أبو جندل بن سهيل بن عمرو القرشي العامري تقدم نسبه في ترجمة والده قيل اسمه عبد الله وكان من السابقين إلى الإسلام وممن عذب بسبب إسلامه ثبت ذكره في صحيح البخاري في قصة الحديبية من طريق معمر عن الزهري عن عروة عن المسور بن مخرمة ومروان بن الحكم فذكر القصة قال وجاء أبو جندل بن سهيل يرسف في قيوده فقال يا معشر المسلمين أرد إلى المشركين وقد جئت مسلما ألا ترون إلى ما لقيت وكان قد عذب عذابا شديدا وكان مجيئه قبل فراغ الكتاب فقال النبي صلى الله عليه وسلم أجزه لي فامتنع وقال هذا ما أقاضيك عليه فقال إنا لم نقض الكتاب بعد قال فوالله لا أصالحك على شيء أبدا فأخذ سهيل بن عمر وأبوه فرجع به فذكر قصة إسلامه ولحاقه بأبي بصير بساحل البحر وانضم إليهما جماعة لا يدعون لقريش شيئا إلا أخذوه حتى بعثوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يسألونه أن يضمهم إليه وأورده البغوي من طريق عبد الرزاق مطولا وقد ساقها بن إسحاق عن الزهري مطولة وثبت ذكره في الصحيح في حديث سهل بن سعد أيضا أنه قال يوم صفين أيها الناس اتهموا رأيكم لقد رأيتني يوم أبي جندل ولو أستطيع أن أرد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم لرددته يعني في أمر أبي جندل وذكره أهل المغازي فيمن شهد بدرا وكان أقبل مع المشركين فانحاز إلى المسلمين ثم أسر بعد ذلك وعذب ليرجع عن دينه ثم لما كان في فتح مكة كان هو الذي استأمن لأبيه ذكر ذلك الواقدي من حديث سهيل قال لما دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة أغلقت بابي وأرسلت ابني عبد الله أن اطلب لي جوارا من محمد فذكر الحديث في تأمينه إياه واستشهد أبو جندل باليمامة وهو بن ثمان وثلاثين سنة قاله خليفة وابن إسحاق وأبو معشر وغيرهم