محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة بن بردزبة وقيل بزروىه وقيل بن الأحنف الجعفي مولاهم أبو عبد الله البخاري روى عن عبيد الله بن موسى ومحمد بن عبد الله الأنصاري وعفان وأبي عاصم النبيل ومكي بن إبراهيم وأبي المغيرة وأبي مسهر وأحمد بن خالد الوهبي وخلق كثير سواهم ممن سمع من التابعين فمن بعدهم إلي أن كتب عن أقرانه وعن تلامذته روى عنه الترمذي في الجامع كثيرا ومسلم في غير الجامع وروى النسائي في الصيام عن محمد بن إسماعيل عن حفص بن عمر بن الحارث عن حماد حديثا هكذا وقع غير منسوب في عامه الروايات عنه وفي أصل الصوري الذي كتبه عن بن النحاس عن حمزة عن النسائي ثنا محمد بن إسماعيل وهو أبو بكر الطبراني ووقع في رواية أن السني وحده عن النسائي ثنا محمد بن إسماعيل البخاري وقد روى النسائي الكثير عن محمد بن إسماعيل بن إبراهيم وهو بن علية وهو يشارك البخاري في كثير من شيوخه وروى في كتاب الكني عن عبد الله بن أحمد بن عبد السلام الخفاف عن البخاري عدة أحاديث فهذه قرينة ظاهرة في أنه لم يلق البخاري وروى عن البخاري أيضا أبو زرعة وأبو حاتم وإبراهيم الحربي وابن أبي الدنيا وصالح بن محمد الأسدي وأبو بشر الدولابي ومحمد بن عبد الله الحضرمي والقاسم بن زكريا وابن أبي عاصم وابن خزيمة وعمير بن محمد بن بجير وحسين بن محمد القباني وأبو عمرو الخفاف النيسابوري والحسين بن محمد بن حاتم بن عبيد العجلي وعبد الله بن ناجيه والفضل بن العباس الرازي وأبو قريش محمد بن جمعه القهستاني وأبو بكر بن أبي داود وأبو محمد بن صاعد والحسين بن إسماعيل المحاملي وهو آخر من حدث عنه ببغداد ومحمد بن يوسف الفربري راوي الصحيح عنه ورواة كتبه المصنفه عنه عبد الله بن محمد بن الأشقر وعبد الله بن أحمد بن عبد السلام ومحمود بن إسحاق الخزاعي ومحمد بن سليمان بن فارس وخلق كثير وأخر من حدث عنه بالصحيح أو طلحة منصور بن محمد بن علي البزدوي النسفي الذي مات سنة 329 قال بكير بن نمير سمعت الحسن بن الحسين البزار ببخاري يقول رأيت محمد بن إسماعيل شيخا نحيف الجسم ليس بالطويل ولا بالقصير ولد في شوال سنة 194 وتوفي يوم السبت لغرة شوال سنة 256 عاش اثنتين وستين سنة الا ثلاثة عشر يوما وقال أحمد بن سيار المروزي محمد بن إسماعيل طلب العلم وجالس الناس ورحل في الحديث ومهر فيه وأبصر وكان حسن المعرفة حسن الحفظ وكان يتفقه وقال أبو العباس بن سعيد لو أن رجلا كتب ثلاثين ألف حديث لما استغني عن كتاب تاريخ محمد بن إسماعيل وقال عامر بن المنتجع سمعت أبا بكر المديني قال كنا يوما بنيسابور عند إسحاق بن راهويه ومحمد بن إسماعيل حاضر في المجلس فمر إسحاق بحديث وكان دون الصحابي عطاء الكيخاراني فقال إسحاق يا أبا عبد الله إيش كيخاران قال قريه باليمن كان معاوية بعث هذا الرجل من الصحابة إلي اليمن فسمع منه عطاء حديثين فقال له إسحاق يا أبي عبد الله كأنك قد شهدت القوم وقال إبراهيم بن معقل الثقفي سمعت محمد بن إسماعيل يقول كنت عند إسحاق بن راهويه فقال لنا بعض أصحابنا لو جمعتم كتابا مختصرا لسنن النبي صلي الله عليه وسلم فوقع ذلك في قلبي فأخذت في جمع هذا الكتاب يعني الجامع قال إبراهيم وسمعته يقول ما أدخلت في كتابي الجامع الا ما صح وتركت من الصحاح محال الطول وقال الكشميهني سمعت الفربري يقول قال لي محمد بن إسماعيل ما وضعت في كتابي الصحيح حديثا الا اغتسلت قبل ذلك وصليت ركعتين وقال جعفر بن الفضل بن خنزابة سمعت محمد بن موسى المأموني قال سئل أبو عبد الرحمن يعني النسائي عن العلاء وسهيل فقال هما خير من فليح ومع هذا فما في هذه الكتب كلها أجود من كتاب محمد بن إسماعيل وقال جعفر بن محمد القطان إمام الجامع بأرمينيه سمعت محمد بن إسماعيل يقول كتبت عن ألف شيخ وأكثر ما عندي حديث إلا واذكر إسناده وقال بكير بن نمير كان محمد بن إسماعيل يصلي ذات يوم فلسعه الزنبور سبع عشرة مرة فلما قضي صلاته قال انظروا إيش هذا الذي اذاني في صلاتي فنظروا فإذا الزنبور قد ورمه في شعبة عشر موضعا ولم يقطع صلاته وقال أبو بكر الأعين كتبنا عن محمد بن إسماعيل علي باب محمد بن يوسف الفريابي وما في وجهه شعرة وقال حاشد بن إسماعيل كنت بالبصرة فقدم محمد بن إسماعيل فقال محمد بن بشار دخل اليوم سيد الفقهاء وقال أبو قريش محمد بن جمعه سمعت بندارا محمد بن بشار يقول حفاظ الدنيا اربعه فذكره فيهم وقال البوشنجي سمعت بندارا يقول ما قدم علينا مثل محمد بن إسماعيل وقال يوسف بن ريحان سمعت محمد بن إسماعيل يقول كان علي بن المديني يسألني عن شيوخ خراسان إلي أن قال كل من أثنيت عليه فهو عندنا الرضي وقال الفربري سمعت محمد بن إسماعيل يقول ما استصغرت نفسي عند أحد الا عند علي وربما كنت أغرب عليه وقال إسحاق بن أحمد بن خلف البخاري حدثني حامد بن أحمد قال ذكر العلي بن المديني قول محمد بن إسماعيل ما تصاغرت نفسي عند أحد الا عند علي بن المديني فقال ذروا قوله ما رأي مثل نفسه وقال الفربري سمعت محمد بن أبي حاتم وراق محمد بن إسماعيل قال سمعته يقول ذاكرني أصحاب عمرو بن علي بحديث فقلت لا أعرفه فسروا بذلك وصاروا إلي عمرو بن علي فقالوا له ذاكرنا محمد بن إسماعيل بحديث فلم يعرفه فقال عمرو بن علي حديث لا يعرفه محمد بن إسماعيل ليس بحديث قال محمد بن أبي حاتم وسمعته يقول كان إسماعيل بن أبي أويس إذا انتخبت من كتابه نسخ تلك الأحاديث لنفسه وقال أبو مصعب محمد بن إسماعيل أفقه عندنا وأبصر من بن حنبل وقال عامر بن المنتجع عن أحمد بن الضؤ سمعت أبا بكر بن أبي شيبه ومحمد بن عبد الله بن نمير يقولان ما رأينا مثل محمد بن إسماعيل وقال محمود بن النضر الشافعي دخلت البصرة والشام والحجاز والكوفة ورأيت علماءها فكلما جري ذكر محمد بن إسماعيل فضلوه علي أنفسهم وقال بن عدي كان بن صاعد إذا ذكر محمد بن إسماعيل يقول الكبش النطاح وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل سمعت أبي يقول انتهي الحفظ إلي أربعة من أهل خراسان فذكره فيهم وقال أيضا سمعت أبي يقول ما أخرجت خراسان مثل محمد بن إسماعيل وقال صالح بن محمد الأسدي محمد بن إسماعيل أعلمهم بالحديث وقال يعقوب بن إبراهيم الدورقي محمد بن إسماعيل فقيه هذه الأمة وقال أبو العباس الدغولي كتب أهل بغداد إلي محمد بن إسماعيل المسلمون بخير ما بقيت لهم وليس بعدك خير حين نفتقد وقال أبو بكر محمد بن حرب سألت أبا زرعة عن محمد بن حميد فقال تركه أبو عبد الله يعني البخاري قال فذكرت ذلك للبخاري فقال بره لنا قديم وقال الفضل بن العباس الرازي رجعت مع محمد بن إسماعيل مرحلة وجهدت الجهد علي أن أجيء بحديث لا يعرفه فما امكنني وأنا أغرب علي أبي زرعة عدد شعر رأسه وقال إسحاق بن أحمد بن زيرك سمعت محمد بن إدريس الرازي أبا حاتم يقول محمد بن إسماعيل أعلم من دخل العراق قال وسمعته في سنة سبع وأربعين يقول يقدم عليكم رجل من خراسان لم يخرج منها أحفظ منه فقدم محمد بن إسماعيل بعد أشهر وقال صالح بن سيار سمعت نعيم بن حماد يقول محمد بن إسماعيل فقيه هذه الأمة وقال عبدان بن عثمان ما رأيت بعيني شابا أبصر منه وقال محمد بن سلام هو الذي ليس مثله وقال يحيى بن جعفر لو قدرت أن ازيد في عمره لفعلت وقال محمد بن العباس الضبي سمعت أبا بكر بن أبي عمرو الحافظ يقول كان سبب مفارقة أبي عبد الله محمد بن إسماعيل البلد يعني بخاري أن خالد بن أحمد الأمير سأله أن يحضر منزله فيقرا الجامع والتاريخ علي أولاده فامتنع فسأله أن يعقد لاولاده مجلسا لا يحضره غيرهم فامتنع أيضا فاستعان عليه بحريث بن أبي الورقاء وغيره حتي تكلموا في مذهبه ونفاه عن البلد فدعا عليهم فاستجيب له وقال بن عدي سمعت عبد القدوس بن عبد الجبار السمرقندي يقول جاء محمد بن إسماعيل إلي خرتنك قريه من قري سمرقند علي فرسخين منها وكان له بها اقرباء فنزل عندهم قال فسمعته ليله من الليالي يدعو اللهم أنه قد ضاقت علي الأرض بما رحبت فاقبضني إليك قال فما تم الشهر حتي قبضه الله في سنة ست وخمسين ومائتين في شوال قلت مناقبه كثيرة جدا قد جمعتها في كتاب مفرد ولخصت مقاصده في آخر الكتاب الذي تكلمت فيه علي تعالىق الجامع الصحيح ومن ذلك قال الحاكم سمعت أبا الطيب يقول سمعت بن خزيمة يقول ما رأيت تحت أديم السماء أعلم بحديث رسول الله صلي الله عليه وسلم ولا أحفظ له من البخاري قال وسمعت أبا عبد الله الحافظ يعني بن الأخرم يقول سمعت أبي يقول رأيت مسلم بن الحجاج بني يدي البخاري وهو يسأله سؤال الصبي المتعلم قال وسئل أبو عبد الله يعني بن الأخرم عن حديث فقال أن البخاري لم يخرجه فقال له السائل قد خرجه مسلم فقال أبو عبد الله أن البخاري كان أعلم من مسلم ومنك ومني وقال ولما ورد البخاري نيسابور قال محمد بن يحيى الذهلي اذهبوا إلي هذا الرجل الصالح فاسمعوا منه فذهب الناس إليه حتي ظهر الخلل في مجلس محمد بن يحيى فتكلم فيه بعد ذلك وقال عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي رأيت العلماء بالحرمين والعراقيين فما رأيت فيهم أجمع منه قال الحاكم وسمعت أبا الوليد حسان بن محمد الفقيه يقول سمعت محمد بن نعيم يقول سألت محمد بن إسماعيل لما وقع ما وقع من شأنه عن الإيمان فقال قول وعمل يزيد وينقص والقرآن كلام الله غير مخلوق وأفضل الصحابة أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي علي هذا حييت وعليه أموت وابعث إن شاء الله تعالى وقال غنجار في تاريخ بخاري قال له أبو عيسى الترمذي قد جعلك الله زين هذه الأمة يا أبا عبد الله وقال في الجامع لم أر في معني العلل والرجال أعلم من محمد بن إسماعيل وقال إسحاق بن راهويه يا معشر أصحاب الحديث اكتبوا عن هذا الشاب فإنه لو كان في زمن الحسن بن أبي الحسن لأحتاج الناس إليه لمعرفته بالحديث وفقهه وقال حاشد بن عبد الله سمعت المسندي يقول محمد بن إسماعيل إمام فمن لم يجعله إماما فاتهمه وقال أيضا رأيت محمد بن رافع وعمرو بن زرارة عند محمد بن إسماعيل يسالانه عن علل الحديث فلما قام قالا لمن حضر لا تخدعوا عن أبي عبد الله فإنه أفقه منا وأعلم وأبصر وقال الحسين بن محمد بن حاتم المعروف بعبيد العجل له ما رأيت مثل محمد بن إسماعيل ومسلم لم يكن يبلغه ورأيت أبا زرعة وأبا حاتم يستمعان قوله وذكر له قصه محمد بن يحيى معه فقال ما لمحمد بن يحيى ولمحمد بن إسماعيل كان محمد أمة من الأمم وأعلم من محمد بن يحيى بكذا وكذا كان دينا فاضلا يحسن كل شيء وقال بن أبي حاتم سمع منه أبي وأبو زرعة ثم تركا حديثه عندما كتب إليهما محمد بن يحيى أنه أظهر عندهم أن لفظه بالقرآن مخلوق وقال محمد بن نصر المروزي سمعت محمد بن إسماعيل يقول من قال عني إني قلت لفظي بالقرآن مخلوق فقد كذب وإنما قلت افعال العباد مخلوقه وقال أبو عمر والخفاف حدثنا التقي النقي العالم الذي لم أر مثله محمد بن إسماعيل وهو أعلم بالحديث من إسحاق وأحمد وغيرهما بعشرين درجه ومن قال فيه شيئا فعليه مني ألف لعنه وقال مسلمة في الصله كان ثقة جليل القدر عالما بالحديث وكان يقول بخلق القرآن فأنكر ذلك عليه علماء خراسان فهرب ومات وهو مستخف قال وسمعت بعض أصحابنا يقول سمعت العقيلي لما ألف البخاري كتابه الصحيح عرضه علي بن المديني ويحيى بن معين وأحمد بن حنبل وغيرهم فامتحنوه وكلهم قال كتابك صحيح الا أربعة أحاديث قال العقيلي والقول فيها قول البخاري وهي صحيحه قال مسلمة وألف علي بن المديني كتاب العلل وكان ضنينا به فغاب يوما في بعض ضياعه فجاء البخاري إلي بعض بنية ورغبه بالمال علي أن يري الكتاب يوما واحدا فأعطاه له فدفعه إلي النساخ فكتبوه له ورده إليه فلما حضر علي تكلم بشيء فأجابه البخاري بنص كلامه مرارا ففهم القضيه واغتنم لذلك فلم يزل مغموما حتي مات بعد يسير واستغني البخاري عنه بذلك الكتاب وخرج إلي خراسان ووضع كتابه الصحيح فعظم شأنه وعلا ذكره وهو أول من وضع في الإسلام كتابا صحيح فصار الناس له تبعا بعد ذلك قلت إنما أوردت كلام مسلمة هذا لأبين فساده فمن ذلك إطلاقي بأن البخاري كان يقول بخلق القرآن وهو شيء لم يسبقه إليه أحد وقد قدمنا ما يدل علي بطلان ذلك وأما القصه التي حكاها فيما يتعلق بالعلل لابن المديني فإنها غنية عن الرد لظهور فسادها وحسبك أنها بلا إسناد وأن البخاري لما مات علي كان مقيما ببلاده وأن العلل لابن المديني قد سمعها منه غير واحد غير البخاري فلو كان ضنينا بها لم يخرجها إلي غير ذلك من وجوه البطلان لهذه الا خلوقه والله الموفق وقال صالح جزه قال لي أبو زرعة الرازي يا أبا علي نظرت في كتاب محمد بن إسماعيل هذا أسماء الرجال يعني التاريخ فإذا فيه خطا كثير فقلت له بليه أنه رجل كل من يقدم عليه من العراق من أهل بخاري نظر في كتبهم فإذا رأي اسما لا يعرفه وليس عنده كتبه وهم لا يضبطون ولا ينقطعون فيضعه في كتابه خطا وإلا فما رأيت خراسانيا أفهم منه وأما ما رجحه المصنف من أن النسائي لم يلق البخاري فهو مردود فقد ذكره في أسماء شيوخه الذين لقيهم وقال فيه ثقة مأمون صاحب حديث كيس وروىنا في كتاب الإيمان لأبي عبد الله بن منده حديثا رواه عن حمزة عن النسائي حدثني محمد بن إسماعيل البخاري وكونه روى عن الخفاف عنه لا يمنع أن يكون لقيه بل الظاهر أنه لم يكثر عنه فاحتاج أن يأخذ عن بعض أصحابه والله أعلم وسيأتي في آخر من اسمه محمد بن إسماعيل زيادة في هذه >> ت س الترمذي والنسائي |