذا وقال بعضهم الم يقل الله كذا فسمع ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرج كإنما فقئ في وجهه حب الرمان فقال ابهذا امرتم ان تضربوا كتاب الله بعضه ببعض انما ضلت الامم قبلكم في مثل هذا انكم لستم مما ها هنا في شيء انظروا الذي امرتم به فاعملوا به وانظروا الذي نهيتم عنه فانتهوا عنه وروي عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال مراء في القرآن كفروروي عن أبي جهيم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تماروا في القران فإن مراء فيه كفر وقال ابن عباس قدم رجل على عمر فجعل عمر يسأله عن الناس فقال يا امير المؤمنين قد قرأ القرآن منهم كذا وكذا فقال ابن عباس فقلت والله ما احب ان يتسارعوا يومهم في القرآن هذه المسارعة فزبرني عمر وقال مه فانطلقت إلى منزلي كئيبا حزينا فينا انا كذلك اذ اتاني رجل فقال اجب امير المؤمنين فخرجت فاذا هو بالباب ينتظرني فأخذ بيدي فخلابي وقال ما الذي كرهت قلت يا امير المؤمنين متى يتسارعوا هذه المسارعة يحتقوا ومتى ما يحتقوا يختصموا ومتى ما يختصموا يختلفوا ومتى ما يختلفوا يقتتلوا قال لله ابوك والله ان كنت لاكتمها الناس حتى جئت بها وروي عن جابر قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يعرض نفسه على الناس بالموقف فيقول هل من رجل يحملني إلى قومه فان قريشا قد منعوني ان ابلغ كلام ربيوروي عن جبير بن نفير قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انكم لن ترجعوا إلى الله بشيء افضل مما خرج منه يعني القران وروي عن ابن مسعود قال جردوا القران لا تكتبوا فيه شيئا الا كلام الله وروي عن عمر انه قال هذا القران كلام الله فضعوه مواضعه وقال رجل للحسن يا أبا سعيد اني اذا قرات كتاب الله وتدبرته كدت ان ايس وينقطع رجائي فقال ان القران كلام الله واعمال ابن ادم إلى الضغف والتقصير فاعمل وابشر وقال فروة بن نوفل الاشجعي كنت جارا لخباب فخرجت يوما معه إلى المسجد وهو اخذ بيدي فقال يا هناه تقرب إلى الله بما استطعت فانك لن تتقرب اليه بشيء احب اليه من كلامه وقال رجل للحكم ما حمل اهل الاهواء على هذا قال الخصومات وقال معاوية بن قرة اياكم وهذه الخصومات فإنها تحبط الاعمالوقال أبو قلابة لا تجالسوا اهل الاهواء أو قال اصحاب الخصومات فإني لا امن ان يغمسوكم في ضلالتهم ويلبسوا عليكم بعض ما تعرفون ودخل رجلان من اصحاب الاهواء على محمد بن سيرين فقالا يا أبا بكر نحدثك بحديث قال لا قالا فنقرأ عليك آية قال لا لتقومان عني أو لأقومنه فقاما فقال بعض القوم يا أبا بكر وما عليك ان يقرا عليك اية قال وقال خشيت ان يقرأ آية فيحرفانها فيقر ذلك في قلبي وقال رجل من اهل البدع لايوب يا أبا بكر اسالك عن كلمة فولي وهو يقول بيده لا ولا نصف كلمة وقال ابن طاووس لابن له يكلمه رجل من اهل البدع يا بني ادخل اصبعيك في اذنيك حتى لا تسمع ما يقول ثم قال اشدد اشدد وقال عمر بن عبد العزيز من جعل دينه غرضا للخصومات اكثر التنقل وقال ابراهيم النخعي ان القوم لم يدخر عنهم شيء خبئ لكم لفضل عندكم وكان الحسن يقول شر داء خالط قلبا يعني الاهواء وقال حذيفة اتقوا الله وخذوا طريق من كان قبلكم والله لئن استقمتم لقد سبقتم سبقا بعيدا ولئن تركتموه يمينا وشمالا لقد ضللتمضلالا بعيدا أو قال مبينا قال أبي وانما تركت الاسانيد لما تقدم من اليمين التي حلفت بها مما قد علمه امير المؤمنين ولولا ذاك ذكرتها باسانيدها وقد قال الله تعالى ^ وإن احذ من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ^ وقال ^ الا له الخلق والأمر فأخبر ان الامر غير الخلق وقال ^ الرحمن علم القران خلق الانسان علمه البيان ^ فأخبر ان القرآن من علمه وقال تعالى ^ ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم قل ان هدى الله هو الهدى ولئن اتبعت اهواءهم بعد الذي جاءك من العلم مالك من الله من ولي ولا نصير ^ وقال ^ ولئن أتيت الذين اوتوا الكتاب بكل آية ما تبعوا قبلتك ^ والى قوله ^ ولئن اتبعت اهواءهم من بعد ما جاءك من العلم انك اذا لمن الظالمين ^ فالقرآن من علم الله وفي الآيات دليل على ان الذي جاءه هو القران وقد روى عن السلف انهم كانوا يقولون القرآن كلام الله غير مخلوق وهو الذي اذهب اليه لست بصاحب كلام ولا ارى الكلام في شيء من هذا الا ما كان عن كتاب الله أو حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أو عن اصحابه أو عن التابعين فآما غير ذلك فان الكلام فيه غير محمود فهذه الرسالة اسنادها كالشمس فانظر إلى هذا النفس النوراني لا كرسالة الاصطخري ولا كالرد على الجهمية الموضوع على أبي عبد الله فان الرجل كان تقيا ورعا لا يتفوه بمثل ذلك ولعله قاله وكذلك رسالة المسيء في الصلاة باطلة وما ثبت عنه اصلا وفرعا ففيه كفاية ومما ثبت عنه مسالة الايمان وقد صنف فيها قال أبو داود سمعت أحمد بن حنبل يقول الايمان قول وعمل يزيد وينقص البر كله من الايمان والمعاصي تنقص الايمانوقال إسحاق بن ابراهيم البغوي سمعت أحمد يقول من قال القرآن مخلوق فهو كافر وسمع سلمة بن شبيب أحمد يقول ذلك وهذا متواتر عنه وقال أبو إسماعيل الترمذي سمعت أحمد بن حنبل يقول من قال القران محدث فهو كافر وقال إسماعيل بن الحسن السراج سالت أحمد عمن يقول القرآن مخلوق قال كافر وعمن يقول لفظي بالقرآن مخلوق فقال جهمي وقال صالح بن أحمد تناهي إلى أبي ان أبا طالب يحكي انه يقول لفظي بالقران غير مخلوق فاخبرت بذلك أبي فقال من حدثك قلت فلان قال ابعث إلى أبي طالب فوجهت اليه فجاء وجاء فوران فقال له أبي انا قلت لك لفظي بالقرآن غير مخلوق وغضب وجعل يرعد فقال قرأت عليك ^ قل هو الله احد ^ فقلت لي ليس هذا بمخلوق قال فلم حكيت عني أبي قلت لفظي بالقرآن غير مخلوق وبلغني انك كتبت بذلك إلى قوم فامحه وأكتب اليهم اني لم اقله لك فجعل فوران يعتذر اليه فعاد أبو طالب وذكر انه حكى ذلك وكتب إلى القوم يقول وهمت على أبي عبد الله قلت الذي استقر الحال عليه ان أبا عبد الله كان يقول من قال لفظي بالقرآن غير مخلوق فهو مبتدع وأنه من قال لفظي بالقرآن مخلوق فهو جهمي فكان رحمه الله لا يقول هذا ولا هذا وربما اوضح ذلك فقال من قال لفظي بالقرآن مخلوق يريد به القران فهو جهميقال أحمد بن زنجويه سمعت أحمد يقول اللفظية شر من الجهمية وقال صالح سمعت أبي يقول الجهمية ثلاث فرق فرقة قلت القرآن مخلوق وفرقة قالوا كلام الله وسكتوا وفرقة قالوا لفظنا به مخلوق ثم قال أبي لا يصلي خلف واقفي ولا لفظي وقال المروذي اخبرت أبا عبد الله ان أبا شعيب السوسي الرقي فرق بين بنته وزوجها لما وقف في القرآن فقال احسن عافاه الله وجعل يدعو له قال المروذي ولما اظهر يعقوب بن شيبة الوقف حذر عنه أبو عبد الله وامر بهجرانه لابي عبد الله في مسالة اللفظ نقول عدة فأول من اظهر مسألة اللفظ حسين بن علي الكرابيسي وكان من اوعية العلم ووضع كتابا في المدلسين يحط على جماعة فيه ان ابن الزبير من الخوارج وفيه احاديث يقوي به الرافضة فاعلم أحمد فحذر منه فبلغ الكرابيسي فتنمر وقال لأقولن مقالة حتى يقول ابن حنبل بخلافها فيكفر فقال لفظي بالقرآن مخلوق فقال المروذي في كتاب القصص فذكرت ذلك لابي عبد الله ان الكرابيسي قال لفظي بالقرآن مخلوق وأنه قال اقول ان القرآن كلام الله غير مخلوق من كل الجهات الا ان لفظي به مخلوق ومن لم يقل لفظي بالقرآن مخلوق فهو كافر فقال أبو عبد الله بل هو الكافر قاتله الله واي شئ قالت الجمهية الا هذا وما ينفعه وقد نقض كلامه الاخير كلامه الاول ثم قال ايش خبر أبي ثور اوافقه على هذا قلت قد هجره قال احسن لن يفلح اصحاب الكلامقال عبد الله بن أحمد سئل أبي وانا اسمع عن اللفظية والواقفة فقال من كان منهم يحسن الكلام فهو جهمي الحكم بن معبد حدثني أحمد الدورقي قلت لأحمد بن حنبل ما تقول في هؤلاء الذين يقولون لفظي بالقرآن مخلوق فرايته استوى واجتمع وقال هذا شر من قول الجهمية من زعم هذا فقد زعم ان جبريل تكلم بمخلوق وجاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم بمخلوق فقد كان هذا الامام لا يرى الخوض في هذا البحث خوفا من ان يتذرع به إلى القول بخلق القرآن والكف عن هذا اولى امنا بالله تعالى وبملائكته وبكتبه ورسله واقداره والبعث والعرض على الله يوم الدين ولو بسط هذا السطر وحرر فيها بأدلته لجاء في خمس مجلدات بل ذلك موجود مشروح لمن رامه والقرن فيه شفاء ورحمة للمؤمنين ومعلوم ان التلفظ شيء من كسب القارئ غير الملفوظ والقراءة غير الشيء المقروء والتلاوة وحسنها وتجويدها غير المتلو وصوت القارئ من كسبه فهو يحدث التلفظ والصوت والحركة والنطق واخراج الكلمات من ادواته المخلوقة ولم يحدث كلمات القرآن ولا ترتيبه ولا تأليفه ولا معانيه فلقد احسن الامام أبو عبد الله حيث منع من الخوض في المسألة من الطرفين اذ كل واحد من اطلاق الخلقية وعدمها على اللفظ موهم ولم يات به كتاب ولا سنة بل الذي لا نرتاب فيه ان القرآن كلام الله منزل غير مخلوق والله أعلمالحاكم حدثنا الاصم سمعت محمد بن إسحاق الصغاني سمعت فوران صاحب أحمد يقول سألني الاثر وابو عبد الله المعيطي ان اللفظ والمحكي فسألته فقال القرآن كيف تصرف في اقواله وافعاله فغير مخلوق فأما افعالنا فمخلوقة قلت فاللفظية تعدهم يا أبا عبد الله في جملة الجهمية فقال لا الجهمية الذين قالوا القرآن مخلوق وبه قال وسمعت فوران يقول جاءني ابن شداد برقعة فيها مسائل وفيها ان لفظي بالقرآن غير مخلوق فضرب أحمد بن حنبل على هذه وكتب القرآن حيث تصرف غير مخلوق قال صالح بن أحمد سمعت أبي يقول من زعم ان اسماء الله مخلوقة فقد كفر وقال المروذي سمعت أبا عبد الله يقول من تعاطى الكلام لا يفلح من تعاطي الكلام لم يخل من ان يتجهم وقال حنبل سمعت أبا عبد الله يقول من احب الكلام لم يفلح لانه يؤول امرهم إلى حيرة عليكم بالسنة والحديث واياكم والخوض في الجدال والمراء ادركنا الناس وما يعرفون هذا الكلام عاقبة الكلام لا تؤول إلى خير وللامام أحمد كلام كثير في التحذير من البدع وأهلها وأقوال في السنة ومن نظر في كتاب السنة لابي بكر الخلال راى فيه علما غزيرا ونقلا كثيرا وقد اوردت من ذلك جملة في ترجمة أبي عبد الله في تاريخ الاسلام وفي كتاب العزة للعلي العظيم فترني عن اعادته هنا عدم النية فنسأل الله الهدي وحسن القصد والى الامام أحمد المنتهى فيمعرفة السنة علما وعملا وفي معرفة الحديث وفنونه ومعرفة الفقه وفروعه وكان رأسا في الزهد والورع والعبادة والصدق قال صالح بن أحمد قدم المتوكل فنزل الشماسية يريد المدائن فقال لي أبي احب ان لا تذهب اليهم تنبه علي فلما كان بعد يوم انا قاعد وكان يوما مطيرا فاذا بيحيى بن خاقان قد جاء في موكب عظيم والمطر عليه فقال لي سبحان الله لم تصر الينا حتى تبلغ امير المؤمنين السلام عن شيخك حتى وجه بي ثم نزل خارج الزقاق فجهدت به ان يدخل على الدابة فلم يفعل فجعل يخوض المطر فلما وصل نزع جرموقه ودخل وأبي في الزاوية عليه كساء فسلم عليه وقبل جبهته وساءله عن حاله وقال امير المؤمنين يقرئك السلام ويقول كيف انت في نفسك وكيف حالك وقد انست بقربك ويسالك ان تدعو له فقال ما يأتي علي يوم الا وانا ادعو الله له ثم قال قد وجه معي الف دينار تفرقها على اهل الحاجة فقال يا أبا زكريا انا في بيت منقطع وقد اعفاني من كل ما اكره وهذا مما اكره فقال يا أبا عبد الله الخلفاء لا يحتملون هذا فقال يا أبا زكريا تلطف في ذلك فدعا له ثم قام فلما صار إلى الدار رجع وقال هكذا لو وجه اليك بعض اخوانك كنت تفعل قال نعم فلما صرنا إلى الدهليز قال امرني امير المؤمنين ادفعها اليك تفرقها فقلت تكون عندك إلى ان تمضي هذه الايام أحمد بن محمد بن الحسين بن معاوية الرازي حدثنا بكر بن عبد اللهابن حبيب سمعت المسعري محمد بن وهب قال كنت مؤدبا للمتوكل فلما استخلف ادناني وكان يسألني وأجيبه على مذهب الحديث والعلم وأنه جلس للخاصة يوما ثم قام حتى دخل بيتا له من قوارير سقفه وحيطانه وارضه وقد اجري له الماء فيه يتقلب فيه فمن دخله فكأنه في جوف الماء جالس وجلس عن يمينه الفتح بن خاقان وعبيد الله بن يحيى بن خاقان وعن يساره بغا الكبير ووصف وأنا واقف اذ ضحك فأرم القوم فقال الا تسألوني من ما ضحكت اني ذات يوم واقف على راس الواثق وقد قعد للخاصة ثم دخل هنا ورمت الدخول فمنعت ووقعت حيث ذاك الخادم واقف وعنده ابن أبي دواد وابن الزيات وإسحاق بن ابراهيم فقال الواثق لقد فكرت فيما دعوت اليه الناس من ان القرآن مخلوق وسرعة اجابة من اجابنا وشدة خلاف من خالفنا مع الضرب والسيف فوجدت من اجابنا رغب فيما في ايدينا ووجدت من خالفنا منعه دين وورع فدخل قلبي من ذلك امر وشك حتى هممت بترك ذلك فقال ابن أبي دواد الله الله يا امير المؤمنين ان تميت سنة قد احييتها وان تبطل دينا قد اقمته ثم اطرقوا وخاف ابن أبي دواد فقال والله يا امير المؤمنين ان هذا القول الذي تدعو الناس اليه لهو الدين الذي ارتضاه الله لانبيائه ورسله وبعث به نبيه ولكن الناس عموا عن قبوله قال الواثق فباهلوني على ذلك فقال أحمد ضربه الله بالفالج ان لم يكن ما يقول حقا وقال ابن الزيات وهو فسمر الله بدنه بمسامير في الدنيا قبل الاخرة ان لم يكن ما يقول امير المؤمنين حقا بان القرآن مخلوق وقال إسحاق بن ابراهيم وهو فانتن الله ريحه في الدنيا ان لم يكنما يقول حقا وقال نجاح وهو فقتله الله في اضيق محبس وقال ايتاخ وهو فغرقه الله فقال الواثق وهو فاحرق الله بدنه بالنار أن لم يكن ما يقول حقا من ان القرآن مخلوق فاضحك انه لم يدع أحد منهم يومئذ الا استجيب فيه أما ابن أبي دواد فقد ضربه الله بالفالج وأما ابن الزيات فانا أقعدته في تنور من حديد وسمرت بدنه بمسامير وأما إسحاق فاقبل يعرق في مرضه عرقا منتنا حتى هرب منه الحميم والقريب واما نجاح فانا بنيت عليه بيتا ذراعا في ذراعين حتى مات واما ايتاخ فكتبت إلى إسحاق بن ابراهيم وقد رجع من الحج فقيده وغرقه واما الواثق فكان يحب الجماع فقال يا مخائيل ابغني دواء للباه فقال يا امير المؤمنين بدنك فلا تهده لا سيما اذا تكلف الرجل الجماع فقال لا بد منه واذا بين فخذيه مع ذلك وصيفة فقال من يصبر عن مثل هذه قال فعليك بلحم السبع يوخذ رطل فيغلي سبع غليات بخل خمر عتيق فاذا جلست على شربك فخذ منه زنه ثلاثة دارهم فانك تجد بغيتك فلها أياما وقال علي بلحم سبع ساعة فأخرج له سبع فذبح واستعمله قال فسقي بطنه فجمع له الأطباء فأجمعوا على انه لا دواء له ألا أن يسجر له تنور بحطب الزيتون حتى يمتلئ جمرا ثم يكسح ما فيه ويحشى بالرطبة ويقعد فيه ثلاث ساعات فان طلب ماء لم يسق ثم يخرج فانه يجد وجعا شديدا ولا يعاد إلى التنورالى بعد ساعتين فإنه يجري ذلك الماء ويخرج من مخارج البول وإن هو شقي أو رد إلى التنور تلف قال فسجر له تنور ثم اخرج الجمر وجعل على ظهر التنور ثم حشي بالرطبة فعري الواثق واجلس فيه فصاح وقال أحرقتموني اسقوني ماء فمنع فتنفط بدنه كله وصار نفاخات كالبطيخ ثم اخرج وقد كاد ان يحترق فاجلسه الاطباء فلما شم الهواء اشتد به الالم فأقبل يصيحويخور كالثور ويقول ردوني إلى التنور واجتمع نساؤه وخواصه وردوه إلى التنور ورجعوا الفرج فلما حمي سكن صياحه وتفطرت تلك النفاخات واخرج وقد احترق واسود وقضى بعد ساعة قلت راويها لا اعرفه وعن جرير بن أحمد بن أبي داود قال قال أبي ما رأيت أحدا اشد قلبا من هذا يعني أحمد جعلنا نكلمه جعل الخليفة يكلمه يسميه مرة ويكنيه مرة وهو يقول يا امير المؤمنين اوجدني شيئا من كتاب الله أو سنة رسوله حتى اجيبك اليه أبو يعقوب القراب أخبرنا أبو بكر بن أبي الفضل أخبرنا محمد بن ابراهيم الصرام حدثنا ابراهيم بن إسحاق حدثني الحسن بن عبد العزيز الجروي قال دخلت انا والحارث بن مسكين على أحمد حدثان ضربه فقال لنا ضربت فسقطت وسمعت ذاك بعني ابن أبي داود يقول يا امير المؤمنين هو والله ضال مضل فقال له الحارث اخبرني يوسف بن عمر عن مالك ان الزهري سعي به حتى ضرب بالسياط وفيل علقت كتبه في عنقه ثم قال مالك وقد ضرب سعيد بن المسيب وحلق راسه ولحيته وضرب أبو الزناد وضرب محمد بن المنكدر وأصحاب له في حمام بالسياط وما ذكر مالك نفسه فأعجب أحمد بقول الحارث قال مكي بن عبد ان ضرب جعفر بن سليمان مالكا تسعين سوطا سنة 147 وروي عن محمد بن أبي سمينة عن شابا من التائب قال لقد ضرب أحمد بن حنبل ثمانين سوطا لو ضربته على فيل لهدته البيهقي أخبرنا الحكم حدثنا حسان بن محمد الفقيه سمعتابراهيم بن أبي طالب يقول دخلت على أحمد بن حنبل بعد المحنة غير مرة وذاكرته رجاء ان آخذ عنه حديثا إلى ان قلت يا أبا عبد الله حديث أبي سلمة عن أبي هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال امرؤ القيس قائد الشعراء إلى النار فقال قيل عن الزهري عن أبي سلمة فقلت من عن الزهري قال أبو الجهم فقلت من رواه عن أبي الجهم فسكت فلما عاودته فيه قال اللهم سلم قال الميموني قال لي أحمد يا أبا الحسن إياك ان تتكلم في مسألة ليس لك فيها امام الخلال حدثنا المروذي قال لي أبو عبد الله ما كتبت حديثا الا وقد عملت به حتى مر بي ان النبي صلى الله عليه وسلم احتجم وأعطى أبا طيبة دينارا فاحتجمت وأعطيت الحجام دينارا أخبرنا جماعة اجازة عن ابن الجوزي أخبرنا ابن ناصر انبأنا أبو الحسين بن عبد الجبار أخبرنا أبو بكر محمد بن علي الخياط وحدثنا ابن أبي الفوارس حدثنا أحمد بن جعفر بن سلم أخبرنا أحمد بن محمد بن عبد الخالق حدثنا المروذي قلت لأبي عبد الله من مات على الاسلام والسنة مات على خير فقال اسكت بل مات على الخير كله قال موسى بن هارون البزاز سئل أحمد اين نطلب البدلاءفسكت ثم قال ان لم يكن من اصحاب الحديث فلا ادري قال أحمد بن محمد بن إسماعيل الادمي أخبرنا الفضل بن زياد سمعت أحمد بن حنبل يقول من رد حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو على شفا هلكة قال أبو مزاحم الخاقاني قال لي عمي عبد الرحمن بن يحيى بن خاقان امر المتوكل بمسألة أحمد عمن يقلد القضاء فسألت عمي ان يخرج الي جوابه فوجه الي نسخته بسم الله الرحمن الرحيم نسخة الرقعة التي عرضتها على أحمد بن محمد بن حنبل بعد ان سألته فاجابني بما قد كتبته سألته عن أحمد بن رباح فقال فيه جهمي معروف وأنه ان قلد شيئا من امور المسلمين كان فيه ضرر عليهم وسألته عن الخلنجي فقال فيه كذلك وسألته عن شعيب بن سهل فقال جهمي معروف بذلك وسالته عن عبيد الله بن أحمد فقال كذلك وسألته عن المعروف بأبي شعيب فقال كذلك وسألته عن محمد بن منصور قاضي الاهواز فقال كان مع ابن أبي دواد وفي ناحيته وأعماله الا انه كان من امثلهم وسألته عن علي بن الجعد فقال كان معروفا بالتجهم ثم بلغني انه رجع وسألته عن الفتح بن سهل فقال جهمي من اصحاب المريسي وسالته عن الثلجي فقال مبتدع صاحب هوى وسالته عن ابراهيم بن عتاب فقال لا اعرفه الا انه كان من اصحاب بشر المريسي وفي الجملة ان اهل البدع والاهواء لا ينبغي ان يستعان بهم في شئ من امور المسلمين مع ماعليه رأي امير المؤمنين اطال الله بقاءه من التمسك بالسنة والمخالفة لاهل البدع يقول أحمد بن محمد بن حنبل قد سألني عبد الرحمن بن يحيى عن جميع من في هذا الكتاب وأجبته بما كتب وكنت عليل العين ضعيفا في بدني فلم اقدر ان اكتب بخطي فوقع هذا التوقيع في اسفل القرطاس عبد الله ابني بأمري وبين يدي ومن سيرته قال عبد الملك الميموني ما رأيت عمامة أبي عبد الله قط الا تحت ذقنه ورأيته يكره غير ذلك أبو مسلم محمد بن إسماعيل حدثنا صالح بن أحمد قال مضيت مع أبي يوم جمعة إلى الجامع فوافقنا الناس قد انصرفوا فدخل إلى المسجد وكان معنا ابراهيم بن هانئ فتقدم أبي فصلى بنا الظهر اربعا وقال قد فعله ابن مسعود بعلقمة والاسود وكان أبي اذا دخل مقبرة خلع نعليه وأمسكهما بيده قال يحيى بن مندة في مناقب أحمد أخبرنا البيهقي أخبرنا الحاكم سمعت يحيى بن منصور سمعت خالي عبد الله بن علي بن الجارود سمعت محمد بن سهل بن عسكر يقول كنت عند أحمد بن حنبل فدخل محمد بن يحيى فقام اليه أحمد وتعجب منه الناس ثم قال لبنيه واصحابه اذهبوا إلى أبي عبد الله فاكتبوا عنه ابراهيم بن محمد بن سفيان سمعت عاصم بن عصام البيهقي يقول بت ليلة عند أحمد بن حنبل فجاء بماء فوضعه فلما اصبح نظر إلى الماء بحاله فقال سبحان الله رجل يطلب العلم لا يكون له ورد في بالليلقال محمد بن إسماعيل الترمذي كنت انا وأحمد بن الحسن الترمذي عند أحمد بن حنبل فقال له أحمد يا أبا عبد الله ذكروا لابن أبي قتيلة بمكه اصحاب الحديث فقال اصحاب الحديث قوم سوء فقام أبو عبد الله ينفض ثوبه ويقول زنديق زنديق ودخل البيت الطبراني انشدتا محمد بن موسى بن حماد لمحمد بن عبد الله بن طاهر * اضحى ابن حنبل محنه مرضيه وبحب أحمد يعرف المتنسك * وإذا رايت لأحمد متنقصا * فاعلم بأن ستوره ستهتك * قال عثمان بن سعيد الدرامي رأيت أحمد بن حنبل يذهب إلى كراهيه الاكتناء بابي القاسمأحمد بن مروان الدينوري حدثنا ادريس الحداد قال كان أحمد ابن حنبل اذا ضاق به الامر آجرنفسه من الحاكه فسوى لهم فلما كان ايام المحنه وصرف إلى بيته حمل اليه مال فرده وهو محتاج إلى رغيف فجعل عمه إسحاق يحسب ما يرد فإذا هو نحو خمس مئه الف قال فقال يا عم لو طلبناه لم يأتنا وإنما اتانا لما تركناه البيهقي أخبرنا أبو عبد الله الحافظ حدثنا الزبير بن عبد الواحد الحافظ حدثنا ابراهيم بن عبد الواحد البلدي سمعت جعفر بن محمد الطيالسي يقول صلى أحمد بن حنبل ويحيى بن معين في مسجد الرصافه فقام قاص فقال حدثنا أحمد بن حنبل ويحيى بن معين قالا حدثنا عبد الرزاق حدثنا معمر عن قتاده عن انس قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قال لا اله الا الله خلق الله من كل كلمه طيرا منقاره من ذهب وريشه من مرجان واخذ في قصه نحوا من عشرين ورقه وجعل أحمد ينظر إلى يحيى ويحيى ينظر إلى أحمد فقال انت حدثته بهذا فيقول والله ما سمعت به الا الساعه فسكتا حتى فرغ واخذ قطاعه فقال له يحيى بيده ان تعال فجاء متوهما لنوال فقال من حدثك بهذا فقال أحمد وابن معين فقال انا يحيى وهذا أحمد ماسمعنا بهذا قط فان كان ولا بد والكذب فعلى غيرنا فقال انت يحيى ابن معين قال نعم قال لم ازل اسمع أن يحيى ابن معين احمق ما علمت الا الساعه كان ليس في الدنيا يحيى بن معين وأحمد بن حنبل غيركما كتبت عن سبعه عشره أحمد بن حنبل ويحيى بن معين غيركما فوضع أحمد كمه على وجهه وقال دعه يقوم فقام كالمستهزى بهما هذه الحكايه اشتهرت على ألسنه الجماعه وهي باطله اظن البلدي وضعها ويعرف بالمعصوب رواها عنه ايضا أبو حاتم بن حبان فارتفعت عنه الجهاله ذكر المروذي عن أحمد انه بقي بسامراء ثمانيه ايام لم يشرب الا اقل من ربع سويق أحمد بن بندار الشعار حدثنا أبو يحيى بن الرازي سمعت علي بن سعيد الرازي قال صرنا مع أحمد بن حنبل إلى باب المتوكل فلما ادخلوه من باب الخاصه قال انصرفوا عافاكم الله فما مرض منا احد بعد ذلك اليوم الكديمي حدثنا علي بن المديني قال لي أحمد بن حنبل اني لاشتهي ان اصحبك إلى مكه وما يمنعني الا خوف ان املك أو تملني فلما ودعته قلت اوصني قال اجعل التقوى زادك وانصب الاخره امامك قال أبو حاتم اول ما لقيت أحمد سنه ثلاث عشرة ومئتين فاذا قد اخرج معه إلى الصلاة كتاب الاشربة وكتاب الايمان فصلى ولميسأله احد فرده إلى بيته وأتيته يوما آخر فإذا قد اخرج الكتابين فظننت انه يحتسب في اخراج ذلك لان كتاب الايمان اصل الدين وكتاب الاشربه صرف الناس عن الشر فإن كل الشر من السكر وقال صالح اهدى إلى أبي رجل ولد له مولود خوان فالوذج فكافاه بسكر بدراهم صالحة وقال ابن وارة أتيت أحمد فأخرج الي قدحا فيه سويق وقال اشربه انبؤونا عن محمد بن إسماعيل عن يحيى بن مندة الحافظ أخبرنا أبو الوليد الدربندي سنة اربعين واربع مئة أخبرنا أبو بكر محمد بن عبيد الله بن الاسود بدمشق أخبرنا عبد الله بن محمد بن جعفر النهاوندي حدثنا أبو بكر محمد بن ابراهيم بن زوران لفظا حدثنا أحمد بن جعفر الأصطخري قال قال أبو عبد الله أحمد بن حنبل هذا مذاهب اهل العلم والاثر فمن خالف شيئا من ذلك أو عاب قائلها فهو مبتدع وكان قولهم ان الايمان قول وعمل ونية وتمسك بالسنة والايمان يزيد وينقص ومن زعم ان الايمان قول والاعمال شرائع فهو جهمي ومن لم ير الاستثناء في الايمان فهو مرجيء والزنى والسرقة وقتل النفس والشرك كلها بقضاء وقدر من غير ان يكون لاحد على الله حجة إلى ان قال والجنة والنار خلقتا ثم خلق الخلق لهما لا تفنيان ولا يفني ما فيهما ابدا إلى ان قال والله تعالى على العرش والكرسي موضع قدميه إلىان قال وللعرش حملة ومن زعم ان الفاظنا بالقرآن وتلاوتنا له مخلوقة والقرآن كلام الله فهو جهمي ومن لم يكفره فهو مثله وكلم الله موسى تكليما من فيه إلى ان ذكر اشياء من هذا الانموذج المنكر والاشياء التي والله ما قالها الامام فقاتل الله واضعها ومن اسمج ما فيها قوله ومن زعم انه لا يرى التقليد ولا يقلد دينه احدا فهذا قول فاسق عدو لله فانظر إلى جهل المحدثين كيف يروون هذه الخرافة ويسكتون عنها الدارقطني حدثنا جعفر الخلدي أخبرنا العباس بن يوسف حدثني عمي محمد بن إسماعيل بن العلاء حدثني أبي قال دعاني رزق الله بن الكوذاني فقدم الينا طعاما كثيرا وفينا أحمد وابن معين وابو خيثمة فقدمت لوزينج انفق عليها ثمانين درهما فقال أبو خيثمة هذا اسراف فقال أحمد بن حنبل لو ان الدنيا في مقدار لقمة ثم اخذها مسلم فوضعها في فم أخيه لما كان مسرفا فقال له يحيى صدقت وهذه حكاية منكرة قال حنبل بن إسحاق سالت أبا عبد الله عن الاحاديث التي تروى عن النبي صلى الله عليه وسلم ان الله ينزل إلى سماء الدنيا فقال نؤمن بها ونصدقبها ولا نرد شيئا منها اذا كانت اسانيد صحاحا ولا نرد على رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله ونعلم ان ما جاء به حق الخلال حدثنا عبد الله بن أحمد قال رأيت كثيرا من العلماء والفقهاء والمحدثين وبني هاشم وقريش والانصار يقبلون أبي بعضهم يده وبعضهم رأسه ويعظمونه تعظيما لم ارهم يفعلون ذلك باحد من الفقهاء غيره ولم اره يشتهي ذلك ورايت الهيثم بن خارجة والقواريري وأبا معمر وعلي بن المديني وبشارا الخفاف وعبد الله بن عون الخراز وابن أبي الشوارب وابراهيم الهروي ومحمد بن بكار ويحيى بن ايوب وسؤيج بن يونس وابا خيثمة ويحيى بن معين وابن أبي شيبة وعبد الاعلى النرسي وخلف بن هشام وجماعة لا احصيهم يعظمونه ويوقرونه الخلال أخبرنا المروذي سمعت عبد الوهاب الوارق يقول أبو عبد الله امامنا وهو من الراسخين في العلم اذا وقفت غدا بين يدي الله فسالني بمن اقتديت أي شئ أقول وأي شيء ذهب على أبي عبد الله من امر الاسلام وعن أبي جعفر محمد بن عبد الرحمن الصيرفي قال نظرت فرأيت ان أحمد افضل من سفيان ثم قال أحمد لم يخلف شيئا وكان يقدم عثمان وكان لا يشربقال صالح بن علي الحلبي سمعت أبا همام يقول ما راى أحمد مثل نفسه قال الخلال بلينا بقوم جهال يظنون انهم علماء فاذا ذكرنا فضائل أبي عبد الله يخرجهم الحسد إلى ان قال بعضهم فيما اخبرني ثقة عنه أحمد بن حنبل نبيهم قال الخلال حدثنا سليمان بن الاشعث قال رأيت في المنام سنة ثمان وعشرين ومئتين كأني في مسجد الجامع فاقبل رجل شبه الخصي من ناحية المقصورة وهو يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اقتدوا باللذين من بعدي أحمد بن حنبل وفلان قال أبو داود لا احفظ اسمه فجعلت اقول في نفسي هذا حديث غريب ففسرته على رجل فقال الخصي في المنام ملك قال الخلال أخبرنا المروذي سمعت أبا عبد الله يقول الخوف منعني اكل الطعام والشراب فما اشتهيته وما ابالي ان لا يراني احد ولا اراه واني لاشتهي ان ارى عبد الوهاب قل لعبد الوهاب اخمل ذكرك فإني قد بليت بالشهرة الخلال أخبرنا أحمد بن محمد بن يزيد الوراق سمعت أحمد بن حنبل يقول ما شبهت الشباب الا بشيء كان في كمي فسقطقال إسحاق بن هانئ مات أبو عبد الله وما خلف الا ست قطع في خرقة قدر دانقين قال المروذي قال أحمد كنت ابكر في الحديث لم يكن لي فيه تلك النية في بعض ما كنت فيه وقال عبد الله سمعت أبي يقول ربما اردت البكور في الحديث فتأخذ امي بثوبي وتقول حتى يؤذن المؤذن وكنت ربما بكرت إلى مجلس أبي بكر بن عياش وقال عباس الدوري سمعت أحمد يقول اول ما طلبت اختلفت إلى أبي يوسف القاضي قال عبد الله كتب أبي عن أبي يوسف ومحمد الكتب وكان يحفظها فقال لي مهني كنت اسأله ليس ذا في كتبهم فارجع اليهم فيقولون صاحبك اعلم منا بالكتب المروزي سمعت أبا عبد الله يقول ما خرجت إلى الشام الا بعد ما ولد لي صالح اظن كان ابن ست سنين حين خرجت قلت ما اظن خرجت بعدها قال لا قلت فكم اقمت فكم اقمت باليمن قال ذهابي ومجيئي عشرة اشهر خرجنا من مكة في صفر ووافينا الموسم قلت كتبت عن هشام بن يوسف قال لا مات قبلنا عبد الله بن أحمد حدثني أبي حدثنا يزيد بن مسلم الهمداني انه ابن خمس وثلاثين ومئة سنة قدم محمد بن يوسف اخو الحجاج وانا ابن خمس سنين في سنة ثلاث وسبعين قال المروذي قال أبو عبد الله فاتينا شيخا خارجا من صنعاء كانعنده عن وهب بن منبه كان يقال له اربعون ومئة سنة قال عبد الله سمعت أبي يقول رأيت موسى بن عبد الله بن حسن بن حسن وكان رجلا صالحا وسمعت أبي يقول حدثنا يوسف بن يعقوب بن الماجشون وما لقيت في المحدثين اسن منه وعن أبي عبد الله قال أتيت يوسف بن الماجشون وكان عنده قريب من مئتي حديث ولم ار معنا القزاز المروذي سمعت أبا عبد الله يقول ما كتبت عن احد اكثر من وكيع وسمعت من عبد السلام بن حرب ثلاثين حديثا قال عبد الله بن أحمد سألت أبي عن أبي صيفي يحدث عن مجاهد قال قد كتبنا عنه عن مجاهد وعن المقبري وعن الحكم ليس بشيء ولم اسمع من عيسى بن يونس ورأيت سليمان المقرئ بالكوفة وغلام يقرأ عليه بالتحقيق والهمز وعن أبي عبد الله قال كان إسماعيل بن مجالد هنا ادركته ولم اسمع منه ورأيت الاشجعيوأتيت خلف بن خليفة فتكلم فلم افهم عنه كان يرعد من الكبر وكتبت عن أبي نعيم في سنة خمس وثمانين وكتبت عن ابن مهدي نحو عشرة آلاف وكتبنا حديث غندر على الوجه وأعطانا الكتب فكنا ننسخ منها قال عبد الله سمعت أبي يقول سمعت من عباد بن عباد سنة ثمانين ومئة ومن الطفاوي سنة احدى وعن أحمد قال كتبت عن مبشر الحلبي خمسة احاديث بمسجد حلب كنا خرجنا إلى طرسوس على ارجلنا عن عمر بن هارون ولا أروي عنه شيئا عبد الله بن أحمد حدثنا أبي سمعت أسحاق بن راهويه يذكر عن عيسى بن يونس الخلال أخبرنا عصمة حدثنا حنبل سمعت أحمد يقول سمعت من ابراهيم بن سعد سنة ثنتين وثمانين وقال عبد الله بن أحمد قال أبي شهدت ابراهيم بن سعد وجاءه رجل من مدينة أبي جعفر فقال يا أبا إسحاق حدثني فقال كيف احدثك وهذا ها هنا يعنيني فاستحييت فقمت وسمعت أبي يقول حدثتنا ام عمر ابنة حسان عن ابيها قال دخلت المسجد فإذا علي بن أبي طالب على المنبر وهو يقول انما مثليومثل عثمان كما قال الله ^ ونزعنا ما في صدورهم من غل ^ الخلال أخبرنا أبو بكر بن صدقة سمعت محمد بن عبد الرحمن الصيرفي قال أتيت أحمد بن حنبل انا وعبد الله بن سعيد الجمال وذاك في آخر سنة مئتين فقال أبو عبد الله للجمال يا أبا محمد ان اقواما يسألوني ان احدث فهل ترى ذاك فسكت فقلت انا اجيبك قال تكلم قلت ارى لك ان كنت تشتهي ان تحدث فلا تحدث وان كنت تشتهي ان لا تحدث فحدث فكأنه استحسنه عبد الله بن أحمد سمعت نوح بن حبيب القومسي يقول رأيت أحمد بن حنبل في مسجد الخيف سنة ثمان وتسعين وابن عيينة حي وهو يفتي فتوى واسعة فسلمت عليه قال عبد الله سمعت أبي سنة ( 237 ) يقول قد استخرت الله ان لا احدث حديثا على تمامه ابدا ثم قال ان الله يقول ^ يا ايها الذين آمنوا اوفوا بالعقود ^ واني اعاهد الله ان لا احدث بحديث على تمامه ابدا ثم قال ولا لك وإن كنت تشتهي فقلت له بعد ذلك بأشهر أليس يروي عن شريك عن يزيد بن أبي زياد عن عبد الله بن الحارث عن ابن عباس قال العهد يمين قال نعم ثم سكت فظننتانه سيكفر فلما كان بعد ايام قلت له في ذلك فلم ينشط للكفارة ثم لم اسمعه يحدث بحديث على تمامه قال المروذي سمعت أبا عبد الله في العسكر يقول لولده قال الله تعالى ^ اوفوا بالعقود ^ اتدرون ما العقود انما هو العهود واني اعاهد الله جل وعز ثم قال والله والله والله وعلي عهد الله وميثاقه ان لا حدثت بحديث لقريب ولا لبعيد حديثا تاما حتى القى الله ثم التفت إلى ولده وقال وان كان هذا يشتهي منه ما يشتهي ثم بلغه عن رجل من الدولة وهو ابن اكثم انه قال قد ادرت ان يامره الخليفة ان يكفر عن يمينه ويحدث فسمعت أبا عبد الله يقول لرجل من قبل صاحب الكلام لو ضربت ظهري بالسياط ما حدثت من تواضعه الخلال حدثنا محمد بن المنذر حدثنا أحمد بن الحسن الترمذي قال رأيت أبا عبد الله يشتري الخبز من السوق ويحمله في الزنبيل ورايته يشتري الباقلاء غير مرة ويجعله في خرقة فيحمله آخذا بيد عبد الله ابنه الخلال أخبرنا المروذي سمعت أبا عبد الله يقول اراد ذاكالذي بخراسان ومات بالثغر ان يحدث ها هنا بشي وكان يزيد بن هارون حيا فكتب اليه ان يزيد حي وان قال لا فهو لا إلى يوم القيامة فلم يظهر شيئا حتى مات يزيد الميموني قال لي أبو عبيد يا أبا الحسن قد جالست أبا يوسف ومحمدا واحسبه ذكر يحيى بن سعيد ما هبت احدا ما هبت أحمد بن حنبل من جهاده قال عبد الله بن محمود بن الفرج سمعت عبد الله بن أحمد يقول خرج أبي إلى طرسوس ورابط بها وغزا ثم قال أبي رايت العلم بها يموت وعن أحمد انه قال لرجل عليك بالثغر عليك بقزوين وكانت ثغرا & باب ابن عدي حدثنا عبد المؤمن بن أحمد الجرجاني سمعت عمار بن رجاء سمعت أحمد بن حنبل يقول طلب اسناد العلو من السنةالخلال حدثنا المروذي قلت لابي عبد الله قال لي رجل من هنا إلى بلاد الترك يدعون لك فكيف تؤدي شكر ما انعم الله عليك وما بث لك في الناس فقال اسال الله ان لا يجعلنا مرائين أخبرنا عبد الحافظ بن بدران ويوسف بن أحمد قالا أخبرنا موسى ابن عبد القادر أخبرنا سعيد بن البناء أخبرنا علي بن البسري أخبرنا أبو طاهر المخلص حدثنا عبد الله البغوي قال سمعت أحمد بن حنبل في سنة ثمان وعشرين ومئتين في اولها وقد حدث حديث معاوية عن النبي صلى الله عليه وسلم انه لم يبق من الدنيا الا بلاء وفتنة فأعدوا للبلاء صبرا فجعل يقول اللهم رضنا اللهم رضنا أخبرنا مسلم بن علان وغيره كتابة ان أبا اليمن الكندي اخبرهم أخبرنا عبد الرحمن بن محمد أخبرنا أبو بكر الخطيب حدثنا محمد بن فرج البزاز حدثنا عبد الله بن ابراهيم بن ماسي حدثنا جعفر بن شعيب الشاشي حدثني ابراهيم بن امية سمعت طاهر بن خلف سمعت المهتدي بالله محمد بن الواثق محمد بن يوسف الشاشي حدثني ابراهيم بن أمية سمعت طاهر بن خلف سمعت المهتدي بالله محمد بن الواثق يقولكان أبي اذا اراد ان يقتل احدا احضرنا فأتي بشيخ مخضوب مقيد فقال أبي ائذنوا لأبي عبد الله واصحابه يعني ابن أبي داود قال فادخل الشيخ فقال السلام عليك يا امير المؤمنين فقال لا سلم الله عليك فقال يا امير المؤمنين بئس ما ادبك مؤدبك قال الله تعالى ^ وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها ^ النساء فقال ابن أبي داود الرجل متكلم قال له كلمه فقال يا شيخ ما تقول في القرآن قال لم ينصفني ولي السؤال قال سل قال ما تقول في القرآن قال مخلوق قال الشيخ هذا شيء علمه النبي صلى الله عليه وسلم وابو بكر وعمر والخلفاء الراشدون ام شيء لم يعلموه قال شيء لم يعلموه فقال سبحان الله شيء لم يعلمه النبي صلى الله عليه وسلم علمته انت فخجل فقال اقلني قال المسألة بحالها قال نعم علموه فقال علموه ولم يدعوا الناس اليه قال نعم قال افلا وسعك ما وسعهم قال فقام أبي فدخل مجلسا واستلقى وهو يقول شئ لم يعلمه النبي صلى الله عليه وسلم ولا أبو بكر وعمر وعثمان وعلي ولا الخلفاء الراشدون علمته انت سبحان الله شيء علموه ولم يدعوا الناس اليه افلا وسعك ما وسعهم ثم امر برفع قيوده وان يعطي اربع مئة دينار ويؤذن له في الرجوع وسقط من عينه ابن أبي داود ولم يمتحن بعدها احدا هذه قصة مليحة وان كان في طريقها من يجهل ولها شاهد وبإسنادنا إلى الخطيب أخبرنا ابن رزقويه أخبرنا أحمد بن سندي الحداد أخبرنا أحمد بن الممتنع أخبرنا صالح بن علي الهاشمي قال حضرت المهتدي بالله وجلس لينظر في امور المظلومين فنظرت فيالقصص تقرا عليه من اولها إلى اخرها فيامر بالتوقيع فيها وتحرر وتدفع إلى صاحبها فيسرني ذلك فجعلت انظر اليه ففطن ونظر الي فغضضت عنه حتى كان ذلك مني ومنه مرارا فقال يا صالح قلت لبيك يا امير المؤمنين ووثبت فقال في نفسك شيء تريد ان تقوله قلت نعم فقال عد إلى موضعك فلما قام خلا بي وقال يا صالح تقول لي ما دار في نفسك أو اقول انا قلت يا امير المؤمنين ما تأمر قال اقول انه دار في نفسك انك استحسنت ما رأيت منا فقلت أي خليفة خليفتنا ان لم يكن يقول القرآن مخلوق فورد علي امر عظيم ثم قلت يا نفس هل تموتين قبل اجلك فقلت ما دار في نفسي الا ما قلت يا نفس هل تموتين قبل أجلك فقلت ما دار في نفسي إلا ما قلت فاطرق مليا ثم قال ويحك اسمع فو الله لتسمعن الحق فسري عني فقلت يا سيدي ومن اولى بقول الحق منك وانت خليفة رب العالمين قال ما زلت اقول ان القرآن مخلوق صدرا من ايام الواثق قلت كان صغيرا ايام الواثق والحكاية فمنكرة ثم قال حتى اقدم أحمد بن أبي دواد علينا شيخا من اذنه فادخل على الواثق مقيدا فرأيته استحيا منه ورق له وقربه فسلم ودعا فقال يا شيخ ناظر ابن أبي دواد فقال يا امير المؤمنين نصبوا ابن أبي دواد ويضعف عن المناظرة فغضب الواثق وقال ايضعف عن مناظرتك انت فقال يا امير المؤمنين هون عليك فائذن لي في مناظرته فإن رأيت ان تحفظ علي وعليه قال افعل فقال الشيخ يا أحمد اخبرني عن مقالتك هذه هي مقالة واجبة داخلة في عقد الدين فلا يكون الدين كاملا حتى تقال فيه قال نعم قال فأخبرني عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين بعث هل ستر شيئا مما امره الله به من امر دينهم قال لا قال فدعا الامة إلى مقالتك هذه فسكت فالتفت الشيخ إلى الواثق وقال يا امير المؤمنين واحدة قالنعم فقال الشيخ فاخبرني عن الله حين قال ^ اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ^ هل كان الصادق في اكمال دينه أو انت الصادق في نقصانه حتى يقال بمقالتك هذه فسكت فقال اجب فلم يجب فقال يا امير المؤمنين اثنتان ثم قال يا أحمد اخبرني عن مقالتك اعلمها رسول الله صلى الله عليه وسلم ام لا قال علمها قال فدعا الناس اليها فسكت فقال يا امير المؤمنين ثلاث ثم قال يا أحمد فاتسع لرسول الله ان يعلمها وامسك عنها كما زعمت ولم يطالب امته بها قال نعم واتسع ذلك لابي بكر وعمر قال نعم فأعرض الشيخ وقال يا امير المؤمنين قد قدمت انه يضعف عن المناظرة ان لم يتسع لنا الامساك عنها فلا وسع الله على من لم يتسع له ما اتسع لهم فقال الواثق نعم اقطعوا قيد الشيخ فلما قطع ضرب بيده إلى القيد ليأخذه فجاذبه الحداد عليه فقال الواثق لم اخذته قال لأني نويت ان اوصي ان يجعل في كفني حتى اخاصم به هذا الظالم غدا وبكى فبكى الواثق وبكينا ثم ساله الواثق ان يجعله في حل فقال لقد جعلتك في حل وسعة من اول يوم اكراما لرسول الله صلى الله عليه وسلم لكونك من اهله فقال له اقم قبلنا فننتفع بك وتنتفع بنا قال ان ردك اياي إلى موضعي انفع لك اصير إلى اهلي وولدي فاكف دعاءهم عليك فقد خلفتهم على ذلك قال فتقبل منا صلة قال لا تحل لي انا عنها غني قال المهتدي فرجعت عن هذه المقالة واظن ان أبي رجع عنها منذ ذلك الوقتقال أحمد بن عبد الرحمن الشيرازي الحافظ هذا الاذني هو أبو عبد الرحمن عبد الله بن محمد بن إسحاق الاذرمي قال ابراهيم نفطويه حدثني حامد بن العباس عن رجل عن المهتدي ان الواثق مات وقد تاب عن القول بخلق القرآن فصل عن الحسين بن إسماعيل عن ابيه قال كان يجتمع في مجلس أحمد زهاء خمسة الاف أو يزيدون نحو خمس مئة يكتبون والباقون يتعلمون منه حسن الادب والسمت ابن بطة سمع النجاد يقول سمعت أبا بكر بن المطوعي يقول اختلفت إلى أبي عبد الله ثنتي عشرة سنة وهو يقرأ المسند على اولاده فما كتبت عنه حديثا واحدا انما كنت انظر إلى هديه واخلاقه قال حميد بن عبد الرحمن الرواسي يقال لم يكن احد من الصحابة اشبة هديا وسمتا ودلامن ابن مسعؤدبالنبي صلىاللة علية وسلم وكان اشبةالناس بة علقمة وكان اشبة الناس بعلقمة ابراهيم وكان اشبههم بابراهيم منصور بن المعتمر واشبة الناس بة سفيان الثوري واشبة الناس بة وكيع واشبة الناس بوكيع فيما قالة محمد بن يونس الجمال أحمد بن حنبل عبد اللة بن محمد الوراق كنت في مجلس أحمد بن حنبل فقال من اين اقبلتم قلنا من مجلس أبي كريب فقال اكتبوا عنة فانة شيخ صالح فقلنا انة يطعن عليك فقال فاي شيء حيلتي شيخ صالح قد بلي بي قال عبد اللة بن أحمد سمعت أبي سئل لم لم تسمع من ابراهيم بن سعد كثير وقد نزل في جوارك بدار عمارة فقال حضرنا مجلسة مرة فحدثنا فلما كان المجلس الثاني رأى شبابا تقدموا بين يدي الشيوخ فغضب وقال واللة لاحدثت سنة فمات ولم يحدث الخلال اخبرني محمد بن ا لحسين أخبرنا المروذي قال قال جارنا فلان دخلت على إسحاق بن ابراهيم الامير وفلان وفلان ذكر سلاطين ما رايت اهيب من أحمد بن حنبل صرت الية اكلمة في شيء فوقعت علي الرعدة من هيبتة ثم قال المروذي ولقد طرقة الكلبي صاحب خبر السر ليلا فمن هيبتة لم يقرعوا ودقوا باب عمة وعن الميموني قال ما رايت انقى ثوبا ولا اشد بياضا من أحمد ابن المنادي عن جدة أبي جعفر قال كان أحمد من احيى الناس واكرمهم واحسنهم عشرة وادبا كثير الاطراق لا يسمع منهالا المذاكرة للحديث وذكر الصالحين في وقار وسكون ولفظ حسن وإذا لقيه انسان بش به واقبل عليه وكان يتواضع للشيوخ شديدا وكانوا يعظمونه وكان يفعل بيحيى بن معين ما لم اره يعمل بغيره من التواضع والتكريم والتبجيل كان يحيى اكبر منه بسبع سنين الخطبي حدثنا عبد الله بن أحمد قال كان أبي اذا اتى البيت من المسجد ضرب برجله حتى يسمعوا صوت نعله وربما تنحنح ليعلموا به الخلال حدثنا محمد بن علي حدثنا مهني قال رأيت أبا عبد الله مرات يقبل وجهه ورأسه ولا يقول شيئا ولا يمتنع ورايت سليمان بن داود الهاشمي يقبل راسه وجبهته لا يمتنع من ذلك ولا يكرهه وقال عبدوس العطار وجهت بابني مع الجارية يسلم على أبي عبد الله فرحب به وأجلسه في حجره وساءله واتخذ له خبيصا وقال للجارية كلي معه وجعل يبسطه وقال الميموني كان أبو عبد الله حسن الخلق دائم البشر ويحتمل الاذى من الجار علوان بن الحسين سمعت عبد الله بن أحمد قال سئل أبي لم لا تصحب الناس قال لوحشة الفراقابن بطة حدثنا محمد بن ايوب حدثنا ابراهيم الحربي سمعت أحمد بن حنبل يقول لأحمد الوكيعي يا أبا عبد الرحمن اني لا حبك حدثنا يحيى عن ثور عن حبيب بن عبيد عن المقدام قال قال النبي صلى الله عليه وسلم اذا احب احدكم اخاه فليعلمه ابن بطة حدثنا جعفر بن محمد القافلاني حدثنا إسحاق بن هانئ قال كنا عند أحمد بن حنبل في منزله ومعه المروذي ومهنى فدق داق الباب وقال المروذي ها هنا فكان المروذي كره ان يعلم موضعه فوضع مهنى اصبعه في راحته وقال ليس المروذي ها هنا وما يصنع المروذي ها هنا فضحك أحمد ولم ينكر في معيشته قال ابن الجوزي خلف له ابوه طرزا ودارا يسكنها فكان يكري تلك الطرز ويتعفف بها قال ابن المنادي حدثنا جدي قال لي أحمد بن حنبل انا اذرع هذه الدار وأخرج الزكاة عنها في كل سنة اذهب إلى قول عمر في ارض السوادقال المروذي سمعت أبا عبد الله يقول الغلة ما يكون قوتنا وإنما اذهب فيه إلى ان لنا فيه شيئا فقلت له قال رجل لو ترك أبو عبد الله الغلة وكان يصنع له صديق له كان اعجب الي فقال هذه طعمة سوء ومن تعود هذا لم يصبر عنه ثم قال هذا اعجب الي من غيره يعني الغلة وانت تعلم انها لا تقيمنا وانما اخذها على الاضطرار قال ابن الجوزي ربما احتاج أحمد فخرج إلى اللقاط قال الخلال حدثني محمد بن الحسين حدثنا المروذي قال حدثني أبو جعفر الطرسوسي قال حدثني الذي نزل عليه أبو عبد الله قال لما نزل علي خرج إلى اللقاط فجاء وقد لقط شيئا يسيرا فقلت له قد اكلت اكثر مما لقطت فقال رايت امرا استحييت منه رايتهم يلتقطون فيقوم الرجل على اربع وكنت أزحف أحمد بن محمد بن عبد الخالق حدثنا المروذي قال أبو عبد الله خرجت إلى الثغر على قدمي فالتقطت لو قد رأيت قوما يفسدون مزارع الناس قال وكنا نخرج إلى اللقاط قلت وربما نسخ بأجرة وربما عمل التكك واجر نفسه لجمال رحمة الله عليهفصل قال ابراهيم الحربي سئل أحمد عن المسلم يقول للنصراني اكرمك الله قال نعم ينوي بها الاسلام وقيل سئل أحمد عن رجل نذر ان يطوف على اربع فقال يطوف طوافين ولا يطف على اربع قال ابن عقيل من عجيب ما سمعته عن هؤلاء الاحداث الجهال انهم يقولون أحمد ليس بفقيه لكنه محدث قال وهذا غاية الجهل لأن له اختيارات بناها على الاحاديث بناء لا يعرفه اكثرهم وربما زاد على كبارهم قلت احسبهم يظنونه كان محدثا وبس بل يتخيلونه من بابه محدثي زماننا ووالله لقد بلغ في الفقه خاصة رتبة الليث ومالك والشافعي وأبي يوسف وفي الزهد والورع رتبة الفضل وابراهيم بن ادهم وفي الحفظ رتبة شعبة ويحيى القطان وابن المديني ولكن الجاهل لا يعلم رتبة نفسه فكيف يعرف رتبة غيره حكاية موضوعة لم يستحي ابن الجوزي من ايرادها فقال أخبرنا ابن ناصر أخبرنا ابن الطيوري أخبرنا عبد الله بن محمد بن الحسين أخبرنا القاضي همام بن محمد الابلي حدثنا أحمد بن علي بن حسين الخطيب حدثنا الحسين بن بكر الوراق أخبرنا أبو الطيب محمد بن جعفر حدثنا عبد الله بن أحمد قال لما اطلق أبي من المحنة خشي ان يجيء اليه إسحاق بن راهويه فرحل ليه فلما بلغ الري دخل مسجدا فجاء مطركأفواه القرب فقالوا له اخرج من المسجد لنغلقه فأبى فقالوا اخرج أو تجر برجلك فقلت سلاما فخرجت والمطر والرعد ولا ادري اين اضع رجلي فاذا رجل قد خرج من داره فقال يا هذا اين تمر فقلت لا ادري قال فادخلني إلى بيت فيه كانون فحم ولبود ومائدة فأكلت فقال من انت قلت من بغداد قال تعرف أحمد ابن حنبل فقلت انا هو فقال وانا إسحاق بن راهويه سعيد بن عمرو البرذعي سمعت أبا زرعة يقول كان أحمد لا يرى الكتابة عن أبي نصر التمار ولا يحيى بن معين ولا احد ممن امتحن فأجاب أبو عوانة سمعت الميموني يقول صح عندي ان أحمد لم يحضر أبا نصر التمار لما مات فحسبت ان ذلك لاجابته في المحنة وعن حجاج بن الشاعر سمع أحمد يقول لو حدثت عن احد ممن اجاب لحدثت عن أبي معمر وأبي كريب قلت لان أبا معمر الهذلي ندم ومقت نفسه والآخر اجروا له دينارين بعد الاجابة فردهما مع فقره الصولي حدثنا الحسين بن قهم حدثنا أبي قال ابن أبي داود للمعتصم يا امير المؤمنين هذا يزعم يعني أحمد ان الله يرى في الاخرة والعين لا تقع الا على محدود فقال ما عندك في هذا قالعندي قول رسول الله صلى الله عليه وسلم وروى حديث جرير انكم سترون ربكم كما ترون هذا البدر فقال لأحمد بن أبي داود ما عندك فقال انظر في اسناده وانصرف ووجه إلى ابن المديني وهو ببغداد مملق فأحضره ووصله بعشرة آلاف درهم وقال يا أبا الحسن حديث جرير في الرؤية وذكر قصة أحمد بن علي الابار حدثنا يحيى بن عثمان الحربي سمعت بشر ابن الحارث يقول وددت ان رؤوسهم خصبت بدمائهم وانهم لم يجيبوا نقل أبو علي بن البناء عن شيخ عن آخر ان هذه الابيات لأحمد في علي* يا ابن المديني الذي عرضت له * دنيا فجاد بدينه لينالها * * ماذا دعاك إلى انتحال مقاله * قد كنت تزعم كافرا من قالها * * امر بذا لك رشده فتبعته * ام زهرة الدنيا اردت نوالها * * ولقد عهدتك مرة متشددا * صعب المقالة للتي تدعي لها * * ان المرزي من يصاب بدينه * لا يرزي ناقة وفصالها * ابن مخلد العطار حدثنا عمر بن سليمان المؤدب قال صليت مع أحمد بن حنبل التراويح وكان يصلي بدار عمه فلما اوتر رفع يديه إلى ثدييه وما سمعنا من دعائه شيئا وكان في المسجد سراج على الدرجة لم يكن فيه قناديل ولا حصير ولا خلوق قال صالح بن أحمد قلت لابي بلغني ان أحمد الدورقي اعطي الف دينار فقال يا بني ^ ورزق ربك خير وابقى ^ وذكرت له ابن أبي شيبة وعبد الاعلى النرسي ومن قدم به إلى المعسكر من المحدثين فقال انما كان اياما قلائل ثم تلاحقوا وما تحلوا منها بكبير شيء قال صالح قال لي أبي كانت امك في الغلاء تغزل غزلا دقيقا فتبيع الاستار بدرهمين أو نحوه فكان ذلك قوتنا قال صالح كنا ربما اشترينا الشيء فنستره منه لئلا يوبخنا عليه الخلال أخبرنا المروذي قال رايت أحمد بن عيسى المصري ومعه قوم من المحدثين دخلوا على أبي عبد الله بالعسكر فقال له أحمد يا أبا عبد الله ما هذا الغم الاسلام حنيفية سمحة وبيت واسع فنظراليهم وكان مضطجعا فلما خرجوا قال ما اريد ان يدخل علي هؤلاء الخلال أخبرنا محمد بن علي السمسار حدثني إسحاق بن هانئ قال لي أبو عبد الله بكر حتى نعارض بشيءمن الزهد فبكرت الية وقلت لام ولدة اعطيني حصيرا ومخدة وبسطت في الدهليز فخرج أبو عبد الله ومعه الكتب والمحبرة فقال ما هذا فقلت لنجلس عليه فقال ارفعه الزهد لا يحسن الا بالزهد فرفعته وجلس على التراب قال وأخبرني يوسف بن الضحاك حدثني ابن جبلة قال كنت على باب أحمد بن حنبل والباب مجاف وام ولده تكلمه وتقول انا معك في ضيق واهل صالح ياكلون ويفعلون وهو يقول قولي خيرا وخرج الصبي معه فبكى فقال ما تريد قال زبيب قال اذهب خذ من البقال بحبة وقال الميموني كان منزل أبي عبد الله ضيقا صغيرا وينام في الحر في اسفله وقال لي عمه ربما قلت له فلا يفعل ينام فوق وقد رأيت موضع مضجعه وفيه شاذكونة وبرذعة قد غلب عليها الوسخالخلال اخبرني حامد بن أحمد سمعت الحسن بن محمد بن الحارث يقول دخلت دار أحمد فرايت في بهوه حصيرا خلقا ومخدة وكتبه مطروحة حواليه وحب خزف وقيل كان على بابه مسح من شعر الخلال أخبرنا المروذي عن إسحاق بن ابراهيم النيسابوري قال لي الامير اذا حل افطار أبي عبد الله فأرنيه قال فجاؤوا برغيفين خبز وخبازة فأريته الامير فقال هذا لا يجيبنا اذا كان هذا يعفه قال المروذي قال أبو عبد الله في ايام عيد اشتروا لنا امس باقلي فاي شيء كان به من الجودة وسمعته يقول وجدت البرد في اطرافي ما اراه من ادامي الملح والخل قال أحمد بن محمد بن مسروق قال لي عبد الله بن أحمد دخل علي أبي يعودني في مرضي فقلت يا ابة عندنا شيء مما كان يبرنا به المتوكل افاحج منه قال نعم قلت فاذا كان هذا عندك هكذا فلم لا تأخذ منه قال نعم ليس هو عندي حرام ولكن تنزهت عنه رواه الخلدي عنه انبأنا ابن علان أخبرنا أبو اليمن أخبرنا القزاز أخبرنا الخطيب أخبرني محمد بن أحمد بن يعقوب أخبرنا الضبي سمعت أحمد بن إسحاق الضبعي سمعت ابراهيم بن إسحاق السراج يقول قال أحمد بن حنبل يوما يبلغني ان الحارث هذا يعني المحاسبي يكثر الكون عندك فلو احضرته واجلستني من حيث لا يراني فأسمع كلامه قلت السمعوالطاعة وسرني هذا الابتداء من أبي عبد الله فقصدت الحارث وسألته ان يحضر وقلت تسأل اصحابك ان يحضروا فقال يا إسماعيل فيهم كثرة فلا تزدهم على الكسب والتمر وأكثر منهما ما استطعت ففعلت ما أمرني وأعلمت أبا عبد الله فحضر بعد المغرب وصعد غرفة واجتهد في ورده وحضر الحارث واصحابه فاكلوا ثم قاموا إلى الصلاة ولم يصلوا بعدها وقعدوا بين يدي الحارث وهم سكوت إلى قريب من نصف الليل وابتدا واحد منهم وسأل عن مسألة فأخذ الحارث في الكلام وهم يسمعون وكان على رؤوسهم الطير فمنهم من يبكي ومنهم من يزعق فصعدت لأتعرف حال أبي عبد الله وهو متغير الحال فقلت كيف رأيت قال ما اعلم اني رايت مثل هؤلاء القوم ولا سمعت في علم الحقائق مثل كلام هذا وعلى ما وصفت فلا ارى لك صحبتهم ثم قام وخرج قال السلمي سمعت أبا القاسم النصراباذي يقول بلغني ان الحارث تكلم في شيء من الكلام فهجره أحمد فاختفى في دار مات فيها ولم يصل عليه الا اربعة انفس فصل قال ابن الجوزي كان الامام لا يرى وضع الكتب وينهي عن كتبة كلامه ومسائله ولو راى ذلك لكانت له تصانيف كثيرة وصنف المسند وهو ثلاثون الف حديث وكان يقول لابنه عبد الله احتفظ بهذا المسند فانه سيكون للناس اماما والتفسير وهو مئة وعشرون الفاوالناسخ والمنسوخ والتاريخ وحديث شعبة والمقدم والمؤخر في القرآن وجوابات القرآن والمناسك الكبير والصغير وأشياء اخر قلت وكتاب الايمان وكتاب الاشربة ورايت له ورقة من كتاب الفرائض فتفسيره المذكور شيء لا وجود له ولو وجد لاجتهد الفضلاء في تحصيله ولاشتهر ثم لو الف تفسيرا لما كان يكون ازيد من عشرة آلاف اثر ولاقتضى ان يكون في خمس مجلدات فهذا تفسير ابن جرير الذي جمع فيه فأوعى لا يبلغ عشرين الفا وما ذكر تفسير أحمد احد سوى أبي الحسين بن المنادي فقال في تاريخه لميكن احد اروى في الدنيا عن ابيه من عبد الله بن أحمد لأنه سمع منه المسند وهو ثلاثون الفا والتفسير وهو مئة وعشرون الفا سمع ثلثيه والباقي وجادة ابن السماك حدثنا حنبل قال جمعنا أحمد بن حنبل انا وصالح وعبد الله وقرأ علينا المسند ما سمعه غيرنا وقال هذا الكتاب جمعته وانتقيته من اكثر من سبع مئة الف وخمسين الفا فما اختلف المسلمون فيه من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فارجعوا اليه فإن وجدتموه فيه والا فليس بحجة قلت في الصحيحين احاديث قليلة ليست في المسند لكن قد يقال لا ترد على قوله فان المسلمين ما اختلفوا فيها ثم ما يلزم من هذا القول ان ما وجد فيه ان يكون حجة ففيه جملة من الاحاديث الضعيفة مما يسوغ نقلها ولا يجب الاحتجاج بها وفيه احاديث معدودة شبه موضوعة ولكنها قطرة في بحر وفي غضون المسند زيادات جمة لعبد الله بن أحمد قال ابن الجوزي وله يعني أبا عبد الله من المصنفاتكتاب نفي التشبيه مجلدة وكتاب الامامة مجلدة صغيرة وكتاب الرد على الزنادقة ثلاثة اجزاء وكتاب الزهد مجلدة كبير وكتاب الرسالة في الصلاة قلت هو موضوع على الامام قال وكتاب فضائل الصحابة مجلدة قلت فيه زيادات لعبد الله ابنه ولأبي بكر القطيعي صاحبه وقد دون عنه كبار تلامذته مسائل وافرة في عدة مجلدات كالمروذي والاثرم وحرب وابن هانئ والكوسج وابي طالب وفوران وبدر المغازلي وابي يحيى الناقد ويوسف بن موسى الحربي وعبدوس العطار ومحمد بن موسى بن مشيش ويعقوب بن بختان ومهني الشامي وصالح بن أحمد وأخيه وابن عمهما حنبل وابي الحارث أحمد بن محمد الصائغ والفضل بن زياد وابي الحسن الميموني والحسن بن ثواب وابي السجستاني وهارون الحمال والقاضي أحمد بن محمد البرتي وايوب بن إسحاق بن سافري وهارون المستملي وبشر بن موسى وأحمد بن القاسم صاحب أبي عبيد ويعقوب بن العباس الهاشمي وحبيش بن سندي وابي الصقر يحيى بن يزداد الوراق وابي جعفر محمد بن يحيى الكحال ومحمد بن حبيب البزاز ومحمد بن موسى النهرتيري ومحمد بن أحمد بن واصل المقريء وأحمد بن اصرم المزني وعبدوس الحربي قديم عنده عن أحمد نحو من عشرة الاف مسالة لم يحدث بها وابراهيم الحربي وابي جعفر محمد بن الحسن بن هارون بن بدينا وجعفر بن محمد بن الهذيل الكوفي وكان يشبهونه في الجلالة بمحمد بن عبد الله بن نمير وابي شيبة ابراهيم بن أبي بكر بن أبي شيبة ومحمد بن عبد الله مطين وجعفر بنأحمد الواسطي والحسن بن علي الاسكافي والحسن بن علي بن بحر بن بري القطان والحسين بن إسحاق التستري والحسن بن محمد بن الحارث السجستاني قال الخلال يقرب من أبي داود في المعرفة وبصر الحديث والتفقه وإسماعيل بن عمر السجزي الحافظ وأحمد بن الفرات الرازي الحافظ وخلق سوى هؤلاء سماهم الخلال في اصحاب أبي عبد الله نقلوا المسائل الكثيرة والقليلة وجمع أبو بكر الخلال سائر ما عند هؤلاء من اقوال أحمد وفتاويه وكلامه في العلل والرجال والسنة والفروع حتى حصل عنده من ذلك مالا يوصف كثرة ورحل إلى النواحي في تحصيله وكتب عن نحو من مئه نفس من اصحاب الامام ثم كتب كثيرا من ذلك عن اصحاب اصحابه وبعضه عن رجل عن آخر عن الامام أحمد ثم اخذ في ترتيب ذلك وتهذيبه وتبويبه وعمل كتاب العلم وكتاب العلل وكتاب السنة كل واحد من الثلاثة في ثلاث مجلدات ويروي في غضون ذلك من الاحاديث العالية عنده عن اقران أحمد من اصحاب ابن عيينة ووكيع وبقية ما يشهد له بالامامة والتقدم والف كتاب الجامع في بضعة عشر مجلدة أو اكثر وقد قال في كتاب اخلاق أحمد بن حنبل لم يكن احد علمت عني بمسائل أبي عبد الله قط ما عنيت بها انا وكذلك كان أبو بكر المروذي رحمه الله يقول لي انه لم يعن احد بمسائل أبي عبد الله ما عنيت بها انت الا رجل بمهدان يقال له متويه واسمه محمد بن أبي عبد الله جمع سبعين جزءا كبارا ومولد الخلال كان في حياة الامام أحمد يمكن ان يكون رآه وهو صبيزوجاته وآله قال زهير بن صالح تزوج جدي بأم أبي عباسة فلم يولد له منها سوى أبي ثم توفيت ثم تزوج بعدها ريحانة امراة من العرب فما ولدت له سوى عمي عبد الله قال الخلال سمعت المروذي سمعت أبا عبد الله ذكر اهله فترحم عليها وقال مكثنا عشرين سنة ما اختلفنا في كلمة وما علمنا أحمد تزوج ثالثة قال يعقوب بن بختان امرنا أبو عبد الله ان نشتري له جارية فمضيت انا وفوران فتبعني أبو عبد الله وقال يا أبا يوسف يكون لها لحم وقال زهير لما توفيت ام عبد الله اشترى جدي حسن فولدت له ام علي زينب والحسن والحسين توأما وماتا بالقرب من ولادتهما ثم ولدت الحسن ومحمدا فعاشا نحو الاربعين ثم ولدت بعدهما سعيدا قال الخلال حدثنا محمد بن علي بن بحر قال سمعت حسن ام ولد أبي عبد الله تقول قلت لمولاي اصرف فرد خلخالي قال وتطيب نفسك قلت نعم فبيع بثمانية دنانير ونصف وفرقها وقت حملي فلما ولدت حسنا اعطى مولاتي كرامة ودرهما فقال اشتري بهذا رأسا فجاءت به فأكلنا فقال يا حسن ما املك غير هذا الدرهم قالت وكان اذا لم يكن عنده شيء فرح يومه وقال يوما اريد احتجم وما معه شيء فبعت نصيفا من غزلباربعة دراهم فاشتريت لحما بنصف واعطى الحجام درهما قالت واشتريت طيبا بدرهم ولما خرج إلى سر من رأى كنت قد غزلت غزلا لينا وعملت ثوبا حسنا فلما قدم اخرجته اليه وكنت قد اعطيت كراءه خمسة عشر درهما من الغلة فلما نظر اليه قال ما اريده قلت يا مولاي عندي غير هذا فدفعت الثوب إلى فوران فباعه باثنين وأربعين درهما وغزلت ثوبا كبيرا فقال لا تقطعيه دعيه فكان كفنه وكان اسن بني أحمد بن حنبل صالح فولي قضاء اصبهان ومات بها سنة خمس وستين ومئتين عن نيف وستين سنة يروي عن أبي وليد الطيالسي والكبار وخلف ابنين احدهما زهير بن صالح محدث ثقة مات سنة ثلاث وثلاث مئة والآخر أحمد بن صالح لا اعلم متى توفي يروي عنه ولده محمد بن أحمد بن صالح فمات محمد هذا سنة ثلاثين وثلاث مئة كهلا واما الولد الثاني فهو الحافظ أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد راوية ابيه من كبار الائمة مات سنة تسعين ومئتين عن سبع وسبعين سنة وله ترجمة افردتها والولد الثالث سعيد بن أحمد فهذا ولد لأحمد قبل موته بخمسين يوما فكبر وتفقه ومات قبل أخيه عبد الله واما حسن ومحمد وزينب فلم يبلغنا شيء من احوالهم وانقطع عقب أبي عبد الله فيما نعلموصية أحمد عن أبي بكر المروذي قال نبهني أبو عبد الله ذات ليلة وكان قد واصل فاذا هو قاعد فقال هو ذا يدار بي من الجوع فاطعمني شيئا فجئته باقل من رغيف فاكله وكان يقوم إلى الحاجة فيستريح ويقعد من ضعفه حتى ان كنت لا بل الخرقة فيلقيها على وجهه لترجع اليه نفسه بحيث انه اوصى فسمعته يقول عند وصيته نحن بالعسكر واشهد على وصيته هذا ما أوصى شريك له وأن محمدا عبده ورسوله وقال عبد الله بن أحمد مكث أبي بالعسكر ستة عشر يوما ورأيت مآقيه دخلتا في حدقتيه وقال صالح فأوصى أبي هذا ما اوصى به أحمد بن محمد بن حنبل فذكر الوصية وقد مرت مرضه قال عبد الله سمعت أبي يقول استكملت سبعا وسبعين سنة ودخلت في ثمان فحم من ليلته ومات اليوم العاشر وقال صالح لما كان اول ربيع الاول من سنة احدى واربعين ومئتين حم أبي ليلة الاربعاء وبات وهو محموم يتنفس تنفسا شديدا وكنت قد عرفت علته وكنت امرضه اذا اعتل فقلت له يا ابة على ما افطرت البارحة قال على ماء باقلي ثم اراد القيام فقال خذ بيدي فاخذت بيده فلما صار إلى الخلاء ضعف وتوكأ علي وكان يختلف اليهغير متطبب كلهم مسلمون فوصف له متطبب قرعة تشوي ويسقي ماءها وهذا كان يوم الثلاثاء فمات يوم الجمعة فقال يا صالح قلت لبيك قال لا تشوي في منزلك ولا في منزل اخيك وصار الفتح بن سهل إلى الباب ليعوده فحجبته وأتى ابن علي بن الجعد فحبسته وكثر الناس فقال فما ترى قلت تاذن لهم فيدعون لك قال استخير الله فجعلوا يدخلون عليه أفواجا حتى تمتليء الدار فيسألونه ويدعون له ويخرجون ويدخل فوج وكثر الناس وامتلأ الشارع وأغلقنا باب الزقاق وجاء جار لنا قد خضب فقال أبي اني لأرى الرجل يحيي شيئا من السنة فأفرح به فقال لي وجه فاشتر تمرا وكفر عني كفارة يمين قال فبقي في خريقته نحو ثلاثة دراهم فاخبرته فقال الحمد لله وقال اقرأ علي الوصية فقرأتها فأقرها وكنت انام إلى جنبه فإذا اراد حاجة حركني فأناوله وجعل يحرك لسانه ولم يئن الا في الليلة التي توفي فيها ولم يزل يصلي قائما امسكه فيركع ويسجد وأرفعه في ركوعه قال واجتمعت عليه اوجاع الحصر وغير ذلك ولم يزل عقله ثابتا فلما كان يوم الجمعة لاثنتي عشرة خلت من ربيع الاول لساعتين من النهار توفيوقال المروذي مرض أحمد تسعة ايام وكان ربما اذن للناس فيدخلون عليه افواجا يسلمون ويرد بيده وتسامع الناس وكثروا وسمع السلطان بكثرة الناس فوكل السلطان ببابه وبباب الزقاق الرابطة واصحاب الاخبار ثم اغلق باب الزقاق فكان الناس في الشوارع والمساجد حتى تعطل بعض الباعة وكان الرجل اذا اراد ان يدخل عليه ربما دخل من بعض الدور وطرز الحاكة وربما تسلق وجاء اصحاب الاخبار فقعدوا على الابواب وجاءه حاجب ابن طاهر فقال ان الامير يقرئك السلام وهو يشتهي ان يراك فقال هذا مما اكره وامير المؤمنين قد اعفاني مما اكره قال واصحاب الخبر يكتبون إلى العسكر والبرد تختلف كل يوم وجاء بنو هاشم فدخلوا عليه وجعلوا يبكون عليه وجاء قوم من القضاة وغيرهم فلم يؤذن لهم ودخل عليه شيخ فقال اذكر وقوفك بين يدي الله فشهق أبو عبد الله وسالت دموعه فلما كان قبل وفاته بيوم أو يومين قال ادعوا لي الصبيان بلسان ثقيل قال فجعلوا ينضمون اليه وجعل يشمهم ويمسح رؤوسهم وعينه تدمع وادخلت تحته الطست فرايت بوله دما عبيطا فقلت للطبيب فقال هذا رجل قد فتت الحزن والغم جوفهواشتدت علته يوم الخميس ووضاته فقل خلل الاصابع فلما كانت ليلة الجمعة ثقل وقبض صدر النهار فصاح الناس وعلت الاصوات بالبكاء حتى كان الدنيا قد ارتجت وامتلات السكك والشوارع الخلال اخبرني عصمة بن عصام حدثنا حنبل قال اعطى بعض ولد الفضل بن الربيع أبا عبد الله وهو في الحبس ثلاث شعرات فقال هذه من شعر النبي صلى الله عليه وسلم فاوصى أبو عبد الله عند موته ان يجعل على كل عين شعرة وشعرة على لسانه ففعل ذلك عند موته وقال عبد الله بن أحمد ومطين وغيرهما مات لاثنتي عشرة خلت من ربيع الأول يوم الجمعة وقال ذلك البخاري وعباس الدوري فقد غلط ابن قانع حيث يقول ربيع الاخر الخلال حدثنا المروذي قال اخرجت الجنازة بعد منصرف الناس من الجمعة أحمد في مسنده حدثنا أبو عامر حدثنا هشام بن سعد عن سعيد بن أبي هلال عن ربيعة بن سيف عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما من مسلم يموت يوم الجمعة أو ليلة الجمعة الا وقاه الله فتنة ا لقبرقال صالح بن أحمد وجه ابن طاهر يعني نائب بغداد بحاجبه مظفر ومعه غلامان معهما مناديل فيها ثياب وطيب فقالوا الامير يقرئك السلام ويقول قد فعلت ما لو كان امير المؤمنين حاضره كان يفعله فقلت اقرئ الامير السلام وقل له ان امير المؤمنين قد اعفى أبا عبد الله في حياته مما يكره ولا احب ان اتبعه بعد موته بما كان يكرهه فعاد وقال يكون شعاره فأعدت عليه مثل قولي وقد كان غزلت له الجارية ثوبا عشاريا قوم بمثانية وعشرين درهما ليقطع منه قميصين فقطعنا له لفافتين واخذنا من فوران لفافة اخرى فأدرجناه في ثلاث لفائف واشترينا له حنوطا وفرغ من غسله وكفناه وحضر نحو مئة من بني هاشم ونحن نكفنه وجعلوا يقبلون جبهته حتى رفعناه على السرير قال عبد الله صلى علي أبي محمد بن عبد الله بن طاهر غلبنا على الصلاة عليه وقد كنا صلينا عليه نحو الهاشميون في الدار وقال صالح وجه ابن طاهر الي من يصلي على أبي عبد الله قلت انا فلما صرنا إلى الصحراء إذا بابن طاهر واقف فخطا إلينا خطوات وعزانا ووضع السرير فلما انتظرت هنية تقدمت وجعلنا نسوي الصفوف فجاءني ابن طاهر فقبض هذا على يدي ومحمد بن نصر على يدي وقالوا الأمير فمانعتهم فنحياني وصلى هو ولم يعلمالناس بذلك فلما كان في الغد علموا فجعلوا يجيؤون ويصلون على القبر ومكث الناس ما شاء الله يأتون فيصلون على القبر قال عبيد الله بن يحيى بن خاقان سمعت المتوكل يقول لمحمد بن عبد الله طوبى لك يا محمد صليت على أحمد بن حنبل رحمة الله عليه قال الخلال سمعت عبد الوهاب الوراق يقول ما بلغنا ان جمعا في الجاهلية ولا الاسلام مثله يعني من شهد الجنازة حتى بلغنا ان الموضع مسح وحزر على الصحيح فاذا هو نحو من الف الف وحزرنا على القبور نحوا من ستين الف امرأة وفتح الناس ابواب المنازل في الشوارع والدروب ينادون من أراد الوضوء وروى عبد الله بن إسحاق الخراساني أخبرنا بنان بن أحمد القصباني انه حضر جنازة أحمد فكانت الصفوف من الميدان إلى القنطرة باب القطعية وحزر من حضرها من الرجال بثمان مئة الف ومن النساء بستين الف امرأة ونظروا فيمن صلى العصر يومئذ في مسجد الرصافة فكانوا نيفا وعشرين ألفا قال موسى بن هارون الحافظ يقال ان أحمد لما مات مسحت الامكنة المبسوطة التي وقف الناس للصلاة عليها فحزر مقادير الناس بالمساحة على التقدير ست مئة الف أو اكثر سوى ما كان في الاطرف والحوالي والسطوح والمواضع المتفرقة اكثر من الف الفقال جعفر بن محمد بن الحسين النيسابوري حدثني فتح بن الحجاج قال سمعت في دار ابن طاهر الامير ان الامير بعث عشرين رجلا فحزروا كم صلى على أحمد بن حنبل فحزروا فبلغ الف الف وثمانين ألفا سوى من كان في السفن رواها خشنام بن سعد فقال بلغوا الف الف وثلاث مئة الف قال عبد الرحمن بن أبي حاتم سمعت أبا زرعة يقول بلغني ان المتوكل امر ان يمسح الموضع الذي وقف عليه الناس حيث صلى على أحمد فبلغ مقام ألفي ألف وخمسة مئة ألف وقال أبو بكر البيهقي بلغني عن أبي القاسم البغوي ان ابن طاهر امر ان يحزر الخلق الذين في جنازة أحمد فاتفقوا على سبع مئة الف نفس قال أبو همام السكوني حضرت جنازة شريك وجنازة أبي بكر بن عياش ورايت حضور الناس فما رأيت جمعا قط مثل هذا يعني جنازة أبي عبد الله قال السلمي حضرت جنازة أبي الفتح القواس مع الدارقطني فلما نظر إلى الجمع قال سمعت أبا سهل بن زياد يقول سمعت عبد الله بن أحمد يقول سمعت أبي يقول قولوا لاهل البدع بيننا وبينكم يوم الجنائزقال صالح ودخل على أبي مجاهد بن موسى فقال يا أبا عبد الله قد جاءتك البشرى هذا الخلق يشهدون لك ما تبالي لو وردت على الله الساعة وجعل يقبل يده ويبكي ويقول اوصني يا أبا عبد الله فأشار إلى لسانه ودخل سوار القاضي فجعل يبشره ويخبره بالرخص وذكر عن معتمر ان اباه قال له عند موته حدثني بالرخص وقال لي أبي جئني بالكتاب الذي فيه حديث ابن ادريس عن ابيه عن طاووس انه كان يكره الانين فقرأته عليه فلم يئن الا ليلة وفاته وقال عبد الله بن أحمد قال أبي اخرج حديث الانين فقرأته عليه فما سمع له انين حتى مات وفي جزء محمد بن عبد الله بن علم الدين سمعناه قال سمعت عبد الله بن أحمد يقول لما حضرت أبي الوفاة جلست عنده وبيدي الخرقة لاشد بها لحييه فجعل يغرق ثم يفيق ثم يفتح عينيه ويقول بيده هكذا لا بعد لا بعد ثلاث مرات فلما كان في الثالثة قلت يا ابة أي شيء هذا الذي لهجت به في هذا الوقت فقال يا بني ما تدري قلت لا قال ابليس لعنه الله قائم بحذائي وهو عاض على انامله يقول يا أحمد فتني وأنا اقول لا بعد حتى اموت فهذه حكاية غريبة تفرد بها ابن علم فالله أعلموقد انبأنا الثقة عن أبي المكارم التيمي أخبرنا الحداد أخبرنا أبو نعيم حدثنا أبي حدثنا أحمد بن محمد بن عمر قال سئل عبد الله بن أحمد هل عقل ابوك عند المعاينة قال نعم كنا نوضئه فجعل يشير بيده فقال لي صالح أي شيء يقول فقلت هوذا يقول خللوا اصابعي فخللنا اصابعه ثم ترك الاشارة فمات من ساعته وقال صالح جعل أبي يحرك لسانه إلى ان توفي وعن أحمد بن داود الاحمسي قال رفعنا جنازة أحمد مع العصر ودفناه مع الغروب قال صالح لم يحضر أبي وقت غسله غريب فأردنا ان نكفنه فغلبنا عليه بنو هاشم وجعلوا يبكون عليه ويأتون بأولادهم فيكبونهم عليه ويقبلونه ووضعناه على السرير وشددنا بالعمائم قال الخلال سمعت ابن أبي صالح القنطري يقول شهدت الموسم اربعين عاما فما رأيت جمعا قط مثل هذا يعني مشهد أبي عبد الله الخلال سمعت عبد الوهاب الوراق يقول اظهر الناس في جنازة أحمد بن حنبل السنة والطعن على اهل البدع فسر الله المسلمين بذلك على ما عندهم من المصيبة لما رأوا من العز وعلوا الاسلام وكبت اهل الزيغ ولزم بعض الناس القبر وباتوا عنده وجعل النساء يأتين حتى منعن وسمعت المروذي يقول عن علي بن مهرويه عن خالته قالت ما صلوا ببغداد في مسجد العصر يوم وفاة أحمد وقيل ان الزحمة دامت على القبر اياماأخبرنا إسحاق ابن أبي بكر أخبرنا ابن خليل اخبرتا اللبان عن الحداد أخبرنا أبو نعيم سمعت ظفر بن أحمد حدثني الحسين بن علي حدثني أحمد بن الوراق حدثني عبد الرحمن بن محمد ( ح ) وأخبرنا ابن الفراء أخبرنا ابن قدامه أخبرنا ابن خضير أخبرنا ابن يوسف أخبرنا البرمكي أخبرنا ابن مردك حدثنا عبد الرحمن ابن أبي حاتم حدثني أبو بكر محمد بن عباس المكي سمعت الوركاني جار أحمد بن حنبل قال يوم مات أحمد بن حنبل وقع المأتم والنوح في اربعه اصناف المسلمين واليهود والنصارى والمجوس واسلم يوم مات عشرون الفا وفي روايه ظفر عشره الاف من اليهود والنصارى والمجوس هذه حكايه منكره تفرد بنقلها هذا المكي عن هذا الوركاني ولا يعرف وماذا بالوركاني المشهور محمد بن جعفر الذي مات قبل أحمد بن حنبل بثلاث عشره سنه وهو الذي قال فيه أبو زرعه كان جارا لأحمد بن حنبل ثم العاده والعقل تحيل وقوع مثل هذا وهو اسلام الوف من الناس لموت ولي لله ولا ينقل ذلك الا مجهول لايعرف فلو وقع ذلك لاشتهر ولتواتر لتوفر الهمم والدواعي على نقل مثله بل لو اسلم لموته مئه نفس لقضي من ذلك العجب فما ظنكقال صالح وبعد ايام جاء كتاب المتوكل على الله إلى ابن طاهر يأمره بتعزيتنا وأمر بحمل الكتب قال فحملتها وقلت انها لنا سماع فتكون في ايدينا وتنسخ عندنا فقال اقول لامير المؤمنين فلم يزل يدافع الامير ولم تخرج عن ايدينا والحمد لله الخلال حدثنا محمد بن الحسين حدثنا المروذي حدثني أبو محمد اليماني بطرسوس قال كنت باليمن فقال لي رجل ان بنتي قد عرض لها عارض فمضيت معه إلى عزام باليمن فعزم عليها واخذ علي الذي عزم عليه العهد ان لا يعود فمكث نحوا من ستة اشهر ثم جاءني ابوها فقال قد عاد اليها قلت فاذهب العزام فذهب اليه فعزم عليها فكلمه الجني فقال ويلك اليس قد اخذت عليك العهد ان لا تقربها قال ورد علينا موت أحمد بن حنبل فلم يبق احد من صالحي الجن الا حضره الا المردة فإني تخلفت معهم ومن المنامات وبالاسناد إلى اين أبي حاتم حدثنا أبو زرعة سمعت محمد بن مهران الجمال يقول رأيت أحمد بن حنبل في النوم كأن عليه بردا مخططا أو مغيرا وكأنه بالري يريد المصير إلى الجامع قال فاستعبرت بعض اهل التعبير فقال هذا رجل يشتهر بالخير وبه إلى الجمال قال فما اتى عليه الا قريب حتى ورد من خبره من امر المحنةوبه قال ابن أبي حاتم وسمعت أبي يقول رأيت أحمد في المنام فرأيته اضخم مما كان واحسن وجها وسحنا مما كان فجعلت اسأله الحديث واذاكره وبه قال وسمعت عبد الله بن الحسين بن موسى يقول رأيت رجلا من أهل الحديث توفي فقلت ما فعل الله بك قال غفر لي فقلت بالله قال بالله انه غفر لي فقلت بماذا غفر الله لك قال بمحبتي أحمد بن حنبل وبه قال حدثنا محمد بن مسلم حدثني أبو عبد الله الطهراني عن الحسن بن عيسى عن اخي أبي عقيل قال رايت شابا توفي بقزوين فقلت ما فعل بك ربك قال غفر لي ورأيته مستعجلا فسالته فقال لأن اهل السموات قد اشتغلوا بعقد الألوية لاستقبال أحمد بن حنبل وأنا اريد استقباله وكان أحمد توفي تلك الايام قال ابن مسلم ثم لقيت اخا أبي عقيل فحدثني بالرؤيا وبه قال وحدثنا محمد بن مسلم حدثا الهيثم بن خالويه قال رأيت السندي في النوم فقلت ما حالك قال انا بخير لكن اشتغلوا عني بمجيء أحمد بن حنبل أخبرنا علي بن عبد الدائم أخبرنا محمد بن يوسف بن مسافر أخبرنا عبد المغيث بن زهير وأبو منصور بن حمدية وأخوه محمد قالوا أخبرناابو غالب بن البناء أخبرنا أبي أبو علي أخبرنا عبيد الله بن أحمد الازهري حدثنا محمد بن العباس ان ابن مخلد اخبرهم أخبرنا بزيد بن خالد بن طهمان أخبرنا القواريري عبيد الله بن عمر قال جاءني شيخ فخلا بي فقال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم قاعدا ومعه أحمد بن نصر فقال على فلان لعنة الله ثلاث مرات وعلى فلان وفلان فانهما يكيدان الدين وأهله ويكيدان أحمد بن حنبل والقواريري وليس يصلان إلى شيء منهما ان شاء الله ثم قال اقرأ أحمد والقواريري السلام وقل لهما جزاكما الله عني خيرا وعن امتي وبه قال أبو علي أخبرنا الحسين بن محمد الناقد حدثنا محمد بن العباس حدثنا ابن أبي داود حدثني أبي قال رأيت في المنام ايام المحنة كأن رجلا خرج من المقصورة وهو يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اقتدوا بالذين من بعدي أحمد بن حنبل وفلان وقال نسيت اسمه الا انه كان ايام قتل أحمد بن نصر يعني اقتدوا في وقتكم هذا وبه أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد المقرئ أخبرنا أبو بكر الآجري أخبرنا عبد الله بن العباس الطيالسي حدثنا بندار ومحمد بن المثنى قالا كنا نقرأ على شيخ ضرير فلما احدثوا ببغداد القول بخلق القرآن قال الشيخ ان لم يكن القرآن مخلوقا فمحى الله القران من صدري فلما سمعنا هذا تركناه فلما كان بعد مدة لقينا فقلنا يا فلان ما فعل القرآن قال ما بقي في صدري منه شئ قلنا ولا ^ قل هو الله احد ^ قال ولا ^ قل هو الله احد ^ الا ان اسمعها من غيري يقرؤهاأخبرنا أبو حفص بن القواس انبأنا الكندي أخبرنا عبد الملك الكروخي أخبرنا أبو إسماعيل الأنصاري أخبرنا محمد بن عبد الجليل أخبرنا محمد بن أحمد بن ابراهيم وقال أبو محمد الخلال أخبرنا عبيد الله ابن عبد الرحمن الزهري قالا أخبرنا أحمد بن محمد بن مقسم سمعت عبد العزيز بن أحمد النهاوندي سمعت عبد الله بن أحمد بن حنبل سمعت أبي يقول رأيت رب العزة في المنام فقلت يا رب ما افضل ما تقرب به اليك المتقربون قال بكلامي يا أحمد قلت يا رب بفهم أو بغير فهم قال بفهم وبغير فهم وفي الحلية باسناد إلى ابراهيم بن خرزاد قال رأى جار لنا كان ملكا نزل من السماء معه سبعة تيجان فأول من توج من الدنيا أحمد بن حنبل أبو عمر بن حيويه حدثنا علي بن ابراهيم الشافعي حدثنا أبو بكر محمد بن الحسين حدثنا عزرة بن عبد الله وطالوت بن لقمان قالا سمعنا زكريا بن يحيى السمسار يقول رأيت أحمد بن حنبل في المنام على رأسه تاج مرصع بالجوهر في رجليه نعلان وهو يخطر بهما قلت ما فعل الله بك قال غفر لي وأدناني وتوجني بيده بهذا التاج وقال لي هذا بقولك القرآن كلام الله غير مخلوق قلت ما هذة الخطرة التي لم اعرفها لك في دار الدنيا قال هذة مشية الخدام في دار السلام أبو حاتم بن حبان حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد المروزيحدثنا محمد بن الحسن السلمي سمعت طالوت بن لقمان فذكرها مسبح بن حاتم العكلي حدثنا ابراهيم بن جعفر المروذي قال رايت أحمد بن حنبل يمشي في النوم مشية يختال فيها قلت ما هذة المشية يا أبا عبد الله قال هذة مشية الخدام في دار السلام عن المروذي قال رأيت أحمد في النوم وعليه حلتان خضراوان وعلى رأسه تاج من النور وإذا هو يمشي مشية لم اكن اعرفها فقلت ما هذا قال هذة مشية الخدام في دار السلام وذكر القصة في اسنادها المفيد وفي الحلية أخبرنا أبو نصر الحنبلي أخبرنا عبد الله بن أحمد النهرواني حدثنا أبو القاسم القرشي حدثنا المروذي بنحو منها أبو عبد الله بن خفيف الصوفي حدثنا أبو القاسم القصري سمعت ابن خزيمة بالاسكندرية يقول رأيت أحمد بن حنبل في النوم لما مات يتبختر فقلت ما هذة المشية قال مشية الخدام في دار السلام فقلت ماذا فعل الله بك قال غفر لي وتوجني وألبسني نعلين من ذهب وقال يا أحمد هذا بقولك القرآن كلامي ثم قال لي يا أحمد لم كتبت عن حريز بن عثمان وذكر حكاية طويلة منكرة ومن اين يلحق أحمد حريزا انبأنا ابن قدامة عن ابن الجوزي أخبرنا المبارك بن علي أخبرنا سعد الله بن علي بن ايوب حدثنا هناد بن ابراهيم أخبرنا أحمد بن عمر حدثنا أحمد بن الحسن التكريتي حدثنا أبو بكر التميمي حدثنا عبد الله ابن بهرام رأيت أحمد بن حنبل في النوم وعليه نعلان من ذهب وهو يخطر الحكايةثم رواها بطولها ابن الجوزي بإسناد آخر مظلم إلى علي بن محمد القصري عن عبد الله بن عبد الرحمن انه رأى ذلك وقال شيخ الاسلام الانصاري سمعت بعض اهل باخرز وهي من نواحي نيسابور يقول رأيت ان القيامة قد قامت واذا برجل على فرس به من الحسن ما الله به عليم ومناد ينادي الا لا يتقدمنه اليوم احد قلت من هذا قالوا أحمد بن حنبل قال أبو عمر السماك حدثنا محمد بن أحمد بن مهدي حدثنا أحمد بن محمد الكندي قال رأيت أحمد بن حنبل في المنام فقلت ما صنع الله بك قال غفر لي وقال يا أحمد ضربت في قلت نعم قال هذا وجهي فانظر اليه قد أبحتك النظر اليه وروى مثلها شيخ الاسلام باسناد مظلم إلى عبد الله بن أحمد انه راى نحو ذلك وفي مناقب أحمد لشيخ الاسلام بإسناد مظلم إلى علي بن الموفق قال رأيت كأني دخلت الجنة فإذا بثلاثة رجل قاعد على مائدة قد وكل الله به ملكين فملك يطعمه وملك يسقيه وآخر واقف على باب الجنة ينظر في وجوه قوم فيدخلهم الجنة واخر واقف في وسط الجنة شاخص ببصره إلى العرش ينظر إلى الرب تعالى فقلت لرضوان من هؤلاء قال الاول بشر الحافي خرج من الدنيا وهو جائع عطشان والواقف في الوسط هو معروف عبد الله شوقا للنظر اليه فأعطيه والواقف في باب الجنة فأحمد بن حنبل امر ان ينظر في وجوه اهل السنة فيدخلهم الجنةوذكر شيخ الاسلام بإسناد طويل عن محمد بن يحيى الرملي قاضي دمشق قال دخلت العراق والحجاز وكتبت فمن كثرة الاختلاف لم ادر بأيها آخذ فقلت اللهم اهدني فنمت فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم وقد اسند ظهره إلى الكعبة وعن يمينه الشافعي وأحمد بن حنبل وهو يبتسم اليهما فقلت يا رسول الله بم آخذ فأوما إلى الشافعي وأحمد وقال ^ اولئك الذين آتيناهم الكتاب والحكمه والنبوة ^ ( الانعام 89 ) وذكر القصة أبو بكر بن أبي داود حدثنا علي بن إسماعيل السجستاني قال رأيت كأن القيامة قد قامت وكأن الناس جاؤوا إلى قنطرة ورجل يختم ويعطيهم فمن جاء بخاتم جاز فقلت من هذا الذي يعطي الناس الخواتيم قالوا أحمد بن حنبل الخلال حدثنا عبد الرحيم بن محمد المخرمي سمعت إسحاق بن ابراهيم لؤلؤا يقول رأيت أحمد بن حنبل في النوم فقلت يا أبا عبد الله أليس قد مت قال بلى قلت ما فعل الله بك قال غفر لي ولكل من صلى علي قلت فقد كان فيهم اصحاب بدع قال اولئك اخروا أبو بكر بن شاذان حدثنا يحيى بن عبد الوهاب بن أبي عصمة حدثنا علي بن الحسين حدثنا بندار قال رأيت أحمد بن حنبل في النوم كالمغضب فقلت مالي اراك مغضبا قال وكيف لا اغضب وجاءني منكر ونكير يسألاني من ربك فقلت ولمثلي يقال هذا فقالا صدقت يا أبا عبد الله ولكن بهذا امرنا الطبراني حدثنا محمد بن عبدوس بن كامل حدثنا أبو جعفر محمدابن الفرج جار أحمد بن حنبل قال لما نزل بأحمد ما نزل دخل علي مصيبة فأتيت في منامي فقيل لي الا ترضى ان يكون أحمد عند الله بمنزلة أبي السوار العدوي أو لست تروي خبره قال محمد بن الفرج حدثنا علي بن عاصم عن بسطام بن مسلم عن الحسن قال دعا بعض مترفي هذة الامة أبا السوار العدوي فسأله عن شيء من امر دينه فأجابه بما يعلم فلم يوافقة ذلك فقال وإلا انت بريء من الاسلام قال إلى أي دين أفر قال والا امرأته طالق فالى من آوي بالليل فضربه اربعين سوطا قال فأتيت أبا عبد الله فاخبرته بذلك فسريه رواها عبد الله بن أحمد عن محمد بن الفرج مختصرة وأبو السوار هو حسان بن حريث يروي عن علي وغيره قال حماد بن زيد عن هشام قال كان أبو السوار يعرض له الرجل فيشتمه فيقول ان كنت كما قلت اني اذا لرجل سوء أبو نعيم حدثنا محمد بن علي بن حبيش أخبرنا عبد الله بن إسحاق المدائني حدثني أبي قال رأيت في المنام كأن الحجر الاسود انصدع وخرج منه لواء فقلت ما هذا فقيل أحمد بن حنبل قد بايع الله عز وجل جماعة سمعوا سلمة بن شبيب يقول كنا جلوسا مع أحمد بن حنبل اذ جاءه رجل فقال من منكم أحمد بن حنبل فسكتنا فقال انا أحمد ما حاجتك قال صرت اليك من اربعة مئة فرسخ برها وبحرها جاءني الخضر في منامي فقال تعرف أحمد بن حنبل قلت لا قال ائت بغداد وسل عنه وقل له ان الخضر يقرئك السلام ويقول انساكن السماء الذي على عرشه راض عنك والملائكة راضون عنك بما صيرت نفسك لله فقال أحمد ما شاء الله لا قوة الا بالله الك حاجة غير هذه قال ما جئتك الا لهذا وانصرف رواها أبو نعيم عن أبي الشيخ حدثنا محمد بن الحسن بن علي بن بحر حدثنا سلمة بهذا ورواها عبد الله بن محمد الحامض عن محمد بن أحمد بن حسين المروزي سمع سلمة بنحوها ورواها شيخ الاسلام باسناد له عن الحسن بن ادريس عن سلمة ورواها الخطيب عن ابن أبي الفوارس عن أبي حيويه عن محمد ابن حفص الخطيب أخبرنا محمد بن أحمد بن داود المؤدب عن سلمة وتروى بإسناد عن حنبل عن سلمة مختصرة وقال ان الله باهى بضربك الملائكة الطبراني حدثنا أحمد بن علي الابار حدثني حبيش بن أبي الورد قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فقال يا نبي الله ما بال أحمد بن حنبل قال سيأتيك موسى عليه السلام فسله فإذا انا بموسى فسالته فقال أحمد بن حنبل بلي في سراء والضراء فوجد صادقا فالحق بالصديقين الخلال حدثنا أبو يحيى الناقد سمعت حجاج بن الشاعر يقول رأيت عما لي في المنام كان قد كتب عن هشيم فسألته عن أحمد ابن حنبل فقال ذاك من اصحاب عمر بن الخطاب قال الخلال حدثنا عبد الله بن محمد حدثني عبد الله بن أبي قرةقال رأيت في النوم كأني دخلت الجنة فإذا قصر من فضة فانفتح بابه فخرج أحمد بن حنبل وعليه رداء من نور فقال لي قد جئت قلت نعم فلم يزل يردد حتى انتهيت قال ورايت في النوم جبال المسك والناس مجتمعون وهم يقولون قد جاء الغازي فدخل أحمد بن حنبل متقلدا السيف ومعه رمح فقال هذه الجنة ولقد جمع ابن جوزي فاوعى من المنامات في نحو من ثلاثين ورقة وأفرد ابن البناء جزءا في ذلك وليس أبو عبد الله ممن يحتاج تقرير ولايته إلى منامات ولكنها جند الله تسر المؤمن ولا سيما اذا تواترت قال الخلال حدثني أحمد بن محمد بن محمود قال كنت في البحر مقبلا من ناحية السند في الليل فإذا هاتف يقول مات العبد الصالح فقلت لبعض من معنا من هذا قال هذا من صالحي الجن ومات أحمد تلك الليلة قال الخلال وسمعت ابراهيم الحربي يقول قال علي بن الجهم لما قدمت من عمان ارسينا إلى جزيرة وقوم جاؤوا من العراق انما نستعذب الماء قال فسمعت صيحة وتكبيرا وصياحا قال قلت ما هذا قال فقال قد مات خير البغداديين يعنون عالمهم أحمد بن حنبل الخلال حدثنا محمد بن العباس سمعت عبيد بن شريك يقول مات مخنث فرئي في النوم فقال قد غفر لي دفن عندنا أحمد ابن حنبل فغفر لأهل القبورالخلال اخبرني علي بن ابراهيم بالرقة حدثنا نصر بن عبد الملك السنجاري حدثنا الاثرم سمعت أبا محمد فوران يقول رأى انسان رؤيا قال رأيت أحمد بن حنبل فقلت إلى ما صرت قال انا مع العشرة قلت انت عاشر القوم قال لا انا حادي عشر الخلال حدثنا عبد الله بن إسماعيل حدثنا محمد بن يعقوب الوزان حدثنا الحسين بن علي الاذرمي حدثنا بندار بن بشار قال رأيت سفيان الثوري فقلت إلى ما صرت قال إلى اكثر مما املت فقلت ما هذا في كمك قال در وياقوت قدمت علينا روح أحمد بن حنبل فأمر الله ان ينثر عليه ذلك فهذا نصيبي الخلال حدثنا محمد بن حصن قال بلغني ان أحمد بن حنبل لما مات فوصل الخبر إلى الشاش سعى بعضهم إلى بعض فقال قوموا حتى نصلي على أحمد بن حنبل كما صلى النبي صلى الله عليه وسلم على النجاشي فخرجوا إلى المصلى فصفوا فصلوا عليهالرواية عنه قرأت على أبي العباس أحمد بن أحمد بن نعمة المقدسي مفتي دمشق وخطيبها عن الامام أبي حفص عمر بن محمد السهروردي ثم قرأت على أبي المعالي أحمد بن إسحاق المقرئ قال أخبرنا عمر بن محمد في سنة عشرين وست مئة أخبرنا أبو المظفر هبة الله بن أحمد الشبلي وأخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد الهاشمي بالاسكندرية أخبرنا محمد بن أحمد بن عمر أخبرنا محمد بن عبيد الله المجلد قالا أخبرنا أبو نصر محمد بن محمد بن علي الزينبي أخبرنا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن الذهبي حدثنا عبد الله بن محمد البغوي حدثنا أحمد بن محمد ابن حنبل بن هلال بن اسد أبو عبد الله الشيباني قال حدثنا يحيى بن سعيد عن شعيبة قال اخبرني أبو جمزة قال سمعت ابن عباس يقول قدم وفد عبد القيس على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمرهم بالإيمان بالله عز وجل قال تدرون ما الإيمان بالله قالوا الله ورسوله اعلم قال شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وأن تعطوا الخمس من المغنم متفق عليه وأخرجه أبو داود عن أحمدقرأت على الشيخ عماد الدين عبد الحافظ بن بدران بن شبل النابلسي بمسجده وقرأت بدمشق على يوسف بن أحمد بن عالية الحجار قالا أخبرنا أبو نصر موسى بن عبد القادر سنة ثماني عشرة وست مئة أخبرنا أبو القاسم سعيد بن أحمد بن الحسن أخبرنا علي بن أحمد البندار أخبرنا أبو طاهر المخلص حدثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد حدثنا أحمد بن محمد بن حنبل وعبيد الله القواريري قالا حدثنا معاذ بن هشام حدثني أبي عن قتادة عن عكرمة عن ابن عباس ان رجلا اتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا نبي الله اني شيخ كبير يشق علي القيام فمرني بليلة لعل الله يوفقني فيها لليلة القدر فقال عليك بالسابعة لفظ أحمد بن حنبل قال عبد الله البغوي ولا اعلم روى هذا الحديث بهذا الاسناد غير معاذ أخبرنا الامام محمد عبد الرحمن بن أبي عمر في كتابه أخبرنا حنبلابن عبد الله أخبرنا هبة الله بن محمد أخبرنا الحسن بن علي الواعظ أخبرنا أحمد بن جعفر حدثنا عبد الله بن أحمد حدثني أبي حدثنا ابن نمير حدثنا سفيان عن سمي عن النعمان بن أبي عياش الزرقي عن أبي سعيد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يصوم عبد يوما في سبيل الله الا باعد الله بذلك اليوم النار عن وجهه سبعين خريفا اخرجه النسائي عن عبد الله فوافقناه بعلو درجتين من الطاهرة للخلال حدثنا عبد الله بن أحمد قال رأيت أبي اذا بال له مواضع يمسح بها ذكره وينتره مرارا كثيرة ورأيته اذا بال استبرأ استبراء شديدا حدثني محمد بن أبي هارون حدثنا إسحاق بن ابراهيم رأيت أبا عبد الله اذا بال يشد على فرجه خرقة قبل ان يتوضأ حدثنا عبد الله بن أحمد قال أبي اذا كانت تعاهده الابردة فإنه يسبغ الوضوء ثم ينتضح ولا يلتفت إلى شيء يظن انه خرج منه فانه يذهب عنه ان شاء الله حدثني جماعة قالوا أخبرنا حنبل قال رأيت أبا عبد الله اذا خرج من الخلاء تردد في الدار ويقعد قعدة قبل ان يتوضأ فظننت انه يريد بذلك الاستبراءوقلت لأبي عبد الله اني اجد بلة بعد الوضوء فقال ضع يدك في سفلتك واسلت ما ثم حتى ينزل وتتردد قليلا واله عنه ولا تجعل ذلك من همك فإن ذلك من الشيطان يوسوس حدثني منصور بن الوليد قال أخبرنا جعفر بن محمد سمعت أبا عبد الله يقول يعني الذي يبول اذا نتره ثلاث مرات ارجو انه يجزئه قال وسألت إسحاق بن راهويه عن الاستبراء وهو قاعد فرأى ان الاستبراء كذلك وذهب إلى ثلاث مرات ولم يذهب إلى المشي |