أبو عبد الله البخاري ( ت س ) محمد بن اسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة بن بزدزبه ( 1 ) وقيل بذدزبه وهي لفظة بخارية معناها الزراعأسلم المغيرة على يدي اليمان الجعفي والي بخارى وكان مجوسيا وطلب إسماعيل بن إبراهيم العلم فأخبرنا الحسن بن علي أخبرنا جعفر الهمداني أخبرنا أبو طاهر ابن سلفة أخبرنا أبو علي البرداني أخبرنا هناد بن إبراهيم أخبرنا محمد ابن أحمد الحافظ حدثنا عبد الرحمن بن محمد ومحمد بن الحسين قالا حدثنا إسحاق بن أحمد بن خلف أنه سمع البخاري يقول سمع أبي من مالك بن أنس ورأى حماد بن زيد وصافح ابن المبارك بكلتا يديه قلت وولد أبو عبد الله في شوال سنة أربع وتسعين ومئة قاله أبو جعفر محمد بن أبي حاتم البخاري وراق أبي عبد الله في كتاب شمائل البخاري جمعه وهو جزء ضخم أنبأني به أحمد بن أبي الخير عن محمد بن إسماعيل الطرسوسي أن محمد بن طاهر الحافظ أجاز له قال أخبرنا أحمد بن علي بن خلف أخبرنا أبو طاهر أحمد بن عبد الله بن مهرويه الفارسي المؤدب قدم علينا من مرو لزيارة أبي عبد الله السلمي أخبرنا أبو محمد أحمد بن عبد الله بن محمد بن يوسف بن مطر الفربري حدثنا جدي قال سمعت محمد بن أبي حاتم فذكر الكتاب فما أنقله عنه فبهذا السند ثم إن أبا عبد الله فيما أخبرنا إسماعيل بن عبد الرحمن أخبرنا عبد الله بن أحمد الفقيه سنة ست عشرة وست مئة أخبرنا محمد بن عبد الباقي أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي أخبرنا هبة الله بن الحسن الحافظ أخبرناأحمد بن محمد بن حفص أخبرنا محمد بن أحمد بن سليمان أخبرنا خلف بن محمد حدثنا محمد بن أحمد بن الفضل البلخي سمعت أبي يقول ذهبت عينا محمد بن إسماعيل في صغره فرأت والدته في المنام إبراهيم الخليل عليه السلام فقال لها يا هذه قد رد الله على ابنك بصره لكثرة بكائك أو كثرة دعائك شك البلخي فأصبحنا وقد رد الله عليه بصره وبالسند الماضي إلى محمد بن أبي حاتم قال قلت لأبي عبد الله كيف كان بدء أمرك قال ألهمت حفظ الحديث وأنا في الكتاب فقلت كم كان سنك فقال عشر سنين أو أقل ثم خرجت من الكتاب بعد العشر فجعلت أختلف الداخلي وغيره فقال يوما فيما كان يقرأ للناس سفيان عن أبي الزبير عن إبراهيم فقلت له إن أبا الزبير لم يرو عن إبراهيم فانتهرني فقلت له ارجع إلى الأصل فدخل فنظر فيه ثم خرج فقال لي كيف هو يا غلام قلت هو الزبير بن عدي عن إبراهيم فأخذ القلم مني وأحكم كتابه وقال صدقت فقيل للبخاري ابن كم كنت حين رددت عليه قال ابن إحدى عشرة سنة فلما طعنت في ست عشرة سنة كنت قد حفظت كتب ابن المبارك ووكيع وعرفت كلام هؤلاء ثم خرجت مع أمي وأخي أحمد إلى مكة فلما حججت رجع أخي بها وتخلفت في طلب الحديثذكر تسمية شيوخه وأصحابه سمع ببخارى قبل أن يرتحل من مولاه من فوق عبد الله بن محمد بن عبد الله بن جعفر بن اليمان الجعفي المسندي ومحمد بن سلام البيكندي وجماعة ليسوا من كبار شيوخه ثم سمع ببلخ من مكبن بن إبراهيم وهو من عوالي شيوخه وسمع بمرو من عبد ان بن عثمان وعلي بن الحسن بن شقيق وصدقة بن الفضل وجماعة وبنيسابور من يحيى بن يحيى وجماعة وبالري إبراهيم بن موسى وببغداد إذ قدم العراق في آخر سنة عشر ومئتين من محمد بن عيسى ابن الطباع وسريج بن النعمان ومحمد بن سابق وعفان وبالبصرة من أبي عاصم النبيل والأنصاري في وعبد الرحمن بن حماد الشعيثي صاحب ابن عون ومن محمد بن عرعرة وحجاج بن منهال وبدل بن المحبر وعبد الله بن رجاء وعدة وبالكوفة من عبيد الله بن موسى وأبي نعيم وخالد بن مخلد وطلق بن غنام وخالد بن يزيد المقرىء ممن قرأ على حمزةوبمكة من أبي عبد الرحمن المقرىء وخلاد بن يحي وحسان بن حسان البصري وأبي الوليد أحمد بن محمد الأزرقي والحميدي وبالمدينة من عبد العزيز الأويسي وأيوب بن سليمان بن بلال وإسماعيل بن أبي أويس وبمصر سعيد بن أبي مريم وأحمد بن اشكاب وعبد الله بن يوسف وأصبغ وعدة وبالشام أبا اليمان وآدم بن أبي إياس وعلي بن عياش وبشر بن شعيب وقد سمع من أبي المغيرة عبد القدوس وأحمد بن خالد الوهبي ومحمد بن يوسف الفريابي وأبي مسهر وأمم سواهم وقد قال وراقه محمد بن أبي حاتم سمعته يقول دخلت بلخ فسألوني أن أملي عليهم لكل من كتبت عنه حديثا فأمليت ألف حديث لألف رجل ممن كتبت عنهم قال وسمعته قبل موته بشهر يقول كتبت عن ألف وثمانين رجلا ليس فيهم إلا صاحب حديث كانوا يقولون الإيمان قول وعمل يزيد وينقص قلت فأعلى شيوخه الذين حدثوه عن التابعين وهم أبو عاصموالأنصاري ومكي بن إبراهيم وعبيد الله بن موسى وأبو المغيرة ونحوهم وأوساط شيوخه الذين رووا له عن الأوزاعي وابن أبي ذئب وشعبة وشعيب بن أبي حمزة والثوري ثم طبقة أخرى دونهم كأصحاب مالك والليث وحماد بن زيد وأبي عوانة والطبقة الرابعة من شيوخه مثل أصحاب ابن المبارك وابن عيينة وابن وهب والوليد بن مسلم ثم الطبقة الخامسة وهو محمد بن يحيى الذهلي الذي روي عنه الكثير ويدلسه ومحمد بن عبد الله المخرقي ومحمد بن عبد الرحيم صاعقة وهؤلاء هم من أقرانه وقد سمع من أبي مسهر وشك في سماعه فقال في غير الصحيح حدثنا أبو مسهر أو حدثنا رجل عنه وورى عن أحمد بن عبد الملك بن واقد الحراني لقيه بالعراق ولم يدخل الجزيرة وقال دخلت على معلى بن منصور الرازي ببغداد سنة عشرروى عنه خلق كثير منهم أبو عيسى الترمذي وأبو حاتم وإبراهيم بن إسحاق الحربي وأبو بكر بن أبي الدنيا وأبو بكر أحمد بن عمرو بن أبي عاصم وصالح بن محمد جزرة ومحمد بن عبد الله الحضرمي مطين وإبراهيم بن معقل النسفي وعبد الله بن ناجية وأبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة وعمر بن محمد بن بجير وأبو قريش محمد بن جمعة ويحيى بن محمد بن صاعد ومحمد بن يوسف الفربري راوي الصحيح ومنصور بن محمد مزبزدة وأبو بكر بن أبي داود والحسين والقاسم ابنا المحاملي وعبد الله بن محمد بن الأشقر ومحمد ابن سليمان بن فارس ومحمود بن عنبر النسفي وأمم لا يحصون ون وروى عنه مسلم في غير صحيحه وقيل إن النسائي روى عنه في الصيام من سننه ولم يصح لكن قد حكى النسائي في كتاب الكنى أشياء عن عبد الله بن أحمد الخفاف عن البخاري وقد رتب شيخنا أبو الحجاج المزي شيوخ البخاري وأصحابه على المعجم كعادته وذكر خلقا سوى من ذكرتوقد أنبانا المؤمل بن محمد وغيره أن أبا اليمن البغوي أخبرهم أخبرنا أبو منصور القزاز أخبرنا أبو بكر الخطيب أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسن القاضي الحرشي بنيسابور سمعت أبا إسحاق إبراهيم بن أحمد البلخي يروي عن محمد بن يوسف الفربري أنه كان يقول سمع كتاب الصحيح لمحمد بن إسماعيل تسعون ألف رجل فما بقي أحد يرويه غيري وقال محمد بن طاهر المقدسي روى صحيح البخاري جماعة منهم الفربري وحماد بن شاكر و إبراهيم بن معقل وطاهر بن محمد ابن مخلد النسفيان وقال الأمير الحافظ أبو نصر بن ماكولا آخر من حدث عن البخاري ب ( الصحيح أبو طلحة منصور بن محمد بن علي البزدي من أهل بزدة وكان ثقة توفي سنة تسع وعشرين وثلاث مئة أخبرنا أبو المعالي أحمد بن إسحاق الأبرقوهي بقراءتي أخبرنا أبو بكر زيد بن هبة الله البغدادي أخبرنا أحمد بن المبارك بن قفرجل أخبرنا عاصم بن الحسن أخبرنا عبد الواحد بن محمد بن مهدي حدثنا أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي سنة تسع وعشرين وثلاث مئة حدثنا محمد بن إسماعيل البخاري حدثنا محمد بن يوسف حدثنا سفيان يعني الثوري عن أبي بردة قال أخبرني جدي أبو بردة عن أبيه أبيموسى قال قال النبي لشغ المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا وشبك بين أصابعه وكان جالسأ فجاءه رجل أو طالب حاجة فاقبل علينا بوجهه فقال اشفعوا فلتؤجروا وليقض الله على لسان رسوله ما شاء أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد الهاشمي أخبرنا محمد بن أحمد القطيعي ببغداد أخبرنا محمد بن عبيد الله المجلد أخبرنا محمد بن محمد الزينبى أخبرنا محمد بن عبد الرحمن المخلص حدثنا يحيى بن محمد بن صاعد حدثنا محمد بن إسماعيل البخاري حدثنا حماد عن يونس وحبيب ويحيى بن عتيق وهشام عن محمد بن سيرين عن أم عطية قالت أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تخرج ذوات الخدور يوم العيد قيل فالحيض قال يشهدن الخير ودعوة المسلمين هذان حديثان صحيحان من عالي ما وقع لنا من رواية أبي عبد الله سوى الصحيحوأما الصحيح فهو أعلى ما وقع لنا من الكتب الستة في أول ما سمعت الحديث وذلك في سنة اثنتين وتسعين وست مئة فما ظنك بعلوه اليوم وهو سنة خمس عشرة وسبع مئة لو رحل الرجل من مسيرة سنة لسماعه لما فرط كيف وقد دام علوه إلى عام ثلاثين وهو أعلى الكتب الستة سندا إلى النبي صلى الله عليه وسلم في شيء كثير من الأحاديث وذلك لأن أبا عبد الله أسن الجماعة وأقدمهم لقيا للكبار أخذ عن جماعة يروي الأئمة الخمسة عن رجلء عنهم ذكر رحلته وطلبه وتصانيفه قال محمد بن أبي حاتم البخاري سمعت أبا عبد الله محمد بن إسماعيل يقول حججت ورجع أخي بأمي وتخلفت في طلب الحديث فلما طعنت في ثمان عشرة جعلت أصنف قضايا الصحابة والتابعين وأقاويلهم وذلك أيام عبيد الله بن موسى وصنفت كتاب التاريخ إذ ذاك عند قبر رسول الله في الليالي المقمرة وقل اسم في التاريخ إلا وله قصة إلا أني كرهت تطويل الكتابوكنت أختلف إلى الفقهاء بمرو وأنا صبي فإذا جئت أستحي أن أسلم عليهم فقال لي مؤدب من أهلها كم كتبت اليوم فقلث اثنين وأردت بذلك حديثين فضحك من حضر المجلس فقال شيخ منهم لا تضحكوا فلعله يضحك منكم يوما وسمعته يقول دخلت على الحميدي وأنا ابن ثمان عشرة سنة وبينه وبين آخر اختلاف في حديث فلما بصر بي الحميدي قال قد جاء من يفصل بيننا فعرضا على فقضيت للحميدي على من يخالفه ولو أن مخالفه أصر على خلافه ثم مات على دعواه لمات كافرا أخبرنا أبو علي بن الخلال أخبرنا أبو الفضل الهمداني أخبرنا السلفي أخبرنا أبو على البرداني وابن الطيوري قا لا أخبرنا هناد بن إبراهيم أخبرنا محمد بن أحمد غنجار أخبرنا خلف بن محمد الخئام سمعت الفضل بن إسحاق البزاز حدثنا أحمد بن منهال العابد حدثنا أبو بكر الأعين قال كتبنا عن البخاري على باب محمد بن يوسف الفريابي وما في وجهه شعرة نقلنا ابن كم أنت قال ابن سبع عشرة سنة وقال خلف الخيام سمعت إبراهيم بن معقل سمعت أبا عبد الله يقول كنت عندإسحاق بن راهويه فقال بعض أصحابنا لو جمعتم كتابا مختصرا لسنن النبي فوقع ذلك في قلبي فأخذت في جمع هذا الكتابوعن 00000 أن البخاري قال أخرجت هذا الكتاب من زهاء ست مئة الف حديث أنبانا المؤمل بن محمد وغيره أنبأنا أبو اليمن الكندي أخبرنا أبو منصور القزاز أخبرنا أبو بكر الخطيب حدثني علي بن محمد العطار بالري سمعت أبا الهيثم الكشميهني سمعت الفربري يقول قال لي محمد بن إسماعيل ما وضعت في كتابي الصحيح حديثا إلا اغتسلت قبل ذلك وصليت ركعتين أخبرنا ابن الخلال أخبرنا الهمداني أخبرنا السلفي أخبرنا أبو عبد الله الرازي حدثنا عبد الله بن الوليد أخبرنا أحمد بن الحسن بن بندار أخبرنا أبو احمد بن عدي سمعت الحسن بن الحسين البزاز سمعت إبراهيم بن معقل سمعت البخاري يقول ما أدخلت في هذا الكتاب إلا ما صح وتركت من الصحاح كي لا يطول الكتاب وقال أبو جعفر محمد بن أبي حاتم قلت لأبي عبد الله تحفظجميع ما أدخلت في المصنف فقال لا يخفى علي جميع ما فيه وسمعته يقول صنفت جميع كتبي ثلاث مرات وسمعته يقول لو نشر بعض أستاذي هؤلاء لم يفهموا كيف صنفت التاريخ ولا عرفوه ئم قال صنفته ثلاث مرات وسمعته يقول أخذ إسحاق بن راهويه كتاب التاريخ الذي صنفت فأدخله على عبد الله بن طاهر فقال أيها الأمير ألا أريك سحرا قال فنظر فيه عبد الله فتعجب منه وقال لست أفهم تصنيفه وقال خلف الخيام سمعت إسحاق بن أحمد بن خلف يقول دخل محمد بن إسماعيل إلى العراق في آخر سنة عشر ومئتين وقال محمد بن أبي حاتم سمعت البخاري يقول دخلت بغداد آخر ثمان مرات في كل ذلك أجالس أحمد بن حنبل فقال لي في آخر ما ودعته يا أبا عبد الله تدع العلم والناس وتصير إلى خراسان قال فأنا الأن أذكر قولهوقال أبو عبد الحاكم أول ما ورد البخاري نيسابور سنة تسع ومئتين ووردها في الأخير سنة خمسين ومئتين فأقام بها خمس سنين يحدث على الدوام أخبرنا أبو حفص بن القواس أخبرنا أبو القاسم بن الحرستاني قراءة عليه سنة تسع وست مئة وأنا حاضر أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه أخبرنا الحسين بن محمد الخطيب أخبرنا محمد بن أحمد الغساني حدثني أحمد بن محمد بن ادم حدثنا محمد بن يوسف البخاري قال كنت مع محمد بن إسماعيل بمنزله ذات ليلة فأحصيت عليه أنه قام وأسرج يستذكر أشياء يعلقها في ليلة ثمان عشرة مرة وقال محمد بن أبي حاتم الوراق كان أبو عبد الله إذا كنت معه في سفر يجمعنا بيت واحد إلا في القيظ أحيانا فكنت أراه يقوم في ليلة واحدة خمس عشرة مرة إلى عشرين مرة في كل ذلك يأخذ القداحة فيوري نارا ويسرج ثم يخرج أحاديث فيعلم عليها وقال ابن عدي سمعت عبد القدوس بن همام يقول سمعت عدة من المشايخ يقولون حول محمد بن إسماعيل تراجم جامعه بين قبر رسول الله ومنبره وكان يصلي لكل ترجمة ركعتينوقال سمعت البخاري يقول صنفت الصحيح في ست عشرة سنة وجعله حجة فيما بيني وبين الله تعالى وقال محمد بن أبي حاتم سمعت هانىء بن النضر يقول كنا عند محمد بن يوسف يعني الفريابي بالشام وكنا نتنزه فعل الشباب في أكل الفرصاد ونحوه وكان محمد بن إسماعيل معنا وكان لا يزاحمنا في شيء مما نحن فيه ويكب على العلم وقال محمد سمعت النجم بن الفضيل يقول رأيت النبي في النوم كأنه يمشي ومحمد بن إسماعيل يمشي خلفه فكلما رفع النبي صلى الله عليه وسلم قدمهوقال سمعت أبا عبد الله يقول كان شيخ يمر بنا في مجلس الله الداخلي فأخبره بالأحاديث الصحيحة مما يعرض علي وأخبره بقولهم فاذا هو يقول لي يوما يا أبا عبد الله رئيسنا في أبوجاد وقال بلغني أن أبا عبد الله شرب دواء الحفظ يقال له بلاذر فقلت له يومأ خلوة هل من دواء يشربه الرجل فينتفع به للحفظ فقال لا أعلم ثم أقبل علي وقال لا أعلم شيئا أنفع للحفظ من نهمة الرجل ومداومة النظر قال وذاك أني كنت بنيسابور مقيما فكان ترد إلي من بخارى كتب وكن قرابات لي يقرئن سلامهن في الكتب فكنت اكتب كتابا الى بخارى وأردت أن أقرئهن سلامي فذهب علي أساميهن حين كتبت كتابي ولم أقرئهن سلامي وما أقل ما يذهب عني من العلم وقال سمعته يقول لم تكن كتابتي للحديث كما كتب هؤلاء كنت إذا كتبت عن رجلء سألته عن اسمه وكنيته ونسبته وحمله الحديث إن كان الرجل فهما فإن لم يكن سألته أن يخرج إلي أصله ونسخته فأما الاخرون لا يبالون ما يكتبون وكيف يكتبون وقال سمعت العباس الدوري يقول ما رأيت أحدا يحسن طلب الحديث مثل محمد بن إسماعيل كان لا يدع أصلا ولا فرعا إلا قلعه ثم قال لنا لا تدعوا من كلامه شيئا إلا كتبتموه وقال كتب إلى أبي عبد الله بعض السلاطين في حاجة له ودعا له دعاء كثيرأ فكتب إليه أبو عبد الله سلام عليك فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو أما بعد وصل إلي كتابك وفهمته وفي بيته يؤتىالحكم والسلام وقال سمعت إبراهيم الخواص مستملي صدقة يقول ( رأيت أبا زرعة كالصبي جالسا بين يدي محمد بن إسماعيل يسأله عن علل الحديث ذكر حفظه وسعة علمه وذكائه قال محمد بن أحمد غنجار في تاريخ بخارى سمعت أبا عمرو أحمد بن محمد المقرىء سمعت مهيب بن سليم سمعت جعفر بن محمد القطان إمام كرمينية يقول سمعت محمد بن إسماعيل يقول كتبت عن ألف شيخ وأكثر عن كل واحد منهم عشرة آلاف وأكثر ما عندي حديث إلا أذكر إسناده قال غنجار وحدثنا محمد بن عمران الجرجاني سمعت عبد الرحمن بن محمد البخاري سمعت محمد بن إسماعيل يقول لقيت أكثر من ألف رجل أهل الحجاز والعراق والشام ومصر لقيتهم كرات أهل الشام ومصر والجزيرة مرتين وأهل البصرة أربع مرات وبالحجاز ستة أعوام ولا أحصي كم دخلت الكوفة وبغداد مع محدثي خراسان منهم المكي بن إبراهيم ويحيى بن يحيى وابن شقيق وقتيبة وشهاب بن معمر وبالشام الفريابي وأبا مسهر وأبا المغيرة وأبا اليمان وسمى خلقا ثم قال فما رأيت واحدا منهم يختلف في هذهالأشياء أن الدين قول وعمل وأن القرآن كلام الله وقال محمد بن أبي حاتم الوراق سمعت حاشد بن إسماعيل وآخر يقولان كان أبو عبد اللة البخاري يختلف معنا إلى مشايخ البصرة وهو غلام فلا يكتب حتى أتى على ذلك أيام فكنا نقول له إنك تختلف معناولاتكتب فماتصنع فقال لنا يوما بعد ستة عشر يوما إنكما قد أكثرتما على وألححتما فاعرضا على ما كتبتما فأخرجنا إليه ما كان عندنا فزاد على خمسة عشر ألف حديث فقرأها كلها عن ظهر القلب حتى جعلنا نحكم كتبنا من حفظه ثم قال أترون أني أختلف هدرا وأضيع أبامي فعرفنا أنه لا يتقدمه أحد قال وسمعتهما يقولان كان أهل المعرفة من البصريين يعدون خلفه في طلب الحديث وهو شاب حتى يغلبوه على نفسه ويجلسوه في بعض الطريق فيجتمع عليه ألوف أكثرهم ممن يكتب عنه وكان شابأ لم يخرج وجهه وقال أبو أحمد عبد الله بن عدي الحافظ سمعت عدة مشايخ يحكون أن محمد بن إسماعيل البخاري قدم بغداد فسمع به أصحاب الحديث فاجتمعوا وعمدوا إلى مئة حديث فقلبوا متونها وأسانيدها وجعلوا متن هذا الإسناد هذا و إسناد هذا المتن هذا ودفعوا إلى كلواحد عشرة أحاديث ليلقوها على البخاري في المجلس فاجتمع الناس وانتدب أحدهم فسأل البخاري عن حديث من عشرته فقال لا أعرفه وسأله عن آخر فقال لا أعرفه وكذلك حتى فرغ من عشرته فكان الفقهاخ يلتفت بعضهم إلى بعض ويقولون الرجل فهم ومن كان لا يدري قضى على البخاري بالعجز ثم انتدب اخر ففعل كما فعل الأول والبخاري يقول لا أعرفه ثم الثالث وإلى تمام العشرة أنفس وهو لا يزيدهم على لا أعرفه فلما علم أنهم قد فرغوا التفت إلى الأول منهم فقال أما حديثك الأول فكذا والثاني كذا والثالث كذا إلى العشرة فرد كل متن إلى إسناده وفعل بالأخرين بالاخرين مثل ذلك فأقر له الناس بالحفظ فكان ابن صاعد إذا ذكره يقول الكبش النطاح وقال غنجار حدثنا منصور بن إسحاق الأسدي سمعت عبد الله ابن محمد بن إبراهيم الزاغوني سمعت يوسف بن موسى المروروذي يقول كنت بالبصرة في جامعها إذ سمعت مناديا ينادي يا أهل العلم قد قدم محمدبن إسماعيل البخاري فقاموا في طلبه وكنت معهم فرأينا رجلا شابا يصلي خلف الأسطوانة فلما فرغ من الصلاة أحدقوا به وسألوه أن يعقد لهم مجلس الإملاء فأجابهم فلما كان الغذ اجتمع قريب من كذا كذا ألف فجلس للإملاء وقال يا أهل البصرة أنا شاب وقد سألتموني أن أحدثكم وسأحدثكم باحاديث عن أهل بلدكم تستفيدون الكل ثم قال حدثنا عبد الله بن عثمان بن جبلةابن أبي رواد بلديكم قال حدثنا أبي عن شعبة عن منصور وغيره عن سالم بن أبي الجعد عن أنس أن أعرابيا جاء إلى النبي شظ فقال يا رسول الله الرجل يحب القوم وذكر الحديث ثم قال ليس هذا عندكم إن ما عندكم عن غير منصور عن سالم وأملى مجلسا على هذا النسق يقول في كل حديث روى شعبة هذا الحديث عندكم كذا فأما من رواية فلان فليس عندكم او كلاما هذا معناه قال يوسف وكان دخولي البصرة أيام محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب وقال محمد بن أبي حاتم الوراق قرأ علينا أبو عبد الله كتاب الهبة فقال ليس في هبة وكيع إلا حديثان مسندان أو ثلاثة وفي كتاب عبد الله بن المبارك خمسة أو نحوه وفي كتابي هذا خمس مئةحديث أو أكثر وقال سمعت ابا عبد الله يقول تفكرت أصحاب انس فحضرني في ساعة ثلاث مثة قال وسمعته يقول ما قدمت على أحد إلا كان انتفاعة بي أكثر من انتفاعي به قال وسمعت سليم بن مجاهد سمعت أبا الأزهر يقول كان بسمرقند أربع مئة ممن يطلبون الحديث فاجتمعوا سبعة أيام واحبوا مغالطة محمد بن إسماعيل فأدخلوا اسناد الشام في إسناد العراق واسناد اليمن في إسناد الحرمين فما تعلقوا منه بسقطة لا في الإسناد ولا في المتن وقال الفربري سمعت أبا عبد الله يقول ما استصغرت نفسي عند أحد إلا عند علي بن المديني وربما كنت أغرب عليه وقال أحيد بن أبي جعفر والي بخارى قال محمد بن إسماعيل يوما زب حديث سمعته بالبصرة كتبته بالشام ورب حديث سمعته بالشام كتبته بمصر فقلت له يا أباعبد الله بكماله قال فسكتوقال محمد بن أبي حاتم سمعت أبا عبد الله يقول ما نمت البارحة حتى عددت كم أدخلت مصغفاتي من الحديث فإذا نحو مثتي ألف حديث مسندة وسمعته يقول ما كتبت حكاية قط كنت أتحفظها وسمعته يقول صنفت كتاب الاعتصام في ليلة وسمعته يقول لا أعلم شيئا يحتاج اليه إلا وهو في الكتاب والسنة فقلت له يمكن معرفة ذلك كله قال نعم وسمعته يقول كنت بنيسابور أجلس في الجامع فذهب عمرو بن زرارة وإسحاق بن راهويه إلى يعقوب بن عبد الله والي نيسابور فاخبروه بمكاني فاعتذر إليهم وقال مذهبنا إذا رفع إلينا غريب لم نعرفه حبسناه حتى يظهر لنا أمره فقال له بعضهم بلغني أنه قال لك لا تحسن تصلي فكيف تجلس فقال لوقيل لي شيء من هذاماكنت أقوم من ذلك المجلس حتى أروي عشرة آلاف حديث في الصلاة خاصةوسمعته يقول كنت في مجلس الفريابي فقال حدثنا سفيان عن أبي عروة عن أبي الخطاب عن أنس أن النبي كان يطوف على نسائه في غسل واحد فلم يعرف أحد في المجلس أبا عروة ولا أبا الخطاب فقلت أما أبو عروة فمعمر وأبو الخطاب قتادة قال وكان الثوري فعولا لهذا يكني المشهورين قال محمد بن أبي حاتم قدم رجاء الحافظ فصار إلى أبي عبد اللة فقال لأبي عبد الله ما أعددت لقدومي حين بلغك وفي أي شيء نظرت فقال ما أحدثت نظرا ولم أستعد لذلك فإن أحببت أن تسال عن شيء فافعل فجعل يناظره في أشياء فبقي رجاء لا يدري أين هو ثم قال له أبو عبد الله هل لك في الزيادة فقال استحياء منه وخجلا نعم قال سل إن شئت فأخذ في أسامي أيوب فعد نحوا من ثلاثة عشر وأبو عبد الله ساكت فلما فرغ قال له أبو عبد الله لقد جمعت فظن رجاء أنه قد صنع شيئا فقال لأبي عبد الله يا أبا عبد الله فاتك خير كثير فزيف أبو عبد الله في أولئك سبعة أو ثمانية وأغرب عليه أكثر من ستين ثم قال له رجاء كم رويت في العمامة السوداء قال هات كم رويت أنت ثم قال تروي نحوا من أربعينحديئا فخجل رجاء من ذاك ويبس ريقه قال محمد سمعت أبا عبد الله يقول دخلت بلخ فسألني أصحاب الحديث أن أملي عليهم لكل من كتبت عنه حديثا فأمليت ألف حديث لألف رجل ممن كتبت عنهم وقال محمد بن أبي حاتم قال أبو عبد الله سئل إسحاق بن ابراهيم عمن طئق ناسيا فسكت ساعة طويلة متفكرا والتبس عليه الأمر فقلت أنا قال النبي ججز إن الله عز وجل تجاوز عن أمتي ما حدثت به أنفسها ما لم تعمل به أو تكلم وإنما يراد مباشرة هذه الثلاث العمل والقلب أو الكلام والقلب وهذا لم يعتقد بقلبه فقال إسحاق قويتني وأفتى به وقال محمد سمعت محمد بن إسماعيل يقول كان إسماعيل بن أبي أويس إذا انتخبت من كتابه نسخ تلك الأحاديث وقال هذه الأحاديث انتخبها محمد بن إسماعيل من حديثي وقال محمد سمعت الفربري يقول رأيت عبد الله بن منير يكتب عن البخاريوسمعته يقول أنا من تلاميذ محمد بن إسماعيل وهو معلم قلت وقد روى البخاري أحاديث في صحيحه عن عبد الله بن منير عن يزيد بن هارون وجماعة وكان زاهدا عابدا حتى قال البخاري لم أر مثله قلت وتوفي هو والإمام أحمد في سنة قال محمد وسمعت أبا بكر المديني بالشاش زمن عبد الله بن أبي عرابة يقول كنا بنيسابور عند إسحاق ابن راهويه وأبو عبد الله في المجلس فمر إسحاق بحديث كان دون الصحابي عطاء الكيخاراني فقال اسحاق يا أبا عبد الله أيش كيخاران فقال قرية باليمن كان معاوية بن أبي سفيان بعث هذا الرجل وكان يسميه أبو بكر فأنسيته إلى اليمن فمر بكيخاران فسمع منه عطاء حديثين فقال له إسحاق يا أبا عبد الله كأنك شهدت القوم وقال ابن عدي حدثني محمد بن أحمد القومسي سمعت محمد ابن خميروبه سمعت محمد بن إسماعيل يقول أحفظ مئة ألف حديث صحيح وأحفظ مئتي ألف حديث غير صحيحقال وسمعت أبا بكر الكلواذاني يقول ما رأيت مثل محمد بن إسماعيل كان يأخذ الكتاب من العلماء فيطلع عليه اطلاعة فيحفظ عامة أطراف الأحاديث بمرة قال محمد بن يوسف الفربري سمعت أبا جعفر محمد بن أبي حاتم الوراق يقول في الزيادات المذيلة على شمائل أبي عبد الله قلت وليست هي داخلة في رواية ابن خلف الشيرازي قال سمعت محمد بن إسماعيل البخاري يقول ما جلست للحديث حتى عرفت الصحيح من السقيم وحتى نظرت في عامة كتب الرأي وحتى دخلت البصرة خمس مرات أو نحوها فما تركت بها حديثا صحيحا إلا كتبته إلا ما لم يظهر لي وقال غنجار في تاريخه حدثنا أبوعمرو أحمد بن محمد المقرىء حدثنا أبو بكر محمد بن يعقوب بن يوسف البيكندي سمعت على بن الحسين بن عاصم البيكندي يقول قدم علينا محمد بن إسماعيل قال فاجتمعنا عنده فقال بعضنا سمعت إسحاق بن راهويه يقول كأني أنظر إلى سبعين ألف حديث من كتابي فقال محمد بن إسماعيل أو تعجب من هذا لعل في هذا الزمان من ينظر إلى مئتى ألف حديث من كتابه وإنما عنى به نفسه ذكرثناء الأئمة عليه قال أبوجعفرمحمد بن أبي حاتم سمعت بعض أصحابي يقولكنت عند محمد بن سلام فدخل عليه محمد بن إسماعيل فلما خرج قال محمد بن سلام كلما دخل علي هذا الصبي تحيرت وألبس علي أمر الحديث وغيره ولا أزال خائفا ما لم يخرج قال أبوجعغر سمعت أبا عمرسليم بن مجاهد يقول كنت عند محمد بن سلام البيكتدي فقال لو جئت قبل لرأيت صبيا يحفظ سبعين ألف حديث قال فخرجت في طلبه حتى لحقته قال أنت الذي يقول إنى أحفظ سبعين ألف حديث قال نعم وأكثر ولا أجيئك بحديث من الصحابة والتابعين إلا عرفتك مولد أكثرهم ووفاتهم ومساكنهم ولست أروي حديثا من حديث الصحابة أو التابعين إلا ولي من ذلك أصل أحفظه حفظا عن كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال أبو جعفر حدثني بعض أصحابي إن أبا عبد الله البخاري صار إلى أبي إسحاق السرماري عائدا فلما خرج من عنده قال أبو إسحاق من أراد أن ينظر إلى فقيه بحقه وصدقه فلينظر إلى محمد بن اسماعيل وأجلسه على حجره وقال أبو جعفر قال لي بعض أصحابي كنت عند محمد بنسلام فدخل عليه محمد بن إسماعيل حين قدم من العراق فاخبره بمحنة الناس وما صنع ابن حنبل وغيره من الأمور فلما خرج من عنده قال محمد بن سلام لمن حضره أترون البكر أشد حياء من هذا وقال أبو جعفر سمعت يحيى بن جعفر يقول لو قدرت أن أزيد في عمر محمد بن إسماعيل من عمري لفعلت فإن موتي يكون موت رجل واحد وموته ذهاب العلم قال وسمعت يحيى بن جعفر وهو البيكندي يقول لمحمد بن اسماعيل لولا أنت ما استطبت العيش ببخارى وقال سمعت محمد بن يوسف يقول كنا عند أبي رجاء هو قتيبة فسئل عن طلاق السكران فقال هذا أحمد بن حنبل وابن المديني وابن راهويه قد ساقهم الله إليك وأشار إلى محمد بن إسماعيل وكان مذهب محمد أنه إذا كان مغلوب العقل حتى لا يذكر ما يحدث في سكره أنه لا يجوزعليه من أمره شيء قال محمد وسمعت عبد الله بن سعيد بن جعفر يقول لما مات أحمد بن حرب النيسابوري ركب محمد وإسحاق يشيعان جنازته فكنت أسمع أهل المعرفة بنيسابور ينظرون ويقولون محمد أفقه من إسحاقوقال سمعت عمر بن حفص الأشقر سمعت عبد ان يقول ما رأيت بعيني شابا أبصر من هذا وأشار بيده إلى محمد بن إسماعيل وقال سمعت صالح بن مسمار المروزي يقول سمعت نعيم بن حماد يقول محمد بن إسماعيل فقيه هذه الأمة وقال سمعت إبراهيم بن خالد المروزي يقول قال مسدد لاتختاروا على محمد بن إسماعيل يا أهل خراسان وقال سمعت موسى بن قريش يقول قال عبد الله بن يوسف للبخاري يا أبا عبد الله انظر في كتبي وأخبرني بما فيه من السقط قال نعم وقال محمد حدثني محمد بن إسماعيل قال كنت إذا دخلت على سليمان بن حرب يقول بين لنا غلط شعبة قال وسمعته يقول اجتمع أصحاب الحديث فسألوني أن أكلم إسماعيل بن أبي أويس ليزيدهم في القراءة ففعلت فدعا إسماعيل الجارية وأمرها أن تخرج صرة دنانير وقال يا أبا عبد الله فرقها عليهم قلت إنما أرادوا الحديث قال قد أجبتك إلى ما طلبت من الزيادة غير أني أحب أن يضم هذا إلى ذاك ليظهر أثرك فيهموقال حدثني حاشد بن إسماعيل قال لما قدم محمد بن إسماعيل على سليمان بن حرب نظر إليه سليمان فقال هذا يكون له يوما صوت وقال خلف الخيام حدثنا إسحاق بن أحمد بن خلف سمعت أحمد بن عبد السلام قال ذكرنا قول البخاري لعلي بن المديني يعني ما استصغرت نفسي إلا بين يدي علي بن المديني فقال علي دعوا هذا فإن محمد بن إسماعيل لم ير مثل نفسه وقال محمد بن أبى حاتم سمعت أبا عبد الله يقول ذاكرني أصحاب عمرو بن علي الفلاس بحديث فقلت لا أعرفه فسروا بذلك وصاروا إلى عمرو فأخبروه فقال حديث لا يعرفه محمد بن اسماعيل ليس بحديث وقال محمد بن أبي حاتم سمعت حاشد بن عبد الله يقول قال لي أبو مصعب الزهري محمد بن إسماعيل أفقة عندنا وأبصر بالحديث أ ( 4 ) من أحمد بن حنبل فقيل له جاوزت الحد فقال للرجل لو أدركت مالكا ونظرت الى وجهه ووجه محمد بن إسماعيل لقلت كلاهما واحد في الفقه والحديثقال وسمعت حاشد بن إسماعيل يقول سمعت إسحاق بن راهويه يقول اكتبوا عن هذا الشاب يعني البخاري فلوكان في زمن الحسن لاحتاج إليه الناس لمعرفته بالحديث وفقهه قال وسمعت علي بن حجر يقول أخرجت خراسان ثلاثة أبو زرعة ومحمد بن إسماعيل وعبد الله بن عبد الرحمن الله الدارمي ومحمد عندي أبصرهم وأعلمهم وأفقههم قال وأوردت على علي بن حجر كتاب أبي عبد الله فلما قرأه قال كيف خلفت ذلك الكبش فقلت بخير فقال لا أعلم مثله وقال أحمد بن الضوء سمعت أبا بكر بن أبي شيبة ومحمد بن عبد الله بن نمير يقولان ما رأينا مثل محمد بن إسماعيل وعن عبد الله بن أحمد بن حنيل سمعت أبي يقول ما أخرجت خراسان مثل محمد بن إسماعيل وقال محمد بن إبراهيم البوشنجي سمعت بندار محمد بن بشار سنة ثمان وعشرين ومئتين يقول ما قدم علينا مثل محمد بن إسماعيلوقال حاشد بن إسماعيل كنت بالبصرة فسمعت قدوم محمد بن إسماعيل فلما قدم قال بندار اليوم دخل سيد الفقهاء وقال محمد سمعت أبا عبد الله يقول قال لي محمد بن بشار إن ثوبي لا يمس جلدي مثلا ما لم ترجع إلي أخاف أن تجد في حديثي شيئا يسقمني فإذا رججت فنظرت في حديثي طابت نفسي وأمنت مما أخاف وقال محمد بن أبي حاتم سمعت إبراهيم بن خالد المروزي يقول رأيت أبا عمار الحسين بن حريث يثني على أبي عبد الله البخاري ويقول لا أعلم أني رأيت مثله كأنه لم يخلق إلا للحديث وقال محمد سمعت محمود بن النضر أبا سهل الشافعي يقول دخلت البصرة والشام والحجاز والكوفة ورأيث علماءها كلما جرى ذكر محمد بن إسماعيل فضلوه على أنفسهم وقال سمعت محمد بن يوسف يقول لما دخلت البصرة صرت إلى بندار فقال لي من أين أنت قلت من خراسان قال من أيها قلت من بخارى قال تعرف محمد بن إسماعيل قلت أنا من قرابته فكان بعد ذلك يرفعني فوق الناسقال محمد وسمعت محمد بن إسماعيل يقول لما دخلت البصرة صرت الى مجلس بندار فلما وقع بصره علي قال من أين الفتى قلت من أهل بخارى فقال لي كيف تركت أبا عبد الله فأمسكت فقالوا له يرحمك الله هو أبو عبد الله فقام وأخذ بيدي وعانقني وقال مرحبا بمن أفتخر به منذ سنين قال وسمعت حاشد بن إسماعيل سمعت محمد بن بشار يقول لم يدخل البصرة رجل أعلم بالحديث من أخينا أبي عبد الله قال فلما أراد الخروج ودعه محمد بن بشار وقال يا أبا عبد الله موعدنا الحشر أن لا نلتقي بعد وقال أبو قريش محمد بن جمعة الحافظ سمعت محمد بن بشار يقول حفاظ الدنيا أربعة أبو زرعة بالري والدارمي بسمرقند ومحمد ابن إسماعيل ببخارى ومسلم بنيسابور وقال محمد بن عمر بن الأشعث البيكندي سمعت عبد الله بن أحمد بن حنبل سمعت أبي يقول انتهى الحفظ إلى أربعة من أهل خراسان أبو زرعة الرازي ومحمد بن إسماعيل البخاري وعبد الله بن عبد الرحمن السمرقندي والحسن بن شجاع البلخي قال ابن الأشعث فحكيت هذا لمحمد بن عقيل البلخي فأطرى ذكرابن شجاع فقلت له لم لم يشتهر قال لأنه لم يمتع بالعمرقلت هذا ابن شجاع رحل وسمع مكي بن إبراهيم وعبيد الله ابن موسى أبا مسهر وتوفي سنة أربع وأربعين وقال نصر بن زكريا المروزي سمعت قتيبة بن سعيد يقول شباب خراسان أربعة محمد بن إسماعيل وعبد الله بن عبد الرحمن يعني الدارمي وزكريا بن يحيى اللؤلؤي والحسن بن شجاع وقال محمد بن أبى حاتم سمعت جعفرا الفربري يقول سمعت عبد الله بن منير يقول أنا من تلاميذ محمد بن إسماعيل وهو معلمي ورأيته يكتب عن محمد وقال محمد حدثنا حاشد بن عبد الله بن عبد الواحد سمعت يعقوب بن إبراهيم الدورقي يقول محمد بن إسماعيل فقيه هذه الأمة عن أبي جعفر المسندي قال حفاظ زماننا ثلاثة محمد بن إسماعيل وحاشد بن إسماعيل ويحيى بن سهل وقال محمد حدثني جعفر بن محمد الفربري قال خرج رجل من أصحاب عبد الله بن منير رحمه الله إلى بخارى في حاجة له فلما رجع قال له ابن منير لقيت أبا عبد الله قال لا فطرده وقال ما فيك بعد هذا خير إذ قدمت بخارى ولم تصر إلى أبي عبد الله محمد بن إسماعيلوقال محمد سمعت إبراهيم بن محمد بن سلام يقول حضرت أبا بكر بن أبي شيبة فرأيت رجلا يقول في مجلسه ناظر أبو بكر أبا عبد الله في أحاديث سفيان فعرف كلها ثم أقبل محمد عليه فأغرب عليه مئتي حديث فكان أبو بكر بعد ذلك يقول ذاك الفتى البازل والبازل الجمل المسن إلا أنه يريد هاهنا البصير بالعلم الشجاع وسمعت ابراهيم بن محمد بن سلام يقول إن الرتوت من أصحاب الحديث مثل سعيد بن أبي مريم ونعيم بن حماد والحميدي وحجاج بن منهال وإسماعيل بن أبي أويس والعدني والحسن الخلال بمكة ومحمد بن ميمون صاحب ابن عيينة ومحمد بن العلاء والأشخ وإبراهيم بن المنذر الحزامي وإبراهيم بن موسى الفراء كانوا يهابون محمد بن إسماعيل ويقضون له على أنفسهم في المعرفة والنظر وقال محمد حدثني حاتم بن مالك الوراق قال سمعت علماء مكة يقولون محمد بن إسماعيل إمامنا وفقيهنا وفقيه خراسان وقال محمد سمعت أبي رحمه الله يقول كان محمد بن إسماعيل يختلف إلى أبي حفص أحمد بن حفص البخاري وهو صغير فسمعت أباحفص يقول هذا شاب كيس أرجو أن يكون له صيت وذكر وقال محمد سمعت أبا سهل محمودا الشافعي يقول سمعت أكثر من ثلاثين عالما من علماء مصر يقولون حاجتنا من الدنيا النظر في تاريخ محمد بن إسماعيل وقال محمد حدثني صالح بن يونس قال سئل عبد الله بن عبد الرحمن يعني الدارمي عن حديث سالم بن أبي حفصة فقال كتبناه مع محمد ومحمد يقول سالم ضعيف فقيل له ما تقول أنت قال محمد أبصر مني قال وسئل عبد الله بن عبد الرحمن عن حديث محمد بن كعب لا يكذب الكاذب إلا من مهانة نفسه عليه وقيل له محمد يزعم أن هذا صحيح فقال محمد أبصر مني لأن همه النظر في الحديث وأنا مشغول مريض ثم قال محمد أكيس خلق الله إنه عقل عن الله ما أمره به ونهى عنه في كتابه وعلى لسان نبيه إذا قرأ محمدالقران شغل قلبه وبصره وسمعه وتفكر في أمثاله وعرف حلاله وحرامه وقال كتب إلى سليمان بن مجالد إني سألت عبد الله بن عبد الرحمن السمرقندي عن محمد فقال محمد بن إسماعيل أعلمنا وأفقهناوأغوصنا وأكثرنا طلبا وقال سمعت أبا سعيد المؤدب يقول سمعت عبد الله بن عبد الرحمن يقول لم يكن يشبه طلب محمد للحديث طلبنا كان إذا نظر في حديث رجل أنزفه وقال حدثني إسحاق وراق عبد الله بن عبد الرحمن قال سألني عبد الله عن كتاب الأدب من تصنيف محمد بن إسماعيل فقال احمله لأنظر فيه فأخذ الكتاب مني وحبسه ثلاثة أشهر فلما أخذت منه قلت هل رأيت فيه حشوا أو حديثا ضعيفا فقال ابن إسماعيل لا يقرأ على الناس إلا الحديث الصحيح وهل ينكر على محمد وقال سمعت أبا الطيب حاتم بن منصور الكسي يقول محمد بن إسماعيل آية من آيات الله في بصره ونفاذه من العلم قال وسمعت أبا عمرو المستنير بن عتيق يقول سمعت رجاء الحافظ يقول فضل محمد بن إسماعيل على العلماء كفضل الرجال على النساء فقال له رجل يا أبا محمد كل ذلك بمرة فقال هو آية من آيات الله يمشي على ظهر الأرض قال وسمعت محمد بن يوسف يقول سأل أبو عبد الله أبا رجاء االبغلاني يعني قتيبة اخراج أحاديث ابن عيينة فقال منذ كتبتها ما عرضتها على أحد فإن احتسبت ونظرت فيها وعلمت على الخطأ منها فعلت وإلا لم أحدث بها لأني لا آمن أن يكون فيها بعض الخطأ وذلك أن الزحام كان كثيرا وكان الناس يعارضون كتبهم فيصحح بعضهم من بعض وتركت كتابي كما هو فسر البخاري بذلك وقال وفقت ثم أخذ يختلف إليه كل يوم صلاة الغداة فينظر فيه الى وقت خروجه إلى المجلس ويعلم على الخطأ منه فسمعت البخاري رد على أبي رجاء يوما حديثا فقال يا أبا عبد الله هذا مما كتب عني أهل بغداد وعليه علامة يحيى بن معين وأحمد بن حنبل فلا أقدر أغيره فقال له أبو عبد الله إنما كتب أولئك عنك لأنك كنت مجتازا وأنا قد كتبت هذا عن عدة على ما أقول لك كتبته عن يحيى بن بكير وابن أبي مريم وكاتب الليث عن الليث فرجع أبو رجاء وفهم قوله وخضع له قال وسمعت محمد بن يوسف يقول كان زكريا اللؤلؤي والحسن بن شجاع ببلخ يمشيان مع أبي عبد الله إلى المشايخ إجلالا له وإكراما قال وسمعت حاشد بن إسماعيل يقول رأيت إسحاق بن راهويه جالسا على السرير ومحمد بن إسماعيل معه وإسحاق يقول حدثنا عبد الرزاق حتى مر على حديث فأنكر عليه محمد فرجع إلى قول محمدثم رأيت عمرو بن زرارة ومحمد بن رافع عند محمد بن إسماعيل يسألانه عن علل الحديث فلما قاما قالا لمن حضر لا تخدعواعن أبي عبد الله فإنه أفقه منا وأعلم وأبصر قال وسمعت حاشد بن عبد الله يقول كنا عند إسحاق وعمرو بن زرارة ثم وهو يستملي على البخاري وأصحاب الحديث يكتبون عنه وإسحاق يقول هو أبصر مني وكان محمد يومئذ شابا وقال حدثني محمد بن يوسف قال كنا مع أبي عبد الله عند محمد بن بشار فسأله محمد بن بشار عن حديث فأجابه فقال هذا أفقه خلق الله في زماننا وأشار إلى محمد بن إسماعيل قال وسمعت سليم بن مجاهد يقول لو أن وكيعا وابن عيينة وابن المبارك كانوا في الأحياء لاحتاجوا إلى محمد بن إسماعيل قال وسمعت أبا عبد الله يقول قال لي إسماعيل بن أبي أويس انظر في كتبي وما أملكه لك وأنا شاكر لك ما دمت حيا وقال قال لي أبو عمرو الكرماني سمعت عمرو بن علي الصيرفي يقول أبوعبد الله صديقي لير بخراسان مثله فحكيت لمهيار بالبصرة عن قتيبة بن سعيد أنه قال رحل إلن من شرق الأرض وغربها فما رحل إلي مثل محمد بن إسماعيل فقال مهيار صدق أنا ا رأيته مع يحيى بن معين وهما يختلفان جميعا إلىمحمد بن إسماعيل فرأيت يحيى ينقاد له في المعرفة وقال سمعت أبا سعيد الأشج وخرج إلينا في غداة باردة وهو يرتعد من البرد فقال أيكون عندكم مثل ذا البرد فقلت مثل ذا يكون في الخريف والربيع وربما نمسي والنهر جار فنصبح ونحتاج إلى الفأس في نقب الجمد فقال لي من أي خراسان أنت قلت من بخارى فقال له ابنه هو من وطن محمد بن إسماعيل فقال له إذا قدم عليك من يتوسل به فاعرف له حقه فإنه إمام وقال سمعت أحمد بن عبد الله بن ثابت الشاشي سمعت إسماعيل بن أبي أويس يقول ما أخذ عني أحد ما أخذ عني محمد نظر إلى كتبي فرآها دارسة فقال لي أتاذن لي أن أجددها فقلت نعم فاستخرج عامة حديثي بهذه العلة وقال سمعت أبا إسحاق المروزي يقول دخلت على علي بن حجر ساعة ودعه عبد الله بن عبد الرحمن فسمعته يقول قل في أدب عبد الله بن عبد الرحمن ما شئت وقل في علم محمد ما شئت وقال سمعت محمد بن الليث يقول وذكرعنده عبد الله ومحمد فسمع بعض الجماعة يفضل عبد الله على محمد فقال إذا قدمتوه فقدموه في الشعر والعربية ولا تقدموه عليه في العلم وقال سمعت حاشد بن إسماعيل يقول كان عبد الله بن عبد الرحمن يدس إلي أحاديث من أحاديثه المشكلة عليه يسألني أن أعرضها على محمد وكان يشتهي أن لا يعلم محمد فكنت إذا عرضت عليه شيئا يقول من ثم جاءتوعن قتيبة قال لو كان محمد في الصحابة لكان اية وقال محمد بن يوسف الهمذاني كنا عند قتيبة بن سعيد فجاء رجل شعراني يقال له أبو يعقوب فسأله عن محمد بن إسماعيل فنكس رأسه ثم رفعه إلى السماء فقال يا هؤلاء نظرت في الحديث ونظرت في الرأي وجالست الفقهاء والزهاد والعباد ما رأيت منذ عقلت مثل محمد بن إسماغيل وقال حاشد بن إسماعيل سمعت قتيبة يقول مثل محمد بن إسماعيل عند الصحابة في صدقه وورعه كما كان عمر في الصحابة وقال حاشد بن إسماعيل سمعت أحمد بن حنبل يقول لم يجئنا من خراسان مثل محمد بن إسماعيل وروينا عن أبي حاتم الرازي قال محمد بن إسماعيل أعلم من دخل العراق وقال أبو عبد الله الحاكم محمد بن إسماعيل البخاري إمام أهل الحديث سمع ببخارى هارون بن الأشعث ومحمد بن سلام وسمى خلقا من شيوخه ثم قال سمعت أبا الطيب محمد بن أحمد المذكر سمعت أبا بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة يقول ما رأيت تحت أديم السماء أعلم بحديث رسول الله وأحفظ له من محمد بن إسماعيلثم قال الحاكم سمعت محمد بن يعقوب الحافظ يقول سمعت أبي يقول رأيت مسلم بن الحجاج بين يدي البخاري يسأله سؤال الصبي ثم قال سمعت الحسن بن أحمد الشيباني المعدل سمعت أحمد ابن حمدون يقول رأيت محمد بن إسماعيل في جنازة سعيد بن مروان ومحمد بن يحيى الذهلي يسأله عن الأسامي والكنى والعلل ومحمد بن إسماعيل يمر فيه مثل السهم كأنه يقرأ ^ قل هو الله أحد ^ أخبرنا محمد بن خالد المطوعي ببخارى حدثنا مسبح بن سعيد البخاري سمعت عبد الله بن عبد الرحمن السمرقندي يقول قد رأيت العلماء بالحجاز والعراقين فما رأيت فيهم أجمع من محمد بن إسماعيل رقال محمد بن حمدون بن رستم سمعت مسلم بن الحجاج وجاء إلى البخاري فقال دعني أقبل رجليك يا أستاذ الأستاذين وسيد المحدثين وطبيب الحديث في علله وقال أبو عيسى الترمذي لم أر بالعراق ولا بخراسان في معنى العلل والتاريخ ومعرفة الأسانيد أعلم من محمد بن إسماعيلوقال أبوعيسى الترمذي كان محمد بن إسماعيل عند عبد الله بن منير فلما قام من عنده قال له يا أبا عبد الله جعلك الله زين هذه الأمة قال الترمذي استجيب له فيه قلت ابن منير من كبار الزهاد قال قيل إن البخاري لما قدم من العراق قدمته الأخرة وتلقاه الناس وازدحموا عليه وبالغوا في بره قيل له في ذلك فقال كيف لو رأيتم يوم دخولنا البصرة وقال أبو علي صالح بن محمد جزرة كان محمد بن إسماعيل يجلس ببغداد وكنت أستملي له ويجتمع في مجلسه أكثر من عشرين ألفا وقال عبد المؤمن بن خلف النسفي سألت أبا علي صالح بن محمد عن الدارمي ومحمد بن إسماعيل وأبو زرعة وقال إسحاق بن زبرك سمعت محمد بن إدريس الرازي يقول في سنة سبع وأربعين ومئتين يقدم عليكم رجل من خراسان لم يخرج منها أحفظ منه ولا قدم العراق أعلم منه فقدم علينا البخاريوقال أبو سعيد حاتم بن محمد قال موسى بن هارون الحافظ لو أن أهل الإسلام اجتمعوا على أن ينصبوا آخر مثل محمد بن إسماعيل ما قدروا عليه وقال أبو العباس محمد بن عبد الرحمن الفقيه الدغولي كتب أهل بغداد إلى البخاري * المسلمون بخير ما بقيت لهم * وليس بعدك خير حين تفتقذ * وقال أبو بكر الخطيب سئل أبو زرعة عن ابن لهيعة فقال تركه أبوعبد الله محمد بن إسماعيل وسئل عن محمد بن حميد فقال تركه أبو عبد الله فذكر ذلك لأبي عبد الله فقال بره لنا قديم قال الخطيب وسئل العباس بن الفضل الرازي الصائغ أنهما أفضل أبو زرعة أو محمد بن إسماعيل فقال التقيت مع محمد بن إسماعيل بين حلوان وبغداد فرجعت معه مرحلة وجهدت أن أجيء بحديث لا يعرفه فما أمكنني وأنا أغرب على أبي زرعة عدد شعره وقال أحمد بن سيار في تاريخه محمد بن إسماعيل الجعفي طلب العلم وجالس الناس ورحل في الحديث ومهر فيه وأبصروكان حسن المعرفة والحفظ وكان يتفقه قال عبد الرحمن بن أبي حاتم رأيت أبي يطنب في مدح أجمد بن سيار ويذكره بالعلم والفقه وذكرعمربن حفص الأشقر قال لما قدم رجاء بن مرجى بخارى يريد الخروج إلى الشاش نزل الرباط وسار إليه مشايخنا وسرت فيمن سار إليه فسالني عن أبي عبد الله محمد بن إسماعيل فأخبرته بسلامته وقلت لعله يجيئك الساعة فأملى علينا وانقضى المجلس ولم يجىء فلما كان اليوم الثاني لم يجئه فلما كمان اليوم الثالث قال رجاء إن أبا عبد الله لم يرنا أهلا للزيارة فمروا بنا إليه نقض حقه فإني على الخروج وكان كالمترغم عليه فجئنا بجماعتنا إليه فقال رجاء يا أبا عبد الله كنت بالأشواق إليك وأشتهي أن تذكر شيئا من الحديث فإني على الخروج قال ما شئت فألقى عليه رجاء شيئا من حديث أيوب وأبوعبد الله يجيب إلى أن سكت رجاء عن الإلقاء فقال لأبي عبد الله ترى بقي شيء لم نذكره فأخذ محمد يلقي ويقول رجاء من روى هذا وأبو عبد الله يجيء بإسناده إلى أن ألقى قريبا من بضعة عشر حديثا وتغير رجاء تغيرا شديدا وحانت من أبي عبد الله نظرة إلى وجهه فعرف التغير فيه فقطع الحديث فلما خرج رجاء قال محمد أردت أن أبلغ به ضعف ما ألقيته إلا أني خشيت أن يدخله شيء فأمسكت وقال خلف بن محمد سمعت أبا عمرو أحمد بن نصر الخفاف يقول محمد بن إسماعيل أعلم بالحديث من إسحاق بن راهويه وأحمد بنحنبل وغيرهما بعشرين درجة ومن قال فيه شيئا فمني عليه ألف لعنة ثم قال حدثنا محمد بن إسماعيل التقي النقي العالم الذي لم أر مثله وروي عن الحسين بن محمد المعروف بعبيد العجل قال ما رأيت مثل محمد بن إسماعيل ولم يكن مسلم بن الحجاج يبلغ محمد بن إسماعيل ورأيت أبا زرعة وأبا حاتم يستمعان إلى محمد أي شيء يقول يجلسون إلى جنبه فذكر لعبيد العجل قصة محمد بن يحيى فقال ما له ولمحمد بن إسماعيل كان محمد بن إسماعيل أمة من الأمم وكان أعلم من محمد بن يحيى بكذا وكذا وكان دينا فاضلا يحسن كل شيء وقال أبو حامد أحمد بن حمدون القصار سمعت مسلم بن الحجاج وجاء إلى البخاري فقيل بين عينيه وقال دعني أقبل رجليك ثم قال حدثك محمد بن سلام حدثنا مخلد بن يزيد الحراني أخبرنا ابن جريج عن موسى بن عقبة عن سهيل عن ابيه عن أبي هريرة عن النبي في كفارة المجلس فما علته قال محمد بنإسماعيل هذا حديث مليح ولا أعلم بهذا الإسناد في الدنيا حديثا غير هذا الحديث الواحد في هذا الباب إلا أنه معلول حدثنا به موسى بن إسماعيل حدثنا وهيب حدثنا سهيل عن عون بن عبد الله قوله قال محمد وهذا أولى فإنه لا يذكر لموسى بن عقبة سماع من سهيل فقال له مسلم لا يبغضك إلا حاسد وأشهد أنه ليس في الدنيا مثلك وقال محمد بن يعقوب بن الأخرم سمعت أصحابنا يقولون لما قدم البخاري نيسابور استقبله أربعة آلاف رجل ركبانا على الخيل سوى من ركب بغلا أو حمارا وسوى الرجالة وقال عبد الله بن حماد الآملي وددت أني شعرة في صدر محمد بن إسماعيل وقال محمد بن أبي حاتم سمعت حاشد بن إسماعيل وآخر يقولان كان أهل المعرفة بالبصرة يعدون خلف البخاري في طلب الحديث وهو شاب حتى يغلبوه على نفسه ويجلسوه في بعض الطريق فيجتمع عليه ألوف أكثرهم ممن يكتب عنه قالا وكان أبو عبد الله عند ذلك شابا لم يخرج وجههأخبرنى الحسن بن علي أخبرنا عبد الله بن عمر أخبرنا عبد الأول ابن عيسى أخبرنا عبد الله بن محمد الأنصاري أخبرنا أحمد بن محمد بن إسماعيل المهدوي سمعت خالد بن عبد الله المروزي سمعت أبا سهل محمد بن أحمد المروزي سمعت أبا زيد المروزي الفقيه يقول كنت نائما بين الركن والمقام فرأيت النبي فقال لي يا أبا زيد إلى متى تدرس كتاب الشافعي ولا تدرس كتابي فقلت يا رسول الله وما كتابك قال جامع محمد بن إسماعيل وجدت فائدة منقولة عن أبي الخطاب بن دحية أن الرملي الكذابة قال البخاري مجهول لم يرو عنه سوى الفربري قال أبو الخطاب والله كذب في هذا وفجر والتقم الحجر بل البخاري مشهور بالعلم وحمله مجمع على حفظه ونبله جاب البلاد وطلب الرواية والإسناد روى عنه جماعة من العلماء إلى أن قال وأما كتابه فقد عرضه على حافظ زمانه أبي زرعة فقال كتابك كله صحيح إلا ثلاثة أحاديث ذكر عبادته وفضله وورعه وصلاحه قال الحاكم حدثنا محمد بن خالد المطوعي حدثنا مسبح بن سعيدقال كان محمد بن إسماعيل يختم في رمضان في النهار كل يوم ختمة ويقوم بعد التروايح كل ثلاث ليال بختمة وقال بكر بن منير سمعت أبا عبد الله البخاري يقول أرجو أن ألقى الله ولا يحاسبني أني اغتبت أحدا قلت صدق رحمه الله ومن نظر فى كلامه في الجرح والتعديل علم ورعه في الكلام في الناس وإنصافه فيمن يضعفه فإنه أكثر ما يقول منكر الحديث سكتوا عنه فيه نظر ونحو هذا وقل أن يقول فلانكذاب أو كان يضع الحديث حتى إنه قال إذا قلت فلان في حديثه نظر فهو متهم واه وهذا معنى قوله لا يحاسبني الله أني اغتبت أحدا وهذا هو والله غاية الورع قال محمد بن أبي حاتم الوراق سمعته يعني البخاري يقول لا يكون لي خصم في الآخرة فقلت إن بعض الناس ينقمون عليك في كتاب التاريخ ويقولون فيه اغتياب الناس فقال إنما روينا ذلك رواية لم نقله من عند أنفسنا قال النبي صلى الله عليه وسلم ^ بئس مولى العشيرة ^ يعني حديث عائشة وسمعته يقول ما اغتبت أحدا قط منذ علمت أن الغيبة تضر أهلها قال وكان أبو عبد الله يصلي في وقت السحر ثلاث عشرة ركعة وكان لا يوقظني في كل ما يقوم فقلت أراك تحمل على نفسك ولم توقظني قال أنت شاب ولا أحب أن أفسد عليك نومك وقال غنجار حدثنا أبو عمرو أحمد بن المقرىء سمعت بكر بن منير قال كان محمد بن إسماعيل يصلي ذات ليلة فلسعه الزنبور سبع عشرة مرة فلما قضى الصلاة قال انظروا أيش آذانيوقال محمد بن أبي حاتم دعي محمد بن إسماعيل إلى بستان بعض أصحابه فلما صلى بالقوم الظهر قام يتطوع فلما فرغ من صلاته رفع ذيل قميصه فقال لبعض من معه انظر هل ترى تحت قميصي شيئا فإذا زنبور قد أبره في ستة عشر أو سبعة عشر موضعا وقد تورم من ذلك جسده فقال له بعض القوم كيف لم تخرج من الصلاة أول ما أبرك قال كنت في سورة فأحببت أن أتمها وقال سمعت عبد الله بن سعيد بن جعفر يقول سمعت العلماء بالبصرة يقولون ما في الدنيا مثل محمد بن إسماعيل في المعرفة والصلاح وقال أبو جعفر محمد بن يوسف الوراق حدثنا عبد الله بن حماد الآملي قالى وددت أني شعرة في صدر محمد بن إسماعيل وقال أبو عمرو أحمد بن نصر الخفاف حدثنا محمد بن إسماعيل التقي النقي العالم الذي لم أر مثله أعدت هذا للتبويب وقال الحاكم حدثنا محمد بن حامد البزاز سمعث الحسن بن محمد بن جابر سمعت محمد بن يحيى الذهلي لما ورد البخاري نيسابور يقول اذهبوا الى هذا الرجل الصالح فاسمعوا منهوقال ابن عدي سمعت عبد القدوس بن عبد الجبار السمرقندي يقول جاء محمد إلى أقربائه بخرتنك أفسمعته يدعو ليلة إذ فرغ من ورده اللهم إنه قد ضاقت علي الأرض بما رحبت فاقبضني إليك فما تم الشهر حتى مات وقد ذكرنا أنه لما ألف الصحيح كان يصلي ركعتين عند كل ترجمة وروى الخطيب بإسناده عن الفربري قال رأيت النبي في النوم فقال لي أين تريد فقلت أريد محمد بن إسماعيل البخاري فقال اقرأه مني السلام وقال محمد بن أبي حاتم ركبنا يوما إلى الرمي ونحن بفربر فخرجنا إلى الدرب الذي يؤذي إلى الفرضة فجعلنا نرمي وأصاب سهم أبي عبد الله وتد القنطرة الذي على نهر ورادة فانشق الوتد فلما رآه أبو عبد الله نزل عن دابته فأخرج السهم من الوتد وترك الرمي وقال لنا ارجعوا ورجعنا معه إلى المنزل فقال لي يا أبا جعفر لي إليك حاجة تقضيها تلد أمرك طاعة قال حاجة مهمة وهو يتنفس الصعداء فقال لمن معنا إذهبوا مع أبي جعفر حتى تعينوه على ما سألته فقلت أئة حاجة هي قال لي تضمن قضاءها قلت نعم على الرأس والعين قال ينبغي أن تصير إلى صاحب القنطرة فتقول له إنا قد أخللنا بالوتد فنحب أن تأذن لنا في إقامة بدله أو تأخذ ثمنهوتجعلنا في حل مما كان منا وكان صاحب القنطرة حميد بن الأخضر الفربري فقال لى أبلغ أبا عبد الله السلام وقل له أنت في حل مما كان منك وقال جميع ملكي لك الفداء وإن قلت نفسي أكون قد كذبت غير أني لم أكن أحب أن تحتشمني في وتد أو في ملكي فابلغته رسالته فتهلل وجهه واستنار وأظهر سرورا وقرأ في ذلك اليوم على الغرباء نحوا من خمس مئة حديث وتصدق بثلاث مئة درهم قال وسمعته يقول لأبي معشر الضرير اجعلني في حل يا أبا معشر فقال من أي شيء قال رويت يوما حديثا فنظرت إليك وقد أعجبت به وأنت تحرك رأسك ويدك فتبسمت من ذلك قال أنت في حل رحمك الله يا أبا عبد الله قال ورأيته استلقى على قفاه يوما ونحن بفربر في تصنيفه كتاب التفسير وأتعب نفسه ذلك اليوم في كثرة إخراج الحديث فقلت له إلي أراك تقول إني ما أثبت شيئا بغير علم قط منذ عقلت فما الفائدة في الاستلقاء قال أتعبنا أنفسنا اليوم وهذا ثغر من الثغور خشيت أن يحدث حدث من أمر العد فأحببت أن استريح وآخذ أهبة فإن غافصنا العدو كان بنا حراك قال وكان يركب إلى الرمي كثيرا فما أعلمني رأيته في طول ما صحبته أخطأ سهمه الهدف إلا مرتين فكان يصيب الهدف في كل ذلك وكان لا يسبققال وسمعته يقول ما أكلت كراثا قط ولا القنابرى قلت لم ذاك قال كرهت أن أوذي من معي من نتنهما قلت وكذلك البصل النيء قال نعم قال وحدثني محمد بن العباس الفربري قال كنت جالسا مع أبي عبد الله البخاري بفربر في المسجد فدفعت من لحيته قذاة مثل الذرة أذكرها فأردت أن ألقيها في المسجد فقال ألقها خارجا من المسجد قال وأملى يوما علي حديثا كثيرا فخاف ملالي فقال طب نفسا فان أهل الملاهي في ملاهيهم وأهل الصناعات في صناعاتهم والتجار في تجاراتهم وأنت مع النبي تكيز وأصحابه فقلت ليس شيء من هذا يرحمك الله إلا وأنا أرى الحظ لنفسي فيه قال وسمعته يقول ما أردت أن أتكلم بكلام فيه ذكر الدنيا إلا بدأت بحمد الله والثناء عليه وقال له بعض أصحابه يقولون إنك تناولت فلانا قال سبحان الله ما ذكرت أحدا بسوء إلا أن أقول ساهيا وما يخرج اسم فلان من صحيفتي يوم القيامة قال وضيفه بعض أصحابه في بستان له وضيفنا معه فلما جلسنا أعجب صاحب البستان بستانه وذلك أنه كان عمل مجالس فيه وأجرىالماء في أنهاره فقال له يا أبا عبد الله كيف ترى فقال هذه الحياة الدنيا قال وكان لأبي عبد الله غريم قطع عليه مالا كثيرا فبلغه انه قدم آمل ونحن عنده بفربر فقلنا له ينبغي أن تعبر وتأخذه بمالك فقال ليس لنا أن نروعه ثم بلغ غريمه مكانه بفربر فخرج الى خوارزم فقلنا ينبغي أن تقول لأبي سلمة الكشاني عامل آمل ليكتب إلى خوارزم في أخذه واستخراج حقك منه فقال إن أخذت منهم كتابا طمعوا مني في كتاب ولست أبيع ديني بدنياي فجهدنا فلم يأخذ حتى كلمنا السلطان عن غير أمره فكتب إلى والي خوارزم فلما أبلغ أبا عبد الله ذلك وجد وجدا شديدا وقال لا تكونوا أشفق علي من نفسي وكتب كتابا وأردف تلك الكتب بكتب وكتب إلى بعض أصحابه بخوارزم أن لا يتعرض لغريمه الا بخير فرجع غريمه إلى آمل وقصد إلى ناحية مرو فاجتمع التجار وأخبر السلطان بأن أبا عبد الله خرج من طلب غريم له فأراد السلطان التشديد على غريمه وكره ذلك أبو عبد الله وصالح غريمه على أن يعطيه كل سنة عشرة دراهم شيئا يسيرا وكان المال خمسة وعشرين ألفا ولم يصل من ذلك المال إلى درهم ولا إلى أكثر منه قال وسمعت أبا عبد الله يقول ما تعليت شراء شيء ولا بيعه قط فقلت له كيف وقد أحل الله البيع قال لما فيه من الزيادة والنقصان والتخليط فخشيت إن توليت أن أستوي بغيري قلت فمن كان يتولى أمرك في أسفارك ومبايعتك قال كنت أكفى ذلكقال وسمعت محمد بن خداش يقول سمعت أحمد بن حفص يقول دخلت على أبي الحسن يعني إسماعيل والد أبي عبد الله عند موته فقال لا أعلم من مالي درهما من حرام ولا درهما من شبهة قال أحمد فتصاغرت إلي نفسي عند ذلك ثم قال أبو عبد الله أصدق ما يكون الرجل عند الموت قال وكان أبو عبد الله اكترى منزلا فلبث فيه طويلا فسمعته يقول لم أمسح ذكري بالحائط ولا بالأرض في ذلك المنزل فقيل له لم قال لأن المنزل لغيري قال وقال لي أبو عبد الله يوما بفربر بلغني أن نخاسا قدم بجواري فتصير معي قلت نعم فصرنا إليه فأخرج جواري حسانا صباحا ثم خرج من خلالهن جارية خزرية دميمة عليها شحم فنظر إليها فمس ذقنها فقال اشتر هذه لنا منه فقلت هذه دميمة قبيحة لا تصلح واللالي نظرنا إليهن يمكن شراءهن بثمن هذه فقال اشتر هذه فإني قد مسست ذقنها ولا احب أن أمس جارية ثم لا أشتريها فاشتراها بغلاء خمس مئة درهم على ما قال أهل المعرفة ثم لم تزل عنده حتى أخرجها معه الى نيسابور وقال غنجار أنبأنا أبو عمرو أحمد بن محمد المقرىء سمعت بكر ابن منير وقد ذكر معناها محمد بن أبي حاتم واللفظ لبكر قال كان حمل إلى البخاري بضاعة أنفذها إليه ابنه أحمد فاجتمع بعض التجار إليه فطلبوها بربح خمسة آلاف درهم فقال انصرفوا الليلة فجاءه من الغد تجار آخرون فطلبوا منه البضاعة بربح عشرة آلاف فقال إنينويت بيعها للذين أتوا البارحة وقال غنجار حدثنا إبراهيم بن حمد الملاحمي سمعت محمد بن صابر بن كاتب سمعت عمر بن حفص الأشقر قال كنا مع البخاري بالبصرة نكتب ففقدناه أياما ثم وجدناه في بيت وهو عريان وقد نفد ما عنده فجمعنا له الدراهم راهبم وكسوناه وقال محمد بن أبي حاتم سمعت أبا عبد الله يقول ما ينبغي للمسلم أن يكون بحالة إذا دعا لم يستجب له فقالت له امرأة أخيه بحصرتي فهل تبينت ذلك أيها الشيخ من نفسك أو جربت قال نعم دعوت ربي عز وجل مرتين فاستجاب لي فلن أحب أن أدعو بعد ذلك فلعله ينقص من حسناتي أويعجل لي في الدنيا ثم قال ما حاجة المسلم إلى الكذب والبخل وقال محمد بن أبي حاتم سمعت البخاري يقول خرجت إلى آدم ابن أبي إياس فتخلفت عني نفقتي حتى جعلت أتناول الحشيش ولا أخبر بذلك أحدا فلما كان اليوم الثالث أتاني آت لم أعرفه فناولنى صرة دنانير وقال أنفق على نفسك وقال محمد بن أبي حاتم سمعت الحسين بن محمد السمرقندي يقول كان محمد بن إسماعيل مخصوصا بثلاث خصال مع ما كان فيه من الخصال المحمودة كان قليل الكلام وكان لا يطمع فيما عند الناسوكان لا يشتغل بأمور الناس كل شغله كان في العلم وقال سمعت سليم بن مجاهد يقول ما بقي أحد يعلم الناس الحديث حسبة غير محمد بن إسماعيل ورأيت سليم بن مجاهد يسأل أبا عبد الله أن يحدثه كل يوم بثلاثة أحاديث ويبين له معانيها وتفاسيرها وعللها فأجابه إلى ذلك قدر مقامه وكان أقام في تلك الدفعة جمعة وسمعت سليما يقول ما رأيت بعيني منذ ستين سنة أفقه ولا أورع ولا أزهد في الدنيا من محمد بن إسماعيل قال عبد المجيد بن إبراهيم ما رأيت مثل محمد بن إسماعيل كان يسوي بين القوي والضعيف ذكر كرمه وسماحته وصفته وغير ذلك قال محمد بن أبي حاتم كانت له قطعة أرض يكريها كل سنة بسبع مئة درهم فكان ذلك المكتري ربما حمل منها إلى أبي عبد الله قثاة أو قثاتين لأن أبا عبد الله كان معجبا بالقثاء النضيج وكان يؤثره على البطيخ أحيانا فكان يهب للرجل مئة درهم كل سنة لحمله القثاء إليه أحيانا قال وسمعته يقول كنت أستغل كل شهر خمس مئة درهم فأنفقت كل ذلك في طلب العلم فقلت كم بين من ينفق على هذا الوجه وبين من كان خلوا من المال فجمع وكسب بالعلم حتى اجتمع له فقال أبو عبد الله ^ ما عند الله خير وأبقى ^ الشورى 36قال وكنا نفربر وكان أبو عبد اللة يبني رباطا مما يلي بخارى فاجتمع بشر كثير يعينونه على ذلك وكان ينقل اللبن فكنت أقول له إنك تكفى يا أبا عبد الله فيقول هذا الذي ينفعنا ثم أخذ ينقل الزنبرات معه وكان ذبح لهم بقرة فلما أدركت القدور دعا الناس إلى الطعام وكان بها مئة نفس أو أكثر ولم يكن علم أنه يجتمع ما اجتمع وكنا أخرجنا معه من فربر خبزا بثلاثة دراهم أو أقل فألقينا بين أيديهم فأكل جميع من حضر وفضلت أرغفة صالحة وكان الخبز إذ ذاك خمسة أمناء بدرهم قال وكان أبو عبد الله ربما يأتي عليه النهار فلا يأكل فيه رقاقة إنما كان يأكل أحيانا لوزتين أو ثلاثا وكان يجتنب توابل القدور مثل الحمص وغيره فقال لي يوما شبه المتفرج بصاحبه يا أبا جعفر نحتاج في السنة إلى شيء كثير قلت له قدركم قال أحتاج في السنة إلى أربعة آلاف درهم أو خمسة آلاف درهم قال وكان يتصدق بالكثير يأخذ بيده صاحب الحاجة من أهل الحديث فيناوله ما بين العشرين إلى الثلاثين وأقل وأكثر من غيرأن يشعر بذلك أحد وكان لا يفارقه كيسه ورأيته ناول رجلا مرارا ضرة فيها ثلاث مئة درهم وذلك أن الرجل أخبرني بعدد ما كان فيها من بعد فأراد أن يدعو فقال له أبو عبد الله ارفق واشتغل بحديث آخر كيلا يعلم بذلك أحد قال وكنت اشتريت منزلا بتسع مئة وعشرين درهما فقال ليإليك حاجة تقضيها قلت نعم ونعمى عين قال ينبغي أن تصير إلى نوح بن أبي شداد الصيرفي وتأخذ منه ألف درهم وتحمله إلى ففعلت فقال لي خذه إليك فاصرفه في ثمن المنزل فقلت قد قبلته منك وشكرته وأقبلنا على الكتابة وكنا في تصنيف الجامع فلما كان بعد ساعة قلت عرضت لي حاجة لا أجترىء رفعها إليك فظن أني طمعت في الزيادة فقال لا تحتشمني وأخبرني بما تحتاج فإني أخاف أن أكون مأخوذا بسببك قلت له كيف قال لأن النبي صلى الله عليه وسلم آخى بين أصحابه فذكر حديث سعد وعبد الرحمن فقلت له قد جعلتك في حل من جميع ما تقول ووهبت لك المال الذي عرضته علي عنيت المناصفة وذلك أنه قال لي جوار وامرأة وأنت عزب فالذي يجب علي أن أناصفك لنستوي في المال وغيره وأربح عليك في ذلك فقلت له قد فعلت رحمك الله أكثر من ذلك إذ أنزلتني من نفسك ما لم تنزل أحدا وحللت منك محل الولد ثم حفظ علي حديثي الأول وقال 2 ما حاجتك قلت تقضيها قال نعم وأسر بذلك قلت هذه الألف تأمر بقبوله واصرفه في بعض ما تحتاج إليه فقبله وذلك أنه ضمن لي قضاء حاجتي ثم جلسنا بعد ذلك بيومين لتصنيف الجامع وكتبنا منه ذلك اليوم شيئا كثيرا إلى الظهر ثم صلينا الظهر وأقبلنا على الكتابة من غير أن نكون أكلنا شيئا فرآني لما كان قرب العصر شبه القلق المستوحش فتوهم في ملالا وإنما كان بي الحصر غير أني لم أكن أقدر على القيام وكنت أتلوى اهتماما بالحصر فدخل أبو عبد الله المنزل وأخرج إلى كاغدة فيها ثلاث مائة درهم وقال أما إذ لم تقبل ثمن المنزل فينبغي أن تصرف هذا في بعض حوائجك فجهدني فلم أقبل ثم كان بعد أيام كتبنا إلى الظهر أيضا فناولنيعشرين درهما فقال ينبغي أن تصرف هذه في شراء الخضر ونحو ذلك فاشتريت بها ما كنت أعلم أنه يلائمه وبعثت به إليه وأتيت فقال لي بيض الله وجهك ليس فيك حيلة فلا ينبغي لنا أن نعني أنفسنا فقلت له إنك قد جمعت خير الدنيا والآخرة فأي رجل يبر خادمه بمثل ما تبرني إن كنت لا أعرف هذا فلست أعرف أكثر منه سمعت عبد الله بن محمد الصارفي يقول كنت عند أبي عبد الله فى منزله فجاءته جارية وأرادت دخول المنزل فعثرت على محبرة بين يديه فقال لها كيف تمشين قالت إذا لم يكن طريق كيف أمشي فبسط يديه وقال لها اذهبي فقد أعتقتك قال فقيل له فيما بعد يا أبا عبد الله أغضبتك الجارية قال إن كانت أغضبتني فإني أرضيت نفسي بما فعلت وقال عبد الله بن عدي الحافظ سمعت الحسن بن الحسين البزاز يقول رأيت محمد بن إسماعيل شيخا نحيف الجسم ليس بالطويل ولا بالقصير وقال غنجار حدثنا أحمد بن محمد بن حسين التميمي حدثنا أبو يعلى التميمي سمعت جبريل بن ميكائيل بمصر يقول سمعت البخاري يقول لما بلغت خراسان أصبت ببعض بصري فعلمني رجل أن أحلق رأسي وأغلفه بالخطمي ففعلت فرد الله علي بصريوقال محمد الوراق دخل أبو عبد الله بفربر الحمام وكنت أنا في مشلح الحمام أتعاهد عليه ثيابه فلما خرج ناولته ثيابه فلبسها ثم ناولته الخف فقال مسست شيئا فيه شعر النبي صلى الله عليه وسلم فقلت في أي موضع هو من الخف فلم يخبرني فتوهمت أنه في ساقه بين الظهارة والبطانة ذكر قصته مع محمد بن يحيى الذهلي رحمهما الله قال الحاكم أبو عبد الله سمعت محمد بن حامد البزاز قال سمعت الحسن بن محمد بن جابر يقول سمعت محمد بن يحيى قال لنا لما ورد محمد بن إسماعيل البخاري نيسابور اذهبوا إلى هذا الرجل الصالح فاسمعوا منه فذهب الناس إليه وأقبلوا على السماع منه حتى ظهر الخلل في مجلس محمد بن يحيى فحسده بعد ذلك وتكلم فيه وقال أبو أحمد بن عدي ذكر لي جماعة من المشايخ أن محمد بن إسماعيل لما ورد نيسابور اجتمع الناس عليه حسده بعض من كان في ذلك الوقت من مشايخ نيسابور لما رأوا إقبال الناس إليه واجتماعهم عليه فقال لأصحاب الحديث إن محمد بن إسماعيل يقول اللفظ بالقران مخلوق فامتحنوه في المجلس فلما حضر الناس مجلس البخاري قام إليه رجل فقال يا أبا عبد الله ما تقول في اللفظ بالقران مخلوق هو أم غير مخلوق نجا فأعرض عنه البخاري ولم يجبه فقال الرجل يا أبا عبد الله فأعاد عليه القول فأعرض عنه ثم قال في الثالثة فالتفت إليه البخاري وقالالقرآن كلام الله غير مخلوق وأفعال العباد مخلوقة والامتحان بدعة فشغب الرجل وشغب الناس وتفرقوا عنه وقعد البخاري في منزله أنبأنا المسلم بن محمد القيسي وغيره قالوا أخبرنا زيد بن الحسن أخبرنا عبد الرحمن بن محمد أخبرنا أحمد بن علي الخطيب أخبرنا أحمد بن محمد بن غالب أبو بكر البرقاني أخبرنا أبو بكر الإسماعيلي أخبرنا عبد الله بن محمد بن سيار حدثني محمد بن مسلم خشنام قال سئل محمد بن إسماعيل بنيسابور عن اللفظ فقال حدثني عبيد الله بن سعيد يعني أبا قدامة عن يحيى بن سعيد هو القطان قال أعمال العباد كلها مخلوقة فمرقوا عليه وقالوا له بعد ذلك ترجع عن هذا القول حتى نعود إليك قال لا أفعل إلا أن تجيئوا بحجة فيما تقولون أقوى من حجتي وأعجبني من محمد بن إسماعيل ثباته وقال الحاكم حدثنا أبو بكر محمد بن أبي الهيثم المطوعي ببخارى حدثنا محمد بن يوسف الفربري سمعت محمد بن إسماعيل يقول أما أفعال العباد فمخلوقة فقد حدثنا علي بن عبد الله حدثنا مروان بن معاوية حدثنا أبو مالك عن ربعي عن حذيفة قال قال النبي صلى الله عليه وسلم إن الله يصنع كل صانع وصنعته وبه قال وسمعت عبيد الله بن سعيد يقول سمعت يحيى بن سعيديقول ما زلت أسمع أصحابنا يقولون إن أفعال العباد مخلوقة قال البخاري حركاتهم وأصواتهم واكتسابهم وكتابتهم مخلوقة فأما القرآن المتلو المبين المثبت في المصاحف المسطور المكتوب الموعى في القلوب فهو كلام الله ليس بمخلوق قال الله تعالى ^ بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم ^ ( العنكبوت 49 ) وقال أبو حامد الأعمشي رأيت محمد بن إسماعيل في جنازة أبي عثمان سعيد بن مروان ومحمد بن يحيى يسأله عن الأسامي والكنى وعلل الحديث ويمر فيه محمد بن اسماعيل مثل السهم فما أتى على هذا شهر حتى قال محمد بن يحيى ألا من يختلف إلى مجلسه فلا يختلف إلينا فإنهم كتبوا إلينا من بغداد أنه تكلم في اللفظ ونهيناه فلم ينته فلا تقربوه ومن يقربه فلا يقربنا فأقام محمد بن إسماعيل ها هنا مدة ثم خرج إلى بخارى وقال أبو حامد بن الشرقي سمعت محمد بن يحيى الذهلي يقولالقرآن كلام الله غير مخلوق من جميع جهاته وحيث تصرف فمن لزم هذا استغنى عن اللفظ وعما سواه من الكلام في القرآن ومن زعم أن القرآن مخلوق فقد كفر وخرج عن الإيمان وبانت منه امرأته يستتاب فإن تاب وإلا ضربت عنقه وجعل ماله فيئا بين المسلمين ولم يدفن في مقابرهم ومن وقف فقال لا أقول مخلوق ولا غير مخلوق فقد ضاهى الكفر ومن زعم أن لفظي بالقرآن مخلوق فهذا مبتدع لا يجالس ولا يكلم ومن ذهب بعد هذا إلى محمد بن إسماعيل البخاري فاتهموه فإنه لا يحضر مجلسه إلا من كان على مثل مذهبه وقال الحاكم أخبرنا محمد بن أبي الهيثم ببخارى أخبرنا الفربري حدثنا البخاري قال نظرت في كلام اليهود والنصارى والمجوس فما رأيت أحدا أضل في كفرهم من الجهمية وإني لأستجهل من لا يكفرهم وقال غنجار حدثنا محمد بن أحمد بن حاضر العبسي حدثنا الفربري سمعت البخاري يقول القرآن كلام الله غير مخلوق ومن قال مخلوق فهو كافر وقال الحاكم حدثنا طاهر بن محمد الوراق سمعت محمد بن شاذل يقول لما وقع بين محمد بن يحيى والبخاري دخلت على البخاري فقلت يا أبا عبد الله أيش الحيلة لنا فيما بينك وبين محمد بنيحيى كل من يختلف إليك يطرد فقال كم يعتري محمد بن يحيى الحسد في العلم والعلم رزق الله يعطيه من يشاء فقلت هذه المسألة التي تحكى عنك قال يا بني هذه مسألة مشؤومة رأيت أحمد بن حنبل وما ناله في هذه المسألة وجعلت على نفسي أن لا أتكلم فيها قلت المسألة هي أن اللفظ مخلوق سئل عنها البخاري فوقف فيها فلما وقف واحتج بأن أفعالنا مخلوقة واستدل لذلك فهم منه الذهلي أنه يوجه مسألة اللفظ فتكلم فيه وأخذه بلازم قوله هو وغيره وقد قال البخاري في الحكاية التي رواها غنجار في تاريخه حدثنا خلف بن محمد بن إسماعيل سمعت أبا عمرو أحمد بن نصر النيسابوري الخفاف ببخارى يقول كنا يوما عند أبي إسحاق القيسي ومعنا محمد بن نصر المروزي فجرى ذكر محمد بن إسماعيل البخاري فقال محمد بن نصر سمعته يقول من زعم أني قلت لفظي بالقرآن مخلوق فهو كذاب فإني لم أقله فقلت له يا أبا عبد الله قد خاض الناس في هذا وأكثروا فيه فقال ليس إلا ما أقول قال أبو عمرو الخفاف فأتيت البخاري فناظرته في شي من الأحاديث حتى طابت نفسه فقلت يا أبا عبد الله ها هنا أحد يحكي عنك أنك قلت هذه المقالة فقال يا أبا عمرو احفظ ما أقول لك من زعم من أهلنيسابور وقومس والري وهمذان وحلوان وبغداد والكوفة والبصرة ومكة والمدينة أني قلت لفظي بالقرآن مخلوق فهو كذاب فإني لم أقله إلا أني قلت أفعال العباد مخلوقة وقال أبو سعيد حاتم بن أحمد الكندي سمعت مسلم بن الحجاج يقول لما قدم محمد بن إسماعيل نيسابور ما رأيت واليا ولا عالما فعل به أهل نيسابور ما فعلوا به استقبلوه مرحلتين وثلاثة فقال محمد بن يحيى في مجلسه من أراد أن يستقبل محمد بن إسماعيل غدا فليستقبله فاستقبله محمد بن يحيى وعامة العلماء فنزل دار البخاريين فقال لنا محمد بن يحيى لا تسألوه عن شي من الكلام فإنه إن أجاب بخلاف ما نحن فيه وقع بيننا وبينه ثم شمت بنا كل حروري وكل رافضي وكل جهمي وكل مرجىء بخراسان قال فازدحم الناس على محمد ابن إسماعيل حتى امتلأ السطح والدار فلما كان اليوم الثاني أو الثالث قام إليه رجل فسأله عن اللفظ بالقرآن فقال أفعالنا مخلوقة وألفاظنا من أفعالنا فوقع بينهم اختلاف فقال بعض الناس قال لفظي بالقرآن مخلوق وقال بعضهم لم يقل حتى تواثبوا فاجتمع أهل الدار وأخرجوهموقال الحاكم أخبرنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب بن الأخرم سمعت ابن علي المخلدي سمعت محمد بن يحيى يقول قد أظهر هذا البخاري قول اللفظية واللفظية عندي شر من الجهمية وقال سمعت محمد بن صالح بن هانىء سمعت أحمد بن سلمة يقول دخلت على البخاري فقلت يا أبا عبد الله هذا رجل مقبول بخراسان خصوصا في هذه المدينة وقد لج في هذا الحديث حتى لا يقدر أحد منا أن يكلمه فيه فما ترى فقبض على لحيته ثم قال ^ وأفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد ^ ( غافر 44 ) اللهم إنك تعلم أني لم أرد المقام بنيسابور أشرا ولا بطرا ولا طلبا للرئاسة لانما أبت علي نفسي في الرجوع إلى وطني لغلبة المخالفين وقد قصدني هذا الرجل حسدا لما آتاني الله لا غير ثم قال لي يا أحمد إني خارج غدا لتتخلصوا من حديثه لأجلي قال فأخبرت جماعة أصحابنا فوالله ما شيعه غيري كنت معه حين خرج من البلد وأقام على باب البلد ثلاثة أيام لإصلاح أمره قال وسمعت محمد بن يعقوب الحافظ يقول لما استوطنالبخاري نيسابور أكثر مسلم بن الحجاج الاختلاف إليه فلما وقع بين الذهلي وبين البخاري ما وقع في مسألة اللفظ ونادى عليه ومنع الناس عنه انقطع عنه أكثر الناس غير مسلم فقال الذهلي يوما ألا من قال باللفظ فلا يحل له أن يحضر مجلسنا فأخذ مسلم رداء فوق عمامته وقام على رؤوس الناس وبعث إلى الذهلي ما كتب عنه على ظهر جمال وكان مسلم يظهر القول باللفظ ولا يكتمه قال وسمعت محمد بن يوسف المؤذن سمعت أبا حامد بن الشرقي يقول حضرت مجلس محمد بن يحيى الذهلي فقال ألا من قال لفظي بالقرآن مخلوق فلا يحضر مجلسنا فقام مسلم بن الحجاج من المجلس رواها أحمد بن منصور الشيرازي عن محمد بن يعقوب فزاد وتبعه أحمد بن سلمة قال أحمد بن منصور الشيرازي سمعت محمد بن يعقوب الأخرم سمعت أصحابنا يقولون لما قام مسلم وأحمد بن سلمة من مجلس الذهلي قال الذهلي لا يساكنني هذا الرجل في البلد فخشي البخاري وسافر وقال محمد بن أبي حاتم أتى رجل عبد الله البخاري فقال يا أبا عبد الله إن فلانا يكفرك فقال قال النبي صلى الله عليه وسلم إذا قال الرجللأخيه يا كافر فقد باء به أحدهما وكان كثير من أصحابه يقولون له إن بعض الناس يقع فيك فيقول ^ إن كيد الشيطان كان ضعيفا ^ ( النساء 76 ) ويتلو أيضا ^ ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله ^ ( فاطر 43 ) فقال له عبد المجيد بن إبراهيم كيف لا تدعو الله على هؤلاء الذين يظلمونك ويتناولونك ويبهتونك فقال قال النبي صلى الله عليه وسلم اصبروا حتى تلقوني على الحوض وقال صلى الله علية وسلم من دعا على ظالمه فقد انتصر قال محمد بن أبي حاتم وسمعته يقول لم يكن يتعرض لنا قط أحد من أفناء الناس إلا رمي بقارعة ولم يسلم وكلما حدث الجهال أنفسهم أن يمكروا بنا رأيت من ليلتي في المنام نارا توقد ثم تطفأ من غير أن ينتفع بها فأتأول قوله تعالى ^ كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله ^( المائدة 64 ) وكان هجيراه من الليل إذا أتيته في آخر مقدمه من العراق ^ إن ينصركم الله فلا غالب لكم وإن يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده ^ ( آل عمران 160 ) الآية وقال أحمد بن منصور الشيرازي سمعت القاسم بن القاسم يقول سمعت إبراهيم وراق أحمد بن سيار يقول لنا قدم البخاري مرو استقبله أحمد بن سيار فيمن استقبله فقال له أحمد يا أبا عبد الله نحن لا نخالفك فيما تقول ولكن العامة لا تحمل ذا منك فقال البخاري إني أخشى النار أسأل عن شيء أعلمه حقا أن أقول غيره فانصرف عنه أحمد بن سيار وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم في الجرح والتعديل قدم محمد بن إسماعيل الري سنة خمسين ومئتين وسمع منه أبي وأبو زرعة وتركا حديثه عندما كتب إليهما محمد بن يحيى أنه أظهر عندهم بنيسابور أن لفظه بالقرآن مخلوققلت إن تركا حديثه أو لم يتركاه البخاري ثقة مأمون محتج به في العالم ذكر محنته مع أمير بخارى روى أحمد بن منصور الشيرازي قال سمعت بعض أصحابنا يقول لما قدم أبوعبد الله بخارى نصب له القباب على فرسخ من البلد واستقبله عامة أهل البلد حتى لم يبق مذكور إلا استقبله ونثر عليه الدنانير والدراهم والسكر الكثير فبقي أياما قال فكتب بعد ذلك محمد بن يحيى الذهلي إلى خالد بن أحمد أمير بخارى إن هذا الرجل قد أظهر خلاف السنة فقرأ كتابه على أهل بخارى فقالوا لا نفارقه فأمره الأمير بالخروج من البلد فخرج قال أحمد بن منصور فحكى لي بعض أصحابنا عن إبراهيم بن معقل النسفي قال رأيت محمد بن إسماعيل في اليوم الذي أخرج فيه من بخارى فتقدمت إليه فقلت يا أبا عبد الله كيف ترى هذا اليوم من اليوم الذي نثر عليك فيه ما نثر فقال لا أبالي إذا سلم ديني قال فخرج إلى بيكند فسار الناس معه حزبين حزب معه وحزب عليهإلى أن كتب إليه أهل سمرقند فسألوه أن يقدم عليهم فقدم إلى أن وصل بعض قرى سمرقند فوقع بين أهل سمرقند فتنة من سببه قوم يريدون إدخاله البلد وقوم لا يريدون ذلك إلى أن اتفقوا على أن يدخل إليهم فاتصل به الخبر وما وقع بينهم بسببه فخرج يريد أن يركب فلما استوى على دابته قال اللهم خر لي ثلاثا فسقط ميتا فاتصل بأهل سمرقند فحضروه بأجمعهم هذه حكاية شاذة منقطعة والصحيح ما يأتي خلافها قال غنجار في تاريخه سمعت أبا عمرو أحمد بن محمد المقرئ سمعت بكر بن منير بن خليد بن عسكر يقول بعث الأمير خالد ابن أحمد الذهلي والي بخارى إلى محمد بن إسماعيل أن احمل إلي كتاب الجامع و التاريخ وغيرهما لأسمع منك فقال لرسوله أنا لا أذل العلم ولا أحمله إلى أبواب الناس فإن كانت لك إلى شيء منه حاجة فاحضر في مسجدي أو في داري وإن لم يعجبك هذا فإنك سلطان فامنعني من المجلس ليكون لي عذر عند الله يوم القيامة لأني لا أكتم العلم لقول النبي صلى الله عليه وسلم من سئل عن علم فكتمه ألجم بلجام من نار فكان سبب الوحشة بينهما هذا وقال الحاكم سمعت محمد بن العباس الضبي يقول سمعت أبابكر بن أبي عمرو الحافظ البخاري يقول كان سبب منافرة أبي عبد الله أن خالد بن أحمد الذهلي الأمير خليفة الطاهرية ببخارى سأل أن يحضر منزله فيقرأ الجامع و التاريخ على أولاده فامتنع عن الحضور عنده فراسله بأن يعقد مجلسا لأولاده لا يحضره غيرهم فامتنع وقال لا أخص أحدا فاستعان الأمير بحريث بن أبي الورقاء وغيره حتى تكلموا في مذهبه ونفاه عن البلد فدعا عليهم فلم يأت إلا شهر حتى ورد أمر الطاهرية بأن ينادى على خالد في البلد فنودي عليه على أتان وأما حريث فإنه ابتلي بأهله فرأى فيما ما يجل عن الوصف وأما فلان فابتلي بأولاده وأراه الله فيهم البلايا وقال الحاكم حدثنا خلف بن محمد حدثنا سهل بن شاذوبه قال كان محمد بن إسماعيل يسكن سكة الدهقان وكان جماعة يختلفون إليه يظهرون شعار أهل الحديث من إفراد الإقامة ورفع الأيدي في الصلاة وغير ذلك فقال حريث بن أبي الورقاء وغيره هذا رجل مشغب وهو يفسد علينا هذه المدينة وقد أخرجه محمد بن يحيى من نيسابور وهو إمام أهل الحديث فاحتجوا عليه بابن يحيى واستعانوا عليه بالسلطان في نفيه من البلد فأخرج وكان محمد بن إسماعيل ورعا يتجنب السلطان ولا يدخل عليهم قال الحاكم سمعت أحمد بن محمد بن واصل البيكندي سمعت أبي يقول من الله علينا بخروج أبي عبد الله ومقامه عندنا حتى سمعنا منه هذه الكتب وإلا من كان يصل إليه وبمقامه في هذه النواحي فربروبيكند بقيت هذه الآثار فيها وتخرج الناس به قلت خالد بن أحمد الأمير قال الحاكم له ببخارى آثار محمودة كلها إلا موجدته على البخاري فإنها زلة وسبب لزوال ملكه سمع إسحاق بن راهويه وعبيد الله بن عمر القواريري وطائفة حدثنا عنه بهمذان عبد الرحمن الجلاب وبمرو علي بن محمد الأزرق وكان قد مال إلى يعقوب بن الليث فلما حج حبسوه ببغداد حتى مات لسنته وهي سنة تسع وستين ومئتين ذكر وفاته قال ابن عدي سمعت عبد القدوس بن عبد الجبار السمرقندي يقول جاء محمد بن إسماعيل إلى خرتنك قرية على فرسخين من سمرقند وكان له بها أقرباء فنزل عندهم فسمعته ليلة يدعو وقد فرغ من صلاة الليل اللهم إنه قد ضاقت علي الأرض بما رحبت فاقبضني إليك فما تم الشهر حتى مات وقبره بخرتنك وقال محمد بن أبي حاتم سمعت أبا منصور غالب بن جبريل وهو الذي نزل عليه أبو عبد الله يقول إنه أقام عندنا أياما فمرض واشتد به المرض حتى وجه رسولا إلى مدينة سمرقند في إخراج محمد فلما وافىتهيأ للركوب فلبس خفيه وتعمم فلما مشى قدر عشرين خطوة أو نحوها وأنا آخذ بعضده ورجل أخذ معي يقوده إلى الدابة ليركبها فقال رحمه الله أرسلوني فقد ضعف فدعا بدعوات ثم اضطجع فقضى رحمه الله فسأل منه العرق شيء لا يوصف فما سكن منه العرق إلى أن أدرجناه في ثيابه وكان فيما قال لنا وأوصى إلينا أن كفنوني في ثلاثة أثواب بيض ليس فيها قميص ولا عمامة ففعلنا ذلك فلما دفناه فاح من تراب قبره رائحة غالية أطيب من المسك فدام ذلك أياما ثم علت سواري بيض في السماء مستطيلة بحذاء قبره فجعل الناس يختلفون ويتعجبون وأما التراب فإنهم كانوا يرفعون عن القبر حتى ظهر القبر ولم نكن نقدر على حفظ القبر بالحراس وغلبنا على أنفسنا فنصبنا على القبر خشبا مشبكا لم يكن أحد يقدر على الوصول إلى القبر فكانوا يرفعون ما حول القبر من التراب ولم يكونوا يخلصون إلى القبر وأما ريح الطيب فإنه تداوم أياما كثيرة حتى تحدث أهل البلدة وتعجبوا من ذلك وظهر عند مخالفيه أمره بعد وفاته وخرج بعض مخالفيه إلى قبره وأظهروا التوبة والندامة مما كانوا شرعوا فيه من مذموم المذهب قال محمد بن أبي حاتم ولم يعش أبو منصور غالب بن جبريل بعده إلا القليل وأوصى أن يدفن إلى جنبهوقال محمد بن محمد بن مكي الجرجاني سمعت عبد الواحد بن آدم الطواويسي يقول رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم ومعه جماعة من أصحابه وهو واقف في موضع فسلمت عليه فرد علي السلام فقلت ما وقوفك يا رسول الله قال أنتظر محمد بن إسماعيل البخاري فلما كان بعد أيام بلغني موته فنظرت فإذا قد مات في الساعة التي رأيت النبي صلى الله عليه وسلم فيها وقال خلف بن محمد الخيام سمعت مهيب بن سليم الكرميني يقول مات عندنا البخاري ليلة عيد الفطر سنة ست وخمسين وقد بلغ اثنتين وستين سنة وكان في بيت وحده فوجدناه لما أصبح وهو ميت وقال ابن عدي سمعت الحسن بن الحسين البزاز البخاري يقول توفي البخاري ليلة السبت ليلة الفطر عند صلاة العشاء ودفن يوم الفطر بعد صلاة الظهر سنة ست وخمسين ومئتين وعاش اثنتين وستين سنة إلا ثلاثة عشر يوما وقال محمد بن أبي حاتم سمعت أبا ذر يقول رأيت محمد بن حاتم الخلقاني في المنام وكان من أصحاب محمد بن حفص فسألته وأنا أعرف أنه ميت عن شيخي رحمه الله هل رأيته قال نعم رأيته وهو ذاك يشير إلى ناحية سطح من سطوح المنزل ثم سألته عن أبي عبد الله محمد بن إسماعيل فقال رأيته وأشار إلى السماء إشارة كاد أن يسقط منها لعلو ما يشيروقال أبو علي الغساني أخبرنا أبو الفتح نصر بن الحسن السكتي السمرقندي قدم علينا بلنسية عام أربعين وستين وأربع مئة قال قحط المطر عندنا بسمرقند في بعض الأعوام فاستسقى الناس مرارا فلم يسقوا فأتى رجل صالح معروف بالصلاح إلى قاضي سمرقند فقال له إني رأيت رأيا أعرضه عليك قال وما هو قال أرى أن تخرج ويخرج الناس معك إلى قبر الإمام محمد بن إسماعيل البخاري وقبره بخرتنك ونستسقي عنده فعسى الله أن يسقينا قال فقال القاضي نعم ما رأيت فخرج القاضي والناس معه واستسقى القاضي بالناس وبكى الناس عند القبر وتشفعوا بصاحبه فأرسل الله تعالى السماء بماء عظيم غزير أقام الناس من أجله بخرتنك سبعة أيام أو نحوها لا يستطيع أحد الوصول إلى سمرقند من كثرة المطر وغزارته وبين خرتنك وسمرقند نحو ثلاثة أميال وقال الخطيب في تاريخه أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسن القاضي الحرشي بنيسابور قال سمعت أبا إسحاق إبراهيم بن أحمد الفقيه البلخي ( ح ) قال الخطيب سمعت أحمد بن عبد الله الصفار البلخي يقول سمعت أبا إسحاق المستملي يروي عن محمد بن يوسف الفربري أنه كان يقول سمع كتاب الصحيح لمحمد بن إسماعيل تسعون ألف رجل فما بقي أحد يرويه غيريذكر الصحابة الذين أخرج لهم البخاري ولم يرو عنهم سوى واحد مرداس الأسلمي عنه قيس بن أبي حازم حزن المخزومي تفرد عنه ابنه أبو سعيد المسيب بن حزن زاهر بن الأسود عنه ابنه مجزأة عبد الله بن هشام بن زهرة القرشي عنه حفيدة زهرة بن معبد عمرو بن تغلب عنه الحسن البصري عبد الله بن ثعلبة بن صعير روى عنه الزهري قوله سنين أبو جميلة السلمي عنه الزهري أبو سعيد بن المعلى تفرد عنه حفص بن عاصم سويد بن النعمان الأنصاري شجري تفرد بالحديث عنه بشير بن يسار خولة بنت ثامر عنها النعمان ابن أبي عياش فجملتهم عشرة فصل تاريخ البخاري يشتمل على نحو من أربعين ألفا وزيادة وكتابه في الضعفاء دون السبع مئة نفس ومن خرج لهم في صحيحه دون الألفين قال ذلك أبو بكر الحازمي فصحيحه مختصر جداوقدنقل الإسماعيلي عمن حكى عن البخاري قال لم أخرج في الكتاب إلا صحيحا قال وما تركت من الصحيح أكثر لبعضهم * صحيح البخاري لو أنصفوه * لما خط إلابماء الذهب * * هو الفرق بين الهدى والعمى * هو السد بين الفتى والعطب * * أسانيد مثل نجوم السماء * أمام متون كمثل الشهب * * به قام ميزان دين الرسول * ودان به العجم بعد العرب * * حجاب من النار لا شك فيه * تميز بين الرضى والغضب * * وستر رقيق إلى المصطفى * ونص مبين لكشف الريب * * فيا عالما أجمع العالمون * على فضل رتبته في الريب * * سبقت الأئمة فيما جمعت * وفزت على رغمهم بالقصب * * نفيت الضعيف من الناقلين * ومن كان متهما بالكذب * * وأبرزت في حسن ترتيبه * وتبويبه عجبا للعجب * * فأعطاك مولاك ما تشتهيه * وأجزل حظك فيما وهب * |